تاريخ مدينة دمشق - ج ٤

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٤

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٩٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

٧ ـ ومنهم (١) : رافع ، ويقال : أبو رافع (٢) :

كان مولى لسعيد فأعتق بعض بنيه نصيبه ، واستشفع بالنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم على من لم يعتق منهم فوهبه نصيبه فأعتقه صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أنا أبو سعد محمّد بن الحسين بن أبي علانة (٣) ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا أبو إسحاق إبراهيم بن حمّاد بن إسحاق بن إسماعيل بن حمّاد بن زيد ، نا أبي ، نا هارون بن مسلم ، نا محمّد بن عمر ، حدّثني عتبة بن جبيرة الأشهلي ، قال :

كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم أن افحص لي عن أسماء خدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الرجال والنساء ، ومواليه ، فكتب إليه يخبره ، قال : وكان رافع غلاما لسعيد بن العاص فورثه ولده ، فأعتق بعضهم في الإسلام ، وتمسّك ببعض فجاء رافع إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يستعين به على من لم يعتق حتى يعتقه ، فكلّمه يومئذ فيه فوهبه له ، فأعتقه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فكان يقول : أنا مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

وهكذا رواه محمّد بن سعد كاتب الواقدي ، عن محمّد بن عمر الواقدي (٤).

أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنا شجاع بن علي ، أنا (٥) أبو عبد الله بن معمر عن ابن مندة قال (٥) :

أبو رافع ، أبو البهيّ (٦) مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، روى عنه عبد الله بن عمر ، وروى ابن عيينة عن عمرو بن دينار ، عن محمّد بن عمرو ، عن عمرو بن سعيد (٧) بن العاص أن عبدا كان لسعيد بن العاص وغيره أعتق كل واحد منهم نصيبه إلّا واحد ، فذهب إلى

__________________

(١) ورد قبله في مختصر ابن منظور ٢ / ٣٠٠ : ذكوان ، قال ابن منظور : يذكر مع طهمان.

(٢) ترجمته في أسد الغابة ٢ / ٣٧ والإصابة ١ / ٥٠٠ وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٢١.

(٣) بالأصل : علاثة ، والصواب بالنون ، وقد مضى التعريف به.

(٤) طبقات ابن سعد ١ / ٤٩٨ وانظر أسد الغابة ١ / ٣٧.

(٥) كذا السند بين الرقمين بالأصل ، وفيه اضطراب.

(٦) بفتح الباء الموحدة وكسر الهاء الخفيفة ، قاله ابن حجر. وبالأصل أبو النهى ، والمثبت عن الإصابة وأسد الغابة.

(٧) بالأصل : سعد.

٢٦١

النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يستشفع على الرجل فوهب نصيبه للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأعتقه ، فكان يقول : أنا مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وهو رافع أبو البهيّ.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا الحسن بن البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن بيري ـ إجازة ـ أنا أبو عبد الله محمّد بن الحسين الزعفراني ، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة ، قال :

وأبو رافع ابنه البهي (١) ابن أبي رافع ، وكان يقال للبهي (١) رافع ، وكان أبو رافع لأبي أحيحة سعيد بن العاص الأكبر ، فورثه بنوه ، وأعتق ثلاثة منهم أنصباءهم (٢) ، وقتلوا يوم بدر جميعا ، وشهد أبو رافع معهم بدرا ، فاشترى أبو رافع نصبا بقية بني سعيد إلّا نصيب خالد بن سعيد ، فوهب خالد نصيبه لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأعتقه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فكان أبو رافع يقول : أنا مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ويقول ابنه البهي (١) : رافع بن أبي رافع من بعده ، فلما ولي عمرو بن سعيد المدينة دعا البهي فقال : من مولاك؟ قال : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فضربه مائة سوط ، ثم سأله ، فقال : مولاي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فضربه مائة سوط حتى ضربه خمسمائة سوط ثم قال : أنا مولاكم ، فلما قتل عبد الملك عمرو بن سعيد قال رافع بن أبي رافع (٣) :

صحت (٤) ولا شلّت وضرّت عدوّها

يمين هراقت مهجة ابن سعيد

هو ابن أبي العاص مرارا وينتمي

إلى أسرة طابت له وجدود

وكان عثمان بن عبد الله بن أبي رافع ابن أخي البهي شيخا مسنّا قد سبق اللحن ، وقد رويت عنه أشياء ، والصحيح أنه رافع ، وهو المراد بالحديث الذي :

أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنا شجاع ، أنا أبو عبد الله ، أنا سهل بن السّري البخاري ، نا حامد بن خلف ، وسهل ، وسليمان ، قالا : نا هشام بن عمارة ، نا صدقة بن خالد ، نا زيد بن واقد ، عن مغيث بن سميّ الأوزاعي ، عن عبد الله بن عمرو قال :

__________________

(١) بفتح الباء الموحدة وكسر الهاء الخفيفة ، قاله ابن حجر. وبالأصل أبو النهى ، والمثبت عن الإصابة وأسد الغابة.

(٢) بالأصل : أنصباؤهم ، والمثبت عن سيرة ابن كثير.

(٣) البيتان في تاريخ الطبري ٣ / ١٧١.

(٤) غير واضحة بالأصل والمثبت عن الطبري.

٢٦٢

قلنا يا رسول الله من خير الناس؟ قال : «ذو القلب المخموم ، واللسان الصادق» قلنا : قد عرفنا اللسان الصادق ، فما القلب المخموم؟ قال : «هو التقي النقي الذي لا إثم فيه ولا بغي ولا حسد» ، قلنا : فمن على أثره؟ قال : «الذي يشنأ الدنيا ويحب الآخرة» ، قلت : ما يعرف هذا فينا إلّا رافع مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فمن على أثره ، قال : مؤمن في خلق حسن ، قلنا : أما هذا فإنه فينا [١٠٢٤].

٨ ـ ومنهم : رباح الأسود (١) :

كان يأذن على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو سهل بن سعدوية ، أنا أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا محمّد بن هارون ، نا سفيان بن وكيع ، نا أبي عن نافع بن أبي عمر ، عن ابن أبي مليكة ، عن ابن عمر قال : حدّثني بلال قال : كان للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم غلام اسمه رباح.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله (٢) ، حدّثني أبي ، نا وكيع ، حدّثني عكرمة بن عمّار ، عن إياس بن سلمة ، عن أبيه قال : كان للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم غلام يسمى رباح.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأ محمّد بن الحسين بن القطّان ، ثنا أحمد بن يوسف السّلمي ، نا النضر بن محمّد الجرشي.

