الإمام على عليه السلام في آراء الخلفاء

الشيخ مهدي فقيه إيماني

الإمام على عليه السلام في آراء الخلفاء

المؤلف:

الشيخ مهدي فقيه إيماني


المترجم: يحيى كمالي البحراني
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة المعارف الإسلاميّة
المطبعة: پاسدار إسلام
الطبعة: ١
ISBN: 964-6289-50-9
الصفحات: ٢٢٣

والجدير بالذكر أن كل ما حذرنا الله عز وجل منه ونبانا رسول الله صلى الله عليه واله بانه سوف يقع ، قد وقع وتحقق ظهوره واحدا تلو الاخر عقيب وفاته صلى الله عليه واله مباشرة ، ولو راجعنا التاريخ الاسلامي لرأينا انه يسرد لنا أسماء أكثر من مائة شخص ظهروا في المجتمع وادعوا الخلافة والاماة الاسلامية (١) ، وان هناك أكثر من سبعة وعشرين شخصا ظهروا في المجتمع الاسلامي منذ وفاة النبي الكريم صلى الله عليه واله حتى القرن الثالث وفي مختلف نقاط العالم الاسلامي وغيره تسموا بالمهدي ، ومع اننا قد خلفنا وراءنا

__________________

(١) أ ـ الذين تقلدوا الخلافة بعد وفاة النبي صلى الله عليه واله في سنة ١١ ه‍ حتى ٣٦ ه‍ ثلاثة خلفاء حيث وصلت الخلافة إلى صاحبها الاولى بها.

ب ـ ١٥ خليفة من بني امية وبني مروان حكموا الشام ٩٧ عاما : بدوا من معاوية وانتهاءا بمروان الحمار.

ج ـ ١٧ خليفة من بني امية حكموا الاندلس ٢٩ عاما : بدوا من عبد الرحمن بن معاوية إلى هشام بن عبد الملك.

د ـ ٣٧ خليفة من بني العباس حكموا العراق وخراسان ٥١٩ عاما : بدوا من السفاح وانتهاء بالمعتصم العباسي.

ه‍ ـ ١٥ خليفة من بني العباس حكموا مصر ٢٢٨ عاما : بدوا من المستنصر بالله حتى المتوكل على الله.

وـ ١٤ خليفة من الفاطميين (العبيديين) حكموا مصر ٢٧١ عاما : بدوا من عبيد الله المهدي حتى زمن العاضد لدين الله ، ومن ثم اقتلعت جذور حكومتهم.

ز ـ خلفاء وسلاطين العثمانية الذين حكموا في تركيا وقد عد مؤلف كتاب الشقائق النعمانية في علماء الدولة العثمانية عشر خلفاء منهم فقط ومنذ ذلك التاريخ حتى عام ١٩٢٣ من الميلاد حيث ثار عليهم العميل البريطاني أتاتورك فاباد خلافتهم وأقام حكومة علمانية.

ح ـ خلفاء وأئمة المذهب الزيدي في اليمن وهؤلاء يعتقدون بامامة الامام أمير المؤمنين علي وابنيه والامام علي بن الحسين زين العابدين ومن بعده يوالون من ينهض ضد خلفاء الجور والسلاطين حاملا سيفه معلنا الجهاد ضدهم ، ويعتقدون فيه بان هذا هو الامام الحق ، وإن كان هذا المذهب قد تفرع من الشيعة إلا ان آدابهم وعقائدهم لا تمت إلى الشيعة الامامية الاثني عشرية بشئ. وأما في الاحكام والفقه فانهم يتبعون أبا حنيفة إمام أهل السنة.

٢١

النصف الاول من القرن الخامس عشر فما زلنا نرى البعض يدعون المهدوية (١) وقد تبعهم في ذلك فئات كثيرة من مختلف المذاهب الاسلامية.

