تاريخ مدينة دمشق - ج ٧

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٧

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٤٧٧
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

الدمشقي في هذا الأسبوع ـ يعني في شهر رمضان من سنة أربعمائة ـ من مدينة السلام ، مات في رجب.

أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، نا وأبو منصور بن خيرون ، أنا أبو بكر الخطيب (١) ، حدثني العتيقي قال : مات أبو مسعود الدمشقي في سنة إحدى وأربعمائة.

قال الخطيب : وببغداد توفي ، وصلّى عليه أبو حامد الإسفرايني وكان وصيّه ، ودفن في مقبرة جامع المنصور قريبا من السّكك.

٥٠٦ ـ إبراهيم بن محمد بن عقيل بن زيد بن الحسن بن الحسين

أبو إسحاق بن أبي بكر الشّهرزوري الفقيه الفرضي الواعظ

سمع أباه بدمشق ، وأبا الفرج عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بن برهان بصور ، وأبا عبد الله بن سلوان ، وأبوي القاسم الحنّائي وعبد الرزاق بن عبد الله بن فضيل ، وأبا بكر الخطيب ، وأبا نصر بن طلّاب ، وأبا الحسن بن أبي الحديد ، وأبا محمد عبد العزيز بن أحمد.

حدثنا عنه : أبو القاسم بن عبدان ، وأبو الحسن علي بن نجا بن أسد.

أخبرنا أبو الحسن علي بن نجا بن أسد المؤذن ، أنا القاضي أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن عقيل بن زيد الشّهرزوري ، أنا أبو عبد الله محمد بن علي بن يحيى بن سلوان المازني ح.

وأخبرنا عاليا أبو القاسم ، علي بن إبراهيم ، أنا أبو عبد الله بن سلوان ، أنا أبو القاسم الفضل بن جعفر التّميمي المؤذن ، أنا أبو بكر عبد الرّحمن بن القاسم بن الفرج بن عبد الواحد الهاشمي ، نا أبو مسهر عبد الأعلى بن مسهر ، نا سفيان بن عيينة ، عن الزّهري ، عن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب ، عن أبيه ، قال : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأبو بكر وعمر يمشون أمام الجنازة [١٩١٦].

ذكر أبو محمد بن الأكفاني قال : سنة أربع وتسعين وأربعمائة فيها توفي القاضي الفقيه العالم أبو إسحاق ، إبراهيم بن محمد بن عقيل بن زيد الشّهرزوري الواعظ ـ رحمه‌الله ـ في يوم الاثنين السابع من المحرّم بدمشق.

__________________

(١) تاريخ بغداد ٦ / ١٧٣.

٢٠١

وقال لي أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه : توفي خالي في المحرم سنة أربع وتسعين ، وكان مولده سنة خمس وعشرين [وأربعمائة](١).

٥٠٧ ـ إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله

ابن عبّاس بن عبد المطّلب بن هاشم

أبو إسحاق المعروف بالإمام (٢)

كان يكون بالحميمة (٣) من أعمال السّراة ، من أعمال دمشق ، وهو الذي عهد إليه أبوه محمد بن علي بالإمامة من بعده ، فرفع أمره إلى مروان بن محمد ، فأخذه وسجنه وقتله في السجن بحرّان (٤).

روى عن أبيه ، وجدّه علي بن عبد الله ، وأبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية.

روى عنه : مالك بن الهيثم ، وأبو مسلم عبد الرّحمن بن مسلم الخراساني ، وأبو العبّاس السّفّاح ، وأبو جعفر المنصور.

كتب إليّ أبو طالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي ، وحدثنا أبو طاهر إبراهيم بن الحسن الفقيه عنه ، أنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسّن بن علي ، نا أحمد بن عبد الله بن أحمد الدّوري الورّاق ، نا أحمد بن إسحاق بن إبراهيم القاضي الملحمي (٥) ، حدثني محمد بن سهل بن حمّاد الرّقّي بالرّقّة ، نا صالح بن عمرو بن نباتة ، حدثني أمير المؤمنين المأمون حدثني أبي عن أبيه ، عن جده المنصور ، حدثني أخي إبراهيم الإمام أنه سمع جده علي بن عبد الله بن العباس يحدث عن العباس بن عبد المطلب قال : كان في مسجد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جذع إذا خطب الناس أسند إليه ظهره قال : فلمّا كثر الناس وانجفلوا عليه من كل ناحية ، اتّخذ له منبرا فلما صعده حنّ الجذع ، دعاه ، فأقبل يخدّ الأرض والناس حوله ، والناس ينظرون ، فالتزمه وكلّمه ثم قال له

__________________

(١) زيادة لازمة.

(٢) سير أعلام النبلاء ٥ / ٣٧٩ وبحاشيتها ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٣) الحميمة بلد من أعمال عمان في أطراف الشام (معجم البلدان).

(٤) انظر في ذلك الطبري ٧ / ٤٣٥ ـ ٤٣٧.

(٥) ضبطت عن الأنساب ، له ترجمة في سير الأعلام ١٥ / ٢٤٧ (١٠١).

٢٠٢

ـ وهم يسمعون ـ «عد إلى مكانك» فمرّ حتى عاد إلى مكانه وبحضرته المؤمنين وجماعة من المنافقين فازداد المؤمنون إيمانا وبصيرة ، وشكّ المنافقون وارتابوا وقالوا : أخذ محمد بأبصارنا وهلكوا [١٩١٧].

أخبرنا أبو محمد طلحة بن أبي غالب بن عبد السلام ، أنا أبو يعلى بن الفراء ، أنا أبو الحسن علي بن معروف بن محمد البزّاز ، نا إبراهيم بن عبد الصمد بن موسى ، حدثني أبي ، حدثني أبي موسى بن محمد بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن جده عن عبد الله بن عباس قال : أرسل العباس بن عبد المطلب وربيعة بن الحارث ابنيهما : الفضل بن العباس ، وعبد المطلب بن ربيعة بن الحارث إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأتياه ، فقالا له : يا رسول الله إنّا نراك تستعمل رجالا من غيرنا ، فاستعملنا نؤدي إليك كما يؤدون ، ونصيب ما نتزوج ونستعين به على صنيعتنا ، فأرسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى بني هاشم خاصّة فلما اجتمعوا عنده قال : «يا بني عبد المطلب إن الصّدقة لا تحل لي ولا لكم ، إنما هي أوساخ الناس وغسول خطاياهم» ، ثم دعا بمحميّة بن جزيّ (١) الكلبي (٢) ، فقال لمحميّة : «أنكح الفضل ابنتك» ، ونظر إلى ربيعة فقال : «أنكح ابن أخيك ابنتك أم حكيم» ، فقال : يا رسول الله ما كنت أخبأها إلّا لك فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنكحها ابن أخيك. ثم انصرف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عنهم وعوّضهم من الخمس ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كتب إلى عماله : يأمرهم بأخذ الصّدقة ويقول في كتبه : «إن الصدقة لا تحلّ لمحمد ولا لآل محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم». في إسناده انقطاع [١٩١٨].

