تاريخ مدينة دمشق - ج ٧

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٧

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٧٧
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

من هو؟ قال : أبيّ بن كعب فقلت في نفسي : والله ما رأيت كاليوم في الستر أشدّ ما ستر هذا الرجل.

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت : أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى الموصلي ، نا الحسن بن عمر بن شقيق ابن أسماء الجرمي ، نا جعفر بن سليمان الضبعي ، عن أبي عمران الجوني ، نا جندب (١) قال : أتيت المدينة ابتغاء العلم ، وإذا الناس في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حلق حلق يتحدّثون قال : فجعلت أمضي الحلق حتى أتيت حلقة فيها رجل شاحب ، عليه ثوبان كأنما قدم من سفر ، فسمعته يقول : هلك أصحاب العقدة وربّ الكعبة ، ولا أسى عليهم [قالها](٢) ثلاث مرات ، قال : فجلست إليه نتحدّث بما قضي له ، ثم قام ، فلما قام سألت عنه قلت : من هذا؟ قالوا : هذا أبيّ بن كعب سيّد المسلمين ، فتبعته حتى أتى منزله ، فإذا هو رثّ المنزل ، ورثّ الكسوة يشبه بعضه بعضا فسلّمت عليه فردّ عليّ السلام ، ثم سألني : من أنت؟ قلت : من أهل العراق ، قال : أكثر شيء (٣) سؤالا ، قال : فلما قال ذاك غضبت ، فجثوت على ركبتيّ واستقبلت القبلة ورفعت يديّ فقلت : اللهمّ إنّا نشكوهم إليك ، إنا ننفق نفقاتنا ، ونتعب أبداننا ، ونرحل مطايانا ابتغاء العلم ، فإذا لقيناهم تجهّمونا وقالوا لنا قال : فبكى أبيّ وجعل يترضّاني ، وقال : ويحكم لم أذهب هناك ، ثم قال : إني أعاهدك لئن أبقيتني إلى يوم الجمعة لأتكلمنّ بما سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولا أخاف فيه لومة لائم ، ثم أراه قام ، فلما قال ذلك انصرفت عنه وجعلت انتظر الجمعة لأسمع كلامه ، قال : فلما كان يوم الخميس خرجت لبعض حاجاتي فإذا السكك غاصّة من الناس لا آخذ في سكّة إلّا تلقاني الناس ، قلت : ما شأن الناس؟ قالوا : نحسبك غريبا؟ قلت : أجل ، قالوا : مات سيد المسلمين أبيّ بن كعب.

قال : فلقيت أبا موسى بالعراق فحدّثته بالحديث ، فقال : وا لهفاه ألا كان بقي حتى يبلّغنا مقالة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٤).

__________________

(١) هو جندب بن عبد الله البجلي ، الصحابي ، له ترجمة في سير الأعلام ٣ / ١٧٤ (٣٠).

(٢) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه وبجانبها كلمة صح.

(٣) في ابن سعد ٣ / ٥٠١ مني.

(٤) الخبر في طبقات ابن سعد ٣ / ٥٠١ ـ ٥٠٢ بسنده عن عفان بن مسلم.

٣٤١

وأخبرناه أبو الحسن بن الموحد ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عيسى بن علي بن عيسى ، أنا أبو القاسم البغوي ، نا أبو أيوب سليمان بن أيوب صاحب البصري ، نا جعفر بن سليمان ، عن أبي عمران الجوني عن جندب قال : أتيت المدينة ابتغاء العلم فدخلت مسجد المدينة فإذا الناس حلق يتحدثون حتى انتهيت إلى حلقة فيها رجل شاحب ، كأنه قد قدم من سفر ـ يعني أبيّ بن كعب ـ فذكر الحديث بطوله ، رواه محمد بن سعد كاتب الواقدي (١) ، عن عفان بن مسلم ، عن جعفر بن سليمان ، فكأنني سمعته من أبي عمر بن حيّوية شيخ الجوهري.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ، نا محمد بن جعفر ، نا شعبة ، عن هشام بن عروة قال : حدثني أبي عن الملي عن الملي ـ يعني بقوله الملي عن الملي : أبو أيوب ـ عن أبيّ بن كعب ، عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في الذي يأتي أهله ثم لا ينزل (٢) يغسل ذكره ويتوضأ. قال عبد الله : قال أبي : الملي عن الملي ثقة عن ثقة.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم الفقيه ، نا محمد بن سعد (٣) ، أنا عمرو بن عاصم الكلابي ، نا سلّام بن مسكين ، نا عمران بن عبد الله قال : قال أبيّ بن كعب لعمر بن الخطاب : ما لك لا تستعملني؟ قال : أكره أن يدنس دينك.

قال : وأنا ابن سعد (٤) ، أنا عارم بن الفضل ، نا حمّاد بن زيد ، عن أيوب ، عن أبي قلابة (٥) ، عن أبي المهلب (٦) ، عن أبيّ بن كعب قال : إنا لنقرأه في ثمان ـ يعني القرآن ـ.

__________________

(١) انظر الحاشية السابقة.

(٢) سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه وبجانبها كلمة صح.

(٣) طبقات ابن سعد ٣ / ٤٩٩ وسير أعلام النبلاء ١ / ٣٩٨.

(٤) طبقات ابن سعد ٣ / ٥٠٠ وسير الأعلام ١ / ٣٩٨.

(٥) اسمه عبد الله بن زيد الجرمي انظر تقريب التهذيب.

(٦) هو الجرمي البصري ، عم أبي قلابة ، اسمه عمرو أو عبد الرحمن بن معاوية أو ابن عمرو ، وقيل النضر وقيل معاوية ، انظر تقريب التهذيب.

٣٤٢

قال : وأنا ابن سعد (١) ، أنا عبد الله بن جعفر الرّقّي ، نا عبيد الله بن عمرو ، عن أيّوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي المهلّب عن أبيّ بن كعب قال : أما أنا فأقرأ القرآن في ثماني ليال.

أخبرنا أبو محمد بن طاوس ، نا طراد بن محمد الزينبي ، أنا علي بن محمد بن بشران ، أنا الحسين بن صفوان ، نا عبد الله بن محمد القرشي ، نا إسحاق بن إسماعيل ، نا يحيى بن عيسى ، عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال عمر بن الخطاب : اخرجوا بنا إلى أرض قومنا قال : فخرجنا فكنت أنا وأبيّ بن كعب في مؤخر الناس فهاجت سحابة فقال أبيّ : اللهم اصرف عنا أذاها ، فلحقناهم وقد ابتلّت رحالهم. فقال عمر : أما أصابكم الذي أصابنا؟ قلت : إن أبا المنذر دعا الله عزوجل أن يصرف عنا أذاها ؛ فقال عمر : ألا دعوتم لنا معكم!

