تاريخ مدينة دمشق - ج ٧

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٧

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٧٧
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

ـ بنون مضمومة وخاء معجمة ـ أبو نخيلة الشاعر ذكره يموت في أخباره.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (١) : أما نخيلة ـ بخاء معجمة ـ أبو نخيلة الراجز السعدي واسمه يعمر بن حزن بن زائدة بن لقيط بن هدم بن أثربي بن ظالم بن مخاشن بن حمّان ، وهو عبد العزّى بن كعب بن (٢) سعد بن زيد مناة راجز مشهور ، أدرك الدولتين ، مدح مسلمة بن عبد الملك ومدح المنصور ، ويقال : قتله عيسى بن موسى.

وذكر محمد بن زكريا الغلّابي عن العباس بن بكّار الضّبّي قال : دخل أبو نخيلة الحمّاني واسمه جنيد وكنيته أبو العرماس على المنصور ، فذكر حكاية.

قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين الكاتب (٣) : أخبرني الحسن بن علي ، حدثني ابن مهرويه ، حدّثني أبو مسلم المستملي ، عن الحرمازي ، عن يحيى بن نجيم ، قال : لما انتفى أبو أبي نخيلة منه خرج يطلب الرزق لنفسه ، فتأدّب بالبادية حتى شعر ، وقال رجزا كثيرا وقصيدا صالحا وشهر بهما ، وشاع (٤) شعره في البدو والحضر ، ورواه الناس. ثم وفد إلى مسلمة بن عبد الملك فرفع منه ، وأعطاه ، وشفع له ، وأوصله إلى الوليد بن عبد الملك ، فمدحه ولم يزل به حتى أغناه ، قال يحيى بن نجيم : فحدّثني أبو نخيلة قال : وردت على مسلمة بن عبد الملك ، فمدحته وقلت له :

أمسلم إني يا ابن كلّ خليفة

ويا فارس الهيجاء ويا جبل الأرض

شكرتك إنّ الشّكر حبل من التّقى

وما كلّ من أوليته نعمة يقضي

وألقيت لمّا أن أتيتك زائرا

عليّ لحافا سابغ الطّول والعرض

وأحييت لي ذكري وما كان خامدا (٥)

ولكن بعض الذكر أنبه من بعض

قال : فقال لي مسلمة ممن أنت؟ قلت : من بني سعد ، فقال : أما لكم ـ يا بني سعد ـ وللقصيد وإنما حظكم في الرجز؟ قال : فقلت له : إنّا ـ والله ـ أرجز العرب ،

__________________

(١) الإكمال لابن ماكولا ٧ / ٢٥٧.

(٢) بالأصل : «كعب بن زيد بن سعد بن مناة» والصواب عن الإكمال.

(٣) الأغاني ٢٠ / ٣٩٢ وفيها الأبيات التالية.

(٤) الأغاني : وسار.

(٥) الأغاني : خاملا.

٣٠١

قال : فأنشدني من رجزك ، فكأني ـ والله ـ لمّا قال لي ذلك لم أقل رجزا قط ، أنسانيه الله كلّه ، فما ذكرت منه ولا من غيره شيئا إلّا أرجوزة لرؤبة ، وقد كان قالها في تلك السنة ، فظننت أنها لم تبلغ مسلمة ، فأنشدته إياها ، فنكس وتتعتعت فرفع رأسه إليّ وقال : لا تتعب نفسك فإني أروى لها منك. قال : فانصرفت وأنا أكذب الناس عنده ، وأخزاهم عند نفسي ، حتى تلطّفت بعد ذلك ومدحته برجز كثير ، فعرفني وقرّبني ، وما رأيت ذلك [أثر](١) فيه ولا قرّعني به حتى افترقنا.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، أنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنا جدّي أبو بكر ، أنا عبد الله بن أحمد بن ربيعة بن زبر ، نا أحمد بن عبيد بن ناصح ، حدّثني الأصمعي ، حدّثني عبيد الله بن سالم قال : دخل عليّ أبو نخيلة وأنا في قبّة تركية مظلمة ، ودخل رؤبة فقعد في ناحية منها ولا يشعر كلّ واحد منهما بمكان صاحبه وقد قلنا لأبي نخيلة أنشدنا ، فأنشد هذه ـ وانتحلها لنفسه ـ.

هاجك من أروى بمنهاص الفكك

همّ إذا لم يعده همّ فتك

وقد أرتنا حسنها ذات المسك

شادخة الغرّة زهر (٢) الضحك

تبلّج الزهراء في جنح الدّلك

يا حلم (٣) الوارث عن عبد الملك

أريت إن لم يحب حبو المعتبك

أنت بإذن الله إن لم تترك

مفتاح حاجات انحناهنّ بك

الذّخر فيها عندنا والأجر لك

قال : ورؤبة يئط ويزحر ، فلما فرغ ، قال رؤبة : كيف أنتم أبا نخيلة؟ فقال : يا سوأتاه ألا أراك هاهنا؟ إن هذا كبيرنا الذي يعلمنا. فقال له رؤبة : إذا أتيت الشام فخذ منه ما شئت ، وما دمت بالعراق فإيّاك وإيّاه.

قال : ونزل رؤبة بماء من المياه فنحر جزورا فقسمها بين أهل الماء وترك امرأة من بني خداجة بن فقيم لم يرسل إليها بشيء فرجزت به فقالت :

إن دعا غالب هماما

أنكرت منه شعرا تواما

__________________

(١) سقطت من الأصل وم واستدركت عن الأغاني.

(٢) كذا ، وفي المختصر ٤ / ١٩٣ «زاهراء».

(٣) المختصر : يا حكم.

٣٠٢

قين لقين يرفع البرما

لما رأى أسرع انهزاما

واقتحم المحجّة اقتحاما

واذاك إذا علكته اللجاما

لو ترك النوم الغطاء لناما

أنبأنا أبو الفضل بن ناصر وأبو منصور بن الجواليقيّ ، وأبو الحسن سعد الخير بن محمد ، قالوا : أنا أبو ياسر أحمد بن بندار بن إبراهيم البقّال (١) ، أنا أبو الحسين محمد بن عبد الواحد بن علي بن إبراهيم بن رزمة (٢) ، أنا أبو القاسم عمر بن محمد بن سيف الكاتب ، نا أبو عبد الله محمد بن العباس اليزيدي (٣) ، نا عمي الفضل ، نا إسحاق الموصلي ، قال : كان أبو نخيلة مدّاحا لبني مروان ، فلما قام أبو العباس مثل بين يديه ثم أنشأ يقول (٤) :

كنا أناسا نرهب الهلاكا

ونركب الإعجاز والأوراكا

وكل شيء قلت في سواكا

زور (٥) وقد كفّر هذا ذاكا

قال إسحاق فأخبر واعتذر ومدح (٦).

