تاريخ مدينة دمشق - ج ٨

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٨

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٥٤
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

قال : وحدثني محمد بن أبي سهل ، عن أبي عبد الرّحمن ، أنا حمّاد بن أبي ليلى قال : رثى سليمان بن قتة أسد بن عبد الله فقال :

سقى الله بلخا حزن بلخ وسهلها

ومروي خراسان السّحاب المجمّما

وما بي سقياها ولكنّ حفرة

بها ضمنوا شلوا كريما وأعظما

مراجم أقوام ومردي خصومة

وطالب أوتار عفرنا عثمثما

أبا ضاريات ما يرام عرينه

نفى العز عنه الضيم أن يتهضما

لقد كان يعطي السيف في الروع حقّه

ويروي السنان الزاعبيّ المقوّما

[قرأت](١) بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف المقرئ وأنبأنيه أبو القاسم النسيب وأبو الوحش المقرئ عنه ، نا أبو أحمد عبيد الله بن محمد الفرضي ، نا أبو طاهر عبد الواحد بن عمر بن أبي هاشم المقرئ ـ إملاء ـ نا إسماعيل بن يونس ، نا عمر بن شبة حدّثني يحيى بن يزيد الفرائضي قال : كان الرشيد يوما يذكر القسريين ، يعني خالدا وأمية وأسدا ، فقال لبعض جلسائه ذات يوم : هل تعرف من أخبارهم شيئا يكون فيه حث على مكرمة أو تأديب لرعية أو عظة لملك ، فقد كانت لهم أخبار أحبّ أن أسمع بعضها. فقال له : يا أمير المؤمنين كان سليمان التيمي الشاعر مولى بني مرّة يرثي أسد بن عبد الله ـ وكان صديقا له ـ فلما أتاه نعيه قال سليمان :

سقى الله بلخا حزنها وسهولها

ومروي خراسان السّحاب المجمجما

وما بي ليسقاه ولكنّ حفرة

بها ضمنت شلوا كريما وأعظما

أيا ضاريات ما يرام عرينه

نفى الضيم عنه العزّ أن يتهضّما

لقد كان يعطي السيف في الروع حقّه

ويروي السنان الزاعبيّ المقوّما

فلما أنشدت هذه الأبيات سمعها عبادي من أهل الحيرة فقال : هالك والله لقد وجده الموت ذليلا وما أغنى عنه عزّه فتيلا ، وهو في التراب حاسرا مسئولا ، قد تبرأ منه الحميم وأسلمه الخليل والنديم إلى رب العرش الكريم ، فيسأل عما قدّم ويؤخذ بما اجترم ، فبلغ ذلك خالدا أخاه ما قال العبادي فدعا به فضربه مائة سوط وحلق لحيته وقال : يا ابن الخبيثة ومن لمن يذل للموت؟ فقال العبادي : أصلح الله الأمير لو كنت

__________________

(١) زيادة لازمة.

٣٢١

تعرف الموت لم تصنع بي هذا كله في كلمة خرجت من فمي على غير قصد لمكروه ولا عداوة ، ولا أحنة ، إني أكلك إلى الله في ظلمك إيّاى يوم يعضّ الظالم على يديه ، فإنه لا طاقة لي بك ، وقد خفرت ذمّة نبيك وظلمت رجلا من رعيتك ، فأدركت خالدا عليه رقة لما ذكر له ما يعرف من الحقّ فأمر له بخمسة آلاف درهم ، وقال له : حلّلني قال : أنت في حلّ.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خيّاط قال : وفيها ـ يعني سنة عشرين ومائة ـ مات أسد بن عبد الله بخراسان (١).

٦٨٩ ـ أسد بن القاسم بن العباس بن القاسم

أبو الليث المقرئ العبسي الحلبي (٢)

سكن دمشق وكان إمام مسجد سوق النحاسين.

وحدّث عن : أبي القاسم الفضل بن جعفر ، وأبي بكر الميانجي ، وأحمد بن محمد بن صالح بن النّضر الأنطاكي الفقير.

روى عنه : أبو الحسن علي بن محمد بن شجاع ، وعلي بن محمد الحنّائي ، وأبو سعد إسماعيل بن علي السمان الرازي ، وعبد العزيز بن أحمد الكتاني.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو الليث أسد بن القاسم بن العبّاس الحلبي ـ قراءة عليه ـ نا أبو القاسم الفضل بن جعفر ، نا محمد بن الفضل ، نا عقبة بن مكرم ، نا عبد الله بن عيسى الخزّاز (٣) ، نا يونس بن عبيد ، عن الحسن ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ الصّدقة تطفئ غضب الربّ ، وتدفع ميتة السّوء (٤)» [٢٢١٧].

كذا قال : وهو محمد بن عبيد الله بن الفضيل نسبه إلى جده ولم يصغره.

__________________

(١) تاريخ خليفة ص ٣٥٠.

(٢) بغية الطلب ٤ / ١٥٥٣.

(٣) إعجامها غير واضح بالأصل وم ، والمثبت «الخزاز» بمعجمات عن تقريب التهذيب.

(٤) كنز العمال ٦ / ١٥٩٩٥.

٣٢٢

أخبرناه عاليا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن سلوان ، أنا الفضل بن جعفر ، نا محمد بن عبيد الله ـ بحمص ـ نا عقبة بن مكرم ، نا عبد الله بن عيسى الخزّاز (١) ، نا يونس بن عبيد ، نا الحسن ، عن أنس قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فذكر مثله.

قال لنا أبو محمد بن الأكفاني توفي أبو الليث أسد بن القاسم الحلبي الذي كان يصلي في مسجد النحاسين وقد حدّث عن الفضل بن جعفر وغيره في شوّال سنة خمس عشرة وأربعمائة.

٦٩٠ ـ أسد بن محمد الحلبي (٢)

حدّث عن أبي العباس بن عقدة.

روى عنه : تمام بن محمد.