ح قال : ونا خيثمة ، نا أحمد بن محمّد البرتي (٣) ، ثنا أبو حذيفة ، قالا : نا عكرمة بن عمّار ، عن أبي زميل سماك الحنفي ، أخبرني عبد الله بن عبّاس أن عمر بن الخطّاب حدّثه قال :

لما اعتزل نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نساءه وقد كان وجد عليهن قال عمر : فدخلت المسجد ، فإذا الناس ينكثون بالحصا ويقولون : طلّق رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم نساءه ، وذكر الحديث وقال

__________________

(١) ترجمته في أسد الغابة ٢ / ٤٩ الإصابة ١ / ٥٠٢ سيرة ابن كثير ٤ / ٦٢٢.

(٢) مسند أحمد ٤ / ٤٦ وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٢٢.

(٣) بالأصل : البرني ، والصواب : البرتي بالتاء باثنتين من فوقها نسبة إلى برت ، من قرى بغداد الأنساب.

٢٦٣

فيه : قال عمر : فذهبت فإذا رباح غلام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قاعد على أسكفة الغرفة ، مدلي (١) رجليه على نقير ـ يعني جذعا منقورا ـ قال : فقلت : يا رباح ، استأذن لي على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إليّ فسكت ، قلت : يا رباح ، استأذن لي على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فنظر رباح إلى الغرفة ثم نظر إليّ فسكت ، قال : فرفعت صوتي فقلت : استأذن لي يا رباح على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فإني أظن أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يظن إنما جئت من أجل حفصة ، والله لئن أمرني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن أضرب عنقها لأضربن عنقها ، فنظر رباح إلى الغرفة ، ثم نظر إليّ ثم قال بيده هكذا ـ يعني أنه أشار بيده أن ادخل ـ في حديث طويل (٢).

قال ابن مندة : رواه عمر بن يونس ، فزاد أبو نوح ، وأبو حذيفة موسى بن مسعود عن عكرمة ، لا يعرف إلّا من حديث عكرمة.

٩ ـ ومنهم : رويفع مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٣) :

أخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا أبو العلاء ، أنا أبو بكر ، أنا أبو أميّة ، نا أبي عن مصعب قال : ورويفع يماني مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، رويفع لا عقب له.

أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنّا ، نا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأ أحمد بن عبيد ـ إجازة ـ أنا محمّد بن الحسين ، أنا أبو بكر بن أبي خيثمة في تسمية موالي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : ورويفع مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أتى ابن رويفع عمر بن عبد العزيز وهو خليفة ، ففرض له ، ولا عقب لرويفع ، لا أعلم أحدا ذكر رويفعا هذا [إلّا](٤) مصعب [و](٤) بن أبي خيثمة.

__________________

(١) كذا.

(٢) انظر الإصابة ١ / ٥٠٢.

(٣) ترجمته في الاستيعاب ١ / ٥٠١ أسد الغابة ٢ / ٨٨ الإصابة ١ / ٥٢٢ سيرة ابن كثير ٤ / ٦٢٢.

(٤) زيادة منا للإيضاح ، انظر عبارة سيرة ابن كثير ٤ / ٦٢٢ وفيها : هكذا عده في الموالي مصعب بن عبد الله الزبيري وأبو بكر بن أبي خيثمة.

وانظر الإصابة ١ / ٥٢٢.

(٥) زيادة منا للإيضاح ، انظر عبارة سيرة ابن كثير ٤ / ٦٢٢ وفيها : هكذا عده في الموالي مصعب بن عبد الله الزبيري وأبو بكر بن أبي خيثمة.

وانظر الإصابة ١ / ٥٢٢.

٢٦٤

١٠ ـ ومنهم : أبو أسامة زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي (١) :

حبّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومولاه ، ومن آثره على بعض أهله وتبنّاه ، وسيأتي ذكره في حرف الزاي من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.

١١ ـ ومنهم : زيد مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢) :

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي بن عيسى ، نا عبد الله بن محمّد البغوي ، حدّثني محمّد بن علي الجوزجاني ، نا أبو سلمة ، ثنا حفص بن عمر الطائي ، حدّثني أبي عمرو (٣) بن مرّة قال : سمعت بلال بن يسار بن زيد مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : سمعت أبي ، حدّثني عن جدي أنه سمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من قال : أستغفر الله العظيم الذي لا إله إلّا هو الحيّ القيّوم وأتوب إليه غفر الله له وإن كان فرّ من الزحف» (٤) [١٠٢٥].

قال البغوي : ولا أعلم لزيد مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم غير هذا الحديث.

قال البغوي : زيد مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبو يسار بن زيد ، سكن المدينة ، وروى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم حديثا.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني (٥) ، أنبأ شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأ محمّد بن عمرو ، نا محمّد بن إسماعيل ، نا أبو سلمة موسى بن إسماعيل ، نا حفص الشّنّي ، نا أبي (٦) عمر بن مرة قال : سمعت بلال بن يسار بن زيد مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : سمعت أبي يحدّث عن جدي زيد مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «من قال أستغفر الله الذي لا إله إلّا هو الحيّ القيوم وأتوب إليه غفر له وإن كان فرّ من الزحف» [١٠٢٦].

__________________

(١) ترجمته في الاستيعاب ٤ / ٤٧ أسد الغابة ٢ / ١٢٩ الإصابة ٤ / ٤٧ تهذيب التهذيب ٣ / ٤٠١ سير الأعلام ١ / ٢٢٠ وانظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٢) ترجمته في أسد الغابة ٢ / ١٥٠ الإصابة ١ / ٥٦١ وفيها زيد بن بولي أبو يسار ، سيرة ابن كثير ٤ / ٦٢٣.

(٣) وفي سيرة ابن كثير : «أبو عمر بن مرة». وفي أسد الغابة ٢ / ١٢٦ حدثني أبي عمر بن مرة.

(٤) الحديث نقله ابن كثير في السيرة ٤ / ٦٢٣ وأسد الغابة ٢ / ١٢٦.

(٥) الأصل : الماهان.

(٦) بالأصل : ابن.

٢٦٥

قال ابن مندة : زيد بن يسار مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، روى حديثه بلال بن يسار بن زيد عن أبيه ، عن جده.

أخرجه أبو داود عن سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي.

