تاريخ مدينة دمشق - ج ٧

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٧

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٧٧
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي أبو بكر ، أنا أبو بكر الخرائطي ، نا العباس بن عبد الله التّرقفي (١) ، نا محمد بن يوسف الفريابي ، عن سفيان الثّوري ، عن هشام ، عن الحسن ، قال : أوحى الله تبارك وتعالى إلى آدم بأربع فهن جماع الأمر لك ولولدك قال : يا آدم واحدة لي ، وواحدة لك ، وواحدة بيني وبينك ، وواحدة بينك وبين الناس ، فأما التي لي تعبدني ولا تشرك بي شيئا ، وأما التي لك فعملك أجزيك به أفقر ما تكون إليه ، وأما الني بيني وبينك فعليك الدعاء وعليّ الإجابة ، وأما التي بينك وبين الناس فتصحبهم بالذي تحب أن يصحبوك به.

أخبرناه عاليا أبو غالب بن البنا ، أنا أبو يعلى بن الفراء ، أنا محمد بن عبد الله بن أخي ميمي ج.

وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص قالا : نا أبو القاسم البغوي ، نا أبو روح محمد بن زيادة بن فروة البلدي (٢) ، نا مخلد بن حسين ، عن هشام بن حسان ، عن الحسن قال : لما هبط آدم إلى الأرض أوحى الله إليه : أربع فيهن جماع الأمر لي ولك ولولدك من بعدك : واحدة (٣) لي ، وواحدة لك ، وواحدة فيما بيني وبينك ، وواحدة (٤) فيما بينك وبين الناس ، فأما التي هي لي فتعبدني لا تشرك بي شيئا ، وأما التي هي لك فعملك أو فيك أفقر ما تكون إليه ، أو أحوج ما تكون إليه ، وأما التي بيني وبينك فعليك الدعاء وعليّ الإجابة ، وأما التي بينك وبين الناس فتخالطهم بها. وقال المخلّص : فيما تحب أن يخالطوك.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو سعد الشعبي ، أنا أبو الفضل نصر بن محمد الصّوفي قال : سمعت إبراهيم بن شيبان يقول : سمعت أبا عبد الله المعري يقول : تفكر إبراهيم ليلة من الليالي في شأن آدم عليه‌السلام قال : يا ربّ خلقته بيدك ونفخت فيه من روحك وأسجدت له ملائكتك ، ثم بذنب واحد ملأت

__________________

(١) ضبطت عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى ترقف ، قال السمعاني وظني أنها من أعمال واسط. وله ترجمة قصيرة في الأنساب.

(٢) غير معجمة بالأصل والصواب عن م ، ومعجم البلدان «بلد» وفيه «زيادة» بدل «زيادة» وهذه النسبة إلى بلد وربما قيل لها بلط وهي مدينة قديمة على دجلة فوق الموصل بينهما سبعة فراسخ.

(٣) بالأصل : وواحدة والصواب عن م.

(٤) بالأصل : وواحد والصواب عن م.

٤٤١

أفواه الناس حتى يقولوا : (وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى)(١) قال : فأوحى الله أن يا إبراهيم ، أنا علمت أن مخالفة الحبيب على الحبيب شديد.

أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السّنجي ، وأبو الفضل محمد بن سليمان بن الحسين بن عمرو القنديني الزاهد بمرو ، وأبو طاهر محمد بن محمد بن الحارث الحارثي ، قالوا : أنا أبو بكر محمد بن علي بن حامد الشاشي الفقيه ـ نزيل هراة قدم مرو ـ نا أبو الفضل منصور بن نصر بن عبد الرحيم بن متّ الكاغذيّ (٢) ، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب بن سريج الشاشي ، نا عيسى بن أحمد ، نا النضر ـ هو ابن شميل ـ أنا عوف ، عن الحسن قال : بلغني أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن آدم قبل أن يصيب الذنب كان أجله بين عينيه ، وأمله خلفه ، فلما أصاب الذنب جعل الله أمله بين عينيه ، وأجله خلفه ، فلا يزال يأمل حتى يموت» [٢٠٤٣].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو الفضل محمد بن إبراهيم المزكي ، نا أحمد بن سلمة قال : سمعت الحسين بن منصور يقول : سمعت علي بن عثّام (٣) يقول : حدثني أبو خالد الأحمر ، عن إسماعيل ، عن الحسن ، قال : كان آدم في الجنة وأمله وراء ظهره وأجله بين عينيه ، فلما خرج من الجنة جعل أمله بين عينيه وأجله وراء ظهره.

أخبرناه أبو محمد بن طاوس ، أنا جعفر بن أحمد السراج ، أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم ، نا ابن أبي الدنيا ، نا عبد الله بن سعد القرشي ، نا يزيد بن هارون ، أنا هشام بن حسان قال : سمعت الحسن يقول : كان آدم قبل أن يخطئ أمله خلف ظهره ، وأجله بين عينيه ، فلما أصاب الخطيئة حوّل فجعل أمله بين عينيه ، وأجله خلف ظهره.

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم الحافظ (٤) ، نا أبي ومحمد بن أحمد قالا : نا

__________________

(١) سورة طه ، الآية : ١٢١.

(٢) بالأصل «الكاغدي» والمثبت والضبط عن الأنساب وهذه النسبة إلى عمل الكاغذ الذي يكتب عليه وبيعه ، وهو لا يعمل في المشرق إلّا بسمرقند. وترجم له ترجمة قصيرة.

(٣) ترجمته في سير الأعلام ١٠ / ٥٦٩ (١٩٨).

(٤) حلية الأولياء ٤ / ٢٧٨ في ترجمة سعيد بن جبير.

٤٤٢

الحسن بن محمد ، نا محمد بن حميد ، نا يعقوب بن عبد الله ، عن جعفر بن أبي المغيرة ، عن سعيد بن جبير قال : لما أهبط آدم إلى الأرض كان فيها نسر [في البر](١) وحوت في البحر ولم يكن في الأرض غيرهما ، فلما رأى النسر آدم وكان يأوي إلى الحوت ويبيت عنده كل سنة (٢) قال : يا حوت ، لقد أهبط اليوم إلى الأرض شيء يمشي على رجليه ويبطش بيديه ، فقال له الحوت : لئن كنت صادقا ما لي منه في البحر ملجأ ولا لك في البر [منه مهرب](٣).

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني ـ ونقلته من خطه ـ أنا أبو الفتح عبد الجبار بن عبد الله بن إبراهيم بن برزة الأردستاني (٤) ـ بدمشق ـ نا أبو بكر محمد بن علي بن معاوية ـ إملاء ـ أنا لا حق بن الحسين الصّدري (٥) ، نا محمد بن أحمد بن الرّيّان ، أنا الحسين بن عبد الله الصبائي قال : قال يوسف ، نا سعيد بن طريف ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : كان آدم حرّاثا ، وكان إدريس خيّاطا ، وكان نوح نجّارا ، وكان هود تاجرا ، وكان إبراهيم راعيا ، وكان داود زرادا ، وكان سليمان خواصا ، وكان موسى أجيرا ، وكان عيسى سياحا ، وكان محمد صلى الله عليه وعليهم أجمعين شجاعا جعل رزقه تحت رمحه.

