تاريخ مدينة دمشق - ج ٤

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٤

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٩٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

فجاءني قومي يتبعونني ، فقالوا : هو الذي قال لك وهو يأتي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيشكو (١) قال : فالتفتّ إليهم فقلت : تدرون من هذا؟ هذا الصّدّيق (٢) وذو شيبة المسلمين ارجعوا لا يلتفت فيراكم فيظن أنكم إنما جئتم ليتعينوني عليه فيغضب ، فيأتي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيخبره فيهلك ربيعة.

قال : فأتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «إني قلت لربيعة كلمة كرهها ، فقلت له يقول لي مثل ما قلت له فأبى ، فقال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا ربيعة وما لك والصّدّيق» قال : قلت : يا رسول الله ، لا والله لا أقول له كما قال لي ، قال : «أجل لا تقل له كما قال لك ، ولكن [قل :](٣) قد غفر الله لك يا أبا بكر» [١٠٨٩].

٦ ـ ومنهم : سعد مولى [أبي بكر الصّدّيق (٤) :

كان يخدم](٥) النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وقيل إنه كان مولى له.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو سعد الجنزرودي (٦) ، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح وأخبرتنا أم المجتبى فاطمة العلوية قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى الموصلي ، نا أبو موسى ، ثنا أبو داود (٧) ، نا أبو عامر ، عن الحسن ، عن سعد مولى أبي بكر الصّدّيق عن ـ وقال ابن المقرئ : أن ـ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لأبي بكر وكان سعد مملوكا له ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تعجبه خدمته ـ وقال ابن المقرئ : حديثه ـ فقال : ـ وقال ابن حمدان : قال ـ

__________________

(١) بالأصل : فشكو ، والمثبت عن ابن كثير.

(٢) بالأصل : الصدق ، والصواب عن ابن كثير.

(٣) الزيادة لازمة عن سيرة ابن كثير.

(٤) ترجمته في أسد الغابة ٢ / ١٨٨ الاستيعاب ٢ / ٤٨ هامش الإصابة ، سيرة ابن كثير ٤ / ٦٦١ والإصابة ٢ / ٣٩ وفيها : ويقال سعيد والأول (يعني : سعد) أشهر وأصح.

(٥) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك على هامشه وبجانبه كلمة صح.

(٦) بالأصل : الخيزرودي ، خطأ ، والصواب ما أثبت.

(٧) من طريق أبي داود الطيالسي ذكره ابن كثير في السيرة ٤ / ٦٦٢ وابن الأثير في أسد الغابة من طريق أبي يعلى ٢ / ١٨٨ وفيها «أبتك الرجال بدل أتتك الرجال».

٣٢١

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اعتق سعدا» فقال أبو بكر : يا رسول الله ، ما لنا خادم هاهنا غيره ـ وقال ابن حمدان : ما لنا هاهنا غيره ـ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وقال ابن حمدان : قال : «أعتق سعدا ، أتتك الرجال ، أتتك الرجال» زاد ابن المقرئ : أتتك الرجال [١٠٩٠].

الصواب خدمتكما في حديث ابن حمدان ، والصواب ما لنا ما هن (١) غيره ، كذلك.

أخبرنا أبو الحسن بن المظفر ، أنا أبو محمّد الجوهري.

وأخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، قالا : أنا أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد (٢) ، حدّثني أبي ، نا سليمان بن داود ، نا أبو عامر ، عن الحسن ، عن سعد مولى أبي بكر وكان يخدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وكان يعجبه خدمته فقال : «يا أبا بكر أعتق سعدا» فقال : يا رسول الله ما لنا ماهن (٣) غيره ، قال : فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«أعتق سعدا أتتك (٣) الرجال ، أتتك الرجال» [١٠٩١].

قال أبو داود يعني السبي.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي الوزير ، أنا عبد الله ، حدّثني عمي ، وأحمد بن منصور ، قالا : نا عمر بن عبد الوهّاب الرياحي ، نا عامر بن صالح بن رستم ، عن أبيه ، عن الحسن ، عن سعيد (٤) ـ زاد ابن منصور : مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ فذكر حديثا.

٧ ـ ومنهم : عبد الله بن مسعود أبو عبد الرّحمن الهذلي (٥) :

كان يلي طهور النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ويحمل نعليه ، ويرحّل راحلته.

وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى في حرف العين من هذا الكتاب.

__________________

(١) بالأصل : «ها هن» والصواب عن المختصر ، والماهن : الخادم ، وقيل : العبد.

(٢) مسند الإمام أحمد ١ / ١٩٩.

(٣) تقرأ بالأصل : «أبتك» ومثله في أسد الغابة ، والمثبت عن المسند ، وفيه «أتتك الرجال» مرة واحدة.

(٤) كذا ورد هنا : سعيد.

(٥) ترجمته في الاستيعاب ٧ / ٢٠ تاريخ بغداد ١ / ١٤٧ حلية الأولياء ١ / ١٢٤ أسد الغابة ٣ / ٣٨٤ تهذيب التهذيب ٦ / ٢٧ سير الأعلام ١ / ٤٦١ وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

٣٢٢

٨ ـ ومنهم : مهاجر مولى أم سلمة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (١) :

كان يخدمه.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحداد وجماعة ـ إجازة ـ قالوا : أنبأ أبو بكر محمّد بن عبد الله بن بريدة ، أنبأ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني ، نا أبو الزنباع روح بن الفرج ، نا يحيى بن عبد الله بن بكير ، حدّثني إبراهيم بن عبد الله قال : سمعت مهاجرا مولى أم سلمة يقول : خدمت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سنين ، فلم يقل لي لشيء صنعته : لم صنعته ، ولا لشيء تركته : لم تركته (٢).

قال ابن بكير : يكنى هذا الذي هو في الحديث هو جدي أبي بكير مولى عمرة قال : سمعت مهاجرا مولى أم سلمة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : خدمت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عشر سنين أو خمس سنين ـ الشك من يحيى ـ لم يقل لشيء صنعته : لم صنعته ، ولا لشيء تركته : لم تركته.

٩ ـ ومنهم : أبو السمح خادم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٣).

أخبرنا أبو عبد الله الخلال ، أنبأ سعد بن أحمد الصوفي ، أنا أبو محمّد الحسن بن أحمد بن محمّد الشّيباني ، أنا أبو العباس محمّد بن إسحاق الثقفي ، نا مجاهد بن موسى ، نا عبد الرّحمن بن مهدي ، نا يحيى بن الوليد ، حدّثني محلّ (٤) بن خليفة ، حدّثني أبو السمح قال : كنت أخدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان إذا أراد أن يغتسل قال (٥) : «ناولني إداوتي» قال : فناولته وأستره وأتي بحسن أو حسين ، فبال على صدره ، فجئت لأغسله قال : «يغسل (٦) من بول الجارية ، وترشّ من بول الغلام» (٧) [١٠٩٢].

