تاريخ مدينة دمشق - ج ٤

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٤

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٩٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

عبد الله بن حنطب ، عن محمّد بن عبد الله بن زيد : أن أباه كان يكنى أبا محمّد ، وكان رجلا ليس بالطويل ، ولا بالقصير.

قال : فقال محمّد بن عمر : وكان عبد الله بن زيد يكتب بالعربية قبل الإسلام ، وكانت الكتابة في العرب قليلا.

وقال محمّد بن سعد (١) : عبد الله بن زيد بن عبد ربّه بن ثعلبة بن زيد بن الحارث بن الخزرج ، وقال محمّد (٢) بن عبد الله بن عمارة الأنصاري ، ليس في آبائه ثعلبة ، هو عبد الله بن زيد بن عبد ربّه بن زيد بن الحارث ، وثعلبة بن عبد ربّه أخو زيد وعمّ عبد الله ، فأدخلوه في نسبه ، وهذا خطأ ، وكان لعبد الله بن زيد من الولد : محمّد ، وأمّه سعدة بنت كليب بن يساف بن عتبة (٣) بن عمرو ، وهي ابنة أخي حبيب (٤) بن يساف ، وأم حميد بنت عبد الله ، وأمّها من أهل اليمن ، ولعبد الله بن زيد عقب (٥) بالمدينة وهم قليل ، وشهد عبد الله العقبة مع السبعين من الأنصار في روايتهم جميعا ، وشهد بدرا وأحدا ، والخندق والمشاهد كلها مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكانت معه راية بني الحارث بن الخزرج في غزوة الفتح ، وهو الذي أري الأذان.

قال ابن سعد (٦) : وأنا محمّد بن عمر ، نا كثير بن زيد ، عن المطلب بن عبد الله بن حنطب ، عن محمّد بن عبد الله بن زيد قال : توفي أبي عبد الله بن زيد بالمدينة سنة اثنتين (٧) وثلاثين وهو ابن أربع وستين سنة ، وصلّى عليه عثمان بن عفّان.

١٦ ـ ومنهم : عامر بن فهيرة مولى أبي بكر الصّدّيق (٨) :

كتب عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كتاب أمان لسراقة بن مالك بن جعشم.

__________________

(١) المصدر السابق.

(٢) في ابن سعد : وقال عبد الله بن محمد بن عمارة الأنصاري.

(٣) في ابن سعد : عنبة.

(٤) ابن سعد : خبيب.

(٥) عن ابن سعد وبالأصل : عقيب.

(٦) ابن سعد ٣ / ٥٣٧.

(٧) بالأصل : اثنين.

(٨) ترجمته في أسد الغابة ٣ / ٣٢ سيرة ابن كثير ٤ / ٦٨٦ والإصابة ٢ / ٢٥٦.

٣٤١

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (١) ، حدّثني أبي ، نا عبد الرزّاق ، عن معمر قال : قال الزهري : وأخبرني عبد الملك بن مالك المدلجي وهو ابن أخي سراقة بن جعشم أن أباه أخبره أنه سمع سراقة يقول ، فذكر خبر هجرة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقال فيه : فقلت له : إن قومك جعلوا فيك الدية ، أخبرتهم من أخبار سفرهم وما يريد الناس بهم ، وعرضت عليهم الزاد والمتاع فلم يرزوني (١) منه شيئا ولم يسألوني إلّا أن أخف عنّا ، فسألته أن يكتب لي كتاب موادعة آمن به ، فأمر عامر بن فهيرة فكتب لي في رقعة من أديم ، ثم مضى (٢) :

وقد جاء من وجه آخر أن أبا بكر كتب ذلك الكتاب ، والله أعلم.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنا شجاع بن علي الصّوفيّ ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا سهل بن السّري ، نا محمّد بن حريث البخاري ، نا أحمد بن مصعب المروزي ، نا عمر بن إبراهيم ، نا أيوب بن سنان ، عن محمّد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله ، عن عامر بن فهيرة قال : تزود أبو بكر الصّدّيق مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في جيش العسرة نحي (٣) سمن وعكيكة عسل على ما كنا عليه من الجهد.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأ أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، أنا محمّد بن سعد (٤) ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة في حديث لها طويل قالت (٥) : فكان فكاك عامر بن فهيرة للطفيل بن الحارث أخي عائشة لأمّها أم رومان ، فأسلم عامر فاشتراه أبو بكر فأعتقه وكان يرعى عليه منيحة من غنم له (٦).

قال (٧) : وأنا محمّد بن عمر ، حدّثني محمّد بن صالح ، عن يزيد بن رومان قال : أسلم عامر بن فهيرة قبل أن يدخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم دار الأرقم ، وقبل أن يدعو فيها.

__________________

(١) أي لم يطلبوا مني شيئا (اللسان : روز).

(٢) نقله ابن كثير في السيرة عن الإمام أحمد ٤ / ٦٨٥.

(٣) بالأصل : ثمن ، والمثبت عن مختصر ابن منظور.

(٤) طبقات ابن سعد ٣ / ٢٣٠.

(٥) بالأصل : قال.

(٦) بالأصل : «يدعي عليه منيحه له من عثمان» صوبنا العبارة عن ابن سعد.

(٧) ابن سعد ٣ / ٢٣٠.

٣٤٢

قال (١) : وأنا محمّد بن عمر ، نا معاوية بن عبد الرّحمن بن أبي مزرّد ، عن يزيد بن رومان ، عن عروة بن الزبير قال : كان عامر بن فهيرة من المستضعفين من المؤمنين ، وكان ممن يعذّب بمكة ليرجع عن دينه.

