تاريخ مدينة دمشق - ج ٧

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٧

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٧٧
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

المعرّي ، والقاضي أبو عمرو عثمان بن عبد الله بن إبراهيم الطرسوسي ، والحاكم أبو نصر منصور بن محمد بن أحمد بن حرب الحربي البخاري ، وأبو زكريا يحيى بن مسعر بن محمد المعرّي ، وأبو أحمد بن جامع الدّهّان.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، وأبو القاسم بن السمرقندي قالا : أنا أبو نصر بن طلّاب ، أنا أبو الحسين بن جميع ، نا إبراهيم بن عبد الرّزّاق ـ بأنطاكية ـ نا محمد بن إبراهيم الصّوري ، نا خالد بن عبد الرحمن ، نا مالك ، عن الزّهري ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه (١)» [١٦٠١].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن سكّينة (٢) الأنماطي (٣) ، أنا أبو أحمد محمد بن عبد الله بن أحمد بن القاسم بن جامع الدّهّان ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الرّزّاق بن الحسن بن عبد الرّزّاق ـ قراءة عليه ـ نا محمد بن إبراهيم ، نا الفريابي ، نا سفيان ، عن سماك بن حرب ، والأعمش عن إبراهيم ، عن عبد الرحمن بن يزيد ، عن ابن مسعود قال : جاء رجل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : إني أصبت منها كل شيء إلّا الجماع ـ يعني لامرأة ـ فأنزل الله عزوجل : (أَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَناتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئاتِ)(٤).

قرأت بخط أبي الحسن علي بن محمد بن إبراهيم الحنّائي ، أخبرني أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن إبراهيم الأنطاكي ـ المعروف بأخي العريف ـ قال : قدم علينا أنطاكية سنة أربعين وثلاثمائة أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن ماكا ، فقيل له إن إبراهيم بن عبد الرّزّاق يذكر أنه قرأ على قنبل فلم يحفل (٥) بهذا القول إلى أن ورد في بعض الأيام رجل من أهل خراسان شيخ كبير عليه ثياب صوف فجلس بين يدي الشيخ ابن ماكا وقال : أريد أقرأ ، فقرأ عليه عشرين آية وقال : حسبي ، آجرك الله. فقال له : إيش

__________________

(١) موطّأ مالك باب ما جاء في حسن الخلق ح ١٦٢٩ (ص ٦٥٠).

(٢) ضبطت عن تبصير المنتبه ٢ / ٦٨٦.

(٣) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٨ / ٣٤٦ (١٦٥).

(٤) سورة هود ، الآية : ١١٤.

(٥) بالأصل وم «يجعل» ولعل الصواب ما أثبت.

٤١

في كمّك قال : قراءات ، قال له : وعلى من قرأت؟ قال : قرأت على قنبل أنا ورجل من أهل انطاكية يقال له إبراهيم بن عبد الرّزّاق الخياط. فقال الشيخ بن ماكا : قوموا بنا إلى الشيخ ، فجاء إلى ابن عبد الرّزّاق وقال : يا شيخي اجعلني في حلّ فجعله ، وعرف ابن عبد الرّزّاق الرجل وقال له : إيش لي معك؟ فأخرج خط قنبل بقراءة بن عبد الرّزّاق عليه.

وقال أبو عمرو عثمان بن سعيد بن عثمان المقرئ : سمعت فارس بن أحمد يقول : توفي إبراهيم بن عبد الرّزّاق بأنطاكية سنة ثمان وثلاثين وثلاثمائة (١).

وقال علي بن محمد بن بشر : توفي في شعبان سنة تسع [وثلاثين وثلاثمائة](٢).

٤٤٤ ـ إبراهيم بن عبد الملك بن المغيرة بن عبد الملك

أبو إسحاق القرشيّ المقرئ ، مولى الوليد بن عبد الملك

حدّث عن أبيه.

روى عنه أبو بكر أحمد بن عبد الله بن الفرج بن البرامي. وقد سقت له خبرا في بناء الجامع.

٤٤٥ ـ إبراهيم بن عبد الملك

سمع هشام بن عمّار بدمشق ، وزهير بن عبّاد الرواسي ، ويحيى بن آدم ويزيد بن أبي حكيم العدني.

روى عنه : أبو بكر بن أبي الدنيا.

أخبرنا أبو القاسم بن السوسي ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو علي بن شاذان ـ إجازة ـ أنا أبو بكر أحمد بن سلمان النّجّاد (٣) ، أنا أبو بكر عبد الله بن محمد ، حدثني إبراهيم بن عبد الملك ، نا هشام بن عمّار ، نا عمرو بن واقد ، نا يزيد بن أبي مالك ، عن شهر بن حوشب ، قال : سمعت عائشة تقول : ما من عبد يشرب الماء

__________________

(١) معرفة القراء الكبار ١ / ٢٨٨.

(٢) ما بين معكوفتين زيادة عن معرفة القراء ١ / ٢٨٨ وسير الأعلام ١٥ / ٣٨٥.

(٣) ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٥٠٢.

٤٢

القراح ، فيدخل بغير أذى ويخرج بغير أذى إلّا وجب عليه الشكر.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمد بن يوه (١) ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد اللّبنابي ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا إبراهيم بن عبد الملك ، عن يزيد بن أبي حكيم العدني ، حدثني الحكم بن أبان قال : قال الفضل بن عيسى : إذا احتضر الرجل قيل للملك الذي كان يكتب له : كفّ ، قال : لا ، وما يدريني لعله يقول : لا إله إلّا الله ، فأكتبها له.

٤٤٦ ـ إبراهيم بن عبد الواحد بن إبراهيم بن عبد الله بن عمران

أبو إسحاق العبسيّ

روى عن جده لأمه الهيثم بن مروان ، ووريزة (٢) بن محمد ، وإسماعيل بن حمدويه البيكندي (٣) ، وشعيب بن شعيب بن إسحاق ، وأبي جعفر أحمد بن كعب المرّي ، ويزيد بن أحمد السلمي ، وأحمد بن محمد بن أبي الوليد بن برد ، وأبي أميّة الطرسوسي ، وأحمد بن محمد بن يزيد بن أبي الخناجر ، وإسماعيل بن عبد الرحمن الخولاني.

