تاريخ مدينة دمشق - ج ٩

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٩

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٦٠
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (١) : إسماعيل بن علي بن الحسين بن بندار بن المثنّى ، أبو سعد الواعظ الأستراباذي. قدم علينا بغداد حاجّا وسمعت منه بها حديثا واحدا مسندا منكرا ، وذلك في ذي القعدة من سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة.

[قال :](٢) ثم لقيته ببيت المقدس عند عودي من الحجّ في سنة ست وأربعين وأربعمائة ، فحدّثني عن شافع بن محمد بن أبي عوانة الإسفرايني وعن أبي العباس الرّازي الضرير ، وعلي بن محمد الطيبي ، وأبي سعد (٣) بن أبي بكر الإسماعيلي ، وأبي عبد الله بن البيّع النّيسابوري (٤) ، وأبي عبد الرّحمن السّلمي ، وأبي الفضل محمد بن جعفر الخزاعي. وسألته عن مولده فقال : ولدت بأسفراين في سنة خمس وسبعين وثلاثمائة ، ومات ببيت المقدس على ما بلغني في المحرم سنة ثمان وأربعين وأربعمائة.

٧٥٢ ـ إسماعيل بن علي بن الحسين بن محمد بن زنجويه

أبو سعد الرازي المعروف بالسّمّان الحافظ (٥)

قدم دمشق طالب علم ، وكان من المكثرين الجوّالين ، سمع من نحو من أربعة آلاف شيخ.

وسمع بدمشق : أبا محمد بن أبي نصر وجماعة سواه ، وببغداد : أبا طاهر المخلّص ، ومحمد بن بكران بن عمران ، ومحمد بن عمر بن محمد بن حميد بن بهتة (٦) ، ومحمد بن علي بن أحمد السّقطي ، وبالري : عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن فضالة ، وعلي بن عبيد الله بن أحمد بن محمد بن يحيى الفقيه وبمكة : أبا محمد بن النّحّاس ، وأحمد بن إبراهيم بن فراس.

__________________

(١) تاريخ بغداد ٦ / ٣١٥.

(٢) زيادة للإيضاح ، والعبارة التالية تتمة كلام أبي بكر الخطيب تاريخ بغداد ٦ / ٣١٦.

(٣) كذا بالأصل ما بين الرقمين ، وفي تاريخ بغداد : وأبي سعد بن أبي بكر الإسماعيلي البيع النيسابوري وفي م كالأصل.

(٤) كذا بالأصل ما بين الرقمين ، وفي تاريخ بغداد : وأبي سعد بن أبي بكر الإسماعيلي البيع النيسابوري وفي م كالأصل.

(٥) بغية الطلب لابن العديم ٤ / ١٧٠٦ وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٥ وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر ترجمت له.

(٦) ضبطت عن التبصير ١ / ١٠٩.

٢١

روى عنه أبو بكر الخطيب وعبد العزيز الكتاني ، وجماعة من أهل بلده منهم : ابن أخيه أبو بكر طاهر بن الحسين (١).

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد ـ في كتابه ـ.

ثم أخبرنا أبو محمد بن طاوس عنه قال : نا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين الحافظ الرازي قدم علينا قال قرأت على أحمد بن محمد بن عمران بن عروة ، حدّثكم محمد بن زهير بن الفضل ـ أبو يعلى ـ نا محمد بن يحيى بن نافع ، نا عيسى بن شعيب ، عن روح بن القاسم ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «علم لا يفاد به ككنز لا ينفق منه» الصواب : «يقال به» [٢٢٧٩].

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، نا أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين بن محمد السمّان الرازي ـ قدم علينا ـ نا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن بن العباس قراءة عليه ، نا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، نا أبو نصر عبد الملك بن عبد [العزيز](٢) التّمّار ، نا حمّاد بن سلمة ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قرأ هذه الآية : (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعالَمِينَ)(٣) قال : «يقومون حتى يبلغ الرشح أطراف آذانهم» [٢٢٨٠].

سمعت أبا أحمد معمر بن عبد الواحد بن رجاء بن الفاخر بجرباذقان يقول : سمعت أحمد بن محمد بن الفضل ، وعبد الرحيم بن علي الحاجي يقولان : سمعنا الشيخ أبا الفضل محمد بن طاهر المقدسي الحافظ يقول : سمعت المرتضى أبا الحسن المطهّر بن علي العلوي ـ بالري ـ يقول : سمعت أبا سعد السمّان ـ إمام المعتزلة ـ يقول : من لم يكتب الحديث لم يتغرغر بحلاوة الإسلام (٤).

سألت أبا منصور عبد الرحيم بن المظفر بن عبد الرحيم الحمدوي الرّازي ـ بالري ـ عن وفاة أبي سعد السّمّان الرازي ، فقال : توفي سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة

__________________

(١) زيد في سير الأعلام ١٨ / ٥٦ قال : قلت : وروى عنه أبو علي الحداد.

(٢) بياض بالأصل ، وما بين معكوفتين زيادة مستدركة عن الأنساب (التمار) وفي م : عبد الملك بن عمر.

(٣) سورة المطففون ، الآية : ٦.

(٤) سير أعلام النبلاء ١٨ / ٥٧.

٢٢

وكان عدلي المذهب ـ يعني معتزليا ـ وكان له ثلاثة آلاف وستمائة شيخ ، وصنف كتبا كثيرة ، ولم يتأهل قط (١).

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد الكتّاني ، قال : بلغني وفاة أبي سعد إسماعيل بن علي الحافظ الرّازي السمّان بالري في شعبان سنة سبع وأربعين ، قدم علينا دمشق وسمع بها من شيوخه عبد الرحمن بن عثمان بن أبي نصر وغيره ، حدّث عن أبي طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلّص البغدادي وغيره ، وكان من الحفاظ الكبار ، وكان فيه زهد وورع ، وكان يذهب إلى الاعتزال (٢).

