تاريخ مدينة دمشق - ج ٨

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٨

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٥٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

ولي النقابة بدمشق من قبل المقتدر بالله وكاتبه علي بن عيسى الوزير. له ذكر.

قرأت بخط عبد الوهاب الميدانيّ قال : وفي ليلة السبت توفي أبو محمد إسماعيل بن الحسين الحسينيّ العلويّ ، وأخرجت جنازته من الغد في يوم السّبت لثمان خلون من رجب سنة سبع وأربعين وثلاثمائة ، وكان له مشهد كبير ، شهده الخاصّ والعامّ ، والأمير فاتك ، وصلّي عليه في المصلّى.

٧١٩ ـ إسماعيل بن حصن بن حسّان

أبو سليم القرشي الجبيلي (١)

من أهل جبيل من ساحل دمشق.

روى عن سويد بن عبد العزيز ، وعمر (٢) بن هاشم البيروتي ومحمد بن يوسف الفريابي ، ومحمد بن شعيب بن شابور (٣) ، وضمرة (٤) بن ربيعة ، وحجّاج بن محمد ، وفديك بن سليمان القيسراني ، وعبيد بن حبّان (٥) ، ومحمد بن المبارك الصّوري ، وأبي المغيرة ، وعتبة بن الرخس الحمصي.

روى عنه أبو الحسن بن جوصا ، وأبو الجهم بن طلّاب ، وأبو عبد الله محمد بن جعفر بن محمد بن ملّاس ، وأبو علي محمد بن سليمان بن حيدرة الأطرابلسي ، وذكوان بن إسماعيل البعلبكي ، ويحيى بن عبد الرّحمن بن عمارة الدّقاني ، وأحمد بن هشام بن عبد الله بن كثير القارئ ، وأبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن أبي الدّرداء الصّرفندي ، وأحمد بن محمد بن عبد السلام من أهل جونية ، ويحيى بن إبراهيم بن عوسق الحمصي ، وعبد الله بن محمد بن مسلم الإسفرايني ، ومحمد بن عثمان بن

__________________

(١) ترجمته في الأنساب (الجبيلي) ومعجم البلدان (جبيل) وقد ذكره ياقوت باسم : أبي سليمان إسماعيل بن خضر بن حسان الجبيلي ، وفيه في (جونية) ذكره صوابا.

والجبيلي ضبطت عن الأنساب ، هذه النسبة إلى جبيل : بلدة من بلاد ساحل الشام.

وفي ياقوت : بلد في شرقي بيروت على ثمانية فراسخ من بيروت.

(٢) في تقريب التهذيب : «عمرو» وفي معجم البلدان «عمر» كالأصل.

(٣) معجم البلدان : سابور ، خطأ.

(٤) معجم البلدان : حمزة ، خطأ.

(٥) معجم البلدان : «حيان» والصواب ما أثبت.

٣٨١

حمّاد الأنصاري ، وأبو بكر بن زياد النّيسابوري ، وإبراهيم بن عبد الرّحمن بن مروان.

أخبرنا أبو الحسن علي بن الحسين الموازيني ، أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن طاهر بن الفرات ، أنا عبد الوهاب بن الحسن ، [نا أبو الحسن](١) بن جوصا ، نا محمد بن خلف ، وسعيد ـ يعني ابن أبي زيدون ـ وابن عمرو وأبو سليم ، قالوا : نا محمد بن يوسف الفريابي ، نا الأوزاعي ، حدثني الزّهري ، حدثني سليمان بن يسار وأبو سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن اليهود والنصارى لا تصبغ فخالفوهم» [٢٢٤٤].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا عبد الله بن محمد بن زياد الفقيه ، حدثني إسماعيل بن حصن أبو سليم الجبيلي ، نا محمد بن شعيب بن شابور ، نا عمر بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر ، عن نافع مولى عبد الله بن عمر أنه أخبره عن عبد الله بن عمر ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنّه كان إذا افتتح الصّلاة وكبّر رفع يديه ، وإذا ركع رفع يديه ، وإذا رفع رأسه من الرّكوع رفع يديه [٢٢٤٥].

أنبأنا أبو الحسن الموازيني ، أنا أبو علي الأهوازي ، نا أبو أحمد الحسين بن محمد بن الوزير الحافظ بدمشق ، نا محمد بن جعفر ، نا أبو سليم إسماعيل بن حصن الجبيلي بدمشق سنة نيّف وخمسين ومائتين ، نا عمر (٢) بن هاشم ، نا الهقل بن زياد : بحديث ذكره.

أخبرنا أبو عبد الله الخلال ، أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو طاهر الحسين بن سلمة ، أنا أبو الحسن علي بن محمد الفأفاء.

قال : وأنا حمد بن عبد الله ـ إجازة ـ قالا : أنا أبو محمد بن أبي حاتم ، قال (٣) : إسماعيل بن حصن أبو سليم الجبيلي. روى عن محمد بن شعيب بن شابور ، وضمرة بن ربيعة ، وحجّاج بن محمد ، وفديك بن سليمان ، وعبيد بن حبّان ،

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك على هامشه وبجانبه كلمة صح.

(٢) بالأصل وم «عمرو».

(٣) الجرح والتعديل ١ / قسم ١ / ١٦٦.

٣٨٢

ومحمد بن المبارك الصّوري. كتبت عنه ، وهو صدوق.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي ، أنا أبو بكر الخطيب ، قال : إسماعيل بن حصن بن حسّان أبو سليم الجبيلي. حدّث عن محمد بن شعيب بن شابور الدّمشقي ، وعمرو بن هاشم البيروتي. روى عنه أبو الحسن أحمد بن عمير بن جوصا وغيره.

قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أبي طاهر ، أنا مكي بن محمد بن الغمر ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : وفيها ـ يعني سنة أربع وستين [ومائتين](١) ـ مات أبو سليم.

٧٢٠ ـ إسماعيل بن أبي حكيم المدني القرشي

مولى عثمان بن عفّان ، ويقال : مولى الزّبير بن العوّام (٢)

روى عن سعيد بن المسيّب ، والقاسم بن محمد ، وعبيدة بن سفيان الحضرمي ، وعمر بن عبد العزيز ، وسعيد بن مرجانة ، وعروة بن الزبير.

روى عنه يحيى بن سعيد الأنصاري ، وأبو الأسود محمد بن عبد الرّحمن يتيم عروة ، وجويرية بن أسماء ، وموسى بن سرجس ، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند ، ومحمد بن إسحاق ، ومالك بن أنس ، وزهير بن محمد ، وعبد السلام بن حفص ، وإسماعيل بن جعفر ، والضّحّاك بن عثمان ، والحارث بن محمد الفهري ، وكان في صحابة عمر بن عبد العزيز واستعمله على بعض أعماله.

أخبرنا أبو محمد السّيدي ، أنا أبو عثمان البحيري ، أنا زاهر بن أحمد ، أنا إبراهيم بن عبد الصمد ، نا أبو مصعب ، نا مالك ، عن إسماعيل بن أبي حكيم ، عن عبيدة بن سفيان الحضرمي ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أكل ذي ناب من السّباع حرام» [٢٢٤٦].

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر المغربي ، أنا أبو بكر الجوزقي ، أنا أبو حامد بن الشّرقي ، نا عبد الرّحمن بن بشر ، نا يحيى بن سعيد ، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند ح.

__________________

(١) زيادة مقتبسة عن معجم البلدان.

(٢) ترجمته في تهذيب التهذيب ١ / ١٨٤.

٣٨٣

قال : وأنا مكي بن عبدان ، نا عبد الله بن هاشم ، نا يحيى بن سعيد ، نا عبد الله بن سعيد بن أبي هند ، حدثني إسماعيل بن أبي حكيم ، عن سعيد بن مرجانة ، قال : سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله بكلّ إرب منه إربا منه من النّار» [٢٢٤٧].

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، وأبو المواهب أحمد بن عبد الملك الورّاق ، قالا : أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفّر ، أنا محمد بن محمد بن سليمان الباغندي ، حدثني محمد بن عثمان بن كرامة ، نا خالد بن مخلد ، نا عبد السلام بن حفص ، عن إسماعيل بن أبي حكيم ، عن عمر بن عبد العزيز ، عن عبد الله بن إبراهيم بن قارظ أنه رأى أبا هريرة يتوضأ فوق ظهر المسجد فقال : ما هذا الوضوء؟ قال أبو هريرة : وما تدري مما أتوضأ؟ أتوضأ من أثوار أقط وإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «توضّئوا ممّا مسّت النّار» [٢٢٤٨].

أخبرنا أبو سعد بن البغدادي ، أنا أبو منصور بن شكرويه ومحمد بن أحمد بن علي ، قالا : أنا إبراهيم بن عبد الله بن محمد ، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي ، نا حميد بن زنجويه ، حدثني عبد الله بن يزيد ، نا ابن لهيعة ، حدثني أبو الأسود عن إسماعيل بن أبي حكيم ـ وهو مولى لهم ، وكان يكون مع عمر بن عبد العزيز ـ أن القاسم بن محمد حدّثه : بحديث ذكره.

أخبرنا أبو النجم هلال بن الحسين بن محمود ، أنا أبو منصور بن عبد العزيز ، أنا أبو أحمد الفرضي ، أنا علي بن عبد الله بن المغيرة ، أنا أحمد بن سعيد ، حدثني الزّبير (١) ، حدثني عبد الله بن عبد العزيز أخبرني ابن ـ العلاء ، أحسبه أبا عمرو بن العلاء ، أو أخاه ـ عن جويرية بن أسماء ، عن إسماعيل بن أبي حكيم قال : بعثني عمر بن عبد العزيز حين ولّي ـ في الفداء ـ فبينا أنا أجول في القسطنطينية إذ سمعت صوتا يتغنّى فيه (٢) :

أرقت وغاب عني من يلوم

ولكن لم أنم أنا والهموم (٣)

__________________

(١) الخبر في الأغاني ٦ / ١١٧ في أخبار عبادل.

(٢) الأبيات في الأغاني ٦ / ١١٣ و ١١٤ و ١١٥ و ١١٦.

(٣) الأغاني : أنا للهموم.

٣٨٤

كأنّي من تذكّر ما ألاقي

إذا ما أظلم الليل البهيم

سليم ملّ منه أقربوه

وودّعه (١) المداوي والحميم

وكم من حرّة بين المنقّى (٢)

إلى أحد إلى ما حاز ريم (٣)

إلى الجمّاء (٤) من خدّ أسيل

نقيّ اللّون ليس له كلوم

يضيء دجى الظلام إذا تبدّى

كضوء الفجر منظره وسيم

فلما أن دنا منا (٥) ارتحال

وقرّب ناجيات السّير كوم (٦)

أتين مودّعات والمطايا

على أكوارها خوص (٧) هجوم

فقائلة ومثنية علينا

تقول وما لها فينا حميم

وأخرى لبّها معنا ولكن

تستّر وهي واجمة كظوم

تعدّ لنا اللّيالي تحتصيها

متى هو حائن منّا قدوم

متى تر غفلة الواشين عنا

تجد بدموعها العين السّجوم

قال أبو عبد الله : والشعر لبقيلة الأشجعي ، وسمعت العتبي صحّف في اسمه فقال : نفيلة (٨). قال إسماعيل بن أبي حكيم فسألته حين دخلت عليه فقلت : من أنت؟

قال : أنا الوابصي (٩) الّذي أخذت فعذّبت ففزعت فدخلت في دينهم ، فقلت : إن أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز بعثني في الفداء وأنت والله أحبّ من افتديته إن لم تكن

__________________

(١) الأغاني : وأسلمه.

