تاريخ مدينة دمشق - ج ٩

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٩

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٦٠
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

ابن أخي ما بلغ من طمعك قال : بلغ من طمعي أنه ما زفّت بالمدينة امرأة إلّا كنست بيتي رجاء أن تهدى إليّ (١).

قال الخطابي يقول : أخبر ابن أخي مجاهدا بذلك غير مساتر ، ومن هذا قول ذي الرمة (٢) :

أحب المكان القفر من أجل أنني

به أتغنى باسمها غير معجم

أي أجهر بالصوت بذكرها لا أكنّي عنها حذار كاسح أو خوفا من رقيب ، وعلى هذا تأول بعض العلماء قوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ليس منّا من لم يتغن بالقرآن» [٢٣٣٠] أي يجهر به.

أخبرنا أبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (٣) ، أخبرني هلال بن محمد بن جعفر الحفّار ، أنا عمر بن أحمد الواعظ ، نا محمد بن مخلد ، نا إبراهيم بن راشد ، قال : قال أبو عاصم النبيل : قيل لأشعب : ما بلغ من طمعك؟ قال : لم تزفّ عروس بالمدينة إلى زوجها إلّا قلت يجيئون بها إليّ قبله.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا علي بن أبي علي ، نا علي بن محمد بن لؤلؤ ، نا عبد الله بن سليمان ، نا يحيى بن عبد الرّحمن الأعشى ، نا أبو عاصم قال : أخذ بيدي ابن جريج فأوقفني على أشعب الطامع فقال له : حدّثه ما بلغ من طمعك ، قال : بلغ من طمعي أنه ما زفّت امرأة بالمدينة إلّا كنست بيتي رجاء أن تهدى إليّ.

حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل ـ إملاء ـ أنا أبو محمد الحسن بن أحمد السّمرقندي ـ بنيسابور ـ أنا أبو بكر بن أبي زكريا ـ ببلخ ـ نا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد المستملي (٤) ، نا عبد الملك بن محمد بن عباس الفارسي ، نا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم ، نا سعد بن عبد الله الرازي ، قال : سمعت الهيثم بن عديّ يقول : مرّ أشعب الطماع برجل وهو يتخذ طبقا فقال : اجعله واسعا لعلهم يهدون إلينا فيه.

__________________

(١) سير أعلام النبلاء ٧ / ٦٨ وميزان الاعتدال ١ / ٢٦١ وفيه : وقلت : إلّا قلت يجيئون بها إليّ.

(٢) ديوانه ص ٦٢٨.

(٣) تاريخ بغداد ٧ / ٤٣.

(٤) ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٤٩٢.

١٦١

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (١) ، أنا أبو بكر عبد الله بن علي بن حموية الهمذاني ـ بها ـ أنا أحمد بن عبد الرّحمن الشيرازي ، أنا أبو العباس أحمد بن سعيد الفقيه المعداني ، نا عبد الله بن محمود ، نا محمد بن إبراهيم ، نا سعيد بن عنبسة ، نا الهيثم بن عديّ ، قال : مرّ أشعب الطماع برجل وهو يتخذ طبقا فقال : اجعله واسعا لعلهم يهدون إلينا فيه.

أخبرنا أبو العز ابن كادش ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، نا أبو عبد الله محمد بن مخلد ، نا محمد بن أبي يعقوب ، نا الفضل بن صعصعة ، نا عمر بن الضحاك ، عن أبيه قال : مرّ أشعب بقوم يعملون (٢) قفّة فقال لهم : أوسعوها ، فقالوا : ولم يا أشعب؟ قال : لعل يهدي إليّ إنسان فيها شيئا ما.

ونا [أبو](٣) عبد الله بن مخلد ، نا محمد بن أبي يعقوب ، نا عبد الله بن أبي حرب ـ بسلمية (٤) ـ نا عمر بن الضحاك بن مخلد ، عن أبيه قال : كنت يوما أريد منزلي فالتفتّ فإذا أشعب قد أتى ، فقلت له : ما لك يا أشعب؟ فقال : يا أبا عاصم رأيت قلنسوتك قد مالت فتبعتك ، قلت : لعلها تسقط فآخذها ، قال : أي فأخذتها عن رأسي فدفعتها إليه وقلت له انصرف.

قال (٥) : ونا ابن مخلد ، نا محمد بن أبي يعقوب الدّينوري ، حدثني ابن أبي عبد الرّحمن المقرئ عن أبيه قال : قال أشعب الطماع : ما خرجت في جنازة قط فرأيت اثنين يتسارّان إلّا ظننت أن الميت قد أوصى لي بشيء. رواهن الخطيب عن الجوهري.

ذكر أبو بكر أحمد بن كامل القاضي قال : في سنة أربع وخمسين ومائة مات أشعب بن جبير الطامع على ما أخبرنا أحمد بن يحيى ثعلب النحوي عن عمر بن شبّة.

أخبرني الفضل بن الربيع قال : كان أشعب عندي سنة أربع وخمسين ومائة وهو أشعب بن جبير وكان أبوه مولى آل الزبير ، فخرج مع المختار فقتله مصعب صبرا مع من قتل.

__________________

(١) تاريخ بغداد ٧ / ٤٢.

(٢) بالأصل «يعلمون».

(٣) زيادة عن تاريخ بغداد ٧ / ٤٣.

(٤) بليدة في ناحية البرية من أعمال حماة بينهما مسيرة يومين ، وأهل الشام يشددون الياء (معجم البلدان).

(٥) تاريخ بغداد ٧ / ٤٣.

١٦٢

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون ، قالا : قال لنا أبو بكر الخطيب (١) : قيل : إن أشعب توفي سنة أربع وخمسين ومائة.

٧٧٦ ـ أشناس التركي (٢)

ولي إمرة دمشق في خلافة الواثق فيما ذكره أبو الحسين الرّازي في تسمية أمراء دمشق في أيام بني العباس.