درف عن مجاهد.

__________________

(١) ترجمته في سيرة ابن كثير ٤ / ٦٦٧ الإصابة ٣ / ٤٦٧.

(٢) الخبر في سيرة ابن كثير ٤ / ٦٦٧ من طريق الطبراني. والإصابة ٣ / ٤٤٦.

(٣) ترجمته في سيرة ابن كثير ٤ / ٦٦٨ والإصابة ٤ / ٩٥ والاستيعاب ٤ / ٩٩ على هامش الإصابة ، وأسد الغابة ٥ / ١٥٦.

(٤) بالأصل محمد ، خطأ ، والصواب عن أسد الغابة وسيرة ابن كثير.

(٥) في أسد الغابة : قال : ولّني ، فأولّيه قفاي ، وأستره.

(٦) بالأصل : «تغسل .. ترش» والمثبت عن أسد الغابة وسيرة ابن كثير.

(٧) الحديث أخرجه أبو داود في الطهارة ح (٣٧٦) وسيرة ابن كثير وأسد الغابة والإصابة وفيها : وأخرج حديثه ابن خزيمة وأبو داود والنسائي وابن ماجة والبغوي من طريق يحيى بن الوليد.

٣٢٣

وأمّا كتّابه [صلى‌الله‌عليه‌وسلم]

١ ـ فمنهم : أبان بن سعيد بن العاص الأموي (١) :

يأتي ذكره إن شاء الله تعالى في حرف الألف من هذا الكتاب.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله قالا : أنا ابن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد ـ إجازة ـ قال : كان أول من كتب لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبيّ بن كعب ، فكان إذا لم يحضر دعا زيد بن ثابت ، فكانا يكتبان له الوحي ، ويكتبان إلى من كاتبه من الناس ، وكان يكتب له عثمان بن عفّان ، وخالد بن سعيد ، وأبان بن سعيد (٢).

٢ ـ ومنهم : أبيّ بن كعب بن المنذر الأنصاري (٣) :

يأتي ذكره في حرف الألف من هذا الكتاب.

أخبرنا أبو بكر الفرضي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنبأ أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، أنا محمّد بن سعد قال : وكان أبيّ بن كعب يكتب في الجاهلية قبل الإسلام ، وكانت الكتابة في العرب قليلة ، وكان يكتب في الإسلام الوحي لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

(١) ترجمته في نسب قريش للمصعب ص ١٧٤ ، الاستيعاب ١ / ١١٩ ، أسد الغابة ١ / ٤٦ ، والإصابة ١ / ١٦ ، سيرة ابن كثير ٤ / ٦٦٩ سير الأعلام ١ / ٢٦١.

(٢) الخبر في سيرة ابن كثير ٤ / ٦٦٩.

(٣) ترجمته في حلية الأولياء ١ / ٢٥٠ الاستيعاب ١ / ١٢٦ أسد الغابة ١ / ٦١ الإصابة ١ / ٢٦ تهذيب التهذيب ١ / ١٨٧ سيرة ابن كثير ٤ / ٦٧٠ سير الأعلام ١ / ٣٨٩ وبحاشيتها ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

٣٢٤

٣ ـ ومنهم : أرقم بن [أبي](١) الأرقم المخزومي (٢).

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز النقيب المكي ، أنبأ أبو علي الحسن بن عبد الرّحمن الشافعي ، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن فراس ، نا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم الديبلي ، نا أبو يونس محمّد بن أحمد بن يونس المديني ، نا عتيق بن يعقوب التّبريزي ، حدّثني عبد الملك بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم ، عن أبيه ، عن جده عن عمرو بن حزم : أن هذه قطائع أقطعها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لهؤلاء القوم.

هذا كتاب من محمّد لعظيم بن الحارث المحاربي أنه له فخّا (٣) لا يحاقّه (٤) فيها أحد ، وكتب الأرقم : بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا كتاب من محمّد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعظيم بن الحارث المحاربي : إنّ له المجمعة (٥) من رأس (٦) فخ لا يحاقه (٧) فيها أحد ، وكتب الأرقم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا أحمد بن الحسن بن عتبة الرازي ـ بمصر ـ نا عبيد الله بن عيسى المديني ، نا إبراهيم بن المنذر قال :

والأرقم بن أبي الأرقم اسم أبي الأرقم عبد مناف بن أسد بن حيدر (٨) بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب ، وأمّه أميمة بنت عبد الحارث الخزاعية (٩) ، وبقي الأرقم إلى عهد معاوية ، ومات سنة خمس وخمسين وهو الذي كان

__________________

(١) زيادة لازمة عن مصادر ترجمته.

(٢) ترجمته في الاستيعاب ١ / ١٣١ أسد الغابة ١ / ٧٤ سيرة ابن كثير ٤ / ٦٧١ الإصابة ١ / ٤٠ طبقات ابن سعد ٣ / ٢٤٢ سير الأعلام ٢ / ٤٧٩ وبحاشيته ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٣) غير واضح بالأصل ورسمها «نح» والمثبت عن معجم البلدان ، وفيه : فخ : ماء أقطعه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عظيم بن الحارث المحاربي.

(٤) عن المختصر ، وبالأصل : لا يخافه.

(٥) المجمعة : موضع بوادي نخلة من بلاد هذيل (ياقوت).

(٦) بالأصل : رامش ، والمثبت عن المختصر.

(٧) عن المختصر وبالأصل : يخافه.

(٨) كذا ، وفي المختصر : جندب ، وسقطت الكلمة من عامود نسبه في أسد الغابة.

(٩) وقيل اسمها : تماضر بنت حذيم من بني سهم ، وقيل : اسمها صفية بنت الحارث بن خالد ... الخزاعية.

٣٢٥

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مستخفيا في داره بأصل الصفا ، آخا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بينه وبين عبد الله بن أنيس ، وقد شهد بدرا ، ولم يشهدها عبد الله بن أنيس.

قال : وأنبأ إبراهيم بن المنذر الأرقمي (١) ، عن أبيه ، عن إسحاق بن يحيى بن طلحة ، عن عثمان بن الأرقم قال :

توفي أبي الأرقم سنة ثلاث وخمسين ، وهو ابن خمس (٢) وثمانين سنة ، ويكنى أبا عبد الرّحمن ، وصلّى عليه سعد بن أبي وقّاص ، ودفن بالبقيع.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن البقشلان ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عيسى بن علي ، نا عبد الله بن محمّد البغوي ، حدّثني عمي عن أبي عبيد قال :

الأرقم بن أبي الأرقم بن أسد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ، شهد بدرا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حين تغيّب من قريش تغيّب في داره وهي التي تعرف بالخيزران عند الصفا.

