تاريخ مدينة دمشق - ج ٤

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٤

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٩٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

أحمد بن عبيد بن بيري ـ إجازة ـ أنا أبو عبد الله محمّد بن الحسين بن محمّد بن سعيد ، نا ابن أبي خيثمة ، أنبأ مصعب قال : أهدى المقوقس إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خصيا يقال له مأبورا ، والمقوقس صاحب الإسكندرية من القبط.

٢٣ ـ ومنهم : مدعم (١) :

من مولدي حسمى (٢) ، أهداه رفاعة بن زيد الجذامي إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حياته ، لا أعلم له رواية وذكره في حديث.

أخبرناه أبو القاسم بن الحصين ، أنبأ أبو القاسم علي بن المحسّن بن علي التنوخي.

ح وأخبرنا أبو الحسن محمّد بن عبد الملك بن إبراهيم المؤرخ ، وأبو غالب بن البنّا ، وأبو الحسن محمّد بن محمّد بن نوبة ، وأبو القاسم عبد الله بن أحمد بن يوسف ، وأبو الحسن علي بن المبارك الخيّاط ، وأبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو نصر أحمد بن محمّد بن الطوسي ، وكريمة بنت محمّد بن أحمد الخاضبة ، قالوا : أنا أحمد بن محمّد بن النقور.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا عبد الله بن محمّد الصّريفيني ، قالوا : أنا عبيد الله بن محمّد بن إسحاق المتّوثي (٣).

وأخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر ، أنا عبد الله بن محمّد الصّريفيني ، قالوا : أنا عبيد الله بن محمّد بن إسحاق ، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا أبو أحمد محمّد بن محمّد الحافظ.

ح وأخبرنا أبو القاسم زاهر أيضا ، أنا أبو عثمان سعيد بن محمّد البحيري (٤) ، أنا أبو علي زاهر بن أحمد بسرخس.

وأخبرنا أبو الفتح محمّد بن علي الواعظ ، وأبو محمّد عبد السّلام بن أحمد ،

__________________

(١) ترجمته في أسد الغابة ٤ / ٣٥٥ سيرة ابن كثير ٤ / ٦٣١ والإصابة ٣ / ٣٩٤.

(٢) حسمى : أرض ببادية الشام.

(٣) إعجامها مضطرب بالأصل ، والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير الأعلام ١٦ / ٥٤٨.

(٤) بالأصل : البحتري ، خطأ والصواب ما أثبت.

٢٨١

وعبد القادر ، وأبو عبد الله سمرة ابنا جندب ، وأبو نصر عبيد الله بن أبي عاصم الصوفي ، قالوا : أنبأ محمّد بن عبد العزيز الفارسي ، أنا أبو محمّد عبد الرّحمن بن أحمد بن أبي شريح ، قالوا : ثنا أبو القاسم عبد الله بن محمّد البغوي ، نا مصعب بن عبد الله الزبيري ، حدّثني مالك ، عن ثور بن زيد الديلي ، عن ابن العقب (١) مولى ابن مطيع عن أبي هريرة أنه قال :

خرجنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عام خيبر ، فلم نغنم ذهبا ولا ورقا إلّا الثياب والمتاع والأموال ، قال : فوجّه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نحو وادي القرى (٢) ، فبينما ـ وقال أحمد وابن أبي شريح والتنوخي والمؤرخ : فبينما مدعم ـ يحط رحل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذ جاءه سهم عائر فقتله ، فقال الناس : هنيئا لك الجنة ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كلا والذي نفسي بيده إنّ الشملة (٣) التي أخذها يوم حنين من الغنائم ـ وقال المؤرخ وابن البنّا وابن بويه ، وابن يوسف ، والخياط وكريمة : المغانم ـ لم يصبها المقاسم لتشتعل عليه نارا» ، فلما سمعوا ذلك ـ وقال ابن أبي شريح : ذاك ـ وزاد من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقال وجاء رجل ـ وفي حديث الشّحّامي : الرجل ـ بشراك أو شراكين إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «شراك من نار أو شرا كان من نار» [١٠٤٤].

أخبرنا أبو محمّد السندي ، أنا أبو عثمان المزكي ، أنا أبو علي السرخسي ، أنا أبو إسحاق الهاشمي ، نا أبو مصعب الزهري ، نا مالك ، عن ثور بن يزيد الديلي ، عن أبي الغيث مولى ابن مطيع عن أبي هريرة قال :

خرجنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عام خيبر ، فلم نغنم ذهبا ولا ورقا إلّا الأموال والمتاع والثياب ، وأهدى رجل من بني الضّبيب يقال له رفاعة بن زيد لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم غلاما أسود يقال له مدعم ، فوجّه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى وادي القرى حتى إذا كانوا بوادي القرى بينما مدعم يحط رحل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فذكر الحديث ، وقال : التي أجد ، وقال : من المغانم ، وقال : فلما سمع الناس ذلك ، والباقي مثله.

أخرجه البخاري عن ابن أبي أويس ، وعن عبد الله بن محمّد السندي عن

__________________

(١) كذا بالأصل هنا «ابن العقب» وفي دلائل البيهقي ٤ / ٢٦٩ : «أبي الغيت» وسيأتي في الخبر التالي.

(٢) وادي القرى : واد كثير القرى بين المدينة والشام.

(٣) الشملة : كساء غليظ يلتحف به.

٢٨٢

معاوية بن عمرو ، عن أبي إسحاق الفزاري (١).

وأخرجه مسلم عن القعنبي (٢) ، وعن زهير بن حرب عن إسحاق بن عيسى ، وعن أبي الطاهر عن ابن وهب ، وأخرجه أبو داود عن القعنبي ، وأخرجه النسائي عن محمّد بن سلمة ، والحارث بن مسكين عن ابن القاسم ، كلّهم عن مالك.

أخبرنا أبو الفضل محمّد بن إسماعيل الفضيلي ، أنا محلّم (٣) بن إسماعيل ، أنا أبو سعد الخليل بن أحمد ، أنا أبو العباس السّراج ، نا قتيبة ، نا عبد العزيز ـ هو ابن محمّد ـ عن أبي الغيث (٤) ، عن أبي هريرة قال :

خرجنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى خيبر ، ففتح الله عزوجل علينا ، فلم نغنم ذهبا ولا ورقا ، غنمنا المتاع والطعام والثياب ، ثم انطلقنا إلى الوادي ، ومع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عبد له وهبه رجل من بني جذام يدعى رفاعة بن زيد ، فلما نزلوا بالوادي قام عبد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يحلّ رحله ، فرمي بسهم ، فكان فيه حتفه ، فقلنا : هنيئا له الشهادة يا رسول الله ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كلا ، والذي نفس محمّد بيده إنّ الشملة لتلتهب عليه نارا ، أخذها من الغنائم يوم خيبر لم تصبها المقاسم» ، قال : ففزع الناس ، فجاء رجل بشراك أو شراكين ، فقال : يا رسول الله أصبت هذا يوم خيبر ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «شراك من نار أو شراكان من نار» [١٠٤٥].