أنبأنا أبوا محمد عبد الله بن السّمرقندي وهبة الله بن الأكفاني قالا : أنا أبو الحسن بن صصري ، أنا تمام بن محمد ، أخبرني أبو العباس أحمد بن محمد بن علي البردعي ، وأسد بن محمد الحلبي قالا : نا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي ، نا أحمد بن الحسن بن سعيد ، نا أبي ، نا أبو جنادة ، عن عمرو بن قيس ، عن بهز بن حكيم القشيري ، عن أبيه ، عن جدّه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم «أوّل ما يشهد على أحدكم فخذه» [٢٢١٨].

٦٩١ ـ إسرائيل بن روح ـ ويقال : إسماعيل ـ السّاحليّ الجبيليّ (٣)

حكى عن مالك بن أنس ، وحدّث عن أبي مطيع معاوية بن يحيى الأطرابلسي.

روى عنه : أبو سليم إسماعيل (٤) بن حصن الجبيلي.

__________________

(١) ترجمته في بغية الطلب ٤ / ١٥٥٥.

(٢) كنز العمال ١٤ / رقم ٣٨٩٩٦ وبغية الطلب ٤ / ١٥٥٥.

(٣) هذه النسبة إلى جبيل ، بلد في سواحل دمشق. في شرقي بيروت على ثمانية فراسخ من بيروت (ياقوت).

(٤) في معجم البلدان «جبيل» : أبو سليمان إسماعيل بن خضر بن حسان الجبيلي.

٣٢٣

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وحدّثنا أبو البركات الفقيه عنه ، نا أبو بكر الخطيب أخبرني أبو الفرج الحسين بن علي بن عبيد الله الطّناجيري ، نا عمر بن أحمد بن عثمان الواعظ ، نا عبد الله بن محمد بن زياد ، حدّثني إسماعيل بن حصن أبو سليم ، حدّثني إسرائيل بن روح قال : سألت مالك بن أنس قلت : يا أبا عبد الله ، ما تقول في إتيان النساء في أدبارهن؟ قال : ما أنتم قوم عرب؟ هل يكون الحرث إلّا موضع الزرع؟ أما تسمعون الله يقول : (نِساؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ)(١) قائمة وقاعدة وعلى جنبها ، ولا تعدوا الفرج ؛ قلت : يا أبا عبد الله إنهم يقولون أنك تقول ذلك ، قال : يكذبون عليّ ، يكذبون عليّ ، يكذبون عليّ.

قال الخطيب في ترجمة راوي هذا الحديث : إسرائيل بن روح السّاحلي ، ورواه أحمد بن محمد بن عبيدة ، عن أبي سليم فقال : حدثنا إسماعيل بن روح الجبيلي وسيأتي في موضعه.

٦٩٢ ـ أسعد بن الحسين بن الحسن

أبو المعالي ابن القاضي أبي عبد الله الشّهرستانيّ

سمع أبا البركات بن طاوس ، وأبا الحسن علي بن الحسن بن عبد السلام بن الحزوّر (٢) ، وأبا طاهر بن الحنّائي ، وأبا محمد بن الأكفاني وغيرهم.

سمعت منه شيئا يسيرا وكان خيّرا وسكن الربوة (٣) مدة ، فكان يحسن إلى زوارها ثم أخرج منها ، فانقطع وسكن النّيرب (٤) وكان له بستان بين النهرين ، يظل أكثر أوقاته فيه منفردا عن الناس.

أخبرنا أبو المعالي أسعد بن الحسين ، أنا أبو محمد بن الأكفاني ـ وإجازة لي ابن الأكفاني شفاها ـ نا عبد العزيز بن أحمد الكتّاني ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن سلامة التّنّيسي ، نا أبو القاسم عبد الرّحمن بن إسحاق الزّجّاجي ـ إملاء ـ أنا أبو علي

__________________

(١) سورة البقرة ، الآية : ٢٢٣.

(٢) ضبطت عن الإكمال ٢ / ٤٦٣ «استدراك ابن نقطة».

(٣) الربوة موضع في لحف جبل دمشق ليس في الدنيا أنزه منه (ياقوت).

(٤) النيرب قرية بدمشق في وسط البساتين ، على نصف فرسخ منها (ياقوت).

٣٢٤

الحسن بن عليل العنزي ، نا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الله الجوهري حدّثني إسماعيل بن عبيد الله بن ميمون العجلي قال : كتب إليّ عبد الجبّار بن كثير التّميمي الرّقّي حدّثني حسين الصيرفي قال : قال لي العتّابي قدمت على أبي ومعي حمار موقر كتبا فقال لي : يا كلثوم ما على حمارك؟ قلت : كتب يا أبه ، فقال : والله إن ظننت عليه إلّا مالا فعدلت كما أنا إلى يعقوب بن صالح أخي عبد الملك بن صالح بن علي بن عبد الله بن العباس ، فدخلت عليه فأنشدته فقلت :

حسن ظني إليك أصلحك الله

دعاني فلا عدمت الصّلاحا

ودعاني إليك قول رسول الله

إذ قال مفصحا إفصاحا

إن أردتم حوائجا من وجوه

فتنقّوا لها الوجوه الصّباحا

فلعمري لقد تنقّيت وجها

ما به خاب من أراد النّجاحا

فقال لي : يا كلثوم ما حاجتك؟ قلت : بدرتان ، قال : فأمر لي بهما! قال : فأتيت أبي وهما معي ، فقلت له : يا أبة ، هذا بالكتب التي أنكرت.

مات أبو المعالي سنة سبع وخمسين وخمسمائة ، ودفن بباب الصغير.

٦٩٣ ـ أسعد بن سهل بن حنيف بن واهب

ابن العكيم (١) بن ثعلبة بن مجدعة بن الحارث بن عمرو ، وهو بحزج

ابن حنش ـ ويقال : جلاس ـ بن عوف بن عمرو بن عوف

ابن مالك بن الأوس بن حارثة بن عمرو بن عامر

أبو أمامة الأنصاري (٢)

ولد على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو سمّاه (٣) ، وحدّث عنه مرسلا.

وروى عن عمر ، وعثمان بن عفّان ، وأبيه سهل بن حنيف ، وأبي سعيد الخدري ، وزيد بن ثابت ، وابن عباس ، ومعاوية ، وسعيد بن سعد بن عبادة.