ذكر إبراهيم بن عيسى بن المنصور أن إبراهيم بن محمد الإمام ولد سنة ثمان وسبعين ، وذكر غيره أنه ولد سنة اثنتين وثمانين ، وأمّه أمّ ولد بربرية اسمها سلمى.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم بن الخليل الجلّاب ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمد بن سعد (٣) قال : في الطبقة الخامسة من أهل المدينة : إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب وأمّه أمّ ولد وهو الذي يقال له الإمام ، وكان

__________________

(١) كذا بالأصل والمختصر ، وفي أسد الغابة وتبصير المنتبه ١ / ٢٥٤ «جزء».

(٢) في أسد الغابة والتبصير : الزبيدي.

(٣) لم يرد في ابن سعد المطبوع.

٢٠٣

أبوه أوصى إليه فكان شيعتهم يختلفون إليه ويكاتبونه من خراسان وتأتيه رسلهم ، فبلغ ذلك مروان بن محمد فبعث إليه فحبسه بأرض الشام فمات في حبسه سنة إحدى وثلاثين ومائة ، وكان يوم مات ابن ثمان وأربعين سنة ، وكان ظهور أهل بيته من بني العباس والمسودة بالكوفة ، وبويع لأبي العباس عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بالخلافة للنصف من شهر ربيع الأول سنة اثنتين وثلاثين ومائة وهو يومئذ ابن ست وعشرين سنة وأشهر ، وكانت أمّ أبي العباس ريطة بنت عبيد الله بن عبد الله بن عبد المدان بن الدّيّان من بني الحارث بن كعب.

أخبرنا أبو غالب بن البنا ، أنا محمد بن أحمد بن الآبنوسي ، أنا عبيد الله بن عثمان بن يحيى ، أنا إسماعيل بن علي بن إسماعيل الخطبي ، قال : وأوصى محمد بن علي إلى ابنه إبراهيم بن محمد فسمّي الإمام بعد أبيه ، وشهر بهذا الاسم ، وانتشرت دعوته بخراسان كلها ، ووجّه بأبي مسلم إلى خراسان واليا على دعاته وشيعته ، فتجرد أبو مسلم لمحاربة عمال بني أمية وقوي أمره واستفحل ، وأظهر لبس السواد ، وغلب على البلاد يدعو هو ومن معه إلى طاعة الإمام ويعمل بما يرد عليه من مكاتبة أبي إسحاق بن محمد الإمام له سامعا منه مطيعا له غير مظهر للناس اسمه إلّا لمن كان من الدعاة والشيعة فإنهم يعرفونه دون غيرهم من الناس إلى أن ظهر أمره وانكشف ، ووقف مروان بن محمد على خبره فوجّه إليه فأخذه وحبسه وقتله (١).

فحدثنا محمد بن موسى بن حمّاد البربري ، نا سليمان بن أبي شيخ ، نا صالح بن سليمان ، قال : كان أبو مسلم يكاتب إبراهيم بن محمد فقدم على إبراهيم رسوله فساءله فإذا رجل من عرب خراسان فصيح ، فغمّه ذلك ، فكتب إلى أبي مسلم : ألم أنهك عن أن يكون رسولك عربيا؟ يطّلع مثل هذا على أمرك؟ فإذا أتاك فاقتله.

وحبس الرسول ، فلما خرج من عنده قرأ الكتاب فأتى به مروان بن محمد ، فأرسل فأخذ إبراهيم وحبسه وهو بحرّان ، وأمر به فغمّ وقتل في الحبس.

قال صالح بن سليمان : جعلوا على وجهه مرفقة وقعدوا عليها ؛ ويقال : إن قتله كان بحرّان في صفر سنة اثنتين وثلاثين ومائة ، وله يومئذ من السن إحدى وخمسون

__________________

(١) الخبر في سير أعلام النبلاء ٥ / ٣٧٩ مختصرا.

٢٠٤

سنة ، وصلّى عليه رجل يقال له المهلهل بن صفوان (١).

وقد ذكر أن إبراهيم الإمام كان حضر الموسم في سنة إحدى وثلاثين ومائة في جماعة من أهله ومواليه ومعه نحو من ثلاثين نجيبا ، فشهر نفسه في الموسم ، ورآه أهل الشام وغيرهم ، فاشتهر عندهم ، وبلغ مروان خبره في الموسم وما كان معه من الربيء (٢) والآلة.

وقيل له : إنّ أبا مسلم و [من](٣) لبس السواد يأتمّون به ويسمّونه الإمام ، ويدعون إليه. فوجه إليه في المحرم بعد منصرفه من الحج فأخذه وقتله في صفر.

أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء ، وأبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا البنا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزبير بن بكار قال : فولد محمد بن علي الإمام إبراهيم بن محمد وموسى بن محمد ، مات في حياة أبيه وهما لأم ولد قال إبراهيم بن علي بن هرمة (٤) يمدحه يعني إبراهيم بن محمد :

جزى الله إبراهيم عن جلّ قومه

رشادا يكفّيه ومن شاء أرشدا

أغرّ كضوء البرق (٥) يستمطر الذّرى

ويهتاش مرتاحا إذا هو أنفذا

ومهما يكن منّي إليك فإنّه

بلا خطأ منّي ولكن تعمّدا

وقلت : امرؤ غمر العطيّات ماجد

متى ألقه ألق الجواري أسعدا

غرائب شعر قلته لك صادقا

وأعلمته رسما فغار وأنجدا

وأنت امرؤ حلو المؤاخاة باذل

إذا ما بخيل القوم لم يصطنع يدا

لك الفضل من هنّا وهنّا وراثة

أبا عن أب لم يختلس تلك قعددا

بنى لك العبّاس من المجد غاية (٦)

إلى عزّ قدموس من المجد أصيدا

__________________

(١) الخبر مختصرا في سير أعلام النبلاء ٥ / ٢٧٩.

