أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٩٩
عبد الله بن حنطب ، عن محمّد بن عبد الله بن زيد : أن أباه كان يكنى أبا محمّد ، وكان رجلا ليس بالطويل ، ولا بالقصير.
قال : فقال محمّد بن عمر : وكان عبد الله بن زيد يكتب بالعربية قبل الإسلام ، وكانت الكتابة في العرب قليلا.
وقال محمّد بن سعد (١) : عبد الله بن زيد بن عبد ربّه بن ثعلبة بن زيد بن الحارث بن الخزرج ، وقال محمّد (٢) بن عبد الله بن عمارة الأنصاري ، ليس في آبائه ثعلبة ، هو عبد الله بن زيد بن عبد ربّه بن زيد بن الحارث ، وثعلبة بن عبد ربّه أخو زيد وعمّ عبد الله ، فأدخلوه في نسبه ، وهذا خطأ ، وكان لعبد الله بن زيد من الولد : محمّد ، وأمّه سعدة بنت كليب بن يساف بن عتبة (٣) بن عمرو ، وهي ابنة أخي حبيب (٤) بن يساف ، وأم حميد بنت عبد الله ، وأمّها من أهل اليمن ، ولعبد الله بن زيد عقب (٥) بالمدينة وهم قليل ، وشهد عبد الله العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا ، وشهد بدرا وأحدا ، والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكانت معه راية بني الحارث بن الخزرج في غزوة الفتح ، وهو الذي أري الأذان.
قال ابن سعد (٦) : وأنا محمّد بن عمر ، نا كثير بن زيد ، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب ، عن محمّد بن عبد الله بن زيد قال : توفي أبي عبد الله بن زيد بالمدينة سنة اثنتين (٧) وثلاثين وهو ابن أربع وستين سنة ، وصلّى عليه عثمان بن عفّان.
١٦ ـ ومنهم : عامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصّدّيق (٨) :
كتب عن النبي صلىاللهعليهوسلم كتاب أمان لسراقة بن مالك بن جعشم.
__________________
(١) المصدر السابق.
(٢) في ابن سعد : وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري.
(٣) في ابن سعد : عنبة.
(٤) ابن سعد : خبيب.
(٥) عن ابن سعد وبالأصل : عقيب.
(٦) ابن سعد ٣ / ٥٣٧.
(٧) بالأصل : اثنين.
(٨) ترجمته في أسد الغابة ٣ / ٣٢ سيرة ابن كثير ٤ / ٦٨٦ والإصابة ٢ / ٢٥٦.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (١) ، حدّثني أبي ، نا عبد الرزّاق ، عن معمر قال : قال الزهري : وأخبرني عبد الملك بن مالك المدلجي وهو ابن أخي سراقة بن جعشم أن أباه أخبره أنه سمع سراقة يقول ، فذكر خبر هجرة النبي صلىاللهعليهوسلم وقال فيه : فقلت له : إن قومك جعلوا فيك الدية ، أخبرتهم من أخبار سفرهم وما يريد الناس بهم ، وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يرزوني (١) منه شيئا ولم يسألوني إلّا أن أخف عنّا ، فسألته أن يكتب لي كتاب موادعة آمن به ، فأمر عامر بن فهيرة فكتب لي في رقعة من أديم ، ثم مضى (٢) :
وقد جاء من وجه آخر أن أبا بكر كتب ذلك الكتاب ، والله أعلم.
أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنا شجاع بن علي الصّوفيّ ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا سهل بن السّري ، نا محمّد بن حريث البخاري ، نا أحمد بن مصعب المروزي ، نا عمر بن إبراهيم ، نا أيوب بن سنان ، عن محمّد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله ، عن عامر بن فهيرة قال : تزود أبو بكر الصّدّيق مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم في جيش العسرة نحي (٣) سمن وعكيكة عسل على ما كنا عليه من الجهد.
أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأ أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، أنا محمّد بن سعد (٤) ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة في حديث لها طويل قالت (٥) : فكان فكاك عامر بن فهيرة للطفيل بن الحارث أخي عائشة لأمّها أم رومان ، فأسلم عامر فاشتراه أبو بكر فأعتقه وكان يرعى عليه منيحة من غنم له (٦).
قال (٧) : وأنا محمّد بن عمر ، حدّثني محمّد بن صالح ، عن يزيد بن رومان قال : أسلم عامر بن فهيرة قبل أن يدخل رسول الله صلىاللهعليهوسلم دار الأرقم ، وقبل أن يدعو فيها.
__________________
(١) أي لم يطلبوا مني شيئا (اللسان : روز).
(٢) نقله ابن كثير في السيرة عن الإمام أحمد ٤ / ٦٨٥.
(٣) بالأصل : ثمن ، والمثبت عن مختصر ابن منظور.
(٤) طبقات ابن سعد ٣ / ٢٣٠.
(٥) بالأصل : قال.
(٦) بالأصل : «يدعي عليه منيحه له من عثمان» صوبنا العبارة عن ابن سعد.
(٧) ابن سعد ٣ / ٢٣٠.
قال (١) : وأنا محمّد بن عمر ، نا معاوية بن عبد الرّحمن بن أبي مزرّد ، عن يزيد بن رومان ، عن عروة بن الزبير قال : كان عامر بن فهيرة من المستضعفين من المؤمنين ، وكان ممن يعذّب بمكة ليرجع عن دينه.