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن الحسين بن سكينة الأنماطي (٦) ، أنا أبو الفرج محمد بن فارس بن محمد بن محمود العذري ـ ببغداد ـ أنا أبو بكر محمد بن جعفر بن أحمد العسكري الدّقّاق ، نا أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا ، حدثني أحمد بن عبد الأعلى الشيباني ، عن شيخ له قال : أتى ملك آدم فقال : قد جئتك بالعقل والدين والعلم فاختر أيهم شئت ،

__________________

(١) ما بين معكوفتين زيادة عن الحلية ، وهي مستدركة أيضا فيها بين معكوفتين.

(٢) الحلية : كل ليلة.

(٣) ما بين معكوفتين زيادة عن الحلية.

(٤) ضبطت عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى أردستان وهي بليدة قريبة من أصبهان على طرف البرية عند أزوارة بينهما وهي على ١٨ فرسخا من أصبهان.

(٥) ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى صدر ، وهي قرية من قرى بيت المقدس. وترجم له في الأنساب.

(٦) ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٣٤٦ (١٦٥) ، وسكينة ضبطت عن التبصير ٢ / ٦٨٦ بالكسر والتشديد ، وذكره.

٤٤٣

فاختار العقل ، فقال الملك للدين والعلم ارتفعا ، قالا : أمرنا أن لا نفارق العقل.

قال : ونا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا ، حدّثني حمزة بن العباس المروزي ، نا خاقان أبو سهل ، نا الحسن القطان ، عن شراحيل أبي عثمان ، عن حمّاد رجل من أهل مكة قال : لما أهبط آدم عليه‌السلام إلى الأرض أتاه جبريل بثلاثة أشياء : بالدين والعقل وحسن الخلق ، فقال : إن الله يخيّرك واحدا من الثلاثة فقال : يا جبريل ما رأيت أحسن من هؤلاء إلّا في الجنة. فمد يده إلى العقل فضمه إلى نفسه فقال لذيناك : اصعدا ، قالا : لا نفعل ، قال : أتعصياني؟ قالا : لا نعصيك ولكنا أمرنا أن نكون مع العقل حيث كان ، قال : فصارت الثلاثة إلى آدم.

أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد ، أنا علي بن أحمد بن محمد الواحدي ، أنا أحمد بن عبيد الله بن أحمد المخلدي ، نا أحمد بن إسماعيل بن يحيى بن حازم ، نا كامل بن مكرم ، نا جبريل بن مجاع ، نا إبراهيم بن يوسف ، نا وكيع ، عن أبي فضالة ، عن لقمان بن عامر ، عن أبي أمامة الباهلي قال : لو أن أحلام بني آدم وضعت في كفة ووضع حلم آدم في كفة ، لرجح حلمه حلمهم ثم قرأ : (فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً)(١).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني ، أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو سهل أحمد بن محمد بن عبد الله القطان ، نا علي بن إبراهيم أبو الحسن الواسطي ، نا يزيد بن هارون ، أنا هشام بن حسان قال : سمعت الحسن يقول : كان عقل آدم مثل عقل جميع ولده.

أخبرنا أبو سهل بن سعدويه ، أنا أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب ، نا محمد بن هارون الرّوياني ، نا ابن رزق الله ، نا عبد الله بن صالح ، نا معاوية بن صالح ، عن أبي عبد الملك محمد بن أيوب ، عن عبد الرّحمن بن عائذ الأزدي (٢). عن أبي ذر الغفاري قال : قلت : يا رسول الله من أول الأنبياء؟ قال : «آدم»

__________________

(١) سورة طه ، الآية : ١١٥.

(٢) بياض في المخطوط «صفحتان كاملتان» وعبد الرحمن بن عائذ الأزدي يروي عن أبي ذر انظر ترجمته في سير الأعلام ٤ / ٤٨٧ والمستدرك بين معكوفتين عن م ، وسنشير في نهاية السقط في موضعه.

٤٤٤

قال : قلت : يا رسول الله كم الأنبياء جما غفيرا؟ قال : «ثلاثمائة وثلاثة عشر».

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله بن عمر العمري ، أنا أبو محمّد بن أبي شريح ، أنا محمّد بن أحمد بن عبد الجبّار ، نا حميد بن زنجويه ، نا عبد الله بن صالح ، نا معاوية بن صالح ، عن أبي عبد الملك محمّد بن أيوب وغيره من المشيخة عن ابن عائذ عن أبي ذر قال : قلت : يا رسول الله من أول الأنبياء؟ قال : «آدم» ، قال : قلت : يا رسول الله إنه لنبي؟ قال : «نعم ، مكلم» قال : «ثم نوح وبينهما عشرة آباء ، ثم إبراهيم وبينهما عشرة آباء».

أخبرنا أبو نصر محمّد بن حمد بن عبد الله الكبريتي ، أنا أبو مسلم محمّد بن علي بن مهرابزد النحوي ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا أبو عروبة الحرّاني ، نا زكريا بن الحكم ، نا أبو المغيرة ، نا هفان بن رفاعة ، حدّثني علي بن يزيد ، عن القاسم أبي عبد الرّحمن ، عن أبي أمامة أن أبا ذر قال : قلت : يا نبي الله أي الأنبياء كان أول؟ قال : «آدم» ، قلت : ونبيا كان آدم؟ قال : «نبيا مكلما أول الرسل».

رواه أبو سلام عن أبي أمامة فلم يذكر أبا ذرّ في إسناده.

أخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن محمّد بن الفضل ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبي ، أنا علي بن إبراهيم بن معاوية ، نا أبو حاتم الرازي ، نا أبو توبة الربيع بن نافع ، نا معاوية بن سلام ، عن أخيه زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام الحبشي يقول : سمعت أبا أمامة الباهلي يقول : أتى رجل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : يا رسول الله أنبيا كان آدم؟ فقال : «نعم ، مكلّم».

ويروى عن أبي ذرّ من وجه غريب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة ، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد عبد الله بن عدي ، نا ابن أبي داود ، نا أبو الحسين محمّد بن عيسى الدامغاني ، نا سلمة بن الفضل ، عن ميكال ، عن ليث ، عن إبراهيم التيمي ، عن أبيه عن أبي ذرّ قال : قلت : يا رسول الله أرأيت آدم أنبيا كان؟ قال : «نعم ، كان نبيا رسولا كلمه الله ، قيل : فقال : يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنّة».