أخرجه مسلم عن قتيبة (٥).

أخبرنا أبو بكر الفرضي ، أنا الحسن بن علي الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن محمّد بن الفهم ، نا محمّد بن سعد قال : مدعم مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان أسود ، وهبه لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رفاعة بن زيد بن وهب الخزاعي (٦) ، فكان يسار مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ويرحّل له.

__________________

(١) صحيح البخاري ٦٤ المغازي ، ٣٨ باب غزوة خيبر.

(٢) صحيح مسلم (١) الإيمان ، (٤٨) باب غلظ تحريم الغلول.

(٣) رسمها مضطرب بالأصل وصورته : «محمكم».

(٤) غير واضحة بالأصل ، وقد تقرأ : العتب.

(٥) صحيح مسلم كتاب الايمان ج ١ / ١٠٨.

(٦) كذا بالأصل ، وفي ابن سعد ١ / ٤٩٨ «الجذامي» وهو الصواب وقد وردت صوابا في كل الروايات السابقة.

٢٨٣

٢٤ ـ ومنهم : مهران مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (١) :

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية ، أنا أبو الفضل الرازي ، ثنا جعفر بن عبد الله ، نا محمّد بن هارون ، نا سفيان ، نا أبي ـ يعني وكيع بن الجرّاح ـ نا سفيان ، عن عطاء بن السّائب قال : أتيت أم كلثوم بنت علي بشيء من الصدقة ، فردّتها وقالت : حدّثني مولى للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقال له مهران أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنّا أهل البيت لا تحل لنا الصدقة ، ومولى القوم منهم» [١٠٤٦].

رواه غير وكيع عن سفيان ، وقال : عن ميمون أو مهران.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا محمّد بن إسحاق ، أنا محمّد بن محمّد بن إبراهيم الورّاق ، نا أحمد بن محمّد بن عيسى ، نا أبو نعيم الفضل بن دكين ، ومحمّد بن كثير ، وأبو حذيفة ، قالوا : ثنا سفيان عن عطاء بن السّائب قال : أوصى إلى رجل بوصيّة من الزكاة أو الصدقة ، فأتيت أم كلثوم بنت علي ، فقالت : احذر شبابنا أن يأخذوا منها شيئا ، وانه حدّثني ميمون أو مهران أنه مرّ على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «يا ميمون ، أو يا مهران ، إنا قوم نهينا عن الصدقة ، وإن موالينا من أنفسنا ، ولا يأخذن من الصدقة» [١٠٤٤].

ورواه ابن مندة في موضع آخر عنه من غير شك.

أخبرنا أبو الفتح يوسف ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم الورّاق ، نا أحمد بن يحيى البرني ، نا أبو نعيم ، ومحمّد بن كثير ، وأبو حذيفة قالوا : ثنا سفيان بن سعيد ، عن عطاء بن السّائب قال : أتيت أم كلثوم بنت علي بشيء من الصدقة فردّتها وقالت : حدّثني مولى للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقال له مهران أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنا آل محمّد لا تحل لنا الصدقة ، ومولى القوم من أنفسهم» [١٠٤٨].

٢٥ ـ ومنهم : ميمون مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢) :

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا

__________________

(١) ترجمته في أسد الغابة ٤ / ٥٠٤ وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٣١ والإصابة ٣ / ٤٦٧.

(٢) انظر الذي قبله.

٢٨٤

عبد الله بن أحمد (١) ، حدّثني أبي ، ثنا عبد الرزّاق ، ثنا سفيان ، عن عطاء بن السّائب قال : حدثتني أم كلثوم ابنة علي قال : أتيتها بصدقة كانت أمر بها قالت : احذر شبابنا فإن ميمون أو مهران مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخبرني أنه مرّ على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال له : «يا ميمون ، أو يا مهران ، إنّا أهل البيت نهينا عن الصدقة ، وإن موالينا من أنفسنا ، ولا نأكل الصدقة» [١٠٤٩].

٢٦ ـ ومنهم : نافع مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢) :

أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، ثنا شجاع الصوفي ، أنا محمّد بن إسحاق ، أنا أحمد بن محمّد بن زياد ، نا محمّد بن عبد الملك بن مروان ، نا يزيد بن هارون ، أنا أبو مالك الأشجعي عن يوسف بن ميمون ، عن نافع مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «لا يدخل الجنّة شيخ زان ، ولا مسكين مستكبر ، ولا منّان بعمله على الله عزوجل» (٣) [١٠٥٠].

٢٧ ـ ومنهم (٤) : نفيع ، ويقال : مسروح أبو بكرة

مولى ثقيف ، يدلّى إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في حفارة الطائف في بكرة فكنّاه أبو بكرة ، وأعتقه ، فكان من مواليه.

يأتي ذكره في حرف النون إن شاء الله من هذا الكتاب.

٢٨ ـ ومنهم : واقد ، ويقال : أبو واقد مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٥) :

أنبأنا أبو سعد المطرّز ، وأبو علي الحدّاد ، قالا : أنا أبو نعيم ، نا ابن عمر ، وابن

__________________

(١) مسند الإمام أحمد ٤ / ٣٥.

(٢) ترجمته في أسد الغابة ٤ / ٥٢٥ والإصابة ٣ / ٥٤٧ وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٣١ والاستيعاب ٣ / ٥٤١ هامش الإصابة.

(٣) بهذا الإسناد ، ونقلا عن ابن عساكر ، أورده ابن كثير في السيرة ٤ / ٦٣١ وباختصار في أسد الغابة ، ومن طريق يزيد بن هارون في الإصابة وقال ابن حجر : أخرجه البخاري ومطين والحسن بن سفيان والبغوي وابن أبي داود وابن السكن وابن شاهين والطبراني وابن منده من طريق أبي سعيد الأشج.

(٤) ترجمته في أسد الغابة ٤ / ٥٧٨ وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٣٢ والإصابة ٣ / ٥٧١.

(٥) ترجمته في أسد الغابة ٤ / ٦٥٦ سيرة ابن كثير ٤ / ٦٣٢ والاستيعاب ٣ / ٦٣٩ والإصابة ٣ / ٦٢٨.

٢٨٥

حمدان ، نا الحسن بن سفيان ، نا محمّد بن يحيى بن عبد الكريم ، نا الحسين بن محمّد ، نا الهيثم بن حمّاد ، عن الحارث بن غسّان ، عن رجل من قريش من أهل المدينة ، عن زاذان (١) ، عن واقد مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أطاع الله فقد ذكر الله ، وإن قلّت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن ، ومن عصى الله فلم يذكره ، وإن كثرت صلاته وصيامه وتلاوته للقرآن» (٢) [١٠٥١].

أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنا شجاع بن علي ، أنا محمّد بن إسحاق ، أنا محمّد بن محمّد بن يعقوب ، نا القاسم بن يحيى بن نصر المخرمي ، نا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، نا الحسين بن محمّد ، عن الهيثم بن حمّاد ، عن الحارث بن غسّان ، عن زاذان (٣) ، عن أبي واقد مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم رفعه قال : «من أطاع الله فقد ذكره وإن كثر صلاته وصيامه وتلاوته القرآن» أسقط الرجل القرشي ، ونقص متن الحديث ، وأخال معناه وقال عن أبي واقد وقد قال في موضع آخر من كتابه واقد مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، روى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «من أطاع الله فقد ذكره» [١٠٥٢].

رواه الهيثم بن حمّاد ، عن الحارث بن غسّان ، عن زاذان (٣) إلى عمر عنه.

٢٩ ـ ومنهم : هرمز أبو كيسان مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ويقال : كيسان (٥) :

أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنا شجاع بن علي ، أنا محمّد بن إسحاق ، أنا أحمد بن مهران الفارسي ، نا الربيع بن سليمان ، نا أسد بن موسى ، نا ورقاء ، عن عطاء بن السّائب قال : دخلت على أم كلثوم فقالت : أن (٤) هرمز أو كيسان ، حدثنا أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «إنّا لا نأكل الصدقة» [١٠٥٣].

رواه علي بن عابس عن عطاء فقال : عن فاطمة بنت علي ، أو أم كلثوم ـ بالشك ـ ، وكنّى هرمز أبا كيسان.

__________________

(١) بالأصل : زادان بالدال المهملة والصواب عن أسد الغابة.

(٢) ذكره ابن كثير من طريق أبي نعيم الأصبهاني في السيرة ٤ / ٦٣٢ ومختصرا في أسد الغابة والإصابة.

(٣) بالأصل : زادان ، وقد مضى قريبا.

(٤) ترجمته في أسد الغابة ٤ / ٦١٧ سيرة ابن كثير ٤ / ٦٣٢ والإصابة ٣ / ٦٠٠ في «هرم» وترجم له في «كيسان».

(٥) بالأصل «أنت» والمثبت عن أسد الغابة.

٢٨٦

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية عبد الرّحمن بن أحمد بن الحسن ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمّد بن هارون ، نا أحمد بن عبد الرّحمن ، ثنا عمّي ـ يعني ابن وهب ـ نا علي بن عبّاس عن عطاء بن السّائب ، عن فاطمة بنت علي ، أو أم كلثوم بنت علي قالت (١) : سمعت مولى لنا يقال له هرمز يكنى أبا كيسان قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «إنّا أهل بيت لا تحل لنا الصدقة ، وإن موالينا من أنفسنا ، فلا تأكلوا الصدقة» [١٠٥٤].

كتب إليّ أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم بن الخطّاب بن الإسكندر ، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى السعدي ، أنا أبو عبد الله عبيد الله بن محمّد بن محمّد العكبري ، أنا عبد الله بن محمّد البغوي ، نا منصور بن أبي مزاحم ، نا أبو (٢) حفص الأبّار (٣) عن ابن أبي زياد عن معاوية بن قرّة قال : شهد بدرا عشرون مملوكا ، منهم مملوك للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقال له هرمز ، فأعتقه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقال : «إن الله تبارك وتعالى قد أعتقك ، وإن مولى القوم منهم ، وإنّا أهل بيت نبتلى بأكل الصدقة فلا تأكلها» (٤) [١٠٥٥].

قال البغوي : أنا منصور بهذا الحديث عن الأبّار عن زياد بن أبي زياد ، وترك يزيد ، وقال عن ابن أبي زياد.

٣٠ ـ ومنهم : هشام مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٥) :

أخبرنا أبو بكر الفرضي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنبأ أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن محمّد بن الفهم ، أنا محمّد بن سعد :

أخبرنا سليمان بن عبد الله الرقّي ، نا محمّد بن أيوب الرقّي ، عن سفيان ، عن عبد الكريم ، عن أبي الزبير ، عن هشام مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : جاء رجل إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله ، إن امرأتي لا تدفع يد لامس (٦) قال : «طلقها» ، قال : إنها

__________________

(١) بالأصل : قال.

(٢) كتبت فوق الكلام بخط مغاير.

(٣) عن سيرة ابن كثير ، وبالأصل : «الأبان» خطأ.

(٤) سيرة ابن كثير ٤ / ٦٣٣.

(٥) ترجمته في أسد الغابة ٤ / ٦٢٤ وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٣٣ والإصابة ٣ / ٦٠٦.

(٦) مضطربة بالأصل ورسمها : «بدلا مبين» والصواب ما أثبت : «يد لامس» عن أسد الغابة وسيرة ابن كثير.

٢٨٧

تحبني ، قال : «فتمتع بها» (١) [١٠٥٦].

أخبرنا عاليا أبو الفتح الماهاني ، أنبأ شجاع بن علي ، أنا محمّد بن إسحاق ، أنا أبو عمرو مولى بني هاشم ، نا محمّد بن مسلم بن زرارة ، نا سليمان بن عبد الله الرقّي ، نا محمّد بن أيوب الرقّي ، عن سفيان الثوري ، عن عبد الكريم ، عن أبي الزبير عن هشام مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : إن لي امرأة لا تدفع يد لامس ، قال : «طلقها» ، قال : إنها تعجبني ، قال : «تمتع بها».

قال ابن مندة : رواه جماعة عن الثوري عن عبد الكريم. قال : أخبرني أبو الزبير عن مولى بني هاشم (٢) عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم. ورواه عبيد الله بن عمرو عن عبد الكريم عن أبي الزبير عن جابر [١٠٥٧].

٣١ ـ ومنهم : يسار مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٣) :

أخبرنا أبو بكر الفرضي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر محمّد بن العبّاس ، نا عبد الوهّاب بن أبي حيّة ، نا محمّد بن شجاع الثلجي ، نا محمّد بن عمر بن واقد (٤) ، حدّثني عبد الله بن جعفر ، عن ابن عون ، عن يعقوب ، عن عتبة قال : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من المدينة إلى قرارة الكدر (٥) وكان الذي هاجه على ذلك أنه بلغه أن بها جمعا من غطفان وسليم ، فسار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إليهم ، وأخذ عليهم الطريق حتى جاء فرأى آثار النعم ومواردها ، ولم يجد [في] المجال (٦) أحدا ، فأرسل في أعلى الوادي نفرا من أصحابه ، واستقبلهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في بطن الوادي ، فوجد رعاء فيهم غلام يقال له يسار ، فسألهم عن الناس ، فقال يسار : لا علم لي بهم ، إنما أورد لخمس وهذا يوم

__________________

(١) نقله بهذا السند ابن كثير في السيرة ٤ / ٦٣٣ ومن طريق أبي الزبير في أسد الغابة.