روى عنه : ابنه أبو محرز عبد الواحد بن إبراهيم ، وأبو الحسن محمد بن الحسن بن القاسم بن درستويه (٤) ، وأبو بكر بن المقرئ ، وأبو أحمد عبد الله بن عدي ، وأبو بكر محمد بن أحمد بن محمد السلمي ، وأبو علي بن شعيب الأنصاري ، ومحمد بن سليمان الرّبعي ، ومحمد بن داود بن سليمان النّيسابوري ، وأبو هاشم المؤدب ، وأبو الحسن أحمد بن محمد بن أحمد بن الربيع بن يزيد بن معيوف العين ثرمي (٥) ، وأبو القاسم بن أبي العقب ، وأبو الوليد بكر بن شعيب بن بكر القرشي ، وأبو الحسن علي بن الحسن بن علّان الحرّاني (٦).

__________________

(١) ضبطت عن التبصير ٤ / ١٥٠١.

(٢) ضبطت عن التبصير.

(٣) ضبطت عن الأنساب ، هذه النسبة إلى بيكند (ضبطت بالكسر ثم سكون النون وفتح الكاف) بلدة بين بخارى وجيحون على مرحلة من بخارى.

(٤) بالأصل «دستويه» والمثبت والضبط عن الإكمال ٣ / ٣٢٣ والتبصير.

(٥) هذه النسبة إلى عين ثرماء وهي قرية في غوطة دمشق. (معجم البلدان).

(٦) ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٢٠ (٧).

٤٣

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمّام بن محمد ، أنا أبو محرز عبد الواحد بن إبراهيم بن عبد الواحد العبسي ، نا أبي إبراهيم بن عبد الواحد ، نا جدي لأمي الهيثم بن مروان ، نا محمد بن عيسى بن سميع ، نا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنّ من الشّعر حكمة» [١٦٠٢].

ومما وقع إليّ من عالي حديثه. ما أخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، أنا أحمد بن محمود الثقفي ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الواحد بن إبراهيم بن عبد الله بن عمران بن بنت هيثم بن مروان الدمشقي ، حدّثنا جدّي الهيثم بن مروان ، نا مروان الطاطري ، نا مالك بن أنس ، والليث بن سعد ، وعبيد الله بن عمر ، ونافع بن أبي نعيم ، قالوا : أنا نافع عن ابن عمر أن تلبية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لبيك اللهمّ لبّيك ، لا شريك لك لبّيك ، إن الحمد والنعمة لك والملك ، لا شريك لك» [١٦٠٣].

قال مالك والليث في حديثهما عن نافع عن ابن عمر : أنه كان يزيد على أثر تلبية رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : لبيك لبيك وسعديك ، والخير في يديك ، والرغباء إليك والعمل.

قرأت على أبي محمد السلمي ، عن أبي محمد التميمي ، أنا مكي بن محمد المؤدب ، أنا أبو سليمان بن زبر قال : وفيها ـ يعني سنة إحدى عشرة وثلاثمائة ـ توفي أبو إسحاق إبراهيم بن عبد الواحد العبسي في جمادى الأولى.

٤٤٧ ـ إبراهيم بن عبد الوهاب بن إبراهيم الإمام

ابن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي

أمير دمشق من قبل المنصور ، والصحيح : عبد الوهاب بن إبراهيم.

قرأت في كتاب أبي الحسين الرازي ، أخبرني أبو الحسن أحمد بن حمدون بن عيسى الجبلي ، نا مساور بن أحمد بن شهاب العتابي ، قال : قال إسحاق بن سليمان الهاشمي : ولي المهدي الخلافة والأمير على دمشق إبراهيم بن عبد الوهاب الهاشمي من قبل أبي جعفر المنصور في سنة تسع وخمسين ومائة ، فعزله المهدي واستعمل مكانه على دمشق محمد بن إبراهيم الإمام بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب ، ثم عزله.

الصحيح أن عبد الوهاب هو الأمير ، فأما ابنه إبراهيم فكان في زمن المأمون.

٤٤

قرأت بخط أبي الحسين الرازي ، أخبرني أحمد بن مروان ، نا عبد الله بن مسلم بن قتيبة ، قال : وأما (١) عبد الوهاب بن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس فولي الشام لأبي جعفر ، ومات بها (٢).

٤٤٨ ـ إبراهيم بن عبيد بن رفاعة الزّرقي الأنصاري المدينيّ (٣)

روى عن أبيه ، وجابر بن عبد الله ، وأنس بن مالك ، وعائشة ، ومالك بن أوس بن الحدثان ، وعبد الله بن بابيه المكي ، وأبي محمد رجل من أصحاب ابن مسعود.

روى عنه ابن جريج ، وسعيد بن أبي هلال ، وابن أبي ذئب ، وعبد العزيز بن مسلم مولى آل رفاعة ، وعبد الرحمن بن إسحاق ، وعياض بن عبد الله ، ومحمد بن أبي حميد المديني ، وخالد بن إلياس ، ومحمد بن إسحاق ، وحفص بن عمر بن عبد الله بن جبير ، وإبراهيم بن إسحاق.

ووفد على عمر بن عبد العزيز.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عمر العمري ، أنا ابن أبي شريح ، أنا أبو جعفر محمد بن أحمد بن عبد الجبار الرمّاني ، نا حميد بن زنجويه ، نا عبد الله بن مسلمة ، نا خالد بن إلياس ، عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة ، قال : دخلت على جابر بن عبد الله ـ بمكة ـ فقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ما صلّى رجل العتمة في جماعة ، ثم صلّى بعدها ما بدا له ، ثم أوتر قبل أن يريم إلّا كانت تلك الليلة كأنه لقي ليلة القدر في الإجابة» [١٦٠٤].

أخبرنا بتمامه أبو القاسم الحسين بن علي بن الحسين الزّهري ، وأبو الفتح المختار بن عبد الحميد بن المنتصر ، وأبو المحاسن أسعد بن علي بن الموفق بن زياد ، قالوا : أنا عبد الرّحمن بن محمد بن المظفّر الداودي ، أنا عبد الله بن أحمد بن

__________________

(١) بالأصل وم «وأنا» ولعل الصواب ما أثبت.

(٢) المعارف ص ٣٧٦.

(٣) ترجم له في تهذيب التهذيب ١ / ٩٤. والزرقي نسبة إلى بطن من الأنصار يدعى بني زريق.