٧٧٧ ـ أشهب بن ثور بن حارثة

ابن عبد المدان بن جندل بن نهشل بن دارم

التميمي الحنظلي الدارمي النهشلي البصري (٣)

شاعر مشهور إسلامي ، ويعرف بابن رميلة وهي أمه ، وكانت أمة لخالد [بن](٤) مالك بن ربعي بن سلمى بن مدرك بن نهشل بن دارم. وفد على الوليد بن عبد الملك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو محمد بن عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب بن السّكّري البزّاز ، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري قال : قرئ على أبي بكر أحمد بن جعفر بن محمد بن سلم بن راشد الختّلي ـ وأنا أسمع ـ أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب بن محمد بن شعيب الجمحي ، أنا أبو عبد الله محمد بن سلام بن عبيد الله بن زياد الجمحي ، قال : الطبقة الرابعة من الإسلاميين : نهشل بن حري بن ضمرة بن جابر بن قطن بن نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم ، وحميد بن ثور والأشهب بن رميلة ، واسم أبيه ثور أحد بني نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة ، وعمر بن لجأ التميمي بن تيم الرباب.

قرأت بخط أبي محمد عبد الله بن سعد القطربلي قال : روي أن الفرزدق وجرير والأخطل وابن رميلة والبعيث قدموا على الوليد بن عبد الملك فدخلوا عليه جميعا غير

__________________

(١) تاريخ بغداد ٧ / ٤٤.

(٢) ترجمته في بغية الطلب ٤ / ١٩١٩ وسقطت من مختصر ابن منظور.

(٣) سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور ، أخباره في الأغاني ٩ / ٢٦٩ وشعره مجموع في كتاب : «شعراء أمويون» د. نوري حمودي القيسي.

(٤) زيادة عن الأغاني ٩ / ٢٦٩.

١٦٣

البعيث فأنشدوه ، ثم دخل عليه البعيث بعدهم فقال : فقال : يا أمير المؤمنين وفدنا عليك جميعا فأدخلت هؤلاء وتركتني أهم أشعر مني؟ قال الوليد : أوما تعلم أنهم أشعر منك؟ قال : لا والله ، قال : فأنشد فإنهم قد أنشدوا ، قال : حتى أعيب قولهم ، قال الوليد : فهات ، فقال : أما الفرزدق فهذا الذي يقول :

بأبي رشا يا جرير وبارع

تذكيت في حومات تلك القماقم

فقد أقر بالهوان والدخول عليه قهرا.

وأما جرير فهو الذي يقول (١) :

لقومي أحمي للحقيقة منكم

وأضرب للجماء (٢) والنقع ساطع

وأوثق عند المردفات عشية

لحاقا إذا ما جرّد السيف لامع

فأقر بما استردف من نسائه وبالذل وليس مصدوقا في دعواه.

وأما الأخطل فهو الذي يقول (٣) :

لقد أوقع (٤) الجحّاف بالبشر وقعة

إلى الله منها المشتكى والمعوّل

فقد جعل قومه لا شيء.

وأما ابن رميلة فهو الذي يقول (٥) :

لما رأيت القوم ضمت رحالهم

زبابا وقى شرّي وما كان وانيا

فما داوى سره عند استراحته فمتى يتوب. قال الوليد : فأنشدنا ، فقد لعمري عبت قولهم ، فأنشده :

إذا أنت تأخذ من الدهر عصمة

تشد بها في راحتيك الأصابع

وجدت الهوى للنفس ليس بمكرم

ولا صائن فاستبعدتك المطامع

قال : ففضله الوليد عليهم ، وأعطاه ألفين وأعطاهم ألفا ألفا.

__________________

(١) البيتان في الأغاني ٨ / ١٨ في أخبار جرير.

(٢) الأغاني : للجبار.

(٣) ديوانه ص ٢٣٠.

(٤) بالأصل «وقع» والمثبت عن الديوان.

والجحاف هو ابن حكيم السلمي ، وقد جرت وقعة البشر بين قومه وبين بني تغلب ، وقد قتل من بني تغلب مقتلة عظيمة.

(٥) البيت في شعره في شعراء أمويون ص ٢٤٥ وفيه : صمت حبالهم.

١٦٤

٧٧٨ ـ أشيم بن سفيان بن ثور السّدوسي ثم الذهلى (١)

وفد على يزيد بن معاوية ، وعلى عبد الملك بن مروان.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن الغسّاني عن عبد العزيز الكتاني ، أنا عبد الله الميداني ، أنا أبو سليمان بن زبر (٢) ، أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد الفرغاني ، أنا أبو جعفر الطبري قال (٣) : حدثت عن أبي عبيدة : حدّثني زهير بن هنيد ، عن عمرو بن عيسى ، قال : كان منزل مالك بن مسمع الجحدري في الباطنة عند باب عبد الله الأصبهاني في خطة بني جحدر عند مسجد الجامع ، فكان مالك يحضر المسجد ، فبينا هو قاعد فيه ـ وذلك بعد يسير من أمر (٤) ببّة ـ وفي الحلقة رجل من ولد عبد الله بن عامر بن كريز القرشي إذ (٥) أتته وقعة عبد الله بن خازم (٦) بربيعة وكثرتهم بهراة ، فتنازعوا فأغلظ القرشي لمالك ، فلطم رجل من بني بكر بن وائل القرشي فتهايج من ثمّ من مضر وربيعة الذين في الحلقة ، فنادى رجل : يا آل تميم فسمعت الدعوى عصبة من بني ضبّة بن أدّ ـ كانوا عند القاضي ـ فأخذوا رماح حرس المسجد وترستهم ثم شدّوا على الربعيين فهزموهم (٧) فبلغ ذلك شقيق بن ثور السّدوسي ـ وهو يومئذ رئيس بكر بن وائل ـ فأقبل إلى المسجد فقال : لا تجدون مضريا إلّا قتلتموه ، فبلغ ذلك مالك بن مسمع فأقبل متفضلا ، فسكّن الناس وكفّ بعضهم عن بعض. فمكث الناس شهرا أو أقلّ ، وكان رجل من بني يشكر يجالس رجلا من بني ضبّة في المسجد فتذاكروا لطمة البكري القرشي ، ففخر بها اليشكري وقال : ذهبت طلقا (٨) ، فأحفظ الضبّي فوجأ عنقه ، فوقذه والناس في الجمعة ، فحمل اليشكري ميتا إلى أهله فثارت بكر إلى رأسهم أشيم بن (٩) شقيق فقالوا : سر بنا ، قال : بل أبعث إليهم

__________________

(١) بالأصل «الدهر لي» والصواب عن م ، وهذه النسبة إلى ذهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب ، ومن ولده سدوس بن شيبان بن ذهل جمهرة أنساب العرب ص ٣٧٥.