(٢) الربيء : الحراس (القاموس).

(٣) الزيادة لازمة.

(٤) القصيدة ليست في ديوان ابن هرمة.

(٥) في مختصر ابن منظور ٤ / ١٥٢ «الشمس».

(٦) كذا ورد صدره بالأصل ، وصوب في المختصر إلى :

بناه لك العباس للمجد غاية

٢٠٥

وشيّد عبد الله إذ كان مثلها

وشدّ بأطناب العلى فتشيّدا

وشد عليّ في يديه بعروة

وحبلين من مجد أغير وأحصدا

وكم من غلاء أو علا قد ورثتها

بأحسن ميراث أباك محمدا

وأنت امرؤ أوفى قريش حمالة

وأكرمها فيها مقاما ومقعدا

كريم إذا ما أوجب اليوم نائلا

عليه جزيلا بثّ أضعافه غدا

سعى ناشئا للمكرمات فنالها

وأفرع في وادي العلى ثم أصعدا

على مأثرات من أبيه وجدّه

فأكرم بذا فرعا وبالأصل محتدا

وأجرى جوادا يحسر الخيل خلفه

إلى قصبات السّبق مثنى وموحدا

إذا ساد (١) يوما عدّ من ولد هاشم

أبا ذكره لا يقلب الوجه اسودا

أغرّ مناقبا بنى المجد بيته

مكان الثّريّا ثم علا فكبّدا

ومورد أمر لم يجد مصدرا له

أتاك فأصدرت الذي كان أوردا

وموقد نار لم يجد مطفئا لها

أتاك فأطفأت الذي كان أوقدا

فلم أر في الأقوام مثلك سيّدا

أهشّ بمعروف وأصدق موعدا

وأنهض بالعزم الثقيل احتماله

وأعظم إذ لا يرفد الناس مرفدا

ولو لم يجد للواقفين ببابه

سوى الثوب ألقى ثوبه وتجرّدا

أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان ، نا أبو يعقوب النّخعي ، نا العباس بن هشام الكلبي ، عن أبيه ، قال : كان إبراهيم الإمام يقول : الكامل المروءة من أحرز دينه ، ووصل رحمه ، واجتنب ما يلام عليه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن البقشلاميّ (٢) ، وأبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا البنّا ، قالوا : أنا محمد بن أحمد بن الآبنوسي ، أنا أبو الحسن الدار قطني ، نا أبو بكر بن الأنباري ، حدثني أبي ، حدثني أبو عكرمة الضّبّي قال : قدم إبراهيم الإمام المدينة فأتاه قوم فكلموه في حمالة فأجابهم ، فقال له رجل من

__________________

(١) عن المختصر وبالأصل «ساء».

(٢) بالأصل «البقشلان» والمثبت عن الأنساب وهذه النسبة إلى «شلام» وهي قرية من قرى بغداد يقال لها شلام كثيرة البق ، وكان أبو الحسن أو أبوه أو جده نزلها فآذاه البق فيها ، فبقي الاسم عليه. (الأنساب).

٢٠٦

الأنصار : أنت والله كما قال الأعشى (١) :

يرى البخل مرّا والعطاء كأنّما

يلذّ به عذبا من الماء باردا

وأحلم من قيس وأمضى من الذي

بذي الغيل من جفان أصبح حاردا (٢)

فقال إبراهيم : يا أخا الأنصار ، إنا لا نقدر على غير ما ترى ، ثم تمثّل بقول لبيد (٣) :

وبنو الدّيّان لا يأتون لا

وعلى ألسنهم خفّت نعم

زيّنت أحلامهم أحسابهم

وكذاك الدين (٤) زين للكرم

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمد بن عثمان بن السّوّاق البندار ، ومحمد بن محمد بن الحسين العكبري قالا : أنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان العصّاري ، أنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخوّاص (٥) ، أنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق ، حدثني محمد بن أبي علي المصري ، نا أمية بن خالد ، حدثني عبد الرّحمن بن مالك الأنصاري ، عن أبيه ، أنه سمع شيخا لهم يقول : قدم إبراهيم بن محمد المدينة فأتته عجوز من ولد الحارث بن عبد المطلب فشكت إليه ضنك المعيشة ، فقال : ما يحضرني لك الكثير ، ولا أرضى لك بالقليل ، وأنا على ظهر سفر اقبلي ما حضر وتفضّلي بالعذر ، ثم دعا مولى له فقال : ادفع إليها ما بقي من نفقتنا ، وخذي هذا البعير والعبد ، فقالت : بأبي وأمي أجزل الله في الآخرة أجرك وأعلى في الدنيا كعبك ، ورفع فيها ذكرك وغفر لك يوم الحساب ذنبك فأنت كما قالت أم جميل بنت حرب :

زين العشيرة كلها

في البدو منها والحضر

وزينها في النائبا

ت وفي الرحال وفي السفر

__________________

(١) ديوان الأعشى ط بيروت ص ٤٤.

(٢) روايته في الديوان :

وأحلم من قيس وأجرأ مقدما

لدى الروع من ليث إذا راح حاردا

(٣) ديوانه ط بيروت ص ٢٢٩ ذيل ديوانه.

(٤) ديوانه : الحلم.

(٥) هذه النسبة لمن ينسج الخوص ، وهو لمن يعمل المراوح من سعف النخل (الأنساب).

