تاريخ مدينة دمشق - ج ٧

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٧

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٧٧
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف ، أنا أبو أحمد بن عدي قال : السعدي اسمه إبراهيم بن عبد الله بن يعقوب الجوزجاني أبو إسحاق ، سكن دمشق ، يحدّث على المنبر ، ويكاتبه أحمد بن حنبل فيتقوى بكتابه ويقرءوه على المنبر ، وكان شديد الميل إلى مذهب أهل دمشق في التحامل على عليّ.

أنبأنا أبو المظفّر بن القشيري وغيره ، عن محمد بن علي بن محمد ، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي ، قال : وذكر لي ـ يعني الدار قطني ـ إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني فقال : أقام بمكة مدّة ، وبالرملة مدّة ، وبالبصرة مدّة ، وكان من الحفاظ المصنفين والمخرجين الثقات لكن كان فيه انحراف عن علي بن أبي طالب ، اجتمع على بابه أصحاب الحديث فخرج إليهم ، فأخرجت جارية له فروجة لتذبح فلم تجد أحدا يذبحها ، فقال : سبحان الله لا يوجد من يذبحها وقد ذبح علي بن أبي طالب في ضحوة نيفا وعشرين ألفا (١).

قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه ، عن سهل بن بشر الإسفرايني ، أنا أبو الحسن علي بن بقا الوراق ـ بمصر ـ أنا عبد الغني بن سعيد الحافظ ـ بمصر ـ قال : سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد الرّعيني يقول : سمعت عبد الله بن أحمد بن عدبّس يقول : كنا عند إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني فالتمس من يذبح له دجاجة فتعذر عليه فقال : يا قوم تعذّر عليّ ذبح دجاجة وعلي بن أبي طالب قتل سبعين ألف في وقت واحد أو كما قال.

كتب إليّ أبو زكريا يحيى بن مندة ، وحدثني أبو مسعود عبد الجليل بن محمد كوتاه (٢) ، وأبو بكر اللفتواني عنه ، أنا عمي أبو القاسم ، عن أبيه ، أبي عبد الله قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس إبراهيم بن يعقوب بن إسحاق التّميمي يكنى أبا إسحاق خراساني جوزجاني قدم مصر سنة خمس وأربعين ومائتين وكتبت عنه ، وكانت وفاته بدمشق سنة ست وخمسين ومائتين.

__________________

(١) تهذيب التهذيب ١ / ١١٨.

(٢) ضبطت بالقلم بضم الكاف في التبصير ٤ / ١٣٢٦.

٢٨١

قرأت على أبي محمد السلمي ، عن عبد العزيز بن أحمد ، أنا مكي بن محمد بن الغمر ، أنا أبو سليمان بن زبر ، قال : سمعت أبا الدحداح يقول : فيها ـ يعني سنة تسع وخمسين ومائتين ، مات إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني ، زاد الحسن بن منير ـ عن أبي الدحداح ـ يوم الجمعة مستهل ذي القعدة.

٥٤٥ ـ إبراهيم بن يوسف بن خالد بن سويد ،

أبو إسحاق الرازي الهسنجاني (١)(٢)

سمع بدمشق هشام بن عمّار ، ومحمود بن خالد ، وأحمد بن أبي الحواري ، والعباس بن الوليد الخلّال ، والقاسم بن عثمان الجوعيّ ، وحدّث عنهم ، وعن عبد الأعلى بن حمّاد ، وأبي الطاهر بن السّرح ، وعبيد الله بن معاذ ، وأبي بحر عبد الواحد بن غياث ، ومحمد بن عبد الرحيم صاعقة ، وهارون بن عبد الله الحمّال ، وطالوت بن عبّاد ، وهناد بن السّري ، والمسيّب بن واضح ، ومسروق بن المرزبان ، وعمرو بن مالك النّكري (٣) ، وعثمان بن أبي شيبة ، وبكر بن خلف ، والعباس بن الوليد بن مزيد (٤).

روى عنه أبو جعفر العقيلي (٥) ، وأحمد بن يعقوب الأصبهاني ، وأبو عمرو محمد بن جعفر بن مطر النّيسابوري ، وأبو حفص عمر بن عبد الله بن الحسن الأبهري البزّار المعروف بلالا ، وأبو بكر أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي ، وأبو الفضل العباس بن الحسين بن أحمد الصّفّار الرّازي ، وأبو الحسين الرازي ـ نزيل دمشق ـ وميسرة بن علي الهمذاني ، وإسحاق بن أحمد بن قولونة الأصبهاني ، وأبو أحمد بن عدي ، وأبو علي الحسين بن علي بن يزيد النّيسابوري ، وأبو سعيد أحمد بن يعقوب الثّقفي ، وعلي بن أحمد بن بادويه (٦).

__________________

(١) هذه النسبة بكسر الهاء والسين وسكون النون ، إلى قرية من قرى الري يقال لها هسنكان عربت فقيل لها هسنجان (انظر الأنساب واللباب).

(٢) له ترجمة في سير أعلام النبلاء ١٤ / ١١٥ وبحاشيتها ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٣) ضبطت عن التبصير ١ / ١٦٧.

(٤) بالأصل وم «يزيد» خطأ والصواب ما أثبت وقد مرّ قريبا.

(٥) اسمه محمد بن عمرو بن موسى بن حماد ، ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٢٣٦ (٩٣).

(٦) ضبطت عن التبصير ٣ / ١٠٦٣.

٢٨٢

أخبرنا أبو الحسن الفقيه ، نا عبد العزيز الكتاني ، أنا تمّام بن محمد ، وعقيل بن عبيد الله بن أحمد بن عبدان ، قالا : أنا أبو الحسين محمد بن عبد الله بن جعفر بن عبد الله بن الجنيد الرازي ، نا أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف بن خالد بن سويد الرازي ويعرف بالهسنجاني ، نا طالوت بن عبّاد ، نا حمّاد بن سلمة قال : سمعت أبا المهزّم (١) يقول : سمعت أبا هريرة يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «أما يخشى أحدكم إذا رفع رأسه قبل إمامه أن يجعل الله رأسه رأس حمار» [١٩٤٧].

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الشروطي ، أنا أبو بكر الخطيب قال : إبراهيم بن يوسف بن خالد ، أبو إسحاق الرازي الهسنجاني (٢) حدّث عن عبيد الله بن معاذ العنبري ، وعبد الأعلى بن حمّاد ، وهشام بن عمّار ، وأبي الطاهر بن السّرح ، روى عنه أبو جعفر الأصبهاني بزرويه (٣) ، وأبو عمرو بن مطر النّيسابوري ، وأبو بكر الإسماعيلي ، وغيرهم.