٤٥

حموية (١) السّرخسي ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن خزيم (٢) الشاشي ، نا عبد بن حميد الكشّي ، نا عبد الله بن مسلمة ، نا خالد بن إلياس ، عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة ، قال : دخلت على جابر بن عبد الله بمكة فوجدته جالسا يصلّي لأصحابه العصر وهو جالس قال : فنظرت حتى سلّم قال : قلت : غفر الله لك أنت صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تصلّي بهم وأنت جالس قال : أنا مريض فجلست وأمرتهم أن يجلسوا فيصلّوا معي ، إني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ما صلّى رجل العتمة في جماعة ثم صلّى بعدها ما بدا له ثم أوتر قبل أن يريم إلّا كانت تلك الليلة كأنه لقي ليلة القدر في الإجابة» [١٦٠٥].

وسمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «الإمام جنّة فإن صلّى قائما فصلّوا قياما ، وإن صلّى جالسا فصلّوا جلوسا» [١٦٠٦].

قال : كنا ننادي في بيوتنا للصلاة ونجمّع لأهلنا.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، وأبو الفضل محمد بن أحمد بن علي بن عبد الواحد بن الأشقر الشروطي ، قالا : أنا أبو الغنائم بن المأمون ، أنا أبو القاسم بن حبابة ، نا أبو القاسم البغوي ، نا محمد بن حميد ، نا سلمة ، نا محمد بن إسحاق ، عن عبد العزيز بن مسلم ، عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة ، عن أنس بن مالك أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مر بأبي عيّاش الزّرقي وهو يصلّي وهو يقول : اللهمّ إن لك الحمد ، لا إله إلّا أنت المنّان بديع السموات والأرض ذا الجلال والإكرام. قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «تدرون ما دعا به الرجل؟» قالوا : الله ورسوله أعلم (٣) قال : «لقد دعا الله باسمه الّذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى» [١٦٠٧].

أخبرناه عاليا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو الحسن عبيد الله بن محمد البيهقي ، قالا : أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا الربيع بن سليمان ، نا عبد الله بن وهب ، أخبرني عياض بن عبد الله الفهري (٤) ، عن إبراهيم بن عبيد ، عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سمع رجلا يقول : اللهمّ إني

__________________

(١) ضبطت عن التبصير ٢ / ٥١٥.

(٢) ضبطت عن التبصير ٢ / ٥٢٨ وفيه : إبراهيم بن خزيم الشاشي صاحب عبد بن حميد.

(٣) سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه.

(٤) هذه النسبة إلى فهر بن مالك بن النضر بن كنانة.

٤٦

أسألك بأنّ لك الحمد ، لا إله إلّا أنت المنّان ، بديع السموات والأرض ، ذو الجلال والإكرام ، أسألك الجنّة ، وأعوذ بك من النار. فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لقد كان يدعو الله باسمه الذي إذا دعي به أجاب ، وإذا سئل به أعطى» [١٦٠٨].

أخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا المفضّل بن محمد بن إبراهيم ، نا أبو حمة ، نا أبو قرّة ، قال : ذكر ابن أبي ذئب عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة ، عن عبد الله بن بابيه المكي في حديثه ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص أنه أتاه بعرفة وقد ضرب فسطاطا في الحلّ وفسطاطا في الحرم قال : فقلنا له : صنعت؟ قال : أما الذي في الحرم فأحبّ أن أصلّي فيه ، وأما إذا جئت أهلي يعني الذي في الحلّ.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، نا عبد الله بن عثمان ، نا عبد الله هو ابن المبارك ح.

وأخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّويه ، نا يحيى بن محمد بن صاعد ، نا الحسين بن الحسن ، أنا عبد الله بن المبارك ، نا محمد بن أبي حميد ، عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة قال : شهدت عمر ـ يعني ابن عبد العزيز ـ ومحمد بن قيس يحدّثه ، فرأيت عمر يبكي حتى اختلفت أضلاعه.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّويه ، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم الجلّاب ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمد بن سعد ، قال في الطبقة الرابعة من أهل المدينة (١) : إبراهيم بن عبيد بن رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان بن عمر بن عامر بن زريق ، وأمه سميكة بنت كعب بن مالك بن أبيّ بن كعب بن العجلان بن القين بن كعب بن سواد بن غانم من بني سلمة بن الخزرج.

__________________

(١) في تهذيب ابن حجر : وذكره ابن سعد في الطبقة الثالثة من أهل المدينة ، ولم يرد في طبقات ابن سعد المطبوع.

٤٧

أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي ـ إجازة واللفظ له ـ ثم حدثني أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الحسين بن الطّيوري ، وأبو الغنائم بن النرسي ، قالا : أنا أبو أحمد الغندجاني ح.

وحدثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو الحسين الأصبهاني وأبو أحمد الغندجاني.

قالا : أنا أحمد بن عبدان ، نا محمد بن سهل ، نا محمد بن إسماعيل البخاري ، قال (١) : إبراهيم بن عبيد بن رفاعة الزّرقي الأنصاري مدني. سمع مالك بن أوس ؛ سمع منه ابن جريج ، وروى عنه سعيد بن أبي هلال.

أخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، أنا عبد الرّحمن بن مندة ، أنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا أبو الحسن الفأفاء ح ، قال : وأنا حمد بن عبد الله ـ إجازة ـ قالا : أنا ابن أبي حاتم (٢) ، نا صالح بن أحمد ، قال : قال أبي : إبراهيم بن عبيد بن رفاعة : ليس بمشهور (٣) بالعلم.

قال أبو محمد : سألت أبي عنه ، وحكيت له قول أحمد ، فقال : [هو](٤) كما قال [أحمد](٥). وسئل أبو زرعة عن إبراهيم بن عبيد بن رفاعة فقال : مديني أنصاري زرقي ثقة.

قال ابن أبي حاتم (٦) : روى عن أنس بن مالك ، ومالك بن أوس. روى عنه ابن جريج ، وسعيد بن أبي هلال ، وابن أبي ذئب ، وعبد الرّحمن بن إسحاق ، وعبد العزيز بن مسلم ، وعياض بن عبد الله. سمعت أبي يقول ذلك.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا عبد الملك بن بشران ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، نا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، قال في طبقات أهل المدينة : إبراهيم بن عبيد بن رفاعة. حدث عن أنس ، روى عنه ابن إسحاق.