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو الحسن عبيد الله بن محمّد سبط البيهقي ، قالا : ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، حدّثني إبراهيم بن إسماعيل

٤٤٥

القارئ ، نا عثمان بن سعيد الدارمي ، نا أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي ، نا معاوية بن سلام ، حدّثني زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام يقول.

وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، نا عبد العزيز بن أحمد ـ إملاء ـ أنا محمّد بن محمّد القزاز ، نا محمّد بن عمرو الرزاز ، نا عبد الكريم بن هيثم الدير عاقولي ، نا أبو توبة ـ يعني ـ الربيع بن نافع ، نا معاوية بن سلام ، عن زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام حدّثني أبو أمامة أن رجلا قال : يا رسول الله أنبيّ كان آدم؟ قال : «نعم ، مكلّم».

وقال الدارمي : معلم مكلم ، قال : كم ـ زاد عبد الكريم : كان وقال بينه وبين نوح؟ قال : «عشر قرون» قال : كم كان بين نوح وإبراهيم؟ قال : «عشرون» ، قالوا : وقال عبد الكريم : عشر قرون. قال : يا رسول الله كم كانت الرسل؟ قال : «ثلاثمائة وخمسة عشر ـ زاد الدارمي : جما غفيرا».

أنبأنا أبو علي الحدّاد ، ثم حدّثني أبو مسعود الأصبهاني عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا سليمان بن أحمد ، نا أحمد بن خليد الحلبي ، نا أبو توبة الربيع بن نافع ، نا معاوية بن سلام ، عن زيد بن سلام أنه سمع أبا سلام يقول : سمعت أبا أمامة يحدّث أن رجلا قال : يا رسول الله أنبيا كان آدم؟ قال : «نعم» ، قال : كم كان بينه وبين نوح؟ قال : «عشرة قرون» قال : كم كان بين نوح وإبراهيم؟ قال : «عشرة قرون» قال : يا رسول الله كم كانت الرسل؟ قال : «ثلاثمائة وخمسة عشر».

أخبرنا أبو الفرج علي بن الفضل بن حصن بن أبي يعلى الجهني الموصلي ، أنا أبو علي نصر الله بن أحمد بن عثمان الخشنامي ، أنا أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، نا أبو العبّاس الأصم ، أنا العبّاس بن الوليد ، أنا عقبة ، حدّثني سعيد ـ يعني ـ بن عبد العزيز ، عن ابن جبير ـ وصوابه : جابر ـ عن أبي إدريس وأم الدّرداء قالا : إن الله عزوجل عهد إلى آدم أن لا تشرك بي شيئا وما بين رجليك لا تضعه إلا في حق وأحبني وحببني ، فإذا فعلت ذلك فخذ به رخاء ولذة وقرة عين وطمأنينة ولن تستطيع ذلك إلّا بي ، فإذا رأيتك حريصا عليه أغثتك.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان ، أنا الحسين بن الحسن بن علي بن المنذر القاضي ، أنا أبو علي بن صفوان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ،

٤٤٦

حدّثني عبيد بن أبي محمّد قال : سمعت بشر بن الحرث ، قال : قال الله لآدم عليه‌السلام : يا آدم إني قد جعلت لفمك طبقا فإذا هممت أن تتكلم بما لا ينبغي فأطبقه ، وجعلت لعينيك طبقا فإذا رأيت ما لا ينبغي فأطبقهما ، وقد سترت فرجك بستر فلا تكشفه إلا عند ما يحل لك.

أخبرنا أبو الفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي ، أنا أبو الفتح منصور بن الحسين ، وأبو طاهر بن محمود.

وأخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود ، قالا : أنا أبو بكر بن المقرئ ، نا إبراهيم بن جعفر بن خليد المقرئ ـ بمكة ـ نا الحسين بن شبيب ، نا خلف بن خليفة ، عن أبي هاشم الرماني ، عن ثابت ، عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وفي حديث الخلّال : عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : لما أهبط الله عزوجل آدم إلى الأرض مكث ما شاء ـ زاد الخلّال : الله ـ وقالا : أن يمكث ثم قال له بنوه : يا أبانا تكلم ، قال : فقام خطيبا في أربعين ألفا من ولده ، وولد ولده ، وولد ولد ولده ، فقال : إن الله أمرني فقال : يا آدم يقل كلامك يرجع إلى جواري ، لفظهما قريب.

زاد الصيرفي قال ابن المقرئ : هكذا حدثنا هذا الشيخ ، لم أكتبه إلّا عنه. وكتب عنه جماعة أصحابنا وكان يوثق رحمه‌الله.

رواه غيره بهذا الإسناد عن أبي هاشم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.

أخبرناه أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمّد بن حمدي الخرقي ، نا الحسين بن إسماعيل المحاملي ، نا الحسن بن شبيب المعلم ، نا خلف بن خليفة ، عن أبي هاشم الرماني ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : لما أهبط الله تعالى آدم إلى الأرض أكثر ذريته ... فاجتمع إليه ذات يوم ولده وولد ولده وولد ولد ولده فجعلوا يتحدثون حوله وآدم ساكت لا يتكلم ، فقالوا : يا أبانا ما لنا نحن نتكلم وأنت ساكت لا تتكلم؟ قال : يا بنيّ ، إن الله لما أهبطني من جواره إلى الأرض عهد إليّ فقال : يا آدم أقل الكلام حتى ترجع إلى جواري.

رواه الخطيب عن الجوهري.

أخبرنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن الحسن بن أحمد ، أنا جدي أبو عبد الله ، أنا

٤٤٧

أبو الحسن الربعي ، أنا العباس بن محمّد بن حبّان ، أنا محمّد بن يوسف الهروي ، نا عثمان بن سعيد ، نا عبد الله بن يزيد الدمشقي أبو بكر ، نا صدقة بن عبد الله ، عن نصر بن علقمة ، عن أخيه ، عن ابن عائذ ، عن فضالة بن عبيد قال : إن آدم كبر حتى كان يلعب به بنو بنيه ، فقيل له : ألا تنهى بني بنيك أن يلعبوا بك؟ قال : إني رأيت ما لم يروا وسمعت ما لم يسمعوا وكنت في الجنّة وسمعت كلام الملائكة وأن ربي وعدني أن أنا أمسكت [فمي] أن يدخلني الجنّة.

رواه غيره عن صدقة فأعضله وأسقط منه جماعة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو محمّد بن أبي عثمان ، أنا الحسين بن الحسن بن المنذر ، أنا أبو علي بن صفوان.