__________________

(١) بالأصل وم «العليم» والمثبت عن ابن سعد ٥ / ٨٢ وأسد الغابة.

(٢) ترجمته في بغية الطلب ٤ / ١٥٦٥ والإصابة ١ / ٩٧ سير أعلام النبلاء ٣ / ٥١٧ وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٣) كذا بالأصل ، وفي أسد الغابة أنه ولد قبل وفاته صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعامين.

٣٢٥

روى عنه : ابناه محمد وسهل ابنا أبي أمامة ، والزّهري ، ويحيى بن سعيد الأنصاري ، وعثمان بن حكيم ، وأمية بن هند وحكيم بن حكيم ، ويعقوب بن عبد الله بن الأشج.

وقدم على أبي عبيدة بن الجرّاح بكتاب من عمر رضي‌الله‌عنهما ، وغزا الشّام.

أخبرنا أبو محمد السّيدي ، أنا أبو عثمان البحيري؟؟؟ زاهر بن أحمد ، أنا إبراهيم بن عبد الصّمد بن موسى ، نا أبو مصعب الزّهري ح.

وأخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو الحسين محمد بن عبد الرّحمن بن جعفر بن خشنام الدّينوري ، أنا أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي القاضي ، نا أبو حذافة أحمد بن إسماعيل السهمي قالا : نا مالك بن أنس ، عن ابن شهاب : أن أبا أمامة بن سهل بن حنيف أخبره أن مسكينة مرضت فأخبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمرضها قال : وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعود المساكين ويسأل عنهم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إذا ماتت فأذنوني». بها قال : فخرج بجنازتها ليلا وكرهوا ـ وفي حديث أبي حذافة : فكرهوا ـ أن يوقظوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلما أصبح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخبر بالذي كان من شأنها فقال : «ألم آمركم أن تؤذنوني بها»؟ فقالوا : يا رسول الله ، كرهنا أن نخرجك ليلا أو نوقظك قال : فخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى صف بالناس على قبرها وكبر أربع تكبيرات [٢٢١٩].

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمد البغوي ، نا الحسن بن عرفة العبدي ، نا عبد الرحيم بن سليمان عن محمد بن إسحاق قال : وحدّثني جدّي ، نا يزيد ، أنا محمد بن إسحاق ، عن يعقوب بن عبد الله بن الأشج عن أبي أمامة بن سهل ، عن سعيد بن سعد بن عبادة قال : كان بين أبياتنا رجل مخدع ضعيف سقيم. وكان مسلما ، فلم يرع أهل الدّار إلّا به على أمة من إماء أهل الدار يفجر بها قال : فرفع شأنه سعد بن عبادة إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اضربوه حدّه مائة سوط» ، قال : فقال : يا رسول الله هو أضعف من ذلك ، لو ضربته مائة سوط مات ؛ قال : «فخذله إثكالا فيه مائة شمراخ ثم اضربوه ضربة» [٢٢٢٠].

٣٢٦

قال محمد بن إسحاق : الإثكال : عذق النّخلة ؛ وهو في حديث يزيد : عثكالا ، واللفظ لابن عرفة.

أخبرنا أبو الفتح عبد الملك بن عبد الله الكروخي (١) ، أنا القاضي أبو عامر محمود بن القاسم الأزدي وأبو نصر عبد العزيز بن محمد التّرياقي (٢) ، وأبو بكر أحمد بن عبد الصمد التاجر قالوا : أنا أبو محمد عبد الجبّار بن محمد الجرّاحي (٣) ، أنا أبو العباس محمد بن أحمد بن محبوب المحبوبي (٤) ، أنا أبو عيسى التّرمذي ، نا بندار ، نا أبو أحمد الزّبيري ، نا سفيان ، عن عبد الرّحمن بن الحارث ، عن حكيم بن حكيم بن عبّاد بن حنيف ، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف قال : كتب معي عمر بن الخطاب إلى أبي عبيدة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «الله ورسوله مولى من لا مولى له ، والخال وارث من لا وارث له» [٢٢٢١].

قال الترمذي (٥) : هذا حديث حسن.

أخبرناه عاليا أتم منه أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ح.

وأخبرنا أبو علي الحسن بن المظفّر بن السّبط ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٦) حدّثني أبي ، نا يحيى بن آدم ، نا سفيان عن عبد الرّحمن بن عباس (٧) ، عن حكيم بن حكيم عن أبي أمامة بن سهل قال : كتب عمر إلى أبي عبيدة بن الجرّاح : أن علّموا غلمانكم العوم ، ومقاتلتكم الرّمي ، فكانوا يختلفون إلى الأغراض ، فجاء سهم غرب إلى غلام فقتله ، فلم يوجد له أصل ، وكان في حجر خال له ، فكتب فيه أبو عبيدة إلى عمر ، فكتب إليه (٨) عمر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يقول : «الله ورسوله مولى من لا مولى له ، والخال وارث من لا وارث له» [٢٢٢٢].

__________________

(١) ترجمته في سير الأعلام ٢٠ / ٢٧٣ (١٨٣).

(٢) ترجمته في سير الأعلام ١٩ / ٦ (٢).

(٣) سير الأعلام ١٧ (٢٥٧).

(٤) انظر سير أعلام النبلاء ١٥ / ٥٣٧ والمحبوبي هذه النسبة إلى محبوب اسم لجد المنتسب إليه.

(٥) أخرجه الترمذي في الفرائض ح ٢١٠٣ ونقله الذهبي في سير الأعلام ٣ / ٥١٨.

(٦) مسند أحمد ١ / ٤٦.

(٧) في المسند : عياش.

(٨) عن المسند وبالأصل «فيه».

٣٢٧

أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السّنجي ، أنا أبو علي نصر الله بن أحمد بن خشنام ، أنا أبو بكر الحيري ، نا أبو العباس الأصمّ ، نا بحر بن نصر ، نا ابن وهب أخبرني حيوة بن شريح ، عن أبي الأسود أنه كان في غزوة مع أهل الشام قال : ومعنا أبو أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري ، فطلع علينا جيش من أهل الشام على خيلهم أقبية السيجان (١) فقيل : يا أبا أمامة ألا ترى إلى هؤلاء وهيئتهم؟ فقال أبو أمامة : لا يزالون بخير ما كانوا هكذا فإذا لبسوا الأقبية المدلّكة والأقمصة المدلّكة فلا خير فيهم.