(٢) بالأصل «زبير» والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٤٤٠ وفي م : زيد.

(٣) تاريخ الطبري ٤ / ٥١٤ ـ ٥١٥ في حوادث سنة ٦٤.

(٤) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن الطبري.

(٥ و ٦) بالأصل «حازم» والمثبت عن الطبري ، والعبارة بين الرقمين في الطبري : يريد ببة ، ومعه رسالة من عبد الله بن خازم ، وبيعته بهراة ، فتنازعوا ... وهذا أوضح.

(٧) عن الطبري ، بالأصل «فهزمهم».

(٨) كذا بالأصل وإحدى نسخ الطبري ، وفي الطبري المطبوع : «ظلفا» وهو الصواب يقال ذهبت ظلفا أي من غير فائدة.

(٩) بالأصل «في» والمثبت عن الطبري.

١٦٥

رسولا فإن سيّبوا لنا حقّنا وإلّا سرنا إليهم ، فأبت ذلك بكر ، فأتوا مالك بن مسمع وقد كان قبل ذلك ملك (١) غلب أشيم على الرئاسة حتى شخص أشيم إلى يزيد بن معاوية فكتب له : إلى عبيد الله بن زياد أن اردد الرئاسة إلى أشيم ، فأبت اللهازم ، وهم : بنو قيس بن ثعلبة ، وتحلفت وحلفاؤها عنيزة وتيم اللّات وحلفاؤهم عجل حتى تواقعوهم (٢) وآل ذهل بن (٣) شيبان وحلفاؤها يشكر وذهل بن ربيعة وحلفاؤها ضبيعة بن ربيعة بن نزار أربع قبائل ، وكان هؤلاء الحلفاء في أهل الوبر في الجاهلية ، وكانت حنيفة بقيت من قبائل بكر لم تكن دخلت في الجاهلية في هذا الحلف لأنهم أهل مدر فدخلوا في الإسلام مع أخيهم عجل فصاروا لهزمة ، ثم تراضوا بحكم عمران بن عاصم العنزي أحد بني هميم ، فردّها إلى أشيم ، فلما كانت هذه الفتنة استخفّ بكر مالك بن مسمع فحفّ وجمع وأعدّ وطلب إلى الأزد أن يجدد الحلف الذي كان بينهم ، فسد ذلك في الجماعة على يزيد بن معاوية فقال حارثة بن بدر في ذلك :

نزعنا وأمّرنا وبكر بن وائل

تجرّ خصاها تبتغي من تحالف

وما بات بكر من الدّهر ليلة

فيصبح ألّا وهو للذلّ عارف

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إبراهيم ، أنا أحمد بن إسحاق ، حدّثنا أحمد بن عمران.

حدثنا موسى بن زكريا ، حدثنا خليفة بن خيّاط ، قال : فقدم شقيق بن ثور السّدوسي على الحجّاج فأخبره ـ يعني ـ بمخرج عبد الرّحمن بن محمد بن الأشعث فحمله من ساعته إلى عبد الملك ، فأمره بالتشمير والجدّ حتى تأتيه الجنود.

__________________

(١) في الطبري : مملكا عليهم قبل أشيم.

(٢) الطبري : توافوهم.

(٣) «وآل ذهل بن» غير واضحة بالأصل وم ، والمثبت عن تاريخ الطبري.

١٦٦

ذكر من اسمه أصبغ

٧٧٩ ـ أصبغ بن الأشعث بن قيس الكندي (١)

ذكر أنه كان أميرا على كندة وغسّان في جيش مسلمة بن عبد الملك الذي خرج بهم غازيا من دمشق للقسطنطينية ذكر ذلك عن عبد الله بن سعيد بن قيس الهمذاني.

أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد السّمرقندي وهبة الله بن أحمد الأكفاني ، قالا : أنا أبو الحسن طاهر بن أحمد القايني ـ زاد الأكفاني : وأبو بكر الخطيب ح.

وحدثنا أبو القاسم وهب بن سلمان السّلمي ، أنا أبو محمد بن الأكفاني ، أنا أبو الحسين طاهر القايني (٢) وأبو بكر الخطيب ، قالا : أنا أبو الحسن بن رزقويه أنا أبو عمرو عثمان بن أحمد الدّقّاق [أنا](٣) أبو علي الحسن بن سلام السّوّاق ، نا الصباح بن بيان البغدادي ، نا يزيد بن أوس الحمصي ، عن عامر بن شرحبيل ، عن عبد الله بن سعيد بن قيس الهمذاني في حديث طويل في جزء أخبرنا بإسناده أبو النجم بدر بن عبد الله ، أنا وأبو الحسن بن سعيد ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسن بن رزقويه فذكره بإسناده ولم يسق الحديث بتمامه.

قال : فلمّا قدم الناس من جميع الآفاق قام ـ يعني ـ عبد الملك فيهم خطيبا فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس إن العدو قد كلب عليكم ، وقد طمع فيكم ، وهنتم عليه لترككم الغزو لهم ، واستخفافكم بحقّ الله ، وتشاغلكم عن الجهاد في سبيل [الله](٤) ، وقد

__________________

(١) ترجمته في بغية الطلب ٤ / ١٩٢٢ ـ ١٩٢٣.

(٢) بغية الطلب ٤ / ١٩٢٢ ـ ١٩٢٣.

(٣) زيادة لازمة سقطت من الأصل وم.

(٤) الزيادة عن م.