(٢) لم يسمه هنا.

(٣) ترجمته في أسد الغابة ٤ / ٧٣٨ وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٣٣ والإصابة ٣ / ٦٦٦ والاستيعاب ٣ / ٦٦٨ هامش الإصابة.

(٤) مغازي الواقدي ١ / ١٨٢ ـ ١٨٣ وانظر ابن سعد ٢ / ٣١.

(٥) ويقال : قرقرة الكدر ، وهي بناحية معدن بني سليم قريب من الأرحضية وراء سد معونة وبين المعدن وبين المدينة ثمانية برد (ابن سعد ٢ / ٣١).

(٦) بالأصل : المحال والصواب عن الواقدي ، والزيادة السابقة عنه أيضا.

٢٨٨

ربعي ، والناس قد ارتبعوا إلى المياه ، وإنما نحن عزّاب (١) في النعم ، فانصرف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقد ظفر بنعم ، فانحدر إلى المدينة حتى إذا صلّى الصبح إذا هو بيسار فرآه يصلّي ، فأمر القوم أن يقتسموا غنائمهم ، فقال القوم : يا رسول الله ، إن أقوى لنا أن نسوق النعم جميعا ، فإن فينا من يضعف عن حظه الذي يصير له ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اقتسموا» ، فقالوا : يا رسول الله إن كان إنما بك العبد الذي رأيته يصلّي فنحن نعطيكه في سهمك ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «قد طبتم به نفسا» قالوا : نعم ، فقبله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأعتقه ، وارتحل الناس ، فقدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم واقتسموا غنائمهم ، فأصاب كل رجل منهم سبعة أبعرة ، وكان القوم مائتين [١٠٥٨].

يسار هو الذي قتله العرنيون.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنا شجاع بن علي ، أنا محمّد بن إسحاق قال : يسار الراعي ، له ذكر في حديث رواه محمّد بن الوليد الزبيدي عن محمّد بن طلحة ، عن موسى بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أبي سلمة ، عن سلمة بن الأكوع أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان له غلام يقال له يسار فنظر إليه يحسن الصلاة (٢).

حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن هاشم ، نا عثمان بن خرّزاذ (٣) عنه.

٣٢ ـ ومنهم : أبو الحمراء ، واسمه هلال بن الحارث السّهميّ (٤) :

أصابه سبيا ، خدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قرأت على أبي الحسن علي بن أبي البركات عمر بن إبراهيم الزيدي ـ بالكوفة ـ أنا أبو القاسم الحسين بن محمّد بن سلمان ، أنا أبو القاسم زيد بن جعفر أبو هاشم العلوي ،

__________________

(١) بالأصل «عراب» والصواب عن مغازي الواقدي ، وفي اللسان : عزب الرجل بإبله إذا رعاها بعيدا من الدار التي حلّ بها الحي.

(٢) قصة قتله مشهورة ، انظر تفسير ابن كثير ٣ / ٨٩ ـ ٩٤ في تفسير الآية ٣٣ من سورة المائدة. وانظر الإصابة ٣ / ٦٦٦ وقد فرق ابن حجر بين يسار المتقدم في الحديث الأول وبين يسار الذي قتله العرنيون ، ثم خلص إلى احتمال أن يكونا واحدا. لكنه وضع لكل منهما ترجمة مستقلة.

(٣) بالأصل : حرزاد ، والصواب ما أثبت وضبط.

(٤) ترجمته في أسد الغابة ٤ / ٦٣١ وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٣٤ والإصابة ٣ / ٦٠٧ في هلال ، وأعاده في باب الكنى.

٢٨٩

وأبو الحسن محمّد بن يعلى الكسائي ، قالا : أنا أبو جعفر محمّد بن علي بن دحيم ، نا أحمد بن حازم ، أنا عبد الله بن موسى ، والفضل بن دكين ، عن يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي داود القاصّ عن أبي الحمراء قال : رابطت المدينة سبعة أشهر كيوم ، فكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يأتي باب علي وفاطمة كل غداة فيقول : «الصّلاة ، الصّلاة ، (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(١)» (٢) [١٠٥٩].

قال : وأنا عبد الله بن موسى ، والفضل بن دكين ـ واللفظ له ـ عن يونس بن أبي إسحاق ، عن أبي داود ، عن أبي الحمراء قال : مرّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم برجل عنده طعام في وعاء ، فأدخل يده فيه فقال : «غششته ، من غشنا فليس منا» (٣) [١٠٦٠].

أخبرنا أبو بكر وجيه الشّحّامي ، أنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك بن علي المؤذّن ، أنا أبو الحسن علي بن محمّد بن السّقّاء ، وأبو محمّد عبد الرّحمن بن محمّد بن أحمد بن بالوية ، قالا : نا أبو العباس الأصم قال : سمعت العباس بن محمّد الدوري بن محمّد ، سمعت يحيى بن معين يقول : أبو الحمراء صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم اسمه هلال بن الحارث ، وكان يكون بحمص ، قال يحيى : وقد رأيت بها غلاما من ولده.

أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلّم الفقيه الفرضي.

قال : نا أبو بكر محمّد بن عبد العزيز بن أحمد الصوفي ـ لفظا ـ قال : قرأت على أبي المعمّر المسدّد بن علي بن العبّاس الأملوكي الحمصي قلت له : أخبركم أبو طالب ، نا علي بن عبد الله ، نا أبو القاسم عبد الصّمد بن سعيد القاضي قال : أبو الحمراء السّلمي ، له صحبة ، مرّ به النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهو يحفر بئرا ، أخبرني بذلك المتوكّل بن محمّد الأشجعي ، وولده بحمص أعرفهم ، وحدّثني عمرو بن إسحاق بن إبراهيم أن اسم أبي الحمراء هلال بن الحارث بن ظفر الأسلمي ، منزله خارج حمص (٤).

قال : ونا عبد الصّمد ، نا حفص بن عمر الرافقي ، نا موسى بن إسماعيل المنقري ،

__________________

(١) سورة الأحزاب ، الآية : ٣٣.

(٢) نقله ابن كثير في السيرة من طريق ابن دحيم ، وابن الأثير في أسد الغابة من طريق أبي إسحاق السبيعي.

(٣) سيرة ابن كثير ٤ / ٦٣٤.

(٤) سيرة ابن كثير ٤ / ٦٣٤.