__________________

(١) التاريخ الكبير ١ / قسم ١ / ٣٠٤.

(٢) الجرح والتعديل ١ / قسم ١ / ١١٤.

(٣) الجرح والتعديل : «مشهورا» وبهامشه عن إحدى نسخه : بمشهور.

(٤) زيادة عن الجرح والتعديل.

(٥) زيادة عن الجرح والتعديل.

(٦) الجرح والتعديل ١ / ١ / ١١٣.

٤٨

٤٤٩ ـ إبراهيم بن عتيق بن حبيب

أبو إسحاق العبسي

أخو عبد السّلام ، ويقال : السلمي مولاهم.

روى عن منبّه بن عثمان ، ومروان بن محمد ، وعمر بن عبد الواحد.

روى عنه أبو الحسن بن جوصا ، ويحيى بن صاعد ، وحاجب بن مالك بن أركين ، وعبد الرّحمن بن أبي حاتم ، وأبو الفضل أحمد بن عبد الله بن نصر السلمي ، وأبو العباس محمد بن سعيد بن فطيس ، وعلي بن سعيد بن بشير الرازي.

ويقال : إنّ جدّه كان نصرانيا من أهل حرستا (١) ، فأسلم على يدي رجل من بني سليم ، وداره بدمشق بناحية باب السلامة.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الحريري ، أنا أبو الحسن محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر ، أنا أبو بكر إسماعيل ، نا يحيى بن صاعد ، نا إبراهيم بن عتيق العبسي ـ بدمشق ـ نا مروان بن محمد الدمشقي ، نا سفيان ـ يعني ابن عيينة ـ عن عمرو بن دينار ، عن كريب ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يحلّ لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر تسافر إلّا مع محرم من أهلها» [١٦٠٩].

أنبأنا أبو الحسن الموازيني ، أنا أبو القاسم علي بن الفضل بن الفرات ، أنا عبد الوهاب الكلابي ، نا أبو الحسن بن جوصا ، نا إبراهيم بن عتيق بن حبيب ، نا منبّه بن عثمان اللّخمي ، حدثني صدقة بن عبد الله ، نا الأوزاعي ، عن الزهري ، عن أنس بن مالك أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إذا حضر العشاء وأقيمت الصلاة فابدءوا بالعشاء» [١٦١٠].

قال عمرو بن دحيم سألته ـ يعني إبراهيم بن عتيق ـ عن مولده فقال : سنة سبع وثمانين ومائة.

أخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو طاهر الحسين بن

__________________

(١) حرستا بالتحريك وسكون السين : قرية كبيرة عامرة وسط بساتين دمشق على طريق حمص بينها وبين دمشق أكثر من فرسخ.

٤٩

سلمة ، أنا علي بن محمد ح ، قال : وأنا حمد بن عبد الله ـ إجازة ـ قالا : أنا أبو محمد بن أبي حاتم ، قال (١) : إبراهيم بن عتيق الدمشقي ، أبو إسحاق أخو عبد السلام بن عتيق. روى عن مروان بن محمد الطاطري ، سمعنا منه ، وهو صدوق [كتبت عنه](٢).

٤٥٠ ـ إبراهيم بن عثمان بن سعيد بن المثنى

أبو إسحاق المصري الأزرق الخشّاب

سمع بمصر : يونس بن عبد الأعلى ، والحسن بن سليمان قبيطة (٣) ، وفهر بن سليمان ، وعلّان بن المغيرة ، وبدمشق : أبا جعفر الخراساني ، وبحمص : محمد بن عوف بن سفيان ، وبعسقلان : محمد بن حمّاد الطّهراني (٤) ، وأبا أميّة محمد بن إبراهيم الطرسوسي. ورحل إلى العراق فسمع أبا عمر أحمد بن عبد الجبار العطاردي ، وعباس بن محمد الدوري ، وأبا قلابة عبد الملك بن محمد الرّقاشي (٥) ، وأبا بكر بن أبي الدنيا ، والحسن بن مكرم بن حسان.

روى عنه : أبو إسحاق محمد بن القاسم بن شعبان القرظي الفقيه ، وأبو سعيد بن يونس وسيأتي ذكر وروده في ترجمة أبي جعفر الخراساني.

أنبأنا أبو محمد حمزة بن العباس بن علي العلوي ، وأبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن سليم ح ، وحدثني أبو بكر بن شجاع عنهما قالا : أنا أبو بكر أحمد بن الفضل بن محمد ، نا أبو عبد الله بن مندة ، نا أبو سعيد عبد الرّحمن بن أحمد بن يونس ، نا إبراهيم بن عثمان الخشّاب ، نا الحسن بن سليمان قبيطة ، نا مروان بن جعفر بن سمرة بن جندب ، نا داود بن المحبر البكراوي ، عن زياد بن عبيد الله بن ربيع الزيات ، عن محمد بن سيرين قال : عليكم برسالة سمرة بن جندب

__________________

(١) الجرح والتعديل ١ / قسم ١ / ١٢٢.

(٢) ما بين معكوفتين زيادة عن الجرح والتعديل.

(٣) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٢ / ٥٠٨ (١٨٧).

(٤) هذه النسبة إلى طهران بالكسر ، قرية من قرى الري بينهما نحو فرسخ. (معجم البلدان) ذكره ياقوت وترجم له ، ومات بعسقلان من أرض الشام سنة ٢٦١ ه‍.

(٥) ترجم له في تقريب التهذيب. والرقاشي بفتح الراء وتخفيف القاف ثم معجمة. وأبو قلابة لقب ، ويكنى أبا محمد.

٥٠

إلى بنيه فإنّ فيها علما جمّا قلنا : يا أبا بكر أخبرنا عن سمرة ما كان من أمره وما قيل فيه؟ قال : إن سمرة كان أصابه كزاز (١) شديد ، وكان لا يكاد أن يدفأ فأمر بقدر عظيمة ، فملئت ماء وأوقد تحتها ، واتّخذ فوقها مجلسا ، وكان يصل إليه بخارها فيدفئه ، فبينا هو كذلك إذ خسف به ففطن أنّ ذلك الذي قيل فيه.