قال : ونا البغوي ، حدّثني الحسن بن عرفة ، نا عبّاد ـ يعني ابن عبّاد ـ عن هشام بن زياد أبي المقدام ، عن عمّار بن سعد ، عن عثمان بن أرقم (٣) ، عن أبيه ـ وكانت له صحبة ـ.

قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الذي يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة ويفرق بين الاثنين ـ والإمام ـ يعني يخطب ـ كالجارّ قصبه (٤) في النار» (٥) [١٠٩٣].

٤ ـ ومنهم : ثابت بن قيس بن شماس الأنصاري (٦) :

أخبرنا أبو بكر الفرضي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا

__________________

(١) كذا.

(٢) في سير الأعلام نقلا عن عثمان : ثلاث ٢ / ٤٨٠ وأسد الغابة ٢ / ٧٥.

(٣) بالأصل : أرم ، والصواب ما أثبت.

(٤) القصب : الأمعاء.

(٥) أسد الغابة ٢ / ٧٥ وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٧٢ وأخرجه أحمد في المسند ٣ / ٤١٧.

(٦) ترجمته في الاستيعاب ٢ / ٧٢ أسد الغابة ١ / ٢٧٥ الإصابة ٢ / ١٤ تهذيب التهذيب ٢ / ١٢ سيرة ابن كثير ٤ / ٦٧٢ سير الأعلام ١ / ٣٠٨ وبحاشيتها ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

٣٢٦

أحمد بن معروف ، أنا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد (١) ، أنا علي بن محمّد المدائني بأسانيده عن شيوخه في وفود العرب على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قالوا :

قدم عبد الله بن عبس (٢) الثمالي ومسلية بن هزّان (٣) الحدّانيّ على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في رهط من قومهما بعد فتح مكة ، فأسلموا وبايعوا على قومهم ، وكتب لهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كتابا بما فرض عليهم من الصدقة في أموالهم. كتبه ثابت بن قيس بن شماس ، وشهد فيه سعد بن عبادة ، ومحمّد بن مسلمة.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنبأ رضوان بن أحمد بن جالينوس.

ح وأخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنا شجاع بن علي الصّوفيّ ، أنا محمّد بن إسحاق ، أنا محمّد بن يعقوب ، قالا : نا أحمد بن عبد الجبّار ، نا يونس بن بكير ، عن محمّد بن إسحاق أنه قال : استشهد من الأنصار ثم من بني الحارث بن الخزرج ثابت بن قيس بن شماس ، استشهد باليمامة (٤).

قال : أنا أبو الفتح ، أنا شجاع ، أنا ابن مندة قال : ثابت بن قيس بن شماس بن ثعلبة بن زهير بن امرئ القيس بن مالك بن الحارث بن الخزرج ، يكنى أبا محمّد ، قتل باليمامة شهيدا ، وشهد له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالجنّة ، روى عنه أنس بن مالك ، ومحمّد بن إسماعيل ، وعنس بنون.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا محمّد بن عبد الرّحمن الأديب ، أنبأ محمّد بن أحمد الحيري (٥).

ح وأخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي ، قالا : نا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى ، نا أحمد بن إبراهيم الموصلي ـ زاد ابن حمدان : أبو علي ـ ثنا فرج بن فضالة ـ زاد ابن المقرئ : أبو

__________________

(١) طبقات ابن سعد ١ / ٣٥٣ في وفد ثمالة وحدان.

(٢) ابن سعد : علس.

(٣) الأصل : «ومسلبة بن هران الحدانى؟؟؟» والمثبت عن ابن سعد.

(٤) انظر أسد الغابة ١ / ٢٧٦ وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٧٣.

(٥) غير واضحة بالأصل والصواب ما أثبت قياسا إلى سند سابق مماثل.

٣٢٧

فضالة ـ عن عبد الحميد بن قيس بن ثابت بن شماس ، عن أبيه ، عن جده قال :

قتل يوم قريظة رجلا من الأنصار يدعى خلّاد ـ زاد ابن حمدان : يعني وقالا : فقيل لأمه : يا أم خلاد قتل خلّاد ، فجاءت وهي متنقّبة فذكروا ذلك للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «أما إنّ له أجر شهيدين» قيل : يا رسول الله وبم؟ قال : «لأن أهل الكتاب قتلوه» [١٠٩٤].

أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد ، أنا أحمد بن محمّد بن النقور ، أنا أبو حفص عمر بن إبراهيم بن أحمد بن كثير المقرئ الكناني.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو عبد الله الحسين بن ظفر بن الحسين المناطقي (١) ـ ببغداد ـ قالا : أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن النقور ، أنا أبو طاهر المخلّص.

ح وحدثنا أبو عبد الله يحيى بن البنا ، وأبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو القاسم المبارك بن أحمد بن علي بن القصّار ، قالوا : أنا أبو الحسين بن النقور.

ح وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو المظفّر بن القشيري ، قالا : أنا سعيد بن محمّد البحيري (٢) ، قالا : أنا محمّد بن عبد الله بن الحسين ، ثنا عبد الله بن محمّد.

ح وأخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر ، وأم البهاء فاطمة بنت محمّد قالتا : أنا إبراهيم بن منصور السّلمي ، أنا محمّد بن إبراهيم بن المقرئ.

ح وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو المظفّر بن القشيري ، قالا : أنا أبو سعد الجنزرودي (٣) ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، قالا : أنا أبو يعلى الموصلي ، قالا : ثنا قطن بن نسير (٤) أبو عبّاد ، نا جعفر ، نا ثابت عن أنس قال :

كان ثابت بن قيس بن شماس خطيب الأنصار ، فلما نزلت هذه الآية : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَرْفَعُوا أَصْواتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِ)(٥) قال المخلّص : الآية ، وقال أبو

__________________

(١) انظر المطبوعة عاصم ـ عائذ (ص ٦٢٥ الفهارس) ، وبالأصل : «المناطيني».

(٢) تقرأ بالأصل : الحيري ، والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٨ / ١٠٣.

(٣) الأصل : الخيزرودي ، خطأ ، والصواب ما أثبت.

(٤) الأصل : بشير ، خطأ والصواب ما أثبت وضبط عن تقريب التهذيب.

(٥) سورة الحجرات ، الآية : ٢.