١٢ ـ ومنهم : سفينة أبو عبد الرّحمن (١) :

ويقال : أبا البختري (٢) ، قيل : كان اسمه مهران ، ويقال : رومان (٣) ، فسمّاه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان لأمّ سلمة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فأعتقته ، واشترطت عليه أن يخدمه (٤) ما عاش.

أخبرنا أبو بكر الفرضي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أبو الحسن بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد قال : سفينة مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، اسمه مهران ، وكان من مولدي الأعراب.

أخبرنا أبو يعلى حمزة بن الحسن بن أبي حبيش المقرئ ، أنا أبو الفرج سهل بن بشر الإسفرايني ، وأبو نصر أحمد بن محمّد بن سعيد الطّريثيثي ، قالا : أنا أبو الفضل محمّد بن أحمد بن عيسى السّعدي ، أنا أبو العباس منير بن أحمد بن الحسن الخلّال ، أنا أبو محمّد جعفر بن أحمد بن إبراهيم الحدّاد ، نا أبو جعفر أحمد بن الهيثم البلدي قال :

قال أبو نعيم الفضل بن دكين أن سفينة كان اسمه أحمر ، مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو الغنائم محمّد بن علي بن ميمون النرسي في كتابه ، ثم حدّثنا أبو الفضل بن ناصر ، أنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبّار الطّيّوري ، وأبو العباس بن النرسي ـ واللفظ له ـ قالا : نا عبد الوهّاب بن محمّد بن موسى ـ زاد ابن خيرون : وأبو الحسين الأصبهاني ، أنا أحمد بن عبدان بن محمّد الشيرازي ، أنا أبو الحسن محمّد بن

__________________

(١) ترجمته في الاستيعاب ٢ / ١٢٩ أسد الغابة ٢ / ٢٥٩ سيرة ابن كثير ٤ / ٦٢٣ الإصابة ٢ / ٥٨ تهذيب التهذيب ٤ / ١٢٥ الوافي بالوفيات ١٥ / ٢٨٥ سير الأعلام ١ / ١٧٢ وبحاشيتها ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٢) إعجامها مضطرب ، والمثبت عن أسد الغابة.

(٣) وقيل في اسمه غير ، عدّوا واحدا وعشرين قولا ، انظر الإصابة.

(٤) بالأصل : تخدمه ، والصواب عن سيرة ابن كثير ، يعني يخدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

٢٦٦

سهل المقرئ ، أنا أبو عبد الله البخاري قال (١) : سفينة أبو عبد الرّحمن مولى أم سلمة زوج النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، له صحبة.

أخبرنا أبو بكر محمّد بن العبّاس بن محمّد الشّقّاني (٢) ، أنبأ أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف المغربي ، أنا أبو سعيد محمّد بن عبد الله بن حمدون التاجر ، أنا أبو حاتم مكي بن عبدان التميمي قال : سمعت أبا الحسين (٣) مسلم بن الحجّاج يقول : أبو عبد الرّحمن سفينة مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنبأ شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة قال : سفينة أبو عبد الرّحمن مولى أم سلمة ، سمّاه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم سفينة ، ويقال : إن أسمه رومان البلخي ، روى عنه بنوه : عبد الرّحمن (٤) ، ومحمّد ، وزياد ، وكثير ، وسعيد بن جمهان.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، نا عبد الله بن محمّد البغوي ، ثنا عمر بن شبّة ، ثنا أبو أحمد الزبيري قال : قال سعيد بن جمهان : قلت لسفينة : ما اسمك يا أبا البختري؟ قال : سمّاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سفينة.

أخبرنا أبو القاسم ، أنا أبو الحسين ، أنا عيسى بن علي ، ثنا عبد الله بن محمّد ، نا أبو الربيع سليمان بن داود الزهراني ، ومحمّد بن جعفر الوركاني ، قالا : نا شريك بن عبد الله النخعي ، عن عمران البجلي عن مولى أم سلمة قال : كنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فمررنا بواد أو نهر ، فكنت أعين الناس ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ما كنت منذ اليوم إلّا سفينة» [١٠٢٧].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد بن حنبل (٥) ، حدّثني أبي ، نا أبو النضر (٦) ، ثنا حشرج بن نباتة

__________________

(١) التاريخ الكبير ٤ / ٢٠٩ وانظر فيه «مهران» ٧ / ٤٢٧ وانظر التاريخ الصغير ١ / ١٩٧.

(٢) إعجامها مضطرب بالأصل ، والصواب ما أثبت وضبط ، انظر الأنساب ، والمطبوعة عبد الله بن جابر ـ بن زيد ص ٦٩١.

(٣) بالأصل : «أبو الحسين بن مسلم» كذا ، حذفنا «بن» فهي مقحمة.

(٤) بالأصل : وعبد الرحمن ، حذفنا الواو فهي مقحمة.

(٥) مسند الإمام أحمد ٥ / ٢٢٠.

(٦) بالأصل : أبو النصر ، والمثبت عن مسند أحمد.

٢٦٧

القيسي (١) ، كوفي ، حدّثني سعيد بن جمهان قال : حدّثني سفينة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «الخلافة في أمّتي ثلاثون سنة ثم ملكا بعد ذلك» ، وذكر الحديث [١٠٢٨] :

قلت لسعيد : أين لقيت سفينة؟ قال : لقيته ببطن نخلة (٢) في زمان الحجّاج ، فأقمت عنده ثمان ليال أسأله عن أحاديث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : قلت له : ما اسمك؟ قال : ما أنا بمخبرك ، سمّاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سفينة ، فقلت : ولم سمّاك سفينة؟ قال : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومعه أصحابه ، فثقل عليهم متاعهم ، فقال لي ابسط كساءك ، فبسطت فجعلوا فيه متاعهم ثم حملوه عليّ ، فقال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «احمل فإنما أنت سفينة» ، فلو حملت يومئذ وقر بعير أو بعيرين أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو ستة أو سبعة ما ثقل عليّ إلّا أن يجفوا (٣) [١٠٢٩].

أخبرنا عاليا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، نا عبد الله بن محمّد ، نا محمّد بن عبد الواهب الحارثي ، نا حشرج بن نباتة ، عن سعيد بن جمهان قال : لقيت سفينة مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ببطن نخلة ، فقال : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يمشي ومعه أصحابه ، فثقل عليهم متاعهم ، ثم حمله عليّ فقال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «احمل ، فإنما أنت سفينة» ، فلو حمل عليّ منذ يومئذ وقر بعير أو بعيرين ، أو ثلاثة ، أو أربعة ، أو خمسة ، أو ستة ، أو سبعة ما ثقل عليّ إلّا أن يخفوا [١٠٣٠].

أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنا شجاع بن علي ، أنا [أبو](٤) عبد الله بن مندة ، أنا محمّد بن يعقوب ، ثنا أبو قلابة ، نا يحيى بن طلحة أبو طلحة ، سمعت جدي سعيد بن جمهان يحدّث عن سفينة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «احملوا عليه ، فإنه سفينة ، والخلافة في أمّتي ثلاثون سنة» [١٠٣١].

قال : وأنبأ ابن مندة ، أنبأ إسماعيل بن محمّد الصفّار ، ثنا أبو قلابة ، نا عبد الصّمد عبد الوارث ، حدّثنا حمّاد بن سلمة قال : وأنا محمّد بن عبد الله البغدادي ، نا جعفر

__________________

(١) في مسند أحمد : العبسي.

(٢) مسند أحمد : ببطن نخل.

(٣) بالأصل : «؟؟؟ حفوا» وفي مختصر ابن منظور : «يخفوا» والمثبت عبارة المسند.

(٤) زيادة لازمة ، قياسا إلى سند مماثل.

٢٦٨

الصائغ ، نا عفّان ، نا حمّاد ، نا سعيد بن جمهان عن سفينة قال :

أعتقتني أم سلمة واشترطت عليّ أن أخدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما عشت ، قلت : ولو لم تشترطي عليّ لخدمت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أو ما فارقت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأعتقتني وشارطتني أن أخدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ما عشت (١).

قال : وأنا البغوي قال : ونا محمّد بن إشكاب ، ثنا قراد.

ح قال البغوي : وأنا أبو عبد الملك عقبة بن مكرم العمّي ، نا يعقوب بن إسحاق قال : نا المرجّى بن رجاء اليشكري ، عن أبي ريحانة عن سفينة قال : خدمت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عشر سنين.

قال : وأنا البغوي ، نا هارون بن عبد الله أبو موسى ، نا علي بن عاصم ، حدّثني أبو ريحانة عن سفينة مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : لقيني الأسد فقلت : أنا سفينة مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : فضرب بذنبه الأرض وقعد (٢).

أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنا أبو منصور شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا محمّد بن يعقوب ، نا يحيى بن أبي طالب ، نا علي بن عاصم ، نا أبو ريحانة عن سفينة مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

كنت في سفر ، فعرض لي الأسد ، فقلت : يا أبا الحارث أنا سفينة مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال : فولّى وأقعا ذنبه يهمهم ، وكان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يتوضأ بالمدّ ويغتسل بالصاع من الجنابة.

قال : أنا ابن مندة ، نا الحسن بن مكرم ، حدّثنا عثمان بن عمر ، نا أسامة بن زيد ، عن محمّد بن المنكدر ، عن سفينة قال :

ركبت البحر في سفينة ، فكسرت [بنا](٣) فركبت لوحا منها وطرحني في جزيرة فيها أسد ، فلم يرعني الأسد ، فقلت : يا أبا الحارث ، أنا مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجعل

__________________

(١) انظر سيرة ابن كثير ٤ / ٦٢٤ وأسد الغابة ٢ / ٢٥٩.

(٢) سيرة ابن كثير ٤ / ٦٢٥.

(٣) أخرجه الطبراني رقم ٦٤٣٢ ، وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٢٥ وانظر أسد الغابة ٢ / ٢٥٩ وسير الأعلام ٣ / ١٧٣ وصححه الحاكم في المستدرك ٣ / ٦٠٦.

٢٦٩

يغمزني بمنكبه حتى أقامني على الطريق ، ثم همهم فظننت أنه للسّلام (١).

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أخبرنا عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا محمّد بن عبد الله المخرمي ، نا حسين بن محمّد قال : قال عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة.

قال : وأخبرنا البغوي قال : وحدّثني إبراهيم بن هانئ قال : ثنا عبيد الله بن موسى ، عن رجل جميعا عن محمّد بن المنكدر ، عن سفينة مولى كان لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

كنا في سفينة تجارا في البحر ، فانكسرت السفينة ، فرمى بنا البحر فخرجت أمشي لا أدري أين أتوجه ، فكان أوّل شيء رأيت الأسد ، فقلت : أي أبا الحارث ، أنا مولى لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فهمهم ، فدفعني برأسه ، فجعلت أندفع حتى أوقفني على الطريق.

١٣ ـ ومنهم : سلمان أبو عبد الله الفارسيّ (٢) :

كان مولى لرجل من يهود ، فكاتب على نفسه ، وأعانه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في كتابته حتى عتق ، فكان مولاه ، وقال فيه : «سلمان منّا أهل البيت» (٣) [١٠٣٢].

وسيأتي أخباره في حرف السّين من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.

١٤ ـ ومنهم : شقران الحبشي مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٤) :

واسمه صالح بن عدي ورثه عن أبيه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، نا عبد الله بن محمّد ، ثنا ابن الأموي ، عن أبيه ، عن ابن إسحاق قال : اسم شقران صالح مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

__________________

(١) الزيادة عن سيرة ابن كثير ٤ / ٦٢٥.

(٢) ترجمته في طبقات ابن سعد ٤ / ٥٤ حلية الأولياء ١ / ١٨٥ الاستيعاب ٤ / ٢٢١ تهذيب التهذيب ٤ / ١٣٧ الإصابة ٤ / ٢٢٣ سير الأعلام ١ / ٥٠٥ وبحاشيتها ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٣) أخرجه ابن سعد ٤ / ١ / ٥٩ والحاكم في المستدرك ٣ / ٥٩٨ من طريق ابن أبي فديك عن كثير بن عبد الله عن أبيه عن جده.

(٤) ترجمته في أسد الغابة ٢ / ٣٧٥ سيرة ابن كثير ٤ / ٦٢٦ والإصابة ٢ / ١٥٣.

٢٧٠

قال البغوي : وحدّثني زيد بن أخرم قال : سمعت ابن داود يقول : شقران وأم أيمن مما ورثه (١) النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن أبيه.

قال : وحدّثني إبراهيم بن هانئ ، حدّثنا أحمد بن حنبل ، عن إسحاق بن عيسى ، عن أبي معشر فيمن شهد بدرا : شقران مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان يومئذ عبدا ، ولم يقسم له شيئا (٢).