وأخبرناه أبو القاسم إسماعيل بن محمّد الحافظ ، أنا عاصم بن الحسن ، أنا أبو الحسين بن بشران ، أنا أحمد بن محمّد بن جعفر الحوري قالا : أنا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني محمّد بن قدامة ، حدّثني أبو حفص (١) الدمشقي عن صدقة بن عبد ربه قال : لما كبر آدم جعل بنو بنيه يعبثون به ، فيقول له آباؤهم : ألا تنههم؟ فيقول : إني رأيت ما لم تروا ، وسمعت ما لم تسمعوا ، رأيت الجنّة وسمعت كلام ربي. وقال لي حين أخرجني منها : إن أنت حفظت لسانك أعدتك إليها.

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا محمد بن إبراهيم ، نا الحسن بن أحمد بن فيل ، نا عبد الواحد بن عبد الملك بن صالح ، نا جعفر بن محمد أبو محمد ، عن بعض العلماء قال : كان آدم عليه‌السلام يكنى أبا البشر وكان يقل الكلام ويكثر السكوت فقيل له : يا أبا البشر إنّا نراك تقل الكلام قال : إن ربي عهد إليّ ـ أو أوحى إليّ ـ إن أنت أقللت الكلام أعدتك إلى الجنة.

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي ، أنا أبو الحسين بن المهتدي ، نا يوسف بن عمر ، نا

__________________

(١) هنا ينتهي السقط من المخطوط.

٤٤٨

أبو (١) عبد الله أحمد بن محمد بن مغلّس الكبير (٢) ـ إملاء ـ نا إسحاق بن إبراهيم المروزي ، نا حمّاد بن زيد ، عن أيوب وهشام ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة رفعه قال : «اختصم آدم (٣) وموسى عليهما‌السلام فخصم آدم موسى ، فقال موسى : أنت الذي أشقيت الناس وأخرجتهم من الجنة فقال له آدم : أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه وأنزل عليك التوراة؟ قال : نعم ، قال : فوجدته وقد قدر لي قبل أن يخلقني؟ قال : نعم ، قال : فحج آدم (٤) موسى ثلاثا» [٢٠٤٤].

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، نا عبد العزيز بن أحمد ـ لفظا ـ وابو القاسم عبيد الله بن عبد الله العنسي ـ قراءة ـ ، قالا : أنا أبو محمد بن أبي نصر ، نا خيثمة بن سليمان ـ إملاء ـ نا يحيى بن أبي طالب ، نا علي بن عاصم ، أنا خالد وهشام ، عن محمد بن سيرين ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«اختصم آدم وموسى فقال موسى : أنت آدم أبو البشر الذي خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه أشقيت ولدك وأخرجتهم من الجنة؟ قال آدم : أنت موسى الذي كلّمك الله واصطفاك على خلقه وأنزل عليك التوراة؟ قال : نعم ، قال : فهل وجدت فيما أنزل عليك إنه قدّر عليّ قبل أن يخلقني؟ قال : نعم ، قال : فحج آدم موسى» [٢٠٤٥].

أخبرنا أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الواحد وأبو عبد الله الحسين بن عبد الملك ، قالا : أنا عبد الرّزّاق بن عمر بن موسى ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو العباس بن قتيبة ، نا عيسى بن حمّاد زغبة (٥) ، نا الليث ، عن محمد بن العجلان ، عن القعقاع بن حكيم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال : «لقي آدم موسى ، فقال له موسى : أنت الذي فعلت بنا الفعل ، كنت في الجنة فأهبطتنا إلى الأرض؟ قال آدم : أنت موسى الذي أتاك الله التوراة؟ قال : نعم ، قال : من كم تجد التوراة

__________________

(١) سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه.

(٢) ترجمته في سير الأعلام ١٤ / ٥٢٠ (٢٩٢).

(٣) قال أبو الحسن القابسي : معناه التقت أرواحهما في السماء فوقع الحجاج بينهما ؛ وقال القاضي عياض : يحتمل أنه على ظاهره وأنهما اجتمعا بشخصيهما.

(٤) حج آدم ، برفع آدم ، وهو فاعل ، باتفاق الجميع ، أي غلبه بالحجة وظهر على موسى بها.

(٥) زغبة بضم الزاي وسكون المعجمة بعدها موحدة ، لقبه ولقب أبيه ، عن تقريب التهذيب.

٤٤٩

كتبت قبل خلقي؟ قال موسى : بكذا وكذا ، قال آدم : فلم تجد فيها خطيئتي؟ قال : بلى ، قال : فتلومني على شيء كتب الله عليّ قبل خلقي؟» قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «فحج آدم وموسى (١) عليهما‌السلام» [٢٠٤٦].

أخبرنا أبو بكر بن المزرفي ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، نا أبو حفص بن شاهين ، نا يعقوب بن إبراهيم بن عيسى العسكري ، نا الحسين بن علي بن الأسود العجلي ، نا عمرو بن محمد العنقزي ، نا إبراهيم بن يزيد ، عن عمرو بن دينار ، عن طاوس ، عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إن موسى لقي آدم في السماء فقال : أنت أبونا الذي خيبتنا وأخرجتنا من الجنة؟ فقال له آدم : أنت يا موسى الذي اصطفاك الله على البشر وأنزل عليك التوراة فقال : يا موسى فهل وجدت فيما أنزل عليك في التوراة؟ إن ذلك قدر عليّ قبل أن أخلق بألفي سنة أو بألفي عام. قال موسى : اللهم نعم» ، فرأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول بإصبعه : «فحج آدم موسى» ثلاث مرات [٢٠٤٧].

قال : ونا عمر بن أحمد ، نا عبد الله بن سليمان ، نا أبي ، نا قرّة بن حبيب القشيري ، نا عكرمة بن عمار ، عن عبد الله بن عبيد ، ويحيى بن أبي كثير ، قالا : نا أبو سلمة بن عبد الرّحمن بن عون ، حدّثني أبو هريرة أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «تحاجّ آدم وموسى ، فقال آدم لموسى : أنت موسى الذي اصطفاك الله على خلقه وبعثك برسالاته ثم صنعت الذي صنعت يعني النفس التي قتل ، فقال موسى لآدم : وأنت الذي خلقك الله عزوجل بيده وأسجد لك ملائكته وأسكنك جنته ثم فعلت الذي فعلت؟ فلو لا ما فعلت لدخلت ذرّيتك الجنة؟ فقال آدم لموسى : ـ قال عبد الله بن سليمان : قال أبي ذكر قرّة هاهنا حرفا لم أضبطه (٢) ـ في أمر قد قدّر عليّ قبل أن أخلق؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «فحجّ آدم موسى فحجّ آدم موسى» ثلاثا [٢٠٤٨].

قال ابن شاهين : ولا يعرف هذا الكلام إلّا في هذه الرواية فيما ألزم آدم موسى ، قبل أن يلزم موسى لآدم في القتل.

أخبرنا أبو محمد إسماعيل بن أبي القاسم بن أبي بكر ، أنا عمر بن أحمد بن

__________________

(١) كذا بالأصل بإثبات الواو.

(٢) لعله : «أتلومني» كما وردت في نصه في البداية والنهاية ١ / ٩١.