قرأت على أبي محمد السلمي ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٤) : أما الهسنجاني ـ بكسر الهاء [والسين وسكون](٥) النون الأولى ـ فهو إبراهيم بن يوسف بن خالد ، أبو إسحاق الرازي الهسنجاني ، روى عن عبيد الله بن معاذ العنبري ، وعبد الأعلى بن حمّاد ، وهشام ، وأبي الطاهر بن السّرح ، روى عنه أبو جعفر الأصبهاني بزرويه ، وأبو عمرو بن مطر ، وأبو بكر الإسماعيلي ، مات الهسنجاني في سنة إحدى وثلاثمائة.

أنبأنا أبو نصر بن القشيري ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا علي يقول : نا إبراهيم بن يوسف بن خالد الهسنجاني الثقة المأمون.

أخبرنا أبو سعد محمد بن محمد المطرّز ، وأبو علي الحداد ، وأبو القاسم غانم بن محمد بن عبيد الله إجازة ح.

__________________

(١) ضبطت عن التبصير ٤ / ١٣٢٦ بضم ثم الفتح وتشديد الزاي وفتحها وقيل كسرها واسمه يزيد بن سفيان يروي عن أبي هريرة.

(٢) بالأصل «السنجاني» والصواب ما أثبت ، وهو صاحب الترجمة.

(٣) ضبطت عن التبصير ١ / ٧٧.

(٤) الإكمال لابن ماكولا ٧ / ٣٢٢.

(٥) سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه والإكمال.

٢٨٣

ثم أخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد المروزي ، أنا أبو علي الحداد ح.

وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الشروطي ، نا أبو بكر الخطيب قالوا : أنا أبو نعيم الحافظ ، قال : سمعت عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان يقول : سنة إحدى وثلاثمائة فيها مات أبو الفضل حمّاد بن مدرك الفستجاني (١) وإبراهيم بن يوسف بن خالد الهسنجاني.

٥٤٦ ـ إبراهيم بن يوسف

سمع منه بعض أهل العلم بعد الستين وأربعمائة.

٥٤٧ ـ إبراهيم بن يونس بن محمد بن يونس ،

أبو إسحاق بن أبي نصر المقدسيّ الخطيب

أصبهاني الأصل.

سمع بدمشق أبا القاسم السّميساطي (٢) وأبا القاسم الحنّائي ، وأبا الحسن بن أبي الحديد ، وأبا الحسن علي بن صدقة الشّرابي ، وببيت المقدس : علي بن طاهر المقدسي ، وأبا الغنائم محمد بن محمد بن الفراء ، وأبا عثمان محمد بن أحمد بن محمد بن ورقا الأصبهاني ، وأبا محمد عبد الله بن الوليد بن سعد بن بكر الأنصاري ، وأبا زكريا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري ، وأبا نصر محمد بن إبراهيم بن علي الهاروني ، وأبا الفتح هبة الله بن محمد الشّهرزوري ، وأبا محمد إسماعيل بن إبراهيم بن إسماعيل بن قلية المقدسي ، وأبا منصور خزرون بن الحسن بن خزرون ، وعمر بن علي الواسطي ، وأبا مسلم محمد بن علي بن طلحة الأصبهاني ، وعبد العزيز بن محمد النّصيبي (٣).

سمع منه ابنا صابر ، وحدّثنا عنه أبو محمد بن الأكفاني ، وأبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان ، ونصر بن أحمد السّوسي.

__________________

(١) ضبطت عن الإكمال ٧ / ٣٢٢ فاء مكسورة وسين ساكنة وتاء مكسورة وانظر التبصير ٤ / ١٤٦٠ وفي الأنساب الفسنجاني بالنون ، هذه النسبة إلى فسنجان بليدة من ناحية فارس. وترجم لحماد.

(٢) اسمه علي بن محمد بن يحيى بن محمد ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ٧١.

(٣) بالأصل وم : النصبي والصواب ما أثبت ، هذه النسبة إلى نصيبين (انظر الأنساب ومعجم البلدان).

٢٨٤

أخبرنا أبو القاسم بن السّوسي ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس بن محمد المقدسي الخطيب بدمشق ، أنا أبو الحسن علي بن طاهر القرشي ـ ببيت المقدس سنة ثلاث وثلاثين وأربعمائة ـ أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس ، أنا أبو جعفر محمد بن إبراهيم بن عبد الله الدّيبلي (١) ، نا عبد الحميد بن صبيح ، نا هشيم (٢) بن بشير الواسطي ، عن الشيباني ، عن عبد الله بن شداد ، قال : حدثتني ميمونة بنت الحارث أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يصلّي على الخمرة (٣) [١٩٤٨].

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان ، أنا الخطيب أبو إسحاق إبراهيم بن يونس المقرئ ، نا الشيخ الفقيه الدّين أبو عثمان محمد بن أحمد بن ورقا الأصبهاني ـ بالقدس ـ نا الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد بن يحيى بن مندة الحافظ بأصبهان ح.

وأخبرناه عاليا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمد ، أنا شجاع بن علي بن شجاع ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا محمد بن عبد الله بن حمزة ، نا جعفر بن محمد بن شاكر ، نا عفان بن مسلم ح.

قال ابن مندة ، وأنا محمد بن محمد بن يونس وغير واحد ، قالوا : حدثنا يونس بن حبيب ، نا أبو داود جميعا ، قالا : نا أبو عوانة ، عن داود الأودي ، عن حميد بن عبد الرّحمن الحميري ، عن حممة (٤) رجل من أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه غزا أصبهان مع أبي موسى الأشعري وفتحت أصبهان في زمن عمر فقال : اللهم إنّ حممة يزعم أنه يحب لقاءك ، اللهم إن كان صادقا فاعزم له بصدقه (٥) ، وإن كان كاذبا فاحمله عليه ، وإن كره اللهم لا يرجع (٦) حممة من سفره ، فمات (٧) بأصبهان. فقال الأشعري ـ وفي حديث

__________________

(١) ضبطت عن التبصير ٢ / ٥٧٥ ، هذه النسبة إلى الدّيبل (انظر معجم البلدان والأنساب).

(٢) ضبطت بالتصغير عن تقريب التهذيب ، وبشير بوزن عظيم ، ترجمته في سير الأعلام ٨ / ٢٨٧ (٧٦).

(٣) الخمرة : هي مقدار ما يضع عليه الرجل وجهه في سجوده من حصير أو نسيجة خوص ونحوه من النبات (النهاية : خمر).