قال (٢) : وأنا محمّد بن عمر ، نا محمّد بن صالح ، عن عاصم بن عمر بن قتادة قال : لما هاجر عامر بن فهيرة إلى المدينة نزل على سعد بن خيثمة :
قالوا : آخا رسول الله صلىاللهعليهوسلم بين عامر بن فهيرة والحارث (٣) بن أوس بن معاذ ، وشهد عامر بن فهيرة بدرا وأحدا ، وقول يوم بئر معونة سنة أربع من الهجرة ، وكان يوم قتل ابن أربعين سنة.
أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنبأ شجاع بن علي ، أنبأ أبو عبد الله بن مندة ، أنبأ محمّد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس بن بكير ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه : أنه لم يكن مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم حين (٤) هاجر من مكة إلى المدينة إلّا أبو بكر وعامر بن فهيرة ، ورجل من بني الديل مشرك كان دليلا لهم.
قال : وأنا ابن مندة ، أنبأ علي بن أحمد بن إسحاق البغدادي ـ بمصر ـ ثنا جعفر بن سليمان ، نا إبراهيم بن المنذر ، نا محمّد بن فليح ، عن موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب الزهري قال : وكان ممن شهد بدرا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم بلال بن رباح وعامر بن فهيرة مولى لأبي بكر.
أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنبأ أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأ عبد الوهّاب بن أبي حيّة ، أنا محمّد بن شجاع ، أنا محمّد بن عمر الواقدي (٥) قال : فحدّثني مصعب بن ثابت ، عن أبي الأسود ، عن عروة قال : وقال عامر بن الطفيل لعمرو بن أمية : هل تعرف أصحابك؟ قال : قلت : نعم ، قال : فطاف فيهم وجعل يسأله عن أنسابهم فقال : هل تفقد منهم من أحد؟ قال : أفقد مولى لأبي بكر يقال له عامر بن
__________________
(١) ابن سعد ٣ / ٢٣٠.
(٢) المصدر نفسه.
(٣) كذا بالأصل وابن سعد ، وفي سيرة ابن كثير : آخى بينه وبين أوس بن معاذ.
(٤) العبارة بالأصل : «خبر ما حرم مكة» صوبنا العبارة عن مختصر ابن منظور ٢ / ٣٤٢.
(٥) مغازي الواقدي ١ / ٣٤٨ ـ ٣٤٩.
فهيرة ، فقال : كيف كان فيكم؟ قال : قلت : كان من أفضلنا ومن أول أصحاب نبيّنا صلىاللهعليهوسلم ، قال : ألا أخبرك خبره ، وأشار إلى رجل فقال : هذا طعنه برمحه ، ثم انتزع رمحه فذهب بالرجل علوّا في السماء حتى والله ما أراه. قال عمرو فقلت : ذلك عامر بن فهيرة ، وكان الذي قتله رجل من بني كلاب ، يقال له جبّار بن سلمى ، ذكر أنه لما طعنه قال : سمعته يقول : فزت والله ، قال : فقلت في نفسي : ما قوله : فزت ، قال : فأتيت الضحاك بن سفيان بن الكلّابي فأخبرته بما كان وسألته عن قوله فزت فقال : أتحبه قال : وعرض عليّ الإسلام قال : فأسلمت ودعاني إلى الإسلام ما رأيت ابن مقتل عامر بن فهيرة من رفعه إلى السماء علوّا قال : وكتب الضحاك إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم يخبره بإسلامي وما رأيت من مقتل عامر بن فهيرة فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «فإن الملائكة وارت جثته ، وأنزل عليين» [١١٠٣].
أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنبأ شجاع بن علي ، أنا محمّد بن إسحاق بن مندة ، أنا سهل بن السّري البخاري ، ثنا عبد الله بن عمّار ، ثنا عمرو بن زرارة ، نا زياد بن عبد الله ، عن محمّد بن إسحاق قال : حدّثني هشام بن عروة ، عن أبيه أن عامر بن الطفيل كان يقول من رحل مسلم لما قبل رأسه رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء من دونه قالوا : عامر بن فهيرة.
أخبرنا أبو بكر ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، أنا محمّد بن سعد (١) ، أنبأ محمّد بن عمر قال : حدّثني محمّد بن عبد الله ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت : رفع عامر بن فهيرة إلى السماء ، فلم توجد جثته ، ترون أن الملائكة وارته.
١٧ ـ ومنهم : عمر بن الخطّاب ، أبو حفص القرشي العدوي أمير المؤمنين :
قد تقدم ذكر كتابته للنبي صلىاللهعليهوسلم في ترجمة عبد الله بن الأرقم ، وسيأتي ذكره في حرف العين من هذا الكتاب إن شاء الله عزوجل.
__________________
(١) طبقات ابن سعد ٣ / ٢٣١.
١٨ ـ ومنهم : عثمان بن عفّان بن أبي العاص أبو عمرو الأموي أمير المؤمنين :
أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي الفرضي ، أنبأ أبو محمّد الجوهري ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، أنبأ أحمد بن معروف ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد (١) ، أنا علي بن محمّد القرشي ، عن أبي معشر ، عن يزيد بن رومان ومحمّد بن كعب ، وعن أبي بكر الهذلي ، عن الشعبي ، وعن علي بن مجاهد ، عن محمّد بن إسحاق عن الزهري وعكرمة بن خالد ، وعاصم بن عمر بن قتادة ، وعن يزيد بن عياض بن جعدبة (٢) ، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم ، وعن مسلمة بن علقمة ، عن خالد الحذّاء عن أبي قلابة في رجال آخرين من أهل العلم يزيد بعضهم على بعض ، قالوا : قدم نهشل بن مالك الوائلي من باهلة على رسول الله صلىاللهعليهوسلم وافدا لقومه [فأسلم](٣) وكتب له رسول الله صلىاللهعليهوسلم ولمن أسلم من قومه كتابا فيه شرائع الإسلام ، وكتبه عثمان بن عفّان.