أخبرنا بها عالية أبو محمد هبة الله بن أحمد ، أنا محمد بن علي بن الحسن ، أنا عبد الله بن عبيد الله بن يحيى ، نا الحسين بن إسماعيل الضّبّي ، نا القاسم بن سعيد بن المسيّب بن شريك ، نا يحيى بن عيسى ، عن الأعمش ، عن حبيب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال عمر : اخرجوا بنا إلى أرض قومنا ، فكنت في مؤخر الناس مع أبيّ بن كعب فهاجت سحابة فقال أبيّ : اللهمّ اصرف عنا أذاها قال : فلحقناهم وقد ابتلّت رحالهم ، فقال عمر : ما أصابكم الذي أصابنا؟ قلت : إن أبا المنذر قال : اللهمّ اصرف عنا أذاها ، قال : فهلّا دعوتم لنا معكم (٢)!

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا عمر بن عبيد الله ، أنا علي بن محمد ، نا عثمان بن أحمد ، نا حنبل بن إسحاق ، حدّثني أبو عبد الله ، نا عبد الرّزّاق قال : قال معمر : عامّة علم ابن عباس من ثلاثة : عمر ، وعليّ ، وأبيّ بن كعب. رضي‌الله‌عنهم أجمعين (٣).

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، وأبو عبد الله يحيى بن الحسن ، قالا : أنا

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٣ / ٥٠٠ وسير الأعلام ١ / ٣٩٨.

(٢) الخبر بهذا اللفظ في سير الأعلام ١ / ٣٩٨.

(٣) سير أعلام النبلاء ١ / ٣٩٨.

٣٤٣

عبد الله بن محمد الصّريفيني (١) ، أنا عمر بن إبراهيم الكتاني ، نا عبد الله بن محمد البغوي ، نا أبو خيثمة زهير بن حرب ، نا عبد الرّحمن ، عن سفيان ، عن عبد الملك بن الجر ، عن الشعبي ، عن مسروق قال : سألت أبيّ بن كعب عن شيء ، فقال : أكان بعد؟ قلت : لا ، قال : فأجمّنا (٢) حتى يكون ، فإذا كان اجتهدنا لك رأينا.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو الحسن عبيد الله بن محمد بن إسحاق ، أنا أبي أبو عبد الله ، أنا أبو سعيد الهيثم بن كليب ، نا عيسى بن أحمد بن وردان (٣) ، نا أضرم (٤) بن حوشب ، عن أبي جعفر الرازي ، عن الربيع بن أنس ، عن أبي العالية قال : كان أبيّ بن كعب صاحب عبادة ، فلما احتاج إليه النّاس ترك العبادة ، وجلس للقوم.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا علي بن أحمد بن عبدان ، أنا أحمد بن عبيد ، نا هشام بن علي ، نا سهل بن بكار ، نا يزيد بن إبراهيم ، عن أبي هارون الغنوي ، عن مسلم بن شداد ، عن عبيد بن عمير ، عن أبيّ بن كعب قال : ما ترك أحد منكم لله شيئا إلّا أتاه الله بما هو خير له منه من حيث لا يحتسب ولا يهاون به ، وأخذه من حيث لا يعلم به إلّا أتاه الله بما هو أشدّ عليه من حيث لا يحتسب.

أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم المزكي ، أنا أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمد بن هارون ، نا ابن معمر ، نا أبو بكر الحنفي ، نا يونس بن أبي إسحاق ، عن أبيه ، عن عبد الله بن أبي نصير قال : عدنا أبيّ بن كعب في مرضه ، فسمع المنادي بالأذان ، فقال لنا : الإقامة هذه أو الأذان؟ فقلنا : الإقامة ، فقال : ما تنتظرون ، ألا تنهضون إلى الصلاة؟ فقلنا : ما بنا إلّا مكانك ؛ قال : فلا تفعلوا ، قوموا ، إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صلّى بنا صلاة الفجر ، فلمّا سلّم ، أقبل على القوم بوجهه ، فقال : «أشاهد فلان أشاهد فلان» حتى دعا بثلاثة كلّهم في منازلهم لم يحضروا الصلاة ، فقال : «إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة الفجر والعشاء ، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ، واعلم أن صلاتك مع رجل أفضل من صلاتك وحدك ، وإن صلاتك مع رجلين أفضل من

__________________

(١) بالأصل «الصيريفني» والصواب ما أثبت وهذه النسبة إلى صريفين (انظر معجم البلدان والأنساب). في م : الصريفني.

(٢) في سير الأعلام ١ / ٣٩٩ «فاحمنا».

(٣) سير أعلام النبلاء ١٢ / ٣٨١ (١٦٥).

(٤) سير الأعلام : أصرم.

٣٤٤

صلاتك مع رجل ، وما أكثرتم فهو أحبّ إلى الله ، ألا وإن الصفّ المقدّم على مثل صفّ الملائكة ، ولو يعلمون فضيلته لابتدروه ألا وإنّ صلاة الجماعة تفضل على صلاة الرّجل وحده أربعا وعشرين أو خمسا وعشرين» [١٩٩٧].

أخبرنا أبو السعود بن المجلي (١) ، نا أبو الحسين بن المهتدي ح.

وأخبرنا أبو الحسين بن الفراء ، أنا أبي أبو يعلى ، قالا : أنا عبيد الله بن أحمد الصّيدلاني ، أنا محمد بن مخلد ، أنا علي بن عمرو الأنصاري ، أنا الهيثم بن عدي قال : أبيّ بن كعب توفي سنة تسع عشرة.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة ، عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد ، أنا أبو الحسن مكي بن محمد بن الغمر ، أنا أبو سليمان محمد بن عبد الله بن زبر ، قال : سنة عشرين ، قال المدائني : فيها مات أبيّ بن كعب. قال أبو سليمان وفي موته اختلاف.

قال : ونا محمد بن يوسف ، نا محمد بن عبد الله بن سليمان ، نا محمد بن عبد الله بن نمير قال : مات أبيّ بن كعب في خلافة عمر سنة اثنتين وعشرين.