قال (٢) : وأنا محمّد بن عمر ، نا محمّد بن صالح ، عن عاصم بن عمر بن قتادة قال : لما هاجر عامر بن فهيرة إلى المدينة نزل على سعد بن خيثمة :

قالوا : آخا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بين عامر بن فهيرة والحارث (٣) بن أوس بن معاذ ، وشهد عامر بن فهيرة بدرا وأحدا ، وقول يوم بئر معونة سنة أربع من الهجرة ، وكان يوم قتل ابن أربعين سنة.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنبأ شجاع بن علي ، أنبأ أبو عبد الله بن مندة ، أنبأ محمّد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، نا يونس بن بكير ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه : أنه لم يكن مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين (٤) هاجر من مكة إلى المدينة إلّا أبو بكر وعامر بن فهيرة ، ورجل من بني الديل مشرك كان دليلا لهم.

قال : وأنا ابن مندة ، أنبأ علي بن أحمد بن إسحاق البغدادي ـ بمصر ـ ثنا جعفر بن سليمان ، نا إبراهيم بن المنذر ، نا محمّد بن فليح ، عن موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب الزهري قال : وكان ممن شهد بدرا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بلال بن رباح وعامر بن فهيرة مولى لأبي بكر.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنبأ أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأ عبد الوهّاب بن أبي حيّة ، أنا محمّد بن شجاع ، أنا محمّد بن عمر الواقدي (٥) قال : فحدّثني مصعب بن ثابت ، عن أبي الأسود ، عن عروة قال : وقال عامر بن الطفيل لعمرو بن أمية : هل تعرف أصحابك؟ قال : قلت : نعم ، قال : فطاف فيهم وجعل يسأله عن أنسابهم فقال : هل تفقد منهم من أحد؟ قال : أفقد مولى لأبي بكر يقال له عامر بن

__________________

(١) ابن سعد ٣ / ٢٣٠.

(٢) المصدر نفسه.

(٣) كذا بالأصل وابن سعد ، وفي سيرة ابن كثير : آخى بينه وبين أوس بن معاذ.

(٤) العبارة بالأصل : «خبر ما حرم مكة» صوبنا العبارة عن مختصر ابن منظور ٢ / ٣٤٢.

(٥) مغازي الواقدي ١ / ٣٤٨ ـ ٣٤٩.

٣٤٣

فهيرة ، فقال : كيف كان فيكم؟ قال : قلت : كان من أفضلنا ومن أول أصحاب نبيّنا صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : ألا أخبرك خبره ، وأشار إلى رجل فقال : هذا طعنه برمحه ، ثم انتزع رمحه فذهب بالرجل علوّا في السماء حتى والله ما أراه. قال عمرو فقلت : ذلك عامر بن فهيرة ، وكان الذي قتله رجل من بني كلاب ، يقال له جبّار بن سلمى ، ذكر أنه لما طعنه قال : سمعته يقول : فزت والله ، قال : فقلت في نفسي : ما قوله : فزت ، قال : فأتيت الضحاك بن سفيان بن الكلّابي فأخبرته بما كان وسألته عن قوله فزت فقال : أتحبه قال : وعرض عليّ الإسلام قال : فأسلمت ودعاني إلى الإسلام ما رأيت ابن مقتل عامر بن فهيرة من رفعه إلى السماء علوّا قال : وكتب الضحاك إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يخبره بإسلامي وما رأيت من مقتل عامر بن فهيرة فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «فإن الملائكة وارت جثته ، وأنزل عليين» [١١٠٣].

أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنبأ شجاع بن علي ، أنا محمّد بن إسحاق بن مندة ، أنا سهل بن السّري البخاري ، ثنا عبد الله بن عمّار ، ثنا عمرو بن زرارة ، نا زياد بن عبد الله ، عن محمّد بن إسحاق قال : حدّثني هشام بن عروة ، عن أبيه أن عامر بن الطفيل كان يقول من رحل مسلم لما قبل رأسه رفع بين السماء والأرض حتى رأيت السماء من دونه قالوا : عامر بن فهيرة.

أخبرنا أبو بكر ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، أنا محمّد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، أنا محمّد بن سعد (١) ، أنبأ محمّد بن عمر قال : حدّثني محمّد بن عبد الله ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت : رفع عامر بن فهيرة إلى السماء ، فلم توجد جثته ، ترون أن الملائكة وارته.

١٧ ـ ومنهم : عمر بن الخطّاب ، أبو حفص القرشي العدوي أمير المؤمنين :

قد تقدم ذكر كتابته للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في ترجمة عبد الله بن الأرقم ، وسيأتي ذكره في حرف العين من هذا الكتاب إن شاء الله عزوجل.

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٣ / ٢٣١.

٣٤٤

١٨ ـ ومنهم : عثمان بن عفّان بن أبي العاص أبو عمرو الأموي أمير المؤمنين :

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي الفرضي ، أنبأ أبو محمّد الجوهري ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، أنبأ أحمد بن معروف ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد (١) ، أنا علي بن محمّد القرشي ، عن أبي معشر ، عن يزيد بن رومان ومحمّد بن كعب ، وعن أبي بكر الهذلي ، عن الشعبي ، وعن علي بن مجاهد ، عن محمّد بن إسحاق عن الزهري وعكرمة بن خالد ، وعاصم بن عمر بن قتادة ، وعن يزيد بن عياض بن جعدبة (٢) ، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم ، وعن مسلمة بن علقمة ، عن خالد الحذّاء عن أبي قلابة في رجال آخرين من أهل العلم يزيد بعضهم على بعض ، قالوا : قدم نهشل بن مالك الوائلي من باهلة على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وافدا لقومه [فأسلم](٣) وكتب له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولمن أسلم من قومه كتابا فيه شرائع الإسلام ، وكتبه عثمان بن عفّان.

