تاريخ مدينة دمشق - ج ٤

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٤

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٩٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

ثعلبة بن أبي مالك ، عن عمر بن الحكم بن ثوبان ، عن عبد الله بن عمرو ، عن أبي مويهبة مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نحوه.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأ أحمد بن عبيد بن الفضل ـ إجازة ـ أنا أبو عبد الله محمّد بن الحسين بن محمّد بن سعيد الزعفراني ، نا ابن أبي خيثمة ، أنا مصعب.

ح وأخبرنا أبو البركات ، أنا ثابت ، أنا أبو العلاء ، نا أبو بكر ، أنا أبو أمية ، نا أبي ، عن مصعب قال : وأبو مويهبة مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم شهد المريسيع وكان يقود لعائشة بعيرها ، فهؤلاء عبيده.

٣٠١

فأمّا إماؤه [صلى‌الله‌عليه‌وسلم]

١ ـ فمنهم : بركة ، وتكنّى أم أيمن (١) :

وهي حاضنته.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو سعد الجنزرودي (٢) ، أنا أبو عمرو بن حمدان.

ح وأخبرنا أبو سهل بن سعدوية ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنبأ أبو بكر بن المقرئ ، قالا : نا أبو يعلى ، نا أبو خيثمة ـ وفي حديث المقرئ : نا زهير بن عمرو ، نا عاصم الفلاسي ، نا سليمان بن المغيرة ، عن ثابت ، عن أنس ـ زاد ابن المقرئ : ابن مالك ـ قال :

قال أبو بكر بعد وفاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعمر : انطلق بنا إلى ام أيمن نزورها كما كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يزورها ، فلما انتهينا إليها بكت ، فقالا لها ـ وقال ابن حمدان : فقالوا لها ـ ما يبكيك ، ما عند الله خير لرسوله ـ وقال ابن المقرئ : لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : فقالت : ما أبكي ألّا أكون أعلم أن ما عند الله خير لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ولكني أبكي أن الوحي انقطع من السماء ـ زاد ابن حمدان : قال : وقالا : لا تهيجهما على البكاء ، فجعلا يبكيان معها.

أخرجه مسلم عن أبي خيثمة.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنا شجاع بن علي الصّوفيّ ، أنا محمّد بن إسحاق ، أنا

__________________

(١) ترجمتها في أسد الغابة ٦ / ٣٦ و ٦ / ٣٠٣ الإصابة ٤ / ٤٣٤ الاستيعاب ٤ / ٢٥٠ هامش الإصابة ، السيرة لابن كثير ٤ / ٦٤١ سير الأعلام ٢ / ٢٢٣ وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت لها.

(٢) إعجامها مضطرب وتقرأ : الخبززودي ، والصواب ما أثبت.

٣٠٢

خيثمة ، نا السّدّي بن يحيى ، نا قبيصة ، قالوا : ونا أبو عمرو أحمد بن محمّد بن إبراهيم ، نا موسى بن سعيد ، نا أبو حذيفة ، قالا : نا سفيان ، عن قيس بن مسلم ، عن طارق بن شهاب ، قال : لما مات النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بكت أم أيمن وهي أم أسامة بن زيد (١) ، فقيل لها : ما يبكيك؟ فقالت : انقطع عنا خبر السماء ـ زاد قبيصة : فلما مات عمر قالت : اليوم وهى الإسلام (٢).

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا محمّد بن أبي بكر المقدمي ، نا سلم بن قتيبة ، عن الحسين بن حريث ، عن يعلى بن عطاء ، عن الوليد بن عبد الرّحمن ، عن أم أيمن قالت :

كان لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فخارة يبول فيها ، فكان إذا أصبح يقول : «يا أمّ أيمن صبي ما في الفخار» ، فقمت ليلة وأنا عطشى ، فغلطت فشربت ما فيها ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا أمّ أيمن صبي ما في الفخارة» فقلت : يا رسول الله ، قمت وأنا عطشى فشربت ما فيها. فقال : «إنك لن تشتكي بطنك بعد يومك هذا» (٣) [١٠٧١].

.... (٤) أخبرنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر (٥) بن حيوية ، نا أحمد بن معروف ، نا حسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد (٦) : أنا عبد الله (٧) بن موسى ، نا فضيل بن مرزوق عن سفيان بن عقبة ، قال : كانت أم أيمن تلطف (٨) النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وتقوم عليه ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من سرّه أن يتزوج امرأة من أهل الجنّة فليتزوج أم أيمن» فتزوجها زيد بن حارثة ، فولدت له أسامة بن زيد [١٠٧٢].

__________________

(١) وكان زيد بن حارثة قد تزوجها بعد هلاك زوجها عبيد بن الحارث الخزرجي ، فولدت له أسامة ، وكانت قد أنجبت من عبيد أيمن الذي استشهد يوم حنين.

(٢) ابن سعد ٨ / ٢٢٦ وسير الأعلام ٢ / ٢٢٧.

(٣) نقله ابن كثير في السيرة ٤ / ٦٤٣ من طريق أبي يعلى ، والإصابة ٤ / ٤٣٣.

(٤) كلام ممحو بالأصل.

(٥) بالأصل : أبو عمرو.

(٦) طبقات ابن سعد ٨ / ٢٢٤.

(٧) ابن سعد : عبيد الله.

(٨) غير مقروءة بالأصل ، والمثبت عن ابن سعد.

٣٠٣

......... (١) كان في الأصل سفيان والثواب شقيف.

أخبرنا أبو الحسن علي بن محمّد بن أحمد الخطيب أنا القاضي أبو منصور النهاوندي ، نا القاضي أبو العباس أحمد بن حسين النهاوندي ، نا القاضي أبو القاسم عبد الله بن محمّد بن عبد الرّحمن نا أبو عبد الله محمّد بن إسماعيل البخاري قال :

وقال عبد الله بن يوسف أنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب قال : كانت أم أيمن تحضن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حتى كبر ، فأعتقها ثم أنكحها زيد بن حارثة ثم توفيت بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بخمسة أشهر ، وقيل : إنها بقيت بعد قتل عمر بن الخطاب (٢).