حدّثني أبو بكر السّلماسي حدّثني نعمة الله بن محمد ، نا أبو مسعود البجلي ، أنا أبو النّضر الشّرمغولي (٢) ، نا سفيان بن محمد ، نا عمّي الحسن بن سفيان الصّفّار ، نا محمد بن علي عن محمد بن إسحاق النّضري قال : سمعت أبا عمر الضرير يقول : أبو أمامة بن سهل بن حنيف أسعد.

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ح.

وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار قالا : نا عبيد الله بن عثمان الأزهري ، أنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب ، أنا أبو الحسين العباس بن العباس ، أنا صالح بن أحمد حدّثني أبي أبو عبد الله قال : أبو أمامة بن سهل اسمه أسعد ، وأمّه ابنة أسعد بن زرارة وعثمان وسعد وعبد الله أخوة أبي أمامة.

أخبرناه عاليا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو بكر بن المؤمّل ، نا الفضل بن محمد ، نا أحمد بن حنبل : فذكره.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا عمر بن عبيد الله بن عمر ح.

وأخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسين قالا : أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق حدّثني أبو عبد الله قال :

__________________

(١) بدون نقط بالأصل ، والمثبت عن بغية الطلب ٤ / ١٥٦٦ وبهامشه : إما من أنواع الأقمشة أو بالأصل نسبة إلى سيج من بلدان اليمن.

(٢) الشر مغولي ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى شر مغول وهي قرية فيها قلعة حصينة ب «نسا».

٣٢٨

اسم أبي أمامة بن سهل : أسعد بن سهل وأمّة ابنة أسعد بن زرارة (١).

قرأنا على أبي غالب أحمد وأبي عبد الله يحيى ابني البنّا عن أبي الحسن محمد بن محمد بن مخلد ، أنا علي بن محمد بن خزفة (٢) ، نا محمد بن الحسين الزّعفراني ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة قال : سمعت أحمد بن حنبل يقول : اسم أبي أمامة بن سهل حنيف : أسعد بن زرارة (٣) ، وأمّه ابنة أسعد بن زرارة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا محمد بن علي بن يعقوب ، أنا محمد بن أحمد البابسيري ، أنا الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلّابي ، نا أبي قال : سمعت أحمد بن حنبل يحدّث أن اسم أبي أمامة بن سهل أسعد ، وأمه ابنة أسعد بن زرارة ، وعثمان وسعد وعبد الله أخوة أبي أمامة بن سهل.

أخبرنا أبو البركات وأبو العز الحنبليان قالا : أنا أبو طاهر الباقلاني ـ زاد أبو البركات : وأبو الفضل بن خيرون قالا : أنا محمد بن الحسن الأصبهاني ، أنا محمد بن أحمد الأهوازي ، أنا عمر بن أحمد الأهوازي ، نا خليفة بن خيّاط قال : في الثانية من أهل المدينة : أبو أمامة بن سهل بن حنيف بن واهب بن العليم (٤) بن ثعلبة بن حارثة بن مجدعة بن عمرو بن حنش بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس مات سنة مائة.

أخبرنا أبو بكر اللّفتواني ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمد بن يوسف ، أنا أحمد بن محمد بن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمد بن سعد قال : في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة أبو أمامة بن سهل بن حنيف الأنصاري أحد بني عمرو بن عوف. قال الواقدي : ذكروا أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سمّاه أسعد ، وكناه أبا أمامة باسم جده أبي أمامة أسعد بن زرارة. لم يبلغنا أنه روى عن عمر شيئا ، وقد روى عن عثمان.

__________________

(١) بغية الطلب ٤ / ١٥٦٧.

(٢) بالأصل «حزفة» والمثبت عن م والضبط عن التبصير.

(٣) كذا بالأصل هنا ، وهو تحريف ، والصواب : سهل.

(٤) كذا بالأصل هنا ، وتقدم تصويبه «العكيم» انظر بداية الترجمة. وانظر طبقات خليفة ١ / ٢٣٢ و ٢ / ٦٢٥.

٣٢٩

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد قال (١) : في الطبقة الأولى من تابعي أهل المدينة ممن ولد على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبو أمامة بن سهل بن حنيف بن واهب بن العكيم بن ثعلبة بن الحارث بن مجدعة بن عمرو ـ وهو بحزج ـ بن حنش بن عوف بن عمرو بن عوف من الأوس ، وأمّه حبيبة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة بن عدس بن ثعلبة بن غانم (٢) بن مالك بن النجار. وكانت حبيبة من المبايعات ، وسمي أبو أمامة أسعد باسم جدّه أبي أمّه ، وكني بكنيته ، وكان جدّه أسعد بن زرارة نقيب بني النجار.

قال محمد بن عمر : ذكر لنا أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم هو الذي سمّاه أسعد وكنّاه أبا أمامة باسم جده أبي أمه وكنيته.

قال : ولم يبلغنا أنه روى عن عمر شيئا وقد روى عن عثمان ، وعن زيد بن ثابت ، وعن معاوية ، وعن أبيه سهل بن حنيف ، وكان ثقة كثير الحديث.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا محمد بن هبة الله ومحمد بن علي قالا : أنا محمد بن الحسين ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان قال (٣) : أبو أمامة بن سهل بن حنيف بن واهب بن ثعلبة بن الحارث بن عمرو بن عوف بن مجدعة بن الحارث بن عمرو بن عوف بن مالك بن الأوس بن حارثة.

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي وحدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري وأبو الفضل بن خيرون وأبو الغنائم بن النّرسي ـ واللفظ له ـ قالا : أنا أبو أحمد الغندجاني ـ زاد ابن خيرون : وأبو الحسين الأصبهاني قالا : ـ أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل قال (٤) : أسعد أبو أمامة بن سهل بن حنيف بن واهب الأنصاري سمّاه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قاله لي إبراهيم بن المنذر. يروي عن أبيه وعمر ، روى عنه الزّهري وابناه محمد وسهل وعثمان بن حكيم.

