تاريخ مدينة دمشق - ج ٤

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]

تاريخ مدينة دمشق - ج ٤

المؤلف:

أبي القاسم علي بن الحسن ابن هبة الله بن عبد الله الشافعي [ ابن عساكر ]


المحقق: علي شيري
الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الناشر: دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع
الطبعة: ٠
الصفحات: ٣٩٩
الجزء ١ الجزء ٢ الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٢ الجزء ٣٣ الجزء ٣٤ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١ الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠

فيقول : «إني صائم» ، ثم جاءها بعد ذلك فقالت : أهديت لنا هدية ، فخبأناها لك ، قال : «ما هي؟» قالت : حيس قال : «قد أصبحت صائما» [١٠١٢] فأكل.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أحمد بن الحسين البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، أخبرني أبو الحسين بن إسماعيل الحافظ ، أنا محمّد بن إسحاق بن إبراهيم ، نا الحسن بن عرفة ، نا المبارك بن سعيد ، عن أخيه عمر بن سعيد ، عن عكرمة قال : أرسل سعيد بن جبير إلى ابن عبّاس : إنّي قد اتّخذت لك عاما ، فائتني مع من أحببت ، فأتاه ، فقال له : يا سعيد ، إني لست أتأمر على أحد إنما أعدك رجلا منّا ، أتينا بالثريد ، فلقد كان أحبّ الطعام إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الثريد من الخبز ، والثريد من التمر ، وهو الحيس ، فلما فرغ قال : ارفع يا غلام ، الله المحمود ، الله المعبود ، الله المشكور.

كذا قال عن عكرمة ، لم يذكر منهما أحدا. رواه غيره عن المبارك فأدخل فيه رجلا من أهل البصرة عن سلمى.

أخبرنا أبو القاسم عبد الملك بن عبد الله المغربي ، وأبو غالب محمّد بن الحسن البصري ـ ببغداد ـ قالا : أنا أبو علي النسائي ، أنا القاضي أبو عمر القاسم بن جعفر الهاشمي ، نا أبو علي اللؤلؤي ، ثنا أبو داود السّجستاني ، نا محمّد بن حسّان السّمتي (١) ، نا المبارك بن سعيد ، عن عمر بن سعيد ، عن رجل من أهل البصرة ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : كان أحبّ الطعام إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم الثريد من الخبز ، والثريد من الحيس (٢).

قال أبو داود : وهو ضعيف.

وأخبرتنا أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر ، قالت : أنا إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا محمّد بن أبي بكر المقدّمي ، نا عقيل بن سليمان ، حدّثني عبيد الله بن علي أن جدته سلمى أخبرته قالت :

دخل علي الحسن بن علي وعبيد الله بن العبّاس ، وعبد الله بن جعفر فقالوا : اصنعي لنا طعاما مما كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يحب أكله ، قالت للحسن : يا بني ، إنك لا تشتهيه

__________________

(١) بالأصل : الشمني ، خطأ والصواب ما أثبت عن الأنساب.

(٢) الخبر في ابن سعد ١ / ٣٩٣ وفيه : والثريد من التمر يعني الحيس.

٢٤١

اليوم ، فأخذت شعيرا فطحنته ونسفته وجعلت منه خبزة وجعلت أدم الزيت ، ونثرت عليه فلفلا فقرّبته إليهم ، فقالت : كان النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يحب هذا ويحسن أكلها.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا بشر بن موسى الأسدي ، نا سعيد بن منصور ، نا سفيان ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن حكيم بن جابر ، عن أبيه قال :

دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فإذا هو يأكل طعاما فيه دبّاء ، فقلت : ما هذا يا رسول الله؟ قال : «نكثر به طعامنا» [١٠١٣].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا محمّد بن يونس بن موسى القرشي ، نا الصميدع ، نا واهب ، نا شعبة ، عن هشام بن زيد ، عن أنس : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يعجبه الدبّاء (١).

قال : وأنا الشافعي ، نا عيسى بن عبد الله الطيالسي ، نا أبو غسان ، نا عمارة.

ح قال : وأنا الشافعي قال : نا محمّد بن بشر بن مطر ، نا شيبان ، نا عمارة ـ يعني ابن زاذان ـ أنا ثابت ، عن أنس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يعجبه الدبّاء وهو القرع.

قال : وأنا الشافعي ، نا جعفر بن محمّد القاضي ، نا قتيبة ، نا ليث عن معاوية بن صالح ، عن أبي طالوت قال : دخلت على أنس بن مالك وهو يأكل القرع وهو يقول : يا لك شجرة ما أحبك إلى الحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم (٢).

أخرجه الترمذي عن قتيبة (٣).

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ، وأبو سعيد بن عمرو ، قالا : نا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب ، نا العبّاس بن محمّد الدوري ، نا الحسن بن بشر الهمداني ، حدّثنا سعدان بن الوليد بيّاع (٤) السّابري (٥) عن عطاء ، عن ابن عبّاس قال :

__________________

(١) ابن سعد ١ / ٣٩١.

(٢) ابن سعد ١ / ٣٩٢ وفيه : ما أحبك إليّ لحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

(٣) صحيح الترمذي ح (١٨٤٩).

(٤) رسمها مهمل بدون نقط ووضع فوقها علامة تحويل إلى الهامش ، ولم يشر في الهامش إلى شيء ، والصواب ما أثبت.

(٥) السابري : ثوب رقيق جيد ، أو درع دقيقة النسج في إحكام. (القاموس).

٢٤٢

دخل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم فتح مكة على أم هانئ بنت أبي طالب وكان جائعا ، فقال : «هل عندكم طعام آكله؟» فقالت : إن عندي لكسرا يابسة ، وإني لأستحي أن أقرّبها إليك ، فقال : «هلميها» فكسرها في ماء وجاءته بملح فقال : «ما من إدام» ، فقالت : ما عندي يا رسول الله إلّا شيء من خل ، فقال : «هلميه» فلما جاءت به صبّه على طعامه ، فأكل منه ثم حمد الله عزوجل ثم قال : «نعم الإدام الخلّ ، يا أم هانئ لا يفقر (١) بيت فيه خل» [١٠١٤].