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا قالا : نا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد ـ إجازة ـ نا محمّد بن الحسين نا ابن أبي خيثمة أخبرني سليمان بن أبي شيخ قال : أم أيمن أم أسامة بن زيد ، واسمها بركة (٣).

٢ ـ ومنهن (٤) : خضرة مولاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٥) :

أخبرنا أبو بكر الفرضي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا حارث ، نا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر ، أنا فائد مولى عبد الله ، عن عبيد الله بن علي ، عن أبي رافع ، عن جدته سلمى قالت : كان خدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنا وخضرة ورضوى ، وميمونة بنت سعد (٦) أعتقهن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم كلهن.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنا شجاع بن علي ، أنا محمّد بن إسحاق قال : خضرة خادمة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

روى معاوية عن هشام عن سفيان ، عن جعفر بن محمّد عن أبيه قال : كان للنبي خادمة يقال لها خضرة (٧).

__________________

(١) كلام غير واضح في التصوير مقداره نصف سطر.

(٢) سيرة ابن كثير ٤ / ٦٤٢ وأخرجه مسلم في كتاب الجهاد ٥ / ١٦٢.

(٣) انظر الإصابة ٤ / ٤٣٢.

(٤) بالأصل ومنهم ، والصواب ما أثبت.

(٥) ترجمتها في أسد الغابة ٦ / ٨٦ سيرة ابن كثير ٤ / ٦٤٤ والإصابة ٢٨٥.

(٦) في ابن سعد ٨ / ٣٠٥ ميمونة بن سعيد (ترجمتها).

(٧) أسد الغابة ٦ / ٨٦.

٣٠٤

٣ ـ ومنهن : رزينة مولاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (١) :

والصحيح أنها كانت لصفية بنت حييّ زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكانت تخدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو سعد الجنزرودي (٢) ، أنا ابن عمرو بن حمدان.

ح وأخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر العلوية قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور السّلمي ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى ، نا أبو سعيد الجشمي (٣) ، نا عليلة (٤) بنت الكميت قالت : سمعت أمي أمينة قالت : حدثتني أمة الله بنت رزينة عن أمها رزينة مولاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وقال ابن حمدان : أنه سبى صفية ـ يوم قريظة والنضير حين فتح الله عليه ، فجاء بها يقودها سبية ، فلما رأت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قالت : أشهد أن لا إله إلّا الله وأنك رسول الله ، وأسلمت وكان ذراعها في يده ، فأعتقها ثم خطبها وتزوجها ، وأمهرها ـ زاد ابن المقرئ : رزينة (٥) ـ.

قرأت على أبي غالب بن البنا ، عن أبي محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا ابن سعد (٦) ، أنا مسلم بن إبراهيم ، عن عليلة بنت الكميت العتكية عن أمها أمينة عن أمة الله بنت رزينة عن رزينة وكانت خادم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أنبأنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد قال : أنا شجاع بن علي قال : أنا أبو عبد الله بن مندة قال : رزينة مولاة صفية زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، روت عنها ابنتها أمّة الله ، ولها صحبة.

__________________

(١) أسد الغابة ٦ / ١٠٩ والإصابة ٤ / ٣٠٢ وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٤٥.

(٢) بالأصل : الخيزرودي ، خطأ.

(٣) غير واضحة بالأصل والمثبت عن سيرة ابن كثير.

(٤) ضبطت عن الإصابة ، بمهملة مصغرا. وفي سيرة ابن كثير : عليكة.

(٥) نقله ابن كثير في السيرة من طريق الحافظ أبي يعلى. وعقب في آخر الخبر قال : هكذا وقع في هذا السياق ، وهو أجود مما سبق من رواية ابن أبي عاصم.

ولكن الحق أنه عليه‌السلام اصطفى صفية من غنائم خيبر ، وأنه أعتقها وجعل عتقها صداقها ، وما وقع في هذه الرواية يوم قريظة والنضير تخبيط فإنهما يومان بينهما سنتان. والله أعلم.

(٦) طبقات ابن سعد ٨ / ٣١١.

٣٠٥

٤ ـ ومنهن : رضوى مولاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (١) :

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : ، أنا أبو سعد بن علانة (٢) ، أنبأ أبو طاهر المخلّص ، أنا إبراهيم بن حمّاد ، أنبأ أبي ، نا هارون بن مسلم ، نا محمّد بن عمر قال : قالت امرأة أبي رافع : كن نخدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنا وسلمى وخضرة ، ورضوى ، كن إماء له ، فأعتقهن ، وميمونة بنت سعد (٣).

٥ ـ ومنهن : سلمى ، وهي أم رافع مولاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٤) :

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا محمّد بن أبي بكر المقدّمي ، نا الفضل بن سليمان ، نا فائد مولى عبد الله بن علي بن أبي رافع مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، حدّثني عبيد الله بن علي بن أبي رافع أن جدته سلمى مولاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخبرته :

أنها صنعت للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حريرة فقربتها يأكلها ومعه ناس من أصحابه ، فبقي منها قليل ، فمرّ بالنبي أعرابي ، فدعاه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخذها الأعرابي كلّها بيده ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ضعها» ، فوضعها ، وقال له : «قل بسم الله وخذ من أدناها» ، قالت : فشبع منها ، وفضلت فضلة [١٠٧٣].

أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنا أبو منصور شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا سهل بن السّري ، أنا عبد الله بن عبيد بن شريح ، نا علي بن سلمة الليثي ، نا يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، نا أبي عن محمّد بن إسحاق ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت :

جاءت سلمى مولاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم تستعدي على زوجها أبي رافع مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، زعمت أنه ضربها ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا أبا رافع لم ضربتها؟»

__________________

(١) ترجمتها في أسد الغابة ٦ / ١١٠ وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٤٦ والإصابة ٤ / ٣٠٢.

(٢) بالأصل : علاثة ، والصواب بالنون ، وقد مضى التعريف به.

(٣) تقدم أنها وردت في ابن سعد : سعيد.