(٤) ضبطت بالقلم عن أسد الغابة ، سماه : حممة بن أبي حمية الدّوسي.

(٥) في الاستيعاب ١ / ٣٩٢ (هامش الإصابة) : فاعزم عليه وصدّقه.

(٦) الاستيعاب : لا تردّ.

(٧) في الاستيعاب : فأخذه بطنه فمات بأصبهان.

٢٨٥

يوسف : فقام الأشعري فقال : ـ يا أيها الناس إنّا والله ما سمعنا ـ زاد يوسف فيما سمعنا ـ وقالا : من نبيكم صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولا بلغ علمنا إلّا أن حممة شهيد ، وفي حديث ابن (١) ورقا : أصفهان في المواضع كلها.

قرأت بخط أبي محمد بن صابر ، توفي شيخنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس بن محمد المقدسي يوم الجمعة وصلّى عليه ابنه أبو الحسين أحمد يوم السبت الثاني من ذي الحجة سنة إحدى وتسعين وأربعمائة بدمشق ، ودفن بمقابر باب الصغير. وذكر أبو عبد الله بن قبيس أنه كان مستهل ذي الحجة.

قال أبو محمد بن صابر وسألته عن مولده فقال : ولدت في رمضان سنة إحدى وعشرين وأربعمائة ، وذكر أخوه أبو القاسم بن صابر أنه مات يوم الجمعة مستهل ذي الحجة وقال : كان كثير التلاوة للقرآن ودفن في باب الصغير كما تقدم.

__________________

(١) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه.

٢٨٦

ذكر من اسمه إبراهيم ممّن لم ينسب

٥٤٨ ـ إبراهيم أبو زرعة مولى الوليد بن عبد الملك

والد زرعة بن إبراهيم

روى عنه محمد بن عبد الله الشّعيثي ، وإسماعيل بن عبيد الله.

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ، نا عبد العزيز بن أحمد ، أنا تمام بن محمد ـ إجازة ـ أنا جعفر بن محمد الكندي ، نا أبو زرعة الدمشقي ـ في تسمية من يكنى بأبي زرعة : وأبو زرعة إبراهيم مولى الوليد بن عبد الملك ـ نا سليمان بن عبد الرّحمن ، نا إسماعيل بن عياش ، عن محمد بن عبد الله الشّعيثي ، عن أبي زرعة إبراهيم مولى الوليد بن عبد الملك قال : مكتوب في التوراة : إذا أسلم ، يعني رجل على يدي الرجل ورثه ، ثم ذكره أبو زرعة بهذا الأسناد في طبقاته في الأصاغر من أصحاب واثلة وغيره فقال : أبو زرعة إبراهيم مولى الوليد بن عبد الملك وابنه زرعة بن إبراهيم.

أخبرنا أبو الغنائم بن النّرسي ـ إجازة واللفظ له ـ ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، وأبو الحسين بن الطّيوري ، وأبو الغنائم بن النّرسي ، قالوا : أنا أبو أحمد الغندجاني ـ زاد ابن خيرون ، وأبو الحسين الأصبهاني ـ قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (١) : إبراهيم أبو زرعة وكان من مسلمة أهل الكتاب يعدّ في الشاميين ، روى عنه إسماعيل بن عبيد الله قوله.

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني ، أنا أبو بكر بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا

__________________

(١) التاريخ الكبير ١ / قسم ١ / ٢٨٧.

٢٨٧

مكي بن عبدان قال : سمعت مسلم بن الحجاج يقول : أبو زرعة إبراهيم ، وكان من مسلمة أهل الكتاب ، روى عنه إسماعيل بن عبيدة ـ كذا في السماع ـ وفي نسخة أخرى : بن عبيد الله ، قوله.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن أبي الفضل التّميمي ، أنا أبو نصر الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أحمد بن شعيب ، أخبرني أبي أبو عبد الرّحمن النسائي قال : أبو زرعة إبراهيم ، وكان من مسلمة أهل الكتاب ، [روى عنه إسماعيل](١) بن عبيد الله.

٥٤٩ ـ إبراهيم أبو الحصين (٢)

حكى عن : أبي عبد الرّحمن القاسم بن عبد الرّحمن (٣).

حكى عنه : محمد بن راشد المكحولي.

قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن البنا ، عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن ، عن أبي عمر بن حيّوية ، أنا أبو الطّيّب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، نا موسى بن إسماعيل ، نا محمد بن راشد الضرير ، حدثني أبو الحصين إبراهيم ، عن القاسم أبي عبد الرّحمن ، وكان من فقهاء أهل دمشق.

أنبأنا أبو الغنائم بن النّرسي ـ واللفظ له ـ ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الفضل بن خيرون ، وأبو الحسين بن الأصبهاني ، قالا : أنا أحمد بن عبدان ، أنا محمد بن سهل ، أنا محمد بن إسماعيل البخاري قال (٤) : [إبراهيم عن القاسم أبي عبد الرحمن سمع منه محمد راشد اليمامي مرسل ، ويقال له أبو الحصين](٥) ، عن محمد بن راشد ، عن إبراهيم أبي الحصين كان القاسم من فقهاء دمشق.

__________________

(١) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن هامشه.

(٢) سقطت ترجمته من مختصر ابن منظور.

(٣) مولى عبد الرحمن بن خالد بن يزيد بن معاوية الأموي ، ترجمته في السير ٥ / ١٩٤.

(٤) التاريخ الكبير ١ / قسم ١ / ٢٨٤.

(٥) العبارة ما بين معكوفتين مستدركة بتمامها عن التاريخ الكبير ، ومكانها اضطربت العبارة بالأصل وم ونصها : قال : وقال موسى بن إسماعيل ، عن محمد بن راشد عن إبراهيم أبي الحصين كان القاسم من فقهاء دمشق.

٢٨٨

أخبرنا أبو بكر الشّقّاني ، أنا أبو بكر بن خلف ، أنا أبو سعيد بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان ، قال : سمعت مسلم بن الحجاج يقول : أبو الحصين إبراهيم ، عن القاسم أبي عبد الرّحمن ، روى عنه محمد بن راشد الشامي.

قرأت على أبي الفضل بن ناصر ، عن أبي الفضل التّميمي ، أنا أبو نصر [عبيد الله بن سعيد](١) الوائلي ، أنا الخصيب بن عبد الله ، أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرّحمن النّسائي قال : قال لي أبي أبو الحصين إبراهيم ، عن القاسم أبي عبد الرّحمن.

أخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، أنا أبو القاسم بن مندة ، أنا أبو طاهر بن سلمة ، أنا أبو الحسن الفأفاء ح.

قال : وأنا ابن مندة ، أنا حمد بن عبد الله ـ إجازة ـ قالا : أنا ابن أبي حاتم قال (٢) : إبراهيم أبو الحصين ، روى عن القاسم أبي (٣) عبد الرّحمن ، روى عنه محمد بن راشد ، مرسلا ، سمعت أبي يقول ذلك.

قرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدار قطني قال : أبو الحصين إبراهيم ، عن القاسم أبي عبد الرّحمن ، روى عنه محمد بن راشد الشامي.

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة ، عن أبي نصر بن ماكولا ، قال (٤) : أبو الحصين إبراهيم ، عن القاسم أبي عبد الرّحمن ، روى عنه محمد بن راشد الشامي مثله (٥).

٥٥٠ ـ إبراهيم (٦)

حكى عن أبي إدريس الخولاني.

__________________

(١) ما بين معكوفتين زيادة عن سير أعلام النبلاء ، ترجمته ١٧ / ٦٥٤ (٤٤٥).

(٢) الجرح والتعديل ١ / قسم ١ / ١٥١.

(٣) في الجرح والتعديل «بن» وهو أبو عبد الرحمن القاسم بن عبد الرحمن.

(٤) الإكمال لابن ماكولا ٢ / ٤٧٩.

(٥) قوله «مثله» كذا بالأصل وم وليست في الإكمال.

(٦) سقطت ترجمته من المختصر لابن منظور.

٢٨٩

روى عنه عياش بن القتباني (١) المصري.

إن لم يكن أبا الحصين فلا أدري من هو.

أنبأنا أبو علي الحداد ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو بكر بن مالك ، نا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ، نا المقرئ ، نا سعيد بن أبي أيوب ، حدثني عياش بن عباس ، عن إبراهيم الدّمشقي ، عن أبي إدريس الخولاني ، قال : من تعلم طرف الحديث ليستقي به [قلوب](٢) الناس لم يرح رائحة الجنة.

٥٥١ ـ إبراهيم من شيوخ الصوفية (٣)

حكى عنه الوجيهي.

أخبرنا أبو سعد عبد الله بن أسعد بن أحمد بن محمد بن حيّان ، أنا أبو بكر بن خلف ، أنا أبو عبد الرّحمن السّلمي ، قال : عبد الله بن علي يقول : سمعت الوجيهي يقول : سمعت أبا علي الرّوذباري وقد تكلم مع إبراهيم الدمشقي في شيء جرى له معه فأنشأ إبراهيم يقول :

فلا تبعدن قلبي وأنت وسيلتي

وهل يبعدن من كنت أنت وسائله

٥٥٢ ـ إبراهيم

أبو إسحاق ابن النائحة ، الشاعر

من أهل دمشق كان في زمن أبي الجيش خمارويه بن أحمد بن طولون.

حكى عنه أبو سليمان بن زبر.

أنبأنا أبو محمد بن صابر ، أنا أبو الحسين بن الحنّائي ، أنا أبو بكر محمد بن علي السلمي ، أنا عبد الوهاب بن عبد الله الحافظ ، وعلي بن موسى الشاهد ، قالا : أنا محمد بن عبد الله بن زبر الرّبعي ، أنا إبراهيم بن النائحة الشاعر ـ بدمشق ـ قال : دخلت على أبي الجيش خمارويه بن أحمد فقال لي : أخبرني بحديث حسن ، فقلت : بلغني

__________________

(١) ضبطت عن التبصير ٣ / ١١٥٩ هذه النسبة كما في التبصير : إلى قتبان بن ردمان من ذي رعين.

(٢) سقطت ترجمته من المختصر لابن منظور.

(٣) سقطت من الأصل واستدركت عن هامشه.

٢٩٠

ـ أيد الله الأمير ـ أن رجلا من الممتحنين ممن تولّت عنه الدنيا (١) ، وزالت عنه النّعمة ولحقته النّحوس وساءت حاله ، ورثّت ثيابه وشعث شعره ، وكثر سهره ، وقلّ فرحه ، فوجد درهما فقال : آخذ شعري وأغسل ثوبي وأدخل الحمام ، فكسر الدّرهم بأربعة ، وجعله في جيبه ومضى يغسل ثوبه ، فسقطت القطع من جيبه ، ولم يبق منها إلّا (٢) قطعة واحدة ، فرجع واجتاز في طريقه بحمّام فدخله ، وأعطى القطعة فلما دخل الحمام نام فيه ، وقصد ذلك الحمّام رجل من الأغنياء ذو حشم وغلمان ، فدخل الحمام وليس فيه إلّا هذا النائم ، فأراد الغلمان طرده فنهاهم عنه ، وقال : دعوه ، فلما انتبه الرجل استحيا وأراد الخروج فدعاه الرجل إليه وخاطبه وكلّمه ، فإذا رجل أديب جميل متكلم فهم ظريف ، قد كملت فيه الأخلاق الشريفة إلّا أنه فقير لا شيء له ، وإذا بالرجل الغني صاحب الحشم ، رجل قصير أعور مقطوع الأذنين أحدب فعجب من نفسه وحاله ، ومن الرجل.

فأمر الرجل غلمانه فغسلوا رأسه ، ودعا بمزيّن فأخذ شعره ودعا له بثياب جدد فلبسها وحمله معه إلى منزله ، وقدّم له طعاما سريا فأكل معه وأمر له بمائة دينار ، وقال له : قد أجريت لك في كل شهر عشرة دنانير ، وتأكل معي وتشرب ، وأكسوك كسوة الشتاء والصيف ، فقال له : يا سيدي أريد أن تحدّثني ما الذي كان بسببه قطع أذناك وقلعت عينك ، وما هذه الحدبة التي في ظهرك؟ فقال له الرجل : يا هذا وأيش سؤالك عما لا يعنيك إله عن هذه ، قال : لا بد أن تحدّثني ، قال : يا هذا إن هذا الذي تسألني عنه شيء ما حدّثت به أحدا قط ، ولا جسر أحد يسألني عنه غيرك ، وأنا الذي جلبت لنفسي هذه البلية بإدخالك منزلي ، فقم عافاك الله وانصرف.