أخبرنا خالي القاضي أبو المعالي محمد بن يحيى القرشي ، أنا سهل بن بشر الإسفرايني ، أنا محمد بن الحسين بن أحمد النّيسابوري ، أنا أبو محمد الحسن بن رشيق العسكري ، نا يموت بن المزرّع ، قال : سمعت خالي عمرو بن بحر الجاحظ يقول : قال أحمد بن إسحاق : دخل أبو نخيلة اليمن فلم ير بها أحدا حسنا ، ورأى وجهه ـ وكان قبيحا ـ فإذا هو أحسن من بها فأنشأ يقول :

لم أر غيري حسنا

منذ دخلت اليمنا

ففي حرم بلدة

أحسن من فيها أنا

__________________

(١) هذه النسبة لمن يبيع الأشياء المتفرقة من الفواكه اليابسة وغيرها. (الأنساب).

(٢) له ترجمة في سير الأعلام ١٧ / ٥١٤ (٣٣٨).

(٣) سيرته في سير الأعلام (١٤ / ٣٦١ (٢١٠).

(٤) الأبيات في الأغاني ٢٠ / ٣٩٩.

(٥) الأغاني : زورا.

(٦) زيد في الأغاني : فضحك أبو العباس ، وأجازه جائزة سنية ، وقال : أجل ، إن التوبة لتكفر ما قبلها ، وقد كفر هذا ذاك.

٣٠٣

أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن إبراهيم بن نبهان ، ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أحمد بن الحسن بن أحمد ، وأبو الحسن محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد البزاز ، وأبو علي بن نبهان ح.

وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أحمد بن الحسن.

قالوا : أنا أبو علي بن شاذان ، أنا أبو بكر محمد بن الحسن بن مقسم ، نا أبو العباس ثعلب ، نا عمر بن شبّة ، حدّثني الدّغل (١) بن الخطّاب ، قال (٢) : بنى أبو نخيلة داره ، فمر به خالد بن صفوان فوقف عليه ، فقال له أبو نخيلة : يا أبا صفوان كيف ترى؟ قال : رأيتك سألت إلحافا وأنفقت إسرافا ، وجعلت إحدى يديك سطحا ، وملأت الأخرى سلحا ، فقلت : من وضع في سطحي وإلّا رميته بسلحي ، ثم مضى.

فقيل له : ألا تهجوه؟ قال (٣) : إذا يقف على المجالس سنة يصف أنفي ، لا يعيد حرفا.

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين الغسّاني ، عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، أنا عبد الوهاب الميداني ، أنا أبو إسماعيل بن زبر ، أنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، أنا محمد بن جرير الطبري قال (٤) : ذكر عن علي بن [محمد بن](٥) سليمان [قال : حدثني أبي ، عن عبد الله بن أبي سليم](٦) مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل ، قال إني لأسير مع سليمان بن عبد الله بن الحارث بن نوفل ، وقد عزم أبو جعفر أن يقدّم المهدي على عيسى بن موسى في البيعة ، فإذا نحن بأبي نخيلة الشاعر ، ومعه ابناه وعبداه (٧) وكل واحد منهم (٨) يحمل شيئا من متاع ، فوقف عليهم

__________________

(١) في الأغاني ٢٠ / ٣٩١ «الرّعل».

(٢) الخبر في الأغاني ٢٠ / ٣٩١.

(٣) في الأغاني : ملأته.

(٤) العبارة في الأغاني : فقال : إذن والله يركب بغلته ، ويطوف في مجالس البصرة ، ويصف أبنيتي بما يعيبها ، وما عسى أن يضر الإنسان صفة أبنيته بما يعيبها سنة ثم لا يعيد فيها كلمة.

(٥) الخبر في تاريخ الطبري ٨ / ٢٠ والأغاني ٢٠ / ٤١٦ واللفظ للطبري.

(٦) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم واستدركت عن الطبري والأغاني.

(٧) كذا بالأصل والطبري ، وفي الأغاني : ومعه ابنان له وعبد.

(٨) الطبري : منهما.

٣٠٤

سليمان بن عبد الله ، فقال : أبا نخيلة ما هذا الذي أرى؟ وما هذه الحال التي أنت فيها؟ قال : كنت نازلا على القعقاع (١) ـ وهو رجل من آل زرارة ، وكان يتولى لعيسى بن موسى الشرطة ـ فقال لي : اخرج عني ، فإن هذا الرجل قد اصطنعني ؛ وقد بلغني أنك قلت شعرا في هذه البيعة ، فأخاف إن بلغه ذلك أن يلزمني لائمة لنزولك عليّ ، فأزعجني حتى خرجت ، فقال : يا عبد الله انطلق بأبي نخيلة فأنزله في منزلك (٢) موضعا صالحا واستوص به خيرا وبمن معه. ثم خبّر سليمان بن عبد الله أبا جعفر بشعر أبي نخيلة الذي يقول فيه :

عيسى فزحلقها (٣) إلى محمد

حتى تؤدى من يد إلى يد

عنكم وتغنى وهي في تردّد (٤)

فقد رضينا بالغلام الأمرد

قال : فلما كان اليوم الذي بايع فيه أبو جعفر لابنه المهدي وقدّمه على عيسى ، دعا بأبي نخيلة فأمره فأنشد الشعر وكلّمه سليمان بن عبد الله ، وأشار عليه في كلامه أن يجزل له العطية وقال : إنه شيء يبقى لك في الكتب ، ويتحدث به الناس ويخلد على الأيام ، ولم يزل به حتى أمر له بعشرة آلاف درهم.

وذكر عن حيّان بن عبد الله بن حمدان (٥) الحمّاني ، حدثني أبو نخيلة قال : قدمت على أبي جعفر ، فأقمت ببابه شهرا لا أصل إليه ، حتى قال لي ذات يوم عبد الله بن الربيع الحارثيّ : يا أبا نخيلة إن أمير المؤمنين يرشح ابنه للعهد بالخلافة ، وهو على تقديمه بين يدي عيسى بن موسى ، فلو قلت شيئا تحثّه على ذلك وتذكر فضل المهدي كنت بالحرى أن تصيب خيرا منه ومن أبيه ، فقلت (٦) :

دونك عبد الله أهل ذاكا

خلافة الله التي (٧) أعطاكا

__________________

(١) الأغاني : القعقاع بن معبد أحد ولد معبد بن زرارة.