حدّثنا أبو محمد عمر بن محمد الكلبيّ (٣) ، قال : وجدت على ظهر جزء : مات الشيخ الزاهد أبو سعد إسماعيل بن علي بن الحسين السمّان وقت العتمة من ليلة الأربعاء الرابع والعشرين من شعبان سنة خمس وأربعين وأربعمائة ، شيخ العدلية (٤) وعالمهم وفقيههم ومتكلّمهم ومحدّثهم ، وكان إماما بلا مدافعة في القراءات والحديث ، ومعرفة الرجال والأنساب ، والفرائض والحساب ، والشروط والمقدورات ، وكان (٥) إماما أيضا في فقه أبي حنيفة وأصحابه ، وفي معرفة الخلاف بين أبي حنيفة والشافعي ، وفي فقه الزيدية ، وفي الكلام ، وكان يذهب مذهب الحسن البصري ، ومذهب الشيخ أبي هاشم (٦) ؛ وكان قد حجّ بيت الله الحرام وزار القبر ، ودخل العراق ، والشامات ، والحجاز ، وبلاد المغرب ، وشاهد الرجال والشيوخ ، وقرأ على ثلاثة آلاف رجل من شيوخ زمانه ، وقصد أصبهان لطلب الحديث في آخر عمره ، وكان يقال في مدحه وتقريظه : إنه ما شاهد مثل نفسه ؛ وكان مع هذه الخصال الحميدة زاهدا ورعا مجتهدا

__________________

(١) الخبر في بغية الطلب ٤ / ١٧١٢ نقلا عن ابن عساكر ، وفيه «الحمدوني» بدل «الحمدوي».

(٢) بغية الطلب ٤ / ١٧١٢ ـ ١٧١٣ وسير الأعلام ١٨ / ٥٧.

(٣) الخبر في بغية الطلب ٤ / ١٧١٤ وسير الأعلام ١٨ / ٥٧ ـ ٥٨.

(٤) العدلية : المعتزلة.

(٥) إلى هنا ينتهي كلام الكلبي كما في ابن العديم ، والقول التالي نقله ابن العديم عن الحسين بن محمد بن مردك ، قال ابن العديم : وقد خلط ابن عساكر القولين دون أن يشير إلى ابن مردك.

(٦) هو شيخ المعتزلة عبد السلام بن محمد بن عبد الوهاب البصري الجبائي ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٣٢ (ترجمة).

قال الذهبي : وأما قول القائل : كان يذهب مذهب الحسن ، فمردود ، قد كانت هفوة في ذلك من الحسن وثبت أنه رجع عنها ولله الحمد.

٢٣

قوّاما صوّاما ، قانعا راضيا. لم يتحرم في مدّة عمره ، وقد أتى عليه أربع وسبعون سنة. بطعام واحد ، ولم يدخل يده في قصعة إنسان ، ولم يكن لأحد عليه منّة ولا يد في حضره ولا في سفره.

مات رحمه‌الله تعالى ولم يكن له مظلمة ولا تبعة من مال ولا لسان ؛ كانت أوقاته موقوفة على قراءة القرآن والتدريس والرواية والدّراية ، والإرشاد والهداية ، والوراقة والقراءة.

خلّف ما جمعه في طول عمره من الكتب وجعلها وقفا على المسلمين. كان رحمه‌الله تعالى تاريخ الزمان وشيخ الإسلام وبقية السّلف والخلف.

مات في مرضه وما فاتته فريضة ولا صلاة ، وما سال منه لعاب ، ولا تلوث له ثياب ، وما تغيّر لونه ؛ كان مع ما به من الضّعف يجدد التوبة ، ويكثر الاستغفار ؛ ودفن غد ليلته يوم الأربعاء الرابع وعشرين من شعبان سنة خمس وأربعين وأربعمائة ، بجبل طبرك (١) ، بقرب الفقيه محمد بن الحسن الشيباني ، بجنب قبر أبي الفتح عبد الرّزّاق بن مردك.

٧٥٣ ـ إسماعيل بن عليّ بن عبد الله بن عبّاس

ابن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف

أبو الحسن الهاشمي (٢)

عمّ السفاح والمنصور ، وكان معهم بالحميمة (٣) وخرج معهم حين خرجوا لطلب الخلافة ، وولي إمرة الموسم سنة سبع وثلاثين ومائة في خلافة المنصور ، وولي البصرة.

كتب إليّ أبو جعفر الهمذاني ، أنا أبو بكر الصّفّار ، أنا أبو بكر بن منجويه ، أنا الحاكم أبو أحمد ، قال : أبو الحسن إسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس أخو سليمان وداود ومحمد وعيسى ، وعبد الصّمد.

__________________

(١) قرب مدينة الري على يمين القاصد إلى خراسان (معجم البلدان).

(٢) له ذكر في تاريخ الطبري في أكثر من موضع ، انظر الجزء السابع ٤٢٣ و ٤٩٦ و ٥١٤.

(٣) الحميمة : بلفظ تصغير الحمة ، بلد من أرض الشراة من أعمال عمان في أطراف الشام (معجم البلدان).

٢٤

أنا الثّقفي ، قال : سمعت عبيد الله بن محمد بن سليمان بن جعفر بن سليمان يقول : إسماعيل بن علي يكنى أبا الحسن.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا محمد بن هبة الله ، أنا محمد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، نا سلمة.

قال : وقال أحمد بن حنبل عن إسحاق بن عيسى ، عن أبي معشر : فحج إسماعيل بن علي سنة سبع وثلاثين ومائة ، وفي سنة اثنتين وأربعين ومائة حج بالناس إسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس وعلى مكة الهيثم بن معاوية (١).

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق النّهاوندي ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خيّاط ، قال (٢) : وأقام الحج ـ يعني سنة سبع وثلاثين ـ إسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس ، ولم تك تلك السنة صائفة.