(٢) المنقّى طريق بين أحد والمدينة. وعلى هامش الأصل : ويروى : «من العقيق إلى ...» كلمة رسمها غير واضح. وفي الأغاني رواية أخرى :

فكم بين الأقارع فالمنقى

(٣) ريم : (بالكسر والهمز) واد لمزينة قرب المدينة ، معجم البلدان.

(٤) الجماء : جبيل من المدينة على ثلاثة أميال من ناحية العقيق إلى الجرف.

(٥) عن الأغاني وبالأصل «مما».

(٦) الناجيات النوق السريعة لأنها تنجو بمن ركبها ، والكوم : النوق الضخمة السنام.

(٧) بالأصل «خوض» والمثبت عن الأغاني ، والخوص جمع أخوص وخوصاء ، والخوص : ضيق العين وصغرها وغؤرها.

(٨) وهو ما ورد في الأغاني ٦ / ١١٤ وبهامشها عن إحدى النسخ بقيلة.

(٩) الوابصي هو الصلت بن العاصي بن وابصة بن خالد بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم وكان عمر بن عبد العزيز .. وهو أمير الحجاز ـ قد حدّه في الخمر فغضب وهرب إلى بلاد الروم وتنصر ، ومات هناك نصرانيا (الأغاني ٦ / ١١٦).

٣٨٥

بطنت في الكفر ؛ قال : والله قد بطنت في الكفر. قال : فقلت له : أنشدك الله أسلم ، فقال : أسلم وهذان ابناي ، وقد تزوجت امرأة [منهم](١) وهذان ابناها. وإذا دخلت المدينة فقال أحدهم : يا نصرانيّ وقيل لولدي وأمهم كذلك. لا والله لا أفعل : فقلت له : قد كنت قارئا للقرآن : فقال : إي والله قد كنت من أقرإ القرّاء للقرآن فقلت : فما بقي معك من القرآن؟ قال : لا شيء إلّا هذه الآية (رُبَما يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كانُوا مُسْلِمِينَ)(٢) وقد رويت هذه القصة من وجه آخر.

أخبرنا بها أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان في كتابه.

وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني ، وحدّثنا أبو الفضل بن ناضر ، أنا أبو طاهر الباقلاني ، وأبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد البزّاز ، وأبو علي بن نبهان قالوا : أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ ، نا أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي ، نا عمر بن شبّة قال (٣) : وحدّثني سعيد بن عامر ، عن جويرية بن أسماء ، عن إسماعيل بن أبي حكيم قال : كتبت إلى عمر بن عبد العزيز والبريد الذي جاءه من القسطنطينية يحدّثه قال : بينا أنا أسير على بغلتي في مدينة القسطنطينية إذ سمعت غناء لم أسمع غناء قط أحسن منه فو الله ما أدري أكذاك هو أو لغربة العربية في تلك البلاد. فإذا رجل في غرفة ـ درجة تلك الغرفة في الطريق ـ فنزلت عن بغلتي فأوثقتها ، ثم صعدت الدرجة فقمت على باب الغرفة ، فإذا رجل مستلق على قفاه واضع إحدى رجليه على الأخرى ، وإذا هو يغنّي بيتين من الشعر لا يزيد عليهما ، فإذا فرغ بكى فيبكي ما شاء الله ثم يعيد ذينك البيتين ثم يعود إلى البكاء ففعل ذلك غير مرة ، وأنا قائم على باب الغرفة ، وهو لا يراني ولا يشعر بي. والبيتان :

وكائن بالبلاط إلى المصلّى

إلى أحد إلى ما حاز ريم

إلى الجمّاء من خدّ أسيل

نقيّ اللّون ليس به كلوم

__________________

(١) ما بين معكوفتين زيادة عن الأغاني.

(٢) سورة الحجر ، الآية : ٢.

(٣) انظر الأغاني ٦ / ١١٧.

٣٨٦

قال : البيت الثاني لم ينشدنيه سعيد بن عامر.

قال : قلت السلام عليك ، فأتيته فقلت : أبشر فقد فكّ الله أسرك ، أنا بريد أمير المؤمنين عمر إلى هذه الطاغية في فداء الأسارى ، فإذا هو رجل من قريش ، وكان أسر فسألوه فعرفوا منزلته فدعوه إلى النصرانية فتنصّر فزوّجوه امرأة منهم. قال البريد : فقال لي : ويحك فكيف بعبادة الصّليب وشرب الخمر وأكل لحم الخنزير؟ فقلت : سبحان الله أما تقرأ القرآن (إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمانِ)(١) فأعاد عليّ : فكيف بعبادة الصليب ، وأعاد كلامه الأول حتى أعاده غير مرة. قال : فرفع عمر يده وقال : اللهمّ لا تمته أو تمكّنني منه ، قال : فما زلت راجيا لدعوة عمر. قال جويرية : وقد رأيت أخاه بالمدينة.

بلغني أن اسم هذا الرجل المتنصّر : الصّلت بن العاص بن وابصة بن خالد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر (٢) بن مخزوم من أهل المدينة حدّه (٣) عمر بن عبد العزيز في ولايته على المدينة فخرج إلى نصيبين (٤) ولحق ببلاد الروم ، فتنصّر ، ومات هناك نصرانيا ، نعوذ بالله.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد بن البغدادي ، أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا محمد بن جعفر الزّرّاد ، نا عبيد الله بن سعد ، نا عمي ، عن أبيه عن ابن إسحاق قال : إسماعيل بن حكيم (٥) مولى آل الزبير.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك ، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ، أنا يوسف بن رباح بن علي ، أنا أحمد بن محمد بن إسماعيل ، نا محمد بن أحمد بن حمّاد ، نا معاوية بن صالح قال : سمعت يحيى بن معين يقول في تسمية تابعي أهل المدينة ومحدّثيهم : إسماعيل بن أبي حكيم ، وأخوه إسحاق بن أبي حكيم لم يعرفه يحيى.