ولما كانت قلوبهم قد ملئت بالعصبيات والاحقاد ضد ال بيت رسول الله صلى الله عليه واله وشيعتهم ، ما عساهم أن يفتحوا أبصارهم على ما هم عليه من التيه والزيغ ، ويقوموا بالبحث والتحقيق في موضوع الامامة ومعرفة الامام ، وسار على هذا النمط أيضا بعض الفرق المنتسبة إلى الشيعة مثل الاسماعيلية والزيدية والمتصوفة من الشيعة أتباع محيي الدين بن العربي وأحمد الغزالي ، وسائر أقطاب الصوفية ـ من أتباع الخلفاء المختلقين ـ المتحرين عن معرفة الامام المهدي الحق؟؟ الذي إنكاره وعدم معرفته مساوق للميتة الجاهلية كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه واله انه قال : من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية (٢).

__________________

(١) ظهر في أطراف البلاد الاسلامية منذ القرن الثاني حتى القرن الرابع عشر الهجري سبعة وعشرون رجلا كل منهم يدعي أنه المهدي المنتظر والامام الموعود ، وآخرهم هو محمد القادياني المعاصر لعلي محمد الباب الشيرازي حيث ادعى الاول بانه المهدي الموعود في أرض الهند ، وادعى الثاني هذه الدعوة في إيران ، ولا يخفى أن كلا هذين الرجلين هما من مرتزقة بريطانيا وعملائها ، وما زال فئات من الناس يتبعونهما ويوالونهما على انحرافهما وخروجهما عن الدين ، وظلوا يواصلون دربهما مع انه قد انكشف بعد هلاكهما ودفنهما في مزابل التاريخ ما كانا يبطنان من نوايا خيانية وخطط جنائية ما كرة ، وعقيدة هؤلاء لا تمت إلى الاسلام بشئ بل ان عداءهم وحقدهم على الاسلام والمسلمين يبدو جليا وأظهر من الشمس.

(٢) هذا الحديث من المتواترات التي صححها علماء الفريقين ، رواه بعض الصحابة واخرجه اكثر من سبعين محدث ومفسر ومتكلم من أهل السنة ، وإليك أيها القارئ الكريم والمسلم المنصف طرفا من طرق هذه الرواية :

روي هذا الحديث بالفاظ اخرى عاضدة للفظ المشهور مثل «من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية» ، «من مات وليس عليه طاعة مات ميتة جاهلية» ، «من مات ولا امام له مات ميتة جاهلية» ، «من مات وليس لامام جماعة عليه طاعة مات ميتة جاهلية» ، والفاظ اخرى أخرجها احمد بن حنبل في المسند ٣ : ٤٤٦ و ٤ : ٩٦ ، ومسلم في الجامع

٢٢

__________________

الصحيح ٣ : ١٤٧٨ ح ٥٨ ، وابن حجر الهيثمي في مجمع الزوائد ٥ : ٢١٨ وما بعده ، وأبو داود طيالسي في مسنده : ٢٥٩ ، والبيهقي في السنن الكبرى ٨ : ١٥٦ ، وابن كثير في تفسيره ١ : ٥١٧ وغيرهم ، اخرجوه عن معاوية بن أبي سفيان وعبد الله بن عمر وغيرهما من الصحابة والتابعين.

هذا ما أثبته أرباب الصحاح والمسانيد ، وهو حقيقة ساطعة وواضحة فلا ندحة إلا البخوع لمفادها ، ولا يتم اسلام مسلم إلا بالنزول لمؤداها ، ولم يختلف في هذا الامر اثنان ولا احد من اتباع المذاهب الاسلامية يخالجه الشك في صدوره عن النبي صلى الله عليه واله والترديد بمفاده والاخذ به سوى بعض فقهاء الوهابية الذين دأبهم انكار الضروريات والتشكيك في البديهيات وتعتيم الواقعيات كالجبهان في تبديد الضلام ص ٧٢.

وفي مفاد هذا الحديث نقاط هامة ودقيقة عديدة نشير الى بعضها لكلي يعلم السبب والعلة التي من أجلها انكر عملاء الوهابية المتحجرة صحة الحديث بل صدوره عن النبي وثبوته في الكتب.