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشّافعي ، نا علي الحسن بن الطيب البلخي ، نا جمعة بن عبد الله البلخي السّلمي ، نا مروان بن معاوية الفزاري ، عن عيسى بن أبي عيسى ، عن موسى ، عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «سيّد إدامكم الملح» [١٠١٥].

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبي الأستاذ أبو القاسم ، أنا أحمد بن محمّد الزاهد ، أنا محمّد بن إسحاق الثقفي ، نا قتيبة بن سعيد ، نا الليث بن سعد ، عن يحيى ، عن بشير بن يسار ، عن سويد بن النعمان صاحب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال :

أتي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بسويق ، فأكل وأكلنا معه ، ثم تمضمض فقام فصلّى المغرب ولم يتوضأ.

أنبأنا أبو علي الحدّاد ، وحدّثني عنه أبو مسعود الأصبهاني ، أنا أبو نعيم الحافظ قال : ثنا سليمان بن أحمد الطبراني ، نا محمّد بن يزيد بن عبد الصّمد الدمشقي ، نا هشام بن عمّار ، نا صدقة بن خالد بن جابر ، حدّثني سليم بن عامر ، حدّثني بشر (٢) السلماني قال : دخل علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بيتنا فوضعنا تحته قطيفة لنا ، فجلس عليها وأنزل عليه الوحي في بيتنا ، وقدمنا إليه زبدا وتمرا ، وكان يحب الزبد.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا محمّد بن إبراهيم الشّافعي ، نا محمّد بن غالب ، نا حميد بن كثير ، وسليمان بن حرب ـ واللفظ لابن

__________________

(١) الأصل : يقفر ، والمثبت عن المختصر.

(٢) كذا : «بشر السلماني» بالأصل وفي المختصر : «ابني بسر السّلميين» انظر ترجمة : بسر في الاستيعاب وأسد الغابة والإصابة.

٢٤٣

كثير ـ قالا : نا شعبة ، عن يزيد بن حمير ، عن عبد الله بن بسر (١) قال :

جاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى أبي فنزل عليه ، فذكر طعاما ، فأتاه به ، وذكر سويقا وشيئا آخر وأتاه بشراب فيكون (٢) من على يمين ، وأتاه بتمر فجعل يأكل ، فلما قام ليركب أخذ بلجام دابته وقال : ادع الله لي يا رسول الله ، فقال : «اللهمّ بارك لهم فيما رزقتهم ، واغفر لهم ، وارحمهم» [١٠١٦].

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد بن عبد الواحد بن الحصين ، أنا أبو طالب محمّد بن محمّد بن إبراهيم بن غيلان ، أنا أبو بكر الشافعي ، نا جعفر بن محمّد بن شاكر الصائغ ، نا عفّان بن شعبة ـ قال : وأنا الشافعي قال : نا معاذ بن المثنّى ، نا محمّد بن كثير ، نا شعبة.

ح قال : ونا الشافعي ، قال : ونا إسماعيل بن إسحاق ، نا جعفر بن عمر ، نا شعبة ، عن أبي بشر ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عبّاس :

أن خالته أم حميد أهدت إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم سمنا وأقطا وضبّا ، فأكل السمن والأقط وترك الضب ، فلم يأكل منها ، فأكلت على مائدة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

فقلت لأبي بشر : من ذكر هذا؟ قال : ابن عبّاس.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشّافعي ، نا محمّد بن غالب ، نا الحميدي ، والرمادي ـ يعني إبراهيم بن يسار ـ قالا : نا أبو أسامة ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يعجبه الحلواء والعسل.

أخبرنا غالب ، ثنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشّافعي ، نا محمّد بن غالب ، نا يحيى بن هاشم ، نا هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة قالت : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يحب الحلواء والعسل.

أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنا أبو بكر البيهقي ، أنبأ أبو عبد الرّحمن السّلمي ، أنا علي بن المؤمل ، أنا الكديمي ، ثنا أبو عاصم ، ثنا يزيد بن إبراهيم ، عن ليث بن أبي سليم قال : أوّل من خبص الخبيص عثمان بن عفّان ، قدمت عليه عير تحمل النّقيّ

__________________

(١) بالأصل : بشر ، والصواب ما أثبت ، ترجمته في سير الأعلام ٣ / ٤٣٠.

(٢) المختصر : فناول.

٢٤٤

والعسل ، فخلط بينهما وعمل الخبيص ، وبعث به إلى منزل أم سلمة ، فلم يصادف النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما جاء وضعته بين يديه ، فأكله فاستطابه فقال : «من بعث هذه؟» قالت : عثمان بن عفّان فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «اللهمّ إن عثمان يترضاك فارض عنه» [١٠١٧].

هذا منقطع وقد جاء موصولا من وجه آخر.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشّافعي ، أنا أبو الأحوص محمّد بن الهيثم بن حمّاد القاضي ، نا ابن أبي السّري ، نا الوليد ، نا محمّد بن حمزة بن يوسف بن عبد الله بن سلام ، عن أبيه ، عن جده أو غيره قال : خرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إلى البريد (١) ، فإذا عثمان بن عفّان رضي‌الله‌عنه يقود ناقة تحمل دقيقا وسمنا وعسلا ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنخ» ، فأناخ ، ثم دعا ببرمة فجعل فيها من السمن والعسل والدقيق ، ثم أمر فأوقد تحتها حتى أدرك ، أو قال : نضج ، ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «كلوا» وأكل منه ، ثم قال : «هذا شيء تدعوه فارس : الخبيص» [١٠١٨].

أخبرنا أبو عبد الله محمّد بن الفضل الفقيه ، أنا أبو حفص عمر بن أحمد بن عمر بن مسرور الزاهد ، أنا أبو سهل بشر بن أحمد الإسفرايني ، نا أبو زكريا ، نا يحيى بن محمّد بن غالب النشوي (٢) ، نا يحيى بن يحيى ، نا إبراهيم بن سعد ، عن أبيه ، عن عبد الله بن جعفر قال ؛ رأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يأكل القثّاء (٣) بالرطب.

رواه مسلم عن يحيى بن يحيى (٤).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم الشّافعي ، نا محمّد بن غالب ، نا مسلم بن إبراهيم ، نا جرير بن حازم ، نا حميد ـ يعني الطويل ـ عن أنس قال : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يأكل البطيخ بالرطب.