قال : وقال ابن يونس : إبراهيم بن عثمان بن سعيد بن المثنى الأزرق الخشّاب ، يكنى أبا إسحاق روى عن يونس بن عبد الأعلى ، والحسن بن سليمان وغيرهما. توفي في رمضان سنة ثلاث وثلاثمائة ، وقد كتبت عنه ، وكان صالح الحديث ، وكان رحل إلى العراق ، وكتب غرائب.

٤٥١ ـ إبراهيم بن عثمان بن عبد الله بن عبيد بن أحمد بن الهيثم

أبو إسحاق البهراني الحوراني (٢)

حدّث ببصرى (٣) سنة أربع عشرة وأربعمائة. وسمع أبا القاسم عبد الرّحمن بن محمد بن سعيد الأنصاري الخزرجي ببصرى وحدّث بقصيدة في مناسك الحج.

روى عنه الحسن بن علي الأهوازي المقرئ نزيل دمشق ، وأبو القاسم عبد العزيز بن علي بن الحسن الشهرزوري.

٤٥٢ ـ إبراهيم بن عثمان بن محمد

أبو القاسم ـ ويقال : أبو مدين ، ويقال : أبو إسحاق

الكلبي الغزّيّ (٤)(٥)

شاعر محسن ، دخل دمشق وسمع بها من الفقيه نصر المقدسي سنة إحدى وثمانين

__________________

(١) كزاز كغراب ورمان داء من شدة البرد ، أو الرعدة منها ، وقد كزّ فهو مكزوز (القاموس).

(٢) البهراني نسبة إلى بهراء قبيلة من قضاعة. (الأنساب).

والحوراني نسبة إلى حوران : وهي ناحية كبيرة واسعة كثيرة الخير بنواحي دمشق (الأنساب).

(٣) بصرى : مدينة من أعمال دمشق ، وهي قصبة كورة حوران (معجم البلدان).

(٤) الغزي هذه النسبة إلى غزة مدينة في أقصى الشام من ناحية مصر ، بينها وبين عسقلان فرسخان أو أقلّ (معجم البلدان).

(٥) ترجمته في الوافي بالوفيات ٦ / ٥١ وبحاشيته ثبت بمصادر أخرى ترجمت له.

٥١

وأربعمائة ثم دخل (١) إلى خراسان وامتدح بها جماعة من رؤسائها وانتشر شعره هناك ، وكان مولده فيما بلغني في سنة إحدى وأربعين وأربعمائة. أنشدني أبو سعد السمعاني له من قصيدة :

هوى يستلذّ كحكّ الجرب

وشوق يصيبك منه النّصب

فذكرت (٢) مربعنا في دمشق

ومصطافنا بحوالي حلب

وصحبة قوم إذا استنهضوا

فضرب السيوف لديهم ضرب (٣)

أنشدني أبو الحسن علي بن يحيى بن خلوف الغزي ، أنشدني أبو القاسم الغزي لنفسه (٤) :

قالوا تركت (٥) الشعر؟ قلت : ضرورة

باب الدّواعي والبواعث مغلق

خلت الديار فلا كريم يرتجى

منه النّوال ولا مليح يعشق

ومن العجائب أنه لا يشترى

ومع الكساد يخان فيه ويسرق (٦)

أنشدنا أبو الحجاج يوسف بن عبد العزيز بن علي اللخمي الفقيه الميورقي بدمشق ، أنشدنا أبو القاسم إبراهيم بن عثمان الغزي يرثي الشيخ الإمام أبا الحسن الطبري (٧) المعروف بالكيا الفقيه ارتجالا (٨) :

هي الحوادث لا تبقي ولا تذر

ما للبريّة من محتومها وزر

لو كان ينجي علوّ من بوائقها

لم تكسف الشّمس بل لم يكسف (٩) القمر

__________________

(١) في وفيات الأعيان ١ / ٥٨ نقلا عن ابن عساكر : رحل.

(٢) في مختصر ابن منظور : تذكرت.

(٣) الضرب : العسل.

(٤) الأبيات في المختصر والوافي والوفيات.

(٥) في الوافي والوفيات : هجرت.

(٦) عجزه في الوافي والوفيات :

ويخان فيه مع الكساد ويسرق

(٧) اسمه علي بن محمد بن علي الطبري ، المعروف بالكيا الهراسي الفقيه الشافعي ، ترجمته في وفيات الأعيان ٣ / ٢٨٦ وبهامشها ثبت بمصادر أخرى ترجمت له.

(٨) القصيدة في وفيات الأعيان ٣ / ٢٩٠ في ترجمة الكياالهراسي نقلا عن ابن عساكر.

(٩) في المختصر والوفيات : لم يخسف.

٥٢

قل للجبان الذي أمسى على حذر

من الحمام : متى ردّ الرّدى الحذر

بكى على شمسه الإسلام إذ أفلت

بأدمع قلّ في تشبيهها المطر

حبر عهدناه طلق الوجه مبتسما

والبشر أحسن ما يلقى به البشر

لئن طوته المنايا تحت أخمصها

فعلمه الجمّ في الآفاق منتشر

سقى ثراك عماد الدّين (١) كلّ ضحى

صاف (٢) الغمام ملثّ الودق منهمر

عند الورى من أسى ألفيته خبر

فهل أتاك من استيحاشهم خبر

أحيا ابن إدريس درس كنت تورده

تحار في نظمه الأذهان والفكر

من فاز منه بتعليق فقد علقت

يمينه بشهاب ليس ينكسر (٣)

كأنما مشكلات الفقه يوضحها

جباه دهم لها من لفظه غرر

ولو عرفت له مثلا دعوت له

وقلت : دهري إلى شرواه مفتقر

أنشدنا أبو الحسين عبد الله بن الحسين بن منصور المطوّعي خطيب بوشنج بها قال : أنشدني أبو إسحاق إبراهيم الغزي بهراة لنفسه :

إنما هذه الحياة متاع

والغبيّ الغبيّ من يصطفيها

ما مضى فات والمؤمّل غيب

فخذ الساعة التي أنت فيها

وأنشدني بعضهم له في وزير كان للسلطان سنجر كان يكثر أن يقول لمن يغضب عليه : غرزن ، وتفسيره : زوج القحبة. فقال للمستوفي الأصم المعروف بالمعين ذلك ، فقال له المعين : يا مولانا ما أكثر ما تقول للناس غرزن ، فإن كان هذا القول حسنا فأنت ألف غرزن ، فقال الغزي في الوزير المذكور :

لقد كنت بيذق نطع الزّمان

فلا حفظ الله من فرزنك

جوابك عند المعين الأصمّ

إذ جئت غرزنته غرزنك

مات إبراهيم الغزي فيما ذكر لي أبو سعد بن السمعاني في سنة أربع وعشرين وخمسمائة. وقال ابن السمعاني : بلغني أنه كان يقول : أرجو أن الله تعالى يعفو عني

__________________

(١) كان الكياالهراسي يلقّب بعماد الدين ، كما أشار إليه ابن خلكان في مطلع ترجمته.