وسيأتي ذكر عثمان في حرف العين إن شاء الله تعالى.

١٩ ـ ومنهم : علي بن أبي طالب أبو الحسن الهاشميّ أمير المؤمنين :

كتب للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كتاب صلح الحديبية ، وغيره من الكتب ، وسيأتي ذكره في حرف العين.

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي ، أنبأ أبو علي الحسن بن عبد الرّحمن ، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم ، أنا أبو جعفر الديبلي ، نا أبو يونس المديني ، نا عتيق بن يعقوب الزبيري ، حدّثني عبد الملك بن أبي بكر بن محمّد بن حزم ، عن أبيه ، عن جده ، عن عمرو بن حزم : أن هذه قطائع أقطعها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لهؤلاء القوم فذكرها وقال فيها :

بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا كتاب من محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لتميم بن أوس

__________________

(١) طبقات ابن سعد ١ / ٣٠٥ و ٣٠٧.

(٢) رسمها وإعجامها مضطربان بالأصل : «جعديه» والمثبت عن ابن سعد.

(٣) الزيادة لازمة عن ابن سعد ١ / ٣٠٧.

٣٤٥

الداري (١) أن له عينون (٢) قريتها كلها ، سهلها وجبلها وماؤها وحرثها وكرومها وأنباطها (٣) وبقرها ، ولعقبه من بعده ، لا يحاقّه (٤) فيها أحد ، ولا يدخله (٥) عليه بظلم ، فمن أراد ظلمهم أو أخذه منهم فإن عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. وكتب علي (٦).

٢٠ ـ ومنهم : العلاء بن الحضرمي (٧) : واسم الحضرمي عبّاد ، ويقال عبد الله بن عبّاد :

استعمله النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على البحرين ، وكان يكتب للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقد تقدم ذكر كتابته له في ذكر أبان بن سعيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنبأ عيسى بن علي.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو الحسن علي بن هبة الله ، قالا : أنبأ أبو محمّد الصّريفيني ، أنبأ أبو القاسم بن حبابة (٨) ، قالا : أنبأ أبو القاسم البغوي ، نا علي بن الجعد ، أنبأ شعبة ، عن منصور بن زاذان (٩) ، عن ابن سيرين : أن العلاء بن الحضرمي كتب إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فبدأ بنفسه.

فزاد عيسى ، قال : وأنبأ شعبة عن يحيى بن أبي إسحاق بمثله.

ح وأخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنبأ شجاع بن علي ، أنبأ محمّد بن إسحاق ، أنبأ عبد الله بن جعفر ـ بمصر ـ نا عبد الرحيم بن أحمد البرقي ، نا عبد الملك بن هشام ،

__________________

(١) بالأصل : الديري ، والمثبت عن ابن سعد ١ / ٢٦٧ ، وانظر ترجمته في سير الأعلام ٢ / ٤٤٢.

(٢) عينون ، ويقال لها عين أنا ، وهي قرية بين الصّلا ومدين على الساحل (معجم البلدان).

(٣) الأنباط جمع نبط محركة ، وهو الماء الذي ينبع من البئر إذا حفرت (اللسان).

(٤) غير واضحة بالأصل وتقرأ : يخافه أو يخاقه ، والمثبت عن ابن سعد.

(٥) ابن سعد : ولا يلجه.

(٦) الكتاب في طبقات ابن سعد وفيه أنه صلى‌الله‌عليه‌وسلم كتبه لنعيم بن أوس أخي تميم الداري.

(٧) ترجمته في أسد الغابة ٣ / ٥٧١ سيرة ابن كثير ٤ / ٦٩٢ والإصابة ٢ / ٤٩٧.

(٨) بالأصل : حنانة ، والصواب ما أثبت.

(٩) بالأصل زادان بالدال المهملة ، والصواب بالذال المعجمة ، ترجمته في سير الأعلام ٥ / ٤٤١.

٣٤٦

عن أبي عبيدة معمر بن المثنّى قال : العلاء هو ابن عبد الله بن عبّاد بن أكبر بن ربيعة بن عريف بن مالك بن أدرج بن الصّدف (١) ، وكان العلاء عاملا للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على البحرين ، فتوفي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو عليها ، وكانت وفاته سنة إحدى وعشرين.

كذا في الأصل ، وقد انقلب عليه إنما هو أحمد بن عبد الرحيم البرقي مشهور.

٢١ ـ ومنهم : العلاء بن عقبة (٢) :

كان كاتبا للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

لم أجد ذكره إلّا فيما أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد النقيب ، أنبأ أبو علي الشافعي ، أنبأ أبو الحسن بن فراس ، أنا أبو جعفر الديبلي ، نا أبو يونس المديني ، نا عتيق بن يعقوب ، حدّثنا عبد الملك بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم ، عن أبيه ، عن جده ، عن عمرو بن حزم : أن هذه قطائع أقطعها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لهؤلاء القوم وذكر فيها :

بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أعطى النبي محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم عباس بن مرداس السّلمي وأعطى [ه] مدقورا (٣) فمن خافه فيها فلا حقّ له فيها وحقه حق ، وكتب العلاء بن عقبة وشهد.