قال الواقدي : اختلف في موت أبيّ بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد وأثبت الأقاويل عندنا أنه مات سنة ثلاثين (٢).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو القاسم بن البسري ، أنا أبو طاهر المخلّص ـ إجازة ـ نا عبيد الله بن عبد الرّحمن السكري قال : قرأت على عبد الرّحمن بن محمد بن المغيرة الصيرفي ، حدّثني أبو عبيد قال : سنة اثنتين وعشرين فيها توفي أبيّ بن كعب ، وزعم أهل العراق ـ أو من زعم منهم ـ أنه بقي إلى دهر عثمان.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عيسى بن علي ، نا عبد الله بن محمد ، حدثني هارون بن عبد الله أبو موسى قال : سمعت محمد بن القاسم يذكر عن الفضل بن دلهم ، عن الحسن في قصة لأبيّ بن كعب فيه :

__________________

(١) بالأصل وم «المحلي» خطأ والصواب ما أثبت بالجيم ، والضبط عن التبصير.

(٢) سير أعلام النبلاء ١ / ٤٠٢.

٣٤٥

ومات أبيّ قبل أن يقتل عثمان رضي‌الله‌عنه بجمعة ، وقال هارون : ويقال توفي بالمدينة سنة تسع عشرة ، ويقال : سنة اثنتين وعشرين في خلافة عمر ، ويقال : سنة ثلاثين في خلافة عثمان.

قال : وأنا عبد الله بن محمد ، حدثني أحمد بن زهير قال : سمعت يحيى بن معين يقول : مات أبيّ بن كعب سنة عشرين أو تسع عشرة.

وقال محمد بن عمر : رأيت أهل أبيّ بن كعب وأصحابنا يقولون : مات أبيّ سنة اثنتين وعشرين ، وقال عمر : اليوم مات سيد المسلمين ، وقال ابن عمر ، وحدثني إسحاق بن يحيى بن طلحة قال : كان أبيّ رجلا دحداحا ليس بالقصير ولا بالطويل.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد (١) قال : قال محمد بن عمر : هذه الأحاديث ـ التي تقدمت ـ في موت أبيّ تدل على أنه مات في خلافة عمر بن الخطاب ، فيما رأيت أهله وغير واحد من أصحابنا يقولون سنة اثنتين وعشرين بالمدينة ، وقد سمعت من يقول : مات في خلافة عثمان بن عفان سنة ثلاثين ، وهو أثبت هذه الأقاويل عندنا ، وذلك أن عثمان بن عفان أمره أن يجمع القرآن.

قال ابن سعد (٢) : وأنا عارم بن الفضل ، نا حمّاد بن زيد ، عن أيّوب وهشام ، عن محمّد بن سيرين : أن عثمان بن عفان جمع اثني عشر رجلا من قريش والأنصار فيهم أبيّ بن كعب ، وزيد بن ثابت في جمع القرآن (٣).

أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمد بن يوسف ، أنا أحمد بن محمد بن عمر بن أبان ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا محمد بن سعد ، أنا الهيثم بن عدي الطائي قال : توفي أبيّ سنة تسع عشرة.

قال : وأنا محمد بن عمر قال : مات ـ في ما رأيت أهله وأصحابنا يقولون ـ في

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٣ / ٥٠٢.

(٢) طبقات ابن سعد ٣ / ٥٠٢.

(٣) وأخرجه أيضا يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٨٧ والذهبي في سير الأعلام ١ / ٤٠٠ وعقب بقوله : «قلت : هذا إسناد قوي ، لكنه مرسل ، وما أحسب أن عثمان ندب للمصحف أبيا ، ولو كان كذلك ، لاشتهر ، ولكان الذكر لأبي لا لزيد ، والظاهر وفاة أبيّ في زمن عمر حتى أن الهيثم بن عدي وغيره ذكرا موته سنة تسع عشرة».

٣٤٦

خلافة عمر سنة اثنتين وعشرين بالمدينة ، فقال عمر : مات اليوم سيد المسلمين. وقد سمعت من يقول : مات في خلافة عثمان بن عفان سنة ثلاثين وهو أثبت الأقاويل عندنا (١).

حدّثنا أبو بكر السّلماسي (٢) ، حدّثني نعمة الله بن محمد المرندي ، نا أبو مسعود البجلي ، أنا أبو النضر الشّرمغولي (٣) ، أنا سفيان بن محمد بن سفيان ، حدّثني عمي الحسن بن سفيان ، نا محمد بن علي ، عن محمد بن إسحاق البصري قال : سمعت أبا عمر الضرير يقول : توفي أبيّ بن كعب في خلافة عمر بن الخطاب سنة اثنتين وعشرين ، ومنهم من يقول مات سنة ثلاثين.

أخبرنا أبو الأعز قراتكين ابن الأسعد ، أنا الحسن بن علي الجوهري ، أنا أبو الحسن بن لؤلؤ ، أنا محمد بن الحسين بن شهريار ، أنا عمرو بن علي قال : ومات أبيّ بن كعب وكان يكنى أبا المنذر في خلافة عثمان ، وكان أبيض الرأس واللحية لا يخضب.

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن الماوردي ، أنا أبو الحسن محمد بن علي السّيرافي ، أنا أبو عبد الله أحمد بن إسحاق بن خربان ، نا أحمد بن عمران الأشناني ، نا موسى بن زكريا التّستري ، نا خليفة بن خياط قال : سنة اثنتين وثلاثين يقال : فيها مات أبيّ بن كعب ، ويقال : بل مات أبيّ في خلافة عمر بن الخطاب (٤).

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن البغدادي ، أنا أبو طاهر أحمد بن محمود بن أحمد الثّقفي ، أنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المقرئ ، أنا أبو الطّيّب محمد بن جعفر بن سليمان الزّرّاد المنبجي (٥) ، نا أبو الفضل عبيد الله بن سعد الزّهري

__________________

(١) سير الأعلام ١ / ٤٠٢.

(٢) ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى سلماس وهي من بلاد أذربيجان على مرحلة من خوي.

(٣) ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى شر مغول وهي قرية فيها قلعة حصينة بنسا يقال لها بالعجمية جمغول على أربعة فراسخ من نسا.

(٤) تاريخ خليفة ص ١٦٧ وسير أعلام النبلاء ١ / ٤٠٠ وفيها عن خليفة أنه مات في خلافة عثمان.

(٥) رسمها غير واضح والصواب ما أثبت انظر الأنساب (الزراد ـ المنبجي).

٣٤٧

قال : ومات أبيّ بن كعب أبو المنذر قبل عثمان وصلّى عليه عثمان سنة اثنتين أو ثلاث وثلاثين.