(٢) في الوفيات : صوب.

(٣) في الوفيات : ينكدر.

٥٣

ويرحمني لأني شيخ سني جاوزت السبعين ، ولأني من بلد الإمام المطّلبي الشّافعي ـ يعني غزّة (١) ـ.

٤٥٣ ـ إبراهيم بن عدي

ذكر أبو محمد عبد الله بن سعد القطربلي (٢) ـ فيما قرأته بخطه ـ قال : روى العتبي حدثني أبي عن عوانة ، عن إبراهيم بن عدي ، قال : رأيت عبد الملك بن مروان ، وأتته أمور أربعة في ليلة ، ـ فما رأيته تنكر ولا تغيّر وجهه ، قتل عبيد الله بن زياد بالعراق ، وقتل حبيش بن دلجة القينيّ بالحجاز ، وانتقاض ما كان بينه وبين ملك الروم ، وخروج عمرو بن سعيد إلى دمشق.

٤٥٤ ـ إبراهيم بن عقيل بن جيش (٣) بن محمد بن سعيد

أبو إسحاق القرشيّ النحويّ ، المعروف بابن المكبريّ (٤)

حدّث عن : أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد الشرابي النحوي.

روى عنه : أبو بكر الخطيب ، وأبو محمد بن الأكفاني.

وقال الخطيب : كان صدوقا ؛ وفي قوله نظر.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد ، أنا أبو بكر الخطيب ح.

ثم أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني ، قالا : أنا أبو إسحاق إبراهيم بن عقيل بن جيش المكبري ، أنا علي بن أحمد بن محمد الشرابي ، أنا خيثمة بن سليمان بن حيدرة ، نا أبو عبد الله نجيح بن إبراهيم النخعي ـ بالكوفة ـ نا معمر بن بكّار ، حدثني عثمان بن عبد الرّحمن بن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّ من الجفاء أن يمسح الرجل جبينه قبل أن يفرغ من صلاته ، وأن يصلّي لا يبالي من أمامه ، وأن يأكل مع رجل ليس من أهل دينه ولا من أهل الكتاب في إناء واحد» [١٦١١].

__________________

(١) زيد في الوفيات ١ / ٦٠ «وأني غريب» وقد مات ما بين مرو وبلخ ، ونقل إلى بلخ ودفن بها. والمعروف أنه ولد بغزة ، وهي من أعمال فلسطين.

(٢) ضبطت عن الأنساب ، هذه النسبة إلى قطربل ، قرية من قرى بغداد.

(٣) بالأصل «حبيش» والمثبت عن بغية الوعاة ١ / ٤١٩ والوافي بالوفيات ٦ / ٥٦ وفي م : حبيش أيضا.

(٤) له ترجمة في الوافي ٦ / ٥٦ وبحاشيته ثبت بمصادر أخرى ترجمت له.

٥٤

قال أبو بكر الخطيب : إبراهيم بن عقيل بن جيش أبو إسحاق القرشي النحوي الدمشقي المعروف بابن المكبري.

وسمع منه شيخنا أبو محمد بن الأكفاني بقراءة أبي بكر الخطيب.

قرأت علي أبي محمد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (١) : أما جيش ـ أوله جيم مفتوحة بعدها ياء معجمة باثنتين من تحتها ـ وعقيل (٢) ـ بفتح العين ـ إبراهيم بن عقيل بن جيش بن محمد أبو إسحاق القرشي النحوي المكبري دمشقي ، حدّث عن علي بن أحمد الشرابي ، عن خيثمة. كتب عنه أصحابنا ولم أكتب عنه.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني قال : سنة أربع وسبعين وأربعمائة فيها توفي أبو إسحاق إبراهيم بن عقيل بن جيش القرشي النحوي المعروف بابن المكبري. حدّث عن أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد ـ المعروف بابن الشّرابي ـ بجزءين أحدهما عن جده أبي بكر محمد بن علي الرمّاني الشرابي البغدادي ، والآخر عن خيثمة بن سليمان. وكتب عنه الشيخ الإمام الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب البغدادي ، وذكره في كتابه الذي سماه تلخيص المتشابه في الرسم وحماية ما أشكل منه عن بوادر التصحيف والوهم في ترجمة : إبراهيم بن عقيل بالضم ، وإبراهيم بن عقيل بالفتح. وكان أبو إسحاق يذكر أن عنده تعليقة أبي الأسود الدّؤلي التي ألقاها عليه علي بن أبي طالب ـ رضوان الله عليه ـ وكان كثيرا مما يوعد بها ، ـ ولا سيما لأصحاب الحديث ـ وكان كثيرا يعدني بها ، فأطلبها منه وهو يرجئ الأمر إلى أن وقعت إليّ في حال حياته ، دفعها إلي الشيخ الفقيه أبو العباس أحمد بن منصور المالكي ـ رحمه [الله](٣) ـ وكان كتبها عنه على ما ذكر لي ، إذ حملها إلي المعروف برزين الدولة المصمودي لما كان يقرأ عليه شيئا من علم العربية وسمعها منه في سنة ست وستين وأربعمائة وإذا به قد ركّب عليها إسنادا لا حقيقة له (٤). وصورته بخط الشيخ الفقيه أبي العباس ـ رحمه‌الله ـ قال

__________________

(١) الإكمال لابن ماكولا ٢ / ٣٥٥ و ٣٥٦.

(٢) الإكمال لابن ماكولا ٦ / ٢٢٩ و ٢٣٩ وورد فيه هنا «حبيش» بدل «جيش» تحريف.

(٣) زيادة لازمة.

(٤) زيد بعدها في معجم الأدباء ١ / ٢٠٧ اعتبر فوجد موضوعا (أي مكذوبا) مركبا بعض رجاله بعض رجاله أقدم ممن روى عنه. (وانظر الوافي ٦ / ٥٦).