فقال : لا والله لا برحت أو تحدّثني ، فقال : يا هذا اختر مني خصلة من اثنتين ، إما أن تنصرف وقد سوّغتك ما وهبت لك ، وإما أن أحدّثك وآخذ منك كلما أعطيتك ، وألبسك خلقك وأضربك مائة عصا تأديبا لك فقال : يا سيدي ، خذ مني واعمل بي ما شئت بعد ذلك ، فقال للغلمان اعتزلوا ، ثم أنشأ يحدّثني فقال : كانت لي ابنة عمّ جميلة غنية موسرة عظيمة اليسار ، فخطبتها فلم ترغب فيّ لدمامتي وفقري ، فوجهت إليها : يا

__________________

(١) مطموسة بالأصل والمثبت عن م.

(٢) مطموسة بالأصل والمثبت عن م.

٢٩١

بنت عمي أبي وأبوك إخوان ، وأنا أولى الناس بك ، وأنا أسألك أن تحبسي نفسك عليّ سنة فإن رزقني الله وفتح لي فأنا أولى الناس بك ، وإلّا فاعملي بنفسك ما أحببت ، فأجابتني إلى ذلك ، واحتلت بعشرين دينارا فاشتريت فرسا وسرجا ولجاما وسلاحا ، وخرجت إلى رجل من الفتيان ممن يقطع الطريق ، معروف مشهور بالشجاعة والفروسية والإحسان إلى الفتيان والصعاليك ، وحدّثته بخبري ، وطرحت نفسي عليه وقبّلت رأسه ويديه ، فأقمت عنده شهرا وهو محسن إليّ ، ثم خرجنا إلى الصحراء نطلب الطريق ، ونحن عشرة (١) فتيان أجلاد شجعان ، كل واحد يرى نفسه.

فبينما نحن جلوس إذ وافى رجل على فرس فاره وسرج ولجام محلّى ، ومعه بغل عليه صناديق ، فوق الصناديق جارية كأنها الشمس الطالعة ، وعليها ثياب مرتفعة ، وحليّ ظاهر ؛ فقال رئيسنا : قد جاءكم رزقكم ؛ ثم التفت إلى رجل من أصحابه فقال : يا فلان قم الحق الرجل فاقتله وآتينا بالجارية وما معها ، فركب الرجل فرسه ومضى خلف الرجل حتى غاب عنا وأبطأ ، فقال رئيسنا : أظن صاحبنا قتل الرجل واشتغل بالجارية يضاجعها ، ثم قال لرجلين قوما إلى الجارية والرجل فأحضرا ذلك إلينا ، فمضيا واحتبسا ولم يعودا ، فقال : لأصحابنا خبر ، ثم ركب فرسه وركبنا خيلنا وسرنا فوافينا صاحبنا الأول مقتولا ، ثم سرنا فوافينا الآخرين قتيلين ، وسرنا حتى لحقنا الرجل وإذا معه قوس موترة ، وفيه السهم ، فرمى رئيسنا فقتله ، ثم ثنّى بآخر فقتله ، فانهزم الباقون وهربوا على وجوههم وأقمت أنا فطلبت منه الأمان ، فأمّنني وسألته أن يأذن لي في صحبته وخدمته ، فقال : خلّ قوسك وتعال سق بالجارية ، وسار ، ولم يأخذ من سلب القوم شيئا ، ولا من دوابّهم ، ولم يزل سائرا إلى العصر حتى أتى ديرا ، فدقّ بابه فنزل إليه صاحب الدّير ، ففتح الدير ودخل الرجل والجارية الدّير وأنا معهما ، وذبح له صاحب الدير دجاجة وأعدّ له طعاما سريا ، ثم قدّم المائدة وجلس الرجل والجارية وأنا وصاحب الدير وابنه ، فأكلنا حتى شبعنا ثم أحضر الشراب ، فلم يزالوا يشربون إلى المغرب ، ثم قام إليّ وقال : اعذرني فيما أفعله بك ، فإني لست آمنك ، وإنما أنت لص بعد كل حال وأكره غدرك ، ثم شدّ يدي وحبسني في بيت وأقفل عليّ ، ولم يزل يشرب حتى سكر ونام ، وأنا أطالع من شق الباب.

__________________

(١) بالأصل «عشر» والصواب ما أثبت «عشرة».

٢٩٢

فإذا الجارية قد رميت بحصاة فأشارت إلى الذي رماها ، وقالت : قف قليلا ، فلما استثقل الفتى قامت إلى ابن صاحب الدير فوطئها ، ثم عادت إلى مولاها فغرت عليها وقلت : مثل هذه جسرت على هذا السيد الشجاع الذي ما رأت عيني مثله قط ، فأقبلت أرمقها من خلل الباب وهي تقصد ابن صاحب الدير يقضي حاجته منها ، ثم تعود فلما أصبح الرجل فتح الباب وحلّ عني ، واعتذر إليّ أيضا.

ومضت الجارية خارج الدير لما يخرج له النساء ، فحدّثت مولاها بما كان منها ، فصاح عليّ وزبرني وانتهرني فسكتّ وأنا خجل ، فقلت : هذا رجل قد علم بها. ووافت الجارية فلم يظهر لها شيئا وأقام يومه ذلك ، وأعدّ له صاحب الدير طعاما كما فعل بالأمس ، وهو في ذلك يضاحك الجارية ويمازحها إلى أن قدّم الطعام فأكلنا ثم قدم الشراب فشربنا كفعلنا بالأمس سواء ومع الجارية عود تغني به فلما جاء المساء ، قام إليّ واعتذر إليّ وشدّ يدي وحبسني في البيت وأقفله عليّ وأقبل يشرب ، وأنا أنظر إليه إلى أن نام ، ورميت الجارية بحصاة فأومت إليه : قف قليلا ، فلما علمت أن مولاها قد استثقل قامت إليه فوطئها ووثب مولاها إليها مبادرا فذبحها وذبحه ، ثم فتح الباب عليّ وحلّ كتافي ودعا بصاحب الدير وقال : خذ ابنك فواره وحدّثه بأمره وقال لي : إنما صحت عليك لاستثبت القصة في سكون ولا أقدم على ما أقدم عليه إلّا بعلم وعذر واضح ، ثم أمرني فأسرجت له فرسه فركب وحمل الصناديق والجارية فوقها ، وسار وأنا بين يديه ماش حتى انتصف الليل فنزل وقال : عاونّي فلم أزل أنا وهو حتى حفرنا قبرا وطرح الجارية فيه بثيابها وحليّها لم ينزعه عنها وطمّ القبر ودفع إليّ صرة وقال : هذه مائة دينار ، خذها وامض إلى أهلك ولا تقصد هذا القبر ولا تقربه ، والله لأن قربته لأنكلنّ بك.