٢٩٠

نا أبو هلال الرّاسبي ، عن جابر بن أبي الوازع قال : قال سمرة بن جندب : أبو الحمراء من الموالي (١).

٣٣ ـ ومنهم : أبو سلمى راعي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ويقال : أبو سلام ، واسمه حريث (٢) :

أخبرنا أبو غالب بن البنّا ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، وأبو القاسم عيسى بن علي الوزير.

وأخبرنا أبو نصر (٣) أحمد بن محمّد بن عبد القاهر الفقيه ، وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن السمرقندي ، وأبو المحاسن محمّد بن الحسين بن محمّد بن الطبري ، قالوا : أنا أحمد بن محمّد بن النقور ، أنبأ أبو القاسم عيسى بن علي الوزير قال كل واحد منهما : أنا عبد الله ـ يعني البغوي ـ نا كامل ـ هو ابن طلحة ـ نا عبّاد بن عبد الصّمد ، نا أبو سلمى راعي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من لقي الله فشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا رسول الله ، وآمن بالبعث والحساب دخل الجنّة» ، قلنا : أنت سمعت هذا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فأدخل اصبعيه في أذنيه فقال : أنا سمعت هذا منه غير مرة ، ولا مرتين ، ولا ثلاث ، ولا أربع (٤) [١٠٦١].

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو سعد محمّد بن عبد الرّحمن ، أنا أبو بكر محمّد بن محمّد بن أحمد الطرازي ، أنا البغوي ، نا كامل بن طلحة الجحدري (٥) ، نا عبّاد بن عبد الصّمد ، حدّثنا راعي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من شهد أن لا

__________________

(١) سيرة ابن كثير ٤ / ٦٣٤.

(٢) ترجمته في أسد الغابة ٥ / ١٥٣ وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٣٤ وفيها أبو سلمة ، والإصابة ٤ / ٩٤ والاستيعاب ٤ / ٩٤ هامش الإصابة.

قال ابن كثير : سلمى : ضبطه ابن الفرضي بالضم ، وهو الصحيح.

وضبط بالقلم في المختصر بالفتح.

(٣) سقطت من الأصل وكتبت فوق الكلام بين السطرين.

(٤) نقله ابن الأثير في أسد الغابة من طريق أحمد بن محمد بن عبد القاهر ، وابن كثير في السيرة من طريق البغوي.

(٥) بالأصل : الخدري ، والصواب عن أسد الغابة ، وانظر ترجمته في سير الأعلام ١١ / ١٠٧.

٢٩١

إله إلّا الله وأنّ محمّدا عبده ورسوله ، وآمن بالبعث والحساب دخل الجنّة» ، فقلنا له : أنت سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فأدخل اصبعيه في أذنيه وقال : نعم ، أنا سمعته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا مرة ، ولا مرتين ، ولا ثلاثا ، ولا أربعا [١٠٦٢].

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي البزار قال : قرئ على أبي الحسن علي بن إبراهيم بن عيسى المقرئ ـ وأنا حاضر ـ نا أبو بكر محمّد بن إسماعيل بن العبّاس الورّاق ـ إملاء ـ نا عبد الله بن محمّد بن عبد العزيز ، نا أبو يحيى كامل بن طلحة الجحدري (١) ، نا أبو معمر عبّاد بن عبد الصّمد ، نا راعي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من لقي الله يشهد أن لا إله إلّا الله وأنّ محمّدا عبده ورسوله ، وآمن بالبعث والحساب دخل الجنّة» ، قلنا : أنت سمعت هذا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم؟ فأدخل إصبعيه في أذنيه وقال : أنا سمعت هذا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، لا مرّة ، ولا مرتين ، ولا ثلاثا ، ولا أربعا (٢) [١٠٦٣].

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن الخطّاب ـ في كتابه ـ أنا محمّد بن أحمد بن عيسى ، أخبرنا عبد الله بن محمّد العكبري ، أنا عبد الله بن محمّد البغوي ، حدّثني عمر ـ يعني ابن عبد العزيز ـ ثنا سليمان بن أحمد قال : زعموا أن اسم أبي سلمى راعي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حريث.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنا شجاع بن علي الصوفي ، أنا محمّد بن إسحاق قال : حريث راعي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، عداده في الشاميين ، سمّاه حنبل بن إسحاق عن سليمان بن أحمد الواسطي ، فذلك سمّاه ابن أبي عاصم في الأحاديث.

٣٤ ـ ومنهم : أبو صفية مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٣) :

كتب إليّ أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن إبراهيم ، أنا محمّد بن أحمد بن عيسى السعدي ، أنا أبو عبد الله بن محمّد العدوي ، أنا أبو القاسم عبد الله بن محمّد البغوي ،

__________________

(١) بالأصل : الخدري ، والصواب عن أسد الغابة ، وانظر ترجمته في سير الأعلام ١١ / ١٠٧.

(٢) قال ابن كثير : لم يورد له ابن عساكر سوى هذا الحديث ، وقد روى له النسائي في اليوم والليلة آخر ، وأخرج له ابن ماجة ثالثا.

(٣) ترجمته في أسد الغابة ٥ / ١٧٥ الإصابة ٤ / ١٠٩ وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٣٥.

٢٩٢

نا أحمد بن المقدام ، نا معتمر ، نا أبو كعب (١) عن جده بقية ، عن أبي صفية مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أنه كان يوضع له نطع (٢) [ويجاء بزنبيل (٣) فيه حصى فيسبّح به إلى نصف النهار ، ثم يرفع فإذا صلّى الأولى سبّح حتى يمسي](٤).

٣٥ ـ ومنهم : أبو ضمرة (٥) :

والد ضميرة ، وزوج أم ضميرة مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو بكر الفرضي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسن بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، نا إسماعيل بن عبد الله بن أبي أويس المدني ، حدّثني حسين بن عبد الله بن أبي ضميرة (٦) أن الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأبي ضمرة (٧) :

بسم الله الرحمن الرحيم.

كتاب من محمّد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأبي ضميرة (٨) وأهل بيته ، إنهم كانوا أهل بيت من العرب ، وكانوا مما أفاء الله على رسوله فأعتقهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم خيّر أبا ضميرة (٨) إن أحب أن يلحق بقومه ، فقد أذن له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وإن أحبّ أن يمكث مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيكونون (٩) من أهل بيته ، فاختار الله ورسوله ، ودخل في الإسلام ، فلا

__________________

(١) كذا بالأصل وسيرة ابن كثير ، وفي الإصابة : أبيّ بن كعب.

(٢) النطع : بساط من الأديم ، وهو الجلد.

(٣) الزبيل والزنبيل : الجراب.