أخبرنا أبو الأعزّ قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا عمر بن

__________________

(١) في مختصر ابن منظور : المربد.

(٢) النشوى بفتح النون والشين المعجمة ، هذه النسبة إلى نشا ، ويقال : نشوى ، وهي بلدة متصلة بأذربيجان وأرمينية ، ويقال لها نخجوان.

(٣) القثاء : قال الفيومي : فعّال همزته أصلية ، وكسر القاف أكثر من ضمها ، اسم لما يسميه الناس الخيار والعجور والفقوس ، الواحدة قثاءة.

(٤) صحيح مسلم ـ ٣٦ كتاب الأشربة ، ٢٣ باب ، ح (٢٠٤٣) ص ٣ / ١٦١٦.

٢٤٥

أحمد بن شاهين ، نا محمّد بن محمّد بن سليمان الباغندي ، نا محمّد بن الصبّاح الجرجاني ، نا يعقوب بن الوليد المدني ، نا أبو حازم ، عن سهل بن سعد قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يأكل البطيخ بالرطب.

قال ابن شاهين : تفرّد به عن أبي حازم فيما أعلم يعقوب بن الوليد المدني ، وليس هو عندهم بذاك.

رواه ابن ماجة عن محمّد بن الصبّاح.

أخبرنا أبو الأعز ، أنبأ أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسن علي بن محمود بن أحمد بن لؤلؤ ، نا زكريا بن يحيى الساجي ، نا طالوت بن عبّاد ، نا وهيب ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يعجبه الطبيخ (١) بالرطب.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا محمّد بن عبد الله الشّافعي ، نا أبو بكر محمّد بن هارون بن عيسى الأزدي سنة ست وسبعين ومائتين ، حدّثني الحكم بن موسى ، نا محمّد بن سلمة الحرّاني ، عن الفزاري ، عن محمّد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله قال :

كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يعجبه أن يفطر على الرطب ما دام الرطب ، وعلى التمر إذا لم يكن رطب ، ويختم بهن ويجعلهن وترا ـ ثلاثا أو خمسا أو سبعا ـ.

قال : وأنا الشافعي ، نا محمّد بن غالب ، نا أبو الوليد ، نا أبو عوانة ، عن الخراش ، عن مجاهد ، عن ابن عمر قال : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يأكل جمّار نخل (٢).

أخرجه البخاري عن أبي الوليد.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا عبد الله بن أحمد (٣) ، حدّثني أبي ، نا أبو عامر ، نا فليح ، عن أيوب بن عبد الرّحمن بن صعصعة ، عن يعقوب بن أبي يعقوب ، عن أم المنذر بنت قيس الأنصارية قالت : دخل عليّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومعه علي رضي‌الله‌عنه وعلي ناقه من مرض ، ولنا دوالي (٤) معلقة ،

__________________

(١) كذا بالأصل ، والصواب : البطيخ كما في مختصر ابن منظور.

(٢) الجمّار جمع جمّارة : شحمة النخل ، وهي رخصة تؤكل بالعسل.

(٣) مسند الإمام أحمد ٦ / ٣٦٣ ـ ٣٦٤.

(٤) كذا ، والدوالي : عنب أسود غير حالك ، عناقيده أعظم العناقيد (اللسان).

٢٤٦

فقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يأكل منها وقام علي يأكل منها ، فطفق النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول لعلي : «مه إنك ناقه» حتى كفّ ، قالت : وصنعت شعيرا وسلقا فجئت به فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم لعلي : «من هذا أصب ، فهو أنفع لك» [١٠١٩].

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد الشيباني ، أنا أبو طالب محمّد بن محمّد بن غيلان ، نا محمّد بن عبد الله بن إبراهيم ، نا محمّد بن غالب ، نا محمّد بن عقبة السّدوسي ، نا داود بن عبد الجبّار ، نا سليمان الكوفي ، نا أبو الجارود ، عن حبيب بن يسار ، عن ابن عبّاس قال : رأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يأكل العنب خرطا (١).

أخبرنا أبو عبد الله الخلّال ، أنبأ إبراهيم بن منصور الخبّاز ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى الموصلي ، نا إسحاق بن أبي إسرائيل ، نا محمّد بن جابر ، عن الأعمش ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال :

ما عاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم طعاما قط إن اشتهاه أكله وإلّا لم يعبه.

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو طالب بن غيلان ، أنا أبو بكر الشّافعي ، نا أحمد بن بشر المرثدي.

ح وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السّلام ، وأبو جعفر محمّد بن علي بن محمّد بن السمناني الوكيل ، قالوا : أنا أبو محمّد الصّريفيني ، أنا أبو القاسم بن حبابة ، أنا أبو القاسم البغوي ، قالا : حدّثنا علي بن الجعد ، أنبأ شعبة ، عن الأعمش ، عن أبي حازم ، عن أبي هريرة قال :

ما عاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم طعاما قط ، إن اشتهاه أكله ، وإلّا تركه.

أخرجه البخاري عن علي بن الجعد.

أخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو سعد الجنزرودي (٢) ، أنبأ أبو عمرو بن حمدان ، أنا أبو يعلى الموصلي ، نا أحمد بن حاتم ـ هو الطويل ـ ثنا عبد العزيز الدراوردي ، عن هشام ، عن أبيه ، عن عائشة :

__________________

(١) خرط العنقود واخترطه إذا وضعه في فيه ثم يأخذ حبه ، ويخرج عرجونه عاريا منه (اللسان : خرط).

(٢) بالأصل : الخيزرودي.

٢٤٧

أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم كان يستقي له العذب من بئر السقيا (١) ، وربما كان يستعذب الماء.

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمّد بن عبد الواحد ، أنا محمّد بن محمّد بن غيلان ، أنا محمّد بن عبد الله ، ثنا ابن حنبل ـ يعني عبد الله بن أحمد ـ حدّثني أبي ، نا سفيان.

ح وأخبرنا أبو المظفّر بن القشيري ، أنا أبو سعد الجنزرودي (٢) ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، نا أبو يعلى.

ح وأخبرنا أبو بكر بن المزرفي (٣) ، نا أبو الحسين بن المهتدي ، أنا علي بن عمر الحربي ، نا عبد الله بن محمّد البغوي ، قالا : نا إسحاق بن أبي إسرائيل ، نا سفيان.