١ ـ ما المراد من ميتة الجاهلية؟

لا يخفى ان الجاهلية شر مرحلة مر بها الانسان حيث كانت الاوثان فيها تعبد من دون الله والناس في ذاك العهد على شر دين ، والكفر يومذاك قد أطبق وبسط ظله على الناس ولذلك عبر الدين بالارتداد والتعرب بعد الهجرة رجوعا وبخوعا إلى اللاقيم الجاهلية. فعلى هذا فمن مات ولم يكن في عنقه عهد من الخليفة المنصوص والامام المعين الذي أشار القرآن الكريم ورسول الله صلى الله عليه واله إلى اسمه وخصاله في أحاديث السنة فقد خرج عن الدين وموتته شر ميتة وهي ميتة كفر وإلحاد وشرك.

٢ ـ تساؤلات بحاجة الى إجابات دقيقة.

وهنا نسال : ما هي الموتة التي مات عليها معاوية بن أبي سفيان؟ وعن أي إمام مات وبيعة أي إمام حي كانت في عنقه؟ وهل كان هناك امام مفروض الطاعة والواجب بيعته نصا واجماعا غير أمير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام؟

فالتاريخ يشهد انه لم يبايع الخليفة المنصوص والمجمع عليه وإلا فما تأويل محاربته للامام ومناوئته له ومنازعته في أمر الخلافة؟

فهل كان معاوية ناسيا لهذه الرواية وهو من رواتها؟ أليس انه طوى تلكم السنين وليس في عنقه بيعة لامام ، وقد ورد انه لا يحل لمسلم ان يبيت ليلتين ليس في عنقه بيعة لامام. فعلى هذا فان مات معاوية والحالة هذه مات ميتة جاهلية. أو انه ـ كما يزعم البعض ـ كان

٢٣

تلاحظ أن النبي صلى الله عليه واله قد بين وشيد قولا وعملا في تعريف الامام الحق المتكاملة فيه شروط الامامية ، والتجنب عن اتباع وإطاعة الائمة الكذابين وأدعياء الامامة ، والتورع عن حمل الاوزار والتبعات.

وقد حذر النبي صلى الله عليه واله امته عن الولوج في الضلالات والانحرافات بحيث إن

__________________

يرى ويجتهد ان هذه الكلية في كلام النبي صلى الله عليه واله لم تشمله وانه مستثنى من هذه الكلية ، بينما الرواية صريحة في التعميم وليس فيها استثناء فتدبر وتامل.

ونسال ثانية : وردت أحاديث عديدة وروايات متواترة تصرح بان الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام قضت نحبها وليس في عنقها بيعة لمن تقمص الخلافة بعد وفاة النبي صلى الله عليه واله بل ماتت وهي واجدة وغاضبة عليه ، فيا ترى هل ماتت فاطمة ميتة جاهلية بينما تقرأ في القرآن ان الله طهرها من الارجاس ، وانها كانت ممن باهل بهم النبي صلى الله عليه واله النصارى ، وقد قال النبي صلى الله عليه واله : انها بضعة منه ، وان الله يغضب لغضبها ويرضى لرضاها ويؤذيه تعالى ورسوله ما يؤذيها؟

وهكذا بالنسبة الى أمير المؤمنين علي عليه السلام الذي لم يبايع خليفة السقيفة طيلة حياة فاطمة الزهراء عليها السلام.

فعلى هذا فهل ان الصديقة فاطمة الزهراء عليها السلام ماتت على غير دين أبيها وكانت موتتها موتة جاهلية ، لانها ما بايعت الخليفة أبا بكر ولم تعترف له بالخلافة. أم انها ماتت على دين أبيها؟

فلا يمكن أن يتصور الشق الاول وان فاطمة ماتت ميتة جاهلية وهي قد نزل في شانها ما يدل على عصمتها ونزاهتها عن كل ذنب ورجس حتى ولو كان صغير. فعلى هذا يبقى الشق الثاني وهو انها ماتت على دين ابيها.