(٤) ما بين معكوفتين مكانها بياض بالأصل وقد انتهى الحديث عند كلمة نطع ، وقد وضع فوقها علامة تحويل إلى الهامش لكنه لم يذكر شيئا عليه ، والعبارة المستدركة عن سيرة ابن كثير ٤ / ٦٣٥ وانظر المختصر لابن منظور ٢ / ٣١٣ والإصابة ٤ / ١١٠.

(٥) كذا بالأصل ضمرة ، وفي المختصر وأسد الغابة ٥ / ١٧٧ وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٣٤ والإصابة ٤ / ١١١ أبو ضميرة.

(٦) بالأصل : بن أبي ضمرة ، والمثبت عن أسد الغابة.

(٧) كذا ، ومرّ في مصادر ترجمته : أبو ضميرة ، والكتاب في مكاتيب الرسول للأحمدي ٢ / ٣٥١ وانظر مصادره فيه. وصوّبنا الكتاب عن مصادره ، وانظر سيرة ابن كثير ٤ / ٦٣٥ والإصابة ٤ / ١١١.

(٨) بالأصل : لأبي ضمرة ، انظر الحاشية السابقة.

(٩) كذا ، والصواب فيكونوا ، لأنها مجزومة.

٢٩٣

يعرض لهم أحدا إلّا بخير ، ومن لقيهم من المسلمين فليستوص بهم خيرا ، وكتب (١) أبيّ بن كعب.

قال إسماعيل بن أبي أويس : فهو مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو أحد حمير ، وخرج قوم منهم في سفر ومعهم هذا الكتاب فعرض لهم اللصوص فأخذوا ما معهم ، فأخرجوا هذا الكتاب إليهم وأعلموهم ما فيه ، فقرءوه فردوا عليهم ما أخذوا منهم ولم يعرضوا لهم (٢).

ووفد حسين بن عبد الله بن ضميرة (٣) إلى المهدي أمير المؤمنين وجاء معه بكتابهم هذا فأخذه المهدي فوضعه على بصره (٤) وأعطى حسينا ثلاثمائة دينار.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا أبو منصور العقيلي ، أنا أبو عبد الله بن مندة قال : أبو ضمرة (٥) مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٣٦ ـ ومنهم : أبو عبيد مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٦) :

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٧) [حدثني أبي](٨) ، نا عفّان ، نا أبان العطّار ، نا قتادة ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي عبيد : أنه طبخ لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قدرا فيها لحم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

«ناولني ذراعها» ، فناولته ، فقال له : «ناولني ذراعها» [فناولته ،](٩) فقال : يا نبي الله كم للشاة من ذراع؟ قال : «والذي نفسي بيده لو سكت لأعطيك (١٠) ذراعا ما دعوت به» [١٠٦٤].

__________________

(١) بالأصل : وكتب إلى أبي ، حذفنا : إلى ، لأنها مقحمة. انظر سيرة ابن كثير ومكاتيب الرسول.

(٢) الخبر نقله ابن كثير في السيرة ٤ / ٦٣٦.

(٣) بالأصل : بن أبي ضمرة ، والمثبت عن أسد الغابة.

(٤) في أسد الغابة : ووضعه على عينيه وقبّله.

(٥) كذا ، وقد تقدم ما فيه ، والظاهر أنه أبو ضميرة.

(٦) ترجمته في سيرة ابن كثير ٤ / ٦٣٦ وأسد الغابة ٥ / ٢٠٤ والإصابة ٤ / ١٣١ والاستيعاب ٤ / ١٢٩ هامش الإصابة.

(٧) مسند الإمام أحمد ٣ / ٤٨٤ ـ ٤٨٥.

(٨) ما بين معكوفتين زيادة عن المسند ، ومكانها بالأصل : حبشي.

(٩) زيادة عن المسند.

(١٠) كذا ، وفي المسند : «لأعطتك» ومثله في أسد الغابة ، وفي سيرة ابن كثير : لأعطيتني.

٢٩٤

كذا قال ، والصواب لا أعطيتني.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنا شجاع بن علي ، نا محمّد بن إسحاق بن بندار قال : قال أبو عبيد له صحبة ، قال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ناولني الذراع» [١٠٦٥].

روى حديثه مسلم بن إبراهيم ، عن أبان بن يزيد ، عن قتادة ، عن شهر بن حوشب عنه.

قال ابن مندة : أخبرنا محمّد بن عبد الله بن معروف ، نا البرني عنه.

٣٧ ـ ومنهم : [أبو](١) عسيب مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢) :

أخبرنا أبو العلاء عيسى بن محمّد بن عيسى الشوكاني القاضي ـ بشوكان (٣) ـ من ناحية خابران من نواحي أبيورد من خراسان ـ ثنا أبو المظفر منصور بن محمّد بن عبد الجبّار السمناني ـ إملاء بمرو ـ أنبأ أبو غانم أحمد بن علي بن الحسين الكراعي ، أنا أبو العباس عبد الله بن الحسين بن الحسن النضري ، نا الحارث بن أبي أسامة ، نا يزيد بن هارون ، نا مسلم بن عبيد أبو نصيرة (٤) قال : سمعت أبا عسيب مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : «أتاني جبريل عليه‌السلام بالحمّى والطاعون ، فأمسكت الحمّى بالمدينة وأرسلت الطاعون إلى الشام ، فالطاعون شهادة لأمّتي ورحمة لهم ورجس على الكافر» (٥) [١٠٦٦].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا محمّد بن يعقوب ، نا محمّد بن إسحاق الصاغاني ، نا يونس بن محمّد ، نا حشرج بن نباتة ، حدّثني أبو نصيرة البصري ، عن أبي عسيب مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

__________________

(١) زيادة عن مصادر ترجمته.

(٢) ترجمته في أسد الغابة ٥ / ٢١٥ الإصابة ٤ / ١٣٣ وانظر فيها مختلف الأقوال في كنيته ، وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٣٦ والاستيعاب ٤ / ١٤٠ هامش الإصابة.

(٣) شوكان بالفتح ثم السكون ، بليدة من ناحية خابران بين سرخس وأبيورد (ياقوت).

(٤) في سيرة ابن كثير : أبو نضرة ، خطأ. وفي الإصابة : أبو بصيرة.

(٥) أخرجه الإمام أحمد في المسند ٥ / ٨١ وبهذا السند ذكره ابن كثير في السيرة ٤ / ٦٣٧ وأسد الغابة ٥ / ٢١٤ ولم يسنده.