٢٠٧

ورث المكارم كلها

وعلا على كل البشر

ضخم الدسيعة ماجد

يعطي الجزيل بلا كدر

قال وقدم إبراهيم الإمام المدينة فأتاه قوم من العرب فسألوه أن يرفدهم في حمالة يحملوها فسألهم عما بقي عليهم فأعطاهم ذلك ، فقلت : بأبي وأمي يا أبا إسحاق أنت كما قال الأعشى :

يرى البخل مرا والعطاء كأنما

يلذّ به عذبا من الماء باردا

وأحلم من قيس وأمضى من الذي

بذي الغيل من خفان يصبح حاردا

فقال يا أخا الأنصار لسنا نفعل ما ترى من سعة ولكن ولد أبي لا يحسنون إلّا ما ترى وتمثل بقول لبيد :

وبنو الديان لا يأتون لا

وعلى ألسنهم خفت نعم

زينت أحلامهم أحسابهم

وكذاك الحلم زين للكرم

قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين الغسّاني ، عن عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، أنا عبد الوهاب الميداني ، أنا أبو سليمان بن عبد الله بن زبر ، أنا عبد الله بن أحمد بن جعفر ، أنا محمد بن جرير (١) : حدثني أحمد بن زهير ، نا عبد الوهاب بن إبراهيم بن خالد ، نا أبو هاشم مخلّد بن محمد بن صالح ، قال : قدم مروان بن محمد الرّقّة حين قدمها متوجها إلى الضّحاك بسعيد بن هشام بن عبد الملك وابنيه عثمان ومروان ، وهم في وثاقهم معه ، فسرّحهم (٢) إلى حبسه (٣) بحرّان ، فحبسهم في حبسها ومعهم إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس ، وعبد الله بن عمر بن عبد العزيز والعباس بن الوليد ، وأبو محمد السّفيانيّ وكان يقال له البيطار (٤) ـ فهلك في السجن في حرّان منهم في وباء وقع بحرّان : العباس بن الوليد وإبراهيم بن محمد وعبد الله بن عمر.

__________________

(١) تاريخ الطبري ٧ / ٤٢٦.

(٢) الطبري : فسرح بهم.

(٣) الطبري : خليفته.

(٤) عن الطبري وبالأصل «البيكار».

٢٠٨

قال الطبري : وذكر عمر أن عبد الله بن كثير العبديّ حدّثه عن علي (١) بن عيسى بن موسى ، عن أبيه ، قال : هدم مروان على إبراهيم بن محمد بيتا فقتله ، وقيل : إنه سقي لبنا مسموما فمات.

أنبأنا أبو غالب بن البنّا ، عن أبي طالب محمد بن علي العشاري (٢) وأبي الفتح بن المحاملي ، وأبي الحسين بن الآبنوسي ، عن أبي الحسن الدار قطني ، عن أبي محمد الحسن بن رشيق ، حدثني أبو القاسم الحسن بن آدم بن عبد الله ، حدثني أبو محمد عبيد بن محمد بن إبراهيم ، حدثني عبد الله بن فراس قال : سمعت هشام بن محمد بن يوسف يذكر : أن أبا مسلم كان عبدا سرّاجا من أهل خراسان وأنه صبغ خرقا سوداء فجعلها في قناة قال : وكانوا يسمعون في الحديث أنها تخرج رايات سود من قبل المشرق ، فكانت أنفسهم تتوق إلى ذلك ، فلما فعل أبو مسلم ذلك تبعه عبيد وغير ذلك ، وقال : من تبعني فهو حرّ ثم خرج هو ومن اتّبعه فوقعوا بعامل كان في بعض تلك الكور فقتلوه ، وأخذوا ما كان معه ، وازداد من كان معه كثرة ، وسار في خراسان فأخذ كبراها ثم كتب إلى إبراهيم بن محمد.

وكان إبراهيم ـ فيما ذكروا ـ مختفيا عند رجل من أهل الكوفة ، قد حفر له نفقا في الأرض ، فكتب إليه أبو مسلم ، فأرسل إليه رجلا من أصحابه ـ قد سمّى له موضعه ، والرجل الذي هو عنده ـ فخرج رسوله حتى بلغ الرجل فأدخله عليه ، فدفع إليه كتابه وجعل إبراهيم يسائله ما بلغوا من البلاد ، وأجابه بما أجابه ، فلما ودّعه ـ وهو يريد المسير ـ قال له إبراهيم : أقر صاحبك السلام ، وقل له لا يمر بشجرة عظيمة في طريقه إلّا نحاها من طريقه.

قال : فلما خرج الرجل قال في نفسه : هذا الذي نحن نقاتل له على الدّين ـ زعم ـ وهو يأمرني بما أمر.

قال : فجعل وجهه إلى مروان بن محمد ، وإنما أراد بقوله : لا يمرّ بشجرة عظيمة إلّا نحاها من طريقه ، يريد : ألّا يمر برجل كبير القدر إلّا قتله.

__________________

(١) الطبري : علي بن موسى.

(٢) ضبطت عن الأنساب ، وهو لقب جده ، كان طويلا فقيل له العشاري لذلك.

٢٠٩

قال : فلما بلغ الرجل دمشق أتى إلى حاجب مروان ، فقال : عندي لأمير المؤمنين نصيحة قال : فدخل حاجبه فأعلمه ، فأمره أن يدخله عليه ، فلمّا أدخل عليه قال : يا أمير المؤمنين أتريد إبراهيم بن محمد؟ قال : نعم ، وكيف لي بذلك؟ قال : وجّه معي من أدفعه إليه. قال : فوجه معه فرسانا إلى الكوفة ، فسار الرجل حتى إذا بلغ الكوفة ، قال للفرسان الذين معه : انظروني حتى أصل إلى الموضع الذي أريد ، فإذا دخلت فاقتحموا أثري.

قال : ففعل وفعلوا فدخل إلى إبراهيم فبينا هو يكلّمه إذ دخل القوم فأخذوه ، فذكروا أنه قال لصاحب منزله : أمّا أنا فلا أحسب إلّا أني قد ذهبت ، فإن كان أمر قولوا لأبي مسلم فليبايع لابن الحارثيّة ، وهو أبو العباس ، وهو أخوه.

قال : فلما ظفر أبو مسلم وجّه إلى الكوفة نفرا من شيعتهم ، وأمرهم أن يستخرجوا أبا العباس.

قال : فاستخرجوه من الموضع الذي كان فيه مختفيا ، قال : فمضوا به إلى مسجد الكوفة ، فأصعد المنبر ، قال : وهو حينئذ فتى شاب حين اخضرّ وجهه قال : فذهب يتكلم فأرتج عليه (١). قال فصعد عمه داود بن علي على المنبر حتى كان دونه بدرجة ، قال (٢) : فحمد الله وأثنى عليه وقال فيما قال : إن الله عزوجل رحم أولكم بأولنا وآخركم بآخرنا ، أما ورب هذه القبلة ما صعد على هذه الأعواد خليفة بعد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وصوابه : على ابن أبي طالب ـ إلّا هو ، قال : ثم أمره أبو العباس أن يحجّ بالناس ، فخرج حتى حجّ بالناس ، ثم فرش له في مسجد الحرام ، فكان ينظر في المظالم ، إذ جاءه حاجبه فقال له : عبد الله بن طاوس ، قال : قدّمه : فلما تقدم إليه وسلّم عليه ، رد عليه‌السلام وقال : مرحبا بابن راوية بن عباس.