ح وأخبرنا أبو الحسين محمّد بن محمّد بن الفراء ، وأبو غالب بن البنّا ، قالا : أنا أبو يعلى بن الفراء ، أنا أبو عبد الله إسحاق بن محمّد بن يوسف بن يعقوب النيسابوري ، قدم علينا حاجّا.

ح وأخبرنا أبو عبد الله الفراوي ، وأبو محمّد عبد الجبّار بن محمّد بن أحمد الحواري ، أنا أبو بكر البيهقي.

وأخبرنا أبو حفص عمر بن الحسن الفرغولي ، أنا أبو بكر أحمد بن علي بن خلف ، قالا : أنا أبو عبد الله الحافظ قالا : نا أبو العباس محمّد بن يعقوب ، نا أحمد بن شيبان الديبلي ، نا سفيان بن عيينة.

وأخبرنا أبو حفص الفرغولي ، أنبأ أحمد بن علي بن خلف ، أنا الحاكم أبو عبد الله ، أنبأ أبو علي محمّد بن علي بن عمر ، نا عتيق بن محمّد ، قالا : نا سفيان عن معمر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن عائشة قالت : كان أحبّ الشراب إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وفي حديث ابن الحصين : إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ الحلواء البارد ، ولم يقل ابن الفراء الحار ، قال : أحب الشراب (٤).

__________________

(١) منزل بين مكة والمدينة (ياقوت).

(٢) بالأصل : الخيزرودي.

(٣) بالأصل : المرزقي ، خطأ ، والصواب ما أثبت.

(٤) انظر مسند الإمام أحمد ٦ / ٣٨ ، ٤٠.

٢٤٨

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو القاسم التنوخي ، أنا أبو بكر بن شاذان ، نا البغوي ، نا أحمد بن محمّد بن حنبل ، نا عفّان ، أخبرني القاسم ، حدّثني ثمامة قال : سألت عائشة عن النبيذ (١) فدعت جارية حبشية فقالت لي : سل هذه ، فإنها كانت تنبذ لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فقالت : كنت أنبذ لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سقاء من الليل ، وأوكيه ، فإذا أصبح شرب منه.

أخبرناه أبو بكر الفرضي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو الحسين بن المظفر ، نا محمّد بن محمّد الباغندي ، نا شيبان ، نا القاسم بن الفضل ، نا ثمامة بن حزن القشيري قال :

لقيت عائشة فسألتها عن النبيذ ، فحدّثتني أن وفد عبد القيس سألوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عن النبيذ فنهاهم أن يشربوا في الدّبّاء والنّقير والمزفّت والحنتم (٢) ، فدعت عائشة جارية حبشية ، فقالت : سل هذه ، إنها كانت تنبذ لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقالت : كنت أنبذ لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم في سقاء من الليل ، وأوكيه وأعلّقه ، فإذا أصبح شرب منه.

أخبرنا أبو محمّد السيدي ، وأبو القاسم الشّحّامي ، قالا : أنا أبو عثمان البحيري ، أنا أبو عمرو بن حمدان ، أنا الحسن بن سفيان ، نا هدبة بن خالد القيسي ، نا حمّاد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس قال : لقد سقيت بقدحي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم اللبن ، والماء ، والعسل ، والنبيذ.

أخبرنا أبو غالب ، وأبو عبد الله ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو سعد بن أبي علانة (٣) ، أنا أبو طاهر المخلّص ، نا إبراهيم بن حمّاد بن إسحاق ، ثنا أبي ، ثنا هارون بن مسلم ، نا محمّد بن عمر ، حدّثني أبو إسحاق إبراهيم بن سويد الأسلمي ، عن عبّاد بن منصور ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال :

__________________

(١) بالأصل : «البصل» وشطبت بخط عليها وفوقها وضعت علامة تحويل إلى الهامش ، واللفظة «النبيذ» استدركت عن الهامش.

(٢) الدباء : القرع واحدها دباءة.

والحنتم : الجرار المدهونة كانت تحمل فيها الخمر إلى المدينة.

والنقير : ما نقر من الخشب والحجر ونحوه ، وأصل خشبة ينقر ، فينبذ فيه ، فيشتد نبيذه.

والمزفت : الزفت : القار ، والمزفت : المطليّ به ، وهو وعاء مطلي بالزفت.

(٣) بالأصل : علاثة. والصواب ما أثبت ، وقد مضى التعريف به.

٢٤٩

كانت للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم منائح (١) : سبعة (٢) أعنز ترعاهن أم أيمن قال : وقال عبد الملك بن سليمان بن أبي المغيرة عن محمّد بن عبد الله بن الحصين قال : كانت منائح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ترعى بأحد وتروح كل ليلة على بيته في البيت الذي يدور فيه وسمّاهن إبراهيم بن عبد الله بن عتبة بن غزوان قال : كن سبع منائح : عجوة ، وزمزم ، وسقياء ، وبركة ، وورسة ، والحلال (٣) ، وأخلاف (٤) ، والله سبحانه وتعالى أعلم.

__________________

(١) رسمها وإعجامها مضطربان والصواب ما أثبت.

(٢) كذا.

(٣) في ابن سعد ١ / ٤٩٥ والمختصر ٣ / ٣٦٤ أطلال.

(٤) في ابن سعد والمختصر : اطراف.

٢٥٠

باب

معرفة عبيده وإمائه

وذكر حديثه وكتّابه وأمنائه

مع مراعاة الحروف في أسمائهم

وذكر بعض ما ذكر من أنبائهم

١ ـ فمنهم أسامة بن زيد بن حارثة (١) ، أبو زيد الكلبي :

مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وحبه ، وابن حبه ، وكان أبوه وأمّه أم أيمن موليين للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قدم دمشق ، وسيأتي أخباره في ترجمته في حرف الألف من هذا الكتاب إن شاء الله تعالى.

٢ ـ ومنهم أسلم ، ويقال : إبراهيم أبو (٢) رافع القبطي (٣) :

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن بن البقشلاني ، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عيسى بن علي بن عيسى ، أنبأ عبد الله بن محمّد البغوي ، حدّثني أحمد بن زهير ، عن مصعب قال : اسمه إبراهيم ، وفي كتاب عمي ـ يعني ـ علي بن عبد العزيز اسمه إبراهيم مرية ، قال : وقال ابن نمير : سألت بعض أهل المدينة فقال :

اسمه أسلم.