__________________

(١) سورة النحل ، الآية : ١٠٦.

(٢) الأغاني : عمرو.

(٣) حدّه عمر بن عبد العزيز في الخمر ، كما في الأغاني.

(٤) نصيبين مدينة عامرة على جادة القوافل من الموصل إلى الشام ، من بلاد الجزيرة (معجم البلدان).

(٥) كذا «بن حكيم».

٣٨٧

قرأت على أبي غالب وأبي عبد الله ابني البنّا ، عن أبي الحسن محمد بن مخلد ، أنا علي بن محمد بن خزفة (١) ، أنا محمد بن الحسين بن محمد الزّعفراني ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، قال : سمعت يحيى بن معين يقول : إسماعيل بن أبي حكيم يقال له مولى الزبير ، وهو مولى أم خالد بنت خالد بن سعيد بن العاص تزوّجها الزبير ، وكان معهم فقيل مولى الزبير.

أخبرنا أبو القاسم الواسطي ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إبراهيم الأشناني قال : سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس قال : سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول : سألت يحيى بن معين قلت : فإسماعيل بن أبي حكيم؟ فقال : ثقة (٢).

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ، وحدثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطّيوري ومحمد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو أحمد الغندجاني ـ زاد ابن خيرون : ومحمد بن الحسن الأصبهاني ـ قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل البخاري ، قال (٣) : إسماعيل بن أبي حكيم مولى عثمان بن عفان مدني قرشي ، عن سعيد بن المسيّب ، وعبيدة بن سفيان ، روى عنه مالك ومحمد بن إسحاق ، وقال محمد بن سلمة : إسماعيل بن حكيم قال أبو عبد الله : وهو وهم ، وقال لنا المكي : نا عبد الله بن سعيد ، عن إسماعيل بن أبي حكيم مولى آل الزبير ، وسمع عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، أنا عبد الرّحمن بن مندة ، أنا حمد بن عبد الله إجازة ح.

قال : وأنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمد الفأفاء قالا : أنا أبو محمد بن أبي حاتم ، قال (٤) : إسماعيل بن أبي حكيم مولى عثمان بن عفّان مدني ، روى عن القاسم بن محمد ، وعمر بن عبد العزيز ، وعبيدة بن سفيان الحضرمي ، وسعيد بن

__________________

(١) ضبطت عن التبصير.

(٢) تهذيب التهذيب ١ / ١٨٤.

(٣) التاريخ الكبير ١ / قسم ١ / ٣٥٠.

(٤) الجرح والتعديل ١ / قسم ١ / ١٦٤.

٣٨٨

المسيّب ، وسعيد بن مرجانة. روى عنه مالك ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، ومحمد بن إسحاق ، وعبد الله بن سعيد بن أبي هند. سمعت أبي وأبا زرعة يقولان ذلك ، قال أبو محمد : روى عنه زهير بن محمد.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد ، نا نصر بن إبراهيم الزاهد ، أنا سليم بن أيوب الرازي ، أنا أبو نصر طاهر بن محمد بن سليمان ، نا علي بن إبراهيم بن أحمد ، نا يزيد بن محمد بن إياس قال : سمعت محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدّمي يقول : إسماعيل بن أبي حكيم روى عنه مالك بن أنس ، وأهل المدينة. كان كاتب عمر بن عبد العزيز حين كان عمر أمير المدينة.

أخبرنا أبو عبد الله الخلال ، أنا عبد الرّحمن بن مندة ، أنا حمد بن عبد الله ـ إجازة ـ وأبو طاهر بن سلمة ـ قراءة ـ أنا علي بن محمد ، قال علي وحمد أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال : ذكره أبي عن إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين قال : إسماعيل بن أبي حكيم صالح ، قال : وسئل أبي عن إسماعيل بن أبي حكيم فقال : يكتب حديثه كان عاملا لعمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الجلّاب ، نا الحارث بن أبي أسامة ، أنا محمد بن سعد قال في الطبقة الرابعة من أهل المدينة إسماعيل بن أبي حكيم مولى لبني عديّ بن نوفل بن أسد بن عبد العزّى بن قصي ، من لا يعرف ولاءهم نسبهم إلى ولاء آل الزّبير بن العوّام ، وكان كاتبا لعمر بن عبد العزيز ، وتوفي سنة ثلاثين ومائة ، وكان قليل الحديث (١).

أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمد الحسن بن محمد ، أنا أحمد بن محمد بن عمر ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمد بن سعد قال : في الطبقة الرابعة من أهل المدينة إسماعيل بن أبي حكيم مولى آل الزّبير بن العوّام ، وكان كاتبا لعمر بن عبد العزيز ، توفي سنة ثلاثين ومائة.

__________________

(١) سقط من طبقات ابن سعد المطبوع ، قسم كبير من طبقات المدنيين ساقط من المطبوع. نقله في تهذيب التهذيب نقلا عن ابن سعد.

٣٨٩

قرأت على أبي محمد السلمي ، عن عبد العزيز بن أبي طاهر ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، نا علي بن أحمد المقابري ، نا موسى بن إسحاق الأنصاري ، نا محمد بن عبد الله بن نمير قال : مات يزيد بن رومان وإسماعيل بن أبي حكيم سنة ثلاثين ومائة.