١٦٧

علمتم ما وعد ربكم في الجهاد لعدوه ، وقد أردت أن أغزيكم غزاة كريمة شريفة إلى صاحب الروم إليون ، والله مهلكهم ومبدّد شملهم ولا قوة إلّا بالله العظيم ، وقد جمعتكم يا معشر المسلمين وأنتم ذوو البأس والنجدة والشجاعة ، وإن من حقّ الله تعالى أن تقوموا لله سبحانه بحقه ولنبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم بنصرته ، وقد أمّرت عليكم مسلمة بن عبد الملك فاسمعوا له ، وأطيعوا أمره ترشدوا وتوفقوا ، فإن استشهد فالأمير من بعده محمد بن خالد بن الوليد المخزومي ، فإن استشهد فالأمير من بعده محمد بن عبد العزيز ، وقد ولّيت الغنائم رجاء بن حيوة وصيرته أمينا على مسلمة وعليكم ، وقد ولّيت على تميم محمد بن الأحنف ، وعلى همدان عبد الله بن قيس ، فقلت : يا أمير المؤمنين ولّ غيري فإني قد آليت أن لا أكون أميرا أبدا ، فولّى همدان صدقة ابن اليمان الهمداني ، وعلى ربيعة عبد الرّحمن بن صعصعة ، وعلى طيء ولخم وجذام عبد الله بن عديّ بن حاتم الطائي وولّى على قيس الضحاك بن مزاحم الأسدي ، وولّى على بني أمية وجماعة قريش محمد بن مروان بن الحكم ، وولّى على كندة وغسان الأصبغ بن الأشعث الكندي ، وولّى على رؤساء أهل الحجاز عبيد الله بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، وولى على رؤساء أهل الجزيرة والشام البطّال ، وولّى على رؤساء أهل مصر يزيد بن مرّة القبطي (١) وولّى على رؤساء أهل الكوفة الهيثم بن الأسود النّخعي ، وولّى على أهل البصرة سليمان بن أبي موسى الأشعري ، وولّى على رؤساء أهل اليمن جابر بن قيس المذحجي ، وولى على رؤساء أهل الجبال عبد الله بن جرير بن عبد الله البجلي.

ثم أقبل على مسلمة بن عبد الملك فقال : يا بني إني قد ولّيتك على هذا الجيش فسر بهم واقدم على عدو الله إليون كلب الروم ، وكن للمسلمين أبا رحيما أرفق بهم وتعاهدهم ، وإياك أن تكون جبارا عنيدا مختالا فخورا.

ثم عرض الناس فانتخب منهم ثلاثين ألفا من أهل البأس والنجدة واتّخذ من الخيل والفرسان ثلاثين ألفا ، وقال : يا بني صيّر على مقدمتك محمد بن الأحنف بن قيس ، وعلى ميمنتك محمد بن مروان ، وصيّر على ميسرتك عبد الرّحمن بن صعصعة ، وصيّر على ساقتك محمد بن عبد العزيز ، وكن أنت في القلب ، وصيّر على طلائعك البطّال وأمره فليعس بالليل العسكر ، فإنه أمين ثقة مقدام شجاع ، وذكر باقي وصيته قال : فخرج مسلمة

__________________

(١) بدون نقط بالأصل وم ، والمثبت عن بغية الطلب.

١٦٨

يوم الجمعة بعد صلاة الظهر ، وذلك أول يوم من رجب وخرجنا معه وخرج عبد الملك معنا يشيعنا حتى بلغ إلى باب دمشق ، ثم خرج معنا مسلمة وعسكرنا على رأس أربع فراسخ من دمشق ، وذكر القصة بطولها.

٧٨٠ ـ أصبغ بن ذؤالة

أبو ذؤالة الكلبي (١)

له ذكر في أهل دمشق.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا عبد الوهاب الميداني ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن جعفر ، أنا محمد بن جرير (٢) ، حدّثني أحمد بن زهير ، نا علي بن محمد ، عن يزيد بن مصاد الكلبي ، عن عمر (٣) بن شراحيل قال أجمع على قتل الوليد ـ يعني ابن يزيد ـ قوم من قضاعة واليمانية من أهل دمشق خاصة ، فأتى حريث وشبيب بن أبي مالك الغسّاني ، ومنصور بن جمهور ، ويعقوب بن عبد الرّحمن ، وحبال بن عمرو ابن عم منصور ، وحميد بن نصر اللخمي والأصبغ بن ذؤالة ، وطفيل بن حارثة ، والسّري بن زياد بن علاقة خالد بن عبد الله ، فدعوه إلى أمرهم فلم يجبهم فسألوه أن يكتم عليهم ، قال : لا أسمّي أحدا منكم. وأراد الوليد الحجّ فخاف خالد أن يفتكوا به في الطريق ، فأتاه فقال : يا أمير المؤمنين ، أخّر (٤) الحج العام ، قال : ولم؟ فلم يخبره ، فأمر بحبسه وأن يستأدى ما عليه من أموال العراق.

٧٨١ ـ أصبغ بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم بن العاص

أبو ريان الأموي

وهو أكبر ولد أبيه وبه كان يكنى ، وأمّه أمّ ولد.

حكى عن عبد الله بن عتبة بن مسعود.

حكى عنه عون بن عبد الله بن عتبة المسعودي ، وأبو خيرة عباد بن عبد الله المعافري.

__________________

(١) ترجمته في بغية الطلب ٤ / ١٩٢٤.

(٢) تاريخ الطبري ٧ / ٢٣٣.

(٣) في الطبري : عمرو.

(٤) مطموسة بالأصل ، والمثبت عن م وانظر الطبري.

١٦٩

وسكن الأصبغ مصر مع أبيه حتى مات بها قبل أبيه بعشرين يوما ، وكان قد تزوج سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب ، وكان له عقب : كان له ابنان ديكة حية والمصعب ابنا الأصبغ وابن أمه دحية بن المصعب بن الأصبغ الذي قام في أعمال مصر أيام المهدي.

فقيل كتب إليّ أبو محمد حمزة بن العباس بن علي العلوي وأبو الفضل محمد بن الحسن بن سليم ، ثم حدثني أبو بكر اللفتواني عنهما قالا : أنا أحمد بن الفضل بن محمد الباطرقاني ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا أبو سعيد بن يونس حدثني أحمد بن محمد بن سلامة ، حدثنا محمد بن عمرو السّوسي عن أبيه مات ـ يعني به لأن يحظى في العقوبة.

أخبرنا أبو غالب ـ بمصر ـ وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزّبير بن بكار ، قال في تسمية ولد عبد العزيز : والأصبغ بن عبد العزيز ، وجري بن عبد العزيز وربان بن عبد العزيز لأمهات أولاد.