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٥ / ٨٢ ـ ٨٣.

(٢) ابن سعد : غنم.

(٣) المعرفة والتاريخ ١ / ٣٧٥ ـ ٣٧٦.

(٤) التاريخ الكبير ١ / قسم ٢ / ٦٣.

٣٣٠

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني ، أنا بو بكر أحمد بن منصور ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكّي بن عبدان قال : سمعت مسلم بن الحجّاج يقول (١) : أبو أمامة أسعد بن سهل بن حنيف الأنصاري ، عن أبيه وعمر ، روى عنه الزّهري ويحيى بن سعيد.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن أبي الفضل بن الحكّاك ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أنا عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن قال : قال أبي : أبو أمامة أسعد بن سهل بن حنيف.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي ، أنا أبو سعيد مسعود بن ناصر السّجزي ، أنا أبو الحسين عبد الملك بن الحسن بن سياوش الكازروني ، أنا أبو نصر أحمد بن محمد بن الحسين الكلاباذي (٢) قال : أسعد بن سهل بن حنيف بن واهب أبو أمامة الأنصاري المدني سمّاه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أسعد (٣) ، وكنّاه أبا أمامة باسم جده أبي أمه أبي أمامة أسعد بن زرارة يروي عن أبيه ، وأبي سعيد الخدري ، ومعاوية ، وابن عباس ، وأنس بن مالك. روى عنه الزّهري وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن ، وابن عمه أو بلج بن عثمان بن حنيف وقال الذهلي : قال يحيى ـ يعني ـ ابن بكير مات سنة مائة أو سنّة مائة أو جمعهما وقال عمرو بن علي وأبو عيسى وابن نمير : مات سنة مائة ، وقال الواقدي مثل عمرو.

وأخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد بن البغدادي ، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود الثّقفي ، أنا أبو بكر بن المقرئ [أنا أبو الطيب محمّد بن جعفر المنبجي ـ بها ـ نا عبيد الله بن سعد بن إبراهيم](٤) ح.

وأخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر وأبو سهل محمد بن الفضل بن محمد الأبيوردي العطّار ، قالا : أنا أبو حامد أحمد بن الحسن بن الشّرقي ، نا أبو عبد الله محمد بن يحيى قالا : نا سعد بن عبد الحميد بن جعفر ، نا أبو معشر قال : رأيت أبا أمامة بن سهل بن حنيف يخضّب بالصفرة ، وأبو أمامة قد رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

(١) الكنى والأسماء للإمام مسلم ص ٨٥.

(٢) ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ٩٤ (٥٨).

(٣) انظر الاستبصار في نسب الصحابة من الأنصار للمقدسي ص ٣٢١.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن هامشه.

٣٣١

قال أبو الفضل ـ يعني عبيد الله ـ بلغني أن أبا أمامة اسمه سعد بن سهل وأمه بنت سعد بن زرارة وبه سمّي ، وأخبرت أن أبا أمامة مات سنة مائة (١).

أخبرنا أبو منصور محمد بن عبد الملك بن خيرون ، نا وأبو الحسن علي بن الحسن بن سعيد ، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب ، أنا أبو سعيد الحسن بن محمد بن عبد الله بن حسنويه الأصبهاني ، نا القاضي أبو بكر محمد بن عمر بن سلم الحافظ ، نا إبراهيم بن عبد الله بن أيوب ، نا محمد بن بكار ، نا أبو معشر قال : رأيت أبا أمامة بن سهل بن حنيف يخضّب بالحنّاء وله وفرة.

وذكر الزهري أن أبا أمامة بن سهل سمّاه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أسعد.

قال الخطيب : ونا أبو عمر بن مهدي ـ إجازة ـ أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ثم أخبرني أبو بكر أحمد بن سليمان بن علي المقرئ ، وأبو القاسم الأزهري ، وعبيد الله بن أحمد بن علي الصّيرفي ـ قراءة ـ قالوا : نا عبد الرحمن بن عمر الخلّال ، نا محمد بن أحمد بن يعقوب ، نا جدّي حدّثني محمد بن أبي معشر عن أبيه قال : رأيت أبا أمامة بن سهل بن حنيف شيخا كبيرا يخضّب بالصّفرة وله ضفيرتان ، وقد كان رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ؛ هذا آخر حديث ابن مهدي والمقرئ ، وزاد الآخران : قال محمد بن أحمد بن يعقوب قال : جدي ولد أبو أمامة على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأتي به إليه فسماه أسعد وكناه أبا أمامة باسم جدّه أبي أمامة وكنيته. قال الخطيب : يعني جده أبا أمه وهي حبيبة بنت أبي أمامة أسعد بن زرارة النقيب.

أخبرنا أبو عبد الله الخلال ، أنا أبو طاهر بن محمود ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا محمد بن هارون بن حميد بن المجدّر ، نا محمد بن أبي المعشر المدني قال : سمعت أبي يقول : رأيت أبا أمامة بن سهل بن حنيف وقد رأى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢).

أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمد حدّثني أحمد بن منصور المروزي ، نا أحمد بن صالح

__________________

(١) بغية الطلب ٤ / ١٥٧٠.

(٢) بغية الطلب ٤ / ١٥٧٠.

٣٣٢

المصري ، نا عنبسة ، نا يونس ، عن ابن شهاب حدّثني أبو أمامة بن سهل بن حنيف وكان ممن أدرك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا أبو منصور شجاع بن علي ، أنا محمد بن إسحاق ، أنا أحمد بن الحسن بن عتبة ، نا عبد الله بن عيسى ، نا إبراهيم بن المنذر قال : وأبو أمامة بن سهل سماه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أسعد.

وروى أحمد بن صالح ، عن عنبسة ، عن يونس ، عن الزهري : حدثني أبو أمامة وكان قد أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وسماه وحنّكه. وقال أبو معشر : كان قد أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقال ابن أبي داود : صحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وبايعه وسمّاه وبارك عليه وحنّكه ، وقول البخاري أصح.