وقرأت على أبي محمد أيضا عن عبد العزيز الكتّاني ، أنا مكّي بن محمد بن الغمر ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : قال الواقدي : وفيها ـ يعني سنة ثلاثين ومائة ـ مات إسماعيل بن أبي حكيم ، وذكر أن أباه أخبره عن الحارث عن محمد بن سعد ، عن الواقدي بذلك.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق النّهاوندي ، نا أحمد بن عمران بن موسى ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خيّاط (١) قال : وفي سنة ثلاثين [ومائة] مات إسماعيل بن أبي حكيم بالمدينة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن البسري ، أنا أبو طاهر المخلّص ـ إجازة ـ نا أبو محمد عبيد الله بن عبد الرّحمن السّكري ، أخبرني عبد الرّحمن بن محمد بن المغيرة ، أخبرني أبي محمد بن المغيرة ، حدثني أبو عبيد القاسم بن سلّام قال : سنة ثلاثين ومائة ـ فيها ـ مات إسماعيل بن أبي حكيم ، وهو مولى آل الزّبير بن العوّام ، وكان كاتب عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ ، أنا محمد بن الحسين بن شهريار ، نا أبو حفص الفلاس ، قال : ومات إسماعيل بن أبي حكيم ويزيد بن رومان في سنة ثلاثين ومائة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشافعي قال : إسماعيل بن أبي حكيم ، قال الواقدي : هو مولى آل الزّبير بن العوّام ، وكان كاتبا لعمر بن عبد العزيز ، وتوفي في سنة ثلاثين ومائة ، وكان قليل الحديث.

__________________

(١) تاريخ خليفة ص ٣٩٥ والزيادة عنه.

٣٩٠

٧٢١ ـ إسماعيل بن حمدويه

أبو سعيد البيكندي البخاري (١)

قدم دمشق سنة تسع وستين ومائتين (٢) ، وروى عن أبي عبد الله (٣) عبد الله بن يزيد المقرئ ، وقبيصة بن عقبة ، وأبي جابر محمد بن عبد الملك الواسطي ، وعلي بن الحسن بن شقيق ، وصدقة بن الفضل ، والعبّاس بن بكّار الضّبّي ، وعبد الله بن الزّبير الحميدي ، وعبد الله بن عثمان عبدان المروزي ، ومحمد بن سلام البيكندي ، وأبي حذيفة موسى بن مسعود ، ومحمد بن كثير ، وعارم ، وعلي بن الحسن بن شقيق (٤) ، وعبد الله بن مسلمة (٥) القعنبي ، ومسلم بن إبراهيم ، ومسدّد ، وأبي نعيم الفضل بن دكين ، وأحمد بن خالد المروزي ، وأبي رجاء سعيد بن حفص البخاري ، وعبد العزيز بن الخطّاب ، وأبي إسماعيل حفص بن عمر.

روى عنه أبو الحسن بن جوصا ، وأبو الميمون بن راشد البجلي ، وأبو جعفر أحمد بن محمد بن موسى بن أبي غسان ، وأبو أحمد عبد الرّحمن بن عبد الله بن يزداد ، وأبو الفضل العباس بن عمران بن موسى القاضي ، وأبو نعيم عبد الملك بن محمد بن عديّ الجرجاني ، وأحمد بن زكريا بن يحيى بن يعقوب المقدسي ، وأبوا بكر أحمد بن عمرو بن جابر الرّملي (٦) ومحمد بن حمدون بن خالد النّيسابوري (٧) ، وأبو القاسم صاعد بن عبد الرّحمن البرّاد ، وأبو الطّيّب بن عبادل ، وعلي بن محمد بن أبي سليمان الصّوري ، ومحمد بن إبراهيم القدوري الرّملي ، ومحمد بن يوسف بن بشر الهروي ، وأبو المغيث محمد بن أحمد بن عبد الواحد الصّفّار ، وأبو الفضل أحمد بن

__________________

(١) هذه النسبة إلى بيكند بالكسر وفتح الكاف وسكون النون ، بلدة بين بخارى وجيحون على مرحلة من بخارى ، خرجت (معجم البلدان).

ترجم له ياقوت نقلا عن ابن عساكر.

(٢) في معجم البلدان سنة ٢٢٩.

(٣) ياقوت : أبي عبد الرحمن.

(٤) كذا بالأصل وم ، ورد الاسم مكررا.

(٥) بالأصل «سلمة» تحريف والمثبت عن م وياقوت ، وانظر ترجمته في سير الأعلام ١٠ / ٢٥٧ (٦٨).

(٦) ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٤٦١.

(٧) ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٦٠.

٣٩١

عبد الله بن نصر بن هلال السّلمي ، وأبو مسعود محمد بن عيسى بن المهدي المقدسي ، وأبو علي محمد بن محمد بن أبي حذيفة ، والحسن بن علي بن يحيى الشّعراني ، وعلي بن محمد بن حاتم القرميسينيّ.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر المعدّل ، أنا أبو حامد الأزهري ، أنا الحسن بن أحمد المخلدي ، أنا أبو نعيم عبد الملك بن محمد ، نا إسماعيل بن حمدويه البيكندي ، نا عبدان ، أنا أبي ، نا شعبة ، أخبرني القاسم بن أبي بزّة (١) قال : سمعت أبا الطّفيل يقول : سمعت عليا يسأل هل خصكم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : ما خصنا بشيء لم يعمّ به الناس كافّة إلّا ما في قراب سيفي هذا فأخرج صحيفة مكتوب فيها : «لعن الله من ذبح لغير الله ، ولعن الله من لعن والده ، ولعن الله من آوى محدثا».