قال البغوي : وليس لشقران اسم فيمن شهد بدرا في كتاب الزهري ، ولا في كتاب ابن إسحاق.

أخبرنا أبو بكر الفرضي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسين بن الفهم ، نا محمّد بن سعد قال (٣) : ذكر صالح شقران غلام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وكان لعبد الرّحمن بن عوف ، فأعجب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخذه منه بالثمن ، وكان عبدا حبشيا ، وهو صالح بن عديّ ، شهد بدرا ، وهو مملوك ، واستعمله رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم على الأسرى ، ولم يسهم له ، فجزاه (٤) كلّ رجل له أسير ، فأصاب أكثر مما أصاب رجل من القوم من المقسّم ، وحضر بدرا أيضا ثلاثة أعبد مماليك : غلام لعبد الرّحمن بن عوف ، وغلام لحاطب بن أبي بلتعة ، وغلام لسعد بن معاذ ، فجزاهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ولم يسهم لهم.

قال (٥) : وثنا محمّد بن عمر ، نا أبو بكر بن عبد الله بن أبي سبرة ، عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم العدوي قال : استعمل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم شقران مولاه على جميع ما وجد في رحال أهل المريسيع من رثّة (٦) المتاع والسلاح والنعم والشاء ، وجميع الذرية ناحية.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي

__________________

(١) غير مقروءة بالأصل. ولعلها : «ورثه» كما يقتضي السياق وانظر الإصابة ٢ / ١٥٣.

(٢) انظر أسد الغابة ٢ / ٣٧٥ والإصابة ٢ / ١٥٣ وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٢٧.

(٣) طبقات ابن سعد ٣ / ٤٩ ـ ٥٠.

(٤) غير واضحة بالأصل والمثبت عن ابن سعد ، وفي سيرة ابن كثير : فحذاه.

(٥) المصدر نفسه.

(٦) عن ابن سعد وبالأصل : ورثة.

٢٧١

الوزير ، نا عبد الله بن محمّد البغوي ، نا محمّد بن عبد الواهب .... (١) ، نا مسلم بن خالد الزّنجي ، عن عمرو بن يحيى ، عن أبيه ، عن شقران قال : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يصلّي على حمار متوجها إلى خيبر (٢).

قال : وثنا البغوي ، ثنا زيد بن أخزم (٣) ، نا عثمان بن فرقد ، سمعت جعفر بن محمّد قال : أخبرني ابن أبي رافع قال : سمعت شقران يقول : أنا والله طرحت القطيفة تحت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في القبر (٤).

١٥ ـ ومنهم : ضميرة بن أبي ضميرة الحميريّ (٥) :

أصابه سبيا ، فابتاعه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأعتقه.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أحمد بن النّقّور ، وعلي بن أحمد بن محمّد البسري (٦) ، وأبو نصر محمّد بن محمّد بن علي الزينبي قالوا : أنا محمّد بن عبد الرّحمن المخلص ، نا يحيى بن محمّد بن صاعد ، نا محمّد بن عبد الله بن الحكم ، أنا ابن وهب ، أخبرني ابن أبي ذئب عن حسين بن عبد الله بن ضميرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرّ بأم ضميرة وهي تبكي فقال : «ما يبكيك؟ أجائعة أنت؟ أعارية أنت؟» قالت : يا رسول الله ، فرّق بيني وبين ابني ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يفرق بين والدة وولدها» ، ثم أرسل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى الذي عنده ضميرة فدعاه ، فابتاعه منه ببكر (٧) [١٠٣٣].

أخبرنا أبو سهل محمّد بن إبراهيم بن سعدوية المزكي ، أنا عبد الرّحمن بن الحسن الرازي ، أنا أبو القاسم جعفر بن عبد الله ، نا محمّد بن هارون الروياني ، نا أحمد بن عبد الرّحمن ـ يعني ابن أخي ابن وهب ـ نا ابن وهب ، نا ابن أبي ذئب.

__________________

(١) لفظة غير واضحة بالأصل.

(٢) انظر أسد الغابة ٢ / ٣٧٥ والإصابة ٢ / ١٥٣.

(٣) بالأصل أخرم ، والمثبت يوافق عبارة سيرة ابن كثير ، وانظر ترجمته في سير الأعلام ١٢ / ٢٦٠.

(٤) أسد الغابة ٢ / ٣٧٥ سيرة ابن كثير ٤ / ٦٢٧.

(٥) ترجمته في الاستيعاب ٢ / ٢١٤ أسد الغابة ٢ / ٤٤٦ والإصابة ٢ / ٢١٤ سيرة ابن كثير ٤ / ٦٢٨.

(٦) بالأصل : البشري ، والصواب ما أثبت بالسين المهملة.

(٧) أسد الغابة وفيها «ببكرة» وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٢٨.

٢٧٢

ح وأخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي الصوفي ، نا محمّد بن إسحاق بن مندة ، أنا محمّد بن يعقوب ، نا محمّد بن عبد الله بن عبد الحكم ، نا ابن وهب ، عن ابن أبي ذئب ، عن حسين بن عبد الله بن ضميرة ، عن أبيه ، عن جده ضميرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم مرّ بأم ضميرة وهي تبكي ، فقال : ـ زاد ابن أخي ابن وهب : لها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقالا : ـ «ما يبكيك؟ أجائعة أنت؟ أعارية أنت؟» قال ابن أخي ابن وهب :

أو عارية أنت؟ قالت : يا رسول الله ، فرّق ـ وقال ابن عبد الحكم : فرق بيني وبين ابني ـ قال : وفي حديث ابن عبد الحكم فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لا يفرّق بين الوالدة وولدها» ، ثم أرسل ـ زاد ابن أخي ابن وهب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وقالا : ـ إلى الذي عنده ضميرة ودعاه ، فابتاعه منه ببكر [١٠٣٤].

قال ابن أبي ذئب : ثم أقرأني كتابا عنده كتب :

بسم الله الرّحمن الرحيم ، هذا كتاب من محمّد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لأبي ضميرة وأهل بيته ، إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أعتقهم ، وإنهم أهل بيت من العرب ، إن أحبّوا أقاموا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وإن أحبّوا رجعوا إلى قومهم ، ولا يعرض لهم إلّا بحق ، ومن لقيهم من المسلمين فليستوص بهم خيرا ، وكتب أبيّ بن كعب (١).