كذا حكى البغوي عن أحمد بن زهير ، عن مصعب في تاريخه بخلاف ذلك.

أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا البنّا ، قالا : أنا أبو الحسين بن

__________________

(١) ترجمته في أسد الغابة ١ / ٧٩ والاستيعاب ١ / ٧٥ الإصابة ١ / ٥٤ تهذيب التهذيب ١ / ٢٠٨ سير الأعلام ٢ / ٤٩٦ وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

(٢) بالأصل : «أو» خطأ والصواب ما أثبت.

(٣) ترجمته في الاستيعاب ٤ / ١٦٥٦ أسد الغابة ١ / ٥٢ تهذيب التهذيب ١٢ / ٩٢ سير الأعلام ٢ / ١٦ وبحاشيتها ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

٢٥١

الآبنوسي ـ قراءة ـ أنا أبو بكر أحمد (١) بن عبيد بن بيري ـ إجازة ـ أنا أبو عبد الله محمّد بن الحسين الزاغوني ، نا أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب ، أخبرني مصعب.

وأخبرنا أبو البركات الأنماطي ، أنا ثابت بن بندار ، أنا محمّد بن علي ، أنا محمّد بن أحمد ، أنا الأحوص بن المفضّل ، أنا أبي عن مصعب قال : أبو رافع مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، واسمه أسلم ، شهد أحدا ، والخندق ، والمشاهد بعدها ، وزوّجه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم سلمى مولاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، شهدت سلمى خيبر ، وولدت عبد الله بن رافع ، وكان كاتبا لعلي بن أبي طالب بالكوفة ، ومات أبو رافع بالمدينة قبل قتل عثمان.

قال ابن أبي خيثمة : أبو رافع مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وسلم اسمه إبراهيم ، سمعت يحيى بن معين يذكر ذلك.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد الماهاني ، أنا شجاع بن علي بن شجاع ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، سمعت محمّد بن يعقوب يقول : سمعت العباس بن محمّد الدوري يقول : سمعت يحيى بن معين يقول :

أبو رافع مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، اسمه إبراهيم ، قال ابن مندة : وقال علي بن المديني ومصعب الزبيري : اسمه أسلم ، قال علي : ويقال : هرمز ، قال ابن مندة : إبراهيم أبو رافع مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، اختلف في اسمه فقيل : أسلم ، وقيل هرمز ، كان للعباس فوهبه للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فلما أسلم العبّاس أعتقه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، شهد أحدا والخندق ، وكان على ثقل النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وشهد فتح مصر.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحسن الموحد ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عيسى بن علي ، أنبأ عبد الله بن محمّد ، حدّثني ابن زنجويه ، نا الحارث بن مسكين ، نا ابن وهب ، أخبرني عمرو بن الحارث ، عن بكير ، أخبرني الحسن بن علي بن أبي رافع : أن أبا رافع كان قبطيا (٢).

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين ، أنا أبو علي بن المذهب ، أنا أحمد بن جعفر ، نا

__________________

(١) بالأصل : «أبو بكر بن أحمد» حذفنا «بن» لأنها مقحمة. ترجمته في سير الأعلام ١٧ / ١٩٧.

(٢) انظر سير الأعلام ٢ / ١٦.

٢٥٢

عبد الله (١) ، حدّثني أبي ، نا محمّد بن جعفر وبهز ، قالا : نا شعبة عن الحكم ، عن أبي رافع :

أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بعث رجلا من بني مخزوم على الصّدقة ، فقال لأبي رافع :

أصحبني كيما تصيب منها ، فقال : لا حتى آتي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأسأله ، فانطلق إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فسأله فقال : «الصّدقة لا تحلّ لنا ، وإن مولى القوم من أنفسهم» [١٠٢٠].

رواه الثوري عن محمّد بن عبد الرّحمن بن أبي ليلى عن الحكم.

وأخبرتنا أمّ المجتبى فاطمة بنت ناصر ، قالت : قرئ على إبراهيم بن منصور ، أنا أبو بكر بن المقرئ ، أنا أبو يعلى ، نا محمّد بن أبي بكر الحضرمي ، نا فضيل بن سلمان ، نا قائد مولى عبيد الله بن علي بن أبي رافع ، حدّثني الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العبّاس قال :

قدم النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم خيبر ، فأصاب الناس برد شديد فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من كان له لحاف فليلحف من لا لحاف له» ، قال أبو رافع : فطلبت من يلحفني ، فلم أجد أحدا ، فأتيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فأخبرته ، فألقى عليّ من لحافه ، فنمنا حتى أصبحنا ، فوجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم عند رجليه على فراشه حيّة قد تطوّقت ، فرماها النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم برجله ، وقال : «يا أبا رافع ، اقتلها اقتلها» (٢) [١٠٢١].

أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنبأ شجاع بن علي ، أنبأ أبو عبد الله بن مندة ، أنا أحمد بن محمّد بن زياد ، نا أحمد بن عبد الجبّار ، نا يونس بن بكير ، عن محمّد بن إسحاق ، نا الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن عبّاس ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : حدّثني أبو رافع قال :

كنا آل العبّاس قد دخلنا الإسلام ، وكنا نستخفي بإسلامنا ، وكنت غلاما للعبّاس أنحت الأقداح ، فلما سارت قريش إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم بدر جعلنا نتوقع الأخبار ، فقدم علينا الحيسمان الخزاعي بالأخبار ، فوجدنا في أنفسنا قوة ، وسرّنا ما جاءنا من الخبر من ظهور رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فو الله إنّي لجالس في صفة زمزم أنحت أقداحا لي

__________________

(١) مسند أحمد ٦ / ١٠ ونقله الذهبي في السير ٢ / ١٧ وانظر تخريجه فيه.

(٢) السيرة لابن كثير ٤ / ٦١٩.