قال : فبينا هو على ذلك إذ تقدم إليه رجل فقال : أبقى الله الأمير وأتمّ عليه نعمته ، إني رجل من أهل الطائف ، من ثقيف ، وإن رجلا من هذه المسوّدة عدا على غلام لي فأخذه ، وقد أتيت إلى الأمير أرجو عدله ونصفته فقال له داود : فبئس الرجل أنت وبئس

__________________

(١) في الطبري ٧ / ٤٢٦ كان موعوكا فاشتد به الوعك ، فجلس على المنبر.

(٢) انظر خطبته في الطبري ٧ / ٤٢٦ ـ ٤٢٧.

٢١٠

الحي حيّك وسينالهم وبال ذلك وسنخلص [إليك حصتك](١) من ذلك ، ثم أخذه الجند فأقاموه وأبعدوه.

وقد تقدم في تاريخ الخطبي أن الإمام قتل في صفر من سنة اثنتين وثلاثين ومائة.

أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفرّاء ، وأبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن أحمد بن البنّا ، قالوا : أنا أبو جعفر بن المسلمة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أحمد بن سليمان الطوسي ، نا الزّبير بن بكار الزّبيري قال : ولإبراهيم يقول إبراهيم بن علي بن هرّمة يرثيه (٢) :

قد كنت أحسبني جلدا فضعضعني

قبر بحرّان فيه عصمة الدين

قبر (٣) الإمام الذي عزّت مصيبته

وعيّلت كل ذي مال ومسكين (٤)

إن الإمام الذي ولّى وغادرني

كأنّي بعده في ثوب مجنون

حال الزمان بنا إذ مات يعركنا

عرك الضّباع أديما غير مدهون

وأعقب الدهر ريشا في مناكبه

فما يزال مع الأعداء يرميني

فرحمة الله أنواعا مضاعفة

عليك من مقعص ظلما ومسجون

ولا (٥) عفا الله عن مروان مظلمة

لكن عفا اله عمّن قال آمين

قال : وقال إبراهيم بن علي بن هرمة يرثي إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن العبّاس ، ويمدح أمير المؤمنين أبا العباس حيث يقول (٦) :

أتاني وأهلي باللّوى فوق مثعر (٧)

وقد زجر الليل النجوم فولّت

وفاة ابن عباس وصيّ محمد

فأبت فراشي حسرة ما تجلّت

__________________

(١) اللفظتان مطموستان بالأصل ، والمثبت عن م ، وانظر مختصر ابن منظور ٤ / ١٥٦.

(٢) الأبيات ـ بعضها ـ في ديوانه ص ٢٢١ وبعضها في الطبري ٧ / ٤٢٧.

(٣) الطبري : فيه الإمام الذي عزت مصيبته.

(٤) قبله في الطبري :

فيه الإمام وخير الناس كلهم

بين الصفائح والأحجار والطين

(٥) الطبري : «فلا».

(٦) القصيدة ليست في ديوانه.

(٧) مثعر : ماء لجهينة (معجم البلدان).

٢١١

فإن تك أحداث المنايا اخترمنه

فقد أعظمت رزءا به وأجلّت

وإن يك غدر ناله من منافق

فإنّ له العقبى إذا النّعل زلّت

فصال بنو الشّيخ الوليّ على التي

أصابت جروما منهم فاستملّت

فقالوا : بإبراهيم ثأرا ، ولم يكن

دما سال يجري في دماء فطلّت

أمروان أولى بالخلافة منكما

أصيبت إذن يمنى يديّ فشلّت

وأنتم بنو عمّ النبي ورهطه

فقد سئمت نفسي الحياة وملّت

فشأن المنايا بعدكم ثم شأنها

وشأني إذا طافت بكم وأظلّت

وقد كان إبراهيم مولى خلافة

بها خضعت صعر الرّقاب وذلّت

وأوصى لعبد الله بالعهد بعده

خلافة حقّ لا أمانيّ ضلّت

فشمّر عبد الله لمّا تجرّدت

لواقح من حرب وحول تجلّت

فقاد إليها الحالبين فأنهلوا

ظماء إذا صارت إلى الريّ علّت (١)

خلايا تخلّتها الحروب ولم يكن

خلايا لقاح خلّيت فتخلّت

فقام ابن عبّاس مقام ابن حرّة

حصان إذا البيض الصوارم سلّت

أتته الصواحي من معدّ وغيرها

فطنّب ظلا فوقها فاستظلّت

وشام إليه الراغبون غمامة

عريضا سناها أنشئت فاستهلّت

جزى الله إبراهيم خير جزائه

وجادت عليه البارقات وظلّت

وكنّا به حتى مضى لسبيله

كذات العطول (٢) حلّيت فتحلّت

يعين على الجلّى قريشا بما له

ويحمل عن هلّاكها ما أكلّت

وكم من كسير الساق لاءم ساقه

بمعروفه حتى استوت واستمرت

توليتكم لمّا خشيت ضلالة

ألا كلّ نفس (٣) أهلها من تولّت

__________________

(١) العلل الشربة الثانية ، أو الشرب بعد الشرب تباعا ، والنهل : أول الشرب ، (القاموس).

(٢) العطول بالضم المرأة إذا لم يكن عليها حلي (قاموس).

(٣) في المختصر : كل نعش.

٢١٢

٥٠٨ ـ إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد بن علي بن الحسين

ابن علي بن حمزة بن يحيى بن الحسين

ابن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب

أبو علي العدوي (١) الزّيدي الكوفي

قدم دمشق هو وأولاده عمر (٢) ، وعمار ، ومعدّ ، وعدنان ، وسكن بها مدة ، وما أظنه حدّث بها بشيء ، ثم رجع إلى الكوفة وحدّث بها عن الشريف أبي القاسم زيد بن أبي هاشم جعفر العلوي الكوفي.

حدّثنا عنه ابنه أبو البركات عمر بن إبراهيم ، وأبو راشد أحمد بن محمد بن محمد بن هوّاشة (٣).