قال البخاري : أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم يسمع منه (١).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمد حدثني محمد بن المقرئ ، نا سفيان ، عن صدقة بن يسار قال : صحبت أبا أمامة بن سهل فقال : لتصحبن ابن بدري سائر اليوم (٢).

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد : أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا أبو الميمون بن راشد ، نا أبو زرعة (٣) : حدّثني الحكم بن نافع ، نا شعيب بن أبي حمزة عن الزّهري ، أخبرني أبو أمامة بن سهل بن حنيف وكان من علياء الأنصار ، ومن أبناء الّذين شهدوا بدرا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. قال أبو زرعة (٤) : قال أحمد بن حنبل : فأبو أمامة بن سهل اسمه أسعد بن سهل وأمه بنت أسعد بن زرارة ، وعثمان وسعد وعبد الله إخوة أبي أمامة ، ويقال : قد أدرك أبو أمامة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ،

__________________

(١) تهذيب التهذيب ١ / ١٦٩ وبغية الطلب ٤ / ١٥٧٠ وانظر التاريخ الكبير للبخاري ١ / قسم ٢ / ٦٣.

(٢) بغية الطلب ٤ / ١٥٧١.

(٣) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٥٦٧.

(٤) تاريخ أبي زرعة الدمشقي ١ / ٦١٧.

٣٣٣

نا سليمان بن أحمد ، نا أبو زرعة ح.

وأخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أبو حامد الأزهري ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا أبو حامد بن الشّرقي ، نا محمد بن يحيى الذّهلي قالا : نا أبو اليمان ، أنا شعيب ، عن الزّهري أخبرني ـ وفي حديث الطبراني ـ عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف وكان من كبراء الأنصار وعلمائهم ومن أبناء الذين شهدوا بدرا مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين الأصبهاني قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل قال : قال الأويسي ، نا يوسف بن الماجشون ، عن عتبة وهو ابن مسلم قال : إن آخر خرجة عثمان بن عفّان يوم الجمعة فلما استوى على المنبر حصبه الناس فحيل بينه وبين الصلاة فصلّى للناس يومئذ أبو أمامة بن سهل بن حنيف (١).

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ح.

وأخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنا أبو عمرو بن مندة أنا الحسن بن محمد بن يوسف ، أنا أحمد بن محمد بن عمر ، أنا عبد الله بن محمد قالا : أنا محمد بن سعد (٢) ، أنا محمد بن عمر ، نا مالك بن أبي الرجال ، عن سليمان بن عبد الرحمن بن خباب قال : أدركت رجالا من المهاجرين ورجالا من الأنصار من التابعين يفتون بالبلد ـ فذكرهم ، وذكر من الأنصار : أبا أمامة بن سهل بن حنيف ـ.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، أنا الحسين بن جعفر ومحمد بن الحسن وأحمد بن محمد بن أحمد العتيقي ح.

وأخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا الحسين بن جعفر قالوا : أنا الوليد بن بكر ، أنا علي بن أحمد بن زكريا ، نا صالح بن أحمد بن عبد الله بن صالح

__________________

(١) بغية الطلب ٤ / ١٥٧١ ـ ١٥٧٢.

(٢) طبقات ابن سعد ٢ / ٣٨٣ تحت عنوان ذكر من كان يفتي بالمدينة بعد أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٣٣٤

العجلي حدثني أبي أحمد (١) قال : أبو أمامة بن سهل بن حنيف مدني تابعي ثقة.

في نسخة ما أخبرنا به أبو عبد الله الخلّال ـ شفاها ـ أنا عبد الرحمن بن مندة ، أنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا علي بن محمد ح.

قال : وأنا ابن مندة ، أنا حمد بن عبد الله ـ إجازة ـ قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٢) : قيل له ـ يعني لأبيه ـ : ثقة هو؟ يعني أبا أمامة ـ قال : لا يسأل عن مثله ، هو أجلّ من ذاك.

أنبأنا أبو المظفر بن القشيري ، عن أبي سعيد محمد بن علي بن محمد ، أنا أبو عبد الرحمن السّلمي قال : سئل الدارقطني هل أدرك أبو أمامة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فقال : أبو أمامة بن سهل بن حنيف أدرك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأخرج حديثه في المسند.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني ، أنا أبو محمد يوسف بن رباح ، نا أحمد بن محمد بن إسماعيل ، نا أبو بشر محمد بن أحمد بن حمّاد ، نا أبو عبيد الله معاوية بن صالح قال : سمعت يحيى يقول في تسمية تابعي أهل المدينة ومحدثيهم : أبو أمامة بن سهل بن حنيف مات سنة مائة (٣).

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أحمد بن إسحاق ، أنا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خيّاط قال : سنة مائة فيها مات أبو أمامة بن سهل بن حنيف (٤).

أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد ، أنا محمد بن الحسين بن شهريار ، نا عمرو بن علي بن بحر الفلاس قال : ومات أبو أمامة بن سهل بن حنيف سنة مائة واسمه أسعد ويذكرون أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم سمّاه أسعد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو علي بن المسلمة وأبو القاسم بن فهد

__________________

(١) تاريخ الثقات للعجلي باب الكنى ص ٤٩٠.

(٢) الجرح والتعديل ١ / قسم ١ / ٣٤٤.

(٣) بغية الطلب لابن العديم ٤ / ١٥٧٢.

(٤) تاريخ خليفة بن خياط ص ٣٢١.

٣٣٥

قالا : أنا أبو الحسن بن الحمّامي ، أنا الحسن بن محمد السكري ، أنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، نا ابن نمير قال : مات أبو أمامة بن سهل بن حنيف سنة مائة (١).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم بن البسري ، أنا أبو طاهر المخلّص ـ إجازة ـ نا عبيد الله بن عبد الرحمن السّكري ، أنا أبو الحسن عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة حدّثني أبي حدّثني أبو عبيد قال : سنة مائة فيها توفي أبو أمامة بن سهل بن حنيف واسمه أسعد. يقال : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم سماه باسم جدّه أبي أمّه أسعد بن زرارة (٢).