١٦ ـ ومنهم : طهمان مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢) :

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى بن علي ، نا عبد الله بن محمّد ، نا منجاب بن الحارث وغيره عن شريك ، عن عطاء بن السائب قال : أوصى أبي بشيء (٣) لبني هاشم ، فأتيت أبا جعفر بالمدينة ، فبعثني إلى امرأة عجوز كبيرة ابنة لعلي ، فقالت : حدّثني مولى لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقال له طهمان أو ذكوان قال :

قال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يا طهمان ، أو يا ذكوان ، إن الصدقة لا تحل لي ولا لأهل بيتي ، وإن مولى القوم من أنفسهم» [١٠٣٥].

__________________

(١) الكتاب في أسد الغابة ٢ / ٤٤٧ الإصابة ٢ / ٢١٤ وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٢٨.

(٢) ترجمته في الاستيعاب ٢ / ٢٣٨ وأسد الغابة ٢ / ٤٨١ والإصابة ٢ / ٢٣٥ وورد فيها في «ذكوان» وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٢٨.

(٣) مضطربة بالأصل وتقرأ : «إلى أنس» كذا ، والمثبت «أبي بشيء» عن أسد الغابة.

٢٧٣

قال البغوي : ورواه غيره عن شريك عن عطاء بن السّائب ، وسمّاه مهران ، وقيل ميمون ، وقيل باذام (١) ، وقيل : كيسان ، فلا أدري أيّها الصواب.

كذا كان في الأصل ، ولا أعرف للبغوي رواية عن منجاب ، والله أعلم.

١٧ ـ ومنهم : عبيد مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢) :

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي الصوفي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، نا عبد الرّحمن بن يحيى بن مندة ، نا أبو مسعود أحمد بن الفرات ، أنا أبو داود ، عن شعبة ، عن سليمان التيمي ، عن شيخ عن عبيد مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : قلت : هل كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يأمر بصلاة سوى المكتوبة؟ قال : صلاة بين المغرب والعشاء (٣).

أخبرنا أبو غالب ، أنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنا عيسى ، أنا عبد الله ، حدّثنا نصر بن علي ، نا المعتمر ، وسمعته يحدّث عن أبيه قال : طرأ علينا رجل فقال : قيل لعبيد مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : هل كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يأمر بصلاة بعد المكتوبة؟ قال : نعم ، ما بين المغرب والعشاء (٤).

قال البغوي : لم يحدّث به غير سليمان التيمي ، وليس لعبيد غيره فيما أعلم ، والله أعلم.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنبأ أنا أبو سعد الجنزرودي (٥) ، أنا أبو عمرو بن حمدان.

وأخبرتنا أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنبأ أبو بكر بن المقرئ ، قالا : أنا أبو يعلى الموصلي ، نا عبد الأعلى ـ زاد ابن المقرئ : ابن حمّاد ـ نا حمّاد بن سلمة ، عن سليمان ـ زاد ابن حمدان : التيمي ـ عن

__________________

(١) عن سيرة ابن كثير ، ومختصر ابن منظور ، وبالأصل : بادام.

(٢) ترجمته في أسد الغابة ٣ / ٤٣٤ وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٢٩ الإصابة ٢ / ٤٤٨.

(٣) سيرة ابن كثير ٤ / ٦٢٩ والإصابة ٢ / ٤٤٨.

(٤) أسد الغابة ٣ / ٤٣٥ والإصابة ٢ / ٤٤٨.

(٥) بالأصل : الخيزروددي ، كذا وهو خطأ والصواب ما أثبت وقد مضى التعريف به.

٢٧٤

عبيد مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وقال ابن المقرئ : النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ قال : إن امرأتين كانتا صائمتين ، وكانتا تغتابان الناس ، فدعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بقدح فقال لهما : «قيئا». فقاءتا ، قيحا ودما ولحما عبيطا (١) ، ثم قال : «إن هاتين صامتا عن الحلال وأفطرتا على الحرام» (٢) [١٠٣٦].

كذا قال ، وسليمان لم يسمعه من عبيد ، بينهما رجل غير مسمى.

كذلك رواه محمّد بن أبي عدي ، ويزيد بن هارون.

فأمّا حديث ابن أبي عدي :

فأخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٣) ، حدّثني أبي ، نا يزيد ، ثنا سليمان ، وابن أبي عدي عن سليمان المعني عن رجل حدّثهم في مجلس أبي عثمان النهدي قال ابن أبي (٤) عدي عن شيخ من أصحاب أبي عثمان عن عبيد مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن امرأتين صامتا وأن رجلا قال : يا رسول الله ، إن هاهنا امرأتين قد صامتا ، وإنهما قد كادتا أن تموتا من العطش ، فأعرض عنه أو سكت ، ثم عاد ، قال : وأراه قال : بالهاجرة ، قال : يا نبي الله ، إنهما والله قد ماتتا أو كادتا أن تموتا ، قال : «ادعهما» ، قال : فجاءتا ، قال : فجيء بقدح أو عسّ (٥) ، فقال لإحداهما : «قيئي» فقاءت قيحا ودما وصديدا ولحما حتى قاءت نصف القدح ، ثم قال للأخرى : قيئي فقاءت من دم وقيح وصديد ولحم عبيط ، وغيره حتى ملأت القدح ، ثم قال : «إن هاتين صامتا عما أحلّ الله لهما ، وأفطرتا على ما حرّم الله عليهما ، جاءت (٦) إحداهما إلى الأخرى فجعلتا يأكلان لحوم الناس» [١٠٣٧].

وأمّا حديث يزيد :

فأخبرناه ابن سعدوية ، أنبأ أبو الفضل الرازي ، أنا جعفر بن عبد الله ، نا

__________________

(١) اللحم العبيط : الطري.

(٢) أسد الغابة ٣ / ٤٣٤ وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٢٩ والإصابة ٢ / ٤٤٨.

(٣) مسند الإمام أحمد ٥ / ٤٣١.

(٤) بالأصل : قال نا ابن عدي ، والمثبت عن مسند أحمد.

(٥) العس : القدح الضخم (اللسان).

(٦) مسند أحمد : جلست.