أخبرنا أبو القاسم الشّحامي ، أنا محمد بن علي بن محمد ، أنا الحسن بن أحمد بن محمد المخلدي ، أنا أبو بكر بن حمدون ، نا إسماعيل بن حمدويه البيكندي ، نا أبو حذيفة ، نا سفيان ، عن الأعمش ومنصور ، عن أبي وائل ، عن عبد الله ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الجنّة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله ، والنار مثل ذلك» [٢٢٤٩].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدّي أبو بكر محمد بن أحمد بن عثمان ، نا أبو الفضل أحمد بن عبد الله بن نصر بن هلال السّلمي ، نا إسماعيل بن حمدويه البيكندي ، نا مسلم بن إبراهيم ، نا شعبة ، عن مالك بن أنس عن عبد الله بن الفضل ، عن نافع بن جبير ، عن ابن عباس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الثّيّب أحق بنفسها من وليّها ، والبكر رضاها سكوتها» [٢٢٥٠].

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني ، أنا أبو الحسن بن صصري ، أنا تمّام بن محمد ، أنا أبو القاسم علي بن الحسين بن محمد الجرشيّ البزّاز ، نا إسماعيل بن حمدويه البيكندي بدمشق في سنة تسع وستين ومائتين ، بحديث ذكره.

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٢) : أما حمدويه ـ بالياء ـ أبو سعيد إسماعيل بن حمدويه البيكندي سكن الرملة ، روى عن علي بن

__________________

(١) ضبطت عن تقريب التهذيب بفتح الموحدة وتشديد الزاي.

(٢) الإكمال لابن ماكولا ٢ / ٥٥٥.

٣٩٢

الحسن بن شقيق ، وعبدان بن عثمان ، وصدقة بن الفضل ، وحبان بن موسى ، وأبي جابر محمد بن عبد الملك ، وسعيد بن منصور. حدّث عنه أحمد بن عمرو بن جابر الرّملي.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة ، وحدّثني أبو بكر اللفتواني وأبو مسعود عبد الجليل بن محمد عنه أنا عمّي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد الله قال : قال أبو سعيد بن يونس إسماعيل بن حمدويه البيكندي من أهل بيكند من خراسان قدم إلى مصر ، وحدّث بها ، توفي سنة ثلاث وسبعين ومائتين.

٧٢٢ ـ إسماعيل بن حمد بن محمد بن المعلم

أبو القاسم الهمداني البيّع

سمع أبا علي بن المذهب.

قرأت بخط أبي الفضل بن خيرون : وممن ذكر أنه توفي سنة أربع وخمسين وأربعمائة : إسماعيل بن حمد بن المعلم الهمداني البيّع بدمشق في شعبان.

٣٩٣

حرف الخاء

في آباء من اسمه إسماعيل

٧٢٣ ـ إسماعيل بن خالد بن عبد الله

ابن يزيد بن أسد البجلي القسري (١)

من وجوه أهل دمشق كان في صحابة المنصور.

روى عنه عبد الله بن المبارك.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور ، وعلي بن الحسن بن سعيد ، قالا : نا وأبو النجم بدر بن عبد الله ، أنا أبو بكر الخطيب (٢) ، أنا أبو محمد الجوهري ، نا محمد بن العبّاس ، نا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي ، نا ميمون بن هارون حدّثني الوضّاح بن حبيب بن بديل التّميمي ، عن أبيه قال : كنت يوما عند أبي جعفر المنصور وعبد الله بن عيّاش الهمداني المنتوف ، وعبد الله بن الرّبيع الحارثيّ ، وإسماعيل بن خالد بن عبد الله القسريّ ؛ وكان أبو جعفر ولّى سلم بن قتيبة البصرة ، وولّى مولى له كور البصرة والأبلّة (٣) ، فورد الكتاب من مولى أبي جعفر يخبر أن (٤) سلما ضربه بالسياط ، فاستشاط أبو جعفر ، وضرب إحدى يديه على الأخرى وقال : أعليّ يجترئ سلم؟ والله لأجعلنّه نكالا وعظة ، وجعل يقرأ كتبا بين يديه. قال : فرفع ابن

__________________

(١) القسري نسبة إلى قسر ، بطن من بجيلة.

(٢) تاريخ بغداد ١٠ / ١٥ في ترجمة عبد الله بن عياش المنتوف.

(٣) بضم أوله وثانيه وتشديد اللام وفتحها بلدة على شاطئ دجلة البصرة العظمى في زاوية الخليج الذي يدخل إلى مدينة البصرة ، وهي أقدم من البصرة (معجم البلدان).

(٤) بالأصل وم «سالما» والمثبت عن تاريخ بغداد.

٣٩٤

عياش رأسه ـ وكان أجرانا عليه ـ فقال : يا أمير المؤمنين لم يضرب سلم (١) مولاك بقوّته ولا بقوة أبيه (٢) ، ولكنك قلّدته سيفك ، وأصعدته منبرك ، فأراد مولاك أن يطأطئ من سلم ما رفعت ويفسد ما صنعت فلم يحتمل له ذلك ؛ يا أمير المؤمنين ، إن غضب العربي في رأسه إذا غضب لم يهدأ حتى يخرجه بلسان أو يد ، وإن غضب النّبطيّ في استه فإذا خري ذهب غضبه ، فضحك أبو جعفر ، وقال : قبّحك الله يا منتوف ، وكفّ عن سلم.

__________________

(١) بالأصل وم «سالم» والمثبت عن تاريخ بغداد.

(٢) تاريخ بغداد : ابنه.

٣٩٥

حرف الدال وحرف الذال فارغان

حرف الراء

في آباء من اسمه إسماعيل

٧٢٤ ـ إسماعيل بن رافع بن عويمر ، ويقال : ابن أبي عويمر

أبو رافع المدني ، مولى مزينة (١)

حدّث عن سعيد المقبري ، ومحمد بن المنكدر ، وسميّ (٢) مولى أبي بكر بن عبد الرّحمن ، وسلمان مولى أبي سعيد الخدري ، ومحمد بن يزيد بن أبي زياد ، وعبيد الله بن عبد الله بن أبي مليكة.