(٢) الطبري : «فبوئه في منزلي». وفي الأغاني : منزلا.

(٣) الطبري : «فزحلفها» بالفاء ، لعله يريد : ادفعها أو اعطها ، أو قدمها. وفي اللسان : «ويقال زحلف الله عنا شرك ، أي نحى الله عنا شرك» واستشهد بالشعر.

(٤) الطبري : فيكم وتغنى وهي في تزيّد.

(٥) الطبري : «حبران» وفي الأغاني : عبد الجبار بن عبيد الله الحماني.

(٦) الأبيات في الطبري ٨ / ٢٢ وبعضها في الأغاني ٢٠ / ٤٢١.

(٧) بالأصل «الذي» والمثبت عن الطبري.

٣٠٥

أصفاك والله (١) بها أصفاكا

فقد نظرنا زمنا أباكا

ثم نظرناك لها إياكا

ونحن فيهم والهوى هواكا

نعم ونستذري إلى ذراكا

أسند إلى محمد عصاكا

فأنت (٢) ما استرعيته كفاكا

وأحفظ (٣) الناس له أدناكا

وقد حملت (٤) على الرجل والأوراكا

وحكت حتى لم أجد محاكا

وزدت (٥) في هذا وذا وذاكا

بكلّ قول قلت في سواكا

زور وقد كفّر هذا ذاكا

وقلت أيضا كلمتي التي أقول فيها (٦) :

إلى أمير المؤمنين فاعمدي

سيرا (٧) إلى بحر البحور المزبد

أنت الذي يا ابن سميّ أحمد

ويا ابن بنت العرب المشيّد

بل يا أمين الواحد الموحد (٨)

إنّ الذي ولاك ربّ المسجد

أمسى (٩) وليّ عهدها بالأسعد

عيسى فزحلقها (١٠) إلى محمّد

من قبل عيسى معهدا عن معهد

حتى تؤدّى من يد إلى يد

فيكم وتغنى وهي في تردد (١١)

فقد رضينا بالغلام الأمرد

بل قد فرغنا غير أن لم نشهد

وغير أن العهد (١٢) لم يؤكّد

فلو سمعنا لحبه (١٣) أمدد امدد

كانت لنا عن عفّة (١٤) الورد الصدي

__________________

(١) الطبري : أصفاك أصفاك.

(٢) الطبري : فابنك.

(٣) الطبري والأغاني : فأحفظ الناس لها.

(٤) الطبري : جفلت.

(٥) الطبري : ودرت.

(٦) الطبري ٨ / ٢٢ ـ ٢٣ وبعضها في الأغاني ٢٠ / ٤١٨ ـ ٤١٩.

(٧) الطبري والأغاني : سيري.

(٨) الطبري : المؤبد.

(٩) الأغاني : ليس ولي عهدنا بالأسعد.

(١٠) الطبري والأغاني : فزحلفها.

(١١) الطبري : تزيد.

(١٢) الطبري والأغاني : العقد.

(١٣) الطبري والأغاني : قولك.

(١٤) الطبري : «كدعقة» وفي الأغاني : كزعقة.

٣٠٦

فبادر البيعة ورد الحسد (١)

تبين من يومك هذا أو غد (٢)

فهو الذي تمّ فما من عنّد

وزد ما شئت فزده يزدد (٣)

وردّه مثل رداء ترتدي

فهو رداء السابق المقلّد

قد كان يروى أن (٤) ما كأن قد

عادت ولو قد فعلت (٥) لم تردد

فهي ترامى فدفدا عن فدفد

حينا فلو قد حان ورد الورّد

وحان تحويل القرين (٦) المفسد

قال لها الله هلمّي فاسندي (٧)

فأصبحت نازلة بالمعهد

والمحتد المحتد خير محتدي

لم ترم ثرثار النفوس الحسّد

بمثل ملك (٨) ثابت مؤيّد

لما انتحوا قدحا بزند مصلد

يلوي عشرون القوى مستجمد (٩)

يزداد إيغاضا (١٠) على التّهدّد

فزايلوا (١١) باللين والتعبد

صمصامة تأكل كل مبرد (١٢)

قال : فرويت وصارت في أفواه الخدم ، وبلغت أبا جعفر ، فسأل عن قائلها ، فأخبر أنها لرجل من زيد مناة فأعجبته ، فدعاني فدخلت عليه ، وإن عيسى بن موسى لعن يمينه ، والناس عنده ، ورءوس القواد والجند ، قال : فلما كنت بحيث يراني ، ناديت : يا أمير المؤمنين ، أدنني منك حتى أفهمك وتسمع مقالتي ، قال : فأومأ بيده ، فأدنيت حتى كنت قريبا منه ، فلما صرت بين يديه قلت : ـ ورفعت صوتي ـ أنشده من هذا الموضع من

__________________

(١) الطبري : «الحشّد» والرجز في الأغاني :

فناد للبيعة جمعا نحشد

(٢) الأغاني : في يومنا الحاضر هذا أو غد.

(٣) الأغاني : واصنع كما شئت ورد يردد.

(٤) الطبري والأغاني : «أنها» بدل «أن ما».

(٥) الأغاني : نقلت.

(٦) الطبري : الغوي.

(٧) الطبري : وارشدي.

(٨) الطبري : قرم.

(٩) في الطبري : بلوا بمشزور القوي المستحصد.

(١٠) الطبري : ايقاظا.

(١١) الطبري : فداولوا.

(١٢) بالأصل : «صمامة تأكل أكل المزيد» والمثبت عن الطبري.

٣٠٧

الكلمة ، ثم رجعت إلى أول الأرجوزة فأنشدته من أولها إلى هذا الموضع أيضا ، فأعدت عليه حتى أتيت على آخرها والناس منصتون ، وهو يتسارّ بما أنشدته ، مستمع له ، فلما خرجنا من عنده إذا رجل واضع يده على منكبي فالتفتّ فإذا عقال بن شبّة فقال : أما أنت فقد سررت أمير المؤمنين ، وإن التأم الأمر على ما نحب ، فلعمري لتصيبن منه خيرا ، وإن يك غير ذاك ، فابتغ نفقا في الأرض ، أو سلّما في السماء.

قال : فكتب له المنصور بصلة إلى الري ، فوجه عيسى في طلبه ، فلحق في طريقه فذبح وسلخ وجهه (١). وقيل : قتل بعد ما انصرف من الري ، وقد أخذ الجائزة.