٢٥٣

وعندي أمّ الفضل جالسة وقد سرّنا ما جاءنا من الخبر ، وبلغنا عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذ أقبل الخبيث أبو لهب بشرّ ، يجرّ رجليه ، وقد أكبته الله وأخزاه بما جاءه من الخبر حتى جلس على طرف (١) الحجرة وقال للناس : هذا أبو سفيان بن حرب قد قدم واجتمع عليه الناس ، فقال له أبو لهب : هلم إليّ يا ابن أخي ، فعندك لعمري (٢) الخبر ، فجاءه حتى جلس بين يديه فقال : يا ابن أخي ، خبرني خبر الناس ، فقال : نعم والله ما هو إلّا أن لقينا القوم فمنحناهم أكتافنا يضعون السلاح منا حيث شاءوا ، والله مع ذلك سالمت (٣) الناس ؛ لقينا رجالا بيضا على خيل بلق ، لا والله ما تليق (٤) شيئا يقول : ما تبقى شيئا فرفعت طنب الحجرة. فقلت : تلك والله الملائكة ، فرفع أبو لهب يده فضرب وجهي ضربة منكرة ، وبادرته وكنت رجلا ضعيفا ، فاحتملني وضرب بي ، وبرك على صدري ، فضربني وتقوم أم الفضل إلى عمود من عمد الحجرة فتأخذه فتقول : استضعفته إن غاب عنه سيّده؟ وتضربه بالعمود على رأسه فتفلقه شجة منكرة ، وقام يجر رجليه ذليلا ، ورماه الله بالعدسة (٥) ، فو الله ما مكث إلّا سبعا حتى مات ، فلقد تركه ابناه في بيته ثلاثا ما يدفناه حتى أنتن وكانت قريش تتقي هذه العدسة كما تتقي الطاعون ، حتى قال لهما رجل من قريش : ويحكما ، ألا تستحيان ، إن أباكما قد أنتن في بيت لا تدفناه ، فقالا : إنا نخشى عدوى هذه القرحة ، فقال لهما : فأنا أعينكما عليه ، فو الله ما غسلوه إلّا قذفا بالماء عليه من بعيد لا يدنون منه حتى احتملاه إلى أعلى مكة ، فأسنداه إلى جدار ثم رضموا (٦) عليه الحجارة.

قال ابن مندة : رواه يوسف بن بهلول عن ابن إدريس عن محمّد بن إسحاق.

__________________

(١) في سيرة ابن كثير ٢ / ٤٧٩ ومختصر ابن منظور ٢ / ٢٩٧ «طنب الحجرة» وهما بمعنى.

(٢) بالأصل : «نعم من» والمثبت عن سيرة ابن كثير.

(٣) كذا ، وفي المختصر : هلكت الناس.

(٤) بالأصل : يلتق ، والصواب من سيرة ابن كثير ، وتليق : تبقي.

(٥) العدسة : بثرة قاتلة تخرج ، كالطاعون ، قاتلة تقتل صاحبها ، كانت تتشاءم منها العرب.

(٦) بالأصل : ضموا ، والمثبت عن سيرة ابن كثير.

٢٥٤

٣ ـ ومنهم أنسة (١) أبو مسرح (٢) :

مهاجري ، شهد بدرا ، وكان من مولدي السّراة ، ولا يعرف له رواية.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الموحد ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عيسى بن علي ، نا عبد الله بن محمّد ، حدّثني سعيد بن يحيى الأموي ، حدّثني أبو (٣) عمرو محمّد بن إسحاق.

ح قال : وحدّثني هارون من موالي الفروي ، نا محمّد بن فليح ، عن موسى بن عقبة ، عن الزهري في تسمية من شهد بدرا : أنسة (٤) مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

قال : وحدّثني أحمد بن زهير ، نا مصعب بن عبد الله قال : أنسة (١) يكنى أبا مسرح (٢) ، قال البغوي : ولا أعلم روي عن أنسة (٤) حديث مسند ولا غيره مسند.

أخبرنا أبو غالب أحمد ، وأبو عبد الله يحيى ابنا الحسن بن البنّا ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا أحمد بن عبيد بن بيري ـ إجازة ـ أنا أبو عبد الله محمّد بن الحسين الزعفراني ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، أخبرني مصعب.

وأخبرنا أبو البركات ، أنا ثابت بن بندار ، أنا محمّد بن علي ، أنا محمّد بن أحمد ، أنا ابن المفضّل ، نا أبي عن مصعب قال :

أنسة (٥) مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، شهد بدرا وأحدا ، وكان يكنّى مسرح ، ويقال : أبو مشرح ، وكان من مولدي السّراة ، وكان يأذن على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا جلس ، ومات في خلافة أبي بكر الصّدّيق (٦).

أخبرنا أبو بكر الفرضي ، أنا أبو محمّد الجوهري ، أنا أبو عمر بن حيّوية ، أنا

__________________

(١) بالأصل : ايسة ، والمثبت عن ابن سعد ١ / ٤٩٧ ومختصر ابن منظور ٢ / ٢٩٨ والسيرة لابن كثير ٢ / ٦١٩ وفيها : أنسة بن زياد.

(٢) غير واضحة بالأصل ، والمثبت عن مختصر ابن منظور ٢ / ٢٩٨ وفي السيرة لابن كثير : «مشرح» ، وفي الإصابة : أبو مسروح وقيل أبو سرح.

(٣) بالأصل : أبي.

(٤) مهملة بدون نقط بالأصل ، والمثبت يتفق مع ما تقدم.

(٥) بالأصل : آسية ، والصواب ما أثبت.

(٦) انظر الإصابة ١ / ٧٥.

٢٥٥

عبد الوهّاب بن أبي حية ، أنا محمّد بن شجاع ، أنا محمّد بن عمر (١) ، حدّثني ابن أبي حبيبة.

وأخبرنا أبو بكر ، أنا أبو محمّد ، أنبأ أبو عمر ، أنا أحمد بن معروف ، نا الحسن بن محمّد ، نا محمّد بن سعد (٢) ، أنا محمّد بن عمر ، حدّثني ابن أبي حبيب ، عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : قتل أنسة مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قال محمّد بن عمر : وليس ذلك عندنا بثبت ، ورأيت أهل العلم يثبتون أنه لم يقتل ببدر ، وقد شهد أحدا وبقي بعد ذلك أيضا زمانا.

قال : وحدّثني عبد الرّحمن بن أبي الزناد ، عن محمّد بن يوسف قال : مات أنسة (٣) بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم في ولاية أبي بكر الصّدّيق ، وكان من مولدي السّراة ، وكان يكنى أبا مسرح.