٣٢٨

يعلى : (وَلا تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَنْ تَحْبَطَ أَعْمالُكُمْ وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ) قال : ـ زاد أبو يعلى : ثابت : أنا الذي كنت أرفع صوتي فوق صوت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وأنا ـ قال البغوي : فأنا ـ من أهل النار ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «بل هو من أهل الجنّة ، بل هو من أهل الجنّة» ، وفي حديث البغوي : فذكر ذلك لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «بل هو من أهل الجنّة» مرة واحدة [١٠٩٥].

٥ ـ ومنهم : حنظلة بن الرّبيع التّميمي الأسدي الكاتب (١) :

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٢) ، حدّثني أبي ، نا عبد الله بن عبد الصّمد ، وعفّان قالا : ثنا همّام ، نا قتادة ، عن حنظلة الكاتب قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من حافظ على الصلوات الخمس ركوعهنّ وسجودهنّ ووضوءهنّ ومواقيتهنّ ، وعلم أنهنّ حقّ من عند الله تبارك وتعالى دخل الجنّة ـ أو قال : وجبت له الجنة ـ [١٠٩٦].

وسيأتي ذكر حنظلة في حرف الحاء من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.

٦ ـ ومنهم : خالد بن سعيد بن العاص الأموي (٣) :

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي ، أنا أبو علي الحسن بن فراس ، نا أبو جعفر الديبلي ، نا محمّد بن أحمد بن يونس ، نا عتيق بن يعقوب (٤) ، حدّثني عبد الملك بن أبي بكر ، عن أبيه ، عن جده ، عن عمرو بن حزم ـ يعني أن خالد بن سعيد كتب عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كتابا :

بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا ما أعطى محمّد رسول الله راشد بن عبد ربّ

__________________

(١) ترجمته في أسد الغابة ١ / ٥٤٢ سيرة ابن كثير ٤ / ٦٧٣ الإصابة ١ / ٣٥٩.

(٢) مسند أحمد ٤ / ٢٦٧.

(٣) ترجمته في الاستيعاب ٣ / ١٥٣ أسد الغابة ١ / ٥٧٤ الإصابة ٣ / ٥٨ نسب قريش ص ١٧٤ سيرة ابن كثير ٤ / ٦٧٥ سير الأعلام ١ / ٢٥٩ وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٤) الخبر في سيرة ابن كثير من طريق عتيق ٤ / ٦٧٦.

٣٢٩

السلامي (١) ، أعطاه غلوتين بسهم (٢) ، وغلوة (٣) بحجر برهاط (٤) فمن (٥) خافه فلا حقّ له وحقّه حق. وكتب خالد بن سعيد.

قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي إسحاق إبراهيم بن عمر الفقيه ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٦) ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني جعفر بن محمّد بن خالد ، عن محمّد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفّان قال : أقام ـ يعني ابن سعيد بن العاص بعد أن قدم من أرض الحبشة ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالمدينة ، وكان يكتب له ، وهو الذي كتب كتاب أهل الطائف لوفد [ثقيف](٧) الذي مشى في الصلح بينهم وبين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وسيأتي ذكر خالد بن سعيد في حرف الخاء.

٧ ـ ومنهم : خالد بن الوليد ، أبو سليمان المخزومي (٨) :

وسيأتي ذكره في حرف الخاء.

أخبرنا أبو جعفر المكي ، أنا أبو علي الشافعي ، أنا أبو الحسن بن فراس ، أنا أبو جعفر الديبلي ، أنا محمّد بن أحمد بن يونس ، نا عتيق بن يعقوب ، حدّثني عبد الملك بن أبي بكر ، عن أبيه ، عن جده عن عمرو بن حزم :

بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمّد رسول الله إلى المؤمنين : أن عضاة مرج (٩) وصيده لا يعضد صيده ، لا يقتل ، فمن وجد يفعل من ذلك شيئا فإنه يجلد وتنزع ثيابه ،

__________________

(١) في ابن سعد ١ / ٢٧٤ وسيرة ابن كثير : «السلمي».

(٢) بالأصل : «بسجعى» وسقطت الكلمة من سيرة ابن كثير ، والمثبت عن ابن سعد.

(٣) الغلوة : قدر رمية بسهم.

(٤) رهاط : موضع على ثلاث ليال من مكة ، أو على طريق المدينة يقال له غران (المراصد) ، وفي ياقوت : من أرض ينبع.

(٥) في ابن سعد بعد برهاط : لا يحاقّه فيها أحد ، ومن حاقّه فلا حقّ ...

(٦) طبقات ابن سعد ٤ / ٩٦.

(٧) زيادة لازمة عن ابن سعد.

(٨) ترجمته في نسب قريش ص ٣٢٠ وطبقات ابن سعد ٤ / ٢٥٢ الاستيعاب ٣ / ١٦٣ وأسد الغابة ١ / ٥٨٦ تهذيب التهذيب ٣ / ١٤٢ وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٧٦ وسير الأعلام ١ / ٣٦٦ وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٩) كذا ، وفي مختصر ابن منظور : ان عضاه وجّ (ووادي وجّ هو الطائف : ياقوت) ، وفي سيرة ابن كثير ٤ / ٦٧٧ ان صيدوح وصيده (صيدوح قرية بشرقي المدينة من شراج الحرة المراصد).

٣٣٠

وإن تعدّى ذلك أحد (١) فإنه يؤخذ فيبلّغ محمّد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وان هذا أمر محمّد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكتب خالد بن الوليد بأمر النبي محمّد بن عبد الله فلا يتعدّاه أحد فيظلم نفسه فيما أمره به محمّد (٢) صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٨ ـ ومنهم : الزّبير بن العوّام ، أبو عبد الله الأسديّ القرشي (٣) :

وسيأتي ذكره في حرف الزاي.

أخبرنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز النقيب المكي ، أنا أبو علي الحسن بن عبد الرّحمن الشافعي ، أنا أبو الحسن أحمد بن إبراهيم بن أحمد بن فراس ، أنا أبو جعفر محمّد بن إبراهيم الديبلي ، نا أبو يونس المديني ، نا عتيق بن يعقوب ، حدّثني عبد الملك بن أبي بكر بن محمّد بن عمرو بن حزم ، عن أبيه ، عن جده ، عن عمرو بن حزم : أن هذه قطائع قطعها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لهؤلاء القوم فذكرها وقال فيها :

بسم الله الرحمن الرحيم ، هذا كتاب من محمّد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لبني معاوية بن جرول الطائيين (٤) لمن أسلم منهم فأقام الصلاة ، وآتى (٥) الزكاة ، وأطاع الله ورسوله ، وأعطى من المغانم خمس الله ، وسهم النبي رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وفارق المشركين ، وأشهد على إسلامه فإنه آمن بأمان الله ومحمّد ، وأن لهم ما أسلموا عليه من بلادهم ومياههم وغدوة الغنم من وراء بلادهم التي أسلموا عليها مبيتة وكتب الزبير (٦).