ثم قال :

بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أعطى محمّد رسول الله عوسجة بن حرملة الجهني من ذي المروة (٤) وما بين بلنكثة (٥) إلى الطينة (٦) إلى الجعلاب (٧) إلى جبل

__________________

(١) بالأصل : الصرف ، والصواب ما أثبت.

قارن نسبه مع جمهرة ابن حزم ص ٤٦١ وأسد الغابة ٣ / ٥٧١ وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٩٢.

(٢) ترجمته في أسد الغابة ٣ / ٥٧٤ وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٩٤ والإصابة ٢ / ٤٩٨.

(٣) في مختصر ابن منظور : «مدفورا» وفي سيرة ابن كثير : «مدمورا».

(٤) ذو المروة : قرية بوادي القرى (ياقوت).

(٥) كذا ، وفي معجم البلدان : بلكثة أو بلاكث ، قارة عظيمة فوق ذي المروة (ياقوت).

(٦) في مختصر ابن منظور : الطيبة ، وفي سيرة ابن كثير : الظبية.

(٧) في سيرة ابن كثير : الجعلات.

٣٤٧

الفيلة (١) لا يخاف فيه أحد ، فمن خافه فلا حقّ له وحقه حق ، وكتب العلاء بن عقبة بذلك.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر (٢) ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحارث بن محمّد ، نا محمّد بن سعد (٣) ، أنا محمّد بن عمر بأسانيد التي تقدمت في ترجمة عبد الله بن زيد ، قالوا : وكتب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لبني شنخ (٤) من جهينة : ـ

بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أعطى محمّد النبي [بني] شنخ (٥) من جهينة أعطاهم ما خطّوا من صفينة (٦) وحقهم حقّ وكتب العلاء بن عقبة وشهد به.

٢٢ ـ ومنهم : محمّد بن مسلمة الأنصاري (٧) :

وسيأتي ذكره في حرف الميم من هذا الكتاب.

أخبرنا أبو بكر الفرضي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحارث بن أسامة ، نا محمّد بن سعد قال (٨) : قال علي بن محمّد المدائني بأسانيده قالوا (٩) : قدم وفد مهرة عليهم مهري بن الأبيض فعرض عليهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الإسلام فأسلموا ، ووصّاهم وكتب لهم فذكر الكتاب (١٠) ، وقال : وكتب محمّد بن مسلمة الأنصاري.

__________________

(١) المختصر : «القبلة» ، وفي سيرة ابن كثير : القبلية.

(٢) بالأصل : عمرو ، خطأ ، وهو أبو عمر بن حيوية انظر ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٤٠٩.

(٣) طبقات ابن سعد ١ / ٢٧١.

(٤) الأصل : شيخ والمثبت عن ابن سعد.

(٥) غير واضح بالأصل وتقرأ : «سح» والصواب ما أثبت ، والزيادة السابقة عن ابن سعد.

(٦) صفينة : قرية بالحجاز ذات نخل وزروع (ياقوت).

(٧) ترجمته في أسد الغابة ٥ / ١١٢ الاستيعاب ٣ / ١٣٧٧ تهذيب التهذيب ٩ / ٤٥٤ وطبقات ابن سعد ٣ / ٤٤٣ سيرة ابن كثير ٤ / ٦٩٥ سير الأعلام ٢ / ٣٦٩ وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٨) طبقات ابن سعد ١ / ٣٥٥ بالأصل : قال.

(٩) بالأصل : قال.

(١٠) انظر نص الكتاب الذي كتبه لوفد مهرة في ابن سعد ١ / ٣٥٥.

٣٤٨

٢٣ ـ ومنهم : معاوية بن أبي سفيان أبو عبد الرّحمن القرشي الأموي (١) :

كاتب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وسيأتي ذكره في حرف الميم من هذا الكتاب.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو علي محمّد بن أحمد بن يحيى بن عبد الله العطشي (٢) ، نا أحمد بن محمّد البوراني ، نا السّري بن عاصم ، نا الحسن بن زياد ، عن القاسم بن بهرام ، عن أبي الزبير ، عن جابر :

أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم استشار جبريل في استكتاب معاوية فقال : استكتبه فإنه أمين (٣).

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العباس بن أحمد الشّقّاني (٤) ، أنا أبو بكر أحمد بن منصور المغربي ، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد الله بن حمدون ، أنا مكي بن عبدان التميمي قال : سمعت [أبو] الحسين مسلم (٥) بن الحجاج القشيري يقول : أبو عبد الرّحمن (٦) معاوية بن أبي سفيان كاتب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٢٤ ـ ومنهم : المغيرة بن شعبة أبو عيسى التغلبي (٧) :

وسيأتي ذكره في حرف الميم من هذا الكتاب.

أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمّد النقيب المكي ، أنا أبو علي الشافعي ، أنا أبو الحسن بن فراس ، أنا أبو جعفر الديبلي ، نا أبو يونس المديني ، ثنا عتيق بن يعقوب ،

__________________

(١) ترجمته في طبقات ابن سعد ٣ / ٣٢ و ٧ / ٤٠٦ تاريخ الطبري ومروج الذهب والكامل لابن الأثير وغيرها من كتب التاريخ (الفهارس) أسد الغابة ٤ / ٣٨٥ الإصابة ٣ / ٤٣٣ تهذيب التهذيب ١٠ / ٢٠٧ تاريخ الخلفاء ص ١٩٤ سير الأعلام ٣ / ١١٩ وانظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٢) رسمها : «الفطسي» والمثبت عن سيرة ابن كثير.

(٣) نقله ابن كثير في السيرة ٤ / ٦٩٦ عن ابن عساكر.