٥٥٩ ـ أتسز بن أوق (١) بن الخوارزمي التركي (٢)

ولي دمشق في ذي القعدة سنة ثمان وستين وأربعمائة بعد حصاره إياها دفعات ، وأقام بها الدعوة لبني العباس ، وتغلّب على أكثر الشام ، وقصد مصر ليأخذها فلم يتمّ له ذلك ثم رجع إلى دمشق ، ووجه المصريون إليه عسكرا ثقيلا فلما خاف من ظفرهم به راسل تتش (٣) بن ألب أرسلان يستنجد به ، فقدم دمشق سنة إحدى وسبعين وأربعمائة فغلب على البلد ، وقتل أتسز لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر من هذه السنة واستقام الأمر لتتش.

وكان أتسز لما دخل البلد أنزل جنده آدر الدمشقيين ، واعتقل من وجوههم جماعة ، وشمّسهم بمرج راهط (٤) ، حتى افتدوا نفوسهم منه بمال أدّوه (٥) إليه ، ورحل جماعة منهم عن البلد إلى أطرابلس ، إلى أن أريحوا منه بعد.

قرأت بخط شيخنا أبي محمد بن الأكفاني : نزل الملك أتسز بن الخوارزمي على دمشق محاصرا لها في يوم الثلاثاء التاسع من شهر رمضان من سنة سبع وستين وأربعمائة ، ثم انصرف عنها يوم الثلاثاء النصف من شوال من سنة سبع وستين وأربعمائة وعاد إلى النزول على دمشق عقيب هرب معلّى بن حيدرة بن منزو عن دمشق إلى بانياس في يوم السبت سلخ ذي الحجة سنة سبع وستين وأربعمائة ، ورحل عنها يوم الجمعة لأربع خلون من صفر من سنة ثمان وستين وأربعمائة ، ونزل على دمشق في شعبان من سنة ثمان وستين وأربعمائة ولم يزل محاصرا لها وغلت الأسعار ولم يقدر على شيء من الأقوات ، وبلغت غرارة الحنطة زائدا عن عشرين دينارا ، ثم أنه فتح البلد صلحا ودخلها

__________________

(١) بالأصل «أوف» والمثبت عن مختصر ابن منظور والوافي ٦ / ١٩٥ وسير أعلام النبلاء ١٨ / ٤٣١. وفي م : أخبرنا ابن أوق.

(٢) ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٤٣١ وبحاشيتها ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٣) ترجمته في سير الأعلام ١٩ / رقم ٤٦.

(٤) في العبر ٣ / ٢٧٥ وصادر الناس ، وعذبهم في الشمس.

ومرج راهط : مرج بنواحي مدينة دمشق (انظر معجم البلدان).

(٥) في السير : بمال كثير.

٣٤٨

هو وعسكره يوم الاثنين الحادي والعشرين من ذي القعدة من سنة ثمان وستين وأربعمائة ، وسكن في دار الإمارة داخل باب الفراديس (١) ، وفي يوم الجمعة الخامس والعشرين من ذي القعدة خطب على منبر جامع دمشق ـ عمّره الله تعالى ـ للخليفة الإمام المقتدي بأمر الله أمير المؤمنين أبي القاسم عبد الله بن الذخيرة للدين أبي العباس بن الإمام أبي جعفر عبد الله القائم بأمر الله ابن القادر بالله وكان آخر ما دعي للمصريين يوم الجمعة الثامن عشر من ذي القعدة من سنة ثمان وستين وأربعمائة ، وكانت مدة ولاية أتسز ثلاث سنين وستة أشهر وأحد وعشرين يوما ، وقتل لإحدى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الآخر سنة إحدى وسبعين وأربعمائة.

٥٦٠ ـ أجلح بن منصور الكندي

شاعر فارس شهد صفّين مع معاوية وقتل يومئذ.

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد البلخي ، أنا محمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني ، أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطّيبي ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي الهمذاني ، نا يحيى بن سليمان الجعفي ، نا نصر ـ هو ابن مزاحم (٢) ـ نا عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن الشّعبي ، عن الحارث بن أدهم وصعصعة بن صوحان واحدهما يزيد على الآخر قالا : فقتل الأشتر في تلك المعركة بيده سبعة مبارزة منهم : صالح بن فيروز العكّي ، ومالك بن أدهم السّلاماني (٣) ، ورياح (٤) بن عتيك الغسّاني ، والأجلح بن منصور الكندي ، وإبراهيم بن الوضاح الجمحي ، وزامل بن عتيك الجذامي (٥) ، ومحمد بن روضة الجمحي.

قالا : وقتل الأشعث فيها خمسة قال : وقال جابر : خرج الأجلح بن منصور وكان من فرسانهم فلما رآه الأشتر كره لقاءه فحمل عليه وهو يقول :

بليت بالأشتر ذاك المذحجيّ

بفارس في حلق مدجّج

__________________

(١) شمالي مدينة دمشق ، يسمى اليوم باب العمارة.

(٢) وقعة صفين لابن مزاحم ص ١٧٤ ـ ١٧٧ وقد تقدم الخبر في ترجمة إبراهيم بن الوضاح الجمحي.

(٣) في وقعة صفين : السلماني.

(٤) بالأصل وم «ورباح» بالباء الموحدة ، والمثبت عن وقعة صفين.

(٥) في وقعة صفين : «وزامل بن عبيد الحزامي». وفي موضع آخر فيها ص ١٧٦ : زامل بن عتيك الحزامي.

٣٤٩

كاللّيث ليث الغابة المهيّج

إذا دعاه القرن لم يعرّج (١)

فضربه الأشتر فقتله (٢).

٥٦١ ـ أحمر بن سالم

وقيل : أحمد ، بالدال والصواب أحمر المرّي شاعر وفد على عبد الملك بن مروان وقد تقدم ذكره في باب أحمد.

أنبأنا أبو محمد بن صابر وأبو زكريا يحيى بن تمام بن علي الرّبعي المقدسي الخطيب ، قالا : أنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس بن محمد ـ قراءة عليه بدمشق ـ أنا أبو عثمان محمد بن أحمد بن ورقا الأصبهاني ـ بقراءتي عليه ببيت المقدس ـ أنا القاضي أبو بكر محمد بن داود بن أحمد بن سليمان بن الربيع العسقلاني ـ إجازة ـ أنا أبو الحسين علي بن الحسين الفرغاني ، نا عبد الله بن الحسين البغدادي ، نا أحمد بن سعيد الدّمشقي ، حدّثني الزّبير بن أبي بكر ، حدّثني عمر بن أبي بكر المؤمّلي ، حدثني عبد الله بن أبي عبيدة بن محمد بن عمّار بن ياسر قال : دخل الأحمر بن سالم المرّي على عبد الملك بن مروان فقال له : يا أحمر كيف قلت :

مقلّ رأى الإقلال عارا فلم يزل

يجوب بلاد الله حتى تموّلا (٣)

فأنشده فأصغى إليه مطرقا ، فلما فرغ قال له : حاجتك؟ قال : أنت يا أمير المؤمنين أعلى بالجميل عينا ، فافعل ما أنت أهله ، فإني لما أوليتني غير كافر.