٤٥٠

عمر ، أنا أبو طاهر بن خزيمة ، أنا أبو العباس السّرّاج ، نا قتيبة بن سعيد ، نا عبد العزيز الدّراوردي ، عن عمرو بن أبي عمرو ، عن الأعرج (١) ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «احتج آدم وموسى ، فقال موسى : يا آدم خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه ، ثم أمر الملائكة فسجدوا لك ثم أمرك أن تسكن الجنة ، فتأكل منها رغدا حيث شئت ونهاك عن شجرة واحدة فعصيت ربك فأكلت منها ، فقال : يا موسى ألم تعلم أن الله قدّر ذلك عليّ قبل أن يخلقني؟» فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لقد حجّ آدم موسى ، لقد حجّ آدم موسى» [٢٠٤٩].

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر ، أنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح الحربي ، نا أبو الحسين محمد بن أحمد الواعظ ، نا أبو علي محمد بن محمد بن أبي حذيفة ، نا بكار بن قتيبة ، نا صفوان بن عيسى ، نا الحارث بن عبد الرّحمن ، أخبرني يزيد بن هرمز ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «احتج آدم وموسى عليهما‌السلام ، فقال موسى : أنت آدم خلقك الله بيده ، وأسجد لك الملائكة ، وأسكنك الجنة ، فأهبطتنا وأهبطت الناس إلى الأرض بخطيئتك؟ فقال آدم : أنت موسى الذي اصطفاك الله برسالته وقرّبك نجيّا ، وأنزل عليك التوراة ، فبكم تجد التوراة كتبت؟ قال : قبل أن يخلق بأربعين سنة. قال : فوجدت فيها : (وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى)(٢) قال : نعم ، قال : فتلومني على ذنب عملته ، كتبه الله عليّ قبل أن يخلقني بأربعين سنة؟ قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «فحجّ آدم موسى» (٣) [٢٠٥٠].

وهذا الحديث قد جاء من وجوه كثيرة وله عندي طرق اقتصرت منها على ما ذكرت (٤).

__________________

(١) اسمه عبد الرحمن بن هرمز ، أبو داود المدني ، ترجمته في سير الأعلام ٥ / ٦٩.

(٢) سورة طه ، الآية : ١٢١.

(٣) الحديث نقله ابن كثير في البداية والنهاية ١ / ٩٣.

(٤) نقل أكثر هذه الأحاديث ابن كثير في البداية ١ / ٩١ وما بعدها تحت عنوان احتجاج آدم وموسى عليهما‌السلام.

قال ابن كثير ـ بعد أن ذكر الحديث بمختلف طرقه ـ ١ / ٩٤ :

وقد اختلفت مسالك الناس في هذا الحديث فرده قوم من القدرية لما تضمن من إثبات القدر السابق. واحتج به قوم من الجبرية وهو ظاهر لهم بادي الرأي حيث قال : «فحج آدم موسى» لما احتج عليه بتقديم كتابه ،

٤٥١

أخبرنا أبو القاسم الشحامي ، أنا أبو بكر البيهقي ح.

وأخبرنا أبو محمد بن طاوس ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، قال : أنا عبد الرّحمن بن عبيد الله الحرفي ، أنا أحمد بن سلمان ، نا ابن أبي الدنيا ، نا عمر بن إسماعيل الهمداني ، نا محمد بن عبيد ، عن يوسف ـ وفي حديث البيهقي : عن يونس وقال الصباغ : عن الحسن قال : قال موسى يا رب كيف يستطيع آدم أن يؤدي شكر ما صنعته إليه ، خلقته بيدك ونفخت فيه من روحك وأسكنته جنتك وأمرت الملائكة فسجدوا له؟ فقال : يا موسى علم أنّ ذلك منّي ، فحمدني عليه ، فكان ذلك شكرا لما صنعت إليه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا إسحاق بن الحسن ، نا أبو حذيفة ، نا سفيان ، عن سالم بن أبي حفصة ، عن رجل ، عن ابن عباس : أن الله أخرج آدم من الجنة قبل أن يخلقه ، ثم قرأ : (إِنِّي جاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً)(١).

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو محمد السيدي وإسماعيل بن أبي القاسم القارئ ، وأبو القاسم تميم بن أبي سعيد الجرجاني قالوا : أنا عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور (٢) ، أنا أبو عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي (٣) ، أنا أبو مسلم الكجّي (٤) ، نا خالد بن الخضيب الرام (٥) ، نا خالد الحذّاء (٦) قال : قلت للحسن : يا أبا سعيد آدم خلق للأرض أم للسماء؟ قال : للأرض ، قلت : أكان يستطيع أن يكون من أهل السماء؟ قال : لا.

__________________

(١) سورة البقرة ، الآية : ٣٠.

(٢) ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ١٠ (٨).

(٣) ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ١٤٦ (١٠٤).

(٤) اسمه : إبراهيم بن عبد الله بن مسلم بن ماعز ، أبو مسلم البصري ترجمته في سير الأعلام ١٣ / ٤٢٣ (٢٠٩).

(٥) كذا رسمها بالأصل وم.

(٦) هو خالد بن مهران أبو المنازل البصري الحذاء. ترجمته في سير الأعلام ٦ / ١٩٠.

٤٥٢

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الحسن محمد بن أحمد بن توبة ، قالا : أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، أنا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، نا هارون بن عبد الله ، نا عبد الله بن يزيد ، نا عبد الرّحمن بن زياد ، حدثني دخين الحجري (١) عن عقبة بن عامر الجهني ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال :.

«إذا جمع الله الأوّلين والآخرين فقضى بينهم وفرغ من القضاء ، قال المؤمنون : قد قضى بيننا ربّنا تعالى ، فمن يشفع لنا؟ فيقولون : انطلقوا بنا إلى آدم فإنه أبونا ، وخلقه الله بيده ، وكلّمه ؛ فيأتونه فيكلّمونه أن يشفع لهم ، فيقول لهم آدم : عليكم بنوح ، فيأتون نوحا فيدلهم على إبراهيم ، ثم يأتون إبراهيم فيدلّهم على موسى ، ثم يأتون موسى فيدلّهم على عيسى ، ثم يأتون عيسى فيقول [لهم](٢) : أدلكم على النبي على النبي الأمي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيأتوني ، فيأذن الله عزوجل لي أن أقوم إليه ، فيفور مجلسي من أطيب ريح يشمها أحد قط ، حتى آتي ربي عزوجل ، فيشفعني ويجعل لي نورا من شعر رأسي إلى ظفر قدمي ، ثم يقول الكافرون : هذا قد وجد المؤمنون من يشفع لهم ، فمن يشفع لنا؟ ما هو إلّا إبليس هو الذي أضلّنا ، فيأتون إبليس فيقولون : قد وجد المؤمنون من يشفع لهم فقم أنت ، فاشفع لنا ، فإنك أنت أضللتنا ، فيقوم فيفور مجلسه من أنتن ريح شمها أحد قط ، ثم يعظّم لجهنّم. ويقول الشيطان لما قضي الأمر : (إِنَّ اللهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ) إلى آخر الآية (٣) [٢٠٥١].

أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الفقيه ، أنا علي بن أحمد الواحدي ، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم النّجّار ، نا سليمان بن أيوب اللّخمي ، نا محمد بن يحيى بن زياد الأبزاري (٤) ، نا عبد الأعلى بن حماد النّرسي (٥) ، نا أبو عاصم العبّاداني (٦) ، نا الفضل بن عيسى الرّقاشي ، عن الحسن قال : خطبنا أبو هريرة على منبر

__________________

(١) دخين بالمعجمة مصغرا ، والحجري : بفتح المهملة وسكون الجيم ، وهو دخين بن عامر الحجري ، أبو ليلى المصري ، ثقة ، (تقريب التهذيب).

(٢) زيادة عن مختصر ابن منظور ٤ / ٢٢٥.

(٣) سورة إبراهيم ، الآية : ٢٢.

(٤) ضبطت عن الأنساب هذه النسبة إلى شيئين : أحدهما إلى بيع الأبزار ، وإلى قرية يقال لها أبزار.

(٥) ترجمته في سير الأعلام ١١ / ٢٨ (١٢).

(٦) ضبطت عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى عبّادان وهي بليدة بنواحي البصرة في وسط البحر والمشهور بالانتساب إليها : أبو عاصم عبد الله بن عبيد الله العباداني في ترجمة قصيرة.

٤٥٣

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «ليعتذرن الله عزوجل إلى آدم ثلاث معاذير يقول الله : يا آدم لو لا أني لعنت الكذّابين ، وأبغضت الكذب والخلف وأعذّب عليه لرحمت اليوم ولدك أجمعين من شدة ما أعددت لهم من العذاب ، ولكن حقّ مني لئن كذبت رسلي وعصي أمري لأملأنّ جهنم من الجنّة والناس أجمعين.

ويقول الله : يا آدم اعلم أني لا أدخل من ذرّيتك ، النار أحدا ولا أعذب منهم بالنار أحدا إلّا من قد علمت بعلمي أني لو رددته إلى الدنيا لعاد إلى شرّ مما كان فيه ، ولم يرجع ولم يعتب.

ويقول الله تبارك وتعالى : قد جعلناك حكما بيني وبين ذريتك ، قم عند الميزان فانظر ما يرفع إليك من أعمالهم ، فمن رجح منهم خيره على شرّه مثقال ذرّة فله الجنّة حتى تعلم أني لا أدخل النار منهم إلّا ظالما» [٢٠٥٢].

أخبرناه أبو الفضل نعمة الله بن محمد بن منصور المرندي ـ بمرند مدينة بأذربيجان (١) ـ أنا أبو منصور هبة الله بن الصقر بن أحمد بن القاشاني المرندي ، أنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن بندار بن كاكا المرندي (٢) ، أنا أبو الحسن علي بن عمر الصّيرفي ، نا أبو القاسم عيسى بن سليمان بن عبد الملك القرشي ـ ورّاق داود بن رشيد ـ نا عبد الأعلى بن حمّاد النّرسي ، نا أبو عاصم عبيد الله (٣) بن عبد الله ، عن الفضل بن عيسى ، عن الحسن قال : خطبنا أبو هريرة على منبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المدينة فقال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «يعتذر الله تعالى إلى آدم يوم القيامة بثلاث معاذير ، يقول الله تعالى : لو لا أني لعنت الكذابين وأبغض الخلف والكذب وأعذّب عليه لرحمت اليوم ذرّيتك أجمعين من شدة ما أعددت لهم من العذاب ، ولكن حقّ القول مني لئن كذبت رسلي وعصي أمري لأملأنّ جهنم منهم أجمعين.

ويقول الله تعالى : اعلم أني لا أدخل الجنة من ذرّيتك النار أحدا ، ولا أعذّب منهم

__________________

(١) مرند بفتح أوله وثانيه ونون ساكنة ، من مشاهير مدن أذربيجان بينها وبين تبريز يومان (معجم البلدان).

(٢) له ترجمة في معجم البلدان «مرند» وذكر اسمه : محمد بن عبد الله بن بندار بن عبد الله بن محمد بن كاكا ، أبو عبد الله المرندي.

(٣) ويقال فيه : عبد الله بن عبيد الله ، وقد تقدم قريبا.

٤٥٤

في النار أحدا إلّا من قد علمت في علمي لو أني رددته إلى الدنيا لعاد إلى شرّ ما كان منه ولم يعتب.

قال : ويقول الله تعالى : يا آدم قد جعلتك حكما بيني وبين ذرّيتك ، قم عند الميزان (١) وانظر ما يرفع إليك من أعمالهم ، فمن رجح خيره على شرّه مثقال ذرّة فله الجنة حتى تعلم أني لا أدخل منهم النار إلّا كل ظالم» [٢٠٥٣].

رواه سعيد بن أنس ، عن الحسن من قوله :

أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أنا أبو الحسن المقرئ ، أنا أبو محمد المصري ، نا أحمد بن مروان ، نا إبراهيم الحربي ، نا يعقوب ـ هو الدّورقي ـ نا عبد الله بن بكر ، نا عبّاد بن شيبة ، عن سعد أو سعيد بن أنس ، عن الحسن قال : يعتذر الله تبارك وتعالى إلى آدم يوم القيامة : يا آدم أنت اليوم عدل بيني وبين ذرّيتك ، قم عند الميزان فانظر ما رفع إليك من أعمالهم ، فمن رجح خيره على شرّه مثقال ذرّة فله الجنة حتى تعلم أني لا أعذّب إلّا كل ظالم.

أخبرنا أبو سهل بن سعدويه ، أنا أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب ، نا محمد بن هارون ، نا علي بن زيد الفرائضي ، نا روح بن أسلم ، عن حمّاد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن الحسن ، عن عتيّ ، عن أبيّ عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لما توفي آدم ألحد (٢) له وغسلته الملائكة وترا ، وقالت : هذه سنّة ولد آدم (٣)» [٢٠٥٤].

أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أحمد بن محمد بن موسى بن الصّلت ح.

وأخبرناه أبو محمد بن طاوس ، أنا محمد بن علي بن أبي عثمان ، أنا عبد الله بن عبيد الله بن يحيى البيّع ، قالا : أنا أبو عبد الله المحاملي ، نا علي بن حرب ، نا روح بن أسلم ، نا حمّاد بن سلمة ، عن ثابت البناني ، عن الحسن ، عن عتيّ ، عن أبيّ ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «ألحد لآدم عليه‌السلام وغسل بالماء وترا ، فقالت

__________________

(١) رسمها غير واضح بالأصل والمثبت عن م.