٥٥٨ ـ أبيّ بن كعب بن قيس بن عبيد

ابن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النّجّار

وهو تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج

أبو المنذر الأنصاري الخزرجيّ ، ويكنى أيضا أبا الطّفيل (٢)

سيد القرّاء شهد مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بدرا والعقبة وغيرها من المشاهد ، وروى عنه أحاديث صالحة.

روى عنه : ابن عباس وجندب بن عبد الله البجلي ، وعبد الرّحمن بن أبزى ، وأنس بن مالك ، وعبد الله بن عمرو بن العاص ، وأبو هريرة ، وأبو أيوب الأنصاري ، وسهل بن سعد ، وسويد بن غفلة (٣) ، وأبو عثمان النّهدي ، وعبد الرّحمن بن الأسود بن عبد يغوث ، وأبو العالية الرّياحي ، وزرّ بن حبيش ، وأبو بصير العبدي (٤) ، وعصمة (٥) أبو حكيمة ، ومحمد ، والطفيل ، وعبد الله بنو أبيّ ، وعبد الله بن أبي بصير ، وعبد الرّحمن بن أبي ليلى ، وقيس بن عبّاد ، وعمارة بن عمرو بن حزم الأنصاري ، والجارود بن سبرة الهذلي ، وأبو رافع الصائغ.

__________________

(١) قتله قطري مولى لعيسى بن موسى ، انظر الأغاني ٢٠ / ٤٢١ و ٤٢٢.

(٢) له ترجمة في الوافي بالوفيات ٦ / ١٩٠ وسير أعلام النبلاء ١ / ٣٨٩.

انظر بالحاشية فيهما ثبتا بمصادر أخرى كثيرة ترجمت له.

(٣) ضبطت بفتح المعجمة والفاء عن تقريب التهذيب.

(٤) انظر تقريب التهذيب «باب الكنى».

(٥) بكسر أوله وسكون المهملة (تقريب التهذيب).

٣٠٨

وشهد مع عمر بن الخطاب الجابية (١) ، وكتب كتاب الصلح لأهل بيت المقدس.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا معاذ بن المثنى ، نا مسدّد ، نا يحيى ، عن التّيمي ، عن أبي عثمان ، عن أبيّ قال : كان رجل بالمدينة لا أعلم رجلا كان أبعد منزلا ـ أو قال : دارا ـ من المسجد منه فقيل له : لو اشتريت حمارا فتركبه في الرّمضاء والظّلماء فقال : ما يسرني أنّ داري ـ أو قال منزلي ـ إلى جنب المسجد.

فنمي الحديث إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «ما أردت بقولك ما يسرني أنّ داري أو منزلي إلى جنب المسجد؟» قال : أردت أن يكتب إقبالي إذا أقبلت المسجد ، ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي ، قال : «أنطاك الله ذلك كله ، أنطاك الله ما احتسبت أجمع» مرتين [١٩٤٩].

قال : وأنا أبو بكر ، نا قاسم المطرّز ، نا عمّار بن الحسن النسائي ، ويوسف بن موسى ، قالا : نا جرير ، عن سليمان ، عن أبي عثمان ، عن أبيّ قال : كان رجل لا أعلم رجلا من الناس من أهل المدينة ممن يصلّي القبلة أبعد دارا من المسجد من ذلك الرجل فكانت لا تخطئه صلاة في المسجد ، فقلت له : لو أنك اشتريت حمارا تركبه في الظلماء والرمضاء ، فقال : ما أحب أنّ داري إلى جنب المسجد ، قال : فنمى الحديث إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسأله ، فقال : يا رسول الله أردت أن يكتب لي إقبالي إذا أقبلت إلى المسجد ، ورجوعي إذا رجعت إلى أهلي ، فقال : «أنطاك الله ما احتسبت أجمع» [١٩٥٠].

ذكر محمد بن عمر الواقدي ، حدثني أبو بكر بن عبد الله ، عن أبي الحويرث ، قال : كان يهود من بيت المقدس ، وكانوا عشرين رأسهم يوسف بن نون ، فأخذ لهم كتاب أمان ، وصالح عمر بالجابية ، وكتب كتابا ، ووضع عليهم الجزية وكتب : «بسم الله الرّحمن الرحيم ، أنتم آمنون على دمائكم وأموالكم وكنائسكم ما لم تحدثوا أو تؤوا محدثا ، فمن أحدث منهم أو آوى محدثا فقد برئت منه ذمة الله ، وإنّي بريء من معرّة الجيش ؛ شهد معاذ بن جبل ، وأبو عبيدة بن الجرّاح ، وكتب أبيّ بن كعب».

أخبرنا أبو القاسم الشحامي ، أنا أبو بكر البيهقي.

__________________

(١) الجابية : قرية من أعمال دمشق ، من ناحية الجولان (معجم البلدان).

٣٠٩

وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، قالا : أنا أبو الحسين بن الفضل القطّان ـ ببغداد ـ نا عبد الله بن جعفر بن درستويه ، نا يعقوب بن سفيان ، نا أبو صالح (١) ، حدّثني موسى بن علي ، عن أبيه أن عمر بن الخطاب خطب الناس بالجابية ، فقال : من أراد أن يسأل عن القرآن فليأت أبيّ بن كعب ، ومن أراد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت ، ومن أراد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن جبل ، ومن أراد أن يسأل عن المال فليأتني ، فإن الله تعالى جعلني له خازنا وقاسما (٢).

أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن الحسين بن أشليها وابنه أبو الحسن علي بن الحسين ، قالا : أنا أبو الفضل أحمد بن علي بن الفرات ، أنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أنا أحمد بن إبراهيم القرشي ، نا محمد بن عائد ، نا محمد بن عمر ، عن موسى بن عليّ بن رياح اللّخميّ ، عن أبيه (٣) ، قال : خطب عمر بن الخطاب بالجابية ، فقال : أيها الناس من كان يريد أن يسأل عن القرآن فليأت أبيّ بن كعب ، ومن كان يريد أن يسأل عن الفقه فليأت معاذ بن جبل ، ومن كان يريد أن يسأل عن الفرائض فليأت زيد بن ثابت ، ومن كان يريد أن يسأل عن المال فليأتني فإن الله جعلني له خازنا وقاسما ، أبدأ بأزواج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثم بالمهاجرين الأولين الّذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم أنا وأصحابي ، ثم بالأنصار الذين تبوّءوا الدار والإيمان فمن أسرع إلى الهجرة أسرع إليه العطاء ومن أبطأ عن الهجرة أبطئ عنه العطاء ، فلا يلومنّ رجل منكم إلّا مناخ راحلته.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسين محمد بن الحسين القطان ، أنا محمد بن عبد الله بن عتّاب العبدي ، نا القاسم بن عبد الله الجوهري ، نا إسماعيل بن أبي أويس ، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة ، عن عمه موسى بن عقبة في تسمية من شهد [العقبة من بني النّجّار : أبيّ بن كعب ، وقال في تسمية من شهد بدرا](٤) من بني مالك بن النّجّار : أبيّ بن كعب.