فأمر له عبد الملك بعشرة آلاف درهم وألحقه في الشرف ، فخرج من عند عبد الملك وهو يقول :

__________________

(١) الرجز في وقعة صفين ص ١٧٧ ـ ١٧٨.

(٢) قال عمرو قال جابر : بلغني أن أخت الأجلح واسمها حبلة بنت منصور ماتت حزنا على أخيها ، وكانت قد قالت حين أتاها مصابه :

ألا فابكي أخا ثقة

فقد والله أبكينا

لقتل الماجد القمقا

م لا مثل له فينا

أتانا اليوم مقتله

فقد جزت نواصينا

كريم ماجد الجدي

ن يشفي من أعادينا

في أبيات أخرى.

(٣) البيت من قصيدة ، انظر الموفقيات للزبير بن بكار ص ٥٠٤.

٣٥٠

بكفّ ابن مروان حييت وناشني

إلهي من دهر كثير العجائب

فلما أنشد عبد الملك قال : أحسنت ، ويحك يا ابن سالم هل كنت هيّأت شيئا مما قلت قبل اليوم؟ قال : لا ، قال : ويحك قد أمكنك القول فلا تكثر وقليل كاف خير من كثير غير شاف. ثم أمر له بخلعة وأربعة آلاف ، وحمله ، وقال الزم بابي وإيّاك وأعراض الناس ، فإني أرى لك لسانا لا يدعك حتى يوقعك في ورطة يوما ، فاحذر أن يوردك شعرك مورد سوء يصيّرك تحت كلكل هزبر أبي أشبل يضغمك ضغما لا بقية بعد ضغمه فيك.

فلم يلبث الأحمر بن سالم أن قدم العراق فهجا الحجّاج بن يوسف وقال في هجائه :

ثقيف بقايا من ثمود وما لهم

أب ما جد من قيس عيلان ينسب

إذ انتسبوا في قيس عيلان كذّبوا

وقالوا : ثمود جدّكم والمغيّب

هم ولدوكم غير شكّ فيمّموا

بلاد ثمود حيث كانوا وعذّبوا (١)

وأنت دعيّ يا ابن يوسف فيهم

زنيم إذا ما حصّلوا تتذبذب

فطلبه الحجاج وأجعل فيه ، وتقدّم إلى سائر عماله أن لا يفلتهم ، فأخذه صاحب هيت (٢) ووجّه به مقيدا ، فلما أدخل على الحجاج بن يوسف ، قال : ما جزاؤك عندي إلّا أن أعذبك بما اختاره الله لأعدائه من أليم عقابه ، فأحرق بالنار.

٥٦٢ ـ أحنف بن قيس اسمه الضحاك

باب ذكره في حرف الضاد إن شاء الله عزوجل.

٥٦٣ ـ أحنف الكلبي

أحد من دعا إلى بيعة يزيد بن الوليد الناقص له ذكر.

٥٦٤ ـ أحوص بن حكيم بن عمير وهو عمرو بن الأسود

العنسيّ ، ويقال : الهمداني (٣)

قيل : إنه دمشقي والصحيح أنه حمصي ، رأى أنس بن مالك وعبد الله بن بسر.

__________________

(١) بالأصل وم «واعذبوا» والمثبت عن مختصر ابن منظور ٤ / ٢٠٧.

(٢) هيت : بلدة على الفرات من نواحي بغداد فوق الأنبار (معجم البلدان).

(٣) له ترجمة في تهذيب التهذيب ١ / ١٢٤ وميزان الاعتدال ١ / ١٦٧ والكامل في الضعفاء لابن عدي ١ / ٤١٤.

٣٥١

وحدّث عن خالد بن معدان ، وراشد بن سعد ، وطاوس اليماني ، وأبي عون ، وأبي عامر عبد الله بن عامر ، وعبد الحكيم رجل يروي عن عائشة ، والمهاصر بن حبيب.

روى عنه سفيان بن عيينة ، وعيسى بن يونس ، وبشر بن عمارة الخثعمي ، وأبو معاوية الضرير ، ومروان بن معاوية الفزاري ، وزهير بن معاوية ، وأبو الحسن علي بن غراب الفزاري الكوفي القاضي ، ومروان بن سالم القرقساني (١) ، وطلحة بن زيد الرّقّي ، ومحمد بن فضيل ، والوليد بن القاسم بن الوليد الهمداني ، ويحيى بن سعيد الأموي ، والجراح بن مليح البهراني (٢) ، ومحمد بن حرب الأبرش الحمصيان.

أخبرنا أبو القاسم هبة بن أحمد بن عمر ، أنا إبراهيم بن عمر بن إبراهيم ، أنا محمد بن عبد الله بن خلف بن بخيت (٣) الدّقّاق ، نا إسماعيل بن موسى بن إبراهيم الحاسب ، نا جبارة (٤) بن المغلّس (٥) ، نا بشر بن عمارة ، عن الأحوص بن حكيم ، عن راشد بن سعد ، وأبي عون ، عن أبي هريرة قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا أصابه الصّداع مما ينزل عليه من الوحي غلّف رأسه بالحنّاء ، وكان يأمر بتغيير الشيب ومخالفة الأعاجم [١٩٩٨].

قال : ونا بشر حدثني الأحوص بن حكيم ، عن عبد الله بن عامر ، عن عتبة بن عبد وأبي أمامة قالا : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من صلّى الغداة في جماعة ثم جلس في مجلسه حتى يسبّح تسبيح الضحى كان له كأجر حاجّ ومعتمر ، تامّ حجّه وتامّ عمرته» [١٩٩٩].

كذا قال : وإنما هو ابن عابر.

أخبرناه أبو محمد بن طاوس ، أنا أبو الغنائم بن أبي عثمان ، أنا أبو محمد

__________________

(١) بفتح القافين بينهما راء ساكنة (اللباب) هذه النسبة إلى قرقيسيا بلدة بالجزيرة. على ستة فراسخ من رحبة مالك بن طوق ، قريبة من الرقة.

(٢) بفتح الموحدة (تقريب التهذيب) وهذه النسبة إلى بهراء بفتح فسكون ، قبيلة نزل أكثرها مدينة حمص من الشام.

(٣) ضبطت عن التبصير ١ / ٦٨.