(٤) الأصل : الشفافي ، خطأ ، والصواب ما أثبت عن الأنساب وهذه النسبة إلى شقان بفتح الشين وقيل بكسرها.

(٥) بالأصل : سمعت الحسين بن مسلم ، والصواب ما أثبت بحذف «بن» وزيادة «أبو» فكنية مسلم أبو الحسين.

(٦) بالأصل : أبو عبد الرحمن بن معاوية ، حذفنا «بن» فهي مقحمة.

(٧) ترجمته في ابن سعد ٤ / ٢٨٤ و ٦ / ٢٠ المعارف ص ٢٩٤ تاريخ الطبري ومروج الذهب وغيرهما من التواريخ (الفهارس) أسد الغابة ، الإصابة ت ٨١٨١ ، تهذيب التهذيب ١٠ / ٢٦٢ سير الأعلام ٣ / ٢١.

٣٤٩

حدّثني عبد الملك بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم ، عن أبيه ، عن جده عن عمرو بن حزم : أن هذه قطائع أقطعها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لهؤلاء القوم ، فذكرها وقال فيها :

بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا كتاب من محمّد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لحصين بن نضلة الأسدي أن له ترمذ (١) وكنينة (٢) لا يخافه فيهما أحد ، وكتب المغيرة.

__________________

(١) الأصل : برمد ، والمثبت عن ياقوت وفيه أنها موضع في بلاد بني أسد.

(٢) في المختصر : وكثيفة.

٣٥٠

[أمناؤه عليه‌السلام](١)

١ ـ عامر بن عبد الله بن الجراح ، أبو عبيدة القرشي الفهري (٢) :

٢ ـ وعبد الرّحمن بن عوف أبو محمّد الزهري (٣) :

ـ وسيأتي ذكرهما في حرف العين من هذا الكتاب.

٣ ـ ومنهم : معيقيب بن أبي فاطمة الدوسيّ (٤) :

كان على خاتمه ، ويقال : كان خازنه (٥).

أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمّد بن البغدادي ، أنا محمّد بن أحمد بن علي بن شكرويه ، وإبراهيم بن محمّد بن إبراهيم الطيّان ، قالا : أنا إبراهيم بن عبد الله بن محمّد ، نا عبد الله بن محمّد بن زياد ، نا علي بن سعيد ـ هو النسوي ـ نا أبو عتاب ، نا أبو (٦) ، نا إياس بن الحارث بن معيقيب عن جده المعيقيب ، وجده من قبل

__________________

(١) زيادة منا للإيضاح.

(٢) ترجمته في أسد الغابة ٣ / ٢٤ ، نسب قريش ص ٤٤٥ المعارف ص ٢٤٧ تاريخ الطبري ومروج الذهب والكامل لابن الأثير والبداية والنهاية (الفهارس) وحلية الأولياء ١ / ١٠٠ تهذيب التهذيب ٥ / ٧٣ سير الأعلام ١ / ٥ وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٣) ترجمته في نسب قريش ص ٢٦٥ حلية الأولياء ١ / ٩٨ صفوة الصفوة ١ / ١٣٥ تهذيب التهذيب ٦ / ٢٤٤ سير الأعلام ١ / ٦٨ وانظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى كثيرة ترجمت له.

(٤) ترجمته في المعارف ص ٣١٦ أسد الغابة ٥ / ٢٤٠ الإصابة ٩ / ٢٦٦ طبقات ابن سعد ٤ / ١١٦ تهذيب التهذيب ١٠ / ٢٥٤ سير الأعلام ٢ / ٤٩١ سيرة ابن كثير ٤ / ٦٩٨.

(٥) غير مقروءة ورسمها : «حار؟؟؟» كذا ، والمثبت عن مختصر ابن منظور ، وفي سيرة ابن كثير : خادمه.

(٦) غير واضحة ، وفي سيرة ابن كثير : أبو مكين نوح بن ربيعة.

٣٥١

أمّه أبو ذياب قال : كان خاتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من حديد ملويّ بفضة ، فربما كان في يدي ، قال : وكان معيقيب على خاتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (١).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٢) ، حدّثني أبي ، نا يحيى بن سعيد (٣) ، نا هشام ، حدّثني يحيى بن أبي كثير ، عن أبي سلمة ، حدّثني معيقيب قال : قيل للنبي (٤) صلى‌الله‌عليه‌وسلم المسح في المسجد ـ يعني الحصا ـ فقال : «إن كنت لا بدّ فاعلا فواحدة» [١١٠٤].

أخبرنا عاليا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو القاسم الشّحّامي ، قالا : أنا أبو يعلى إسحاق بن عبد الرّحمن الصابوني ، أنا أبو سعيد عبد الله بن محمّد بن عبد الوهّاب الرازي ، أنا محمّد بن أيوب بن يحيى بن الضريس الرازي ، أنا مسلم بن إبراهيم ، عن هشام ، أنا يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة بن عبد الرّحمن ، عن معيقيب أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «لا تمسح وأنت تصلّي فإن كنت لا بدّ فاعلا فواحدة تسوية الحصا» [١١٠٥].

__________________

(١) نقله ابن كثير في السيرة من طريق أبي داود والنسائي.

(٢) مسند الإمام أحمد ٣ / ٤٢٦ و ٥ / ٤٢٥.

(٣) عن مسند أحمد وبالأصل : عبد.

(٤) بالأصل : قبل النبي ، والصواب عن المسند.