أنشدني سلمان بن داود المجمعي لعمر بن أبي الحديد العجلاني يرثي عبد العزيز بن مروان وأبا ريان الأصبغ بن عبد العزيز بن مروان (١) :

أبعدك يا عبد العزيز لجاجة

وبعد أبي ريان يستعتم الدهر

فلما صلحت مصر لحى سواكما

ولا سقيت بالنيل بعد كما مصر

قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا سليمان بن أيوب الجلّاب ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمد بن سعد قال (٢) : فولد عبد العزيز بن مروان الأصبغ بن عبد العزيز وبه كان يكنى ، وأم محمد وأم عثمان لأم ولد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا محمد بن هبة الله ، أنا محمد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب قال : قال ابن بكير : فيها ـ يعني سنة خمس وسبعين ـ خرج عبد العزيز إلى الشام وأمّر الأصبغ بن عبد العزيز.

__________________

(١) البيتان من عدة أبيات في ولاة مصر للكندي ص ٧٨.

(٢) طبقات ابن سعد ٥ / ٢٣٦.

١٧٠

قال : ونا يعقوب ، قال : قال ابن بكير : قال الليث : توفي الأصبغ ليلة الخميس لسبع (١) ليال بقين من شهر ربيع الأول سنة ست وثمانين.

كتب إليّ أبو محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل أحمد بن محمد بن سليم ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أنا أحمد بن الفضل ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، نا أبو سعيد بن يونس ، قال : أصبغ بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم يكنى أبا ريان ، حكى عنه أبو خيرة عباد بن عبد الله المعافري ، وعون بن عبد الله وغيره توفي ليلة الجمعة لأربع بقين من شهر ربيع الآخر سنة ست وثمانين قبل أبيه.

٧٨٢ ـ أصبغ بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم الأموي

له ذكر وأعقب عقبا (٢).

٧٨٣ ـ أصبغ بن عمر

ويقال : ابن عمرو ، ويقال : ابن ثعلبة بن حصن

ابن ضمضم بن عديّ بن جناب بن هبل الكلبي (٣)

من أهل دومة الجندل من أطراف أعمال دمشق.

أسلم على عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على يد عبد الرّحمن بن عوف لما وجهه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى دومة ، وتزوج عبد الرّحمن بن عوف ابنته تماضر بنت الأصبغ.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم بن إسماعيل الأشهلي (٤) ، أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن محمد الخبّاز ، أنا أبو عامر عمر بن تميم ، أنا أبو سليمان الجوزجاني موسى بن سليمان ، نا محمد بن الحسن ـ صاحب أبي حنيفة ـ عن سعيد بن مسلم بن بابك (٥) ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عمر قال (٦) : دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عبد الرّحمن بن عوف فقال : «تجهز

__________________

(١) في ولاة مصر للكندي ص ٧٦ : لتسع.

(٢) ترجم له ابن العديم في بغية الطلب ٤ / ١٩٢٦.

وفيه : أنه كان بخناصرة مع أبيه شهد وفاته بدير سمعان.

(٣) الإصابة ١ / ١٠٨.

(٤) عن الأنساب ، وبالأصل «الأشهيل».

(٥) في الإصابة : فاتك.

(٦) انظر مغازي الواقدي ٢ / ٥٦٠ وما بعدها.

١٧١

فإني باعثك في سرية من يومك هذا ، أو من الغد. إن شاء الله». قال ابن عمر : فسمعت ذلك فقلت : لأدخلن ولأصلين مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الغداة ولأسمعن وصية عبد الرّحمن قال : فقعدت (١) فصلّيت فإذا أبو بكر وعمر وناس من المهاجرين فيهم عبد الرّحمن بن عوف ، وإذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد كان أمره أن يسير من الليل إلى دومة الجندل ، فيدعوهم إلى الإسلام فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعبد الرّحمن : «ما خلّفك عن أصحابك» قال ابن عمر وقد مضى أصحابه من سحر وهم مغتدون (٢) بالجرف (٣) ، وكانوا سبعمائة رجل قال : أحببت يا رسول الله أن يكون آخر عهدي بك وعليّ ثياب سفري قال : وعلى عبد الرّحمن عمامة قد لفها على رأسه ، فقال ابن عمر : فدعاه نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأقعده بين يديه فنفض عمامته بيده ، ثم عمّمه (٤) بعمامة سوداء فأرخى بين كتفيه منها ثم قال : «هكذا يا ابن عوف ـ يعني ـ فاعتم» وعلى ابن عوف السيف متوشّحَهُ ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اغز بسم الله وفي سبيل الله ، قاتل من كفر بالله لا تغلل (٥) ولا تغدر ولا تقتل وليدا» قال : فخرج عبد الرّحمن بن عوف حتى لقي أصحابه فصار حتى قدم دومة الجندل فلما دخلها دعاهم إلى الإسلام ، فمكث ثلاثة أيام يدعوهم إلى الإسلام ، وقد كانوا أبوا أول ما قدم أن يعطوه إلّا السيف ، فلمّا كان اليوم الثالث أسلم أصبغ بن عمرو الكلبي وكان نصرانيا ، وكان رأسهم ، وكتب عبد الرّحمن إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يخبره بذلك ، وبعث رجلا (٦) من جهينة يقال له رافع بن مكيث ، فكتب إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه أراد أن يتزوج فيهم ، فكتب إليه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يتزوج ابنة الأصبغ تماضر ، فتزوجها عبد الرّحمن وبنى بها ، ثم أقبل بها وهي أم أبي سلمة بن عبد الرّحمن [٢٣٣١].

قال الدارقطني : هذا حديث غريب من حديث عطاء بن أبي رباح ، عن عبد الله بن عمر ، وهو غريب من حديث سعيد بن مسلم بن بابك (٧) ، والمدني عنه تفرد به عنه محمد بن الحسن الشيباني ولم يروه عنه غير أبي سليمان الجوزجاني كذا قال الدار قطني ،

__________________

(١) الواقدي : فغدوت.

(٢) الواقدي : معسكرون.

(٣) الجرف : موضع على ثلاثة أميال من المدينة نحو الشام (معجم البلدان).

(٤) بالأصل «عممها» والمثبت عن الواقدي.

(٥) الواقدي : لا تغل.

(٦) بالأصل «رحل» والمثبت عن الواقدي.

(٧) الإصابة ١ / ١٠٨ فاتك.

١٧٢

وقد رواه عن سعيد بن مسلم بن قماد بن محمد بن عمر الواقدي ووقع لي عاليا من حديثه. وقد ذكرته في باب سرايا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى الشام وغزاته الأوائل.