وسيأتي ذكر عثمان في حرف العين إن شاء الله تعالى.
١٩ ـ ومنهم : علي بن أبي طالب أبو الحسن الهاشميّ أمير المؤمنين :
كتب للنبي صلىاللهعليهوسلم كتاب صلح الحديبية ، وغيره من الكتب ، وسيأتي ذكره في حرف العين.
أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي ، أنبأ أبو علي الحسن بن عبد الرّحمن ، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم ، أنا أبو جعفر الديبلي ، نا أبو يونس المديني ، نا عتيق بن يعقوب الزبيري ، حدّثني عبد الملك بن أبي بكر بن محمّد بن حزم ، عن أبيه ، عن جده ، عن عمرو بن حزم : أن هذه قطائع أقطعها رسول الله صلىاللهعليهوسلم لهؤلاء القوم فذكرها وقال فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا كتاب من محمد رسول الله صلىاللهعليهوسلم لتميم بن أوس
__________________
(١) طبقات ابن سعد ١ / ٣٠٥ و ٣٠٧.
(٢) رسمها وإعجامها مضطربان بالأصل : «جعديه» والمثبت عن ابن سعد.
(٣) الزيادة لازمة عن ابن سعد ١ / ٣٠٧.
الداري (١) أن له عينون (٢) قريتها كلها ، سهلها وجبلها وماؤها وحرثها وكرومها وأنباطها (٣) وبقرها ، ولعقبه من بعده ، لا يحاقّه (٤) فيها أحد ، ولا يدخله (٥) عليه بظلم ، فمن أراد ظلمهم أو أخذه منهم فإن عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. وكتب علي (٦).
٢٠ ـ ومنهم : العلاء بن الحضرمي (٧) : واسم الحضرمي عبّاد ، ويقال عبد الله بن عبّاد :
استعمله النبي صلىاللهعليهوسلم على البحرين ، وكان يكتب للنبي صلىاللهعليهوسلم ، وقد تقدم ذكر كتابته له في ذكر أبان بن سعيد.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنبأ عيسى بن علي.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو الحسن علي بن هبة الله ، قالا : أنبأ أبو محمّد الصّريفيني ، أنبأ أبو القاسم بن حبابة (٨) ، قالا : أنبأ أبو القاسم البغوي ، نا علي بن الجعد ، أنبأ شعبة ، عن منصور بن زاذان (٩) ، عن ابن سيرين : أن العلاء بن الحضرمي كتب إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فبدأ بنفسه.
فزاد عيسى ، قال : وأنبأ شعبة عن يحيى بن أبي إسحاق بمثله.
ح وأخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنبأ شجاع بن علي ، أنبأ محمّد بن إسحاق ، أنبأ عبد الله بن جعفر ـ بمصر ـ نا عبد الرحيم بن أحمد البرقي ، نا عبد الملك بن هشام ،
__________________
(١) بالأصل : الديري ، والمثبت عن ابن سعد ١ / ٢٦٧ ، وانظر ترجمته في سير الأعلام ٢ / ٤٤٢.
(٢) عينون ، ويقال لها عين أنا ، وهي قرية بين الصّلا ومدين على الساحل (معجم البلدان).
(٣) الأنباط جمع نبط محركة ، وهو الماء الذي ينبع من البئر إذا حفرت (اللسان).
(٤) غير واضحة بالأصل وتقرأ : يخافه أو يخاقه ، والمثبت عن ابن سعد.
(٥) ابن سعد : ولا يلجه.
(٦) الكتاب في طبقات ابن سعد وفيه أنه صلىاللهعليهوسلم كتبه لنعيم بن أوس أخي تميم الداري.
(٧) ترجمته في أسد الغابة ٣ / ٥٧١ سيرة ابن كثير ٤ / ٦٩٢ والإصابة ٢ / ٤٩٧.
(٨) بالأصل : حنانة ، والصواب ما أثبت.
(٩) بالأصل زادان بالدال المهملة ، والصواب بالذال المعجمة ، ترجمته في سير الأعلام ٥ / ٤٤١.
عن أبي عبيدة معمر بن المثنّى قال : العلاء هو ابن عبد الله بن عبّاد بن أكبر بن ربيعة بن عريف بن مالك بن أدرج بن الصّدف (١) ، وكان العلاء عاملا للنبي صلىاللهعليهوسلم على البحرين ، فتوفي النبي صلىاللهعليهوسلم وهو عليها ، وكانت وفاته سنة إحدى وعشرين.
كذا في الأصل ، وقد انقلب عليه إنما هو أحمد بن عبد الرحيم البرقي مشهور.
٢١ ـ ومنهم : العلاء بن عقبة (٢) :
كان كاتبا للنبي صلىاللهعليهوسلم.