٣٥٢

باب

مختصر من دلائل نبوته

وما ظهر فيما دعا فيه من بركته

[انشقاق القمر](١)

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو سعد الجنزرودي (٢) ، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح وأخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، وفاطمة بنت محمّد بن البغدادي ، قالا : أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى ، نا عبد الغفّار ـ هو ابن عبد الله ـ نا علي بن مسهر ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن أبي معمر ، عن عبد الله قال :

بينما نحن مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ زاد ابن المقرئ : بمنى ـ إذا فلق القمر فلقتين ، فكانت فلقة من وراء الجبل وفلقة دونه ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اشهدوا» [١١٠٦].

أخبرنا أبو القاسم تميم بن أبي سعيد المؤدّب ، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن الأديب ، أنا أبو سعيد محمّد بن بشر بن العبّاس بن محمّد التميمي الكرابيسي ، أنا أبو لبيد محمّد بن إدريس السامي (٣) السرخسي ، نا سويد بن سعيد ، نا علي بن مسهر ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن أبي معمر ، عن ابن مسعود قال :

بينا نحن عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمنى إذ انفلق القمر فلقتين : فلقة وراء الجبل ، وفلقة دونه فقال لنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اشهدوا» [١١٠٧].

__________________

(١) زيادة منا للإيضاح.

(٢) بالأصل : الخيزرودي ، والصواب ما أثبت.

(٣) بالأصل : الشامي ، والصواب ما أثبت ، وقد مضى التعريف به.

٣٥٣

وأخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه ، أنا أبو القاسم علي بن محمّد بن أبي العلاء (١).

ح وأخبرنا أبو محمّد عبد الكريم بن حمزة ، ثنا عبد العزيز بن أحمد الكتّاني ، قالا : أنا أبو منصور بن محمّد ، وأبو عبد الله أحمد ، أنبأ الحسين بن سهل بن الصيّاح البلديان قالا : أنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن أحمد الإمام ، ثنا علي بن حرب الطائي ، نا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن أبي معمر ، عن عبد الله قال :

انشق القمر على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ونحن معه بمنى حتى ذهبت فرقة منه خلف الجبل ، فقال لنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اشهدوا» [١١٠٨].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو سعد الجنزرودي (٢) ، أنا أبو عمرو بن حمدان.

وأخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، وأبو منصور الحسين بن طلحة ، قالا : أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى ، نا أبو خيثمة ، نا محمّد بن حازم ، نا الأعمش ، عن إبراهيم ، عن أبي معمر ، عن عبد الله قال :

كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمنى ، فانشق القمر حتى ذهب فرقة منه خلف الجبل ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اشهدوا» [١١٠٩].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، وأبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو سعد الجنزرودي (١) ، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح وأخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، وأبو منصور الحسين بن طلحة الصّالحاني ، وأم البهاء فاطمة بنت محمّد قالوا : أنا إبراهيم بن منصور السّلمي ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى ، نا أبو خيثمة ، نا سفيان.

ح وأخبرنا أبو منصور أحمد بن محمّد بن نيال ، ثنا عائشة بنت الحسن بن إبراهيم ، ثنا عبد الله بن عمر بن عبد الله بن الهيثم ، نا أبو علي الحسن بن محمّد الداراني ، ثنا صالح بن مسمار.

__________________

(١) الأصل : العلاج ، خطأ.

(٢) الأصل : الخيزرودي ، خطأ والصواب ما أثبت.

٣٥٤

وأخبرنا أبو محمّد بن طاوس ، أنا طرّاد بن محمّد الزينبي ، أنا أبو الحسن بن رزقوية ، أنا محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب ، نا جدي علي بن حرب.

ح وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر المغربي ، أنا محمّد بن عبد الله الجوزقي (١) ، نا إسماعيل بن محمّد بن إسماعيل الصفّار ، نا سعدان بن محمّد ، نا سفيان بن عيينة.

ح قال : وأخبرني أبو جعفر محمّد بن يحيى بن عمر بن علي بن حرب (٢) الموصلي ، نا علي بن حرب الطائي ، قالا : نا سفيان بن عيينة.

ح وأخبرنا أبو سعيد شيبان بن عبد الله بن سنباك ، وأبو القاسم عثمان بن محمّد بن الفضل ، وأبو الفتوح مداد بن عامر بن محمّد الدلال ، قالوا : أنا القاسم بن الفضل بن أحمد ، نا أبو الحسين علي بن محمّد بن عبد الله ـ ببغداد ـ نا أبو علي إسماعيل بن محمّد الصفّار ، نا سعدان بن نصر ، نا سفيان ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، عن معمر قال : قال عبد الله ـ وفي حديث أبي خيثمة : عن عبد الله ـ قال :

ـ انشق القمر على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم شقتين ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لنا : «اشهدوا».

قال علي بن حرب في حديثه بنصفين ، وفي حديث صالح والقاسم بن الفضل : شقتين.

وقال طرّاد عن ابن مسعود ، رواه مسلم عن أبي خيثمة (٣).

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي (٤) ، أنا أبو عبد الله محمّد بن عبد الله الحافظ ، نا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، نا العباس بن محمّد ، نا سعيد بن سليم (٥) ، نا هشيم ، نا مغيرة ، عن أبي الضحا ، عن مسروق ، عن عبد الله ـ يعني ابن

__________________

(١) تقرأ بالأصل : الجورنى ، والصواب ما أثبت.

(٢) بالأصل : حزن ، والصواب ما أثبت ، وقد تقدم ، وانظر ترجمته في سير الأعلام ١٥ / ٣٥٧.