وقال خليفة (٣) : سنة اثنتين وأربعين أقام الحجّ إسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النقور وأبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب ، قالا : أنا أبو طاهر المخلّص ، نا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرحمن السّكري ، نا أبو يعلى زكريا بن يحيى المنقري ، نا الأصمعي ، قال : ثم ولّى يعني المنصور ـ البصرة سوّار بن عبد الله الأحداث مع القضاء والصّلاة ، فلما مات سوّار ولّى إسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس ثم عزله ، وأقام سفيان بن معاوية ثم عزله ، وولّى سلم بن قتيبة ثم عزله ، وذكر غيرهم.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق النّهاوندي ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خيّاط ، قال (٤) : وولّى ـ يعني المنصور ـ عيسى بن عمرو السّكسكي سنة ثلاث وأربعين ومائة فكناه أهل البصرة

__________________

(١) انظر المعرفة والتاريخ ١ / ١١٩ و ١٢٤.

(٢) تاريخ خليفة ص ٤١٧.

(٣) تاريخ خليفة ص ٤٢٠.

(٤) تاريخ خليفة ص ٤٣٠ ـ ٤٣١ في تسمية عمال أبي جعفر ـ البصرة. والزيادة عن خليفة.

٢٥

أبا الجمل ، ثم عزله وولّى إسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس في هذه السنة أيضا ، ثم شخص إسماعيل بن علي واستخلف علي البصرة محمد بن سليمان بن علي فعزله أبو جعفر وولّى سفيان بن معاوية [بن يزيد بن المهلّب].

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان الطّوسي ، نا الزّبير بن بكّار ، حدثني مبارك الطّبري قال : لما قدم إسماعيل بن علي من واسط أنزله أمير المؤمنين المنصور في منزل في داره ، وفتح خوخة بينه وبينه ، ثم جاءه أمير المؤمنين المنصور ـ ونحن معه ـ فسلّم عليه ، وعرض عليه تقديم أمير المؤمنين المهدي على عيسى بن موسى في ولاية العهد فأجابه إلى ذلك وبايعه.

وذكر إبراهيم بن عيسى بن المنصور ، أن إسماعيل بن عليّ ولد بالسّراة سنة ثلاث ومائة وتوفي سنة سبع وأربعين ومائة وأمّه وأمّ عبد الصمد كثيرة التي يقول فيها ابن قيس الرّقيّات :

عاد له (١) من كثيرة الطرب

[فعينه بالدّموع تنسكب](٢)

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، وأبو الوحش سبيع بن المسلّم المقرئ ، عن أبي الحسن رشأ بن نظيف ، أنا أبو شعيب عبد الرحمن بن محمد المكتب ، وأبو محمد عبد الله بن عبد الرحمن المصريان ، قالا : أنا الحسن بن رشيق ، أنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد الدّولابي ، أخبرني محمد ـ يعني ابن إبراهيم بن هاشم ـ عن أبيه عن محمد بن عمر ، قال : وفيها ـ يعني سنة ست وأربعين ومائة ـ مات إسماعيل بن علي بن عبد الله بن العباس بالكوفة ودفن بها. وكذا ذكر ابن عفير.

٧٥٤ ـ إسماعيل بن علي

أبو محمد بن العين زربيّ (٣)

شاعر محسن.

أنشدنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، أنشدنا خالي أحمد بن محمد بن عقيل

__________________

(١) بالأصل «عاذلة» والمثبت عن ديوانه ص ١.

(٢) بالأصل صدر البيت فقط ، وزيادة العجز عن الديوان.

(٣) ترجمته في بغية الطلب ٤ / ١٧١٨ والوافي بالوفيات ٩ / ١٦٨ وفوات الوفيات ١ / ١٨٢. ـ والعين زربي نسبة إلى عين زربة أو عين زربى بلد بالثغر من نواحي المصيصة.

٢٦

الشهرزوري لإسماعيل بن العين زربي (١) :

وحقّكم لا زرتكم في دجنّة

من الليل تخفيني كأنّي سارق

ولا زرت إلّا والسيوف هواتف

إليّ وأطراف الرماح لواحق

وقرأت بخط أخيه حمزة بن علي بن العين زربي لأخيه أبي محمد إسماعيل بن عليّ (٢) :

أيا راقد اللّيل حتى (٣) يقال

إذا هجع الجفن : زار الخيال

فما لي ـ وعهدك ـ عهد به

ولا سرّ جفنيّ منه اكتحال

أحنّ إلى ساكنات الحجاز

وقد حجزتني أمور ثقال

وأحنّو على طيّبات (٤) هناك

وقد تشتهي النّفس ما لا يقال (٥)

وجدتك (٦) يا قلب عن حبّهنّ

وقلت : أما آن منهنّ آل

وما هنّ سمر طوال برزن

بلى في الحشى هنّ سمر طوال

بكيت ففاضت بحور الدّموع

كأنّ (٧) لها من جفوني انثيال

وظنّ العواذل أنّي قد سلوت

لفقد البكاء وجاءوا فقالوا :

حقيق حقيق وجدت السلوّ

عنها؟ فقلت : محال محال (٨)

دليل على أنّني ما سلوت ذاك

التّثنّي وذاك الدّلال

لهيبا ينفّث من طرفها

إذا ما بدت له سحر حلال

وهي أطول من هذا.

وقرأت بخط أخيه حمزة له (٩) :

__________________

(١) البيتان في بغية الطلب ٤ / ١٧٢٠ والوافي والفوات.

(٢) الأبيات في بغية الطلب ٤ / ١٧١٩ وبعضها في الوافي والفوات.

(٣) بغية الطلب : حقّ يقال.

(٤) بغية الطلب : ظبيات.

(٥) بغية الطلب : ما لا تنال.

(٦) بغية الطلب : زجرتك.

(٧) الوافي وبغية الطلب : وكان لها.

(٨) الوافي : فقلت : محال محال محال.

(٩) الأبيات في بغية الطلب ٤ / ١٧٢٠.