أخبرنا أبو البركات عمر بن إبراهيم ، وأبو راشد أحمد بن محمد بن محمد بن هوّاشة بالكوفة ، قالا : أنا الشريف أبو علي إبراهيم بن محمد بن محمد بن أحمد الزّيدي ، قال عم والدي ـ رحمه‌الله ـ أبو القاسم زيد بن جعفر العلوي ، أنا أبو جعفر محمد بن علي بن دحيم الشّيباني ، نا أحمد بن حازم بن أبي غرزة (٤) ، أنا عبيد الله بن موسى ، أنا حمّاد بن سلمة ، عن سعيد بن جمهان عن سفينة (٥) قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنّه ليس لنبيّ أن يدخل بيتا مزوّقا» [١٩١٩].

أنشدنا أبو سعد عبد الكريم بن محمد بن منصور السمعاني ، أنشدنا الشريف أبو البركات عمر بن إبراهيم بن محمد الحسيني بالكوفة ، أنشدني أبي لنفسه بدمشق :

راخ (٦) لها زمامها والأنسعا (٧)

ورم بها من العلى ما شسعا

__________________

(١) في المختصر : العلوي.

(٢) ترجم له في الأنساب (الزيدي) وهو من شيوخ السمعاني كما ذكر ذلك بنفسه.

(٣) ضبطت عن تبصير المنتبه ٤ / ١٤٥٢ وذكره قال : أحمد بن محمد أبو راشد بن هرّاشة كتب عنه ابن عساكر بالكوفة.

(٤) ضبطت عن التبصير ٣ / ٩٤٦ بمعجمة ثم راء ثم زاي مفتوحات.

(٥) سفينة مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يكنى أبا عبد الرحمن ، يقال كان اسمه مهران ، لقب سفينة لكونه حمل شيئا كبيرا في السفر (تقريب التهذيب).

(٦) المختصر : «أرخ».

(٧) الأنسعا ، كذا ، لعله يريد النّسع وهو سير ينسج عريضا على هيئة أعنة النعال تشدّ به الرحال. (القاموس).

٢١٣

وارحل بها مغتربا عن العدى

توطينك من أرض العدى متّسعا

يا رائد الظعن بأكناف الحمى

بلّغ سلامي إن وصلت لعلعا (١)

وحيّ خدرا بأثيلات الغضا

عهدت فيه قمرا مبرقعا

كان وقوعي في يديه ولعا

وأوّل العشق يكون ولعا

ما ذا عليها لو رثت لساهر

لو لا انتظار طيفها ما هجعا

تمنّعت من وصله فكلّما

زاد غراما زاده تمنّعا

أنا ابن سادات قريش وابن من

لم يبق في قوس الفخار منزعا

وابن علي والحسين وهما

أبرّ من حجّ ولبّى وسعا

نحن بنو زيد وما زاحمنا

في المجد إلّا من غدا مدفّعا

الأكثرون في المساعي عددا

والأطولون بالضّراب أذرعا

من كل بسّام المحيّا لم يكن

عند المعالي والعوالي ورعا (٢)

طاب أصول مجدكم في هاشم

وطال فيها عودنا وفرعا

وأنشدنا أبو سعد السمعاني أيضا ، أنشدنا عمر بن إبراهيم ، أنشدني والدي لنفسه بدمشق :

لما أرقت بجلّق (٣)

وأقضّ فيها مضجعي

نادمت بدر سمائها

بنواظر لم تهجع

وسألته بتوجّع

وتخضّع وتفجّع

صف للأحبة ما ترى

من فعل بينهم معي

واقر السلام على الحبيب

ومن بتلك الأربع

سألت الشريف أبا البركات عن وفاة والده أبي علي فقال : في شوال سنة ست وستين وأربعمائة بالكوفة.

٥٠٩ ـ إبراهيم بن محمد بن أبي ملك

أظنه من أهل ساحل دمشق.

__________________

(١) لعلع : منزل بين البصرة والكوفة (معجم البلدان).

(٢) الورع ككتف الجبان والصغير الضعيف (القاموس).

(٣) جلّق : دمشق ، اسم لها وقيل محلة فيها.

٢١٤

حدّث عن : عبد الوهاب بن هشام بن الغاز الصّيداوي.

روى عنه العباس بن الوليد بن مزيد (١) البيروتي.

أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو تراب حيدرة بن أحمد المقرئ ، وأبو محمد بن السّمرقندي قالوا : نا عبد العزيز بن أحمد الكتاني ، أنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر المرّي (٢) ، أنا أبو بكر محمد بن سليمان ، نا أبو عمرو عبد الرّحمن بن عمرو بن عبد الرحيم ـ قاضي حمص ـ نا العباس بن الوليد بن مزيد العذري ، حدثني إبراهيم بن محمد بن أبي ملك ، حدثني عبد الوهاب بن هشام بن الغاز ، أخبرني أبي هشام بن الغاز قال : كتب إليّ أبو جعفر المنصور وإلى عبد الرّحمن بن يزيد بن جابر بالقدوم عليه ، فقدمنا عليه. قال : فكنا نجلس في المسجد الذي بيننا ، فبينا نحن ذات يوم جلوسا إذ جاءنا شاب له هيئة حسنة فقال : ممن أنتما؟ قلنا : من أهل الشام ، وذكر حديث الرأس بطوله. كذا قال لم يزد عليه.

٥١٠ ـ إبراهيم بن محمد بن يعقوب التّيمي ، الهمذاني (٣)

سمع بدمشق : سليمان بن أيوب بن حذلم ، وإسماعيل بن محمد بن قيراط العذري.

روى عنه : فارس (٤) ، وأبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس العبقسي (٥) المكي.

قرأت بخط أبي الفتح سليم بن أيوب الرازي الفقيه ، وانبأنيه أبو القاسم النسيب عنه ، نا الشيخ أبو الحسين أحمد بن فارس ، حدثني أبي فارس ، نا إبراهيم بن محمد بن

__________________

(١) بالأصل «يزيد» تحريف والصواب ما أثبت ، وقد مرّ قريبا.

(٢) بالأصل «المدني» خطأ والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٧ / ٤٦٨ (٣٠٧).

(٣) بالأصل «الهمداني» والصواب عن سير أعلام النبلاء ١٥ / ٣٨٩ وانظر بحاشيته ثبتا بمصادر أخرى ترجمت له.

كناه الذهبي : بأبي إسحاق الهمذاني الترابي.

(٤) كذا بالأصل وم.