(٣) من حديث عبد الله بن مسعود أخرجه مسلم في صحيحه (٤٧) كتاب المنافقين ، ٨ باب انشقاق القمر ، ٤ / ٢١٥٨ والبخاري في ٦٥ كتاب التفسير ح (٤٨٦٤) وفي كتاب المناقب ح (٣٦٢٦) والبيهقي في الدلائل ٢ / ٢٦٤ والذهبي في السيرة ص ٢١٠.

(٤) دلائل النبوة للبيهقي ٢ / ٢٦٦.

(٥) في البيهقي : سعيد بن سليمان.

٣٥٥

مسعود ـ قال : انشق القمر هكذا (١) حتى صار فرقتين ، فقال كفار أهل مكة : هذا سحر سحركم به ابن أبي كبشة انظروا السّفّار فإن كانوا رأوا ما رأيتم فقد صدق ، وإن كانوا لم يروا ما رأيتم فهو سحر سحركم به ، قال : فسألوا السّفّار فقدموا من كل وجه فقالوا : رأيناه (٢).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وعبد الله بن أحمد بن عبد القادر بن محمّد بن يوسف ، وأبو الحسن محمّد بن أحمد بن محمّد بن بويه العلوي ، وعلي بن المبارك بن الحسين الخيّاط المقرءان ، وزوجته كريمة بنت محمّد بن أحمد بن عبد الباقي قالوا : أنا أبو الحسين بن النقور ، أنا أبو الحسين (٣) محمّد بن عبد الله بن أخي ميمي ، نا يحيى ـ هو ابن محمّد بن صاعد ـ نا ابن بندار ، نا أبو داود الطّيالسي ، نا شعبة ، عن قتادة ، عن أنس قال : انشق القمر فرقتين على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ح قال : ونا يحيى ـ هو ابن صاعد ـ نا بندار ، نا يحيى ـ هو ابن سعيد ـ ومحمّد بن جعفر غندر ، قالا : أنا شعبة قال : سمعت قتادة عن أنس قال : انشق القمر على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

رواه مسلم عن بندار (٤) ، ورواه شيبان بن عبد الرّحمن عن قتادة بلفظ آخر.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو سعد الجنزرودي (٥) ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، أنا أبو يعلى ، نا زهير.

ح وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمّد بن الحسين بن علي بسمنان (٦) ، وأبو الوقت عبد الأوّل بن عيسى بن سعيد ، وأبو بكر (٧) بن أحمد بن يحيى بن الحسين الأذريجاني (٧) ، قالوا : أنا أبو الحسن عبد الرّحمن بن محمّد بن المظفّر الدراوردي ، أنا

__________________

(١) في البيهقي : بمكة.

(٢) وانظر دلائل النبوة لأبي نعيم رقم ٢١٢ والبخاري في فتح الباري ٧ / ١٨٢.

(٣) بالأصل : أبو الحسين بن محمد ، حذفنا «بن» فهي مقحمة ، ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٥٦٤.

(٤) صحيح مسلم كتاب المنافقين ٤ / ٢١٥٩ وانظر دلائل النبوة للبيهقي ٢ / ٢٦٤.

(٥) الأصل : الخيزرودي ، خطأ.

(٦) سمنان قريتان أحدهما من بلاد قومس ، والأخرى من نواحي نسا. (الأنساب).

(٧) كذا ورد الاسم بالأصل فيما بين الرقمين ، وفي المطبوعة : عاصم ـ عائذ ص ٦١٧ فهارس شيوخ ابن عساكر : أحمد بن يحيى بن الحسن ، أبو بكر الروذراوري.

٣٥٦

أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن حموية السرخسي قدم علينا ، أنبأ إبراهيم بن خريم الشامي ، ثنا محمّد بن حميد قالا : أنا يونس بن محمّد ، نا شيبان ، عن قتادة ، عن أنس بن مالك :

أن أهل مكة سألوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يريهم آية فأراهم انشقاق القمر مرّتين.

رواه مسلم (١) : عن زهير وعبد [بن حميد].

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم المزكي ، أنا أبو الفضل الرازي ، ثنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب ، نا محمّد بن هلال ، نا أبو سعيد ، نا ابن فضيل ، عن حصين ، عن محمّد بن جبير ، عن أبيه ابن مطعم قال : انشق القمر ونحن مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر المغربي ، أنبأ أبو بكر الجوزقي ، أنا أبو العباس محمّد بن يعقوب بن يوسف بن معقل ، نا محمّد بن عبد الله بن الحكم ، أنا إسحاق بن بكير (٢) بن مضر ، عن أبيه ، عن جعفر بن ربيعة :

قال : أو أنا محمّد بن الحسين بن الحسن أبو بكر ، نا أحمد بن يوسف السّلمي ، نا عبد الله بن عبد الحكم ، نا بكر بن مضر ، عن جعفر بن ربيعة ، عن عراك بن مالك ، عن عبد الله (٣) بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، عن ابن عبّاس أنه قال : انشق القمر على زمان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٤).

ح قال : ثنا أبو حامد الشرقي ، ومكي بن عبد الله ، قالا : أنا أبو الأزهر ، نا روح بن عبادة ، نا سليمان ، عن مجاهد.

ح قال : وأنا أبو العباس محمّد بن يعقوب بن يوسف ، نا العباس بن محمّد الدوري ، نا ابن جرير ، عن شعبة ، عن الأعمش ، عن مجاهد ، عن عبد الله بن عمر في

__________________

(١) صحيح مسلم ـ كتاب المنافقين ح (٢٨٠٢) ص (٤ / ٢١٥٩) والبخاري في المناقب فتح الباري ٦ / ٦٣١ ، ح (٣٦٢٧) والبيهقي في الدلائل ٢ / ٢٦٢.