٧٨٤ ـ أصبغ بن محمد بن محمد بن لهيعة السّكسكي

حكى عن أبيه.

حكى عنه ابنه أوس بن الأصبغ.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمد ـ إجازة ، إن لم يكن قراءة ـ قال : حدّثني أبي والحسن بن غويت (١) ـ من أهل قرية بيت قوفا (٢) ـ قال : أنا أبو المستضيء معاوية بن أوس بن الأصبغ بن محمد (٣) بن محمد بن لهيعة السّكسكي من أهل بيت قوفا ـ حدّثني أبي عن أبيه عن جدّه أن الوليد بن عبد الملك حين بنى مسجد دمشق ، مرّ برجل ممن يعمل في المسجد ، فرآه الوليد وهو يبكي فقال له : ما قصتك؟ قال : يا أمير المؤمنين كنت رجلا جمّالا ، فلقيني يوما رجل فقال لي : تحملني إلى مكان كذا وكذا؟ فذكر موضعا في البرية قلت : نعم ، فلما حملته وسرنا بعض الطريق التفت إليّ فقال لي : إن بلغت الموضع الذي ذكرته لك وأنا حي أغنيتك ، وإن متّ قبل بلوغي إليه فاحمل جثتي (٤) إلى الموضع الذي أصف لك ، فإنّ ثمّ قصرا خرابا ، فإذا بلغته فامكث إلى ضحوة النهار ، ثم عدّ سبع شرافات من الضوء واحفر تحت ظل السابع منها على قدر قامة ، فإنه سيظهر لك بلاطة ، فاقلعها فإنّك سترى تحتها مغارة فادخلها فإنك ترى في المغازة سريرين (٥) على أحدهما رجل ميت فاجعلني على أحد السريرين (٦) ومدّني عليه ، وحمّل جمالك هذه وحمارتك مالا من المغارة وارجع إلى بلدك قال : فمات في الطريق ففعلت ما أمرني به ، وكان معي أربعة أجمال وحمارة ، فأوسقتها كلها مالا من المغارة وسرت بعض الطريق وكانت معي مخلاة فنسيت إملاءها من ذلك المال ، وداخلني الشره ، فقلت : لو رجعت فملأت هذه المخلاة أيضا من المال ، فرجعت وتركت الجمال والحمارة في الطريق ، فلم أجد المكان الذي أخذت منه المال

__________________

(١) في معجم البلدان (بيت قوفا) : غريب.

(٢) قرية من قرى دمشق (معجم البلدان).

(٣) لفظة «محمد» لم تكرر في ترجمته في معجم البلدان «بيت قوفا».

(٤) عن مختصر ابن منظور ٥ / ١٠ وبالأصل «جنبي».

(٥ و ٦) بالأصل «سرير» والصواب ما أثبت عن م.

١٧٣

فدرت فلم أعرف ، فلما أيست رجعت إلى الجمال والحمارة فلم أجدها وجعلت أدور في البرية أياما فلم أجد لها أثرا فلما يئست رجعت إلى دمشق وقد ذهبت الجمال والحمارة ولم أحصل على شيء واضطرني الأمر إلى ما ترى يا أمير المؤمنين. هو ذا أعمل كلّ يوم في التراب بدرهم ، فلما ذكرت تلك الأموال والجمال والحمارة التي فرّت مني [لم](١) أملك نفسي أن أبكي هذا البكاء الذي ترى. فقال له الوليد بن عبد الملك : لم يقسم الله لك من تلك الأموال شيئا ، وإليّ صارت فبنيت بها هذا المسجد.

٧٨٥ ـ أصبغ بن محمد بن مروان (٢) القرشي البعلبكي

والد عبد الملك بن الأصبغ حكى عن أبيه عن الربيع حاجب المنصور.

روى عنه ابنه عبد الملك بن الأصبغ.

٧٨٦ ـ أصبغ بن يزيد بن الوليد بن عبد الملك

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص الأموي

له ذكر.

٧٨٧ ـ أصبغ (٣)

حكى عن أبي مسهر الدمشقي ، وكان قد خرج معه من دمشق (٤) يخدمه عند امتحان المأمون إيّاه.

حكى عنه أبو محمد التميمي.

٧٨٨ ـ أصرم

ولي إمرة دمشق في أيام المعتز بالله ، ويقال في أيام المهتدي بالله من قبل صالح بن وصيف.

قرأت بخط أبي الحسين الرازي في تسمية أمراء دمشق من قبل المعتز بالله أصرم من قبل صالح بن وصيف.

آخر الجزء الرابع بعد المائة.

__________________

(١) زيادة عن م.

(٢) في م : مرزوق.

(٣) ترجمته في بغية الطلب ٤ / ١٩٣٠.

(٤) زيد في بغية الطلب : إلى الرقة.

١٧٤

٧٨٩ ـ اصطفانوس اصطفانون ويقال نسطاس

أبو الزبير

مولى مروان بن الحكم [ولي](١) لهشام بن عبد الملك خزائن الخاصة (٢).

له ذكر ، وإليه تنسب الطاحونة الزّبيرية التي في شام مقبرة باب الفراديس.

قرأت في كتاب أبي الحسين الرازي [دار أبي](٣) الربيع مع الطاحونة المعروفة بالزبيرية عند مقابر باب الفراديس والطاحونة لزيقها عند دار جبير الذي كان يلي الحسبة كانت لأبي الزبير مولى هشام بن عبد الملك بن مروان واسمه نسطاس ، وكان هشام غطسة في البركة حتى أسلم ، والطاحونة التي عند مسجد القاضي.

٧٩٠ ـ أعنس بن عثمان الهمداني شاعر

ذكره المرزباني في معجم الشعراء (٤).

قرأت على أبي منصور بن خيرون عن أبي محمد الجوهري وأبي جعفر بن المسلمة ، قالا : أنا عبيد الله محمد بن عمران بن موسى الكاتب ـ إجازة ـ قال موسى : الأعنس بن عثمان الهمداني شاعر من أهل دمشق محدّث يقول في عمرو بن أبي بكر قاضي دمشق يهجوه :

قل لعمرو قاضي دمشق أبي بكر

فكن في طلاب غير القضاء

عملا يستقيم فيه لك

الجور وتخفى مصالح الأبناء

كم قضايا قد (٥) بعتها بارتشاء

ثم أبطلتها بفضل ارتشاء

ما تبالي إذا أصبت مزيدا

أي حكميك راج بالغماء

اتّخذ مربطا تغني عليه

رث حبل الصفاء من اسماء

قرأت على أبي محمد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٦) : وأما الأعنس

__________________

(١) زيادة لازمة.