لم أجد ذكره إلّا فيما أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد النقيب ، أنبأ أبو علي الشافعي ، أنبأ أبو الحسن بن فراس ، أنا أبو جعفر الديبلي ، نا أبو يونس المديني ، نا عتيق بن يعقوب ، حدّثنا عبد الملك بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم ، عن أبيه ، عن جده ، عن عمرو بن حزم : أن هذه قطائع أقطعها رسول الله صلىاللهعليهوسلم لهؤلاء القوم وذكر فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أعطى النبي محمّد صلىاللهعليهوسلم عباس بن مرداس السّلمي وأعطى [ه] مدقورا (٣) فمن خافه فيها فلا حقّ له فيها وحقه حق ، وكتب العلاء بن عقبة وشهد.
ثم قال :
بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أعطى محمّد رسول الله عوسجة بن حرملة الجهني من ذي المروة (٤) وما بين بلنكثة (٥) إلى الطينة (٦) إلى الجعلاب (٧) إلى جبل
__________________
(١) بالأصل : الصرف ، والصواب ما أثبت.
قارن نسبه مع جمهرة ابن حزم ص ٤٦١ وأسد الغابة ٣ / ٥٧١ وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٩٢.
(٢) ترجمته في أسد الغابة ٣ / ٥٧٤ وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٩٤ والإصابة ٢ / ٤٩٨.
(٣) في مختصر ابن منظور : «مدفورا» وفي سيرة ابن كثير : «مدمورا».
(٤) ذو المروة : قرية بوادي القرى (ياقوت).
(٥) كذا ، وفي معجم البلدان : بلكثة أو بلاكث ، قارة عظيمة فوق ذي المروة (ياقوت).
(٦) في مختصر ابن منظور : الطيبة ، وفي سيرة ابن كثير : الظبية.
(٧) في سيرة ابن كثير : الجعلات.
الفيلة (١) لا يخاف فيه أحد ، فمن خافه فلا حقّ له وحقه حق ، وكتب العلاء بن عقبة بذلك.
أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر (٢) ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحارث بن محمّد ، نا محمّد بن سعد (٣) ، أنا محمّد بن عمر بأسانيد التي تقدمت في ترجمة عبد الله بن زيد ، قالوا : وكتب رسول الله صلىاللهعليهوسلم لبني شنخ (٤) من جهينة : ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أعطى محمّد النبي [بني] شنخ (٥) من جهينة أعطاهم ما خطّوا من صفينة (٦) وحقهم حقّ وكتب العلاء بن عقبة وشهد به.
٢٢ ـ ومنهم : محمّد بن مسلمة الأنصاري (٧) :
وسيأتي ذكره في حرف الميم من هذا الكتاب.
أخبرنا أبو بكر الفرضي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحارث بن أسامة ، نا محمّد بن سعد قال (٨) : قال علي بن محمّد المدائني بأسانيده قالوا (٩) : قدم وفد مهرة عليهم مهري بن الأبيض فعرض عليهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم الإسلام فأسلموا ، ووصّاهم وكتب لهم فذكر الكتاب (١٠) ، وقال : وكتب محمّد بن مسلمة الأنصاري.
__________________
(١) المختصر : «القبلة» ، وفي سيرة ابن كثير : القبلية.
(٢) بالأصل : عمرو ، خطأ ، وهو أبو عمر بن حيوية انظر ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٤٠٩.
(٣) طبقات ابن سعد ١ / ٢٧١.
(٤) الأصل : شيخ والمثبت عن ابن سعد.
(٥) غير واضح بالأصل وتقرأ : «سح» والصواب ما أثبت ، والزيادة السابقة عن ابن سعد.
(٦) صفينة : قرية بالحجاز ذات نخل وزروع (ياقوت).
(٧) ترجمته في أسد الغابة ٥ / ١١٢ الاستيعاب ٣ / ١٣٧٧ تهذيب التهذيب ٩ / ٤٥٤ وطبقات ابن سعد ٣ / ٤٤٣ سيرة ابن كثير ٤ / ٦٩٥ سير الأعلام ٢ / ٣٦٩ وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(٨) طبقات ابن سعد ١ / ٣٥٥ بالأصل : قال.
(٩) بالأصل : قال.
(١٠) انظر نص الكتاب الذي كتبه لوفد مهرة في ابن سعد ١ / ٣٥٥.
٢٣ ـ ومنهم : معاوية بن أبي سفيان أبو عبد الرّحمن القرشي الأموي (١) :
كاتب النبي صلىاللهعليهوسلم ، وسيأتي ذكره في حرف الميم من هذا الكتاب.
أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن يحيى بن عبد الله العطشي (٢) ، نا أحمد بن محمّد البوراني ، نا السّري بن عاصم ، نا الحسن بن زياد ، عن القاسم بن بهرام ، عن أبي الزبير ، عن جابر :
أن النبي صلىاللهعليهوسلم استشار جبريل في استكتاب معاوية فقال : استكتبه فإنه أمين (٣).
أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس بن أحمد الشّقّاني (٤) ، أنا أبو بكر أحمد بن منصور المغربي ، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد الله بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان التميمي قال : سمعت [أبو] الحسين مسلم (٥) بن الحجاج القشيري يقول : أبو عبد الرّحمن (٦) معاوية بن أبي سفيان كاتب رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
٢٤ ـ ومنهم : المغيرة بن شعبة أبو عيسى التغلبي (٧) :
وسيأتي ذكره في حرف الميم من هذا الكتاب.
أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمّد النقيب المكي ، أنا أبو علي الشافعي ، أنا أبو الحسن بن فراس ، أنا أبو جعفر الديبلي ، نا أبو يونس المديني ، ثنا عتيق بن يعقوب ،
__________________
(١) ترجمته في طبقات ابن سعد ٣ / ٣٢ و ٧ / ٤٠٦ تاريخ الطبري ومروج الذهب والكامل لابن الأثير وغيرها من كتب التاريخ (الفهارس) أسد الغابة ٤ / ٣٨٥ الإصابة ٣ / ٤٣٣ تهذيب التهذيب ١٠ / ٢٠٧ تاريخ الخلفاء ص ١٩٤ سير الأعلام ٣ / ١١٩ وانظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(٢) رسمها : «الفطسي» والمثبت عن سيرة ابن كثير.
(٣) نقله ابن كثير في السيرة ٤ / ٦٩٦ عن ابن عساكر.
(٤) الأصل : الشفافي ، خطأ ، والصواب ما أثبت عن الأنساب وهذه النسبة إلى شقان بفتح الشين وقيل بكسرها.
(٥) بالأصل : سمعت الحسين بن مسلم ، والصواب ما أثبت بحذف «بن» وزيادة «أبو» فكنية مسلم أبو الحسين.
(٦) بالأصل : أبو عبد الرحمن بن معاوية ، حذفنا «بن» فهي مقحمة.
(٧) ترجمته في ابن سعد ٤ / ٢٨٤ و ٦ / ٢٠ المعارف ص ٢٩٤ تاريخ الطبري ومروج الذهب وغيرهما من التواريخ (الفهارس) أسد الغابة ، الإصابة ت ٨١٨١ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ٢٦٢ سير الأعلام ٣ / ٢١.
حدّثني عبد الملك بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم ، عن أبيه ، عن جده عن عمرو بن حزم : أن هذه قطائع أقطعها رسول الله صلىاللهعليهوسلم لهؤلاء القوم ، فذكرها وقال فيها :
بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا كتاب من محمّد رسول الله صلىاللهعليهوسلم لحصين بن نضلة الأسدي أن له ترمذ (١) وكنينة (٢) لا يخافه فيهما أحد ، وكتب المغيرة.
__________________
(١) الأصل : برمد ، والمثبت عن ياقوت وفيه أنها موضع في بلاد بني أسد.
(٢) في المختصر : وكثيفة.
[أمناؤه عليهالسلام](١)
١ ـ عامر بن عبد الله بن الجراح ، أبو عبيدة القرشي الفهري (٢) :
٢ ـ وعبد الرّحمن بن عوف أبو محمّد الزهري (٣) :
ـ وسيأتي ذكرهما في حرف العين من هذا الكتاب.
٣ ـ ومنهم : معيقيب بن أبي فاطمة الدوسيّ (٤) :
كان على خاتمه ، ويقال : كان خازنه (٥).
أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي ، أنا محمّد بن أحمد بن علي بن شكرويه ، وإبراهيم بن محمّد بن إبراهيم الطيّان ، قالا : أنا إبراهيم بن عبد الله بن محمّد ، نا عبد الله بن محمّد بن زياد ، نا علي بن سعيد ـ هو النسوي ـ نا أبو عتاب ، نا أبو (٦) ، نا إياس بن الحارث بن معيقيب عن جده المعيقيب ، وجده من قبل
__________________
(١) زيادة منا للإيضاح.
(٢) ترجمته في أسد الغابة ٣ / ٢٤ ، نسب قريش ص ٤٤٥ المعارف ص ٢٤٧ تاريخ الطبري ومروج الذهب والكامل لابن الأثير والبداية والنهاية (الفهارس) وحلية الأولياء ١ / ١٠٠ تهذيب التهذيب ٥ / ٧٣ سير الأعلام ١ / ٥ وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(٣) ترجمته في نسب قريش ص ٢٦٥ حلية الأولياء ١ / ٩٨ صفوة الصفوة ١ / ١٣٥ تهذيب التهذيب ٦ / ٢٤٤ سير الأعلام ١ / ٦٨ وانظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى كثيرة ترجمت له.
(٤) ترجمته في المعارف ص ٣١٦ أسد الغابة ٥ / ٢٤٠ الإصابة ٩ / ٢٦٦ طبقات ابن سعد ٤ / ١١٦ تهذيب التهذيب ١٠ / ٢٥٤ سير الأعلام ٢ / ٤٩١ سيرة ابن كثير ٤ / ٦٩٨.
(٥) غير مقروءة ورسمها : «حار؟؟؟» كذا ، والمثبت عن مختصر ابن منظور ، وفي سيرة ابن كثير : خادمه.
(٦) غير واضحة ، وفي سيرة ابن كثير : أبو مكين نوح بن ربيعة.
أمّه أبو ذياب قال : كان خاتم رسول الله صلىاللهعليهوسلم من حديد ملويّ بفضة ، فربما كان في يدي ، قال : وكان معيقيب على خاتم رسول الله صلىاللهعليهوسلم (١).
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٢) ، حدّثني أبي ، نا يحيى بن سعيد (٣) ، نا هشام ، حدّثني يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، حدّثني معيقيب قال : قيل للنبي (٤) صلىاللهعليهوسلم المسح في المسجد ـ يعني الحصا ـ فقال : «إن كنت لا بدّ فاعلا فواحدة» [١١٠٤].