(٢) في دلائل البيهقي ٢ / ٢٦٧ بكر ، وسيأتي قريبا «بكر» وفي سيرة الذهبي ص ٢١١ «بكر».

(٣) في البيهقي : عبيد الله.

(٤) البخاري في كتاب التفسير (١) باب ، ح (٤٨٦٦ ، ومسلم في المنافقين (٨) باب ، ص (٤ / ٢١٥٩.

والبيهقي في الدلائل ٢ / ٢٦٧ والذهبي في السيرة ص ٢١١ وقال الذهبي : متفق عليه من حديث بكر.

٣٥٧

قوله : (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ)(١) قال : قد كان ذلك على عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم انشق القمر فرقتين (٢) : فلقة من دون الجبل ، وفلقة من خلف الجبل ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اشهدوا» (٣)(٤) [١١١٠].

__________________

(١) سورة القمر ، الآية الأولى.

(٢) في البيهقي وسيرة الذهبي : فلقتين.

(٣) في البيهقي وسيرة الذهبي : اللهم اشهد.

(٤) أخرجه مسلم من أوجه عن شعبة ٤ / ٢١٥٩ ودلائل النبوة للبيهقي ٢ / ٢٦٧ والسيرة النبوية للذهبي ص ٢١١.

٣٥٨

[باب

جامع من دلائل نبوته عليه‌السلام (١)

[سبب إسلام العباس بن عبد المطلب رضي‌الله‌عنه](١)

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنبأنا أبو عثمان إسماعيل بن عبد الرّحمن الصابوني ، قالا :.

أخبرنا أبو محمّد عبد الله بن أحمد بن علي بن الطّيّب.

ح وأخبرنا أبو السعود أحمد بن علي بن محمّد بن المجلي (٢) ، أنا أبو بكر الخطيب.

ح وأخبرنا أبو سعد محمّد بن أحمد بن محمّد الأبيوردي ، أنا أبو سعد عبد الواحد بن عبد الكريم بن هوازن القشيري ، قالا : أنا أبو الحسن بن علي بن أبي بكر الطرازي.

ح وأخبرنا أبو المعالي عبد الله بن أحمد الحلواني ، أنا أبو بكر بن خلف بن الشريف أبو طلحة محمّد بن محمّد الزهري.

ح وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، قالوا : ثنا أبو العباس محمّد بن يعقوب الأصم ، نا أحمد بن شيبان ، نا أحمد بن إبراهيم الحلبي ـ وفي حديث الصابوني : الجبلي ـ وهو وهم ـ نا الهيثم بن جميل ، نا زهير ، عن محارب بن دثار ، عن عمرو بن بيري ، عن العباس بن عبد المطلب قال :

__________________

(١) العنوان زيادة منا للتبويب والإيضاح.

(٢) بالأصل : المحلى ، والصواب ما أثبت وضبط عن التبصير.

٣٥٩

قلت : يا رسول الله دعاني إلى الدخول في دينك أمارة لنبوتك ؛ رأيتك في المهد تناغي القمر وتشير بإصبعك ، فحيث أشرت إليه مال ، قال : «إني كنت أحدثه (١) ويحدثني ويلهيني عن البكاء وأسمع وجنته تسجد تحت العرش» [١١١١].

قال الخطيب : لم أكتب هذا الحديث إلّا بهذا الإسناد ، ولا سمعته عاليا إلّا من الطرازي.

أخبرنا أبو بكر الفرضي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف بن بشر الخشاب ، نا أبو محمّد حارث بن أبي أسامة ، أنا أبو عبد الله محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني معاذ بن محمّد ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن ابن عبّاس قال :

خرجت حليمة (٢) تطلب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد وجدت البهم تقيل ، فوجدته مع أخيه فقالت : في هذا الحرّ؟ فقالت أخته : يا أمه ما وجد أخي في حرّ ، رأيت غمامة تظل عليه ، إذا وقف وقفت ، وإذا سار سارت معه حتى انتهى إلى هذا الموضع.

[ما جاء في تسليم الحجر والشجر عليه صلى‌الله‌عليه‌وسلم](٣)

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد الأزجي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو القاسم عبد العزيز بن جعفر بن محمّد بن حمدي الخرقي (٤) ، نا أحمد بن عمر بن زنجويه ، نا محمّد بن بكّار ، عن الريان ، نا الوليد بن أبي ثور ، نا السّدّي (٥) عن عبّاد بن يزيد ، عن علي بن أبي طالب قال :

كنت مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بمكة في بعض نواحيها خارجا من مكة بين الجبال والشجر ، فلم يمر بشجرة ولا جبل إلّا قال : السلام عليك يا رسول الله (٦).

__________________

(١) في مختصر ابن منظور : أجذبه ويجذبني.

(٢) وهي حليمة بنت أبي ذؤيب السعدية ، انظر ابن سعد ١ / ١١٠ والسيرة النبوية للذهبي ص ٤٥.

(٣) العنوان ما بين معكوفتين زيادة منا.

(٤) ضبطت عن الأنساب.

(٥) بالأصل : السري عمر بن عباد بن يزيد ، ولعل الصواب ما أثبت ، وفي البيهقي الدلائل : «السدي عن عباد بن عبد الله» وفي جامع الترمذي : عباد بن أبي يزيد.

(٦) دلائل النبوة لأبي نعيم رقم ٢٨٩ وفيه : عن ابن عباد بن أبي يزيد. وأخرجه الحاكم في المستدرك ٢ / ٦٢٠ والترمذي برقم ٣٦٣٠.

٣٦٠