٩ ـ ومنهم : زيد بن ثابت ، أبو سعيد الأنصاري الخزرجي (٧) :

وسيأتي ذكره في حرف الزاي من هذا الكتاب.

__________________

(١) بالأصل : أخذ ، والصواب عن سيرة ابن كثير.

(٢) بالأصل : محمدا ، والصواب ما أثبت.

(٣) ترجمته في المعارف ص ٢١٩ ، نسب قريش ص ٢٠ حلية الأولياء ١ / ٨٩ أسد الغابة ٢ / ٢٤٩ تهذيب التهذيب ٣ / ٣١٨ سيرة ابن كثير ٤ / ٦٧٧ سير الأعلام ١ / ٤١ وبحاشيتها ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٤) بالأصل : «الصابيين» والصواب عن ابن سعد.

(٥) الأصل : وات» والصواب عن ابن سعد.

(٦) انظر الكتاب في طبقات ابن سعد ١ / ٢٦٩ ، وانظر سيرة ابن كثير ٤ / ٦٧٨.

(٧) ترجمته في طبقات ابن سعد ٢ / ٣٥٨ أخبار القضاة ١ / ١٠٧ أسد الغابة ٢ / ٢٧٨ تهذيب التهذيب ٣ / ٣٩٩ سيرة ابن كثير ٤ / ٦٨٠ سير الأعلام ٢ / ٤٢٦ وبحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

٣٣١

١٠ ـ ومنهم : سجل الكاتب (١).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة ، أنا حمزة بن يوسف السهمي ، أنا أبو أحمد بن عدي الحافظ (٢) ، نا يحيى بن عبد الرّحمن بن ناجية ، نا أحمد بن عبد الرّحمن بن مفضل ، نا محمّد بن سليمان ، نا يحيى بن عمرو بن مالك النكري ، سمعت أبي يحدّث عن أبي الجوزاء عن ابن عبّاس قال : كان للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كاتب يسمّى السّجلّ وهي قراءة (يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ)(٣) قال : كما يطوي السّجل الكتاب ، فذلك تطوى السماء.

رواه مسلم بن إبراهيم ، عن عمرو بن يحيى نحوه.

ح وأخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا سهل بن السّري البخاري ، نا صالح بن محمّد البغدادي ، نا نصر بن علي ، نا نوح بن قيس ، نا عمرو بن مالك ، عن أبي الجوزاء عن ابن عباس في قوله : (يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ) قال : السّجلّ هو الرجل.

قال نوح : وحدّثني يزيد بن كعب عن عمرو بن مالك ، عن أبي الجوزاء عن ابن عبّاس قال : السّجلّ كاتب كان للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قال : وأنا ابن مندة ، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم ، نا أحمد بن الحسن البغدادي ، نا حمدان بن سعيد ، نا ابن نمير (٤) ، عن عبيد الله (٥) ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : كان للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كاتب يقال له سجل ، قال الله عزوجل : (يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ).

قال ابن مندة : هذا حديث غريب.

أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد الله الشّيحي (٦) وغيره ، قالا : أنا أبو بكر

__________________

(١) ترجمته في سيرة ابن كثير ٣ / ٦٨٣ وأسد الغابة ٢ / ١٧٤ والإصابة ٢ / ١٥.

(٢) الكامل لابن عدي ٧ / ٢٠٥.

(٣) سورة الأنبياء ، الآية : ١٠٤.

(٤) الأصل وأسد الغابة والإصابة ، وفي سيرة ابن كثير ٤ / ٦٨٤ «بهز» خطأ.

(٥) بالأصل : عبد الله ، والصواب عن أسد الغابة وابن كثير والإصابة.

(٦) بالأصل : السنجي خطأ والصواب ما أثبت «الشيحي» عن الأنساب ، وهذه النسبة إلى شيحة ـ بكسر الشين ـ من قرى حلب.

٣٣٢

الخطيب (١) ، أنا أبو بكر أحمد بن محمّد البرقاني ، أنبأ محمّد بن أحمد (٢) بن يعقوب الحجّاجي ، أنا أحمد بن الحسن الكرخي ـ ببغداد ـ أنا حمدان بن سعيد البغدادي حدثهم عن ابن نمير ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : كان للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كاتب يقال له سجل ، فأنزل الله تعالى : (يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ).

قال البرقاني : قال أبو الفتح الأزدي : تفرّد به ابن نمير ـ إن صحّ ـ.

أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمّد ، أنا أبو أحمد قال (٣) : أنا أبو الفضل عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن ، أنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب ، نا محمّد بن هارون ، نا أبو كريب ، نا ابن المبارك ، عن معروف بن خرّبوذ (٤) ، عن من سمع أبا جعفر يقول : السّجلّ هو الملك.

١١ ـ ومنهم : سعد بن أبي سرح (٥) :

والمحفوظ عبد الله بن سعد القرشي العامري.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن الماوردي ، أنبأ أبو الحسن محمّد بن علي السّيرافي ، أنا أبو عبد الله أحمد بن إسحاق النهاوندي ، نا أحمد بن عمران الأشناني ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خيّاط (٦) : قال في تسمية كتّاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : زيد بن ثابت كاتب الوحي ، وقد كتب له معاوية بن أبي سفيان ، وكتب له حنظلة بن ربيعة (٧) الأسدي ، وكتب له سعد بن أبي سرح (٨) ، ثم ارتدّ ولحق بمكة.

__________________

(١) الخبر في تاريخ بغداد ٨ / ١٧٥ في ترجمة حمدان بن سعيد.

(٢) تاريخ بغداد : «محمد» ولعله الصواب ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٢٤٠ وفيها أيضا : محمد بن محمد.

(٣) بالأصل : قالت.

(٤) غير واضح إعجامها ورسمها : «حربود؟؟؟» كذا والمثبت عن ابن كثير ٤ / ٦٨٥.

(٥) ترجمته في سيرة ابن كثير ٤ / ٦٨٥ فيما قاله خليفة ، قال ابن كثير : وقد وهم إنما هو ابنه عبد الله بن سعد بن أبي سرح.

(٦) تاريخ خليفة بن خياط ص ٩٩.