أخبرنا عاليا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو القاسم الشّحّامي ، قالا : أنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرّحمن الصابوني ، أنا أبو سعيد عبد الله بن محمّد بن عبد الوهّاب الرازي ، أنا محمّد بن أيوب بن يحيى بن الضريس الرازي ، أنا مسلم بن إبراهيم ، عن هشام ، أنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن ، عن معيقيب أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «لا تمسح وأنت تصلّي فإن كنت لا بدّ فاعلا فواحدة تسوية الحصا» [١١٠٥].
__________________
(١) نقله ابن كثير في السيرة من طريق أبي داود والنسائي.
(٢) مسند الإمام أحمد ٣ / ٤٢٦ و ٥ / ٤٢٥.
(٣) عن مسند أحمد وبالأصل : عبد.
(٤) بالأصل : قبل النبي ، والصواب عن المسند.
باب
مختصر من دلائل نبوته
وما ظهر فيما دعا فيه من بركته
[انشقاق القمر](١)
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو سعد الجنزرودي (٢) ، أنا أبو عمرو بن حمدان.
ح وأخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، وفاطمة بنت محمّد بن البغدادي ، قالا : أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى ، نا عبد الغفّار ـ هو ابن عبد الله ـ نا علي بن مسهر ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن أبي معمر ، عن عبد الله قال :
بينما نحن مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ زاد ابن المقرئ : بمنى ـ إذا فلق القمر فلقتين ، فكانت فلقة من وراء الجبل وفلقة دونه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اشهدوا» [١١٠٦].
أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد المؤدّب ، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن الأديب ، أنا أبو سعيد محمّد بن بشر بن العبّاس بن محمّد التميمي الكرابيسي ، أنا أبو لبيد محمّد بن إدريس السامي (٣) السرخسي ، نا سويد بن سعيد ، نا علي بن مسهر ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن أبي معمر ، عن ابن مسعود قال :
بينا نحن عند رسول الله صلىاللهعليهوسلم بمنى إذ انفلق القمر فلقتين : فلقة وراء الجبل ، وفلقة دونه فقال لنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اشهدوا» [١١٠٧].
__________________
(١) زيادة منا للإيضاح.
(٢) بالأصل : الخيزرودي ، والصواب ما أثبت.
(٣) بالأصل : الشامي ، والصواب ما أثبت ، وقد مضى التعريف به.
وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن أبي العلاء (١).
ح وأخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، ثنا عبد العزيز بن أحمد الكتّاني ، قالا : أنا أبو منصور بن محمّد ، وأبو عبد الله أحمد ، أنبأ الحسين بن سهل بن الصيّاح البلديان قالا : أنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن أحمد الإمام ، ثنا علي بن حرب الطائي ، نا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن أبي معمر ، عن عبد الله قال :
انشق القمر على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم ونحن معه بمنى حتى ذهبت فرقة منه خلف الجبل ، فقال لنا رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اشهدوا» [١١٠٨].
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو سعد الجنزرودي (٢) ، أنا أبو عمرو بن حمدان.
وأخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، وأبو منصور الحسين بن طلحة ، قالا : أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى ، نا أبو خيثمة ، نا محمّد بن حازم ، نا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن أبي معمر ، عن عبد الله قال :
كنا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم بمنى ، فانشق القمر حتى ذهب فرقة منه خلف الجبل ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اشهدوا» [١١٠٩].
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، وأبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو سعد الجنزرودي (١) ، أنا أبو عمرو بن حمدان.
ح وأخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، وأبو منصور الحسين بن طلحة الصّالحاني ، وأم البهاء فاطمة بنت محمّد قالوا : أنا إبراهيم بن منصور السّلمي ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى ، نا أبو خيثمة ، نا سفيان.
ح وأخبرنا أبو منصور أحمد بن محمّد بن نيال ، ثنا عائشة بنت الحسن بن إبراهيم ، ثنا عبد الله بن عمر بن عبد الله بن الهيثم ، نا أبو علي الحسن بن محمّد الداراني ، ثنا صالح بن مسمار.
__________________
(١) الأصل : العلاج ، خطأ.
(٢) الأصل : الخيزرودي ، خطأ والصواب ما أثبت.
وأخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا طرّاد بن محمّد الزينبي ، أنا أبو الحسن بن رزقوية ، أنا محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب ، نا جدي علي بن حرب.
ح وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر المغربي ، أنا محمّد بن عبد الله الجوزقي (١) ، نا إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الصفّار ، نا سعدان بن محمّد ، نا سفيان بن عيينة.
ح قال : وأخبرني أبو جعفر محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب (٢) الموصلي ، نا علي بن حرب الطائي ، قالا : نا سفيان بن عيينة.
ح وأخبرنا أبو سعيد شيبان بن عبد الله بن سنباك ، وأبو القاسم عثمان بن محمّد بن الفضل ، وأبو الفتوح مداد بن عامر بن محمّد الدلال ، قالوا : أنا القاسم بن الفضل بن أحمد ، نا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد الله ـ ببغداد ـ نا أبو علي إسماعيل بن محمّد الصفّار ، نا سعدان بن نصر ، نا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن معمر قال : قال عبد الله ـ وفي حديث أبي خيثمة : عن عبد الله ـ قال :
ـ انشق القمر على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم شقتين ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم لنا : «اشهدوا».
قال علي بن حرب في حديثه بنصفين ، وفي حديث صالح والقاسم بن الفضل : شقتين.
وقال طرّاد عن ابن مسعود ، رواه مسلم عن أبي خيثمة (٣).