(٤) جبارة بالضم ثم موحدة (تقريب التهذيب).

(٥) المغلس بمعجمة بعدها لام ثقيلة مكسورة ثم مهملة. (تقريب التهذيب).

٣٥٢

عبد الله بن عبيد الله ، نا أبو عبد الله المحاملي ، نا يوسف بن موسى ، نا ابن فضيل ، نا الأحوص بن حكيم ، حدثني عبد الله بن عابر ، عن عتبة بن عبد السّلميّ ، عن أبي أمامة الباهلي ـ هكذا قال محمد بن فضيل ـ عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه كان يقول : «من صلّى صلاة الصّبح وهو في الجماعة ، ثم ثبت حتى يسبّح فيه سبحة الضّحى فصلّى ركعتين أو أربعا كان له مثل أجر حاجّ ومعتمر تام له حجّه وعمرته» [٢٠٠٠].

قال : ونا يوسف ، نا الوليد بن القاسم الهمداني ، حدثني الأحوص بن حكيم ، حدثني عبد الله بن عابر أن أبا أمامة وعتبة بن عبد السّلمي حدثاه عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نحوه.

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن عبد الملك الكرماني ، وأبو الحسن مكي بن أبي طالب البروجردي ، قالا : أنا أحمد بن علي بن خلف ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أنا أبو جعفر محمد بن محمد البغدادي ، نا إسماعيل بن إسحاق ، نا علي بن المديني ، نا سفيان قال (١) : قلت للأحوص بن حكيم : أكان أبو أمامة آخر من مات عندكم من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : آخر كان بعده ، يقال له عبد الله بن بسر ، وقد رأيته ورأيت أنس بن مالك على حمار بين الصّفا والمروة.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الله الصّوفي ـ إجازة ـ أنا أبو بكر الشّيروي ، وأخبرتنا فاطمة بنت الحسين بن الحسن ـ إذنا ـ قالت : أنا أبو بكر الخطيب قالا : أبو بكر أحمد بن الحسن الحيري ، نا محمد بن يعقوب الأصمّ ، أنا الربيع بن سليمان ، أنا الشافعي ، أنا سفيان ، عن الأحوص بن حكيم قال : رأيت أنس بن مالك يطوف بين الصفا والمروة على حمار.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز ثابت بن منصور قالا : أنا أبو طاهر الباقلاني ـ زاد الأنماطي : وأبو الفضل بن خيرون ـ قالا : أنا أبو الحسين محمد بن الحسن ، أنا محمد بن أحمد بن إسحاق ، أنا أبو حفص عمر بن أحمد الأهوازي ، نا خليفة بن خياط في الطبقة الرابعة من أهل الشامات : قال الأحوص بن حكيم حمصي.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا تمام بن محمد ، أنا

__________________

(١) تاريخ أبي زرعة ٢ / ٦٩٣.

٣٥٣

جعفر بن محمد بن جعفر ، نا أبو زرعة الدمشقي قال في تسمية شيوخ أهل طبقة وبعضهم أجلّ من بعض : الأحوص بن حكيم.

أخبرنا أبو غالب البنا ، أنا محمد بن أحمد بن الآبنوسي ، أنا عبد الله بن عتّاب بن محمد ، أنا أحمد بن عمير إجازة ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا عبد الله بن أبي الحديد ، أنا علي بن الحسن الرّبعي ، أنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي ، نا أحمد بن عمير ـ قراءة ـ أنا محمود بن إبراهيم بن محمد بن سميع ، قال : عمرو بن الأسود العنسي حمصي ، وحكيم بن عمير ابنه ، والأحوص بن حكيم بن عمير ابن ابنه ، وله عقب بجبلة (١) يقال لهم بنو الأحوص ، سمعت محمد بن عوف يقول : الأحوص بن حكيم بن عمير بن الأسود ، وعمرو وعمير واحد ، وعمرو يكنى أبا عياض.

أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي ـ في كتابه ـ أنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسّن بن علي التنوخي ـ قراءة ـ أنا أبو الحسين محمد بن المظفّر الحافظ ، أنا أبو محمد بكر بن أحمد بن حفص ، نا أحمد بن محمد بن عيسى ، قال : والأحوص بن حكيم بن عمير العنسي وقد عمل على حمص أيضا.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو بكر محمد بن المظفّر الشامي ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد العتيقي ، أنا يوسف بن أحمد بن يوسف ، نا محمد بن عمرو العقيلي ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي قال : قال أبو بكر بن عياش ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي (٢) ، نا ابن حمّاد ، حدّثني عبد الله بن أحمد ، حدّثني أبي ، عن أبي بكر بن عياش قال : حدّث الأحوص بن حكيم بحديث ، فقلت له عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فقال : أوليس الحديث كله عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ زاد ابن عدي : الأحوص بن حكيم الدّمشقي ، كذا قال ابن عدي.

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، أنا أبو بكر الخطيب ـ إجازة ـ أنا أبو

__________________

(١) جبلة : بثلاث فتحات ، بلدة قريبة من حمص مما يلي السواحل ، من بلاد الشام (الأنساب).

(٢) الكامل في الضعفاء ١ / ٤١٤.

٣٥٤

بكر البرقاني ، أنا محمد بن عبد الله بن حميرويه الهروي ، أنا الحسين بن إدريس ، أنا محمد بن عبد الله الموصلي قال : الأحوص بن حكيم صالح.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي ـ واللفظ له ـ ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، وأبو الحسين بن الطّيّوري وأبو الغنائم بن النّرسي قالوا : أنا أبو أحمد الغندجاني ـ زاد ابن خيرون : وأبو الحسين الأصبهاني ـ قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل البخاري ، قال (١) : الأحوص بن حكيم بن عمير الشامي ، سمع أباه وأنسا ، سمع منه عيسى بن يونس ، قال لنا علي : كان ابن عيينة يفضل الأحوص على ثور في الحديث ، وأما يحيى بن سعيد فلم يرو عن الأحوص.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي قال (٢) : سمعت ابن حمّاد يقول : قال البخاري : الأحوص بن حكيم بن عمير (٣) الشامي سمع أباه ، وأنس بن مالك روى عنه عيسى بن يونس.

قال علي : كان ابن عيينة يفضل الأحوص على ثور في الحديث ، وأما يحيى بن سعيد فلم يرو عن الأحوص ، وهو يحتمل (٤).

