أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]
المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٩٩
فيقول : «إني صائم» ، ثم جاءها بعد ذلك فقالت : أهديت لنا هدية ، فخبأناها لك ، قال : «ما هي؟» قالت : حيس قال : «قد أصبحت صائما» [١٠١٢] فأكل.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أحمد بن الحسين البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو الحسين بن إسماعيل الحافظ ، أنا محمّد بن إسحاق بن إبراهيم ، نا الحسن بن عرفة ، نا المبارك بن سعيد ، عن أخيه عمر بن سعيد ، عن عكرمة قال : أرسل سعيد بن جبير إلى ابن عبّاس : إنّي قد اتّخذت لك عاما ، فائتني مع من أحببت ، فأتاه ، فقال له : يا سعيد ، إني لست أتأمر على أحد إنما أعدك رجلا منّا ، أتينا بالثريد ، فلقد كان أحبّ الطعام إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم الثريد من الخبز ، والثريد من التمر ، وهو الحيس ، فلما فرغ قال : ارفع يا غلام ، الله المحمود ، الله المعبود ، الله المشكور.
كذا قال عن عكرمة ، لم يذكر منهما أحدا. رواه غيره عن المبارك فأدخل فيه رجلا من أهل البصرة عن سلمى.
أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله المغربي ، وأبو غالب محمّد بن الحسن البصري ـ ببغداد ـ قالا : أنا أبو علي النسائي ، أنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي ، نا أبو علي اللؤلؤي ، ثنا أبو داود السّجستاني ، نا محمّد بن حسّان السّمتي (١) ، نا المبارك بن سعيد ، عن عمر بن سعيد ، عن رجل من أهل البصرة ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : كان أحبّ الطعام إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم الثريد من الخبز ، والثريد من الحيس (٢).
قال أبو داود : وهو ضعيف.
وأخبرتنا أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر ، قالت : أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا محمّد بن أبي بكر المقدّمي ، نا عقيل بن سليمان ، حدّثني عبيد الله بن علي أن جدته سلمى أخبرته قالت :
دخل علي الحسن بن علي وعبيد الله بن العبّاس ، وعبد الله بن جعفر فقالوا : اصنعي لنا طعاما مما كان النبي صلىاللهعليهوسلم يحب أكله ، قالت للحسن : يا بني ، إنك لا تشتهيه
__________________
(١) بالأصل : الشمني ، خطأ والصواب ما أثبت عن الأنساب.
(٢) الخبر في ابن سعد ١ / ٣٩٣ وفيه : والثريد من التمر يعني الحيس.
اليوم ، فأخذت شعيرا فطحنته ونسفته وجعلت منه خبزة وجعلت أدم الزيت ، ونثرت عليه فلفلا فقرّبته إليهم ، فقالت : كان النبي صلىاللهعليهوسلم يحب هذا ويحسن أكلها.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا بشر بن موسى الأسدي ، نا سعيد بن منصور ، نا سفيان ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن حكيم بن جابر ، عن أبيه قال :
دخلت على رسول الله صلىاللهعليهوسلم فإذا هو يأكل طعاما فيه دبّاء ، فقلت : ما هذا يا رسول الله؟ قال : «نكثر به طعامنا» [١٠١٣].
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا محمّد بن يونس بن موسى القرشي ، نا الصميدع ، نا واهب ، نا شعبة ، عن هشام بن زيد ، عن أنس : أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان يعجبه الدبّاء (١).
قال : وأنا الشافعي ، نا عيسى بن عبد الله الطيالسي ، نا أبو غسان ، نا عمارة.
ح قال : وأنا الشافعي قال : نا محمّد بن بشر بن مطر ، نا شيبان ، نا عمارة ـ يعني ابن زاذان ـ أنا ثابت ، عن أنس أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان يعجبه الدبّاء وهو القرع.
قال : وأنا الشافعي ، نا جعفر بن محمّد القاضي ، نا قتيبة ، نا ليث عن معاوية بن صالح ، عن أبي طالوت قال : دخلت على أنس بن مالك وهو يأكل القرع وهو يقول : يا لك شجرة ما أحبك إلى الحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم (٢).
أخرجه الترمذي عن قتيبة (٣).
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن عمرو ، قالا : نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب ، نا العبّاس بن محمّد الدوري ، نا الحسن بن بشر الهمداني ، حدّثنا سعدان بن الوليد بيّاع (٤) السّابري (٥) عن عطاء ، عن ابن عبّاس قال :
__________________
(١) ابن سعد ١ / ٣٩١.
(٢) ابن سعد ١ / ٣٩٢ وفيه : ما أحبك إليّ لحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
(٣) صحيح الترمذي ح (١٨٤٩).
(٤) رسمها مهمل بدون نقط ووضع فوقها علامة تحويل إلى الهامش ، ولم يشر في الهامش إلى شيء ، والصواب ما أثبت.
(٥) السابري : ثوب رقيق جيد ، أو درع دقيقة النسج في إحكام. (القاموس).
دخل رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم فتح مكة على أم هانئ بنت أبي طالب وكان جائعا ، فقال : «هل عندكم طعام آكله؟» فقالت : إن عندي لكسرا يابسة ، وإني لأستحي أن أقرّبها إليك ، فقال : «هلميها» فكسرها في ماء وجاءته بملح فقال : «ما من إدام» ، فقالت : ما عندي يا رسول الله إلّا شيء من خل ، فقال : «هلميه» فلما جاءت به صبّه على طعامه ، فأكل منه ثم حمد الله عزوجل ثم قال : «نعم الإدام الخلّ ، يا أم هانئ لا يفقر (١) بيت فيه خل» [١٠١٤].
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشّافعي ، نا علي الحسن بن الطيب البلخي ، نا جمعة بن عبد الله البلخي السّلمي ، نا مروان بن معاوية الفزاري ، عن عيسى بن أبي عيسى ، عن موسى ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «سيّد إدامكم الملح» [١٠١٥].