__________________

(١) هو عبد الله بن صالح كاتب الليث ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٠ / ٤٠٥ (١١٥).

(٢) الخبر في سير أعلام النبلاء ١ / ٣٩٤ وقال : ورواه الواقدي عن موسى أيضا.

(٣) الخبر في مختصر ابن منظور ٤ / ١٩٧ ـ ١٩٨.

(٤) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدركت عن هامش الأصل.

٣١٠

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن البقشلامي (١) ، أنا محمد بن أحمد بن الآبنوسي ، أنا عيسى بن علي بن عيسى ، أنا أبو القاسم البغوي ، حدثني سعيد بن يحيى الأموي ، حدثني أبي عن محمد بن إسحاق قال : فيمن شهد بدرا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أبيّ بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النّجّار.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أحمد بن محمد بن النّقّور ، أنا محمد بن العباس المخلّص ، أنا رضوان بن أحمد بن جالينوس ، نا أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس بن بكير ، عن محمد بن إسحاق ، قال في تسمية من شهد بدرا من بني عمرو بن مالك بن النّجّار وهم بنو جديلة (٢) : أبيّ بن كعب بن قيس.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن محمد بن إسحاق قال : فيمن شهد بدرا أبيّ بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النّجّار.

أخبرنا أبو بكر الشاهد ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا عبد الوهاب بن أبي حيّة ، نا محمد بن شجاع البلخي ، أنا محمد بن عمر الواقدي قال في تسمية من شهد بدرا من بني عمرو بن مالك بن النّجّار وهم بنو جديلة ، ثم من بني قيس بن عبيد بن زيد بن رفاعة بن معاوية بن عمرو بن مالك : أبيّ بن كعب بن قيس بن عبيد.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عيسى بن علي ، أنا أبو القاسم البغوي ، حدثني هارون بن عبد الله قال : سمعت سعد بن عبد الحميد بن جعفر يذكر أن أبيّ بن كعب عقبي بدري من بني مالك بن النّجّار من الخزرج.

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، وأبو الفضل

__________________

(١) بالأصل «البقشلان» والمثبت عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى شلام وهي بلدة كثيرة البق ، وقد نزلها أبوه أو جده فلحقته الأذية فقيل له البقشلامي ، ولزمه هذا اللقب (الأنساب).

(٢) في أسد الغابة «حديلة» وضبطها ابن الأثير بضم الحاء المهملة وفتح الدال.

٣١١

أحمد بن الحسن بن خيرون ح.

وأخبرنا أبو العز بن ثابت بن منصور الكيلي ، أنا أبو طاهر أحمد بن الحسن ، قالا : أنا أبو الحسين محمد بن الحسن بن أحمد ، أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن إسحاق ، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن إسحاق الأهوازي ، نا خليفة بن خياط ، قال في تسمية أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من بني حديلة وهي أم بني معاوية بن عمرو بن مالك بن النّجّار واسمه تيم الله بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج بن حارثة بن ثعلبة بن عامر بن ثعلبة بن امرئ القيس بن ثعلبة بن مازن بن الغوث أبيّ بن كعب بن قيس بن عتيك بن زيد بن معاوية وهو حديلة بن عمرو بن مالك بن النّجّار ، أمه صهيلة بنت الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النّجّار ، هي عمة أبي طلحة (١) ، يكنى أبا المنذر شهد بدرا ومات بالمدينة سنة اثنتين وثلاثين ، ويقال مات في خلافة عمر بن الخطاب. كذا في الأصل ابن عتيك ، والصواب : ابن عبيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا عمر بن عبيد الله بن البقّال ، أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحمّامي ، أنا إبراهيم بن أحمد بن الحسن القرميسيني ، أنا إبراهيم بن أبي أمية ، قال : سمعت نوح بن حبيب يقول : أبيّ بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النّجّار.

أخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا الحسن بن محمد بن يوسف ، أنا أحمد بن عمر بن أبان ، قال : نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، نا ابن سعد : في الطبقة الأولى ممن شهد بدرا من الأنصار قال : أبيّ بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد أحد بني حديلة ، وهم بنو عمرو بن مالك بن النّجّار ، ويكنى أبا المنذر.

أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمد بن سعد ، قال (٢) : ومن بني عمرو بن مالك بن النّجّار ، ثم من بني معاوية بن عمرو وهم بنو جديلة (٣) وهي أمّ

__________________

(١) أبو طلحة زيد بن سهل بن الأسود بن حرام الأنصاري زوج أم سليم.

(٢) طبقات ابن سعد ٣ / ٤٩٨.

(٣) ابن سعد : حديلة.

٣١٢

لهم : أبيّ بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النّجّار ، ويكنى أبا المنذر. وأمّه صهيلة بنت الأسود بن حرام بن عمرو بن (١) مالك بن النّجّار ، وكان لأبي بن كعب من الولد (٢) الطفيل ومحمد ، وأمّهما أم الطفيل بنت الطفيل بن عمرو بن المنذر بن سبيع (٣) بن عبد نهم من دوس ، وأمّ عمرو بنت أبيّ ولا يدرى من أمها. وقد شهد أبيّ بن كعب العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا. وكان أبيّ يكتب في الجاهلية قبل الإسلام وكانت الكتابة في العرب قليلة ، وكان يكتب في الإسلام الوحي لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأمر الله رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يقرأ على أبيّ القرآن ، وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أقرأ أمّتي أبيّ» [١٩٥١].