(٤) ترجمتها في أسد الغابة ٦ / ١٤٧ سيرة ابن كثير ٤ / ٦٤٧ والإصابة ٤ / ٣٣٣ والاستيعاب ٤ / ٣٢٧ هامش الإصابة.

٣٠٦

فقال : إنها تؤذيني ، قال : «يا سلمى بما آذيتيه؟» قالت : والله ما أذيته بشيء إلّا أنه قام يصلي فضرط في الصلاة فقلت : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قد أمر المسلمين إذا خرج منهم الريح أن يتوضئوا ، فضحك النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقال : «يا أبا رافع إنها أمرت بخير» (١) [١٠٧٤].

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا إبراهيم بن محمّد بن عرعرة ، نا أبو الحسين العكلي ، نا فائد [مولى](٢) عبيد الله بن علي بن أبي رافع ، حدّثني مولاي عبيد الله بن علي بن أبي رافع ، حدّثني جدتي أم رافع مولاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قالت : لم يكن يصيب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قرحة ولا نكبة (٣) إلّا وضع عليها الحنّاء (٤).

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد بن بيري ـ إجازة ـ أنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، أنا أحمد بن أبي خيثمة ، أخبرني مصعب قال : سلمى مولاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم شهدت سلمى خيبر (٥) ، وولدت عبيد الله (٦) بن أبي رافع.

قال ابن أبي خيثمة : نا أبو سلمى ، نا وهيب ، نا جعفر بن محمّد ، عن أبيه ، عن سلمى وكانت تخدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٦ ـ ومنهن : سيرين أخت مارية القبطيّة (٧) :

خالة إبراهيم بن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أهداها المقوقس صاحب الاسكندرية للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فوهبها لحسّان بن ثابت.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسين بن علي بن محمّد ، نا

__________________

(١) بمعناه أخرجه أحمد في مسنده ٦ / ٢٧٢ وابن الأثير في أسد الغابة ٦ / ١٤٨.

(٢) زيادة منا للإيضاح.

(٣) النكبة : في اللسان (نكب) أن ينكبه الحجر أي يناله. أو هي عامة ما يصيب الإنسان من الحوادث.

(٤) أسد الغابة ٦ / ١٤٧ والإصابة ٤ / ٣٣٣.

(٥) في سيرة ابن كثير : حنين.

(٦) بالأصل : عبد الله. والصواب عن الإصابة وأسد الغابة.

(٧) ترجمتها في أسد الغابة ٦ / ١٦٠ والإصابة ٤ / ٣٣٩ والاستيعاب ٤ / ٣٢٩ هامش الإصابة ، وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٤٩ وفيها شيرين ويقال سيرين.

٣٠٧

يعقوب بن محمّد بن أبي صعصعة ، عن عبد الله بن عبد الرّحمن بن أبي صعصعة قال :

كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعجب بمارية القبطيّة ، وكانت بيضاء جعدة جميلة ، فأبدلها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأختها على أم سليم بنت ملحان ، فدخل عليها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فعرض (١) عليهما الإسلام فأسلمتا هناك ، فوطئ مارية بالملك ، وحوّلها إلى مال له بالعالية ؛ كان من أموال بني النضير ، فكانت فيه في الصيف وفي خرافة النخل ، فكان يأتيها هناك ، وكانت حسنة الدين ، ووهب أختها سيرين لحسّان بن ثابت الشاعر ، فولدت له عبد الرّحمن ، وولدت مارية لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم غلاما فسمّاه إبراهيم وعقّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بشاة يوم سابعه ، وحلق رأسه فتصدق بزنة شعره فضة على المساكين ، وأمر بشعره فدفن في الأرض ، وسمّاه إبراهيم ، وكانت قابلتها سلمى مولاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وغار نساء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم واشتد عليهن حين رزق منها الولد.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا أبو عمرو أحمد بن محمّد بن إبراهيم ، نا عبيد الله بن محمّد العمري الرملي ، نا إسماعيل بن أبي أويس ، حدّثني أبي عن هشام بن عروة عن أبيه ، عن عائشة عن عبد الله بن أبي بكر ، [و](٢) عن عمرة عن عائشة في حديث الإفك بطوله وقال فيه :

وقعد صفوان بن المعطل لحسّان بن ثابت بالسيف فضربه ضربة ، فقال صفوان لحسّان في الشعر حين ضربه :

تلقّ ذباب السّيف مني فإنني

غلام إذا هو جيت ليس بشاعر (٣)

ولكنني أحمي حماي واتّقي

الباهت الرامي البرآء الطواهر

فصاح حسان واستغاث الناس على صفوان ، فلما جاء الناس فرّ صفوان ، وجاء حسّان إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاستعداه على صفوان في ضربه إيّاه السيف ، فسأله النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يهب له ضربة صفوان إيّاه ، فوهبه للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فعاضه منها حائطا من نخل عظيم وجارية قبطية تدعى سيرين ، فولدت لحسّان ابنه عبد الرّحمن الشاعر (٤).

__________________

(١) عن مختصر ابن منظور وبالأصل «فأعرض».

(٢) زيادة لازمة منا للإيضاح ، وانظر الإصابة ٤ / ٣٣٩.

(٣) البيت في سيرة ابن هشام ٣ / ٣١٨ والإصابة ٤ / ٣٣٩.

(٤) الخبر في الإصابة ٤ / ٣٣٩ من طريق عروة ومن طريق عمرة وغيرهما.

٣٠٨

قال ابن مندة : ورواه محمّد بن عبّاد المكي ، عن حاتم بن إسماعيل ، عن بشير (١) بن مهاجر ، عن عبد الله بن بريدة ، عن أبيه قال :

أهدى أمير القبط لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم جاريتين أختين ، فأمّا إحدى الجاريتين فتسرّاها فولدت إبراهيم ، وأمّا الأخرى فأعطاها حسّان بن ثابت رضي‌الله‌عنه (٢).