أخبرنا أبو الحسن بن البقشلان ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله محمد قال : وحدّثني عمّي ، عن أبي عبيد قال : أبو أمامة أسعد بن سهل بن حنيف.

وقال ابن نمير : مات أبو أمامة بن سهل سنة مائة.

قال البغوي : أبو أمامة أسعد بن سهل بن حنيف ولد على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولم يسمع منه.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنا شجاع بن علي ، أنا محمد بن إسحاق بن مندة قال : أسعد بن سهل بن حنيف بن واهب الأنصاري ، أبو أمامة ، توفي سنة مائة قاله ابن نمير عداده في أهل المدينة ولد على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وسمّاه وحنّكه. وروى عنه محمد وسهل ابناه ، والزّهري ، ويحيى بن سعيد وغيرهم.

٦٩٤ ـ أسلم ، أبو خالد ـ ويقال : أبو زيد (٣) ـ

القرشي مولى عمر بن الخطاب ، من سبي اليمن

سمع أبا بكر ، وعمر ، وعثمان ، وأبا عبيدة بن الجرّاح ، ومعاذ بن جبل ، وعبد الله ، وحفصة ـ ولدي عمر بن الخطاب ـ وأبا هريرة ، ومعاوية ، وكعب الأحبار.

__________________

(١) بغية الطلب ٤ / ١٥٧٣.

(٢) بغية الطلب ٤ / ١٥٧٣.

(٣) ترجمته في تهذيب التهذيب ١ / ١٧٠ والوافي بالوفيات ٩ / ٥١ وسير أعلام النبلاء ٤ / ٩٨ وانظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

٣٣٦

روى عنه : ابنه زيد بن أسلم ، والقاسم بن محمد ، ومسلم بن جندب ، ونافع مولى ابن عمر.

وحضر أسلم الجابية مع سيده عمر بن الخطاب رضي‌الله‌عنه.

أخبرنا أبو الحسين بن الفرّاء وأبو علي بن السّبط قالا : أنا محمد بن الحسين بن محمد بن الفرّاء ، أنا أبو الحسن علي بن معروف بن محمد البزاز ح.

وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد وأبو نصر أحمد بن محمد قالا : أنا أحمد بن محمد بن النّقّور ـ زاد إسماعيل : وعبد الله بن محمد الصريفيني قالا : ـ أنا عبيد الله بن محمد بن حبابة قالا : نا ح.

وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عمر العمري ح.

وأخبرنا أبو الفتح محمد بن علي وأبو نصر عبيد الله بن أبي عاصم وأبو محمد عبد السلام بن أحمد وأبو عبد الله سمرة وأبو محمد عبد القادر ابنا جندب قالوا : أنا محمد بن أبي مسعود الفارسي قالا : أنا عبد الرحمن بن أبي شريح الأنصاري ، أنا عبد الله بن محمد البغوي ، نا مصعب بن عبد الله الزّبيري حدّثني مالك ح.

وأخبرنا أبو محمد هبة الله بن سهل ، أنا سعيد بن محمد ، أنا زاهر بن أحمد ، أنا إبراهيم بن عبد الصمد ، نا أبو مصعب ح.

وأخبرنا أبو القاسم السّمرقندي ، أنا أبو القاسم علي بن أحمد بن البسري وأبو محمد أحمد بن علي بن الحسن وأبو طاهر أحمد بن محمد بن إبراهيم ح.

وأخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي طاهر الخوارزمي ، أنا أبي أبو طاهر قالوا : أنا إسماعيل بن الحسن الصّرصري ، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي ، نا أحمد بن إسماعيل قالا : نا مالك عن زيد بن أسلم ، عن أبيه أنه قال : سمعت وفي حديث ابن معروف : عن ـ عمر بن الخطاب قال : ـ وفي حديث الباقين يقول : ـ حملت على فرس ـ زاد أبو مصعب : عتيق ـ وقالوا : في سبيل الله فأضاعه الذي كان عنده ـ وقال ابن معروف : فأضاعه صاحبه ـ فأردت أن أبتاعه ـ وفي حديث أبي مصعب : أشتريه ـ منه ـ ولم يقل ابن معروف : منه ـ وظننت أنه بائعه ـ وفي حديث المحاملي : سيبيعه ـ فرخص

٣٣٧

فسألت عن ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وفي حديث ابن معروف فقلت : حتى أسأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فقال : «لا تشتره» وفي حديث المحاملي وابن معروف : «لا تبتعه» ـ وإن ـ قال ابن معروف ولو ـ «أعطاكه بدرهم واحد» ولم يقل ابن معروف : واحد ، وزاد أبو مصعب : «ولا تعد في صدقتك فإن العائد» ـ وفي حديث ابن حبابة : الراجع ـ وفي حديث ابن معروف : «فإن الذي يعود ـ في صدقته ، كالكلب يعود في قيئه» [٢٢٢٣].

رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما (١).

أخبرنا أبو منصور سعيد بن محمد بن منصور الفارسي وأبو حامد أحمد بن عمر بن أحمد بن علي البجنكردي الواعظان ، وأبو نصر الحسين بن إسماعيل بن أبي القاسم الشّجاعي ـ المصلّي على الجنائز ـ وأبو نصر محمد بن أسعد بن علي الفراوي ، وأبو القاسم محمود بن أبي منصور بن أبي القاسم السّيّاري العطّار قالوا : أنا أبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد بن محمد الواحدي ، أنا أبو محمد عبد الله بن يوسف بن أحمد بن بامويه ، نا أبو محمد عبد الرحمن بن يحيى الزهري القاضي بمكة ، نا محمد بن إسماعيل الصائغ ، نا إسماعيل بن أبي أويس ، نا عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ، عن أبيه ، عن جده أن عمر بن الخطاب خطب الناس بباب الجابية فقال :

يا أيها الناس قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فينا كمقامي فيكم فقال : «أكرموا أصحابي ثم الذين يلونهم» ثم سكت ، فقلنا : ثم ما ذا يا رسول الله؟ قال : «ثم يظهر الكذب حتى يحلف المرء قبل أن يستحلف ، ويشهد قبل أن يستشهد ، فمن أراد بحبوحة الجنة فعليه بالجماعة ، وإيّاكم والفرقة ، فإن الشّيطان مع الواحد ، وهو من الاثنين أبعد ، لا يخلونّ رجل بامرأة فإن ثالثهما الشّيطان ، ومن سرّته حسنته وساءته سيّئته فهو مؤمن» [٢٢٢٤].