(٢) ألحد له ولحد له أي عملوا له لحدا ، قبرا.

(٣) الحديث في تاريخ الطبري ١ / ١٦٠ عن الحسن عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٤٥٥

الملائكة : ـ زاد ابن الصلت : هذه ، وقالا : ـ سنّة ولد آدم من بعده» [٢٠٥٥].

أخبرنا أبو الحسن الفقيه ، أنا أبو القاسم بن أبي العلاء ، أنا أبو علي بن أبي نصر ، أنا أبو سليمان بن زبر ، أنا أبي ، نا الحسن بن السّكن الحمصي ، نا الربيع بن روح ، نا إسماعيل بن عياش ، عن محمد بن إسحاق ، حدثني محمد بن ذكوان الأزدي البصري ، عن الحسن بن أبي الحسن ، عن عتيّ السّعدي ، عن أبيّ بن كعب أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إن آدم لما حضرته الوفاة أرسل الله إليه بكفن وحنوط من الجنة فلما رأت حوّاء الملائكة جزعت فقال : خلّي بيني وبين رسل ربي ، فما لقيت الذي لقيت إلّا فيك (١) ، ولا أصابني الذي أصابني إلّا فيك (٢)» [٢٠٥٦].

وروي عن الحسن من وجه آخر أتم من هذا موقوفا.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٣) حدّثني هدبة بن خالد ، نا حمّاد بن سلمة ، عن حميد ، عن الحسن ، عن عتيّ (٤) قال : رأيت شيخا بالمدينة يتكلم فسألت عنه فقالوا : هذا أبيّ بن كعب ، فقال : إن آدم لما حضره الموت قال لبنيه : أي بنيّ إني أشتهي من ثمار الجنة ، فذهبوا يطلبون له ، فاستقبلتهم الملائكة ومعهم أكفانه وحنوطه ، ومعهم الفئوس والمساحي (٥) والمكاتل (٦) ، فقالوا لهم : يا بني آدم ما تريدون وما تطلبون؟ أو ما تريدون وأين تذهبون؟ فقالوا : أبو نا مريض فاشتهى من ثمار الجنة ، فقالوا لهم : ارجعوا فقد قضي قضاء أبيكم ، فجاءوا فلما رأتهم حوّاء عرفتهم فلاذت بآدم فقال : إليك إليك عنّي فإني إنما أتيت من قبلك ، خلي بيني وبين ملائكة ربي عزوجل ، فقبضوه وغسّلوه وكفّنوه وحنّطوه ، وحفروا له ، وألحدوا له ، وصلّوا عليه ، ثم دخلوا قبره ، فوضعوه في قبره ،

__________________

(١) في الطبري ١ / ١٦٠ منك.

(٢) الحديث في تاريخ الطبري ١ / ١٦٠ والبداية والنهاية ١ / ١١٠.

(٣) الحديث في مسند أحمد ٥ / ١٣٦ ونقله ابن كثير في البداية والنهاية ١ / ١١٠ وابن سعد ١ / ٣٣ ـ ٣٤ ، واللفظ للمسند.

(٤) حرّف في البداية والنهاية إلى «يحيى» بن ضمرة السعدي.

(٥) المساحي جمع مسحاة وهي آلة كالمجرفة يجرف بها الطين وغيره.

(٦) المكاتل جمع مكتل وهو الزنبيل الذي يحمل فيه التمر.

٤٥٦

ووضعوا عليه اللّبن ، ثم خرجوا من القبر ، ثم حثوا عليه [التراب](١) ، ثم قالوا : يا بني آدم هذه سنّتكم.

أخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السّنجي المؤذن ، وأبو محمد بختيار بن عبد الله الهندي عتيق ابن السمعاني بمرو ، قالا : أنا أبو علي الحسن بن محمد بن عبد العزيز التككي ، أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم الفارسي ، أنا عثمان بن أحمد الدّقّاق ، نا عبد الله بن روح ، نا شبّابة بن سوّار ، نا خارجة بن مصعب ، عن يونس بن عبيد ، عن الحسن ، عن عثمان ، كذا قال : وإنما هو عن عتيّ ، عن أبيّ بن كعب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن آدم عليه‌السلام لما مرض مرضه الذي مات فيه قال لبنيه : أي بنيّ إني أشتهي ما يشتهي المريض ، وإني أشتهي من ثمار الجنة ، فابغوني من ثمار الجنة قال : فخرجوا يسعون في الأرض فلقيتهم الملائكة عيانا ، فقالوا : يا بني آدم أيّ شيء تريدون؟ قالوا : نبغي أبانا من ثمار الجنة ، فقالوا : ارجعوا فقد أمر بقبض أبيكم إلى الجنة قال : فقبضوا روحه وهم ينظرون وغسّلوه وهم ينظرون ، وكفّنوه وهم ينظرون ، ثم قالوا : يا بني آدم هذه سنّتكم في موتاكم» [٢٠٥٧].

كتب إليّ أبو القاسم علي بن أحمد (٢).

ثم أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك الحافظ ، أنا أحمد بن الحسن المعدّل قالا : أنا أبو القاسم عبد الملك بن محمد ، أنا محمد بن أحمد بن الحسن ، أنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا المنجاب بن الحارث ، أنا عبد الرّحمن بن مالك بن مغول ، عن عبد الله بن مسلم بن هرمز ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كان لآدم عليه‌السلام : بنون وذو سواع ويغوث ويعوق ونسر ، فكان أكبرهم يغوث فقال له : يا بني انطلق فإن لقيت أحدا من الملائكة فمره يجيئني بطعام من الجنة وشراب من شرابها ، قال : فانطلق فلقي جبريل عليه‌السلام بالكعبة فسأله ذلك ، قال : ارجع فإن أباك يموت ، فرجعا فوجداه يجود بنفسه قال : فوليه جبريل فجاءه بكفن وحنوط وسدر ثم قال : يا بني آدم أترون ما أصنع بأبيكم فاصنعوه بموتاكم ، فغسّلوه وكفّنوه وحنّطوه ، ثم حملوه إلى الكعبة فأمر جبريل يصلّي عليه ، فعرف فضل جبريل يومئذ على الملائكة فكبّر

__________________

(١) ما بين معكوفتين زيادة عن مسند أحمد.

(٢) قوله : «كتب إليّ أبو القاسم علي بن أحمد ، ثم» سقط من م هنا وكتبت بعد قوله المعدل.

٤٥٧

عليه أربعا ، ووضعوه مما يلي القبلة عند القبور ، ودفنوه في مسجد الخيف.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا محمد بن المظفّر بن موسى ، نا محمد بن محمد بن سليمان ، نا شيبان بن فروخ ، نا محمد بن زياد ، عن ميمون بن مهران ، عن ابن عباس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «كبّرت الملائكة على آدم أربعا» وكبّر أبو بكر على فاطمة أربعا ، وكبّر عمي على أبي بكر أربعا وكبّر صهيب على عمر أربعا (١) ، رواه غيره عن ميمون فقال : ابن عمر [٢٠٥٨].