(٧) في تاريخ خليفة : «حنظلة بن ربيع الأسيدي» وفي أصل تاريخ خليفة : «ربيعة» وقد صوبها محققه «ربيع» وقد تقدمت ترجمته قريبا في كتابنا فارجع إليه.

(٨) في تاريخ خليفة : عبد الله بن سعد بن أبي سرح ، وهو الصواب والذين نقلوا عنه : المصنف هنا ، وابن كثير ـ

٣٣٣

وكان يأذن عليه أنسة (١) مولاه ، وبلال على نفقاته ، ومعيقيب بن أبي فاطمة ، وخازنة (٢) ، وكان يقال : معيقيب على خاتمه ، وأنس بن مالك يخدمه ، ومؤذناه بلال وابن أم مكتوم ، وحرسه ببدر سعيد بن زيد ، وحين رجع من بدر ذكوان بن عبد القيس الأنصاري ، وبأحد محمّد بن مسلمة ، وفي الخندق الزبير بن العوّام أو غيره ، وبخيبر ليلة بنى بصفية أبو أيوب ، وبتبوك أبو قتادة ، وقد حرسه سعد بن مالك وعائذ بن عمرو المزني.

١٢ ـ ومنهم : عبد الله بن عثمان أبو بكر الصّدّيق القرشي التيمي :

خليفة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يأتي ذكره في حرف العين من هذا الكتاب.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي بن عيسى ، أنبأ أبو القاسم البغوي ، حدّثني زهير بن محمّد ، أنا عبد الرزّاق ، ومحمّد بن كثير ، عن معمر ، عن الزهري قال : أخبرني عبد الرّحمن بن مالك بن أخي سراقة أن أباه أخبره أنه سمع سراقة.

ح قال : وأنا البغوي قال : وحدّثني سعيد بن يحيى الأموي قال : حدّثني أبي عن ابن إسحاق عن الزهري ، عن عبد الله بن مالك بن جعشم المدلجي عن أبيه مالك بن جعشم عن أخيه سراقة.

ح قال البغوي : وحدّثني زهير بن محمّد ، نا صدقة بن سابق ، عن ابن إسحاق ، حدّثني الزهري أن عبد الرّحمن بن مالك حدّثه عن أبيه عن عمّه سراقة بن مالك.

ح قال : وأنا عبد الله ، قال : وحدّثني هارون بن موسى الفروي ، نا محمّد بن فليح ، نا موسى بن عقبة ، نا ابن شهاب ، ثنا عبد الرّحمن بن مالك بن جعشم المدلجي أن أباه أخبره أن أخاه سراقة بن جعشم أخبره قال (٣) :

__________________

في البداية والنهاية ٥ / ٣٤٨ والسيرة ٤ / ٦٨٥ وفيها وهمّه في ذلك ، فالعبء ليس على خليفة بل على ابن كثير في نقله ، وتابعه في غلطه ابن حجر ٢ / ١٢٣.

(١) غير واضحة بالأصل والمثبت عن تاريخ خليفة.

(٢) بالأصل : وحارثة ، والصواب عن خليفة.

(٣) الخبر في سيرة ابن هشام ١ / ١٣٣ ـ ١٣٤ ودلائل البيهقي ٢ / ٤٨٧ ـ ٤٨٨ والبداية والنهاية ٣ / ١٨٥ والدرر في اختصار المغازي والسير ص ٨٢.

٣٣٤

لما خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من مكة مهاجرا إلى المدينة جعلت قريش لمن يرده مائة ناقة ، قال : فبينا أنا جالس في نادي قومي فجاء رجل منّا فقال : والله لقد رأيت ركبة ثلاثة مروا عليّ آنفا ، إني لأظنه محمّدا ، قال : فأهويت له بعيني أن اسكت قال : وقلت إنما هم بنو فلان يبتغون ضالة (١) لهم قال : لعله ، ثم سكت.

فمكثت قليلا ثم قمت فأمرت بفرسي ، فقيد إلى بطن الوادي ، وأخرجت سلاحي من وراء حجرتي ، ثم أخذت قداحي التي (٢) استقسم بها ، ثم لبست لأمتي (٣) ، ثم أخرجت قداحي فاستقسمت بها فخرج السهم الذي أكره : لا يضره. قال : وكنت أرجو أن أرده فآخذ المائة ناقة ، فركبت في أثره قال : فبينا فرسي تشتد حتى عثر فسقطت عنه ، فأخرجت قداحي فاستقسمت فخرج السهم الذي أكره : لا تضره ، قال : فأبيت إلّا أن أتبعه ، فركبت فلما بدا لي القوم فنظرت إليهم عثر فرسي وذهبت يداه في الأرض وسقطت عنه ، واستخرج يديه وأتبعهما دخان مثل الغبار ـ وفي حديث ابن الأموي ، وزهير : مثل الأعصار ـ فعرفت أنه قد منع مني ، وأنه ظاهر ، فناديتهم فقلت : انظروني فو الله لا ريتكم (٤) ولا يأتيكم مني شيء تكرهونه :

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قل له ما ذا تبتغي؟» قلت : اكتب لي كتابا يكون بيني وبينك آية ، قال : اكتب له يا أبا بكر ، فكتب ثم ألقاه إليّ فرجعت فسكتّ فلم أذكر شيئا مما كان حتى إذا فتح الله عزوجل على رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مكة ، وفرغ من حنين خرجت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لألقاه ومعي الكتاب الذي كتب لي قال : فبينا أنا عامد له دخلت بين ظهراني كتيبة من كتائب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو على ناقة أنظر إلى ساقه في غرزه (٥) كأنها جمّارة قال : فرفعت يدي بالكتاب فقلت : يا رسول الله هذا كتابك ، قال : .... (٦) فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم هذا يوم وفاء (٧) وبرّ ، ادنه ، قال : فأسلمت ، ثم ذكرت شيئا أسأل عنه

__________________

(١) بالأصل : «ييعدن فتاله» كذا ، والصواب عن ابن هشام والبيهقي.

(٢) بالأصل : أي ، والمثبت عن ابن هشام.

(٣) اللأمة : الدرع والسلاح.

(٤) كذا بالأصل ، وفي البيهقي : لا آذيتكم.

(٥) الغرز للرحل : بمنزلة الركاب للسرج.

(٦) كلمة مطموسة بالأصل.

(٧) تقرأ بالأصل وفاء دين أدية.

٣٣٥

رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فما ذكرت شيئا إلّا أني قد قلت .... (١) حياضنا ، قد ملأتها لإبلي هل لي من أجر أن أسقيها ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «نعم ، لك في كلّ ذات كبد حرّا أجر» ، قال : فانصرفت وسقت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم صدقتي [١٠٩٧].