٧ ـ ومنهن : ميمونة بنت سعد مولاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٣) :

أخبرنا أبو القاسم الشيباني ، أنا أبو علي التميمي ، أنا أبو بكر القطيعي ، نا عبد الله بن أحمد (٤) ، حدّثني أبي ، نا حسين وأبو نعيم ، قالا : نا إسرائيل ، عن زيد بن جبير ، عن أبي يزيد الضّبّي ، عن ميمونة بنت سعد مولاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قالت :

سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن ولد الزنا قال : «لا خير فيه ، نعلان أجاهد بهما في سبيل الله أحبّ إليّ من أن أعتق ولد الزنا» [١٠٧٥].

أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنبأ شجاع بن علي ، أنا محمّد بن إسحاق ، أنا عبد الرّحمن بن أحمد الجلّاب ـ بهمذان (٥) ـ ، نا إبراهيم بن نصر ، نا أبو نعيم الفضل بن دكين ، نا إسرائيل عن زيد بن جبير ، عن أبي زيد الضّبّي عن ميمونة مولاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قالت :

سئل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن عتق ولد الزنا فقال : «لأن أجهز نعلين في سبيل الله أحبّ إليّ من أن أعتق ولد الزنا».

قالت : وسئل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن رجل قبّل امرأته وهما صائمان؟ فقال : «قد أفطرا» (٦) [١٠٧٦].

__________________

(١) الإصابة : بشر.

(٢) الخبر في الإصابة ٤ / ٣٣٩.

(٣) ترجمتها في أسد الغابة ٦ / ٢٧٥ وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٥٠ والاستيعاب ٤ / ٤٠٨ هامش الإصابة ، وطبقات ابن سعد ٨ / ٣١١ وفيها : بنت سعيد ، والإصابة ٤ / ٤١٣ وفيها : بنت سعد ويقال : سعيد.

(٤) مسند الإمام أحمد ٦ / ٤٦٣ ونقله عن أحمد ابن كثير في السيرة ٤ / ٦٥١ وابن الأثير في أسد الغابة من طريق عبيد الله بن موسى.

(٥) بالأصل بالدال المهملة.

(٦) أخرجه أحمد في مسنده ٦ / ٤٦٣ وأسد الغابة وفيه : أفطر.

٣٠٩

ورواه أبو بكر بن أبي خيثمة عن أبي نعيم فقال : ميمونة بنت سعد.

أخبرنا أبو الفتح ، أنا شجاع ، أنا محمّد ، أنا عبد الله بن محمّد بن الحارث البخاري ، نا عبد الصّمد بن الفضل ، نا مكي بن إبراهيم ، نا موسى بن عبيدة.

ح قال : وأنبأ محمّد بن محمّد بن يوسف الطوسي ، نا عثمان بن سعيد الهروي ، نا نعيم بن حمّاد ، نا ابن المبارك ، نا موسى بن عبيدة ، عن أيوب بن خالد الأنصاري ، عن ميمونة بنت سعد ، وكانت تخدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الرافلة في الزينة في غير أهلها كالظلمة يوم القيامة لا نور لها» [١٠٧٧].

أخبرتنا أم المجتبى فاطمة بنت ناصر ، قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا أبو بكر بن أبي شيبة ، نا المحاربي ، عن موسى بن عبيدة ، عن أيوب بن خالد ، عن ميمونة ـ وكانت تخدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قالت : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الرافلة في الزينة في غير أهلها كالظلمة يوم القيامة لا نور لها» (١) [١٠٧٨].

أخبرنا أبو القاسم الشيباني ، أنا أبو عثمان التميمي ، أنا أبو بكر القطيعي ، أنا عبد الله بن أحمد (٢) ، حدّثني أبي ، ثنا علي بن بحر ، نا عيسى ، ثنا ثور ، عن زياد بن أبي سودة ، عن أخيه أن ميمونة مولاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قالت :

يا نبي الله ، افتنا في بيت المقدس ، فقال : «أرض المنشر والمحشر ائتوه فصلّوا فيه ، فإنّ صلاة فيه كألف صلاة [فيما سواه](٣)» ، قالت : أرأيت من لم يطق أن يحمل إليه أو يأتيه قال : «فليهد إليه زيتا ليسرج فيه ، فإنه من أهدى إليه كان كمن صلى فيه» [١٠٧٩].

قال : وثنا عبد الله [حدثني أبي](٤) قال : وثنا أبو موسى الهروي ، ثنا عيسى بن يونس بإسناده ، فذكر مثله.

__________________

(١) سيرة ابن كثير ٤ / ٦٥١.

(٢) مسند أحمد ٦ / ٤٦٣.

(٣) ما بين معكوفتين زيادة عن المسند.

(٤) ما بين معكوفتين زيادة عن مسند أحمد ٦ / ٤٦٣.

٣١٠

٨ ـ ومنهن : أم ضميرة زوج أبي ضميرة مولاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

تقدم ذكرها في ترجمة ابنها ضميرة.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنبأ شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة قال : أم ضميرة مولاة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، روى حديثها حسين بن عبد الله بن ضميرة (١) عن أبيه عن جده أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرّ بأم ضميرة وهي تبكي ، وقد تقدم حديثها.

__________________

(١) غير واضحة بالأصل والصواب ما أثبت.

٣١١

فأمّا خدمه [عليه السلام]

١ ـ فمنهم : أنس بن مالك ، أبو حمزة الأنصاري (١) :

يأتي ذكره إن شاء الله في حرف الألف.

٢ ـ ومنهم : الأسلع بن شريك بن عوف الأعرجي (٢) :

ويقال : اسم الأسلع ميمون بن سنباذ.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن محمّد ، أنا شجاع بن علي ، أنبأ أبو عبد الله بن مندة ، أنا علي بن محمّد بن نصر ، نا هشام بن علي السيرافي ، نا قيس بن حفص الدارمي ، نا الربيع بن بدر الأعرجي ، أخبرني أبي عن أبيه عن رجل منا يقال له الأسلع قال :

كنت أخدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأرحّل له ، فقال ذات ليلة : «يا أسلع ، قم فارحل» قال : قلت : أصابتني جنابة يا رسول الله قال : فسكت ساعة وأتاه جبريل بآية الصعيد ، [فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : قم يا أسلع فتيمم](٣) قال : فتمسّحت وصلّيت ، فلما انتهيت إلى الماء قال : «يا أسلع قم فاغتسل» فصرف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يديه إلى الأرض ثم نفضهما ثم مسح بهما وجهه ، ثم ضرب بيده الأرض ثم نفضهما فمسح بهما ذراعيه اليمنى على اليسرى

__________________

(١) ترجمته في الاستيعاب ١ / ١٠٨ وأسد الغابة ١ / ١٥١ الإصابة ١ / ٧١ تهذيب التهذيب ١ / ٣٧٦ سير الأعلام ٣ / ٣٩٥ وانظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٢) ترجمته في أسد الغابة ١ / ٩١ والإصابة ١ / ٣٦ سيرة ابن كثير ١ / ٦٥٤ والاستيعاب ١ / ١١٦ هامش الإصابة.