فقلت : ما أقربه وانصرفت واختفيت ثلاثة أيام ثم جئت إلى القبر في الليل فحفرت حتى وصلت إلى الجارية فإذا مولاها قائم على رأسي ، فأخرجني من القبر وقطع أذني وقال : والله لأن عدت لأنكلنّ بك. فأقمت عشرة أيام ثم رجعت إلى القبر فحفرته حتى وصلت إلى الجارية وهممت بقلع الحليّ ، فإذا مولاها قائم على رأسي فأخرجني وقلع عيني اليمنى ، وقال : ألم أقل لك إنّك لص ليس فيك حيلة ، والله لأن عدت لأقتلنك. وانصرفت ثم عدت إلى القبر بعد ستة أشهر ، وحفرت عليها فقلعت عنها الحليّ ورددت القبر كما كان وانصرفت فوجدت في الحلي خمس مائة دينار ، وجئت بلدي ، ورفقت

٢٩٣

بابنة عمي حتى تزوجت بها ، وكانت عظيمة النعمة كثيرة الجواري ، فأباحتني نعمتها ، ووضعت يدي في التجارة فكثر مالي واتسعت دنياي وعشقت جارية من جواري زوجتي وبليت بها ، وزاد الأمر عليّ حتى كنت لا أصبر عن نظري إليها ، وبذلت لها ثلاثمائة دينار على أن تمكنني من نفسها فلم تفعل ، فقنعت بالنظر ، فشكتني إلى ستّها ، [وأعلمتها محبتي لها](١) وما بذلت لها ، فحجبتها عني ومنعتني من النظر إليها.

فجعلت بيني وبينها رسولا على أن [أشتريها من ستّها](٢) ثم أعتقها وأتزوج بها ، وأهب لها ألف دينار فامتنعت وكلمتني من وراء حجاب ، فقالت : يا مولاي ، أصدقني حتى أصدقك. هل أحببت ستّي قط؟ فقلت : إي والله حتى جاء حبك فأزال حبها ، قالت : وكذا بعدي تحب غيري وتبغضني ، أنت رجل ملول ، لا تصلح لي ، فلا تتعب نفسك فليس [ـ والله ـ تصل](٣) إليّ أبدا.

ومضت إلى ستّها فحدثتها بكل ما جرى بيني وبينها فطردت الرسول وحجبتها عني [فاشتد قلقي ، ثم](٤) قابلتني وقالت : أخذتك فقيرا وحشا ، فكسرت بختي ، ولحقني منك بلاء ، إلى أن زاد الأمر بيني وبينها فمددت يدي إليها فأقلبتها إلى الأرض ، وجعلت أخنقها فبادرت الجارية التي أحبها فأخذت منارة عظيمة فضربت بها ظهري ، وخرجت من الدار هاربة على وجهها مني ، فماتت زوجتي مما خنقتها وظهرت لي حدبة في ظهري ولم أر الجارية إلى يومي هذا ، ولا سمعت لها بخبر.

ثم أمر بالرجل فنزعت عنه ثيابه وألبسه خلقانه وأخذ المال منه وضربه مائتي عصا وطرده. قال أبو إسحاق : فضحك أبو الجيش وأمر لي بمائة دينار فأخذتها وانصرفت.

٥٥٣ ـ إبراهيم الخيّاط

ذكر أبو أحمد عبد الله بن بكر بن محمد الطبراني : أنه كان شيخا فاضلا ، وأنه كان بدمشق يسكن بمسجد باب كيسان في سنة تسع وخمسين وثلاثمائة.

__________________

(١) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل ، والمثبت عن م.

(٢) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل ، والمثبت عن م.

(٣) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل ، والمثبت عن م.

(٤) ما بين معكوفتين مطموس بالأصل ، والمثبت عن م.

٢٩٤

٥٥٤ ـ أبرد الدمشقي

روى عن مكحول ، روى حديثه يحيى بن أيوب المصري ، عن حرب بن يسار.

فرّق ابن مندة بينه وبين أبرد بن يزيد الشامي الذي حدّث عن نافع ، وروى عنه ضمرة بن ربيعة ، حكى ذلك عنه محمد بن طاهر المقدسي فيما نقلته من خطه.

٥٥٥ ـ أبرش بن الوليد بن عبد عمرو بن جبلة بن وائل

ابن قيس بن بكر بن الجلاح ، وهو عامر بن عوف بن بكر

ابن كعب بن عوف بن عامر بن عوف بن بكر بن عوف بن عذرة بن

زيد اللّات بن رفيدة بن ثور بن كلب بن وبرة

ابن ثعلب بن حلوان بن الحاف بن قضاعة ،

واسمه سعيد ، والأبرش لقب

أبو مجاشع الكلبي

أحد الفصحاء من أصحاب هشام بن عبد الملك ، روى عنه عبد الله بن عياش المنتوف.

أخبرنا أبو الفتح ناصر بن عبد الرّحمن بن محمد ، نا أبو الفتح نصر بن إبراهيم ، أنبأني أبو إسحاق إبراهيم بن سعيد بن عبد الله الحبّال ، أنا أبو القاسم يحيى بن الفرج الصّيرفي ، أنا أبو بكر محمد بن ميمون بن سعيد المالكي ، نا القاضي أبو الطاهر ـ إملاء ـ نا محمد بن عبد الملك السّرّاج ، أنا أحمد بن عبيد أخبرني هشام بن محمد بن السائب الكلبي قال : أتت الخلافة هشاما وعنده سالم كاتبه ، وكان مولاه ، وإليه تنسب أجمة سالم ، والربيع حاجبه ، والأبرش الكلبي جليسه ؛ فسجد هشام وكاتبه وحاجبه ولم يسجد الأبرش فلما رفع هشام رأسه قال : يا أبرش ما منعك من السجود؟ وقد سجدت وسجد هذا وهذا ، قال : أما أنت فأتتك الخلافة فشكرت الله عزوجل على عطاء جزيل ، وأما هذا فكاتبك وشريكك ، وأما هذا فحاجبك والمؤدّي عنك وإليك ، وأما أنا فرجل من العرب لي بك حرمة وخاصّية ، وأنا أخاف أن تغيّرك الخلافة ، فعلى ما ذا أسجد؟ قال : وإنما منعك من السجود ما ذكرت؟ قال : نعم ، قال : فلك ذمّة الله وذمة رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم

٢٩٥

أن لا أتغيّر عليك ؛ قال : الآن طاب السّجود ، الله أكبر (١).