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبي الأستاذ أبو القاسم ، أنا أحمد بن محمّد الزاهد ، أنا محمّد بن إسحاق الثقفي ، نا قتيبة بن سعيد ، نا الليث بن سعد ، عن يحيى ، عن بشير بن يسار ، عن سويد بن النعمان صاحب رسول الله صلىاللهعليهوسلم قال :
أتي رسول الله صلىاللهعليهوسلم بسويق ، فأكل وأكلنا معه ، ثم تمضمض فقام فصلّى المغرب ولم يتوضأ.
أنبأنا أبو علي الحدّاد ، وحدّثني عنه أبو مسعود الأصبهاني ، أنا أبو نعيم الحافظ قال : ثنا سليمان بن أحمد الطبراني ، نا محمّد بن يزيد بن عبد الصّمد الدمشقي ، نا هشام بن عمّار ، نا صدقة بن خالد بن جابر ، حدّثني سليم بن عامر ، حدّثني بشر (٢) السلماني قال : دخل علينا رسول الله صلىاللهعليهوسلم بيتنا فوضعنا تحته قطيفة لنا ، فجلس عليها وأنزل عليه الوحي في بيتنا ، وقدمنا إليه زبدا وتمرا ، وكان يحب الزبد.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا محمّد بن إبراهيم الشّافعي ، نا محمّد بن غالب ، نا حميد بن كثير ، وسليمان بن حرب ـ واللفظ لابن
__________________
(١) الأصل : يقفر ، والمثبت عن المختصر.
(٢) كذا : «بشر السلماني» بالأصل وفي المختصر : «ابني بسر السّلميين» انظر ترجمة : بسر في الاستيعاب وأسد الغابة والإصابة.
كثير ـ قالا : نا شعبة ، عن يزيد بن حمير ، عن عبد الله بن بسر (١) قال :
جاء رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى أبي فنزل عليه ، فذكر طعاما ، فأتاه به ، وذكر سويقا وشيئا آخر وأتاه بشراب فيكون (٢) من على يمين ، وأتاه بتمر فجعل يأكل ، فلما قام ليركب أخذ بلجام دابته وقال : ادع الله لي يا رسول الله ، فقال : «اللهمّ بارك لهم فيما رزقتهم ، واغفر لهم ، وارحمهم» [١٠١٦].
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد بن عبد الواحد بن الحصين ، أنا أبو طالب محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن غيلان ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا جعفر بن محمّد بن شاكر الصائغ ، نا عفّان بن شعبة ـ قال : وأنا الشافعي قال : نا معاذ بن المثنّى ، نا محمّد بن كثير ، نا شعبة.
ح قال : ونا الشافعي ، قال : ونا إسماعيل بن إسحاق ، نا جعفر بن عمر ، نا شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس :
أن خالته أم حميد أهدت إلى النبي صلىاللهعليهوسلم سمنا وأقطا وضبّا ، فأكل السمن والأقط وترك الضب ، فلم يأكل منها ، فأكلت على مائدة رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
فقلت لأبي بشر : من ذكر هذا؟ قال : ابن عبّاس.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشّافعي ، نا محمّد بن غالب ، نا الحميدي ، والرمادي ـ يعني إبراهيم بن يسار ـ قالا : نا أبو أسامة ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة : أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان يعجبه الحلواء والعسل.
أخبرنا غالب ، ثنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشّافعي ، نا محمّد بن غالب ، نا يحيى بن هاشم ، نا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يحب الحلواء والعسل.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنبأ أبو عبد الرّحمن السّلمي ، أنا علي بن المؤمل ، أنا الكديمي ، ثنا أبو عاصم ، ثنا يزيد بن إبراهيم ، عن ليث بن أبي سليم قال : أوّل من خبص الخبيص عثمان بن عفّان ، قدمت عليه عير تحمل النّقيّ
__________________
(١) بالأصل : بشر ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ٣ / ٤٣٠.
(٢) المختصر : فناول.
والعسل ، فخلط بينهما وعمل الخبيص ، وبعث به إلى منزل أم سلمة ، فلم يصادف النبي صلىاللهعليهوسلم ، فلما جاء وضعته بين يديه ، فأكله فاستطابه فقال : «من بعث هذه؟» قالت : عثمان بن عفّان فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «اللهمّ إن عثمان يترضاك فارض عنه» [١٠١٧].
هذا منقطع وقد جاء موصولا من وجه آخر.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشّافعي ، أنا أبو الأحوص محمّد بن الهيثم بن حمّاد القاضي ، نا ابن أبي السّري ، نا الوليد ، نا محمّد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام ، عن أبيه ، عن جده أو غيره قال : خرج رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى البريد (١) ، فإذا عثمان بن عفّان رضياللهعنه يقود ناقة تحمل دقيقا وسمنا وعسلا ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أنخ» ، فأناخ ، ثم دعا ببرمة فجعل فيها من السمن والعسل والدقيق ، ثم أمر فأوقد تحتها حتى أدرك ، أو قال : نضج ، ثم قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «كلوا» وأكل منه ، ثم قال : «هذا شيء تدعوه فارس : الخبيص» [١٠١٨].
أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل الفقيه ، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور الزاهد ، أنا أبو سهل بشر بن أحمد الإسفرايني ، نا أبو زكريا ، نا يحيى بن محمّد بن غالب النشوي (٢) ، نا يحيى بن يحيى ، نا إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن عبد الله بن جعفر قال ؛ رأيت رسول الله صلىاللهعليهوسلم يأكل القثّاء (٣) بالرطب.
رواه مسلم عن يحيى بن يحيى (٤).
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعي ، نا محمّد بن غالب ، نا مسلم بن إبراهيم ، نا جرير بن حازم ، نا حميد ـ يعني الطويل ـ عن أنس قال : رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم يأكل البطيخ بالرطب.
أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا عمر بن
__________________
(١) في مختصر ابن منظور : المربد.
(٢) النشوى بفتح النون والشين المعجمة ، هذه النسبة إلى نشا ، ويقال : نشوى ، وهي بلدة متصلة بأذربيجان وأرمينية ، ويقال لها نخجوان.