٢٧٥

محمّد بن هارون ، حدّثنا سفيان بن وكيع ، نا يزيد بن هارون ، عن سليمان التيمي قال : سمعت رجلا يحدّث في مجلس أبي عثمان النهدي عن عبيد مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن امرأتين صامتا على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله إن هاهنا امرأتين صامتا وقد كادتا أن تموتا ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ائتوني بهما» ، فجاءتا ، فدعا بعسّ أو قدح فقال لإحداهما : «قيئي» فقاءت من دم وقيح وصديد حتى قاءت نصف القدح ، وقال للأخرى : «قيئي» فقاءت من دم وقيح وصديد حتى ملأت القدح ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن هاتين صامتا مما أحلّ الله لهما ، وأفطرتا على ما حرّم الله عليهما ، جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا يأكلان لحوم الناس» [١٠٣٨].

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي الصوفي ، نا أبو عبد الله بن مندة ، أنا خيثمة ، أنبأ الحسن بن مكرم.

ح قال ابن مندة : وأنا إسماعيل بن محمّد الصفّار ، نا محمّد بن عبد الملك الدّقيقي ، قالا : ثنا يزيد بن هارون ، أنا سليمان التيمي :

سمعت رجلا يحدّث في مجلس أبي عثمان النهدي عن عبيد مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أن امرأتين صامتا على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فجلست إحداهما إلى الأخرى ، فجعلتا يأكلان لحوم الناس ، فجاء رجل إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : يا رسول الله ، إن هاهنا امرأتين وقد كادتا أن تموتا من العطش ، فأعرض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فسكت ، ثم جاءه بعد ذلك ـ أحسبه قال : في الظهيرة ـ فقال : يا رسول الله ، إنهما قد ماتتا أو كادتا أن تموتا ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «ائتوني بهما» ، فجاءتا ، فدعا بعسّ أو قدح ، فقال لإحداهما (١) : «قيئي» فقاءت من دم وقيح وصديد حتى ملأت القدح ، ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن هاتين صامتا على ما أحل الله لهما ، وأفطرتا على ما حرّم الله عليهما ، جلست إحداهما إلى الأخرى فجعلتا يأكلان لحوم الناس» [١٠٣٩].

ورواه عثمان بن عتّاب (٢) الراسبي البصري عن الرجل الذي رواه عنه التيمي إلّا أنّه شك في اسم مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقال سعيد ، أو عبيد عثمان بن عتّاب الذي يشك ـ مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنهم أمروا بصيام قال : فجاء رجل بعض النهار فقال : يا رسول الله ، إن فلانا وفلانة قد أتلفهما الجهد ، فذكر معنى حديث يزيد وابن أبي عدي عن سليمان.

__________________

(١) بالأصل : لأحدهما.

(٢) في سيرة ابن كثير : عثمان بن غياث.

٢٧٦

١٨ ـ ومنهم : فضالة مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (١) :

أخبرنا أبو بكر محمّد بن عبد الباقي ، أنا الحسن بن علي الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا أحمد بن معروف [أنا الحارث](٢) بن أبي أسامة ، نا محمّد بن سعد ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني عيينة بن جبير (٣) الأشهلي قال : كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر محمّد بن عمرو بن حزم : أن افحص لي ـ عن يعني ـ أسماء خدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الرجال والنساء ومواليه.

فكتب إليه قال : وكان فضالة مولى له يماني ، نزل الشام بعد ، وكان أبو مويهبة مولّدا من مولدي مزينة فأعتقه (٤).

لم أجد ذكر فضالة هذا في موالي النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلّا من هذا الوجه ، والله أعلم.

١٩ ـ ومنهم : قفيز مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٥) :

أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنا أبو منصور شجاع (٦) بن علي الصّوفيّ ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنبأ سهل بن السري ، نا أحمد بن محمّد بن المنكدر ، نا محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن سليمان الحزامي ، عن زهير بن محمّد ، عن أبي بكر بن عبيد الله بن أنس عن أنس كان للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم غلام يقال له قفيز (٧).

قال ابن مندة : تفرّد به محمّد بن سليمان.

__________________

(١) ترجمته في الاستيعاب ٣ / ١٩٨ هامش الإصابة ، وأسد الغابة ٤ / ٦٣ والإصابة ٣ / ٢٠٨ وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٢٩.

(٢) ما بين معكوفتين زيادة لازمة منا ، فالسند مضطرب.

(٣) في سيرة ابن كثير : عتبة بن خيرة الأشهلي.

(٤) انظر سيرة ابن كثير ٤ / ٦٢٩ ـ ٦٣٠.

(٥) ترجمته في أسد الغابة ٤ / ١١٠ وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٣٠ ونص عليه قفيز أوله قاف وآخره زاي ، والإصابة ٣ / ٢٤٠.

ضبطه عبد الغني بن سعيد : قفيز : بقاف وفاء وآخره زاي بوزن عظيم.

(٦) بالأصل : أبو منصور بن شجاع ، حذفنا «بن» فهي مقحمة.

(٧) أسد الغابة وسيرة ابن كثير والإصابة.

وفي الإصابة وسيرة ابن كثير : «محمد بن سليمان الحراني» وفيهما : أبو بكر بن عبد الله بن أنس.

٢٧٧

قرأت على أبي محمّد عبد الكريم بن حمزة ، عن أبي نصر علي بن هبة الله بن علي بن جعفر الحافظ ، قال (١) : وأمّا قفيز أوّله قاف وآخره زاي ، فهو غلام النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، أرى (٢) اسمه قفيزا ، روى ذلك أنس بن مالك.

٢٠ ـ ومنهم : كركرة مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٣) :

كان على ثقله (٤).

أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا أبي علي البنّا ، قالا : أنا أبو سعد بن أبي علانة ، أنا أبو طاهر المخلّص ، أنا إبراهيم بن حمّاد ، نا أبي ، نا هارون بن مسلم ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني عتبة بن جبيرة الأشهلي قال (٥) :

كتب عمر بن عبد العزيز إلى أبي بكر بن حزم أن أفحص لي عن أسماء خدم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من الرجال والنساء ومواليه.

فكتب إليه يخبره : أن أم أيمن بركة كانت لأبي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فورثها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأعتقها ، وكان عبيد بن عمرو بن الخزرجي قد تزوجها بمكة ، فولدت له أيمن ، ثم إن خديجة ملكت زيد بن حارثة ، فسأل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خديجة أن تهبه له زيدا ، وذلك بعد أن تزوجها ، فوهبته له ، فأعتقه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان أبو كبشة من مولدي مكة ، فأعتقه ، وكان أنسة (٦) من مولّدي السّراة فأعتقه ، وكان صالح وهو شقران غلاما له فأعتقه ، وكان سفينة غلاما له فأعتقه ، وكان ثوبان رجلا من أهل اليمن ابتاعه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بالمدينة فأعتقه ، وله نسب إلى اليمن ، وكان رباح أسود فأعتقه ، وكان يسار [عبدا](٧) نوبيا أصابه في غزوة بني عدي (٨) بن ثعلبة ، فأعتقه ، وكان أبو رافع

__________________

(١) الاكمال لابن ماكولا ٧ / ٥٤.