٥٥

الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن عقيل : حدثني الشيخ الأجل شيخ الإسلام أبو طالب عبيد الله بن أحمد بن نصر بن يعقوب ـ بالبصرة ـ حدثني يحيى بن أبي بكير الكرماني. فلما وقفت على ذلك بينته للشيخ الفقيه أبي العباس أحمد بن منصور ـ رحمه‌الله ـ وأعلمته أن يحيى بن أبي بكير الكرماني توفي في سنة ثمان ومائتين على ما حدثنا به عبد العزيز بن أحمد ، أنا مكي بن محمد بن الغمر ، أنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن أحمد بن زبر قال : وفيها ـ يعني سنة ثمان ومائتين ـ مات أشهل بن حاتم ، وحمّاد بن عيسى ، ويحيى بن أبي بكير قاضي كرمان الكرماني ، وقريش بن أنس. هذا عن أبي موسى. فجعل إبراهيم بن عقيل هذا بين نفسه وبين يحيى بن أبي بكير رجلا واحدا ، أو أنه لم يخرج ذلك لأحد من أصحاب الحديث لهذه العلة ، فاستعظم ذلك وأكبره ، نعوذ بالله تعالى من البلاء ، ولم يقع ذلك إلى الشيخ الإمام الحافظ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت الخطيب ـ رحمه‌الله ـ ولا وقف عليه لأنه كان لا يظهره ، وهذه التي سماها التعليقة فهي في أول أمالي أبي القاسم عبد الرّحمن بن إسحاق الزّجاجي (١) النحوي نحو من عشرة أسطر ، فجعلها هذا الشيخ إبراهيم قريبا من عشرة أوراق. وصورة الإسناد ، قال : حدثني يحيى بن أبي بكير الكرماني ، حدثني إسرائيل ، عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع ، عن أبيه قال : حدثني أبو عبد الله محمد بن عبيد الله بن الحسن بن عباس ، عن عمه ، عن عبيد الله بن رافع : أن أبا الأسود الدؤلي دخل على أمير المؤمنين علي ـ رضي‌الله‌عنه ـ وذكر التعليقة.

وذكر أبو محمد بن صابر ، عن شيخنا الفقيه أبي الحسن أنه توفي ليلة الثلاثاء لسبع بقين من شهر ربيع الآخر سنة أربع وسبعين وأربعمائة ودفن بباب الصّغير.

٤٥٥ ـ إبراهيم بن علي بن أحمد بن إبراهيم

أبو محمد البصريّ ، المعروف بالحنّائي

سمع بدمشق : أبا علي الحصائري ، وأبا الميمون بن راشد ، وأبا محمد عبد الله بن أحمد بن زبر الرّبعي ، وهشام بن أحمد بن هشام الدمشقيين ، وأبا بكر أصبغ بن هارون بن أصبغ ، وأبا عمران موسى بن زكريا التّستري ، وبالبصرة : أبا خليفة

__________________

(١) أمالي الزجاجي ص ٢٣٨ ـ ٢٣٩.

٥٦

الجمحي (١) ، والحسن بن المثنى العنبري ، وببغداد : الحسين بن محمد بن عفير الأنصاري ، وأبا عبيد الله القاسم بن إسماعيل المحاملي ، ومحمد بن منصور بن أبي الجهم الشيعي (٢) ، وأبا مسلم الكشي (٣).

روى عنه عبد الله بن علي الأبزوني ، وأبو بكر محمد بن أحمد بن محمد الواسطي ، وشهاب بن محمد بن شهاب الصّوري ، وأبو الحسين زيد بن علي بن عبد الله بن الفضل ، وأبو الحسن عبيد الله بن القاسم بن علي المراغي الأطرابلسي ، وإدريس بن محمد بن أحمد بن أبي خالد الصّوري ، وأبو العباس أحمد بن الحسين العطائي ، وأبو بكر محمد بن علي بن الإمام المصريان.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله الجمال ـ بمصر ـ أنا الشيخ الصالح (٤) أبو بكر محمد بن علي بن الإمام ـ قراءة عليه ـ أنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن أحمد البصري ، نا أبو عبيدة أحمد بن إبراهيم العسكري ، نا كامل بن طلحة ح.

قال : وأنا أبو عبد الله الحسين بن ميمون بن أحمد الصفّار ـ قراءة عليه ـ نا إسماعيل بن يعقوب بن إبراهيم البغدادي ، نا زياد بن الخليل التّستري ، نا كامل بن طلحة ، نا ابن لهيعة ، نا عبيد الله بن أبي جعفر ، عن نافع ، عن ابن عمر أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «عليكم بالسّواك فإنّه مطهرة للفم ، مرضاة للربّ» [١٦١٢] لفظهما سواء.

أخبرتنا به عاليا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد بن البغدادي ، أنا سعيد بن أحمد بن محمد بن نعيم العيّار ، أنا أبو محمد عبد الله بن محمد (٥) ـ يعرف بابن

__________________

(١) واسمه الفضل بن الحباب ، أبو خليفة البصري المحدث الأديب ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٧.

(٢) هذه النسبة إلى الشيعة. قال ابن ماكولا : هو من شيعة بني العباس. وقال الخطيب : من شيعة المنصور وله ترجمة قصيرة في الأنساب.

(٣) الكشي معرب الكجي وهو أبو مسلم الكجي عرف بالكشي (كما في الأنساب) والكجي نسبة إلى الكج وهو الجصّ. واسمه إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز بن كش البصري الكجي الكشي (الأنساب) وله ترجمة في سير الأعلام ١٣ / ٤٢٣.

(٤) بالأصل «صالح» والصواب عن م.

(٥) بالأصل وم «أحمد» تحريف ، والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٤٧١.