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي (٤) ، أنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، نا العباس بن محمّد ، نا سعيد بن سليم (٥) ، نا هشيم ، نا مغيرة ، عن أبي الضحا ، عن مسروق ، عن عبد الله ـ يعني ابن
__________________
(١) تقرأ بالأصل : الجورنى ، والصواب ما أثبت.
(٢) بالأصل : حزن ، والصواب ما أثبت ، وقد تقدم ، وانظر ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٣٥٧.
(٣) من حديث عبد الله بن مسعود أخرجه مسلم في صحيحه (٤٧) كتاب المنافقين ، ٨ باب انشقاق القمر ، ٤ / ٢١٥٨ والبخاري في ٦٥ كتاب التفسير ح (٤٨٦٤) وفي كتاب المناقب ح (٣٦٢٦) والبيهقي في الدلائل ٢ / ٢٦٤ والذهبي في السيرة ص ٢١٠.
(٤) دلائل النبوة للبيهقي ٢ / ٢٦٦.
(٥) في البيهقي : سعيد بن سليمان.
مسعود ـ قال : انشق القمر هكذا (١) حتى صار فرقتين ، فقال كفار أهل مكة : هذا سحر سحركم به ابن أبي كبشة انظروا السّفّار فإن كانوا رأوا ما رأيتم فقد صدق ، وإن كانوا لم يروا ما رأيتم فهو سحر سحركم به ، قال : فسألوا السّفّار فقدموا من كل وجه فقالوا : رأيناه (٢).
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وعبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن محمّد بن يوسف ، وأبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن بويه العلوي ، وعلي بن المبارك بن الحسين الخيّاط المقرءان ، وزوجته كريمة بنت محمّد بن أحمد بن عبد الباقي قالوا : أنا أبو الحسين بن النقور ، أنا أبو الحسين (٣) محمّد بن عبد الله بن أخي ميمي ، نا يحيى ـ هو ابن محمّد بن صاعد ـ نا ابن بندار ، نا أبو داود الطّيالسي ، نا شعبة ، عن قتادة ، عن أنس قال : انشق القمر فرقتين على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
ح قال : ونا يحيى ـ هو ابن صاعد ـ نا بندار ، نا يحيى ـ هو ابن سعيد ـ ومحمّد بن جعفر غندر ، قالا : أنا شعبة قال : سمعت قتادة عن أنس قال : انشق القمر على عهد رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
رواه مسلم عن بندار (٤) ، ورواه شيبان بن عبد الرّحمن عن قتادة بلفظ آخر.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو سعد الجنزرودي (٥) ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، أنا أبو يعلى ، نا زهير.
ح وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن الحسين بن علي بسمنان (٦) ، وأبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن سعيد ، وأبو بكر (٧) بن أحمد بن يحيى بن الحسين الأذريجاني (٧) ، قالوا : أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر الدراوردي ، أنا
__________________
(١) في البيهقي : بمكة.
(٢) وانظر دلائل النبوة لأبي نعيم رقم ٢١٢ والبخاري في فتح الباري ٧ / ١٨٢.
(٣) بالأصل : أبو الحسين بن محمد ، حذفنا «بن» فهي مقحمة ، ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٥٦٤.
(٤) صحيح مسلم كتاب المنافقين ٤ / ٢١٥٩ وانظر دلائل النبوة للبيهقي ٢ / ٢٦٤.
(٥) الأصل : الخيزرودي ، خطأ.
(٦) سمنان قريتان أحدهما من بلاد قومس ، والأخرى من نواحي نسا. (الأنساب).
(٧) كذا ورد الاسم بالأصل فيما بين الرقمين ، وفي المطبوعة : عاصم ـ عائذ ص ٦١٧ فهارس شيوخ ابن عساكر : أحمد بن يحيى بن الحسن ، أبو بكر الروذراوري.
أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن حموية السرخسي قدم علينا ، أنبأ إبراهيم بن خريم الشامي ، ثنا محمّد بن حميد قالا : أنا يونس بن محمّد ، نا شيبان ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك :
أن أهل مكة سألوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر مرّتين.
رواه مسلم (١) : عن زهير وعبد [بن حميد].
أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم المزكي ، أنا أبو الفضل الرازي ، ثنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب ، نا محمّد بن هلال ، نا أبو سعيد ، نا ابن فضيل ، عن حصين ، عن محمّد بن جبير ، عن أبيه ابن مطعم قال : انشق القمر ونحن مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر المغربي ، أنبأ أبو بكر الجوزقي ، أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب بن يوسف بن معقل ، نا محمّد بن عبد الله بن الحكم ، أنا إسحاق بن بكير (٢) بن مضر ، عن أبيه ، عن جعفر بن ربيعة :
قال : أو أنا محمّد بن الحسين بن الحسن أبو بكر ، نا أحمد بن يوسف السّلمي ، نا عبد الله بن عبد الحكم ، نا بكر بن مضر ، عن جعفر بن ربيعة ، عن عراك بن مالك ، عن عبد الله (٣) بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، عن ابن عبّاس أنه قال : انشق القمر على زمان رسول الله صلىاللهعليهوسلم (٤).
ح قال : ثنا أبو حامد الشرقي ، ومكي بن عبد الله ، قالا : أنا أبو الأزهر ، نا روح بن عبادة ، نا سليمان ، عن مجاهد.