قال ابن عدي (٥) : نا ابن حمّاد ، نا إسماعيل بن إسحاق ، نا علي بن المديني ، نا سفيان ، قال : قلت للأحوص : ـ يعني ابن حكيم ـ إن ثورا يحدثنا عن خالد بن معدان ، فقال : أو يعقل ، قال علي : فكأنه غمزه ، قال علي : وسمعت يحيى بن سعيد يقول : كان ثور عندي ثقة. فقال علي : هو عندي أكبر من الأحوص ، والأحوص صالح.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو بكر الشامي ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا يوسف بن أحمد ، نا محمد بن عمرو ح.

__________________

(١) التاريخ الكبير ١ / قسم ٢ / ٥٨.

(٢) الكامل للضعفاء ١ / ٤١٤.

(٣) في الكامل لابن عدي : «عمر» خطأ.

(٤) كذا بالأصل وابن عدي ، وميزان الاعتدال ١ / ٢٦٧ ، وفي تهذيب التهذيب ١ / ١٢٤ محتمل.

(٥) الكامل : ١ / ٤١٤.

٣٥٥

وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي (١) ، نا ابن حمّاد ، قالا : نا عبد الله بن أحمد ، قال : سمعت أبي يقول : أبو بكر بن أبي مريم أمثل من الأحوص بن حكيم.

أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أنا أحمد بن عبد الملك بن علي ، أنا علي بن محمد بن علي السقا ، نا أبو العباس الأصمّ قال : سمعت العباس بن محمد الدّوري يقول : سمعت يحيى بن معين يقول : أبو بكر بن عبد الله بن أبي مريم أمثل من الأحوص بن حكيم.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا عمر بن عبيد الله بن عمر ، أنا عبد الواحد بن محمد بن عثمان ، نا الحسن بن محمد بن موسى ، نا إسماعيل بن إسحاق بن حماد بن زيد قال : سمعت علي بن المديني يقول : والأحوص بن حكيم ثقة.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو عبد الله البلخي ، قالا : أنا أبو الحسين بن الطّيّوري ، وثابت بن بندار قالا : أنا أبو عبد الله الحسين بن جعفر ، وأبو نصر محمد بن الحسن ، قالا : أنا الوليد بن بكر ، أنا علي بن أحمد بن زكريا ، أنا صالح بن أحمد العجلي ، حدثني أبي أحمد قال (٢) : الأحوص بن حكيم شامي لا بأس به.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، نا يعقوب بن سفيان ، قال (٣) : الأحوص بن حكيم يروي عنه ابن عيينة وغيره ، وكان ـ زعموا ـ رجلا عابدا مجتهدا ، وحديثه ليس بالقوي.

أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، أنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني ، أنا أبو هاشم عبد الجبار بن عبد الصمد السّلمي ، نا أبو بكر القاسم بن عيسى العصّار قال : سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني يقول : الأحوص بن حكيم ليس بالقوي في الحديث (٤).

__________________

(١) الكامل : ١ / ٤١٤.

(٢) تاريخ الثقات للعجلي ص ٥٨ ترجمة ٥٠ وتهذيب التهذيب نقلا عن العجلي ١ / ١٢٤.

(٣) المعرفة والتاريخ ٢ / ٤٦١ تهذيب التهذيب نقلا عن يعقوب بن سفيان ١ / ١٢٤.

(٤) تهذيب التهذيب ١ / ١٢٤.

٣٥٦

كتب إليّ أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : قرأت بخط أبي يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عمّار الأنصاري قال : سألت محمد بن إسماعيل البخاري فقال : الأحوص بن حكيم ، قال ابن عيينة : يكتب حديثه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي (١) ، أنا محمد بن أحمد بن حمّاد ، نا معاوية ، عن يحيى قال : أحوص بن حكيم ليس بشيء.

وهكذا حكى إسحاق بن منصور ، عن يحيى بن معين.

وقال ابن عدي (٢) : سمعت ابن حمّاد يقول : قال السعدي : الأحوص بن حكيم ليس بالقوي في الحديث.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو بكر الشامي ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا يوسف بن أحمد ، أنا محمد بن عمرو ، نا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال : سمعت يحيى بن معين يسأل عن الأحوص بن حكيم؟ فقال : ليس بشيء.

قال : وأنا محمد بن عمرو حدّثني محمد بن عبد الرّحمن ، نا الميموني قال : سمعت أبا عبد الله يقول : الأحوص بن حكيم هاه.

قال : وأنا محمد بن عمرو : حدثني محمد بن سعيد بن بلج الرازي قال : سمعت أبا عبد الله ـ يعني عبد الرّحمن بن الحكم بن بشير بن سلمان يقول : كان الأحوص بن حكيم صاحب شرطة بعض المسوّدة ، سمعت يحيى بن أبي بكير يقوله.

قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه ، عن المبارك بن عبد الجبار بن أحمد ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ـ قراءة ـ أنا أبو الطّيّب محمد بن القاسم بن جعفر ، نا إبراهيم بن الجنيد قال : سمعت يحيى بن معين وسئل عن الأحوص بن حكيم؟ فقال : ليس بشيء (٣).

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، وأبو يعلى الثعلبي (٤) قالا : أنا أبو

__________________

(١) الكامل لابن عدي ١ / ٤١٤.

(٢) الكامل لابن عدي ١ / ٤١٤.

(٣) تهذيب التهذيب ١ / ١٢٤ وميزان الاعتدال ١ / ١٦٧.

(٤) اسمه : حمزة بن علي الحيوي الثعلبي ، أبو يعلى كما في التبصير ١ / ٢٠٩.

٣٥٧

الفرج سهل بن بشر ، أنا علي بن منير ، أنا الحسن بن رشيق ، نا أبو عبد الرّحمن النسائي قال : الأحوص بن حكيم بن عمير ضعيف شامي (١).

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي ، قال (٢) : وللأحوص بن حكيم روايات ، وهو ممن يكتب حديثه ، وقد حدّث عنه جماعة من الثقات مثل ابن عيينة ، وعيسى بن يونس ، ومروان الفزاري وغيرهم ، وليس [له](٣) فيما يرويه شيء منكر إلّا أنه يأتي بأسانيد لا يتابع عليها.

أنبأنا أبو عبد الله الخلّال ، أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا أبو الحسن الفأفاء.

قال ابن مندة : وأنا حمد بن عبد الله ـ إجازة ـ قالا : أنا ابن أبي حاتم ، قال (٤) : سمعت أبي يقول : الأحوص بن حكيم ليس بقوي ، منكر الحديث ، وكان ابن عيينة يقدم الأحوص على ثور في الحديث ، وغلط ابن عيينة في تقديم الأحوص على ثور ، ثور صدوق والأحوص منكر الحديث.