(٣) القثاء : قال الفيومي : فعّال همزته أصلية ، وكسر القاف أكثر من ضمها ، اسم لما يسميه الناس الخيار والعجور والفقوس ، الواحدة قثاءة.
(٤) صحيح مسلم ـ ٣٦ كتاب الأشربة ، ٢٣ باب ، ح (٢٠٤٣) ص ٣ / ١٦١٦.
أحمد بن شاهين ، نا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي ، نا محمّد بن الصبّاح الجرجاني ، نا يعقوب بن الوليد المدني ، نا أبو حازم ، عن سهل بن سعد قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يأكل البطيخ بالرطب.
قال ابن شاهين : تفرّد به عن أبي حازم فيما أعلم يعقوب بن الوليد المدني ، وليس هو عندهم بذاك.
رواه ابن ماجة عن محمّد بن الصبّاح.
أخبرنا أبو الأعز ، أنبأ أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسن علي بن محمود بن أحمد بن لؤلؤ ، نا زكريا بن يحيى الساجي ، نا طالوت بن عبّاد ، نا وهيب ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان يعجبه الطبيخ (١) بالرطب.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا محمّد بن عبد الله الشّافعي ، نا أبو بكر محمّد بن هارون بن عيسى الأزدي سنة ست وسبعين ومائتين ، حدّثني الحكم بن موسى ، نا محمّد بن سلمة الحرّاني ، عن الفزاري ، عن محمّد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله قال :
كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم يعجبه أن يفطر على الرطب ما دام الرطب ، وعلى التمر إذا لم يكن رطب ، ويختم بهن ويجعلهن وترا ـ ثلاثا أو خمسا أو سبعا ـ.
قال : وأنا الشافعي ، نا محمّد بن غالب ، نا أبو الوليد ، نا أبو عوانة ، عن الخراش ، عن مجاهد ، عن ابن عمر قال : رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم يأكل جمّار نخل (٢).
أخرجه البخاري عن أبي الوليد.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٣) ، حدّثني أبي ، نا أبو عامر ، نا فليح ، عن أيوب بن عبد الرّحمن بن صعصعة ، عن يعقوب بن أبي يعقوب ، عن أم المنذر بنت قيس الأنصارية قالت : دخل عليّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم ومعه علي رضياللهعنه وعلي ناقه من مرض ، ولنا دوالي (٤) معلقة ،
__________________
(١) كذا بالأصل ، والصواب : البطيخ كما في مختصر ابن منظور.
(٢) الجمّار جمع جمّارة : شحمة النخل ، وهي رخصة تؤكل بالعسل.
(٣) مسند الإمام أحمد ٦ / ٣٦٣ ـ ٣٦٤.
(٤) كذا ، والدوالي : عنب أسود غير حالك ، عناقيده أعظم العناقيد (اللسان).
فقام رسول الله صلىاللهعليهوسلم يأكل منها وقام علي يأكل منها ، فطفق النبي صلىاللهعليهوسلم يقول لعلي : «مه إنك ناقه» حتى كفّ ، قالت : وصنعت شعيرا وسلقا فجئت به فقال النبي صلىاللهعليهوسلم لعلي : «من هذا أصب ، فهو أنفع لك» [١٠١٩].
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد الشيباني ، أنا أبو طالب محمّد بن محمّد بن غيلان ، نا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم ، نا محمّد بن غالب ، نا محمّد بن عقبة السّدوسي ، نا داود بن عبد الجبّار ، نا سليمان الكوفي ، نا أبو الجارود ، عن حبيب بن يسار ، عن ابن عبّاس قال : رأيت النبي صلىاللهعليهوسلم يأكل العنب خرطا (١).
أخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، أنبأ إبراهيم بن منصور الخبّاز ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى الموصلي ، نا إسحاق بن أبي إسرائيل ، نا محمّد بن جابر ، عن الأعمش ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال :
ما عاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم طعاما قط إن اشتهاه أكله وإلّا لم يعبه.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشّافعي ، نا أحمد بن بشر المرثدي.
ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السّلام ، وأبو جعفر محمّد بن علي بن محمّد بن السمناني الوكيل ، قالوا : أنا أبو محمّد الصّريفيني ، أنا أبو القاسم بن حبابة ، أنا أبو القاسم البغوي ، قالا : حدّثنا علي بن الجعد ، أنبأ شعبة ، عن الأعمش ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال :
ما عاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم طعاما قط ، إن اشتهاه أكله ، وإلّا تركه.
أخرجه البخاري عن علي بن الجعد.
أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو سعد الجنزرودي (٢) ، أنبأ أبو عمرو بن حمدان ، أنا أبو يعلى الموصلي ، نا أحمد بن حاتم ـ هو الطويل ـ ثنا عبد العزيز الدراوردي ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة :
__________________
(١) خرط العنقود واخترطه إذا وضعه في فيه ثم يأخذ حبه ، ويخرج عرجونه عاريا منه (اللسان : خرط).
(٢) بالأصل : الخيزرودي.
أن النبي صلىاللهعليهوسلم كان يستقي له العذب من بئر السقيا (١) ، وربما كان يستعذب الماء.
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد بن عبد الواحد ، أنا محمّد بن محمّد بن غيلان ، أنا محمّد بن عبد الله ، ثنا ابن حنبل ـ يعني عبد الله بن أحمد ـ حدّثني أبي ، نا سفيان.
ح وأخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو سعد الجنزرودي (٢) ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، نا أبو يعلى.
ح وأخبرنا أبو بكر بن المزرفي (٣) ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا علي بن عمر الحربي ، نا عبد الله بن محمّد البغوي ، قالا : نا إسحاق بن أبي إسرائيل ، نا سفيان.
ح وأخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء ، وأبو غالب بن البنّا ، قالا : أنا أبو يعلى بن الفراء ، أنا أبو عبد الله إسحاق بن محمّد بن يوسف بن يعقوب النيسابوري ، قدم علينا حاجّا.
ح وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد بن أحمد الحواري ، أنا أبو بكر البيهقي.