٢٩٥

خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ليلا ، فمرّ بي ، فدعاني ، فخرجت إليه ، ثم مرّ بأبي بكر فدعاه ، فخرج إليه ، ثم مرّ بعمر فدعاه ، فخرج إليه ، ثم انطلق يمشي حتى دخل حائطا لبعض الأنصار ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لصاحب الحائط : «أطعمنا بسرا» ، فجاء به ، فوضعه ، فأكل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأكلوا جميعا ، ثم دعا بماء فشرب منه ، ثم قال : «إنّ هذا النعيم لتسألنّ يوم القيامة عن هذا» ، فأخذ عمر العذق فضرب به الأرض ثم تناثر البسر ، ثم قال : يا نبي الله إنا لمسئولون عن هذا يوم القيامة؟ قال : «نعم ، إلّا من ثلاثة : خرقة يستتر (١) بها الرجل عورته ، أو كسرة يسدّ بها جوعته ، أو حجر يدخل فيها ـ يعني من الحرّ والقرّ» [١٠٦٧].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أبو بكر القطيعي ، نا عبد الله بن أحمد (٢) ، حدّثني أبي ، نا بهز وأبو كامل ، قالا : ثنا حمّاد بن سلمة ، عن أبي عمران يعني الجوني ، عن أبي عسيب ـ أو أبي عسيم (٣) ـ قال بهز :

إنه شهد الصلاة على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قالوا : كيف نصلي عليه؟ قال : ادخلوا أرسالا (٤) أرسالا ، قال : فكانوا يدخلون من هذا الباب فيصلّون عليه ثم يخرجون من الباب الآخر ، قال : فلما وضع في لحده صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال المغيرة : وقد بقي من رجليه شيء لم يصلحوه ، قالوا : فادخل فأصلحه فدخل وأدخل يده ، فمسّ قدميه ، فقال : أهيلوا علي التراب ، فأهالوا عليه حتى بلغ أنصاف ساقيه ، ثم خرج فكان يقول : أنا أحدثكم عهدا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أنبأنا أبو نصر محمّد بن الحسين بن البنّا ، وأبو طالب عبد القادر بن محمّد بن يوسف ، قالا : أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ـ إجازة ـ أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن فهم ، نا ابن سعد ، أنا أبو موسى بن إسماعيل قال : حدّثنا مسلمة بنت رئاب (٥) الفريعية قالت : سمعت ميمونة بنت أبي عسيب قالت : كان أبو عسيب

__________________

(١) كذا ، وفي سيرة ابن كثير : يستر.

(٢) مسند أحمد ٥ / ٨١.

(٣) له ترجمة في أسد الغابة ٤ / ٢١٤ ، ونقل ابن الأثير هذا الحديث ـ نقلا عن عبد الله بن أحمد ـ في ترجمته وانظر الإصابة ٤ / ١٣٤.

(٤) أي جماعات.

(٥) في سيرة ابن كثير : أبان.

٢٩٦

يواصل بين ثلاث في الصيام ، وكان يصلي الضحى قائما فعجز فكان يصلي قاعدا ، أو كان يصوم البيض ، قالت : وكان في سريره جلجل (١) فيعجز صوته حتى تناديها به ، فإذا حرّكه جاءت.

٣٨ ـ ومنهم : أبو كبشة (٢) ، يقال : اسمه سليم مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

شهد معه بدرا ، وكان من مولّدي أرض دوس.

أخبرنا أبو محمّد بن الأكفاني ، أنا أبو بكر الخطيب ، أنا أبو الحسين محمّد بن الحسين بن محمّد القطّان ، أنا أبو بكر محمّد بن عبد الله العبدي ، نا القاسم بن عبد الله بن المغيرة الجوهري ، نا إسماعيل بن أبي أويس ، نا إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة ، عن عمّه موسى بن عقبة.

ح وأخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنا شجاع بن علي ، أنا محمّد بن إسحاق ، أنا علي بن أحمد بن إسحاق ، ثنا جعفر بن سليمان ، نا إبراهيم بن المنذر ، عن محمّد بن فليح ، عن موسى بن عقبة قال : قال ابن شهاب الزهري وكان ممن شهد بدرا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أبو كبشة مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو أحمد بن محمّد بن النّقّور ، أنا محمّد بن العبّاس المخلّص ، أنا رضوان بن أحمد بن جالينوس.

ح وأخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنا شجاع بن علي الصّوفيّ ، أنا محمّد بن إسحاق بن مندة ، أنا أحمد بن محمّد بن زياد ، ومحمّد بن يعقوب ، قالوا : أنبأ أحمد بن عبد الجبّار ، نا يونس بن بكير ، عن محمّد بن إسحاق : في تسمية من شهد بدرا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أبو كبشة مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٣).

وأخبرنا أبو بكر الفرضي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، أنا الحسين بن محمّد بن الفهم ، نا محمّد بن سعد ، نا محمّد بن

__________________

(١) بالأصل مهملة بدون نقط ، والمثبت عن مختصر ابن منظور وسيرة ابن كثير.

(٢) ترجمته في أسد الغابة ٥ / ٢٦١ السيرة لابن كثير ٤ / ٦٣٧ الإصابة ٤ / ١٦٥ والاستيعاب ٤ / ١٦٤ على هامش الإصابة.

(٣) سيرة ابن هشام ٢ / ٣٣٤ وأسد الغابة ٥ / ٢٦١.

٢٩٧

عمر ، نا محمّد بن صالح بن عمران بن مناح قال : لما هاجر أبو كبشة مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى المدينة نزل على كلثوم بن الهدم ، قال محمّد بن صالح ، وأمّا عاصم بن عمر بن قتادة فقال : نزل على سعد بن خيثمة :

قال محمّد بن عمر : شهد أبو كبشة مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بدرا ، وأحدا والمشاهد كلها ، وتوفي أوّل يوم استخلف فيه عمر بن الخطّاب ، وذلك يوم الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة (١).

قال محمّد بن سعد : أبو كبشة مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من مولّدي أرض دوس.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد بن بيري ـ إجازة ـ أنا محمّد بن الحسين الزعفراني ، نا ابن أبي خيثمة قال : أخبرني مصعب قال : وأبو كبشة مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، واسمه سليم ، وكان من مولّدي أرض دوس ، وشهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها ، وتوفي أوّل يوم استخلف عمر بن الخطّاب سنة ثلاث عشرة من الهجرة ـ وفي رواية المفضّل : والمشاهد ـ وتوفي في ولاية عمر بن الخطّاب.

أخبرنا أبو غالب الماوردي ، أنا أبو الحسين السيرافي ، أنا أبو عبد الله أحمد بن إسحاق النهاوندي ، نا أحمد بن عمران الأشناني ، نا موسى بن زكريا ، نا خليفة بن خيّاط قال (٢) : وفي سنة ثلاث وعشرين مات أبو كبشة مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٣٩ ـ ومنهم : أبو مويهبة مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٣) :

أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنا شجاع بن علي ، أنا محمّد بن إسحاق ، أنا أحمد بن محمّد بن زياد ، ومحمّد بن يعقوب ، قالا : أنا أحمد بن عبد الجبّار ، نا يونس بن بكير ، عن محمّد بن إسحاق (٤) ، حدّثني عبد الله بن عمر (٥) بن ربيعة ـ يعني

__________________

(١) انظر الاستيعاب وسيرة ابن كثير.