(٣) ما بين معكوفتين زيادة عن الإصابة ١ / ٣٦.

٣١٢

واليسرى على اليمن ظاهرهما وباطنهما.

قال الربيع : وأراني أبي كما أراه أبوه كما أراه الأسلع ، كما أراه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال الربيع : فحدثت بهذا الحديث عوف بن أبي جميلة فقال : هكذا والله رأيت الحسن يصنع (١) [١٠٨٠].

قال : وثنا قيس بن حفص الدارمي قال : سألت بعض بني عمّ (٢) الأسلع عن نسبته فقال : هو الأسلع بن شريك بن عوف.

وقد روي ـ يعني هذا الحديث الهيثم (٣) بن زريق (٤) المالكي المدلجي عن أبيه عن الأسلع بن شريك.

وسمّى محمّد بن سعد كاتب الواقدي الأسلع هذا ميمون بن سنباذ ، وساق بعض هذا الحديث عن مسلم بن إبراهيم عن الربيع بن بدر ، عن أبيه ، عن جده : أن رجلا منهم يقال له الأسلع ، ولم يسمّه.

أنبأنا بذلك أبو نصر محمّد بن الحسن بن البنّا ، وأبو طالب بن عبد القادر بن محمّد بن يوسف ، أنا الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا محمّد بن سعد قال : ميمون بن سنباذ الأسلع ، ثم ذكر الحديث.

وقول قيس بن حفص الذي حكاه أولى أن يكون هو المحفوظ ، والله أعلم.

أخبرنا أبو الحسن ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عيسى بن علي ، أنا البغوي ، حدّثني هارون بن عبد الله ، نا سويد بن عمرو ، نا الربيع بن بدر (٥) ، عن أبيه ، عن جده ، عن رجل منا يقال له الأسلع قال : كنت أخدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأرحّل له فقال لي ذات ليلة : «قم يا أسلع فارحل لي» قلت : يا رسول الله أصابتني جنابة ، فأتاه جبريل بآية الصعيد ، فدعاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأراني كيف أمسح ، فمسحت ورحّلت له وصلّيت [١٠٨١].

__________________

(١) بهذا السند نقله ابن كثير في السيرة ٤ / ٦٥٤ والإصابة ١ / ٣٦.

(٢) بالأصل : عمرو ، والمثبت عن الإصابة.

(٣) بالأصل : الهيتمي ، والمثبت عن أسد الغابة وسيرة ابن كثير والإصابة.

(٤) عن المصادر السابقة ، وبالأصل : رزيق.

(٥) بالأصل : يزيد ، والمثبت يوافق ما جاء في الرواية السابقة.

٣١٣

وحكى سويد في الحديث أنه ضرب ضربة فمسح وجهه ، ثم ضرب أخرى فمسح ذراعيه ، قال أبو القاسم البغوي : لا أعلم روى غيره.

٣ ـ ومنهم : أسماء بن حارثة الأسلمي (١) :

أخو هند بن حارثة ، وكانا يخدمان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٢) ، حدّثني أبي ، ثنا عفّان ، نا وهيب ، نا عبد الرّحمن بن حرملة ، عن يحيى بن هند بن حارثة ، وكان هند من أصحاب الحديبية ، وأخوه الذي بعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يأمر قومه بالصيام بوم عاشوراء وهو أسماء بن حارثة ، فحدّثني يحيى بن هند عن أسماء بن حارثة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعثه فقال : «مر قومك بصيام هذا اليوم» قال : أرأيت إن وجدتهم قد طعموا ، قال : «فليتموا آخر يومهم» [١٠٨٢].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد ، قال (٣) : حدّثني محمّد بن أبي بكر المقدّمي ، نا أبو معشر البراء ، نا ابن حرملة ، عن يحيى بن هند بن حارثة ، عن أبيه وكان من أصحاب الحديبية ، وأخوه الذي بعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يأمر قومه بصيام يوم عاشوراء ، وهو أسماء بن حارثة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعثه فقال : «مر قومك فليصوموا هذا اليوم» قال : أرأيت إن وجدتهم قد طعموا ، قال : «فليتموا آخر يومهم» [١٠٨٣].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن محمّد ، أنا شجاع بن علي ، أنبأ محمّد بن إسحاق ، حدّثني عبد الله بن أبي بكر ، عن حبيب بن هند بن أسماء الأسلمي ، عن أبيه هند قال : بعثني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى قوم من أسلم فقال : «مر قومك فليصوموا هذا اليوم ـ يوم عاشوراء ـ ومن وجدت منهم من أكل في أوّل يوم فليصم آخره» (٤) [١٠٨٤].

__________________

(١) ترجمته في أسد الغابة ١ / ٩٥ والإصابة ١ / ٣٩ سيرة ابن كثير ٤ / ٦٥٥ والاستيعاب ١ / ٩٧ هامش الإصابة.

(٢) مسند أحمد ٣ / ٤٨٤.

(٣) مسند أحمد ٤ / ٧٨.

(٤) نقله ابن كثير في السيرة ٤ / ٦٥٥.