أنبأنا أبو محمد بن الآبنوسي وأخبرني أبو الفضل بن ناصر عنه ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفّر ، أنا أبو علي أحمد بن علي بن الحسن المدائني ، أنا أحمد بن عبد الله بن البرقي ، قال : أبيّ بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النّجّار وهم بنو جديلة شهد بدرا قاله ابن إسحاق ، يكنى أبا المنذر واختلف في وفاته ، فقيل : توفي في زمن عمر ، وقيل في زمن عثمان ، وهذا هو الصحيح ، جاء عنه نحو من خمسين حديثا ، وأمّ أبيّ صهيلة بنت الأسود بن حرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النّجّار ، يقال أنها عمة أبي طلحة.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي ـ واللفظ له ـ حدثني أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، وأبو الحسين بن الطّيوري وأبو الغنائم بن النّرسي ، قالوا : أنا أبو أحمد الغندجاني ـ زاد ابن خيرون ، وأبو الحسين الأصبهاني ـ قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (٤) : أبيّ بن كعب أبو المنذر من بني عمرو بن مالك بن النّجّار الأنصاري ، يقال : شهد بدرا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مديني (٥) قال : حدثني محمد بن يوسف ، نا سفيان ، عن أسلم المنقري ، عن عبد الله بن عبد الرّحمن بن أبزى ، عن أبيه ، قلت لأبيّ لما وقع الناس في أمر عثمان : يا

__________________

(١) ابن سعد : من بني مالك.

(٢) عن ابن سعد ، وبالأصل «الوليد».

(٣) مطموسة بالأصل والمثبت عن هامشه وابن سعد.

(٤) التاريخ الكبير ١ / قسم ٢ / ٣٩ ـ ٤٠.

(٥) في التاريخ الكبير : مدني.

٣١٣

أبا المنذر قال : وحدثني عبيد بن يعيش ، نا محمد بن نمير (١) ، عن طلحة بن يحيى ، عن أبي بردة قال عمر لأبيّ : يا أبا الطّفيل. قال البخاري : وله ابن يقال له : الطّفيل.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب ، أنا محمد بن الحسن النهاوندي ، أنا أحمد بن الحسن ، أنا عبد الله بن محمد بن عبد الرّحمن ، أنا محمد بن إسماعيل البخاري ، نا محمد بن يوسف ، نا سفيان عن أسلم المنقري ، عن عبد الله بن عبد الرّحمن بن أبزى ، عن أبيه ، قال : قلت لأبيّ بن كعب لما وقع الناس في أمر عثمان أبا المنذر؟ ما المخرج من هذا الأمر؟ قال : كتاب الله ما استبان فاعمل به وما اشتبه فكله إلى عالمه.

قال : ونا محمد بن إسماعيل ، نا عبيد ، نا محمد بن بشر ، نا طلحة بن يحيى ، عن أبي بردة قال : قال عمر لأبي [يا أبا](٢) الطفيل. قال محمد بن إسماعيل : هو من بني عمرو بن مالك بن النّجّار الأنصاري ، يقال شهد بدرا ، مدني.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني ، أنا أحمد بن منصور ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان ، قال سمعت مسلم بن الحجّاج يقول : أبو الطفيل ، ويقال أبو المنذر أبيّ بن كعب الأنصاري شهد بدرا.

قرأت على أبي الفضل محمد بن ناصر ، عن جعفر بن يحيى بن إبراهيم ، أنا عبيد الله بن سعيد بن حاتم ، أنا الخصيب بن عبد الله بن محمد ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النسائي ، أخبرني أبي قال : أبو الطفيل أبيّ بن كعب ، وقيل : أبو المنذر.

أخبرنا أبو الحسن بن البقشلامي (٣) ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عيسى بن علي ، أنا أبو القاسم البغوي ، قال : أبو المنذر ويقال أبو الطفيل أبيّ بن كعب سكن المدينة ومات بها.

أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد ، أنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ، أنا أبو الفتح

__________________

(١) في التاريخ الكبير : «بشر» وسيأتي : «بشر» في الخبر التالي.

(٢) سقطت من الأصل واستدرك عن هامشه.

(٣) بالأصل «البقشلان» مرّ قريبا. وانظر فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة ٧ / ٤١٧.

٣١٤

سليم بن أيوب ، أنا أبو نصر طاهر بن محمد بن سليمان الموصلي ، نا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن أحمد الجوريّ (١) ، نا أبو زكريا يزيد بن محمد بن إياس ، قال : سمعت القاضي محمد بن أحمد بن محمد بن أبي بكر المقدّمي يقول : أبيّ بن كعب الأنصاري ، يكنى أبا المنذر.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد ، أنا شجاع بن علي بن شجاع ، أنا أبو عبد الله بن مندة قال : أبيّ بن كعب بن قيس بن عبيد بن زيد بن معاوية بن عمرو بن مالك بن النّجّار ، وإنما سمّي النّجّار لأنه اختتن بقدوم فسمّي النّجّار (٢) ، وهو بني جديلة ، وجديلة أمّهم ، وأبوهم معاوية بن عمرو ، والنّجّار هو اللّات بن ثعلبة بن عمرو بن الخزرج كناه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبا المنذر ، وكناه عمر بأبي الطفيل ، شهد بدرا والعقبة وسماه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم سيّد الأنصار. واختلفوا في وفاته فيقال : إنه توفي سنة تسع عشرة ، ويقال سنة اثنتين وعشرين ، وقيل : سنه ثلاثين ، وكان ربعة ، ليس بالطويل ولا بالقصير ، أبيض الرأس واللحية لا يغير شيبه.

كذا قال ، وإنما هو تيم الله بن ثعلبة.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد ، حدّثني محمد بن أبي بكر المقدّمي (٣) وخلف بن هشام البزّار ، وعبيد الله بن عمر القواريري ، قالوا : نا حمّاد بن زيد ، نا عاصم عن زرّ قال : قلت لأبيّ بن كعب : أبا المنذر ، أخبرني عن ليلة القدر فإن صاحبنا ـ يعني ابن مسعود ـ كان إذا سئل عنها قال : من يقم الحول يصبها فقال : يرحم الله أبا عبد الرّحمن ، أما والله لقد علم أنها في رمضان ، ولكن أحبّ أن لا تتكلموا ، وأنها ليلة سبع وعشرين ـ لم يستثن ـ قلت : أبا المنذر أنّى علمت ذاك؟ قال : بالآية التي قال لنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «صبيحة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها طست حتى ترتفع» [١٩٥٢].

وهذا لفظ حديث المقدّمي.

__________________

(١) هذه النسبة بضم الجيم إلى جور بلدة من بلاد فارس (في الأنساب : الجور).

(٢) وقيل لأنه ضرب وجه رجل بقدوم فنجره ، فقيل له : النجار (أسد الغابة ١ / ٦١).

(٣) رسمها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٠ / ٦٦٠ وفيها أنه روى عنه عبد الله بن أحمد ، وحدّث عن حمّاد بن زيد وفي م : «المقدسي» تحريف أيضا.