(٥) بالأصل وم «العنقسي» والمثبت عن سير أعلام النبلاء ١٥ / ٣٩٠ وترجمته في السير ١٧ / ١٨١.

٢١٥

يعقوب الهمذاني ـ بهمذان ـ نا سليمان بن أيوب بن حذلم الدمشقي ، نا محمود بن خالد الدّمشقي ، نا أبي ، نا محمد بن راشد عن داود بن أبي الأسود ، وسفيان الثوري ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا صلّى تطوّعا فشقّ عليه طول القيام ركع ثم سجد سجدتين ، وقرأ قاعدا بما بدا له ، فإذا أراد أن يركع قام فقرأ ، ثم سجد [١٩٢٠].

أنبأنا أبو الفتح بن أبي عبد الله الثّغري ، نا نصر بن أبي إسحاق الفقيه ، أنا أبو الحسن علي بن طاهر بن محمد القرشي ، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس ، نا إبراهيم بن محمد بن يعقوب التّيمي ـ من كتابه ـ نا إسماعيل بن محمد بن قيراط العذري الدّمشقي ، نا أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن التميمي ح.

وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، أنا أبو عبد الله الحسن بن أحمد بن أبي الحديد ، أنا علي بن الحسن بن علي الرّبعي ، أنا أبو الفرج العباس بن محمد بن حبان ، حدثني حبان بن موسى بن حبان (١) ، نا أبو أيوب سليمان بن عبد الرّحمن ، نا محمد بن عبد القدوس عن المجالد بن سعيد الهمذاني (٢) ، نا عامر ، نا مكحول عن رجل قال : كنا جلوسا في حلقة عمر بن الخطاب في مسجد المدينة نتذاكر فضائل القرآن فذكر الحديث في أعجوبة : «بسم الله الرّحمن الرحيم».

٥١١ ـ إبراهيم بن محمد البغدادي

سمع بدمشق : أبا الأصيد محمد بن عبد الله بن عبد الرّحمن الإمام.

روى عنه : أبو حاتم حامد بن العباس الهروي.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أحمد بن منصور ، قال : سمعت الحسن بن حفص الأندلسي يقول أنا حامد بن العباس ـ أبو حاتم الهروي ـ نا إبراهيم بن محمد البغدادي ، نا أبو الأصيد محمّد بن عبد الله الإمام الدّمشقي ـ بها ـ نا عمران بن موسى

__________________

(١) ترجمته في سير الأعلام ١١ / ١١.

(٢) بالأصل «الهمداني» والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير أعلام النبلاء ٦ / ٢٨٤.

٢١٦

الطّرسوسي قال : قال النّباجيّ (١) أبو عبد الله (٢) : أصل العلم خمس خصال : أولها : الإيمان بالله (٣) ، والثانية : معرفة الحق ، والثالثة : إخلاص العمل ، والرابعة : أن يكون مطعم الرجل من حلال ، والخامسة : أن يكون على السّنّة والجماعة ؛ فلو (٤) أن عبدا آمن بالله عزوجل ، وأخلص نيّته لله وعرف الحق على نفسه ، وكان مطعمه من حلال ، ولم يكن على السّنّة والجماعة لم ينتفع من ذلك بشيء.

٥١٢ ـ إبراهيم بن محمد أبو إسحاق البجلي

من أهل بوشنج (٥).

سكن دمشق وكان يصلّي في مسجد دار البطيخ ويكتب المصاحف ، ثم تولّى الصّلاة في المسجد الجامع مدة سنين إلى أن توفي.

سمع أبا علي بن أبي نصر ، وأبا القاسم بن الفرات ، ورشأ بن نظيف ، وأبا بكر الشّهرزوري ، وأبا محمد عبد الله بن الحسين بن عبيد الله بن عبدان ، وأبا علي الأهوازي ، وأبا الحسن علي بن الخضر السلمي ، وأبا طالب الحسين بن محمد بن السفاح ، وسعيد بن أحمد بن محمد بن نعيم العيّار الصّوفي ، وعبد الغافر بن محمد الفارسي ، وأبا بكر الخطيب ، وأبا بكر محمد بن علي الحداد.

روى عنه : أبو القاسم بن صابر ، وأبو يعلى بن أبي خيش (٦) ، وحدثنا عنه أبو القاسم بن عبدان.

أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبد الله بن عبدان الأزدي ـ بقراءتي عليه ـ أنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد البجلي الإمام ـ بقراءتي عليه ـ أنا أبو علي بن أبي

__________________

(١) اسمه سعيد بن بريد ترجمته في سير الأعلام ٩ / ٥٨٦ وحلية الأولياء ٩ / ٣١٠ وتحرف اسمه فيها إلى «سعيد بن يزيد».

(٢) الخبر في حلية الأولياء ٩ / ٣١٠ وحرف اسمه قال : أبا عبد الله الساجي.

(٣) الحلية : معرفة الله تعالى.

(٤) من هنا اختلفت العبارة في الحلية.

(٥) بوشنج بليدة نزهة خصيبة في واد مشجر من نواحي هراة (معجم البلدان). وفي م : بوسنج.

(٦) ضبطت عن التبصير ١ / ٢٨٣.

٢١٧

نصر ، أنا أبو القاسم عبد المحسن بن عمر بن يحيى بن سعيد الصّفّار ، أنا عتيق بن عبد الرّحمن ـ فيما قرأت عليه ـ نا أحمد بن حرب ، نا أبو معاوية محمد بن حازم ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن زينب ، عن أم سلمة قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنكم تختصمون إليّ ، ولعلّ بعضكم أن يكون ألحن بحجّته من بعض ، فأقضي له على نحو ممّا أسمع ، فمن قضيت له بحقّ أخيه شيئا بغير حقّ ، فإنما أقطع له قطعة من النار» [١٩٢١].

قرأت بخط أبي القاسم بن صابر ، قال لنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد البجلي : وجدت بخط والدي : ولد إبراهيم بن محمد في شهر ربيع الآخر سنة سبع وأربعمائة وتوفي في محرم سنة ست وثمانين وأربعمائة ، وكان شيخا دينا زاهدا ثقة.

وذكر أبو محمد بن الأكفاني أن إبراهيم بن محمد البجلي البوشنجي إمام المسجد الجامع بدمشق توفي بدمشق في يوم الاثنين الخامس عشر من محرّم سنة ست وثمانين.