بلغني أن محمد بن عوف الحمصي سئل عن الأحوص بن حكيم ما حاله؟ فقال : ضعيف الحديث ، وهو حمصي وأبوه حكيم بن عمير ، روى عنه أبو بكر بن أبي مريم شيخ صالح.

وقال أبو إسحاق إبراهيم بن هانئ النيسابوري سألت أبا عبد الله ـ يعني أحمد بن حنبل ـ عن الأحوص ـ يعني ابن حكيم ـ فقال : لا يسوى حديثه شيئا.

أخبرنا أبو عبد الله البلخي ، أنا أبو منصور محمد بن الحسين بن عبد الله البرار ، أنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد البرقاني قال : وسمعت أبا الحسن الدار قطني يقول : أحوص بن حكيم بن عمير العنسي حمصي يعتبر به إذا حدّث عنه ثقة (٥).

__________________

(١) الكامل لابن عدي ١ / ٤١٤ وتهذيب التهذيب ١ / ١٢٤ وميزان الاعتدال.

(٢) الكامل لابن عدي ١ / ٤١٥ وتهذيب التهذيب ١ / ١٢٤ وميزان الاعتدال ١ / ١٦٧.

(٣) زيادة عن ابن عدي.

(٤) الجرح والتعديل ١ / قسم ١ / ٣٢٧ ـ ٣٢٨.

(٥) تهذيب التهذيب ١ / ١٢٤.

٣٥٨

أنبأنا أبو سعد المطرّز وأبو علي الحداد قالا : قال لنا أبو نعيم الحافظ : الأحوص بن حكيم العنسي شامي ، قال علي بن المديني : لا يكتب حديثه.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي قال (١) : كتب إليّ محمد بن أيوب ، أنا ابن حميد قال : قدم الري مع المهدي الأحوص بن حكيم وكان قدوم المهدي الري في سنة ثمان وستين ومائة.

٥٦٥ ـ أحوص بن عبد الله

ويقال عبد الله بن الأحوص القرشي الأموي

من بني أمية الأصغر بن عبد شمس أخو أمية الأكبر ولّاه معاوية البحرين ، له ذكر.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك ، أنا أبو المعالي ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء محمد بن علي المقرئ ، أنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد البابسيري ، أنا أبو أميّة الأحوص بن المفضّل بن غسان الغلّابي ، نا أبي حدثني أبي قال : ونا إسماعيل بن إبراهيم ، أنا أيوب ، عن نافع ، عن سليمان بن يسار : أن الأحوص رجل من أشراف أهل الشام طلّق امرأة تطليقة أو تطليقتين فمات وهي في الحيضة الثالثة في الدم ، فرفع ذلك إلى معاوية فلم يوجد عنده بها علم فسأل عنها فضالة بن عبيد ومن هناك من أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلم يجد عندهم بها علما ، فبعث فيها راكبا إلى زيد بن ثابت فقال : لا ترثه ولو ماتت لم يرثها.

أخبرناه عاليا أبو المحاسن الطّبسي (٢) ، أنا أبو بكر الشيروي ، أنا أبو بكر الحيري ، نا أبو العباس الأصمّ ، نا يحيى بن أبي طالب ، نا عبد الوهاب بن عطاء ، أنا سعيد ، عن أيوب ، عن نافع ، عن سليمان بن يسار : أن رجلا يقال له الأحوص من أهل الشام طلّق امرأته تطليقة فمات ، وقد دخلت في الحيضة الثالثة فرفع ذلك إلى معاوية ، فلم يدر ما يقول فيها ، فكتب إلى زيد بن ثابت فكتب زيد : إذا دخلت في الحيضة الثالثة فلا ميراث.

__________________

(١) الكامل لابن عدي ١ / ٤١٤.

(٢) ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى طبس وهي بلدة في برية بين نيسابور وأصبهان وكرمان ، واسمه عبد الرزّاق بن محمد ترجم له في الأنساب.

٣٥٩

أنبأنا أبو القاسم النسيب وجماعة ، عن أبي (١) بكر الفرضي وغيره ، عن أبي بكر الخطيب ، أنا عبد الله بن يحيى السكري ، أنا محمد بن عبد الله الشافعي ، أنا جعفر بن محمد بن الأزهر ، أنا المفضّل بن غسان الغلّابي قال : وسألته يعني أبا عبد الله مصعب بن عبد الله الزّبيري ، عن الأحوص وكان من أشراف أهل الشام فذكر أنه من بني أمية الصغرى ، وذكر أن معاوية قد كان ولّاه البحرين وهو ابن عبد الله (٢).

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسن السّيرافي ، أنا أبو عبد الله النّهاوندي ، نا أحمد بن عمران ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خياط في تسمية عمال معاوية على البحرين : ولّاها معاوية عبد الله بن سوار العبدي وعبد الله بن الأحوص القرشي ، ومروان بن الحكم ، ثم ضمّها إلى زياد فولّاها زياد حريث بن جابر الحنفي فلم يزل عليها حتى مات معاوية.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون ، أنا أبو العلاء المقرئ ، أنا أبو بكر البابسيري (٣) ، أنا الأحوص بن المفضّل القاضي أنا أبو عبد الرّحمن قال : وسألته ـ يعني مصعب بن عبد الله ـ عن الأحوص بن عبد الله وكان من أشراف أهل الشام ، فذكر أنه من بني أمية الصغرى ، وذكر أن معاوية قد كان ولّاه البحرين وقد ذكر في بعض الحديث ، وهو أبو عبد الله وهو الذي سعى بمروان بن الحكم إلى معاوية (٤). وقد روى ابن شهاب عن خالد بن عبد [الله](٥) بن الأحوص قصة جده في الميراث لزوجته.

٥٦٦ ـ أخضر أبو راشد الحبراني

ويقال : النعمان بن بشير ، يأتي ذكره في باب الكنى.

٥٦٧ ـ أخضر القيسيّ والد مخارق بن الأخضر

وفد على عبد الملك بن مروان ، وحكى عن جرير بن الخطفى الشاعر.

__________________

(١) بالأصل «أبو» خطأ ومن قوله : أنبأنا إلى هنا سقط من م.

(٢) في نسب قريش لمصعب الزبيري ص ١٥١ الأحوص بن عبد أمية.

(٣) هذه النسبة إلى بابسير ، قرية من قرى واسط ، وقيل : من قرى الأهواز. وترجم له في الأنساب واسمه : محمد بن أحمد بن محمد بن موسى.

(٤) نسب قريش لمصعب الزبيري ص ١٥٢.

(٥) لفظ الجلالة سقط من الأصل واستدرك عن هامشه.

٣٦٠