ح قال : وأنا أبو العباس محمّد بن يعقوب بن يوسف ، نا العباس بن محمّد الدوري ، نا ابن جرير ، عن شعبة ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن عمر في
__________________
(١) صحيح مسلم ـ كتاب المنافقين ح (٢٨٠٢) ص (٤ / ٢١٥٩) والبخاري في المناقب فتح الباري ٦ / ٦٣١ ، ح (٣٦٢٧) والبيهقي في الدلائل ٢ / ٢٦٢.
(٢) في دلائل البيهقي ٢ / ٢٦٧ بكر ، وسيأتي قريبا «بكر» وفي سيرة الذهبي ص ٢١١ «بكر».
(٣) في البيهقي : عبيد الله.
(٤) البخاري في كتاب التفسير (١) باب ، ح (٤٨٦٦ ، ومسلم في المنافقين (٨) باب ، ص (٤ / ٢١٥٩.
والبيهقي في الدلائل ٢ / ٢٦٧ والذهبي في السيرة ص ٢١١ وقال الذهبي : متفق عليه من حديث بكر.
قوله : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ)(١) قال : قد كان ذلك على عهد النبي صلىاللهعليهوسلم انشق القمر فرقتين (٢) : فلقة من دون الجبل ، وفلقة من خلف الجبل ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «اشهدوا» (٣)(٤) [١١١٠].
__________________
(١) سورة القمر ، الآية الأولى.
(٢) في البيهقي وسيرة الذهبي : فلقتين.
(٣) في البيهقي وسيرة الذهبي : اللهم اشهد.
(٤) أخرجه مسلم من أوجه عن شعبة ٤ / ٢١٥٩ ودلائل النبوة للبيهقي ٢ / ٢٦٧ والسيرة النبوية للذهبي ص ٢١١.
[باب
جامع من دلائل نبوته عليهالسلام (١)
[سبب إسلام العباس بن عبد المطلب رضياللهعنه](١)
أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنبأنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصابوني ، قالا :.
أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن علي بن الطّيّب.
ح وأخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (٢) ، أنا أبو بكر الخطيب.
ح وأخبرنا أبو سعد محمّد بن أحمد بن محمّد الأبيوردي ، أنا أبو سعد عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن القشيري ، قالا : أنا أبو الحسن بن علي بن أبي بكر الطرازي.
ح وأخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد الحلواني ، أنا أبو بكر بن خلف بن الشريف أبو طلحة محمّد بن محمّد الزهري.
ح وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قالوا : ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم ، نا أحمد بن شيبان ، نا أحمد بن إبراهيم الحلبي ـ وفي حديث الصابوني : الجبلي ـ وهو وهم ـ نا الهيثم بن جميل ، نا زهير ، عن محارب بن دثار ، عن عمرو بن بيري ، عن العباس بن عبد المطلب قال :
__________________
(١) العنوان زيادة منا للتبويب والإيضاح.
(٢) بالأصل : المحلى ، والصواب ما أثبت وضبط عن التبصير.
قلت : يا رسول الله دعاني إلى الدخول في دينك أمارة لنبوتك ؛ رأيتك في المهد تناغي القمر وتشير بإصبعك ، فحيث أشرت إليه مال ، قال : «إني كنت أحدثه (١) ويحدثني ويلهيني عن البكاء وأسمع وجنته تسجد تحت العرش» [١١١١].
قال الخطيب : لم أكتب هذا الحديث إلّا بهذا الإسناد ، ولا سمعته عاليا إلّا من الطرازي.
أخبرنا أبو بكر الفرضي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف بن بشر الخشاب ، نا أبو محمّد حارث بن أبي أسامة ، أنا أبو عبد الله محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني معاذ بن محمّد ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عبّاس قال :
خرجت حليمة (٢) تطلب النبي صلىاللهعليهوسلم وقد وجدت البهم تقيل ، فوجدته مع أخيه فقالت : في هذا الحرّ؟ فقالت أخته : يا أمه ما وجد أخي في حرّ ، رأيت غمامة تظل عليه ، إذا وقف وقفت ، وإذا سار سارت معه حتى انتهى إلى هذا الموضع.
[ما جاء في تسليم الحجر والشجر عليه صلىاللهعليهوسلم](٣)
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد الأزجي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمّد بن حمدي الخرقي (٤) ، نا أحمد بن عمر بن زنجويه ، نا محمّد بن بكّار ، عن الريان ، نا الوليد بن أبي ثور ، نا السّدّي (٥) عن عبّاد بن يزيد ، عن علي بن أبي طالب قال :
كنت مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم بمكة في بعض نواحيها خارجا من مكة بين الجبال والشجر ، فلم يمر بشجرة ولا جبل إلّا قال : السلام عليك يا رسول الله (٦).
__________________
(١) في مختصر ابن منظور : أجذبه ويجذبني.
(٢) وهي حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية ، انظر ابن سعد ١ / ١١٠ والسيرة النبوية للذهبي ص ٤٥.
(٣) العنوان ما بين معكوفتين زيادة منا.
(٤) ضبطت عن الأنساب.
(٥) بالأصل : السري عمر بن عباد بن يزيد ، ولعل الصواب ما أثبت ، وفي البيهقي الدلائل : «السدي عن عباد بن عبد الله» وفي جامع الترمذي : عباد بن أبي يزيد.
(٦) دلائل النبوة لأبي نعيم رقم ٢٨٩ وفيه : عن ابن عباد بن أبي يزيد. وأخرجه الحاكم في المستدرك ٢ / ٦٢٠ والترمذي برقم ٣٦٣٠.