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر الشحامي وأبو سهل محمد بن الفضل بن محمد الأبيوردي قالا : أنا أبو حامد الأزهري ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا أبو حامد الأزهري بن الشّرقي ، نا محمد بن يحيى الذهلي ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ح.

وأخبرنا أبو الفوارس خليفة بن محفوظ بن محمد بن علي المؤدب المقرئ الأنباري ـ بها ـ أنا الشيخ العدل أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن الخطيب

__________________

(١) بالأصل «في صحيحهما» والصواب عن م.

٣٣٨

الأنباري ، أنا أبو محمد عبد الله بن يحيى بن عبد الجبّار ، أنا أبو علي إسماعيل بن محمد الصّفّار ، نا أحمد بن منصور ، نا عبد الرزاق ، أنا معمر ، عن الزّهري ، عن القاسم بن محمد ، عن أسلم مولى عمر قال : قدمنا الجابية مع عمر فأتينا بالطّلاء (١) ـ وهو مثل عقيد الرّب ، إنما يخاض بالمخوض ـ فقال عمر : إن في هذا الشراب لما انتهى إليه لفظهما سواء.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب ، أنا محمد بن الحسن بن يونس ، نا أحمد بن الحسين النّهاوندي ، أنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن ، نا محمد بن إسماعيل البخاري : حدّثني عبد الرحمن بن شيبة : أخبرني ابن أبي فديك : حدثني موسى بن يعقوب ، عن عبد الأعلى بن موسى بن عبد الله بن قبيس أن إسماعيل بن رافع مولى المدنيين حدّثه أن زيد بن أسلم حدّثه أن أباه حدّثه أنه خرج مع عمر إلى الشام حين قدم على أبي عبيدة وهو بباب الجابية.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس ، أنا طراد بن محمد الزّينبي ، أنا أبو الحسن بن رزقوية ، أنا أبو جعفر محمد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب ، نا علي بن حرب ، نا سفيان قال : حدّثونا ، عن زيد بن أسلم ، عن أبيه ـ ولم أسمعه منه ـ قال : لما كنّا بالشام أتيت عمر بماء فتوضّأ منه ثم قال : من أين جئت بهذا الماء فما رأيت ماء غدر ولا ماء سماء أطيب منه؟ قلت : من بيت هذه النصرانية. فلما توضّأ أتاها ، فقال : أيتها العجوز ، أسلمي تسلمي بعث الله محمدا بالحقّ فكشفت عن رأسها فإذا مثل الثّغامة (٢) فقالت : عجوز كبيرة وإنما أموت الآن ، قال عمر : اللهمّ اشهد.

أخبرناه أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو عبد الله القاسم بن الفضل بن محمود الثّقفي ح.

وأخبرنا أبو محمد بن طاوس ، أنا أبو الحسن هبة الله بن عبد الرزاق بن محمد الأنصاري قالا : أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا إسماعيل بن محمد الصّفّار ، نا

__________________

(١) الطلاء بالكسر والمد ، الشراب المطبوخ من عصير العنب ، وهو الربّ ، وأصله القطران الخاثر الذي تطلى به الإبل (النهاية : طلا).

(٢) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن م ، وانظر مختصر ابن منظور ٤ / ٣٢٩.

٣٣٩

سعدان بن نصر ، نا سفيان قال : حدّثونا عن زيد بن أسلم ـ ولم أسمعه ـ عن أبيه قال : لما كنا بالشام أتيت عمر بماء فتوضّأ منه فقال : من أين جئت بهذا فما رأيت ماء غدر ولا ماء سماء أطيب منه؟ قال : من بيت هذه العجوز النصرانية ، فلما توضّأ أتاها فقال : أيتها العجوز أسلمي تسلمي بعث الله بالحق محمدا قال : فكشفت عن رأسها فإذا مثل الثغامة ، قالت : وأنا أموت الآن ، فقال عمر : اللهمّ اشهد.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو عمر ح.

وأخبرنا أبو محمد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو عمر بن مهدي ، أنا محمد بن أحمد بن يعقوب بن شيبة ، نا جدّي يعقوب ح.

وأخبرنا أبو العز بن كادش ـ فيما قرأ عليّ إسناده. وناولني إياه ، وقال : اروه عني ـ أنا أبو علي الجازري ، أنا أبو الفرج المعافى بن زكريا (١) ، نا أحمد بن إسحاق بن بهلول ـ أبو جعفر الأنباري ـ حدّثني أبي قالا : نا إسحاق بن عيسى الطّبّاع (٢) ، نا عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه ، عن جدّه أسلم قال : خرجنا مع عمر بن الخطاب إلى الشام فاستيقظنا ليلة وقد رحل لنا رواحلنا ـ وقال يعقوب : رحالنا ـ وهو يرحل لنفسه ، وهو يقول :

لا يأخذ اللّيل عليكم بالهمّ

والبس له القميص واعتمّ

وكن شريك رافع وأسلم

ثم اخدم الأقوام حتى تخدم

قال : قلت : رحمك الله يا أمير المؤمنين ، لو أيقظتنا كفيناك.

قال القاضي : كأنّ أبا تمّام سمع هذا ، فأخذ منه قوله :

ومن خدم الأقوام يرجو نوالهم

فإنّي لم أخدمك إلّا لأخدما (٣)

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية وأبو بكر محمد بن إسماعيل قالا : نا يحيى بن محمد بن صاعد ، أنا الحسين بن الحسن ، أنا

__________________

(١) الجليس الصالح الكافي ط بيروت ج ٣ / ٣١٢ وانظر عيون الأخبار ١ / ٢٦٤.

(٢) الجليس الصالح : الطباخ.

(٣) ديوان أبي تمام بشرح التبريزي ٣ / ٢٤٤.

٣٤٠