٣١٤

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ، أنا أبو الحسين ، نا عيسى بن علي ، نا عبد الله بن محمّد البغوي ، حدّثني عمي ، نا محمّد بن عبد الله الرقاشي ، نا وهيب ، نا عبد الرّحمن بن حرملة ، حدّثني يحيى بن هند عن عمه أسماء بن حارثة :

أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعثه يوم عاشوراء فقال : «مر قومك فليصوموا هذا اليوم» قال : يا رسول الله ، ما أراني آتيهم حتى يطعموا ، قال : «من طعم منهم فليصم بقية يومه» [١٠٨٥].

قال : وأنا عبد الله قال : رأيت في كتاب محمّد بن سعد أسماء بن حارثة بن سعيد بن عبد الله بن عبّاد بن سعد بن عمرو بن عامر بن ثعلبة بن مالك بن أفصى صحب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وكان من أهل الصّفة ، توفي سنة ست وستين بالبصرة ، وهو يومئذ ابن ثمانين سنة (١).

أخبرنا أبو بكر الفرضي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا حارث بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر الأسلمي ، أنا محمّد بن نعيم بن عبد الله المجمّر ، عن أبيه قال : سمعت أبا هريرة يقول : ما كنت أظن هندا أو أسماء بن حارثة الأسلمي إلّا مملوكين لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢).

قال محمّد بن عمر : كانا يخدمانه لا يبرحان بابه ، هما وأنس بن مالك (٣).

٤ ـ ومنهم : بلال (٤) بن رباح المؤذّن ، أبو عبد الله :

مولى أبي بكر الصّدّيق ، كان يخدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وسيأتي ذكره في حرف الباء إن شاء الله تعالى.

أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد الحدّاد في كتابه ، وأخبرني أبو مسعود عبد الرحيم بن علي الأصفهاني ، أنبأ أبو نعيم الحافظ الأصبهاني (٥) ، ثنا سليمان بن

__________________

(١) المصدر السابق ٤ / ٦٥٦.

(٢) أسد الغابة ١ / ٩٥ وسيرة ابن كثير ١ / ٦٥٥.

(٣) سيرة ابن كثير ٤ / ٦٥٦.

(٤) ترجمته في الاستيعاب ٢ / ٢٦ أسد الغابة ١ / ٢٤٣ تهذيب التهذيب ١ / ٥٠٢ الإصابة ١ / ٢٧٣ حلية الأولياء ١ / ١٤٧ سير الأعلام ١ / ٣٤٧ وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٥) حلية الأولياء ١ / ١٤٩ ودلائل النبوة للبيهقي من طريقين عن أبي توبة ... عن الهوزني وابن كثير في البداية والنهاية ٦ / ٥٥.

٣١٥

أحمد الطبراني ، نا أحمد بن خليد (١) الحلبي ، ثنا أبو توبة الربيع بن نافع ، نا معاوية بن سلام (٢) ، عن زيد بن أسلم أنه سمع أبا سلام يقول : حدّثني عبد الله الهوزني (٣) قال :

لقيت بلال مؤذن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت : يا بلال حدّثني كيف كانت نفقة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : ما كان له شيء ، كنت أنا الذي ألي ذاك منه منذ بعثه الله حتى توفي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان إذا أتاه الإنسان المسلم فرآه عاريا يأمرني به ، فأنطلق فأستقرض فأشتري البردة فأكسوه وأطعمه حتى اعترضني رجل من المشركين فقال لي : يا بلال إن عندي سعة ، فلا تستقرض من أحد إلّا منّي ، ففعلت ، فلما كان ذات يوم توضّأت ثم قمت أؤذّن بالصلاة ، فإذا المشرك قد أقبل في عصابة من التجّار ، فلما رآني قال : يا حبشي ، قلت : يا لبيك ، فتجهّمني وقال لي قولا عظيما ، فقال : أتدري كم بينك وبين السوق؟ قلت : قريب ، قال : إنما بينك وبينه أربع ، فأخذك بالذي لي عليك ، فإني لم أعطك الذي أعطيتك من كرامتك ، ولا كرامة صاحبك علي ، ولكن إنما أعطيتك لأتّخذك عبدا ، فأردّك ترعى الغنم كما كنت ترعى قبل ذلك ، فأخذ في نفسي ما يأخذ في أنفس الناس ، فانطلقت فأذّنت بالصلاة حتى إذا صليت العتمة رجع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى أهله فاستأذنت عليه ، فأذن لي ، فقلت : يا رسول الله إن المشرك الذي كنت أذنت منه قال لي كذا وكذا ، وليس عندك ما يقضي عني وليس عندي وهو فاضحي ، فائذن لى فآبق إلى بعض هؤلاء الأحياء (٤) الذي قد أسلموا حتى يرزق الله رسوله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما يقضي عني (٢).

فخرجت حتى أتيت منزلي ، فجعلت سيفي وحرابي ومجنّي ونعلي عند رأسي واستقبلت بوجهي الأفق ، فكلما نمت ساعة انتبهت فإذا رأيت عليّ ليلا نمت حتى انشقّ عمود الصبح الأوّل ، وأردت أن أنطلق ، فإذا إنسان يسعى يدعو : يا بلال أجب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فانطلقت حتى أتيته ، فإذا أربع ركائب مناخات عليهن أحمالهم ، فأتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاستأذنت ، فقال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ابشر فقد جاءك الله بقضائك» فحمدت الله وقال : «ألم تمرّ على الركائب المناخات الأربع؟» قلت : بلى ، قال : «فإنّ لك

__________________

(١) بالأصل : خليل ، والمثبت عن الحلية.

(٢) بالأصل : سلام ، والمثبت عن الحلية ، وفي دلائل البيهقي : يزيد بن سلام.

(٣) بالأصل الهوزلي باللام والمثبت عن الحلية والبيهقي.

(٤) غير واضحة بالأصل والمثبت عن دلائل البيهقي.

٣١٦

رقابهن وما عليهن ، فإنّ (١) عليهن كسوة وطعاما أهداهن لي (١) عظيم فدك» ، ففعلت فحططت عنهن أحمالهن ثم علفتهن ، ثم قمت إلى تأذيني لصلاة الصبح حتى إذا صلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خرجت إلى البقيع ، فجعلت إصبعي في أذني ناديت فقلت : من كان يطلب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بدين فليحضر ، فما زلت أبيع وأقضي حتى لم يبق على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم دين في الأرض حتى فضل في يدي أوقيتين (٢) أو أوقية ونصف.