٣١٥

قال : ونا عبد الله بن أحمد ، حدّثني أحمد بن محمد بن أيوب ، نا أبو بكر بن عياش ، عن عاصم ، عن زرّ قال : أتيت المدينة فدخلت المسجد فإذا أنا بأبيّ بن كعب فأتيته فقلت : يرحمك الله أبا المنذر اخفض لي جناحك ، وكان امرأ فيه شراسة ، فسألته عن ليلة القدر فقال : ليلة سبع وعشرين (١) ، قلت : أبا المنذر ، أنّى علمت ذلك؟ قال : بالآية التي أخبرنا بها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فعددنا وحفظنا ، وآية ذلك أن تطلع الشمس من صبحتها مثل الطست لا شعاع لها حتى ترتفع.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ح.

وأخبرنا أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو عمرو بن مندة ، أنا أبو محمد بن مرة ، أنا أحمد بن محمد بن عمر ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، قالا : نا محمد بن سعد (٢) ، قالا : أنا محمد بن عمر حدّثني إسحاق بن يحيى بن طلحة ، عن عيسى بن طلحة ، قال : كان أبيّ رجلا دحداحا ليس بالقصير ولا بالطويل.

قال (٣) : وأنا محمد بن عمر حدّثني أبيّ بن عبّاس ـ زاد ابن الفهم : ـ بن سهل بن سعد الساعدي عن أبيه ، قال : كان أبيّ ، لا يغيّر شيبه ، أبيض الرأس واللّحية.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد بن أحمد قالت : أنا أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمد بن هارون ، أنا أبو كريب ، نا ابن المبارك ، عن مبارك بن فضالة ، عن الحسن : أخبرني شيخ أنه رأى أبيّ بن كعب أبيض الرأس واللحية ، الشيخ الذي لم يسمّ هو عتي (٤) بن ضمرة السّعدي.

أخبرناه أبو الحسن بن البقشلان ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عيسى بن علي ، أنا أبو القاسم البغوي ، نا حميد بن مسعدة الشامي ، نا سفيان بن حبيب ، عن عوف ، عن الحسن ، عن عتيّ بن ضمرة ، قال : قدمت المدينة فرأيت رجلا أبيض الثياب ، أبيض اللحية ، فقالوا : هذا أبيّ بن كعب.

__________________

(١) أخرجه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند ٥ / ١٣٢ وسير أعلام النبلاء ١ / ٣٩٤.

(٢) طبقات ابن سعد ٣ / ٤٩٨ و ٤٩٩ وسير الأعلام ١ / ٣٩٠.

(٣) طبقات ابن سعد ٣ / ٤٩٨ و ٤٩٩ وسير الأعلام ١ / ٣٩٠.

(٤) ضبطت عن التبصير ٣ / ١٠٥٢ وفيه : عتىّ السعدي عن أبيّ بن كعب.

٣١٦

وأخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، أنا محمد بن سعد (١) ، أنا عفان بن مسلم ، وسليمان بن حرب ، قالا : نا حمّاد بن سلمة ، أنا ثابت البناني وحميد ، عن الحسن ، عن عتيّ السّعدي ، قال : قدمت المدينة فجلست إلى رجل أبيض الرأس واللحية يحدّث ، وإذا هو أبيّ بن كعب.

قال ابن سعد : ولم يذكر سليمان حميدا.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو سعد الجنّزرودي ، أنا أبو عمرو بن حمدان ح.

وأخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر وأم البهاء فاطمة بنت محمد قالتا : أنا إبراهيم بن منصور السّلمي ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى الموصلي ، نا محمد بن مهدي ، نا عبد الرزاق ، نا معمر ، عن قتادة ، وأبان عن أنس أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لأبيّ بن كعب : «أمرني ربّي أن أقرأ عليك» قال : وسمّاني لك؟ قال : «وسمّاك لي» ، قال : فبكى أبيّ ، قال معمر : قال أبان : قال أنس : «وذكرت هناك» [١٩٥٣].

أخبرنا أبو المظفّر القشيري ، أنا أبو سعد الجنزوردي ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، أنا أبو يعلى الموصلي ، نا محمد بن المثنى ، نا محمد بن جعفر ، نا شعبة ، قال : سمعت قتادة يحدّث عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأبيّ بن كعب : إن الله أمرني أن أقرأ عليك (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا)(٢) قال : وسمّاني؟ قال : «نعم» ، قال : فبكى [١٩٥٤].

أخبرنا أبو القاسم الحسيني ، أنا رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، نا أبو قلابة نا بكر بن بكار ، نا شعبة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك ، قال : لما نزلت : (لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا) قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأبي بن كعب : «إن الله عزوجل أمرني أن أقرأ عليك» ، قال : وذكرت هناك يا رسول الله؟ وجعل يبكي ـ يعني أبيّ بن كعب ـ [١٩٥٥].

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٣ / ٤٩٩.

(٢) سورة البينة ، الآية الأولى.

٣١٧

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الفضل أحمد بن الحسن العدل ، وأبو (١) سعد الحسين بن الحسين الفانيذي ، ومحمد بن عبد الملك بن عبد القاهر الأسدي ، ومحمد بن علي بن جعفر الرّستمي ، وأبو الحسن علي بن الحسين بن أيوب البزّاز ، وأحمد بن محمد بن عمر الأواني البزّاز ، وأبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلاني ، وأبو الوفا محمد بن عبد السلام بن علي بن عفان الواعظ ، وأبو منصور بكير بن خطلخ بن عبد الله الفانيذي الشيرازي ، وأبو مسلم عبد الرّحمن بن عمر بن عبد الرّحمن السّمناني التّيمي ، وأبو طالب أحمد بن عبد العزيز بن علي الجرجاني الشروطي البغدادي ، وأبو البركات محمد بن محمد بن رضوان الدمّمي (٢) ، وعلي بن أحمد بن الفرج العكبري ، والحسين بن محمد بن الحسين السراج النحوي المقرئ ـ قراءة عليهم من أصل سماعهم منفردين ، وأنا أسمع ـ قالوا : أنا أبو علي الحسن بن أحمد بن شاذان ، أنا عثمان بن أحمد بن عبد الله بن يزيد الدّقّاق ، نا محمد بن عبيد الله بن أبي داود المنادي ، نا روح بن (٣) عبادة ، نا سعيد بن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لأبيّ بن كعب : «إن الله عزوجل أمرني أن أقرئك القرآن ، أو أقرأ عليك القرآن ، قال : الله سماني لك؟ قال : ـ يعني ـ «نعم» ، قال : وقد ذكرت عند رب العالمين قال : «نعم» ، فذرفت عيناه ، ورواه البخاري (٤) ، عن ابن المنادي [١٩٥٦].