(٢) في تاريخ خليفة ص ٣٦٢ في تسمية عمال هشام كان على : الخاتم الصغير والخاصة : إصطخر أبو الزبير مولاه.

(٣) كلمة غير واضحة في المخطوط رسمها «ذاراى» والمثبت عن م.

(٤) لم يرد له ترجمة في معجم الشعراء المطبوع ، وسقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.

(٥) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه وبجانبها كلمة صح.

(٦) الاكمال لابن ماكولا ١ / ١٠٠.

١٧٥

ـ مثل الذي قبله إلّا أنه بالنون ـ فهو الأعنس بن عثمان الهمداني شاعر من أهل دمشق ، ذكره المرزباني.

٧٩١ ـ أعور الكلبي

هو حكيم بن عباس يأتي ذكره في حرف الحاء.

٧٩٢ ـ أغيبر مولى هشام بن عبد الملك (١)

حكى عن الزهري.

روى عنه : رشدين بن سعد.

أنبأنا أبو محمد هبة الله بن الأكفاني ، وعبد الله بن السمرقندي ، قالا : حدثنا عبد العزيز الكتاني ، أنا العلاء بن أبي المغيرة [قال : أخبرنا](٢) علي بن بقاء الورّاق ، أنا [أبو](٣) محمد عبد الغني بن سعيد ، حدّثني الحسين بن عبد الله أبو القاسم ، حدّثنا محمد بن محمد الباهلي ، حدّثنا محمّد بن الوزير ، حدثنا مروان ، حدّثني رشدين بن سعد ، حدّثني أغيبر مولى هشام بن عبد الملك قال : سمعت ابن شهاب الزّهري يقول : ثلاثة ليس من أمة محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم : الجعدي والمناني والقدري (٤).

قال بعض أصحابنا : هم أصحاب ماني (٥) الزنديق ، كذا قيّده عبد العزيز.

__________________

(١) ترجمته في بغية الطلب ٤ / ١٩٤٣ ومختصر ابن منظور.

(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن بغية الطلب وفي م : نا.

(٣) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن بغية الطلب وفي م : نا.

(٤) الجعدي : نسبة إلى الجعد بن درهم ، الجعدية وهم الذين قالوا بالجبرية.

والمناني نسبة إلى ماني ، وهم المنانية.

والقدري نسبة إلى القدر ، وهم القدرية.

انظر «الملل والنحل للشهرستاني ـ والفرق بين الفرق للبغدادي».

(٥) بالأصل وم : مان.

١٧٦

ذكر من اسمه أفلح

٧٩٣ ـ أفلح أبو كبير (١)

ويقال أبو عبد الرّحمن مولى أبي أيوب الأنصاري ، أدرك زمان عمر ، ورأى عثمان ، وعبد الله بن سلام.

وحدّث عن مولاه أبي أيوب.

روى عنه : محمد بن سيرين ، وأبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، وأبو الوليد عبد الله بن الحارث نسيب ابن سيرين ، وواقد بن عمرو بن سعد بن معاذ ، وأبو الورد بن أبي بردة ، وأبو سفيان مولى ابن أبي أحمد ، وكان مع مولاه أبي أيوب في مغازيه (٢).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر بن حمدان ، حدّثنا عبد الله بن أحمد (٣) ، حدّثني أبي ، حدثنا أبو سعيد مولى بني هاشم حدثنا ثابت ـ يعني ابن يزيد (٤) ـ حدّثنا عاصم عن عبد الله بن الحارث ، عن أفلح مولى أبي أيوب [عن أبي أيوب](٥) أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نزل عليه فنزل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أسفل وأبو أيوب في العلو ، فانتبه أبو أيوب ذات ليلة ، فقال : نمشي فوق رأس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فتحوّل ، فباتوا في

__________________

(١) كذا بالأصل «أبو كبير» وفي مصادر ترجمته في بغية الطلب ٤ / ١٩٤٤ والبخاري ٢ / ١ / ٥٢ والجرح والتعديل ١ / ١ / ٣٢٣ وابن سعد ٥ / ٨٦ والإصابة وتقريب التهذيب : «أبو كثير» بالثاء المثلثة وفي م : أبو كبير.

(٢) بغية الطلب ٤ / ١٩٤٨.

(٣) مسند الإمام أحمد ٥ / ٤١٥.

(٤) مسند أحمد : «يعني أبا زيد» ويكنى أبا زيد وفي بغية الطلب : «ابن زيد» خطأ انظر ترجمته في سير الأعلام ٧ / ٣٠٥.

(٥) الزيادة عن مسند أحمد.

١٧٧

جانب ، فلما أصبح ذكر ذلك للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أسفل أرفق بي» فقال أبو أيوب : لا أعلو سقيفة أنت تحتها ، فتحوّل أبو أيوب في السفلى والنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في العلو ، فكان يضع طعام النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيبعث إليه ، فإذا ردّ إليه سأل عن موضع أصابع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فتبع أصابع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيأكل من حيث أثر أصابع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فصنع ذات يوم طعاما فيه ثوم ، فأرسل به إليه ، فسأل عن موضع أصابع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقيل : لم يأكل ، فصعد إليه فقال : أحرام؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أكرهه» قال : فإني أكره ما تكره ـ أو قال : ما كرهته ـ وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يؤتى [٢٣٣٢].

أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن أبي العلاء ، حدّثنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، وحدّثنا محمد بن أحمد ، حدّثنا النّصر ، حدثنا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري ، عن ابن عون ، عن محمد بن سيرين قال : حلف مسلمة بن خالد لا يركب معه في البحر أعجمي ، فقال له رجل : ما أراك إلّا قد حرمت خير الجند ، قال : من هو؟ قال أبو أيوب : لا أركب مركبا ليس معي فيه أفلح قال : ما كنت أرى بعيني أفلح ـ ودوني أفلح ـ فلقي أبا أيوب فقال : إني كنت حلفت ألا يركب معي في البحر أعجمي ، فهذه مراكب الجند فاختر أيها شئت فاجعل فيه أفلح ، واركب أنت معي فقال : لا حسد عليك ولا على سفينتك ما كنت لأركب مركبا ليس معي فيه أفلح ، فلما رأى ذلك أعتق رقبة ، وقال لأفلح : اركب معنا (١).