٢٧

ما علي ما قلت تعويل

كلّه مطل وتعليل

يا غزالا غير مكتحل

طرفه بالسّحر مكحول (١)

كلّما حمّلت من سقم

فعلى الأجفان محمول

ربّ ليل ظلّ يجمعنا

كلّه ضمّ وتقبيل

أشرقت كاساته وعلت

في أعاليها أكاليل

أشموس لحن مشرقة

أم كئوس أم قناديل

في يديّ بدر يطوف بها

من جنان الخلد منقول

لم يشن أعطافه قصر

فيه بتمجين (٢) ولا طول

وكأنّ الحسن صاح بنا

حين وافى : نحوه ميلوا

كم أباطيل نعمت بها

حبّذا تلك الأباطيل

قرأت بخط أبي محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن سنان الحلبي ، أنشدنا أبو محمد إسماعيل بن العين زربيّ الكاتب بدمشق لنفسه (٣) :

ترك الظاعنون قلبي بلا قل

ب وعيني عينا من الهملان

وإذا لم تفض دما وما سحب أجفا

ني على بعدهم فما أجفاني

حلّ في مقلتي فلو فتّشوها

كان ذاك الإنسان في الإنساني

قرأت بخط لبعض أهل العلم لإسماعيل بن العين زربيّ الدمشقي الشاعر (٤) :

ألا يا حمام الأيك عشّك آهل

وغصنك مياس (٥) وإلفك حاضر

أتبكي وما امتدّت إليك يد النّوى

ببين ولم (٦) يذعر جنابك ذاعر

لعمر الذي أولاك نعمة محسن

لأنت بما أولى وأنعم كافر

__________________

(١) سقط من بغية الطلب.

(٢) بغية الطلب : فيه تهجين.

(٣) الأبيات في بغية الطلب ٤ / ١٧١٩.

(٤) الأبيات نقلها في مختصر ابن منظور ٤ / ٣٧٢ والأول والثاني في الوافي ، والفوات.

(٥) الوافي : ميّاد.

(٦) بالأصل : «ولم يدغر جناحك داغر» والمثبت عن المختصر والوافي.

٢٨

وله (١) :

على الدّهر أبكي أم على الدّهر أعتب

على كل شيء مذ تعتّب أعتب

سئمت من العيش الذي كان بالي

وعفت من الماء الذي كنت أشرب

فكلّ حياة مع سواك منية

وكلّ ضحى في غير أرضك غيهب

[ذكر شيخنا أبو محمد بن الأكفاني أن إسماعيل بن العين زربي مولده بدمشق ، وتوفي سنة سبع وستين وأربعمائة](٢).

٧٥٥ ـ إسماعيل بن عمرو الأشدق

ابن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص

أبو محمد القرشي الأموي (٣)

روى عن : ابن عبّاس وعبيد الله بن أبي رافع ، وعثمان بن عبد الله بن الحكم.

روى عنه : مروان بن عبد الحميد ، وشريك بن عبد الله بن أبي نمر (٤) ، ويعقوب بن عبد الرحمن الزّهري ، وخالد بن إلياس القرشي ، وسليمان بن بلال ، وأبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة.

وكان مع أبيه لما غلب على دمشق ، ثم سيّره عبد الملك إلى الحجاز مع أخوته ، ثم سكن الأعوص (٥) ، واعتزل أمر السلطان ، وكان عمر بن عبد العزيز يراه أهلا للخلافة.

أخبرنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن بن البنّا ، أنا أبو القاسم بن البسري ح.

وأخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد وأبوا محمد هبة الله بن طاوس ، ومحمود بن محمد بن مالك الرّحبي المزاحمي ، وأبو يحيى بشير بن عبد الله

__________________

(١) الأبيات نقلها في مختصر ابن منظور ٤ / ٣٧٣.

(٢) العبارة بأكملها ما بين معكوفتين سقطت من الأصل واستدركت على هامشه وبجانبها كلمة صح. ونقلها عنه ابن العديم. وذكر وفاته في الوافي ٩ / ١٦٨ سنة ثمان وستين وأربعمائة.

(٣) ترجمته في تهذيب التهذيب ١ / ٢٠٣ والوافي بالوفيات ٩ / ١٨٣ وفي م : عمر بدل عمرو.

(٤) ترجمته في سير الأعلام ٦ / ١٥٩.

(٥) الأعوص : موضع قرب المدينة (معجم البلدان).

٢٩

الروساني ، وأبو إسماعيل محمد بن محمد بن عبد الله الأكّاف قالوا : أنا أبو محمد التّميمي ، قالا : أنا أبو عمر بن مهدي ، أنا محمد بن مخلد ، نا محمد بن عثمان بن كرامة ، نا خالد بن مخلد ، حدّثني سليمان بن بلال ، حدّثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص ، عن عبيد الله بن أبي رافع ، عن ابن مسعود ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«إنّ الله عزوجل لم يبعث نبيّا إلّا وله حواريّون ، فيمكث بين أظهرهم ما شاء الله يعمل فيهم بكتاب الله عزوجل وسنّة نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فإذا انقرضوا كان من بعدهم أمراء يركبون رءوس المنابر ، يقولون ما تعرفون ، ويعملون ما تنكرون ، فإذا رأيتم أولئك فحقّ على كلّ مؤمن يجاهدهم بيده ، فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع بلسانه فبقلبه ليس وراء ذلك إسلام» [٢٢٨١].

أخبرنا أبو سعد عبد الرحمن بن عبد الله الحصيري الفقيه ، أنا أبو منصور محمد بن أحمد بن الهيثم المقوّمي (١) ، نا أبو طلحة القاسم بن أبي المنذر الخطيب القزويني (٢) ، نا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن سلمة القطّان (٣) ، نا أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة ، نا يعقوب بن حميد بن كاسب ، نا المغيرة بن عبد الرحمن ، نا خالد بن إلياس ، عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص ، عن عثمان بن عبد الله بن الحكم بن الحارث ، عن عثمان بن عفّان : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلّى على عثمان بن مظعون وكبّر عليه أربعا [٢٢٨٢].

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عديّ ، أنا القاسم بن مهدي ، نا أبو مصعب ، حدّثني مغيرة بن عبد الرحمن ، عن خالد بن إلياس نحوه إلّا أنه قال : أربع تكبيرات (٤).

وأخبرناه أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن النّقّور ، أنا أبو القاسم عيسى بن علي بن عيسى ح.

__________________

(١) ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٥٣٠ (٢٧١).

(٢) في سير الأعلام ١٧ / ٢٧١ و ٢٨٩.

(٣) ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٤٦٣.