ثم انطلقت إلى المسجد وقد ذهب عامة النهار ، وإذا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قاعد في المسجد وحده ، فسلّمت عليه ، فقال لي : «ما فعل ما قبلك؟» قلت : قد قضى الله كل شيء كان على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلم يبق شيء ، فقال : «أفضل شيء؟» فقلت : نعم (٣) ، فقال : «إن تريحني منها فإني لست داخلا على أحد من أهلي حتى تريحني منه» فلم يأتنا أحد حتى أمسينا ، فلما صلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم العتمة دعا بي فقال : «ما فعل ما قبلك؟» قلت : معي لم يأتنا أحد ، فبات رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في المسجد حتى أصبح ، وظل يومه واليوم الثاني حتى إذا كان آخر النهار جاء راكبان فانطلقت بهما فأطعمتهما وكسوتهما حتى إذا صلى العتمة دعاني فقال لي : «ما فعل الذي قبلك؟» قلت : قد أراحك الله منه يا رسول الله ، فكبّر وحمد الله شفقا من أن يدرك الموت وعنده ذلك ، ثم اتّبعته حتى جاء أزواجه فسلّم على امرأة امرأة حتى أتى مبيته ، فهو الذي سالتني (٤) [١٠٨٦] عنه.

أخرجه أبو داود عن أبي توبة (٥).

__________________

(١) في البيهقي : «فإذا ... له» وهذا يعني أنه ليس من كلام النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(٢) كذا ، والصواب أوقيتان.

(٣) في البيهقي : قلت : نعم ، ديناران.

(٤) بالأصل : سألني.

(٥) ذكر ابن منظور في مختصره بعده :

بكير بن شدّاخ الليثي ، ويقال بكر وذا مخمر ، ويقال : ذو مخيمر الحبشي.

وفيما ذكره في ترجمة بكير قال :

عن عبد الملك بن يعلى الليثي :

أن بكر بن شداخ الليثي وكان ممن يخدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو غلام فلما احتلم جاء إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله : إني كنت أدخل على أهلك ، وقد بلغت مبلغ الرجال ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : اللهم ، صدّق قوله ، ولقّه الظفر ، فلما كان في ولاية عمر جاء وقد قتل يهوديا فأعظم ذلك عمر وجزع وصعد المنبر قال :

أفيما ولاني الله واستخلفني بقتل الرجال؟ أذكر الله رجلا كان عنده علم إلّا أعلمني ، فقام إليه بكير بن شداخ فقال : أنا به ، فقال : الله أكبر بؤت بدمه ، فهات المخرج. قال : بلى ، خرج فلان غازيا ووكلني ـ

٣١٧

٥ ـ ومنهم : ربيعة بن كعب أبو (١) فراس الأسلمي (٢) :

كان يخدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو سعيد الحسن بن جعفر بن محمّد بن الوضاح السمسار ، نا أبو شعيب الحرّاني ، نا يحيى بن عبد الله البابلتّي (٣) ، نا الأوزاعي ، حدّثني يحيى بن أبي كثير ، عن سلمة ، عن ربيعة بن كعب قال :

كنت أبيت (٤) مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته فكان يقوم من الليل فيقول : «سبحان ربي وبحمده ، سبحان ربي وبحمده ، سبحان رب العالمين ، سبحان رب

__________________

بأهله ، فجئت إلى بابه فوجدت هذا اليهودي في منزله وهو يقول :

وأشعث غره الإسلام مني

خلوت بعرسه ليل التمام

أبيت على ترائبها وتمسي

على قود الأعنة والحزام

كأن مجامع الربلات منها

فئام ينظرون إلى فئام

قال : فصدّق عمر قوله ، وأبطل دمه بدعاء النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

ـ وفي أخبار ذي مخمر كتب :

ابن أخي ويقال : ابن أخت النجاشي ملك الحبشة.

عن ذي مخمر ، وكان رجلا من الحبشة يخدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

كنا معه في سفر فأسرع السير حتى انصرف ، وكان يفعل ذلك لقلة الزاد فقال له قائل : يا رسول الله ، قد انقطع الناس قال : فحبس ، وحبس الناس معه حتى تكاملوا إليه فقال لهم : هل لكم أن نهجع هجعة ، أو قال له قائل ـ ونزلوا فقال : من يكلؤنا الليلة؟ فقلت : أنا جعلني الله فداك ، فأعطاني خطام ناقته وقال : هاك ، لا تكونن لكعا قال : فأخذت بخطام ناقة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وخطائم ناقتي ، فتنحيت غير بعيد فخليت سبيلهما يرعيان ، فإني كذلك أنظر إليهما حتى أخذني النوم ، فلم أشعر بشيء حتى وجدت حرّ الشمس على وجهي ، فاستيقظت فنظرت يمينا وشمالا فإذا أنا بالراحلتين مني غير بعيد ، فأخذت بخطام ناقة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وخطام ناقتي ، فأتيت أدنى القوم فأيقظته فقلت له : أصليت؟ قال : لا ، فأيقظ الناس بعضهم بعضا حتى استيقظ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال : يا بلال ، هل في الميضأة ماء؟ ـ يعني في الإداوة ـ فقال : نعم ، جعلني الله فداك ، فأتاه بوضوء فتوضأ لم يلتّ منه التراب فأمر بلالا فأذّن ، ثم قام النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فصلى الركعتين قبل الصبح ، وهو غير عجل ، ثم أمره فأقام الصلاة ، فصلى وهو غير عجل ، فقال له قائل ، يا نبي الله ، أفرّطنا؟ قال : لا ، قبض الله أرواحنا وقد ردها إلينا ، وقد صلينا.

(١) بالأصل : «بن» والصواب عن مصادر ترجمته.

(٢) ترجمته في أسد الغابة ٢ / ٦٤ وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٥٩ الإصابة ١ / ٥١١ الاستيعاب ١ / ٥٠٦ هامش الإصابة.