أخبرناه أبو طالب علي بن عبد الرّحمن بن أبي عقيل ، أنا أبو الحسن علي بن الحسن الفقيه ، أنا أبو محمد بن النحاس ، أنا أبو سعيد بن الأعرابي ، نا أبو يحيى محمد بن سعيد بن غالب ، نا شبابة بن سوّار ، نا فرات بن السائب ، عن ميمون بن مهران ، عن ابن عمر قال : صلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على ابنه إبراهيم وكبّر عليه أربعا وصلّى على السوداء فكبّر عليها أربعا ، وصلّى على النجاشي فكبّر عليه أربعا ، وصلى أبو بكر على فاطمة بنت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فكبّر أربعا عليها. وصلّى عمر على أبي بكر وكبّر عليه أربعا ، وكبّرت الملائكة على آدم أربعا [٢٠٥٩].

قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه ، عن أبي الفتح نصر بن إبراهيم الزاهد ، عن أبي حازم محمد بن الحسين بن محمد بن الفراء ، أنا أبو العباس منير بن أحمد بن الحسن بن علي بن منير المعدّل ، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن إسحاق بن إبراهيم البغدادي ، نا أبو مسهر أحمد بن مروان الرّملي ، نا الوليد بن أبي طلحة العطّار ، نا ضمرة بن ربيعة عن قادم بن ميسور ، عن عبد الله بن أبي فراس قال : قبر آدم عليه‌السلام في مغارة فيما بين بيت المقدس ومسجد إبراهيم ورجليه (٢) عند الصخرة ورأسه عند مسجد إبراهيم وبينهما ثمانية عشر ميلا (٣).

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، أنا أبو القاسم بن

__________________

(١) نقله ابن كثير في البداية والنهاية ١ / ١١٠.

(٢) كذا ، وفي البداية والنهاية ١ / ١١٠ نقلا عن ابن عساكر : ورجلاه.

(٣) قال ابن كثير : واختلفوا في موضع دفنه فالمشهور أنه دفن عند الجبل الذي أهبط منه في الهند ، وقيل بجبل أبي قبيس بمكة ، ويقال ببيت المقدس.

البداية والنهاية ١ / ١١٠ وانظر الطبري ١ / ٨٠ والمسعودي ١ / ٣٣.

٤٥٨

بشران ، أنا أبو علي بن الصّوّاف ، أنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا القاسم بن خليفة ، نا عمرو بن محمد ، نا أبو بكر الهذلي ، عن أبي السكينة الشامي ، قال : خلق آدم يوم الجمعة ، وأسكن الجنة يوم الجمعة ، وأهبط منها يوم الجمعة ، في جمعة واحدة ، ومات يوم الجمعة.

أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر ، أنا الفضيل بن يحيى الفضيلي ، أنا عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح ، أنا محمد بن عقيل بن الأزهر ، نا محمد بن الفضيل ، نا عمر بن سعيد ، نا سعيد بن عبد العزيز ، عن عطاء الخراساني قال : بكت الخلائق على آدم حين توفي سبعة أيام.

٥٧٩ ـ آدم بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز

ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص

بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف

أبو عمر الأموي (١)

وأمه أم عاصم بنت سفيان بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم كان بالشام حين ذهب ملك أهل بيته ، وأراد عبد الله بن علي قتله فيمن قتل منهم بنهر أبي فطرس فاستعطفه فتركه وسكن العراق بعد ذلك. وكان شاعرا ماجنا ثم تنسّك بعد.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب قال (٢) : قرأت على الحسن بن علي الجوهري ، عن محمد بن عمران المرزباني ، أخبرني علي بن يحيى ، أخبرني عبيد الله بن أحمد بن أبي طاهر ، عن أبيه ، عن سليمان بن أبي شيح ، أنا حجر بن عبد الجبار الحضرمي ، قال : رأيت آدم بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز ببغداد أيام أبي جعفر ، فما رأيت قرشيا أمجن منه. وقال المرزباني : نا أحمد بن عيسى الكرخي أنشدنا أبو العيناء لآدم بن عبد العزيز في البراغيث ببغداد :

هنيئا لأهل الريّ طيب بلادهم

وواليهم الفضل بن يحيى بن خالد

__________________

(١) ترجمته في الأغاني ١٥ / ٢٨٦ وتاريخ بغداد ٧ / ٢٥ والوافي بالوفيات ٥ / ٢٩٤.

(٢) تاريخ بغداد ٧ / ٢٥ ـ ٢٦.

٤٥٩

تطاول في بغداد ليلي ومن يبت

ببغداد يلبث ليله غير راقد

بلاد إذا زال النهار تقافزت

براغيثها من بين مثنى وواحد

ديازجة شهب البطون كأنها

بغال بريد سرح في موارد

قالا (١) : وقال لنا أبو بكر الخطيب : آدم بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم ، أبو عمر الأموي كان شاعرا خليعا ماجنا ثم نسك بعد ذلك ، وكان ببغداد في صحابة أمير المؤمنين المهدي.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدي ، نا أبو محمد بن زبر ، نا الحسن بن عليل ، أنا مسعود بن بشر ، أنشدنا الأصمعي لآدم بن عبد العزيز ح.

وأخبرنا أبو القاسم العلوي ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا محمد بن عويمر بن حمّاد ، نا محمد بن الحارث ، عن المدائني قال : قال آدم بن عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز (٢) :

فإن قالت رجال : قد تولّى

زمانكم وذا زمن جديد

فما ذهب الزّمان لنا بمجد

ولا حسب إذا ذكر الجدود

وما كنا لنخلد لو ملكنا

وأي الناس دام له الخلود؟

لفظهما سواء إلّا في رواية الأصمعي : وإن قالت بالواو.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب (٣) ، أخبرني علي بن صالح بن الهيثم ، نا أبو هفّان ، عن إسحاق قال : كان مع المهدي رجل من أهل الموصل يقال له سليمان بن المختار ، وكانت له لحية عظيمة ، طويلة فذهب يوما ليركب ، فوقعت لحيته تحت قدمه في الركاب فذهب عامّتها ، فقال آدم بن عبد العزيز في ذلك :

قد استوجب في الحكم

سليمان بن مختار

بما طوّل من لحي

ته جزّا بمنشار

__________________

(١) يعني أبا الحسن بن قبيس وأبا منصور بن خيرون ، تاريخ بغداد ٧ / ٢٥.

(٢) الأبيات في تاريخ بغداد ٧ / ٢٧.

(٣) الأغاني ١٥ / ٢٩٠.

٤٦٠