وذكر أبو محمد بن صابر : أنه ثقة دين زاهد ، وكذا ذكر أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ـ فيما قرأته بخطه ـ وزاد : ودفن من يومه بعد الظهيرة في مقابر باب الصغير ، وكان عبدا صالحا.

وذكره أبو عبد الله بن قبيس فقال : الشيخ الصالح الدّين.

٥١٣ ـ إبراهيم بن محمود بن حمزة

أبو إسحاق النّيسابوري الفقيه المالكي (١)

تفقّه بمصر على ابن عبد الحكم ، وسمع بدمشق ومصر والحجاز والعراق وخراسان.

وحدّث عن : أبي هبيرة محمد بن الوليد ، ويزيد بن محمد بن عبد الصمد الدّمشقيين ، وابن عبد الحكم ، وابن أخي ابن وهب ، ويونس بن عبد الأعلى ، وعبد الجبار بن العلاء ، وهارون بن إسحاق ، وأحمد بن منيع ، وأبي يحيى محمد بن سعيد بن غالب العطّار ، ومحمد بن رافع ، ومحمد بن يحيى الذهلي ، ويوسف بن سعيد بن مسلم ، والربيع بن سليمان ، وأحمد بن عيسى الخشّاب.

__________________

(١) ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٧٩ والإكمال ٦ / ٣٩٥.

٢١٨

روى عنه ابن أخيه محمود بن محمد بن محمود ، وأبو الطّيّب محمد بن أحمد بن حمدون المذكر ، وحسان بن محمد الفقيه ، وأبو بكر محمد بن الحسن النّقّاش المقرئ.

أخبرنا أبو النضر عبد الرّحمن بن عبد الجبار بن عثمان ، وأبو الحسن محمد بن علي بن محمد بن الطبيب ، وأخته حرة ، وأبو القاسم عبد الرشيد بن أسعد بن إسماعيل (١) وأبو طالب المطهّر بن يعلى بن عوض العلوي ـ بهراة ـ وأبو الرضا أسعد بن محمد بن أبي عاصم الماليني ـ بأوبرة (٢) : قرية من قرى مالين ـ قالوا : أنا الفقيه أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد العميري الهروي (٣) ، أنا أبو منصور محمد بن جبريل بن ماح الفقيه ، أنا أبو الطّيّب محمد بن أحمد بن حمدون ـ بنيسابور ـ أنا إبراهيم بن محمود ، نا أبو هبيرة محمد بن الوليد الدّمشقي ، نا أبو مسهر ، نا يزيد بن السّمط ، نا الأوزاعي ، عن يحيى بن سعيد ، عن محمد بن إبراهيم ، عن أنس بن مالك أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

«إنّما الأعمال بالنيّات ، ولكلّ امرئ ما نوى ، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله ، فهجرته إلى الله ورسوله ، ومن كانت هجرته إلى امرأة ينكحها أو دنيا يصيبها فهجرته إلى ما هاجر إليه» [١٩٢٢].

المحفوظ حديث محمد بن إبراهيم ، عن علقمة بن وقاص عن عمر. وهذا غريب جدا.

أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد الفقيه ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، نا أبو الوليد الفقيه ، نا إبراهيم بن محمود قال : سمعت الربيع يقول : قال الشافعي : قال ربيعة : من أفطر من رمضان يوما قضى اثني عشر يوما ، لأن الله جل ذكره اختار شهرا من اثني عشر شهرا فعليه أن يقضي بدلا من كل يوم اثني عشر يوما ، قال الشافعي : يلزمه أن يقول من ترك الصّلاة ليلة القدر أن يقضي تلك الصّلاة ألف شهر لأن

__________________

(١) كلمة غير واضحة بالأصل ورسمها في م : القامي.

(٢) كذا ، وفي معجم البلدان «أوبر» : من قرى بلخ.

(٣) ترجمته في سير الأعلام ١٩ / ٦٩ والعميري بضم العين وفتح الميم قال السمعاني : هذه النسبة إلى الجد.

٢١٩

الله تعالى يقول : (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)(١).

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قال (٢) : سمعت محمود بن محمد بن محمود ابن أخي إبراهيم بن محمود يقول : سمعت عمي يقول : قال لي عبد الله بن الحكم : ما قدم علينا خراساني أعرف بطريقة مالك منك ، فإذا انصرفت إلى خراسان فادع الناس إلى رأي مالك.

قال (٣) : وسمعت محمود بن محمد يقول : كان عمّي يصوم النهار ويقوم الليل ، ولا يدع الجهاد في كل ثلاث سنين.

وقال أبو عبد الله الحافظ (٤) : إبراهيم بن محمود بن حمزة الفقيه أبو إسحاق المالكي المعروف بالقطّان ، ولم يكن بعده بنيسابور للمالكية مدرّس ، أقام على عبد الله بن الحكم بمصر متفقها سنين ، وسمع بها من أبي عبيد الله بن وهب ، ويونس الصدفي ، وبمكة والكوفة وبغداد وخراسان ، وكتب بالشام ، وذكر بعض شيوخه.

قرأت على أبي محمد السلمي ، عن أبي نصر ماكولا ، قال (٥) : وأما القطّان ـ بالقاف والنون ـ فهو إبراهيم بن محمود بن حمزة ، أبو إسحاق الفقيه المالكي يعرف بالقطّان لم يكن بعده للمالكية مدرّس بنيسابور ، تفقه على أبي عبد الله بن عبد الحكم ، وسمع أبا عبيد الله ابن أخي ابن وهب ، ويونس بن عبد الأعلى ، وقبلهم : أحمد بن منيع ، ومحمد بن رافع. توفي سنة تسع وتسعين (٦) ومائتين.

قرأت على أبي القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ـ إجازة ـ أنا أبو عبد الله الحافظ قال : سمعت أبا الطّيّب الكرابيسي يقول : توفي إبراهيم بن محمود في شعبان سنة تسع وتسعين ومائتين وصلّى عليه أبو بكر بن إسحاق.

__________________

(١) سورة القدر ، الآية : ٣.

(٢) الخبر في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٦٩.

(٣) الخبر في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٦٩.

(٤) سير الأعلام ١٤ / ٧٠.

(٥) الإكمال ٦ / ٣٩٣ و ٣٩٥.

(٦) كذا بالأصل والإكمال ، وفي مختصر ابن منظور ٤ / ١٦١ نقلا عن الإكمال : «سنة تسع ومائتين» خطأ.

٢٢٠