روى عنه أخوه إسحاق بن رافع واللّيث بن سعد ـ وهو من أقرانه ـ ووكيع ، وعبدة بن سليمان ، ومكّي بن إبراهيم ، والوليد بن مسلم ، وإسماعيل بن عياش ، وبقيّة بن الوليد ، ومحمد بن ربيعة الكلابي ، وسليمان بن بلال ، وعمر بن محمد بن زيد ، وعبد الله بن كثير القرشي الدّمشقي القارئ ، وأبو عاصم النبيل ، والعطّاف بن خالد المخزومي المدنيّ.

ووفد على عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن مسعدة ، أنا أبو القاسم السّهمي ، أنا أبو أحمد بن عدي (٣) ، نا محمد بن أبي الخير (٤) ـ وكان عدلا ـ نا دحيم ، نا الوليد ، نا أبو رافع المدنيّ ، نا محمد بن المنكدر ، عن جابر قال : قال رجل : يا

__________________

(١) ترجمته في تهذيب التهذيب ١ / ١٨٧.

(٢) ضبطت بالتصغير عن تقريب التهذيب.

(٣) بالأصل «عربي» خطأ ، والصواب ما أثبت وهو صاحب كتاب الكامل في الضعفاء ، والخبر فيه ١ / ٢٨١.

(٤) اسم أبي الخير المبارك بن عبد الملك المعافري ، وسيأتي قريبا وفيه «مغافري».

٣٩٦

رسول الله ، عندي دينار قال : «أنفقه على نفسك» ، قال : عندي آخر ، قال : «أنفقه على زوجتك» قال : عندي آخر ، قال : «أنفقه على ولدك» أو «خادمك» شك الوليد ، قال : عندي آخر قال : «اجعله في سبيل الله ، وهو أخسّها (١) موضعا» [٢٢٥١].

قال ابن عدي : ولإسماعيل بن رافع أحاديث غير ما ذكرته ، وأحاديثه كلها مما فيه نظر إلّا أنه يكتب حديثه ، في جملة الضعفاء ، واسم أبي الخير : المبارك بن عبد الملك مغافري.

أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن عمر الكابليّ (٢) المؤدّب ، وأبو القاسم عبد الصمد بن محمد بن مندويه ، وأبو المطهر شاكر بن نصر بن طاهر الأنصاري البيّع ، وأبو غالب الحسن بن محمد بن فال الأسدي ـ بأصبهان ـ قالوا : أنا محمد بن أحمد بن عمر ، أنا أحمد بن يوسف الخشّاب ، أنا الحسن بن محمد بن دكّة ، نا عمرو بن علي ، نا أبو عاصم ، نا إسماعيل بن رافع ، نا سعيد بن أبي سعيد المقبري ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يعيبه ، ولا يدفع مدفع سوء يعيبه فيه ، ولا يتطاول عليه في البنيان فيصدّ عنه الريح إلّا بإذنه ، ولا يؤذيه بقتار قدره إلّا أن يغرف له منها» [٢٢٥٢].

أخبرنا أبو عبد الله الأديب ، أنا إبراهيم بن منصور السّلمي ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى الموصلي ، نا عمرو بن الضحاك بن مخلد ، نا أبو عاصم الضحاك بن مخلد ، نا أبو رافع إسماعيل بن رافع ، عن محمد بن زياد ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن رجل من الأنصار ، عن أبي هريرة قال : حدّثنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو في طائفة من أصحابه فقال : «إن الله تبارك وتعالى لما فرغ من خلق السموات والأرض خلق الصور فأعطاه إسرافيل فهو واضعه على فيه شاخصا إلى العرش ببصره ينتظر متى يؤمر» وذكر الحديث بطوله [٢٢٥٣].

قرأت علي أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الخليل الجلّاب ، نا الحارث بن أبي أسامة ،

__________________

(١) كذا بالأصل ، الكامل لابن عدي : «أحسنها».

(٢) ضبطت عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى كابل وهي ناحية معروفة من بلاد الهند ، ذكره السمعاني وقال : من أهل أصبهان ، ولعل أصله من كابل ، شيخ صالح سديد.

٣٩٧

نا محمد بن سعد (١) ، أنا محمد بن ربيعة ، عن إسماعيل بن رافع ، قال : أمنّا عمر بن عبد العزيز في كنيسة بعد ما استخلف.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز ثابت بن منصور بن المبارك الكيلي ، قالا : أنا أبو طاهر الباقلاني ـ زاد الأنماطي : وأبو الفضل بن خيرون ، قالا ـ : أنا محمد بن الحسن بن أحمد ، نا محمد بن أحمد بن إسحاق ، أنا أبو حفص الأهوازي ، نا خليفة بن خيّاط العصفري ، قال في السابعة من أهل المدينة : إسماعيل بن رافع يكنى أبا رافع مولى لمزينة.

وأخبرنا أبو البركات ، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء الواسطي ، أنا أبو بكر البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل ، نا أبي ، نا يحيى بن معين ، قال أبو رافع إسماعيل بن رافع مولى مزينة.

أخبرنا أبو بكر اللّفتواني ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمد الحسن بن محمد ، أنا أحمد بن محمد بن عمر ، أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، أنا محمد بن سعد (٢) قال : في الطبقة الخامسة من أهل المدينة إسماعيل بن رافع ويكنى أبا رافع مولى لمزينة ، وهو ابن أبي (٣) عويمر.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيوية ، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلّاب ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمد بن سعد ، قال : في الطبقة الخامسة من أهل المدينة إسماعيل بن رافع ويكنى أبا رافع ، وهو ابن أبي عويمر مولى لمزينة مات بالمدينة قديما ، وكان كثير الحديث ضعيفا ، وهو الذي روى حديث الصّور بطوله (٤).