أخبرنا أبو العز بن كادش ـ فيما قرأ عليّ أسناده ، وناولني إياه وقال : اروه عني ـ أنا أبو علي الجازري ، أنا أبو الفرج المعافي بن زكريا ، نا عبيد الله بن محمد بن جعفر الأزدي ، نا أبو بكر بن أبي الدنيا ، حدّثني الحسين بن عبد الرّحمن عن أبي عبد الرّحمن الطائي ، عن عبد الله بن عياش حدّثني الأبرش بن الوليد الكلبي قال : دخلت على هشام بن عبد الملك فسألته حاجة فامتنع عليّ ، فقلت : يا أمير المؤمنين لا بد منها فإنا قد ثنينا عليها رجلا ، قال : ذاك أضعف لك أن تثني رجلك على ما ليس عندك ، فقلت : يا أمير المؤمنين ما كنت أظن أني أمدّ يدي إلى شيء مما قبلك إلّا نلته ، قال : ولم؟ قلت : لأني رأيتك لذلك أهلا ورأيتني مستحقه منك ، قال : يا أبرش ما أكثر من يرى أنه يستحق أمرا ليس به بأهل ، فقلت : أفّ لك إنك ـ والله ـ ما علمت قليل الخير نكده ، والله إن نصيب منك الشيء إلّا بعد مسألة ، فإذا وصل إلينا مننت به ، والله إن أصبنا منك خيرا قط ، قال : لا والله ، ولكنّا وجدنا الأعرابي أقلّ شيء شكرا ، قلت : والله إني لأكره (٢) الرجل يحصي ما يعطي.

ودخل عليه أخوه سعيد بن عبد الملك ، ونحن في [ذلك ،](٣) فقال : مه يا أبا مجاشع لا تقل ذلك لأمير المؤمنين ، قال : فقال هشام أترضى بأبي عثمان بيني وبينك؟ قلت : نعم ، قال سعيد : ما تقول يا أبا مجاشع ، فقلت : لا تعجل صحبت ـ والله ـ هذا ، وهو أرذل بني أبيه ، وأنا يومئذ سيد قومي ، وأكثرهم مالا ، وأوجهم جاها ، أدعى إلى الأمور العظام من قبل الخلفاء ، وما يطمع هذا يومئذ فيما صار إليه ، حتى إذا صار إلى البحر الأخضر غرف لنا منه غرفة ، ثم قال : حسبك ، فقال هشام : يا أبرش اغفرها لي ، فو الله لا أعود لشيء تكرهه أبدا ، صدق يا أبا عثمان.

قال : فو الله ما زال لي مكرما حتى مات.

__________________

(١) الخبر في العقد الفريد ٢ / ١٦٧ ـ ١٦٨ مختصرا ، وفي فوات الوفيات ٤ / ٢٣٩ والوزراء والكتاب للجهشياري ص ٥٩. ونسبت هذه القصة إلى عبد الحميد الكاتب مع مروان بن محمد في كتاب سرح العيون عند الكلام على ترجمة عبد الحميد.

وقد وردت القصة في المصادر باختلاف بعض ألفاظها ومعانيها عما ورد هنا.

(٢) بالأصل «لا أكره» والمثبت عن مختصر ابن منظور.

(٣) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه.

٢٩٦

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو محمد عبد الوهاب بن علي بن عبد الوهاب السكري ، أنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز الطاهري ، أنا أحمد بن جعفر بن محمد الختّلي ، أنا أبو خليفة الفضل بن الحباب الجمحي ، نا محمد بن سلام الجمحي ، قال : وقال الفرزدق أبياتا كتب بها إلى سعيد بن الوليد الأبرش الكلبي فكلّم له هشاما وهي (١) :

إلى الأبرش الكلبي أسندت حاجة

تواكلها حيّا تميم ووائل

على حين أن زلّت بي النعل زلّة

وأخلف ظنّي كل حاف وناعل

فدونكها يا ابن الوليد فإنّها

مفضلة أصحابها في المحامل (٢)

ودونكها (٣) يا ابن الوليد فقم بها

قيام امرئ في قومه غير جاهل (٤)

فكلّم فيها هشاما فأمر بتخليته ، فقال :

لقد وثب الكلبيّ وثبة حازم

إلى خير خلق الله نفسا وعنصرا

إلى خير أبناء الخلافة لم تجد

لحاجته من دونه متأخرا

أبى (٥) حلف كلب في تميم وعقدها

لما سنّت الآباء أن يتغمرا

وكان حلف قديم بين كلب وتميم في الجاهلية ؛ في ذلك قول جرير :

تميم إلى كلب وكلب إليهم

أحقّ وأولى من صداء وحميرا (٦)

وذكر أبو [بكر](٧) محمد بن يحيى الصولي ، نا ابن فهم ، نا محمد بن صالح ، نا أبو اليقظان ، قال : كان بين مسلمة وهشام تباعد وكان الأبرش الكلبي يدخل إليهما ،

__________________

(١) الخبر والأبيات في الأغاني ٢١ / ٣٣٦ في ترجمة الفرزدق. والأبيات ليست في ديوانه.

(٢) الأغاني : المحافل.

(٣) عن الأغاني وبالأصل «وأوتكها».

(٤) في الأغاني : غير خامل.

(٥) عن الأغاني وبالأصل «أفي».

(٦) شرح ديوانه ط بيروت ص ١٨٢ من قصيدة طويلة مطلعها :

لمن رسم دارهم أن يتغيرا

تراوحه الأرواح والقطر أعصرا

وبرواية : «نزار» بدل «تميم» و «وأدنى» بدل من «وأولى».

(٧) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه.

٢٩٧

وكان أحسن الناس حديثا وعقلا وعلما فقال له هشام : كيف تكون خاصّا بي وبمسلمة على ما بيننا؟ فقال لأني [كما](١) قال الشاعر :

أعاشر قوما لست أخبر بعضهم

بأسرار بعض ، إنّ صدري واسع

فقال كذاك ـ والله ـ أنت.

قرأت على أبي محمد عبد الله بن أسد بن عمار بن الخضر ، عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، أنا عبد الوهاب بن جعفر الميداني ، أخبرني أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن أبي الخطّاب ، حدّثني أبو طاهر القاضي ، نا أبو خليفة ، نا أبي ، نا محمد بن سلّام قال : حدا الأبرش الكلبي بالمنصور فقال :

أغرّ بين حاجبيه نوره

إذا توارى ربه ستوره

فأطرب المنصور فأمر له بدرهم ، فقال : يا أمير المؤمنين إنّي حدوت بهشام بن عبد الملك فطرب فأمر لي بعشرة آلاف درهم ، فقال : يا ربيع ، طالبه بها ، وقد أعطاه ما لا يستحقه ، وأخذه من غير حلّه ، فلم يزل أهل الدولة يشفعون له حتى ردّ الدرهم وخلّي.

قرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف بن بشر ، نا الحسين بن فهم ، نا محمد بن سعد ، قال في الطبقة الرابعة من قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان ثم من بني كلب بن وبرة بن ثعلبة بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة عبد عمرو واسمه بكر بن جبلة بن وائل بن قيس بن بكر بن عامر بن الجلاح بن عوف بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللّات بن رفيدة بن ثور بن كلب ، وفد إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأسلم ، ومن ولده سعيد بن الوليد بن عبد عمرو بن جبلة صاحب هشام بن عبد الملك.

__________________

(١) سقطت من الأصل واستدركت على هامشه.

٢٩٨

٥٥٦ ـ أبق بن محمد بن بوري بن طغتكين أتابك

أبو المظفّر سعيد التركي (١)

ولد ببعلبك وقدم دمشق مع أبيه محمد ، فلما مات أبوه محمد ولي إمرة دمشق يوم الجمعة الثامن من شعبان سنة أربع وثلاثين وخمسمائة ، وكان أتابك زنكي بن آق سنقر صاحب حلب وبعض الشام والموصل والجزيرة محاصرا لدمشق فلم يصل منها إلى مقصود ، ورحل عنها ، وكان أبق صغير السن واستولى على أمره أنر بن عبد الله الملقّب بمعين الدين مملوك جدّ أبيه طغتكين ، والرئيس أبو الفوارس المسيب بن علي بن الصّوفي (٢) فلما مات أنر انبسطت يد أبق قليلا ، والرئيس أبو الفوارس يدبّر الأمور وبعد مدة دبّر أبق وجماعة من بطانته على الرّئيس حتى أخرجه من دمشق إلى صرخد (٣) ، واستوزر أخاه أبا البيان حيدرة بن عليّ (٤) ، مديدة ، ثم استدعى عطاء بن حفاظ السّلمي الخادم من بعلبك ، وجعله مقدّما على العسكر ، وقتل أبا البيان ، ثم قبض على عطاء وقتله ، ولم يلبث بعد ذلك إلّا يسيرا حتى قدم الملك العادل أبو القاسم محمود بن زنكي بن آق سنقر ، فحاصر البلد مدة يسيرة وسلّم إليه بالأمان يوم الأحد العاشر من صفر سنة تسع وأربعين وخمسمائة ، ووفى لأبق بما جعل له وسلّم إليه مدينة حمص ، فأقام بها يسيرا ، ثم انتقل منها إلى بالس (٥) ـ مدينة بناحية الفرات ـ فسلّمت إليه بأمر الملك العادل ، فأقام بها مدّة ، ثم توجه منها إلى بغداد ، فقبله أمير المؤمنين المقتفي لأمر الله ، وأخرج له ديوانا كفاه ببغداد ، وقد كان قبل أن يخرج أبق الصّوفي من دمشق قد رفع الأقساط وما كان يؤخذ في الكوز من الباعة ، وكان كريما ، ومات ببغداد (٦).

__________________

(١) ترجمته في الوافي بالوفيات ٦ / ١٨٨ وسير الأعلام ٢٠ / ٣٦٥ وانظر بحاشيتيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمته.

(٢) ترجمته في سير الأعلام ٢٠ / ٢٤٢.

(٣) بلد ملاصق لبلاد حوران ، وهي قلعة حصينة (معجم البلدان).

(٤) ترجمته في سير الأعلام ٢٠ / ٢٤٢.

(٥) بالس : بلد بالشام بين حلب والرقة (معجم البلدان) وفي مختصر ابن منظور : «بالسن» وفي الوافي : «نابلس».

(٦) مات كهلا سنة ٥٦٤ (سير الأعلام والوافي).

٢٩٩

٥٥٧ ـ أبو نخيلة بن جوز (١) ، ـ ويقال : حزن ـ بن زائدة

ابن لقيط بن هدم بن يثربي ، وقيل : أثربيّ بن ظالم بن مخاشن

ابن حمّان بن عبد العزّى بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم ،

أبو الجنيد ، وأبو العرماس الحمّاني الشاعر

من أهل البصرة وأبو نخيلة اسمه ، وله كنيتان ، ويقال اسم أبي نخيلة حبيب (٢) بن حزن.

وكان عاقّا بأبيه فنفاه عن نفسه ، فخرج إلى الشّام واتّصل بمسلمة بن عبد الملك ، فأحسن إليه ، وأوصله إلى خلفاء بني أمية واحدا بعد واحد ، وبقي إلى أيام المنصور ، وكان الأغلب على شعره الرجز ، وله قصيد غير كثير ، ووفد على هشام بن عبد الملك ، وولدته أمّه في أصل نخلة فسمّته أبا نخيلة ، وقيل إنه كان مطعون النسب.

قرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدار قطني ، قال : أبو نخيلة السعدي الراجز كان في أيام المنصور قتله عيسى بن موسى وهو القائل في أرجوزته للمنصور في المهدي (٣) :

عيسى فزحلقها (٤) إلى محمّد

حتى تؤدّى من يد إلى يد

فقد رضينا بالغلام الأمرد

وقد فرغنا غير أن لم نشهد

وغير أن العقد لم يؤكّد

وهذه أرجوزة طويلة.

أخبرنا أبو عبد الكريم بن حمزة ، أنا عبد الرحيم بن أحمد بن نصر البخاري ـ إجازة ـ وحدثنا خالي (٥) القاضي أبو المعالي ، محمد بن يحيى القرشي ، نا نصر بن إبراهيم المقدسي ، أنا عبد الرحيم بن أحمد ، أنا عبد الغني بن سعيد قال : وأبا نخيلة

__________________

(١) في المختصر : «حرز».

(٢) في الشعر والشعراء ص ٣٨١ «اسمه يعمر ، وإنما كني أبا نخيلة لأن أمه ولدته إلى جنب نخلة. وسيأتي عن ابن ماكولا أيضا أن اسمه يعمر.

(٣) الأرجوزة في الأغاني ٢٠ / ٤١٧ و ٤١٩ قالها في يوم بيعة المهدي وخلع عيسى بن موسى.

(٤) في الأغاني : فزحلفها بالفاء ، وبهامشها عن نسخة : فزحلقها كالأصل ، والمعنى : ادفعها أو اعطها.

(٥) بالأصل وم «خال» والصواب ما أثبت ، وانظر ترجمة أبي المعالي في سير الأعلام ٢٠ / ١٣٧.

٣٠٠