أخبرنا أبو غالب محمّد بن الحسن الماوردي ، أنا أبو الحسن محمّد بن علي السّيرافي ، أنبأ أبو عبد الله أحمد بن إسحاق النهاوندي ، نا أحمد بن عمران الأشناني ، نا موسى بن زكريا ، نا أبو عمر خليفة بن خيّاط قال (٤) : قال علي بن محمّد ، عن عبد العزيز بن أبي ثابت عن داود بن الحصين ، عن عكرمة ، عن ابن عبّاس قال : استشهد يوم بدر أنسة (٥) مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم.

أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أحمد بن محمّد بن النقور ، أنبأ محمّد بن العباس الذهبي ، نا رضوان بن أحمد بن جالينوس.

ح وأخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد الماهاني ، أنبأ شجاع بن علي بن شجاع ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا محمّد بن يعقوب ، قالا : أنا أحمد بن عبد الجبّار ،

__________________

(١) مغازي الواقدي انظر ١ / ١٤٦ و ١٥٣.

(٢) انظر سيرة ابن كثير ٤ / ٦١٩ والإصابة ١ / ٧٥.

(٣) بالأصل : آسية ، والصواب ما أثبت.

(٤) تاريخ خليفة بن خياط ص ١٥٧.

(٥) بالأصل : «آسية» وفي تاريخ خليفة : «أبو أنسة» وفي سيرة ابن كثير ٤ / ٦١٩ والإصابة ١ / ٧٥ نقلا عن خليفة : أنسة ، وهو ما أثبت.

٢٥٦

نا يونس ، عن ابن إسحاق أنه قال في تسمية من شهد بدرا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : أنسة (١) مولاه (٢).

قال ابن مندة : وكذلك قال موسى بن عقبة عن الزهري ، قال ابن مندة : أنسة (١) مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، يكنى أبا مسروح من مولدي السّراة ، شهد بدرا ، وأحدا ، وكان ممن يأذن على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذا جلس ، مات في خلافة أبي بكر رضي‌الله‌عنه.

٤ ـ ومنهم : أيمن بن عبيد بن زيد (٣) :

وهو ابن أمّ أيمن ، أخو أسامة لأمّه.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن البقشلان ، أنبأ أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأ عيسى بن علي ، أنبأ عبد الله بن محمّد البغوي قال : رأيت في كتاب محمّد بن سعد أيمن بن عبيد بن زيد بن عمرو بن بلال بن أبي الحرباء (٤) بن قيس ، وأمّه أم أيمن (٥) حاضنة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ومولاته ، وأخوه لأمّه أسامة بن زيد ، وكان أيمن فيمن ثبت يوم حنين مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من أصحابه.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد الماهاني ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا محمّد بن يعقوب ، نا أحمد ، نا يونس ، عن ابن إسحاق قال : وممن شهد مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم حنينا من أهل بيته أيمن بن عبيد أخو بني عوف بن الخزرج ، وكانت أمّه أم أيمن مولاة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وكان أخا أسامة بن زيد لأمّه (٦).

قال ابن مندة : أيمن بن أمّ أيمن ، وهو أبو عبيد بن عمرو بن بلال بن أبي الحرباء بن قيس بن مالك بن سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج ، أخو أسامة بن زيد لأمّه ، أمّهما أم أيمن حاضنة النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، قتل في عهد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم حنين ، وفيه نزلت

__________________

(١) بالأصل : آسيا ، والصواب ما أثبت.

(٢) سيرة ابن هشام ٢ / ٣٣٤ وسيرة ابن كثير والإصابة نقلا عن ابن إسحاق.

(٣) ترجمته في أسد الغابة ١ / ١٨٩ الإصابة ١ / ٩٢ الاستيعاب ١ / ٨٨.

(٤) في أسد الغابة : الجرباء.

(٥) كانت أم أيمن قد تزوجت في الجاهلية عبيد بن عمرو بمكة ، ثم نقلها إلى يثرب حيث مات عنها ، فرجعت أم أيمن إلى مكة فتزوجها زيد بن حارثة. قاله البلاذري (الإصابة).

(٦) انظر سيرة ابن هشام ٤ / ٨٦.

٢٥٧

وفي أصحابه : (فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً) الآية (١).

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن البقشلان ، أنا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنا عيسى ، أنبأ عبد الله ، نا خلف بن هشام البزاز ، نا شريك ، عن منصور ، عن عطاء ، عن أيمن ابن أمّ أيمن رفعه قال : لا قطع إلّا في المجنّ (٢) ، وثمنه يومئذ دينار.

قال خلف عن شريك ، عن منصور ، عن عطاء ، وقال أسود بن عامر شاذان ، عن شريك ، عن منصور ، عن عطاء ، ومجاهد.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الموحّد ، أنا أبو الحسن بن الآبنوسي ، أنبأ عيسى بن علي ، أنبأ عبد الله بن محمّد :

قال : وحدّثني مروان بن عبد الله ، نا أسود بن عامر ، عن شريك ، عن منصور ، عن عطاء ومجاهد عن أيمن عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم نحوه.

ورواه معاوية بن هشام القصّار ، عن الثوري ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن عطاء.

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله (٣) بن مندة ، أنبأ أحمد بن محمّد بن زياد ، ومحمّد بن يعقوب ، قالا : أنا أحمد بن عبد الحميد الحارثي ، نا معاوية بن هشام ، نا سفيان الثوري ، عن منصور ، عن مجاهد ، عن عطاء ، عن أيمن الحبشي : أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قطع اليد في مجنّ وقيمته يومئذ دينار (٤).

رواه غيرهما عن عكرمة فقال : عن مجاهد وعن عطاء.

أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد الموحد ، نا أبو الحسين بن الآبنوسي ، أنبأ عيسى بن علي ، نا عبد الله بن محمّد ، ثنا عمي ، نا محمّد بن سعيد بن الأصبهاني ، عن معاوية بن هشام ، عن سفيان ، عن منصور ، عن مجاهد ، وعن عطاء ، عن أيمن عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، وذكر الحديث.

__________________

(١) سورة الكهف ، الآية : ١١٠.

(٢) المجنّ : الترس.