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل محمد بن ناصر ، أنا أبو الفضل بن خيرون والمبارك بن عبد الجبّار ، ومحمد بن علي ـ واللفظ له ـ قالوا : أنا أبو

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٥ / ٣٨٥ في ترجمة عمر بن عبد العزيز.

(٢) لم يرد في طبقات ابن سعد المطبوع ، سقط قسم من طبقات المدنيين.

(٣) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه ، وبجانبها كلمة صح.

(٤) تهذيب التهذيب ١ / ١٨٨ نقلا عن ابن سعد ، وقد سقط من ابن سعد المطبوع ، في طبقات المدنيين الضائعة.

٣٩٨

أحمد الغندجاني ـ زاد ابن خيرون : وأبو الحسين الأصبهاني قالا ـ : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل ، قال (١) : إسماعيل بن رافع بن عويمر أبو رافع مولى مزينة مدني عن المقبري وسميّ ، روى عنه وكيع والمكّي بن إبراهيم ، وعبدة بن سليمان. نسبه عبد الرّحمن بن شيبة ، وقال لي إسحاق عن بقية ، عن إسماعيل بن رافع المدني.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني ، أنا أحمد بن منصور ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا أبو حاتم مكي بن عبدان ، قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو رافع إسماعيل بن رافع المدني ، عن سعيد المقبري روى عنه عبدة ، وأبو عاصم ، ومكي بن إبراهيم.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب ، وحدّثني أبو بكر محمد بن شجاع عنه ، أنا عمّي أبو القاسم عن أبيه أبي عبد الله ، أنا أبو سعيد بن يونس ، قال : إسماعيل بن رافع مولى مزينة يكنى أبا رافع مدني ، قدم الإسكندرية ، روى عنه اللّيث وإسحاق بن رافع.

أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمذاني ـ في كتابه ـ أنا أبو بكر الصّفّار ، أنا أحمد بن علي الحافظ ، أنا أبو أحمد محمد بن محمد الحاكم قال : أبو رافع إسماعيل بن رافع بن عويمر المدني مولى مزينة ، عن أبي سعيد المقبري وأبو بكر بن أبي مليكة ليس بالقوي عندهم ، روى عنه عبدة بن سليمان ، ووكيع.

أخبرنا البغوي ، نا زيد بن أيوب ، نا الوليد بن مسلم ، عن أبي رافع إسماعيل بن رافع.

أنبأنا أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو بكر محمد بن عبد الله الجرّاحي ـ بمرو ـ نا يحيى بن ساسرية ، نا عبد الكريم السّكري ، نا وهب بن زمعة ، أنا سفيان بن عبد الملك ، قال : قال عبد الله بن المبارك : إسماعيل بن رافع ليس به بأس ، وهو يحمل عن هذا ، وهذا ويقول بلغني ونحو هذا (٢).

أخبرنا أبو الفتح الكروخي ، أنا القاضي أبو عامر الأزدي وأبو نصر الغورجي وأبو

__________________

(١) التاريخ الكبير ١ / قسم ١ / ٣٥٤.

(٢) تهذيب التهذيب ١ / ١٨٨.

٣٩٩

بكر التّاجر ، قالوا : أنا أبو محمد الجرّاحي ، أنا أبو العباس المحبوبي ، أنا أبو عيسى الترمذي قال : وإسماعيل قد ضعّفه بعض أهل الحديث ، وسمعت محمدا (١) ـ يعني البخاري ـ يقول : هو ثقة مقارب الحديث (٢).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عديّ (٣) ، قال : كتب إليّ محمد بن الحسن بن علي بن بحر.

وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو بكر السّامي ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا أبو يعقوب بن الدخيل ، أنا أبو جعفر العقيلي ، نا محمد بن عيسى ، قالا :

نا عمرو بن علي قال : لم أسمع يحيى ولا عبد الرّحمن حدّثا عن إسماعيل بن رافع بشيء قط ، قال يحيى : وقد رأيته.

أخبرنا أبو جعفر الهمذاني ـ في كتابه ـ أنا أبو بكر النّيسابوري الصّفّار ، أنا أحمد بن علي الحافظ ، أنا أبو أحمد الحاكم ، قال : سمعت أبا الحسين الغازي يقول : سمعت أبا حفص عمرو بن علي يقول : لم أسمع يحيى بن سعيد ولا ابن مهدي يحدّثان عن إسماعيل بن رافع بشيء قط ، قال يحيى : قد رأيته. قال أبو حفص : إسماعيل بن رافع مدني ، روى عنه عمر بن محمد ، منكر الحديث ، في حديثه ضعف.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الفضل بن البقّال ح.

وأخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، قالا : أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا ابن السّماك ، نا حنبل ، قال : قلت له ـ يعني أحمد بن حنبل ـ فإسماعيل بن رافع الذي يحدّث عنه عطّاف؟ قال : ضعيف ، منكر الحديث ، كنيته أبو رافع ، وهو مدني.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عديّ (٤) ، قال : قال عمرو بن علي : إسماعيل بن رافع ، أبو رافع ، منكر الحديث ، روى عنه عمر بن محمد.

__________________

(١) بالأصل «محمد» خطأ والصواب عن م.

(٢) تهذيب التهذيب ١ / ١٨٨ وميزان الاعتدال ١ / ٢٢٧.

(٣) الكامل في الضعفاء لابن عدي ١ / ٢٨٠.

(٤) الكامل ١ / ٢٨١.

٤٠٠