٥٧

الرومي ـ نا أبو العباس محمد بن إسحاق السراج ، نا قتيبة ، نا ابن لهيعة ، عن عبيد الله بن أبي جعفر ، عن نافع ، عن ابن عمر أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال. فذكر مثله.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد بن عبد القوي الفقيه ، وأبو الحسين محمد بن كامل بن ديسم المقدسي ، قالا : نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم الفقيه ، أنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن علي الأبزوني ، أخبرني أبي ، نا إبراهيم بن علي البصري ، قال : أنشدنا أبو [علي](١) الحسن بن حبيب ـ بدمشق ـ لأبي العتاهية (٢) :

أجل الفتى ممّا يؤمّل أسرع

وأراك تجمع دائبا لا تشبع (٣)

قل لي : لمن أصبحت تجمع ما أرى

ألبعل عرسك لا أبا لك تجمع

لا تركننّ (٤) إلى الهوى وانظر إلى

صرف الزّمان بأهله ما يصنع

الموت (٥) ضيف لا محالة نازل

ولكلّ موت علّة لا تدفع

ولكل حي نوبة لا بد من

إتيانها ولكلّ جنب مصرع (٦)

كم من أخ قد حيل دون لقائه

دمعي عليه من الجوانح سرع (٧)

شيّعته ثم انصرفت مولّيا

عن قبره مترحّما استرجع (٨)

فعل الصبا مني السلام وأهله

ما بعد ذا لي أن أخلد مطمع (٩)

وإذا كبرت فهل لنفسك لذّة

ما للكبير بلذة مستمتع (١٠)

__________________

(١) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه وبجانبها كلمة صح.

(٢) الأبيات في ديوانه ط بيروت ص ٢٤٨.

(٣) عجزه في الديوان :

وأراه يجمع دائبا لا يشبع

(٤) الديوان لا تنظرن.

(٥) صدره في الديوان :

الموت حق لا محالة دونه

(٦) البيت في الديوان باختلاف وروايته :

الموت داء ليس يدفعه الدوا

ء إذا أتى ، ولكل جنب مصرع

(٧) روايته في الديوان :

كم من أخي حيل دون لقائه

قلبي إليه ، من الجوانح منزع

(٨) ليس في ديوانه.

(٩) ليس في ديوانه.

(١٠) في الديوان : متمتع.

٥٨

وإذا قنعت فأنت أيسر (١) من مشى

إنّ الفقير لكلّ من لا يقنع

وإذا طلبت ، فلا إلى متضايق

من ضاق عنك فرزق ربك أوسع

إن المطامع ما علمت مذلّة

للطامعين ، وأين من لا يطمع

فاقنع (٢) ولا تنكر لربك قدرة

فالله يخفض من يشاء ويرفع

فلربما انتفع الفتى بضرار من

ينوي الضرار ، وضرّه من ينفع

كلّ امرئ متفرد لطباعه (٣)

ليس امرؤ إلّا على ما يطبع

قال أبو علي الحسن بن حبيب أمر أبو العتاهية أن يكتب على قبره :

إنّ عيشا يكون آخره المو

ت لعيش معجّل التّنغيص (٤)

٤٥٦ ـ إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن أحمد

أبو إسحاق بن البيضاوي البغدادي (٥)

قدم دمشق ، وحدّث بها عن أبي بكر بن شاذان ، وأبي الحسين بن المظفّر ، وأبي بكر محمد بن عبد الله بن محمد الأبهري ، وأبي عمر بن حيّوية.

روى عنه : أبو محمد بن أحمد الكتاني.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن البيضاوي البغدادي ـ قدم علينا قراءة عليه ـ نا أبو بكر أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان ، نا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز البغوي ، نا أبو بحر عبد الوارث بن غياث ، نا حمّاد بن سلمة ، عن قتادة ، عن الحسن ، عن سمرة بن جندب : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة [١٦١٣].

كذا قال ، والصواب : عبد الواحد بن غياث.

أخبرتنا به عاليا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر ، قالت : أنا أبو القاسم إبراهيم بن

__________________

(١) في الديوان : أغنى من غنى.

(٢) الديوان : أقنع.

(٣) الديوان : بطباعه.

(٤) بيت مفرد ، ديوانه ط بيروت ص ٢٣٧ تحت عنوان : عيش آخره الموت.

(٥) ترجمته في تاريخ بغداد ٦ / ١٣٤.

٥٩

منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا عبد الأعلى بن حمّاد النرسي (١) ، نا حمّاد بن سلمة ، نا قتادة ، عن الحسن ، عن سمرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نهى عن بيع الحيوان بالحيوان نسيئة [١٦١٤].

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو منصور بن خيرون قالا : قال أنا أبو بكر الخطيب (٢) : إبراهيم بن علي بن إبراهيم بن أحمد ، أبو إسحاق بن البيضاوي ، وهو أخو محمد بن علي بن إبراهيم ، وكان الأكبر. سمع محمد بن المظفّر ، وأبا عمر بن حيّويه ، وأبا بكر بن شاذان. ومن كان في طبقتهم. وحدّث في الغربة. ذكر لي عبد العزيز بن أحمد الكتاني أنه كتب عنه بدمشق في سنة عشرين وأربع مائة ، وكان صدوقا صالحا. مات بمصر.

٤٥٧ ـ إبراهيم بن علي بن جندل

أبو إسحاق الجنابذيّ (٣)

قدم دمشق وحدّث بها عن : أبي علي الحسن بن عبد الله بن أحمد الأهوازي.

روى عنه : عبد العزيز بن أحمد الكتاني.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنبا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن جندل الجنابذي ـ قدم علينا قراءة عليه ـ نا أبو علي الحسن بن عبد الله بن أحمد بن حمدان الأهوازي ، نا أبو بكر بن محمد بن ظهير بن أحمد بن نصر بن صالح ، نا أبو الحسين أحمد بن محمد بن غالب الغالبي ، نا أبو القاسم عبد الله بن محمد البغوي ، نا علي ـ يعني ابن الجعد ـ نا شعبة ، عن منصور قال : سمعت سالم بن أبي الجعد يحدث عن أم سلمة قالت : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا يصوم شهرا كاملا إلّا شعبان فإنه كان يصله برمضان أو إلى رمضان [١٦١٥].

كذا قال ، وأسقط منه أبا سلمة.

أخبرناه أعلى من هذا بثلاث درجات على الصواب أبو القاسم بن السمرقندي ،

__________________

(١) بالأصل «الرسي» تحريف والصواب ما أثبت ، وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١١ / ٢٨ (١٢).

(٢) تاريخ بغداد ٦ / ١٣٤.

(٣) ضبطت عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى كونابذ ويقال لها بالعربية جنابذ وهي قرية بنواحي نيسابور.

٦٠