(٤) الكامل لابن عدي ٣ / ٦ في ترجمة خالد بن إلياس بن صخر ، ترجمته في تهذيب التهذيب.

٣٠

وأخبرناه أبو عبد الله محمد بن محمد بن علي بن الحسن بن أبي عثمان الشّروطي ، أنا أبو الفرج أحمد بن عثمان بن الفضل بن جعفر المحبّري ، أنا أبو القاسم عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابة ، قالا : نا أبو القاسم البغوي ، حدّثني أحمد بن عباد الفرغاني ، نا يعقوب بن أحمد الزّهري ، نا المغيرة بن عبد الرحمن ـ زاد ابن حبابة بن الحارث بن عبد الله بن عباس ـ عن خالد بن إلياس (١).

وقال عيسى : نا خالد بن إلياس ، عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص ، عن عثمان بن عبد الله بن الحكم ، عن عثمان بن عفّان : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلّى على عثمان بن مظعون فكبّر عليه أربع تكبيرات.

وأعلى ما رفع إليّ من حديثه ما أخبرناه أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو حامد الأزهري ، أنا أبو محمد المخلدي ، أنا المؤمّل بن الحسن بن عيسى ، نا عبد الله بن حمزة الزّبيري ، حدّثني عبد الله بن نافع ، عن ابن إلياس ـ وهو خالد بن إلياس ـ عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص ، وعن عثمان بن الحكم أنّهما حدّثاه عن عبد الله بن مسعود أنه قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعلّمنا التّشهّد كما يعلّمنا السورة من القرآن ، يقول : «التّحيّات لله والصّلوات والطّيبات ، السلام عليك أيها النبيّ ورحمة الله وبركاته ، السّلام علينا وعلى عباد الله الصّالحين ، أشهد أن لا إله إلّا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله» [٢٢٨٣].

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي ح ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطّيّوري وأبو الغنائم ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد الغندجاني ـ زاد ابن خيرون : وأبو الحسين الأصبهاني ـ قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل (٢) : حدثني محمد بن مهران ، نا خالد بن مخلد ، نا سليمان ، عن شريك بن عبد الله بن أبي نمر ، عن إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص ، عن عبيد الله ، عن ابن مسعود : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما بعث الله نبيا إلّا له حواريّ» فذكر الخلفاء ، قال البخاري : إسماعيل بن عمرو بن سعيد القرشي سمع ابن

__________________

(١) بالأصل وم «إياس» والصواب ما أثبت ، انظر ما تقدم.

(٢) التاريخ الكبير ١ / قسم ١ / ٣٦٨.

٣١

عباس روى عنه مروان (١) ، وقال علي : حدّثنا سفيان : أدركنا عمّا لإسماعيل بن أمية وأيوب بن موسى يقال له : إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، أنا يوسف بن رباح بن علي ، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل ، أنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد ، نا معاوية بن صالح ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة ومحدّثيهم : إسماعيل بن عمرو بن سعيد.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء ، وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان الطّوسي ، نا الزّبير بن بكّار في تسمية ولد عمرو بن سعيد (٢) : إسماعيل ، ومحمد ، وأم كلثوم ، وأمهم : أم حبيب بنت حريث بن سليم من بني عذرة. كان إسماعيل بن عمرو يسكن الأعوص ـ في شرقي المدينة على بضعة عشر ميلا ـ وكان له فضل ، لم يتلبّس بشيء من سلطان بني أمية.

قال الزبير : حدّثني غير واحد أن عمر بن عبد العزيز قال : لو كان لي أن أعهد ما عدوت أحد رجلين : صاحب الأعوص ـ يريد إسماعيل بن عمرو ، أو أعيمش بني تميم يريد القاسم بن محمد ـ.

أخبرنا أبو بكر اللّفتواني ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمد بن يوسف ، أنا أحمد بن محمد بن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا ابن سعد قال (٣) : في الطبقة الرابعة إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص صاحب الأعوص ، ويكنى أبا محمد ، وهو الذي قال له عمر بن عبد العزيز : لو كان لي من الأمر شيء لولّيت القاسم بن محمد أو صاحب الأعوص.

وقيل له ليالي قدم داود بن علي المدينة لو تغيّبت فقال : لا والله ولا طرفة عين. وكان خيرا فاضلا.

__________________

(١) هو مروان بن عبد الحميد.

(٢) انظر نسب قريش لمصعب الزبيري ص ١٨٢.

(٣) لم يرد في طبقات ابن سعد المطبوع.

٣٢

قال : وقيل لداود : ليس بك حاجة أن يتفرّغ لك إسماعيل في الدّعاء فتركه ولم يعرض له ، وعرض لإسماعيل بن أمية وأيوب بن موسى فحبسهما بالمدينة. روى عنه سليمان بن بلال وابن أبي سبرة.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمد الجوهري عن أبي عمر بن حيّويه ، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمد بن سعد ، قال (١) : فولد عمرو بن سعيد : أميّة وسعيدا وإسماعيل ومحمدا وأم كلثوم وأمهم أم حبيب بنت حريث بن سليم بن عشّ بن لبيد بن عدّاء بن أمية بن عبد الله بن رزاح بن ربيعة بن حرام بن ضبّة (٢) بن عبد (٣) كبير بن عذرة بن قضاعة.

قال أبو عمر : وأخبرنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق ، نا الحارث ، نا محمد بن سعد ، أنا محمد بن عمر قال : كان إسماعيل بن عمرو يكنى أبا محمد وكان ينزل الأعوص على أجد عشر ميلا من المدينة طريق العراق ، وكان عابدا ناسكا.

وقال عمر بن عبد العزيز : لو كان إليّ من الأمر شيء يعني أمر الخلافة بعده لولّيتها القاسم بن محمد أو صاحب الأعوص يعني إسماعيل بن عمرو (٤). وعاش إسماعيل إلى دولة ولد العبّاس ، فقيل له ليالي قدم داود بن علي المدينة واليا على الحرمين لو تغيبت ، فقال : لا والله ولا طرفة عين ، وكان داود قد همّ به ، فقيل له : ليس بك حاجة أن يتفرغ لك إسماعيل في الدّعاء عليك ، فتركه ولم يعرض له ، وعرض لإسماعيل بن أمية بن عمرو بن سعيد ، وأيوب بن موسى بن عمرو بن سعيد فحبسهما بالمدينة. وعاش إسماعيل بن عمرو بعد ذلك يسيرا ثم مات ؛ وقد روى عنه سليمان بن بلال وأبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة وغيرهما ، وكان قليل الحديث.