وأخبرنا أبو حفص عمر بن الحسن الفرغولي ، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف ، قالا : أنا أبو عبد الله الحافظ قالا : نا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، نا أحمد بن شيبان الديبلي ، نا سفيان بن عيينة.
وأخبرنا أبو حفص الفرغولي ، أنبأ أحمد بن علي بن خلف ، أنا الحاكم أبو عبد الله ، أنبأ أبو علي محمّد بن علي بن عمر ، نا عتيق بن محمّد ، قالا : نا سفيان عن معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت : كان أحبّ الشراب إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ـ وفي حديث ابن الحصين : إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ـ الحلواء البارد ، ولم يقل ابن الفراء الحار ، قال : أحب الشراب (٤).
__________________
(١) منزل بين مكة والمدينة (ياقوت).
(٢) بالأصل : الخيزرودي.
(٣) بالأصل : المرزقي ، خطأ ، والصواب ما أثبت.
(٤) انظر مسند الإمام أحمد ٦ / ٣٨ ، ٤٠.
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو القاسم التنوخي ، أنا أبو بكر بن شاذان ، نا البغوي ، نا أحمد بن محمّد بن حنبل ، نا عفّان ، أخبرني القاسم ، حدّثني ثمامة قال : سألت عائشة عن النبيذ (١) فدعت جارية حبشية فقالت لي : سل هذه ، فإنها كانت تنبذ لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فقالت : كنت أنبذ لرسول الله صلىاللهعليهوسلم في سقاء من الليل ، وأوكيه ، فإذا أصبح شرب منه.
أخبرناه أبو بكر الفرضي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفر ، نا محمّد بن محمّد الباغندي ، نا شيبان ، نا القاسم بن الفضل ، نا ثمامة بن حزن القشيري قال :
لقيت عائشة فسألتها عن النبيذ ، فحدّثتني أن وفد عبد القيس سألوا النبي صلىاللهعليهوسلم عن النبيذ فنهاهم أن يشربوا في الدّبّاء والنّقير والمزفّت والحنتم (٢) ، فدعت عائشة جارية حبشية ، فقالت : سل هذه ، إنها كانت تنبذ لرسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالت : كنت أنبذ لرسول الله صلىاللهعليهوسلم في سقاء من الليل ، وأوكيه وأعلّقه ، فإذا أصبح شرب منه.
أخبرنا أبو محمّد السيدي ، وأبو القاسم الشّحّامي ، قالا : أنا أبو عثمان البحيري ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، أنا الحسن بن سفيان ، نا هدبة بن خالد القيسي ، نا حمّاد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس قال : لقد سقيت بقدحي رسول الله صلىاللهعليهوسلم اللبن ، والماء ، والعسل ، والنبيذ.
أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو سعد بن أبي علانة (٣) ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا إبراهيم بن حمّاد بن إسحاق ، ثنا أبي ، ثنا هارون بن مسلم ، نا محمّد بن عمر ، حدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن سويد الأسلمي ، عن عبّاد بن منصور ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال :
__________________
(١) بالأصل : «البصل» وشطبت بخط عليها وفوقها وضعت علامة تحويل إلى الهامش ، واللفظة «النبيذ» استدركت عن الهامش.
(٢) الدباء : القرع واحدها دباءة.
والحنتم : الجرار المدهونة كانت تحمل فيها الخمر إلى المدينة.
والنقير : ما نقر من الخشب والحجر ونحوه ، وأصل خشبة ينقر ، فينبذ فيه ، فيشتد نبيذه.
والمزفت : الزفت : القار ، والمزفت : المطليّ به ، وهو وعاء مطلي بالزفت.
(٣) بالأصل : علاثة. والصواب ما أثبت ، وقد مضى التعريف به.
كانت للنبي صلىاللهعليهوسلم منائح (١) : سبعة (٢) أعنز ترعاهن أم أيمن قال : وقال عبد الملك بن سليمان بن أبي المغيرة عن محمّد بن عبد الله بن الحصين قال : كانت منائح رسول الله صلىاللهعليهوسلم ترعى بأحد وتروح كل ليلة على بيته في البيت الذي يدور فيه وسمّاهن إبراهيم بن عبد الله بن عتبة بن غزوان قال : كن سبع منائح : عجوة ، وزمزم ، وسقياء ، وبركة ، وورسة ، والحلال (٣) ، وأخلاف (٤) ، والله سبحانه وتعالى أعلم.
__________________
(١) رسمها وإعجامها مضطربان والصواب ما أثبت.
(٢) كذا.
(٣) في ابن سعد ١ / ٤٩٥ والمختصر ٣ / ٣٦٤ أطلال.
(٤) في ابن سعد والمختصر : اطراف.
باب
معرفة عبيده وإمائه
وذكر حديثه وكتّابه وأمنائه
مع مراعاة الحروف في أسمائهم
وذكر بعض ما ذكر من أنبائهم
١ ـ فمنهم أسامة بن زيد بن حارثة (١) ، أبو زيد الكلبي :
مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم وحبه ، وابن حبه ، وكان أبوه وأمّه أم أيمن موليين للنبي صلىاللهعليهوسلم ، قدم دمشق ، وسيأتي أخباره في ترجمته في حرف الألف من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.
٢ ـ ومنهم أسلم ، ويقال : إبراهيم أبو (٢) رافع القبطي (٣) :
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن البقشلاني ، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عيسى بن علي بن عيسى ، أنبأ عبد الله بن محمّد البغوي ، حدّثني أحمد بن زهير ، عن مصعب قال : اسمه إبراهيم ، وفي كتاب عمي ـ يعني ـ علي بن عبد العزيز اسمه إبراهيم مرية ، قال : وقال ابن نمير : سألت بعض أهل المدينة فقال :
اسمه أسلم.
كذا حكى البغوي عن أحمد بن زهير ، عن مصعب في تاريخه بخلاف ذلك.
أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن
__________________
(١) ترجمته في أسد الغابة ١ / ٧٩ والاستيعاب ١ / ٧٥ الإصابة ١ / ٥٤ تهذيب التهذيب ١ / ٢٠٨ سير الأعلام ٢ / ٤٩٦ وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
(٢) بالأصل : «أو» خطأ والصواب ما أثبت.
(٣) ترجمته في الاستيعاب ٤ / ١٦٥٦ أسد الغابة ١ / ٥٢ تهذيب التهذيب ١٢ / ٩٢ سير الأعلام ٢ / ١٦ وبحاشيتها ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
الآبنوسي ـ قراءة ـ أنا أبو بكر أحمد (١) بن عبيد بن بيري ـ إجازة ـ أنا أبو عبد الله محمّد بن الحسين الزاغوني ، نا أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب ، أخبرني مصعب.
وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا محمّد بن علي ، أنا محمّد بن أحمد ، أنا الأحوص بن المفضّل ، أنا أبي عن مصعب قال : أبو رافع مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، واسمه أسلم ، شهد أحدا ، والخندق ، والمشاهد بعدها ، وزوّجه رسول الله صلىاللهعليهوسلم سلمى مولاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، شهدت سلمى خيبر ، وولدت عبد الله بن رافع ، وكان كاتبا لعلي بن أبي طالب بالكوفة ، ومات أبو رافع بالمدينة قبل قتل عثمان.
قال ابن أبي خيثمة : أبو رافع مولى النبي صلىاللهعليهوسلم ، وسلم اسمه إبراهيم ، سمعت يحيى بن معين يذكر ذلك.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد الماهاني ، أنا شجاع بن علي بن شجاع ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، سمعت محمّد بن يعقوب يقول : سمعت العباس بن محمّد الدوري يقول : سمعت يحيى بن معين يقول :
أبو رافع مولى النبي صلىاللهعليهوسلم ، اسمه إبراهيم ، قال ابن مندة : وقال علي بن المديني ومصعب الزبيري : اسمه أسلم ، قال علي : ويقال : هرمز ، قال ابن مندة : إبراهيم أبو رافع مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، اختلف في اسمه فقيل : أسلم ، وقيل هرمز ، كان للعباس فوهبه للنبي صلىاللهعليهوسلم ، فلما أسلم العبّاس أعتقه النبي صلىاللهعليهوسلم ، شهد أحدا والخندق ، وكان على ثقل النبي صلىاللهعليهوسلم ، وشهد فتح مصر.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن الموحد ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عيسى بن علي ، أنبأ عبد الله بن محمّد ، حدّثني ابن زنجويه ، نا الحارث بن مسكين ، نا ابن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث ، عن بكير ، أخبرني الحسن بن علي بن أبي رافع : أن أبا رافع كان قبطيا (٢).
أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا
__________________
(١) بالأصل : «أبو بكر بن أحمد» حذفنا «بن» لأنها مقحمة. ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ١٩٧.
(٢) انظر سير الأعلام ٢ / ١٦.
عبد الله (١) ، حدّثني أبي ، نا محمّد بن جعفر وبهز ، قالا : نا شعبة عن الحكم ، عن أبي رافع :
أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم بعث رجلا من بني مخزوم على الصّدقة ، فقال لأبي رافع :
أصحبني كيما تصيب منها ، فقال : لا حتى آتي رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأسأله ، فانطلق إلى النبي صلىاللهعليهوسلم فسأله فقال : «الصّدقة لا تحلّ لنا ، وإن مولى القوم من أنفسهم» [١٠٢٠].
رواه الثوري عن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى عن الحكم.
وأخبرتنا أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر ، قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا محمّد بن أبي بكر الحضرمي ، نا فضيل بن سلمان ، نا قائد مولى عبيد الله بن علي بن أبي رافع ، حدّثني الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العبّاس قال :
قدم النبي صلىاللهعليهوسلم خيبر ، فأصاب الناس برد شديد فقال النبي صلىاللهعليهوسلم : «من كان له لحاف فليلحف من لا لحاف له» ، قال أبو رافع : فطلبت من يلحفني ، فلم أجد أحدا ، فأتيت النبي صلىاللهعليهوسلم فأخبرته ، فألقى عليّ من لحافه ، فنمنا حتى أصبحنا ، فوجد النبي صلىاللهعليهوسلم عند رجليه على فراشه حيّة قد تطوّقت ، فرماها النبي صلىاللهعليهوسلم برجله ، وقال : «يا أبا رافع ، اقتلها اقتلها» (٢) [١٠٢١].
أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنبأ شجاع بن علي ، أنبأ أبو عبد الله بن مندة ، أنا أحمد بن محمّد بن زياد ، نا أحمد بن عبد الجبّار ، نا يونس بن بكير ، عن محمّد بن إسحاق ، نا الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عبّاس ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : حدّثني أبو رافع قال :
كنا آل العبّاس قد دخلنا الإسلام ، وكنا نستخفي بإسلامنا ، وكنت غلاما للعبّاس أنحت الأقداح ، فلما سارت قريش إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم يوم بدر جعلنا نتوقع الأخبار ، فقدم علينا الحيسمان الخزاعي بالأخبار ، فوجدنا في أنفسنا قوة ، وسرّنا ما جاءنا من الخبر من ظهور رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، فو الله إنّي لجالس في صفة زمزم أنحت أقداحا لي
__________________
(١) مسند أحمد ٦ / ١٠ ونقله الذهبي في السير ٢ / ١٧ وانظر تخريجه فيه.
(٢) السيرة لابن كثير ٤ / ٦١٩.