(٢) الاكمال : كان.

(٣) ترجمته في أسد الغابة ٤ / ١٧٠ والإصابة ٣ / ٢٩٣ وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٣٠.

(٤) الثقل : متاع المسافر.

(٥) انظر الخبر في طبقات ابن سعد ١ / ٤٩٧.

(٦) بالأصل : آسية ، والصواب عن ابن سعد ، وقد مضت ترجمته.

(٧) زيادة عن ابن سعد.

(٨) ابن سعد : بني عبد بن ثعلبة.

٢٧٨

للعباس فوهبه لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما أسلم العباس بشّر به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأعتقه ، واسمه أسلم ، وكان فضالة مولى له ، نزل الشام بعد زمان وكان أبو مويهبة مولّدا من مولدي مزينة فأعتقه ، وكان رافع غلاما لسعيد بن العاص ، فورثه ولده وأعتق بعضهم في الإسلام ، ويمسك بعض ، فجاء رافع إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يستعين به على من لم يعتق حتى (١) يعتقه فكلمه يومئذ فيه ، فوهبه له ، فأعتقه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فكان يقول : أنا مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان مدعم (٢) غلاما للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وهبه له رفاعة بن زيد الجذامي من مولّدي حسمى (٣) قتل بوادي القرى. روى عن أبي هريرة أنه شهد خيبر ثم انصرف إلى وادي القرى ، فلم يزل يحط رحله بوادي القرى ، فجاءه سهم غرب فقتله ، فقتل ، هنيئا له الشهادة ، فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كلا ، والذي نفسي بيده إنّ الشملة التي (٤) غل يوم خيبر تحترق عليه في النار» ، وكان أبو بكرة (٥) غلاما للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أهداه له [١٠٤٠].

كذا فيه ، ولا أعلم لكركرة رواية ، ولكن له ذكر في حديث.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله (٦) ، حدّثني أبي ، نا سفيان ، عن عمرو ، عن سالم بن أبي الجعد ، عن عبد الله بن عمرو قال : كان على رحل وقال مرة على ثقل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم رجل يقال له كركرة ، فمات ، قال : «هو في النار» ، فنظروا فإذا عليه عباءة قد غلّها ، وقال مرة : «أو كساء قد غلّه» [١٠٤١].

أخرجه البخاري عن علي بن المديني عن سفيان (٧).

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد الماهاني ، أنا شجاع بن علي الصوفي ، أنا أبو أبو عبد الله بن مندة قال : كركرة (٨) له صحبة لا يعرف له رواية إلّا أنه ذكر في حديث عمرو بن كيسان عن سالم.

__________________

(١) قد تقرأ بالأصل : «حين» والمثبت عن ابن سعد.

(٢) بالأصل : «من عمر» والمثبت عن ابن سعد.

(٣) بالأصل : حشما ، والمثبت عن ابن سعد ، وانظر معجم البلدان.

(٤) في ابن سعد : التي أخذها عنا يوم خيبر تحرق عليه في النار.

(٥) كذا بالأصل ، وفي ابن سعد : قال : وكان كركرة غلاما للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(٦) مسند أحمد ج ٢ / ١٦٠.

(٧) صحيح البخاري كتاب الجهاد باب الغلول ٤ / ٩١.

(٨) حكى البخاري الخلاف في كافه هل هي بالفتح أو الكسر ، ونقل ابن قرقول أنه يقال بفتح الكافين ـ وبكسرهما ، ومقتضاه أن فيه أربع لغات ، وقال النووي : إنما الخلاف في الكاف الأولى وأما الثانية فمكسورة جزما. (ابن حجر في الإصابة).

٢٧٩

٢١ ـ ومنهم : كيسان مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (١) :

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو الحسين بن النّقّور ، أنبأ عيسى بن علي ، أنا عبد الله بن محمّد ، نا أبو بكر بن أبي صدقة ، نا ابن فضيل عن عطاء بن السّائب قال : أتيت أم كلثوم بنت علي فقالت : إن مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقال له كيسان ، قال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في شيء من أمر الصدقة : «إنّا أهل بيت نهينا أن نأكل الصدقة ، وإن مولانا من أنفسنا ولا نأكل الصدقة» (٢) [١٠٤٢].

أخبرنا أبو الفتح يوسف الماهاني ، أنبأ [أبو منصور] شجاع [بن علي] الصّوفيّ ، أنا محمّد بن إسحاق بن مندة ، أنا سهل بن السري ، نا خلف بن سليمان ، نا عثمان بن أبي سكينة ، نا جرير ، نا عطاء بن السّائب ، عن أمّ كلثوم قالت (٣) : حدّثني مولى للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقال له : كيسان.

هكذا رواه همّام بن يحيى ، عن عطاء بن السّائب ، ورواه حمّاد بن زيد عن عطاء بن السّائب قال : سمعت أمّ كلثوم بنت علي تقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لمولى لنا يقال له : كيسان ، أو قالت : هرمز : «يا كيسان إن مولى القوم لمن أنفسهم ، وإنّا لا نأكل الصدقة» [١٠٤٣].

وكذا رواه حمّاد بن سلمة ، وورقاء بن عمرو ، وعلي بن عابس ، عن عطاء بن السّائب.

٢٢ ـ ومنهم : مأبور القبطي الخصي مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٤) :

أهداه له المقوقس صاحب الإسكندرية.

أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا

__________________

(١) ترجمته في أسد الغابة ٤ / ٢٠٤ سيرة ابن كثير ٤ / ٦٣٠ والإصابة ٣ / ٣٠٩.

(٢) نقله ابن كثير في السيرة ٤ / ٦٣٠.

(٣) بالأصل : قال.

(٤) ترجمته في أسد الغابة ٤ / ٢٢٩ الإصابة ٣ / ٣٣٤ سيرة ابن كثير ٤ / ٦٣٠.

قال ابن حجر : مأبور بموحدة خفيفة مضمومة وواو ساكنة ثم راء مهملة.

٢٨٠