قال : ونا محمد بن سعد قال : في الطبقة الرابعة من أهل المدينة : إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وأمّه أمّ حبيب بنت

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٥ / ٢٣٧.

(٢) ابن سعد : ضنة.

(٣) ابن سعد : عبد بن كبير.

(٤) انظر ابن سعد ٥ / ٣٤٤ في ترجمة عمر بن عبد العزيز.

٣٣

حريث بن سليم بن عش بن لبيد بن عدّا بن أمية بن عبد الله بن رزاح بن ربيعة بن حرام بن ضبّة بن عبد بن كبير بن عذرة من قضاعة (١).

قال : وأنا أبو عمر بن حيويه ـ قراءة عليه ـ أنا سليمان بن إسحاق ، نا الحارث بن محمد ، نا محمد بن سعد ، أنا محمد بن عمر ، حدّثني مسلم بن خالد ، عن إسماعيل بن أميّة قال : قال عمر بن عبد العزيز : لو كان إليّ من الأمر شيء ما عدوت به القاسم بن محمد أو (٢) صاحب الأعوص إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص.

قرأت على أبي غالب بن البنّا عن أبي محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيويه ، أنا أحمد بن معروف ـ إجازة ـ نا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد ، أنا محمد بن عمر ، حدّثني مسلم بن خالد ، عن إسماعيل بن أمية قال : قال عمر بن عبد العزيز : لو كان إليّ من الأمر شيء ما عدوت به القاسم بن محمد أو (٣) صاحب الأعوص إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص. قال محمد بن عمر : وكان إسماعيل بن عمرو عابدا منقطعا قد اعتزل ، فنزل الأعوص.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا محمد بن علي بن يعقوب ، أنا محمد بن أحمد بن محمد ـ بواسط ـ أنا الأحوص بن المفضّل بن غسّان ، نا أبي ، نا الواقدي ، قال : قال عمر بن عبد العزيز : لو كان الأمر إليّ لولّيت الأعمش ـ يعني القاسم بن محمد ـ أو صاحب الأعوص ـ يريد إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص ـ وكان فاضلا خيارا مسلما ، وكان منزله بالأعوص على بريد من المدينة (٤).

أخبرنا أبو عبد الله الخلال ، أنا القاسم بن مندة ، أنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمد ح ، قال : وأنا ابن مندة ، أنا أبو علي محمد بن عبد الله ـ إجازة ـ قالا : أنا أبو محمد بن أبي حاتم (٥) ، قال : إسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص القرشي

__________________

(١) ضاع قسم كبير من تراجم المدنيين من طبقات ابن سعد ، فالمذكور ليس في القسم المطبوع من طبقات ابن سعد.

(٢) ابن سعد ٥ / ٣٤٤ : وصاحب.

(٣) ابن سعد ٥ / ٣٤٤ : وصاحب.

(٤) تهذيب التهذيب ١ / ٢٠٣.

(٥) الجرح والتعديل ١ / قسم ١ / ١ / ١٩٠.

٣٤

روى عن ابن عباس ، روى عنه مروان بن عبد الحميد ، ويعقوب بن عبد الرحمن الزّهري ، سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك. زاد أبو زرعة : يعد في الكوفيين (١) وهذا وهم.

وبلغني عن محمد بن عبيد الله العتبيّ عن أبيه قال : قال داود بن علي لإسماعيل بن عمرو بن سعيد بن العاص بعد قتله من قتل من بني أمية : أساءك ما فعلت بأصحابك؟ فقال : كانوا يدا فقطعتها وعضدا فتتّها ومرة نفضتها ، وركنا هدمته ، وجناحا نتفته قال : فإني خليق أن ألحقك بهم ، قال : إنّي إذا لسعيد.

٧٥٦ ـ إسماعيل بن عيّاش بن سليم

أبو عتبة العنسي الحمصي (٢)

روى عن شرحبيل بن مسلم الخولاني ، ومحمد بن زياد الألهاني ، وبحير بن سعد ، وثور بن يزيد ، وأبي بكر بن أبي مريم ، وعمرو بن قيس السّكوني ، وعمرو ومحمد ابني مهاجر ، وضمضم بن زرعة ، والأوزاعي ، وهشام بن [الغاز](٣) الشاميين ، وعطاء بن عجلان ، وعمر بن محمد بن زيد العمري ، وسهيل بن أبي صالح ، وعبد الله بن عثمان بن خثيم المكي ، وابن السمعاني ، وابن جريج ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، وموسى بن عقبة ، وعبيد الله بن عمر ، ومحمد بن عمرو ، وهشام بن عروة ، وإسحاق بن عبد الله بن أبي فروة الحجازيين ، والحجاج بن أرطأة ، وسفيان الثوري ، وروى عن الأعمش.

وروى عنه سفيان ، واللّيث بن سعد ، ومحمد بن إسحاق ، وعبد الله بن المبارك ، وعبد الله بن وهب ، وضمرة بن ربيعة ، وحجّاج بن محمد الأعور ، ومعتمر بن سليمان ، ومروان بن محمد الأسدي ، والوليد بن مسلم ، وموسى بن أعين ،

__________________

(١) في الجرح والتعديل : المكيين.

(٢) تاريخ بغداد ٦ / ٢٢١ وبغية الطلب لابن العديم ٤ / ١٧٢٢ وسير أعلام النبلاء ٨ / ٣١٢ وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

وبالأصل «العبسي» والمثبت «العنسي» عن المصادر ، وهذه النسبة إلى عنس من مذحج وترجمته كلها سقطت من م ، مع العلم أن ناسخ الجزء السابق منها كتب في نهايته : يتلوه إن شاء الله في الذي يليه إسماعيل بن عياش وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم.