(٣) بالأصل البابلي ، والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٠ / ٣١٨.

(٤) بالأصل : أتيت ، والصواب عن سيرة ابن كثير.

٣١٨

العالمين» الهويّ (١) قال : فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هل لك حاجة؟» قلت : يا رسول الله ، مرافقتك في الجنّة ، قال : «فأعني على نفسك بكثرة السجود» (٢) [١٠٨٧].

أخبرنا أبو القاسم الشيباني ، أنبأ أبو علي التميمي ، أنبأ أبو بكر القطيعي ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدّثني أبي (٣) ، نا يعقوب ، نا أبي ، عن ابن إسحاق ، حدّثني محمّد بن عمرو بن عطاء ، عن نعيم بن محمّد (٤) ، عن ربيعة بن كعب قال :

كنت أخدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأقوم له في حوائجه نهاري أجمع حتى يصلي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عشاء الآخرة ، فأجلس ببابه إذا دخل بيته أقول : لعلها أن تحدث لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حاجة ، فما أزال أسمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «سبحان الله ، سبحان الله وبحمده» حتى أملّ فأرجع أو تغلبني (٥) عيني ، فأرقد ، قال : فقال لي يوما لما يرى من خفتي له وخدمتي إياه : «يا ربيعة ، سلني أعطك» (٦) قال : فقلت : أنظر في أمري يا رسول الله ، ثم أعلمك ذلك ، قال : ففكرت في نفسي ، فعلمت أن الدنيا منقطعة وزائلة ، وأن لي فيها رزقا سيكفيني [و] يأتيني ، قال : فقلت : أسأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لآخرتي ، فإنه من الله بالمنزل الذي هو به ، قال : فجئته فقال : «ما فعلت يا ربيعة؟» قال : فقلت : نعم يا رسول الله أسألك أن تشفع لي إلى ربك فيعتقني من النار ، قال : فقال : «من أمرك بهذا يا ربيعة؟» قال : فقلت : لا والله الذي بعثك بالحق ما أمرني أحد ولكنك لما قلت سلني أعطك ، وكنت من الله بالمنزل الذي أنت به نظرت في أمري ، فعرفت أن الدنيا منقطعة وزائلة ، وأن لي فيها رزقا سيأتيني فقلت أسأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لآخرتي قال : فصمت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم [طويلا](٧) ثم قال لي : «إني فاعل ، فأعنّي على نفسك بكثرة السجود» [١٠٨٨].

أخبرنا أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك الأديب ، أنا إبراهيم بن منصور ، أنبأ

__________________

(١) الهوي : الساعة من الليل.

(٢) الخبر نقله ابن كثير في السيرة من طريق الأوزاعي.

(٣) مسند الإمام أحمد ٤ / ٥٩.

(٤) في المسند : نعيم بن مجمر.

(٥) بالأصل : يغلبني ، والمثبت عن المسند.

(٦) في المسند : سلني يا ربيعة أعطك.

(٧) الزيادة عن المسند.

٣١٩

أبو بكر [بن] المقرئ ، نا أبو يعلى ، نا أبو خيثمة ، نا يزيد بن هارون ، نا مبارك بن فضالة ، نا أبو عمران الجوني ، عن ربيعة الأسلمي ، وكان يخدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال (١) :

فقال لي ذات يوم : «يا ربيعة ، ألا تزوّج (٢)» قال : قلت : يا رسول الله ما أحبّ أن يشغلني عن خدمتك شيء قال : فسكت ، قال : فلما كان بعد قال لي : «يا ربيعة ألا تزوّج» قال : قلت : يا رسول الله ما أحب أن يشغلني عن خدمتك شيء ، ما عندي ما أعطي المرأة ، قال : فقلت بعد : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أعلم بما عندي حتى يدعوني إلى التزويج ، لئن (٣) دعائي هذه المرة لأجبته ، قال : فقال لي : «يا ربيعة ألا تزوّج؟» قال : قلت : يا رسول الله ومن يزوّجني؟ ما عندي ما أعطي المرأة ، قال : فقال لي : «انطلق إلى بني فلان فقل لهم : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أرسلني إليكم لتزوّجوني فتاتكم فلانة» (٤) قالوا : فلانة ، قالوا : مرحبا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومرحبا برسوله ، فزوّجوني ، فأتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت :

يا رسول الله أتيتك من خير أهل بيت صدّقوني وزوّجوني ، فمن أين لي ما أعطي صداقي ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لبريدة الأسلمي : «يا بريدة اجمعوا لربيعة في صداقه في وزن نواة من ذهب» قال : فجمعوها ، فأعطوني فأسهم ففتلوها فأتيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقلت : يا رسول الله قد قبلوا ، فمن أين لي ما أولم؟ قال : فقال : «يا بريدة اجمعوا لربيعة في ثمن كبش» قال : فجمعوا ، وقال لي : «انطلق إلى عائشة فقل لها فلتدفع إليك ما عندها من الشعير» ، قال : فأتيتها فدفعت إليّ ، فانطلقت بالكبش والشعير فقالوا : أمّا الشعير فنحن نكفيك وأمّا الكبش فمر أصحابك أن يذبحوه وعملوا الشعير ، فأصبح ـ والله ـ عندنا خبز ولحم.

ثم إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أقطع أبا بكر أرضا فاختلفنا في عذق فقلت : هو في أرضي ، وقال أبو بكر : هو في أرضي ، فتنازعنا فقال لي أبو بكر كلمة كرهتها ، فندم فأخبرني فقال لي : قل لي كما قلت لي ، قال : إذا آتي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : فأتى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وتبعته

__________________

(١) الخبر نقله ابن كثير في السيرة من طريق أبي يعلى ٤ / ٦٦٠.

(٢) عن سيرة ابن كثير ، وبالأصل : ترح.

(٣) الأصل : أين ، والمثبت عن ابن كثير.

(٤) كذا بالأصل ، وبعدها في ابن كثير : قال : فأتيتهم فقلت : إن رسول الله أرسلني إليكم لتزوجوني فتاتكم فلانة ، قالوا : فلانة ....

٣٢٠