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد ، قالت : أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، وأنا أبو الطّيّب محمد بن جعفر القزاز ، أنا أبو الفضل عبيد الله بن سعيد الزهري ، حدّثنا عمي ، عن أبيه ، عن أبي إسحاق ، حدّثني صالح بن كيسان : أن خالد بن الوليد سار حتى نزل (٢) على عين التمر (٣) فقتل وسبى [وكان في السبي](٤) : أبو عمرة مولى بني شيبان ـ وهو أبو عبد الأعلى بن أبي عمرة ـ وعبيد مولى بلقين من الأنصار ، ثم من بني زريق ، وحمران بن أبان مولى عثمان بن عفان ، وأفلح مولى أبي

__________________

(١) بغية الطلب ٤ / ١٩٤٧ وليس لأفلح ترجمة في تاريخ بغداد المطبوع.

(٢) بالأصل «تولى» والمثبت عن مختصر ابن منظور ٥ / ١٢.

(٣) عين التمر : بلدة قريبة من الأنبار غربي الكوفة. افتتحت على يد خالد بن الوليد سنة ١٢.

(٤) زيادة مقتبسة عن المختصر وفي م : فكان في تلك السبايا.

١٧٨

أيوب الأنصاري ، ثم أحد بني مالك بن النجار ، ويسار مولى قيس بن مخرمة (١) بن المطّلب بن عبد مناف ، وهو جد محمد بن إسحاق.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، حدثنا أبو بكر الخطيب ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا محمد بن هبة الله الطبري ، قالا : أنا محمد بن الحسين ، حدّثنا عبد الله بن جعفر حدّثنا يعقوب ، حدثنا عمار بن الحسن ، عن سلمة بن الفضل ، عن ابن إسحاق ، قال : ثم سار خالد حتى نزل (٢) على عين التمر ، وأغار على أهلها فأصاب منهم ، ورابط حصنا بها فيه مقاتلة كان كسرى وضعهم فيه ، وسبى من عين التمر فكان من تلك السبايا أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري ، أحد بني مالك بن النجار.

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو بكر بن بيري ـ إجازة ـ حدثنا أبو عبد الله الزعفراني ، حدّثنا ابن أبي خيثمة ، أنا مصعب بن عبد الله ، قال : أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري يكنى أبا كثير ، وهو من سبي عين التمر وابنه كثير بن أفلح وأخوه عبد الرّحمن بن أفلح وأخوه محمد بن أفلح ، روي عنهم (٣).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا محمد بن علي الواسطي ، أنا محمد بن أحمد البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل الغلابي ، نا أبي قال : قال أبو زكريا : أفلح مولى أبي أيوب كان يكنى أبا كثير (٤).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، أنا يوسف بن رباح بن علي ، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل ، نا أبو بشر محمد بن أحمد حمّاد ، حدثنا معاوية بن صالح ، قال : سمعت يحيى يقول في تسمية تابعي أهل المدينة ومحدّثيهم : أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري (٥).

__________________

(١) بالأصل «عزمة» والمثبت عن جمهرة ابن حزم ص ٧٣.

(٢) بالأصل وم «تولى» والمثبت عن مختصر ابن منظور ٥ / ١٢.

(٣) بالأصل «عن» والصواب عن جمهرة ابن حزم.

(٤) بغية الطلب ٤ / ١٩٤٥.

(٥) بغية الطلب ٤ / ١٩٤٦.

١٧٩

أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا : أنا أحمد بن الحسن الكرخي ـ زاد الأنماطي : وأحمد بن الحسن بن خيرون ـ قالا : أنا محمد بن الحسن الأصبهاني ، أنا محمد بن أحمد الأهوازي ، أنا عمر بن أحمد الأهوازي ، نا خليفة بن خيّاط قال (١) في الطبقة الثانية من أهل المدينة : أفلح مولى أبي أيوب خالد بن زيد بن كليب يكنى أبا عبد الرّحمن ، قتل يوم الحرة سنة ثلاث وستين.

أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمد بن يوسف ، أنا أحمد بن محمد عمر ، أنا ابن أبي الدنيا ، أنا محمد بن سعد قال : في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري ، ويكنى أبا عبد الرّحمن وهو من سبي عين التّمر الذين سبى خالد بن الوليد ، وله دار بالمدينة ، وقتل يوم الحرّة سنة ثلاث وستين.

أخبرنا أبو غالب بن البنا ، حدّثنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، أنا محمد بن سعد ، قال (٢) : في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري ، ويكنى أبا كثير. قال محمد بن عمر : وكان أفلح من سبي عين التمر الذين سبى خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر الصّدّيق وبعث بهم إلى المدينة. وقد سمعت من يذكر أنّ أفلح كان يكنى أبا عبد الرّحمن ، وسمع من (٣) عمر ، وله دار بالمدينة ، وقتل يوم الحرّة في ذي الحجة سنة ثلاث وستين في خلافة يزيد بن معاوية. وكان ثقة قليل الحديث.

(٤) [أخبرنا محمّد بن ناصر ، قال : أخبرنا أبو الفضل بن خيرون ، وأبو الحسين بن الطيوري ، و] أبو الغنائم بن النّرسي ، ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد الواسطي ، ـ زاد ابن خيرون : وأبو الحسين الأصبهاني ـ قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل (٥) ، قال : أفلح أبو (٦) كثير مولى أبي أيوب الأنصاري ، يعد في أهل

__________________

(١) طبقات خليفة ٢ / ٦٨٥.

(٢) طبقات ابن سعد ٥ / ٨٦ ـ ٨٧.

(٣) عن ابن سعد وبالأصل «ابن».

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم واستدرك قياسا لسند مماثل ، وانظر بغية الطلب ٤ / ١٩٤٥ ومكان السقط بالأصل «أنبأنا».

(٥) التاريخ الكبير للبخاري ١ / ٢ / ٥٢.

(٦) بالأصل «ابن» والمثبت عن البخاري.

١٨٠