وقد أخبرناه عاليا أبو المظفّر بن القشيري ، أنبأ أبو سعد الجنزوردي ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، أنا أبو يعلى الموصلي ح.

وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو المظفّر بن القشيري ، قالا : أنا عثمان البحيري ، أنا أبو علي زاهر بن أحمد ، نا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز ، قالا : نا هدبة ، نا همّام ، نا وقال أبو يعلى ، عن قتادة ، عن أنس أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لأبيّ : إنّ

__________________

(١) بالأصل «وأبا».

(٢) ضبطت عن الأنساب وهذه النسبة إلى «دمما» قرية كبيرة عند الفلوجة على الفرات.

(٣) ضبطت اللفظتان بالقلم عن تقريب التهذيب.

(٤) أخرجه البخاري في المناقب باب مناقب أبي ح (٤٩٥٩) و (٤٩٦٠) و (٤٩٦١) في التفسير باب سورة لم يكن.

٣١٨

الله أمرني أن أقرأ عليك ، قال أبيّ : الله سمّاني لك؟ قال : «الله سمّاك لي» فجعل أبيّ يبكي رواه مسلم في صحيحه (١) ، عن هدبة بن خالد [١٩٥٧].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا محمد بن إسحاق الحافظ ، أنا خيثمة بن سليمان ، نا السّري بن يحيى قال : ونا محمد بن يعقوب ، نا عباس الدّوري ، قالا : نا قبيصة ح قال : ونا محمد بن محمد بن يونس ، وأحمد بن محمد بن إبراهيم ، قالا : نا أسيد بن عاصم ، نا الحسين بن حفص ، قالا : نا سفيان الثوري ، عن أسلم المنقري ، عن عبد الله بن عبد الرّحمن بن أبزى ، عن أبيه ، قال : قال أبيّ بن كعب ، قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إني أمرت أن أقرأ عليك القرآن» ، قال : قلت يا رسول الله وسمّيت لك؟ قال : «نعم» ، قلت لأبيّ وفرحت بذلك؟ قال : وما يمنعني وهو يقول : (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا)(٢)(٣) [١٩٥٨].

أخبرنا به أعلى من هذا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا إسحاق بن عبد الرّحمن الصابوني ، أنا أبو سعيد الرازي ، أنا محمد بن أيوب ، أنا محمد بن كثير ، نا سفيان ، عن أسلم المنقري ، عن عبد الله بن عبد الرّحمن بن أبزى ، عن أبيه عبد الرّحمن بن أبزى قال : قال أبيّ بن كعب قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أمرت أن أقرئك سورة» ، قال : قلت يا رسول الله : وسمّيت لك؟ قال : «نعم» ، قال : قلت لأبيّ ففرحت بذلك؟ قال : وما يمنعني وهو يقول (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ)(٤)(فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا) [١٩٥٩].

أخبرناه أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، نا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمد بن يعقوب ، نا السّري بن يحيى ، نا قبيصة ، نا سفيان ، عن أسلم المنقري ، عن عبد الله بن عبد الرّحمن بن أبزى ، عن أبيه ، عن أبيّ بن كعب قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنزلت عليّ سورة وأمرت أن أقرئكها» قال : قلت : فسمّيت لك؟ قال : نعم ، قال : قلت لأبيّ : أفرحت بذلك يا أبا المنذر؟ قال : وما يمنعني والله يقول (قُلْ بِفَضْلِ

__________________

(١) أخرجه مسلم في صلاة المسافرين ، وفي باب استحباب قراءة القرآن على أهل الفضل ، وفي فضائل الصحابة ، باب فضائل أبي.

(٢) سورة يونس ، الآية : ٥٨.

(٣) أخرجه أحمد في مسنده ٥ / ١٢٢ و ١٢٣ وأبو نعيم في حلية الأولياء ١ / ٢٥١.

(٤) بالأصل «ورحمته». والمثبت عن م.

٣١٩

اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا) [١٩٦٠].

أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسن ، أنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن محمد بن حسنون بن النّرسي (١) ، نا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس بن الورّاق (٢) ، ـ إملاء ـ نا أبو محمد عبد الرّحمن بن محمد بن عبد الرّحمن بن هلال القرشي ، نا أبو الحسن علي بن عبد الله بن جعفر المديني (٣) ـ سنة أربع وثلاثين ومائتين ـ نا يحيى بن سعيد القطان ، نا الأجلح ـ يعني ابن عبد الله ح.

وأخبرنا أبو العز بن كادش ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفّر ، أنا محمد بن محمد بن سليمان ، نا علي بن المديني ، نا يحيى بن سعيد ، نا أجلح ، نا عبد الله بن عبد الرّحمن بن أبزى ، عن أبيه ، عن أبيّ بن كعب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أمرت أن أعرض عليك القرآن» ، قال : فقلت : وسمّاني لك ربّك فبذلك فلتفرحوا قال : هكذا قرأها أبيّ بن كعب ـ زاد أبو غالب : بالتاء [١٩٦١].

وأخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، نا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا عباس بن الوليد ، نا ابن المبارك ، عن الأجلح ، عن عبد الله بن عبد الرّحمن بن أبزى ، عن أبيه ، عن أبيّ بن كعب قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أمرت أن أقرأ عليك القرآن» ، قال : فقلت : وسمّاني لك ربك؟ قال : «نعم» ، قال : فقرأ عليّ (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)(٤) [١٩٦٢].

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي الوزير ، أنا عبد الله بن محمد البغوي ، نا عمي ـ يعني علي بن عبد العزيز ـ نا أبو ربيعة فهد بن عوف ، نا حمّاد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن عمّار بن أبي عمّار ، عن أبي حبّة (٥) البدري ، قال : لما أن لقى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبيّ بن كعب قال : «إن جبريل عليه‌السلام

__________________

(١) ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٨٤ (٣٧).

(٢) ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٣٨٨ (٢٧٩).

(٣) ترجمته في سير الأعلام ١١ / ٤١ (٢٢).

(٤) سورة يونس ، الآية : ٥٨ وبالأصل «تجمعون».

(٥) بتشديد الموحدة ، ضبطت عن تقريب التهذيب ، انظر ترجمته فيه. وفي تبصير المنتبه ١ / ٤٠٢ واختلف في أبي حنة البدري ، فالجمهور على أنه بالموحدة (كما تقدم وكما أثبتناه) ، وقال الواقدي : بالنون.

وذكر ابن حجر مختلف الأقوال فيه (تقريب التهذيب).

٣٢٠