قال البغوي : هذا لفظ حديث موسى بن عقبة.

١٣ ـ ومنهم : عبد الله بن أرقم بن أبي الأرقم المخزومي (٢) :

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين أحمد بن محمّد بن النقور ، أنا عيسى بن علي بن (٣) عيسى الوزير ، أنا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز البغوي ، ثنا محمّد بن حميد الرازي ، حدّثنا سلمة بن الفضل ، عن محمّد بن إسحاق ، عن محمّد بن جعفر بن الزبير ، عن عبد الله بن الزبير : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم استكتب عبد الله بن الأرقم بن عبد يغوث.

كذا نسبه ابن حميد ، وكان يجيب عنه الملوك ، وبلغ من أمانته عنده أنه كان يأمره أن يكتب إلى بعض الملوك ، فيكتب ويختم ما يقرأه لأمانته عنده ، واستكتب أيضا زيد بن ثابت ، وكان يكتب الوحي ويكتب إلى الملوك أيضا ، فلم يزالا كذلك حتى قبض النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وخلافة أبي بكر ، وجعل أبو بكر رضي‌الله‌عنه إلى عبد الله بن الأرقم بيت المال ، فلم يزل كذلك حتى قبض أبو بكر ، وولي عمر رضي‌الله‌عنه كذلك حتى قتل ، ثم أن عثمان رضي‌الله‌عنه عزل عبد الله بن الأرقم عن الكتابة وبيت المال ، وجعلها إلى زيد بن ثابت ، فأمّا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فكان إذا غاب ابن الأرقم وزيد بن ثابت واحتاج أن يكتب إلى بعض أمراء الأجناد والملوك أو يكتب لإنسان كتابا أمر بمن حضر أن يكتب. وقد كتب عمر وعلي وزيد ، والمغيرة بن شعبة ، ومعاوية ، وخالد بن سعيد بن العاص وغيرهم ممن سمّي من العرب.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنبأ أبو علي الحسن بن علي التميمي ، أنا أبو بكر

__________________

(١) بياض بالأصل.

(٢) ترجمته في المعارف ص ١٥١ الإصابة ٢ / ٢٧٣ والاستيعاب ٢ / ٢٦٠ أسد الغابة ٣ / ٦٨ تهذيب التهذيب ٥ / ١٤٦ سيرة ابن كثير ٤ / ٦٨٧ وسير الأعلام ٢ / ٤٨٢ وبحاشيتها ثبت بأسماء مصادر ترجمت له.

(٣) بالأصل غير واضحة ، والصواب ما أثبت.

٣٣٦

أحمد بن جعفر بن حمدان القطيعي ، نا عبد الله بن أحمد بن محمّد بن حنبل (١) ، حدّثني أبي ، ثنا يحيى بن سعيد عن هشام قال : أخبرني أبي عن عبد الله بن أرقم أنه حجّ فكان يصلي بأصحابه يؤذّن ويقيم ، فأقام يوما الصلاة ، وقال : ليصلّ أحدكم ، فإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إذا أراد أحدكم أن يذهب إلى الخلاء وأقيمت الصلاة فليذهب إلى الخلاء» [١٠٩٨].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد بن محمّد الماهاني ، أنبأ شجاع بن علي بن شجاع الصوفي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا محمّد بن عمر بن حفص ، نا إبراهيم بن عبد الله الجمحي ، نا يعلى بن عبيد ، عن الأعمش قال :

قلت لأبي وائل شقيق بن سلمة : من كان كاتب عمر؟ قال : عبد الله بن أرقم ، قال : وأتانا كتاب عمر بالقادسية وفي أسفله وكتب عبد الله بن أرقم.

أخبرنا أبو البركات عبد الوهّاب بن أحمد الأنماطي ، أنا أحمد بن الحسن بن خيرون :

أخبرنا عبد الملك بن بشران ، أنا محمّد بن أحمد بن الحسن بن الصوّاف ، ثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة ، نا أبي ، نا يعلى بن عبيد ، عن الأعمش قال :

قلت لشقيق بن سلمة : من كان كاتب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ قال : عبد الله بن أرقم.

قال أبيّ : والصحيح عندنا معاوية كان كاتب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

١٤ ـ ومنهم : عبد الله بن سعد بن أبي سرح القرشيّ العامريّ (٢) :

كان يكتب لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم لحق بالكفّار ، فأهدر النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم دمه ، واستأمن له عثمان بن عفّان ، وكان أخاه من الرضاعة (٣) يوم فتح مكة ، فأمنه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

يأتي ذكره في حرف العين من هذا الكتاب ، إن شاء الله عزوجل.

__________________

(١) مسند الإمام أحمد ٣ / ٤٨٣.

(٢) ترجمته في سيرة ابن كثير ٤ / ٦٨٩ أسد الغابة ٣ / ١٥٥ المعارف ص ٣٠٠ الإصابة ت (٤٧١١) ٢ / ٣١٦ سير الأعلام ٣ / ٣٣ وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٣) أم عبد الله أرضعت عثمان بن عفّان ، قاله في أسد الغابة ، وفي سيرة ابن كثير أن أم عثمان أرضعته.

٣٣٧

أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أبي صالح أحمد بن عبد الملك الفقيه ، أنبأ أبو بكر أحمد بن علي بن عبد الله الأديب ، أنبأ الحاكم أبو عبد الله الحافظ ، أنا أحمد بن سلمان الفقيه ـ إملاء ـ ثنا أبو داود سليمان بن الأشعث السّجستاني ، نا أحمد بن محمّد المروزي ، نا علي بن الحسين (١) بن واقد ، عن أبيه ، عن يزيد النحوي ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : كان عبد الله بن أبي سرح يكتب لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأزلّه الشيطان ، فلحق بالكفار ، فأمر به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يقتل ، فاستجار له عثمان بن عفّان ، فأجاره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢).

١٥ ـ ومنهم : عبد الله بن زيد بن عبد ربّه ، أبو محمّد الأنصاريّ الخزرجيّ (٣) :

كتب لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنبأ أبو محمّد الجوهري ، أنبأ أبو عمر بن حيوية ، أنبأ أحمد بن معروف ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد (٤) ، أنبأ محمّد بن عمر الأسلمي ، حدّثني معمر بن راشد ، ومحمّد بن عبد الله ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، عن ابن عبّاس :

قال : وثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عن المسور بن رفاعة.

قال : وثنا عبد الحميد بن جعفر ، عن أبيه.

قال : ونا عمر بن سليمان بن أبي حثمة (٥) ، عن أبي بكر بن سليمان بن (٦) أبي

__________________

(١) عن سيرة ابن كثير وبالأصل : الحسن.