(٣) مكانها بياض بالأصل ، والمثبت عن بغية الطلب.

٣٥

وهشام بن عمّار ، وسليمان بن عبد الرحمن ، وبقية بن الوليد ، وأبو داود الطيالسي ، وأبو قتيبة سلم بن قتيبة ، والفرج بن فضالة ، ويزيد بن هارون ، ويحيى بن حسّان ، وضمرة بن ربيعة (١) ، ويحيى بن معين ، وعبد الرحمن بن واقد الواقدي ، وهارون بن معروف ، والهيثم بن خارجة ، والحسن بن عرفة ، ومنصور بن أبي مزاحم ، وكثير بن الوليد ، والأبيض بن الأغر ، وأبو أيوب سليمان بن أيوب الحمصي ، وأبو عبيدة عبيد بن رزين الألهاني ، وعبد الوهاب بن الضّحّاك ، وإبراهيم بن العلاء ، وحمّاد بن حمير ، وأبو اليمان ، وعبد الرحمن بن عبيد الله الحلبي ، وأبو مسهر ، وأبو معمر القطيعي ، وداود بن رشيد ، وعلي بن عيّاش ، وأبو الجماهر ، وزهير بن عبّاد ، وشبابة بن سوّار ، وأبو عبيد ، ومحمد بن عيسى بن الطّباع وغيرهم.

وكان حجّاجا وكانت طريقه على دمشق ، حجّ بضع عشرة حجّة ، وبعثه أبو جعفر المنصور إلى دمشق ، فعدّل أرضها الخراجيّة (٢).

أنبأنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان ، ثم أخبرنا خالي أبو المكارم سلطان بن يحيى بن علي القرشي ـ بدمشق ـ وأبو الفرج رستم بن فرج بن عبّاس بن شيخان البغدادي التاجر ـ بنيسابور ـ وأبو الحسن علي بن محمد بن علي بن السّكن البغدادي ـ بأصبهان ـ وأبو سليمان داود بن محمد الإربلي (٣) ـ بدمشق ـ قالوا : أنا أبو القاسم بن بيان ، أنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن إبراهيم بن مخلد البزّاز ، أنا إسماعيل بن محمد الصّفّار ، نا الحسن بن عرفة ، نا إسماعيل بن عيّاش ، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي مريم الغسّاني عن رشد بن سعد ، عن سعد بن أبي وقاص ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في هذه الآية (قُلْ : هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ)(٤) فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أما إنها كائنة ، ولم يأت تأويلها بعد» [٢٢٨٤].

أخبرنا أبو محمد السّيدي ، أنا أبو سعد الجنزرودي ، أنا الحاكم أبو أحمد ، أنا أبو بكر محمد بن محمد بن سليمان ، نا هشام بن عمّار ، نا إسماعيل بن عيّاش ، نا

__________________

(١) كذا بالأصل مكررة.

(٢) بغية الطلب ٤ / ١٧٤٠ ـ ١٧٤١ نقلا عن ابن عساكر.

(٣) الإربلي نسبة إلى إربل وهي قلعة على مرحلة من الموصل (الأنساب).

وفي اللباب : على مرحلتين.

(٤) سورة الأنعام ، الآية : ٦٥.

٣٦

ضمضم بن زرعة ، عن شريح بن عبيد ، عن جبير بن نفير وكثير بن مرّة والمقدام بن معدي كرب ، وأبي أمامة الباهلي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنّ الأمير إذا ابتغى الرّيبة (١) في النّاس أفسدهم» [٢٢٨٥].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ، أنا أبو الحسن الحمّامي ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد ، نا إبراهيم بن أبي أمامة ، قال : سمعت نوح بن حبيب يقول : إسماعيل بن عيّاش يكنى أبا عتبة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا القاضي أبو العلاء ، أنا أبو بكر البابسيري ، نا الأحوص بن المفضّل ، نا أبي ، عن يحيى بن معين ، قال : وإسماعيل بن عيّاش مولى عنس (٢).

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطّيّوري ، قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل ، قال (٣) : إسماعيل بن عيّاش أبو عتبة الحمصي ، أراه العنسي ، سمع شرحبيل بن مسلم الخولاني [ومحمد بن زياد](٤) روى عنه [ابن](٥) المبارك. ما روى عن الشاميين فهو أصح.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسن بن الآبنوسي ، أنا أبو عبد الله بن أبي الحديد ، أنا أبو الحسن الرّبعي ، أنا عبد الوهاب بن الحسن ، أنا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ قال : سمعت أبا الحسن بن سميع يقول : في الطبقة السادسة إسماعيل بن عيّاش ، أبو عتبة الحمصي عنسي.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا تمام بن محمد ، أنا جعفر بن محمد بن جعفر ، نا أبو زرعة قال : في ذكر أهل حمص ، قال إسماعيل بن عيّاش.

__________________

(١) مختصر ابن منظور : الزينة.

(٢) بالأصل «عبس» والمثبت عن بغية الطلب ٤ / ١٧٢٤.

(٣) التاريخ الكبير ١ / ١ / ٣٦٩.

(٤) الزيادة في الموضعين عن البخاري.

(٥) الزيادة في الموضعين عن البخاري.

٣٧

قرأنا على أبي عبد الله بن البنّا ، عن أبي تمام الواسطي ، عن أبي عمر بن حيّويه ، أنا محمد بن القاسم بن جعفر ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، قال : وإسماعيل بن عيّاش يكنى أبا عتبة ، حدّثنا بذاك الوليد بن شجاع ، وسمعت أبي يقول : كان إسماعيل بن عيّاش أحول (١).

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني ، أنا أبو بكر أحمد بن منصور ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكّي بن عبدان ، قال سمعت مسلم بن الحجّاج يقول (٢) : أبو عتبة إسماعيل بن عيّاش الحمصي عن محمد بن زياد ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، روى عنه ابن المبارك ، ويحيى بن يحيى.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد الفقيه ، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ، أنا أبو الفتح سليم بن أيوب ، أنا أبو نصر طاهر بن محمد بن سليمان الموصلي ، نا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، نا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس قال : سمعت محمد بن أحمد المقدّمي يقول : إسماعيل بن عيّاش الحمصي الأزرق أبو عتبة (٣).