وعندي أمّ الفضل جالسة وقد سرّنا ما جاءنا من الخبر ، وبلغنا عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذ أقبل الخبيث أبو لهب بشرّ ، يجرّ رجليه ، وقد أكبته الله وأخزاه بما جاءه من الخبر حتى جلس على طرف (١) الحجرة وقال للناس : هذا أبو سفيان بن حرب قد قدم واجتمع عليه الناس ، فقال له أبو لهب : هلم إليّ يا ابن أخي ، فعندك لعمري (٢) الخبر ، فجاءه حتى جلس بين يديه فقال : يا ابن أخي ، خبرني خبر الناس ، فقال : نعم والله ما هو إلّا أن لقينا القوم فمنحناهم أكتافنا يضعون السلاح منا حيث شاءوا ، والله مع ذلك سالمت (٣) الناس ؛ لقينا رجالا بيضا على خيل بلق ، لا والله ما تليق (٤) شيئا يقول : ما تبقى شيئا فرفعت طنب الحجرة. فقلت : تلك والله الملائكة ، فرفع أبو لهب يده فضرب وجهي ضربة منكرة ، وبادرته وكنت رجلا ضعيفا ، فاحتملني وضرب بي ، وبرك على صدري ، فضربني وتقوم أم الفضل إلى عمود من عمد الحجرة فتأخذه فتقول : استضعفته إن غاب عنه سيّده؟ وتضربه بالعمود على رأسه فتفلقه شجة منكرة ، وقام يجر رجليه ذليلا ، ورماه الله بالعدسة (٥) ، فو الله ما مكث إلّا سبعا حتى مات ، فلقد تركه ابناه في بيته ثلاثا ما يدفناه حتى أنتن وكانت قريش تتقي هذه العدسة كما تتقي الطاعون ، حتى قال لهما رجل من قريش : ويحكما ، ألا تستحيان ، إن أباكما قد أنتن في بيت لا تدفناه ، فقالا : إنا نخشى عدوى هذه القرحة ، فقال لهما : فأنا أعينكما عليه ، فو الله ما غسلوه إلّا قذفا بالماء عليه من بعيد لا يدنون منه حتى احتملاه إلى أعلى مكة ، فأسنداه إلى جدار ثم رضموا (٦) عليه الحجارة.
قال ابن مندة : رواه يوسف بن بهلول عن ابن إدريس عن محمّد بن إسحاق.
__________________
(١) في سيرة ابن كثير ٢ / ٤٧٩ ومختصر ابن منظور ٢ / ٢٩٧ «طنب الحجرة» وهما بمعنى.
(٢) بالأصل : «نعم من» والمثبت عن سيرة ابن كثير.
(٣) كذا ، وفي المختصر : هلكت الناس.
(٤) بالأصل : يلتق ، والصواب من سيرة ابن كثير ، وتليق : تبقي.
(٥) العدسة : بثرة قاتلة تخرج ، كالطاعون ، قاتلة تقتل صاحبها ، كانت تتشاءم منها العرب.
(٦) بالأصل : ضموا ، والمثبت عن سيرة ابن كثير.
٣ ـ ومنهم أنسة (١) أبو مسرح (٢) :
مهاجري ، شهد بدرا ، وكان من مولدي السّراة ، ولا يعرف له رواية.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الموحد ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عيسى بن علي ، نا عبد الله بن محمّد ، حدّثني سعيد بن يحيى الأموي ، حدّثني أبو (٣) عمرو محمّد بن إسحاق.
ح قال : وحدّثني هارون من موالي الفروي ، نا محمّد بن فليح ، عن موسى بن عقبة ، عن الزهري في تسمية من شهد بدرا : أنسة (٤) مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
قال : وحدّثني أحمد بن زهير ، نا مصعب بن عبد الله قال : أنسة (١) يكنى أبا مسرح (٢) ، قال البغوي : ولا أعلم روي عن أنسة (٤) حديث مسند ولا غيره مسند.
أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد بن بيري ـ إجازة ـ أنا أبو عبد الله محمّد بن الحسين الزعفراني ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، أخبرني مصعب.
وأخبرنا أبو البركات ، أنا ثابت بن بندار ، أنا محمّد بن علي ، أنا محمّد بن أحمد ، أنا ابن المفضّل ، نا أبي عن مصعب قال :
أنسة (٥) مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، شهد بدرا وأحدا ، وكان يكنّى مسرح ، ويقال : أبو مشرح ، وكان من مولدي السّراة ، وكان يأذن على النبي صلىاللهعليهوسلم إذا جلس ، ومات في خلافة أبي بكر الصّدّيق (٦).
أخبرنا أبو بكر الفرضي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا
__________________
(١) بالأصل : ايسة ، والمثبت عن ابن سعد ١ / ٤٩٧ ومختصر ابن منظور ٢ / ٢٩٨ والسيرة لابن كثير ٢ / ٦١٩ وفيها : أنسة بن زياد.
(٢) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن مختصر ابن منظور ٢ / ٢٩٨ وفي السيرة لابن كثير : «مشرح» ، وفي الإصابة : أبو مسروح وقيل أبو سرح.
(٣) بالأصل : أبي.
(٤) مهملة بدون نقط بالأصل ، والمثبت يتفق مع ما تقدم.
(٥) بالأصل : آسية ، والصواب ما أثبت.
(٦) انظر الإصابة ١ / ٧٥.
عبد الوهّاب بن أبي حية ، أنا محمّد بن شجاع ، أنا محمّد بن عمر (١) ، حدّثني ابن أبي حبيبة.
وأخبرنا أبو بكر ، أنا أبو محمّد ، أنبأ أبو عمر ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسن بن محمّد ، نا محمّد بن سعد (٢) ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني ابن أبي حبيب ، عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : قتل أنسة مولى النبي صلىاللهعليهوسلم ، قال محمّد بن عمر : وليس ذلك عندنا بثبت ، ورأيت أهل العلم يثبتون أنه لم يقتل ببدر ، وقد شهد أحدا وبقي بعد ذلك أيضا زمانا.
قال : وحدّثني عبد الرّحمن بن أبي الزناد ، عن محمّد بن يوسف قال : مات أنسة (٣) بعد النبي صلىاللهعليهوسلم في ولاية أبي بكر الصّدّيق ، وكان من مولدي السّراة ، وكان يكنى أبا مسرح.
أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن الماوردي ، أنا أبو الحسن محمّد بن علي السّيرافي ، أنبأ أبو عبد الله أحمد بن إسحاق النهاوندي ، نا أحمد بن عمران الأشناني ، نا موسى بن زكريا ، نا أبو عمر خليفة بن خيّاط قال (٤) : قال علي بن محمّد ، عن عبد العزيز بن أبي ثابت عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : استشهد يوم بدر أنسة (٥) مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أحمد بن محمّد بن النقور ، أنبأ محمّد بن العباس الذهبي ، نا رضوان بن أحمد بن جالينوس.
ح وأخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد الماهاني ، أنبأ شجاع بن علي بن شجاع ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا محمّد بن يعقوب ، قالا : أنا أحمد بن عبد الجبّار ،
__________________
(١) مغازي الواقدي انظر ١ / ١٤٦ و ١٥٣.
(٢) انظر سيرة ابن كثير ٤ / ٦١٩ والإصابة ١ / ٧٥.
(٣) بالأصل : آسية ، والصواب ما أثبت.
(٤) تاريخ خليفة بن خياط ص ١٥٧.
(٥) بالأصل : «آسية» وفي تاريخ خليفة : «أبو أنسة» وفي سيرة ابن كثير ٤ / ٦١٩ والإصابة ١ / ٧٥ نقلا عن خليفة : أنسة ، وهو ما أثبت.
نا يونس ، عن ابن إسحاق أنه قال في تسمية من شهد بدرا مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم : أنسة (١) مولاه (٢).
قال ابن مندة : وكذلك قال موسى بن عقبة عن الزهري ، قال ابن مندة : أنسة (١) مولى رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، يكنى أبا مسروح من مولدي السّراة ، شهد بدرا ، وأحدا ، وكان ممن يأذن على رسول الله صلىاللهعليهوسلم إذا جلس ، مات في خلافة أبي بكر رضياللهعنه.
٤ ـ ومنهم : أيمن بن عبيد بن زيد (٣) :
وهو ابن أمّ أيمن ، أخو أسامة لأمّه.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن البقشلان ، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأ عيسى بن علي ، أنبأ عبد الله بن محمّد البغوي قال : رأيت في كتاب محمّد بن سعد أيمن بن عبيد بن زيد بن عمرو بن بلال بن أبي الحرباء (٤) بن قيس ، وأمّه أم أيمن (٥) حاضنة النبي صلىاللهعليهوسلم ومولاته ، وأخوه لأمّه أسامة بن زيد ، وكان أيمن فيمن ثبت يوم حنين مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم من أصحابه.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد الماهاني ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا محمّد بن يعقوب ، نا أحمد ، نا يونس ، عن ابن إسحاق قال : وممن شهد مع رسول الله صلىاللهعليهوسلم حنينا من أهل بيته أيمن بن عبيد أخو بني عوف بن الخزرج ، وكانت أمّه أم أيمن مولاة رسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وكان أخا أسامة بن زيد لأمّه (٦).
قال ابن مندة : أيمن بن أمّ أيمن ، وهو أبو عبيد بن عمرو بن بلال بن أبي الحرباء بن قيس بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج ، أخو أسامة بن زيد لأمّه ، أمّهما أم أيمن حاضنة النبي صلىاللهعليهوسلم ، قتل في عهد النبي صلىاللهعليهوسلم يوم حنين ، وفيه نزلت
__________________
(١) بالأصل : آسيا ، والصواب ما أثبت.
(٢) سيرة ابن هشام ٢ / ٣٣٤ وسيرة ابن كثير والإصابة نقلا عن ابن إسحاق.
(٣) ترجمته في أسد الغابة ١ / ١٨٩ الإصابة ١ / ٩٢ الاستيعاب ١ / ٨٨.
(٤) في أسد الغابة : الجرباء.
(٥) كانت أم أيمن قد تزوجت في الجاهلية عبيد بن عمرو بمكة ، ثم نقلها إلى يثرب حيث مات عنها ، فرجعت أم أيمن إلى مكة فتزوجها زيد بن حارثة. قاله البلاذري (الإصابة).
(٦) انظر سيرة ابن هشام ٤ / ٨٦.
وفي أصحابه : (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً) الآية (١).
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن البقشلان ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عيسى ، أنبأ عبد الله ، نا خلف بن هشام البزاز ، نا شريك ، عن منصور ، عن عطاء ، عن أيمن ابن أمّ أيمن رفعه قال : لا قطع إلّا في المجنّ (٢) ، وثمنه يومئذ دينار.
قال خلف عن شريك ، عن منصور ، عن عطاء ، وقال أسود بن عامر شاذان ، عن شريك ، عن منصور ، عن عطاء ، ومجاهد.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الموحّد ، أنا أبو الحسن بن الآبنوسي ، أنبأ عيسى بن علي ، أنبأ عبد الله بن محمّد :
قال : وحدّثني مروان بن عبد الله ، نا أسود بن عامر ، عن شريك ، عن منصور ، عن عطاء ومجاهد عن أيمن عن النبي صلىاللهعليهوسلم نحوه.
ورواه معاوية بن هشام القصّار ، عن الثوري ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن عطاء.
أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله (٣) بن مندة ، أنبأ أحمد بن محمّد بن زياد ، ومحمّد بن يعقوب ، قالا : أنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي ، نا معاوية بن هشام ، نا سفيان الثوري ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن عطاء ، عن أيمن الحبشي : أن النبي صلىاللهعليهوسلم قطع اليد في مجنّ وقيمته يومئذ دينار (٤).
رواه غيرهما عن عكرمة فقال : عن مجاهد وعن عطاء.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الموحد ، نا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأ عيسى بن علي ، نا عبد الله بن محمّد ، ثنا عمي ، نا محمّد بن سعيد بن الأصبهاني ، عن معاوية بن هشام ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، وعن عطاء ، عن أيمن عن النبي صلىاللهعليهوسلم ، وذكر الحديث.
__________________
(١) سورة الكهف ، الآية : ١١٠.
(٢) المجنّ : الترس.
(٣) بالأصل : أنا أم عبدة بن مندة ، والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.
(٤) سيرة ابن كثير ٤ / ٦٢١ وأسد الغابة ١ / ١٨٩.
أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنا شجاع المصلي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا محمّد بن عبد الله بن يوسف ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : وجدت في كتاب أبي بخط يده : حدّثني محمّد بن إدريس الشافعي قال : وقد روى شريك حديث مجاهد عن أيمن بن أم أيمن أخي أسامة لأمّه ، فقلت : لا أعلم أن بأصحابنا أيمن أخو أسامة ، قتل مع النبي صلىاللهعليهوسلم يوم حنين قبل مولد مجاهد ، ولم يبق بعد النبي صلىاللهعليهوسلم فيحدث عنه (١)(٢).
٥ ـ ومنهم : ثوبان بن بجدد (٣) ، أبو عبد الكريم (٤) الألهاني (٥) :
عربي ، أصابه سبيا فاشتراه النبي صلىاللهعليهوسلم وأعتقه ، وذكره في حرف الثاء من هذا الكتاب.
٦ ـ ومنهم : حنين (٦) مولى النبي صلىاللهعليهوسلم :
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد ، أنبأ أبو بكر الخطيب ، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، نا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود سمّويه ، نا عبد الله بن يوسف ، أنبأ أبو حنين (٧) أخو إبراهيم بن عبد الله بن حنين (٨) عن ابنة (٩) أخيه عن خالها يقال له ابن الشاعر : أن جده كان غلاما للنبي صلىاللهعليهوسلم ،
__________________
(١) انظر سيرة ابن كثير ٤ / ٦٢٠ وعقب ابن كثير على الحديث : هذا يقتضي تأخر موته عن النبي صلىاللهعليهوسلم إن لم يكن الحديث مدلّسا عنه ، ويحتمل أن يكون أريد غيره.
(٢) ورد في مختصر ابن منظور ٢ / ٢٩٩ هنا : باذام ، وقال : يذكر مع طهمان.
(٣) مهملة بالأصل بدون نقط ، والمثبت عن أسد الغابة.
(٤) كذا ، وفي أسد الغابة : أبو عبد الله وقيل أبو عبد الرحمن ، والأول أصح. وفي سيرة ابن كثير ٤ / ٦٢١ أبو عبد الله ويقال أبو عبد الكريم ، ويقال أبو عبد الرحمن.
(٥) ترجمته في الاستيعاب ١ / ٢١٨ أسد الغابة ١ / ٢٩٦ الإصابة ١ / ٢٠٤ تهذيب التهذيب ٢ / ٣١ وسير أعلام النبلاء ٣ / ١٥ وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.
والألهاني نسبة إلى ألهان.
(٦) بالأصل : حبين ، والصواب ما أثبت عن أسد الغابة ١ / ٥٤٦ وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٢١ والإصابة ١ / ٣٦٢ وضبطت بالتصغير عن الإصابة.
(٧) بالأصل : أبو حبين ، والمثبت عن أسد الغابة ، وفي المختصر : ابن حنين. وفي الإصابة : الوضاح بن عبد الله بن حنين.
(٨) بالأصل : حبين ، والصواب ما أثبت.
(٩) بالأصل : «عن ابنه عن أخيه» والمثبت يوافق عبارة مختصر ابن منظور ٢ / ٢٩٩ وأسد الغابة ١ / ٥٤٧.
فوهبه لعمه عباس فأعتقه ، فكان حنين (١) عند النبي صلىاللهعليهوسلم فخدمه ، وكان إذا توضأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم خرج بوضوئه إلى أصحابه ، فكان إما شربوه ، وإمّا تمسّحوا به ، فحبس حنين الوضوء فكان لا يخرج به إليهم فشكوه إلى النبي صلىاللهعليهوسلم ، فسأله ، فقال : احتبست عندي فجعلت في جرّ (٢) فإذا عطشت شربت منه ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «هل رأيتم غلاما أحصى ما أحصى هذا» ، ثم وهبه لعمّه عباس فأعتقه [١٠٢٢].
قال : وأنا أبو نعيم أيضا ، نا إبراهيم بن محمّد بن يحيى النيسابوري ، أنا أبو العباس محمّد بن إسحاق الثقفي ، نا محمّد بن إسماعيل ـ يعني البخاري ـ نا عبد الله بن يوسف ، نا أبو حنين (٣) بن عبد الله بن حنين (١) أخو إبراهيم بن عبد الله بن حنين (١) عن ابنة أخيه بنحوه مختصرا.
أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم ، نا محمّد بن مسلم بن وارة.
وحدّثنا أحمد بن محمّد إبراهيم بن جامع ، نا يحيى بن عثمان بن صالح قالا : نا عبد الله بن يوسف التّنّيسي ، نا أبو حنين (٣) بن عبد الله بن حنين (١) أخو إبراهيم بن حنين (١) عن ابنة أخيه عن خالها يقال له ابن الشاعر : أن حنينا (٤) جده كان غلاما لرسول الله صلىاللهعليهوسلم فوهبه لعمّه العباس بن عبد المطلب ، فأعتقه ، وكان حنين (١) عند النبي صلىاللهعليهوسلم يخدمه ، وكان إذا توضأ رسول الله صلىاللهعليهوسلم أخرج وضوءه إلى أصحابه ، وكانوا إمّا تمسّحوا به وإمّا شربوه ، قال : فحبس حنين (١) الوضوء وكان لا يخرج به إليهم ، فشكوه فقال : حبسته عندي فجعلته في جرّ فإذا عطشت شربته ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «هل رأيتم غلاما (٥) أحصا ما أحصا هذا» ، ثم وهبه بعد للعباس رضياللهعنه فأعتقه [١٠٢٣].
__________________
(١) بالأصل : حبين ، والصواب ما أثبت.
(٢) بالأصل حر بالحاء المهملة ، والمثبت عن أسد الغابة ، والجر : إناء معروف من الفخار.
(٣) بالأصل : أبو حبين ، والمثبت عن أسد الغابة ، وفي المختصر : ابن حنين. وفي الإصابة : الوضاح بن عبد الله بن حنين.
(٤) بالأصل : حبينا ، والمثبت عن أسد الغابة.
(٥) بالأصل : «عدما» والمثبت عن الرواية السابقة.