(٢) تاريخ خليفة بن خياط ص ١٥٦.

(٣) ترجمته في أسد الغابة ٥ / ٣٠٩ وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٤٠ والإصابة ٤ / ١٨٨ والاستيعاب ٤ / ١٨٠ هامش الإصابة.

(٤) الخبر في سيرة ابن هشام ٤ / ٢٩١ ـ ٢٩٢.

(٥) في السيرة : وحدثني عبد الله بن عمر عن عبيد بن جبير مولى الحكم. وسينبه المصنف إلى أن الصواب : جبير.

٢٩٨

القبلي ـ عن عبيد بن حنين مولى الحكم بن أبي العاص ، عن عبد الله بن [عمرو بن](١) العاص ، عن أبي مويهبة مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : أهبّني (٢) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الليل فقال : «يا أبا مويهبة إني قد أمرت أن أستغفر لأهل هذا البقيع فانطلق معي» ، فخرجت معه حتى أتينا البقيع ، فرفع يديه فاستغفر لهم طويلا ثم قال : «ليهن (٣) لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح الناس فيه ، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع آخرها أوّلها ، الآخرة شرّ من الأولى ، يا أبا مويهبة إني قد أعطيت (٤) مفاتيح خزائن الدنيا والخلد فيها ثم الجنّة فقال : الله يا أبا مويهبة لقد اخترت لها ربي عزوجل ثمّ الجنّة» ، وانصرف رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما أصبح ابتدئ بوجعه الذي قبضه الله عزوجل فيه [١٠٦٨].

كذا قال ابن حنين ، وإنما هو ابن جبير.

أخبرنا على الصواب أبو القاسم هبة الله بن أحمد الواسطي ، أنا أبو بكر أحمد بن علي الخطيب ، أنا الحسن بن أحمد بن إبراهيم ، أنا محمّد بن عبد الباقي الشافعي ، نا محمّد بن إسماعيل السّلمي ، ثنا عمر بن عبد الوهّاب الرياحي ، نا إبراهيم بن سعد ، عن أبي إسحاق ، عن عبد الله بن عمرو العبلي (٥) ، عن عبيد بن جبير مولى الحكم بن أبي العاص عن عبد الله بن عمرو بن العاص ، عن أبي مويهبة مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

طرقني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذات ليلة فقال : «يا أبا مويهبة انطلق ، فإني قد أمرت أن استغفر لأهل البقيع» ، فانطلقت معه ، فلما أتى البقيع قال : «السّلام عليكم يا أهل البقيع ، ليهن لكم ما أصبحتم فيه ، لو تعلمون مما أنجاكم الله منه ، أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم ، يتبع أوّلها آخرها» ، ثم قال : «يا أبا مويهبة ، إن الله خيّرني أن يؤتيني خزائن الأرض والخلد فيها ، ثم الجنّة وبين لقاء ربي» ، فقلت : بأبي وأمّي .... (٦) مفاتيح الأرض والخلد فيها ثم الجنّة ، قال : «كلا يا أبا مويهبة ، لقد اخترت لقاء ربّي» ، ثم استغفر لأهل

__________________

(١) الزيادة عن سيرة ابن هشام.

(٢) في ابن هشام : بعثني.

(٣) أي ليهنأ ، وهي عبارة ابن هشام.

(٤) في ابن هشام : أوتيت.

(٥) كذا ورد هنا عبد الله بن عمرو العبلي ، وفي الإصابة : عبد الله بن عمرو بن ربيعة العقيلي ، وقد مضى في الخبر السابق : عبد الله بن عمر بن ربيعة.

(٦) كلمة غير واضحة بالأصل.

٢٩٩

البقيع وانصرف ، فلما أصبح بدأه شكواه الذي قبض فيه [١٠٦٩].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (١) ، حدّثني أبي أبو النضر (٢) [حدثنا](٣) الحكم بن فضيل ، نا يعلى بن غطاء ، عن عبيد بن جبير ، عن أبي مويهبة مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

أمر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن يصلّي على أهل البقيع ، فصلّى عليهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ثلاث مرّات ، فلما كانت الثانية قال : «يا أبا مويهبة اسرج لي دابتي» قال : فركب ومشيت حتى انتهى إليهم ، فنزل عن دابته ، فأمسكت الدابة ووقف عليهم ، أو قال : قام عليهم ، فقال : «ليهنكم ما أنتم فيه مما فيه الناس ، أتت الفتن كقطع الليل ، يركب بعضها بعضا ، الآخرة أشد من الأولى ، فليهنكم ما أنتم فيه» ، ثم رجع فقال : «يا أبا مويهبة إنّي أعطيت ، أو قال :

خيّرت ـ مفاتيح ما يفتح على أمّتي من بعدي والجنّة أو لقاء ربّي» قال : فقلت : بأبي وأمّي يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبرنا ، قال : «لأن ترد على عقبها ما شاء الله ، فاخترت لقاء ربّي» ، فما لبث بعد ذلك إلّا سبعا أو ثمانيا حتى قبض فقال أبو النّضر (٣) مرة : ترد على عقبيها [١٠٧٠].

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن أحمد بن الخطاب ، أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى ، أنا عبد الله بن محمّد بن بطّة ، أنا أبو القاسم البغوي قال : روى هذا الحديث محمّد بن إسحاق عن العبلي (٤) عن عبيد الله (٥) بن جبير مولى الحكم بن أبي العاص ، وهو صحيح هكذا ، ومن قال عبيد بن حنين (٦) فقد صحف فيه عبيد بن جبير غير هذا ، وقد روي عن إسحاق بإسناد آخر.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنا شجاع بن علي ، أنا محمّد بن إسحاق ، أنا أحمد بن محمّد بن عبدوس النيسابوري ، عن عثمان بن سعيد الدارمي ، نا أبو الأصبغ عبد العزيز بن يوسف ، نا محمّد بن سلمة ، عن محمّد بن إسحاق ، عن أبي مالك بن

__________________

(١) مسند الإمام أحمد ٣ / ٤٨٨.

(٢) عن مسند أحمد ، وبالأصل : أبو النصر.

(٣) زيادة عن المسند.

(٤) كذا ، وانظر ما تقدم فيه قريبا.

(٥) كذا ، وقد تقدم : «عبيد بن حنين» مرة ، وصوبه المصنف : عبيد بن جبير.

(٦) بالأصل : حبين ، والمثبت هو ما ورد في رواية سابقة ، وكلاهما خطأ فالصواب كما مرّ : جبير.

٣٠٠