(٣) بالأصل : أنا أم عبدة بن مندة ، والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل.

(٤) سيرة ابن كثير ٤ / ٦٢١ وأسد الغابة ١ / ١٨٩.

٢٥٨

أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنا شجاع المصلي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا محمّد بن عبد الله بن يوسف ، حدّثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال : وجدت في كتاب أبي بخط يده : حدّثني محمّد بن إدريس الشافعي قال : وقد روى شريك حديث مجاهد عن أيمن بن أم أيمن أخي أسامة لأمّه ، فقلت : لا أعلم أن بأصحابنا أيمن أخو أسامة ، قتل مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يوم حنين قبل مولد مجاهد ، ولم يبق بعد النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فيحدث عنه (١)(٢).

٥ ـ ومنهم : ثوبان بن بجدد (٣) ، أبو عبد الكريم (٤) الألهاني (٥) :

عربي ، أصابه سبيا فاشتراه النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم وأعتقه ، وذكره في حرف الثاء من هذا الكتاب.

٦ ـ ومنهم : حنين (٦) مولى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم :

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد ، أنبأ أبو بكر الخطيب ، أنا أبو نعيم الحافظ ، أنبأ عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس ، نا إسماعيل بن عبد الله بن مسعود سمّويه ، نا عبد الله بن يوسف ، أنبأ أبو حنين (٧) أخو إبراهيم بن عبد الله بن حنين (٨) عن ابنة (٩) أخيه عن خالها يقال له ابن الشاعر : أن جده كان غلاما للنبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ،

__________________

(١) انظر سيرة ابن كثير ٤ / ٦٢٠ وعقب ابن كثير على الحديث : هذا يقتضي تأخر موته عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم إن لم يكن الحديث مدلّسا عنه ، ويحتمل أن يكون أريد غيره.

(٢) ورد في مختصر ابن منظور ٢ / ٢٩٩ هنا : باذام ، وقال : يذكر مع طهمان.

(٣) مهملة بالأصل بدون نقط ، والمثبت عن أسد الغابة.

(٤) كذا ، وفي أسد الغابة : أبو عبد الله وقيل أبو عبد الرحمن ، والأول أصح. وفي سيرة ابن كثير ٤ / ٦٢١ أبو عبد الله ويقال أبو عبد الكريم ، ويقال أبو عبد الرحمن.

(٥) ترجمته في الاستيعاب ١ / ٢١٨ أسد الغابة ١ / ٢٩٦ الإصابة ١ / ٢٠٤ تهذيب التهذيب ٢ / ٣١ وسير أعلام النبلاء ٣ / ١٥ وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له.

والألهاني نسبة إلى ألهان.

(٦) بالأصل : حبين ، والصواب ما أثبت عن أسد الغابة ١ / ٥٤٦ وسيرة ابن كثير ٤ / ٦٢١ والإصابة ١ / ٣٦٢ وضبطت بالتصغير عن الإصابة.

(٧) بالأصل : أبو حبين ، والمثبت عن أسد الغابة ، وفي المختصر : ابن حنين. وفي الإصابة : الوضاح بن عبد الله بن حنين.

(٨) بالأصل : حبين ، والصواب ما أثبت.

(٩) بالأصل : «عن ابنه عن أخيه» والمثبت يوافق عبارة مختصر ابن منظور ٢ / ٢٩٩ وأسد الغابة ١ / ٥٤٧.

٢٥٩

فوهبه لعمه عباس فأعتقه ، فكان حنين (١) عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فخدمه ، وكان إذا توضأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خرج بوضوئه إلى أصحابه ، فكان إما شربوه ، وإمّا تمسّحوا به ، فحبس حنين الوضوء فكان لا يخرج به إليهم فشكوه إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، فسأله ، فقال : احتبست عندي فجعلت في جرّ (٢) فإذا عطشت شربت منه ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هل رأيتم غلاما أحصى ما أحصى هذا» ، ثم وهبه لعمّه عباس فأعتقه [١٠٢٢].

قال : وأنا أبو نعيم أيضا ، نا إبراهيم بن محمّد بن يحيى النيسابوري ، أنا أبو العباس محمّد بن إسحاق الثقفي ، نا محمّد بن إسماعيل ـ يعني البخاري ـ نا عبد الله بن يوسف ، نا أبو حنين (٣) بن عبد الله بن حنين (١) أخو إبراهيم بن عبد الله بن حنين (١) عن ابنة أخيه بنحوه مختصرا.

أخبرنا أبو الفتح الماهاني ، أنا شجاع بن علي ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، أنا أحمد بن محمّد بن إبراهيم ، نا محمّد بن مسلم بن وارة.

وحدّثنا أحمد بن محمّد إبراهيم بن جامع ، نا يحيى بن عثمان بن صالح قالا : نا عبد الله بن يوسف التّنّيسي ، نا أبو حنين (٣) بن عبد الله بن حنين (١) أخو إبراهيم بن حنين (١) عن ابنة أخيه عن خالها يقال له ابن الشاعر : أن حنينا (٤) جده كان غلاما لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فوهبه لعمّه العباس بن عبد المطلب ، فأعتقه ، وكان حنين (١) عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم يخدمه ، وكان إذا توضأ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أخرج وضوءه إلى أصحابه ، وكانوا إمّا تمسّحوا به وإمّا شربوه ، قال : فحبس حنين (١) الوضوء وكان لا يخرج به إليهم ، فشكوه فقال : حبسته عندي فجعلته في جرّ فإذا عطشت شربته ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «هل رأيتم غلاما (٥) أحصا ما أحصا هذا» ، ثم وهبه بعد للعباس رضي‌الله‌عنه فأعتقه [١٠٢٣].

__________________

(١) بالأصل : حبين ، والصواب ما أثبت.

(٢) بالأصل حر بالحاء المهملة ، والمثبت عن أسد الغابة ، والجر : إناء معروف من الفخار.

(٣) بالأصل : أبو حبين ، والمثبت عن أسد الغابة ، وفي المختصر : ابن حنين. وفي الإصابة : الوضاح بن عبد الله بن حنين.

(٤) بالأصل : حبينا ، والمثبت عن أسد الغابة.

(٥) بالأصل : «عدما» والمثبت عن الرواية السابقة.

٢٦٠