أخبرنا أبو بكر اللّفتواني ، أنا أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر ، أنا أحمد بن محمد بن زنجويه ، أنا أبو أحمد الحسن بن عبد الله العسكري ، قال : وأما عيّاش ـ تحت الياء نقطتان والشين منقوطة ـ منهم : إسماعيل بن عيّاش الحمصي مشهور.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، قال : أجاز لنا أبو زكريا عبد الرحيم بن أحمد البخاري.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا إبراهيم بن يونس بن محمد ، نا أبو زكريا البخاري ح.

وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة ، أنا أبو الفرج الإسفرايني ، أنا رشأ بن نظيف ، قالا : أنا عبد الغني بن سعيد ، قال : وأما العنسي ـ بعين وسين مهملتين ونون ـ فعدد منهم : إسماعيل بن عيّاش أبو عتبة العنسي الحمصي.

__________________

(١) بغية الطلب ٤ / ١٧٢٥ ـ ١٧٢٦.

(٢) كتاب الكنى والأسماء للإمام مسلم ص ١٦١.

(٣) بغية الطلب ٤ / ١٧٢٦.

٣٨

قرأت على أبي محمد السّلمي عن عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري ح.

وحدّثنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى ، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ، أنا عبد الرحيم البخاري ، أنا عبد الغني بن سعيد قال : عيّاش بالياء معجمة باثنتين والشين معجمة.

وقرأت على أبي محمد السّلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا (١) ، قال : أما عيّاش ـ بياء مشددة معجمة باثنتين من تحتها وآخره شين معجمة ـ إسماعيل بن عيّاش أبو عتبة.

قال ابن ماكولا (٢) : وأما العنسي ـ بالنون ـ فجماعة منهم : إسماعيل بن عيّاش أبو عتبة العنسي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (٣) : إسماعيل بن عيّاش بن سليم أبو عتبة العنسي. من أهل حمص سمع محمد بن زياد الألهاني ، وشرحبيل بن مسلم ، وبحير بن سعد ، وأبا بكر بن عبد الله بن أبي مريم ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، وسهيل بن أبي صالح ، وعبد الله بن عثمان بن خثيم ، روى عنه سليمان الأعمش ، وفرج بن فضالة ، وعبد الله بن المبارك ، ويزيد بن هارون ، وأبو داود الطيالسي ، وعبد الله بن صالح العجلي ، ومحمد بن بكّار بن الرّيّان ، وأبو إبراهيم التّرجماني ، وداود بن عمرو الضّبّي ، والحسن بن عرفة العبدي. وكان إسماعيل قد قدم بغداد على أبي جعفر المنصور وولّاه خزانة الكسوة ، وحدّث ببغداد حديثا كثيرا.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عديّ (٤) قال : سمعت محمد بن عبيد الله بن فضيل يقول : سمعت سعيد بن عمرو يقول : سمعت بقية يقول : ولد ـ يعني إسماعيل بن عيّاش ـ سنة خمس ومائة ، وولدت سنة عشر ومائة.

__________________

(١) الإكمال لابن ماكولا ٦ / ٦٤.

(٢) الإكمال لابن ماكولا ٦ / ٣٥٤.

(٣) تاريخ بغداد ٦ / ٢٢١.

(٤) الكامل لابن عدي ١ / ٢٩٤.

٣٩

قال : ونا أبو أحمد (١) ، نا أحمد بن محمد بن عنبسة ، نا أبو التّقي ، قال : قال لي بقية : مولد إسماعيل بن عيّاش سنة ثمان ومائة ومولدي سنة اثنتي عشرة ومائة.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا محمد بن أحمد بن رزق ، أنا إسماعيل بن علي الخطبي وأبو علي بن الصّوّاف ، قالا : نا عبد الله بن أحمد ، قال : قال أبي : ولد ابن عيّاش ـ يعني إسماعيل ـ سنة ست ومائة.

قال (٣) : وأنا محمد بن الحسين القطان أنا دعلج بن أحمد ، نا أحمد بن علي الأبّار قال : سألت عمرو بن عثمان ، عن إسماعيل بن عيّاش ، قال : قال أبي قال : قال لي ابن عيينة : مولد ابن عيّاش قبل (٤) سنة ست. قال : وكيف ذهب عنه أصحابنا وأنا مولدي سنة ثمان؟ قال : قلت : يا أبا محمد وأنت بكّرت.

قال : وأنا الطناجيري ، أنا عمر بن أحمد الواعظ ، نا إسحاق بن موسى الرّملي ، قال : سمعت محمد بن عوف يقول : سمعت يزيد بن عبد ربه يقول : كان مولد إسماعيل بن عيّاش سنة اثنتين ومائة ومات سنة إحدى وثمانين ومائة.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتّاني ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون بن راشد ، نا أبو زرعة (٥) ، حدثني يزيد بن عبد ربه قال : ولد إسماعيل بن عيّاش سنة ست ومائة.

أخبرنا أبو محمد عبد الرّحمن بن أبي الحسن ، أنا سهل بن بشر ، أنا أبو بكر الخطيب : أنا خليل بن هبة الله بن الخليل ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، أنا أبو الجهم أحمد بن الحسين بن طلّاب ، نا العباس بن الوليد بن صبح الخلّال ، نا مروان ، نا محمد بن مهاجر ، قال : قال لي أخي عمرو بن مهاجر : ليس تحسن تسأل لم لا تسألني مسألة هذا الأزيرق؟ ما سألني أحد أحسن مسألة منه ـ يعني إسماعيل بن عيّاش ـ قال

__________________

(١) الكامل لابن عدي ١ / ٢٩٤.

(٢) تاريخ بغداد ٦ / ٢٢٨.

(٣) تاريخ بغداد ٦ / ٢٢٧.

(٤) عن تاريخ بغداد وبالأصل «قبلي».

(٥) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٢٧٧.

٤٠