(٢) أخرجه أبو داود في أول الحدود (٤٣٥٨) والنسائي ٧ / ١٠٧ في تحريم الدم. ونقله ابن كثير في السيرة من طريق أبي داود ، وابن حجر في الإصابة من طريق يزيد النحوي. والذهبي في السير ٣ / ٣٤ من طريق الحسين بن واقد.

(٣) ترجمته في سيرة ابن كثير ٤ / ٦٨٨ أسد الغابة ٣ / ١٤٣ والاستيعاب ٢ / ٣١١ هامش الإصابة ، والإصابة ٢ / ٣١٢ ، وسير الأعلام ٢ / ٣٧٥ وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٤) انظر طبقات ابن سعد ١ / ٢٥٨ تحت عنوان : ذكر بعثه صلى‌الله‌عليه‌وسلم الرسل بكتبه إلى الملوك يدعوهم إلى الإسلام ، وما كتب به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لناس من العرب وغيرهم.

(٥) عن ابن سعد وبالأصل : خيثمة.

(٦) بالأصل : «وأبي» والصواب : بن أبي حثمة عن ابن سعد.

٣٣٨

حثمة (١) عن جدته الشفاء.

ح قال : وثنا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عن محمّد بن يوسف ، عن السائب بن يزيد ، عن العلاء بن الحضرمي.

قال : وثنا معاذ بن محمّد الأنصاري ، عن جعفر بن عمرو بن جعفر بن (٢) عمرو بن أمية الضمري ، عن أبيه ، عن عمرو بن أمية الضمري ، دخل حديث بعضهم في حديث بعض قالوا (٣) : وكتب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لمن أسلم من حرش (٤) ، وأقام الصلاة وآتى الزكاة ، وأعطى حظ الله وحظّ الرسول ، وفارق المشركين ، فإنه آمن بذمّة الله وذمّة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ومن رجع عن دينه فإن ذمة الله وذمّة محمّد رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [منه](٥) بريئة ومن شهد له مسلم بإسلامه فإنه آمن بذمّة محمّد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وإنه من المسلمين ، وكتب عبد الله بن زيد.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنبأ عيسى بن علي بن عيسى ، نا عبد الله بن محمّد ، نا نصر بن علي ، ثنا عبد الله بن داود ، عن الأعمش ، عن عمرو بن مرّة ، عن عبد الرّحمن بن أبي ليلى أن عبد الله بن زيد قال :

رأيت في المنام رجلا نزل من السماء عليه بردان أخضران أو ثوبان أخضران ، فقام على جدار حائط فنادى بالأذان : الله أكبر ، الله أكبر ، مثنى مثنى ، ثم بعد بعدة (٦) ثم عاد فأقام مثنى مثنى ، فذكر ذلك لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «نعم ما رأيت علّمها (٧) بلالا» (٨) [١٠٩٩].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنبأ أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٩) ، حدّثني أبي ، نا زيد بن الحباب أبو الحسين العكلي ، أخبرني أبو

__________________

(١) عن ابن سعد وبالأصل : بن أبي حثمة عن ابن سعد.

(٢) عن ابن سعد وبالأصل «عن».

(٣) ابن سعد ١ / ٢٦٦.

(٤) كذا بالأصل ، وفي مختصر ابن منظور ٢ / ٣٣٩ «جرش» وفي ابن سعد : لمن أسلم من حدس من لخم.

(٥) زيادة عن ابن سعد.

(٦) في المختصر : ثم قعد قعدة ، ومثله في سير الأعلام ٢ / ٣٧٧.

(٧) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن مختصر ابن منظور.

(٨) مصنف ابن أبي شيبة ١ / ٢٣ والبيهقي في الدلائل ٧ / ١٨ وسير الأعلام ٢ / ٢٧٧.

(٩) مسند الإمام أحمد ٤ / ٤٢.

٣٣٩

سهل محمّد بن عمرو ، وأخبرني عبد الله بن محمّد بن زيد ، عن عمه عبد الله بن زيد :

أنه أري الأذان قال : فجئت إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبرته فقال : «ألقه على بلال» فألقيته ، فأذّن ، قال : فأراد أن يقيم فقلت : يا رسول الله أنا رأيت ، أريد أن أقيم قال : «فأقم أنت» فقام هو وأذّن بلال [١١٠٠].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن محمّد الماهاني ، أنبأ شجاع بن علي الصوفي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأ عبد الله بن إبراهيم بن الصباح ، نا أبو مسعود ، نا ابن الأصبهاني ، نا عبد السّلام بن حرب ، عن أبي العميس ، عن عبد الله بن محمّد بن عبد الله بن زيد بن عبد ربّه ، عن أبيه ، عن جده قال : أتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبرته كيف رأيت الأذان قال : «ألقهن على بلال فإنه أندى منك صوتا» قال : فلما أذّن بلال ندم عبد الله بن زيد فأمره رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يقيم [١١٠١].

أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت : أنبأ إبراهيم بن منصور ، أنبأ أبو بكر بن المقرئ ، أنبأ أبو يعلى ، نا محمّد بن المثنى ، ثنا عبد الوهّاب ، حدّثنا عبد الله ، عن بشير بن محمّد ، عن عبد الله بن زيد أنه تصدّق بحائط له فأتاه أبواه إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالا : يا رسول الله ، إنها كانت قيم وجوهنا ولم يكن لنا شيء غيرها ، فدعا عبد الله فقال : «إن الله عزوجل قد قبل صدقتك وردها على أبويك» قال : فتوارثناها بعد ذلك [١١٠٢].

أخبرنا أبو بكر الأنصاري ، أنبأ أبو محمّد الجوهري ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، أنا محمّد بن سعد (١) ، أنبأ موسى بن إسماعيل ، ثنا أبان بن يزيد العطار ، نا يحيى بن [أبي] كثير أنّ أبا سلمة حدّثه أن محمّد بن عبد الله بن زيد حدّثه أن أباه شهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عند المنحر وعنده رجل من الأنصار ، وقسم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ضحايا فلم يصبه ولا صاحبه شيء ، فحلق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في ثوبه فقسم منه على الرجال وقلّم أظفاره فأعطاه وصاحبه قال : فإنه عندنا مخضوب الحنّاء والكتم.

قال : وأنبأ ابن (٢) سعد ، أنا محمّد بن عمر ، أخبرني كثير بن زيد ، عن المطلب بن

__________________

(١) طبقات ابن سعد ٣ / ٥٣٧.

(٢) بالأصل «أبو» خطأ ، وانظر الطبقات ٣ / ٥٣٦.

٣٤٠