وهنا يرد سؤال آخر : هل ان فاطمة عليها السلام التي لم تبايع الخليفة المزعوم وليس له في عنقها بيعة كانت مخطئة وغير مصيبة أم انها كانت مصيبة وان خلافة أبي بكر لم تكن صحيحة؟ فان قلنا بالاول وان فاطمة عليها السلام كانت مخطئة فهذا يعني مخالفة النص القرآني الصريح وتخطئته حيث انه نص على طهارتها في آية التطهير.

نعم يا اخي القارئ ، فان في هذا الموجز نكات ودقائق يجب الالتفات إليها بدقة وتامل ولا يفوتنك بعدها الاذعان الى الحق والصواب.

والجدبر بالذكر ان فاطمة ماتت وفي عنقها بيعة للامام المنصوص بالنص القرآني والنبوي يعني امير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. (المعرب).

٢٤

داهمتهم المنية وماتوا وهم يجهلون إمامهم الحق ولم يعرفوه ، فانهم يموتون على دين الجاهلية ويحشرون مع الكفار والمشركين الوثنيين ...

وهنا يطرح سؤال : من هو الامام المنشود الذي يخلف النبي صلى الله عليه واله ، والمنزة عن جميع المعايب والنواقص والانحرافات ، والذي عدم معرفته مساو للميتة الجاهلية؟

وفي الجواب على هذا السؤال نقول :

أولا : قال رسول الله صلى الله عليه واله :

ستكون بعدي فتنة ، فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب. فانه أول من آمن بي ، وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصديق الاكبر ، وهو فاروق هذه الامة يفرق بين الحق والباطل ، وهو يعسوب الدين ... (١).

يستفاد من قول رسول الله صلى الله عليه واله : إن ذاك الامام المنشود هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الذي دلت على طهارته وتنزيهه من النقائص والضعف والانحرافات ، أحاديث متواترة ومتظافرة وتصريحات تاريخية وردت في كتب أهل السنة.

__________________

(١) الاستيعاب ٤ : ١٧٤٤ ترجمة أبي ليلى الغفاري رقم ٣١٥٧ ، اسد الغابة ٥ : ٢٨٧ ترجمة أبي ليلى الغفاري ، الاصابة ٧ : ٢٩٣ باب الكنى ترجمة أبي ليلى الغفاري رقم ١٠٤٨٤ ، كنز العمال ١١ : ٦١٢ ح ٣٢٩٦٤ أخرجه عن أبى نعيم ، لسان الميزان ٢ : ٤١٤ ترجمة داهر بن يحيى الرازي رقم ١٧٠٤ وفيه : فمن أدركها فعليه بخصلتين : كتاب الله وعلي بن ابي طالب ، إنسان العيون في سيرة الامين المأمون ٢ : ٩٤ ، المناقب للخوارزمي : ١٠٤ باب «٨» ح ١٠٨ ، مناقب سيدنا علي : ٥٩ ، ميزان الاعتدال ٢ : ٣ ترجمة داهر بن يحيى الرازي رقم ٢٥٨٧.

وروى السيوطي في اللئالي المصنوعة ص ٣٢٤ من الجزء الاول عن ابن عباس أنه قال : ستكون فتنة فان أدركها أحد منكم فعليه بخصلتين : كتاب الله وعلي بن ابي طالب فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول وهو آخذ بيد علي عليه السلام : هذا أول من آمن بي ... وهو الصديق الاكبر ، وهو بابي الذي اوتى منه ، وهو خليفتي من بعدي. (المعرب).

٢٥

ويستفاد منه أيضا ان النبي صلى الله عليه واله أمر امته بمشايعة علي عليه السلام واتباعه.

ثانيا : مع غض الطرف عن الاختلافات الموجودة في مسالة الامامة والخلافة بين أهل السنة والشيعة حيث إن الشيعة تعتقد في الخليفة الحق بعد النبي صلى الله عليه واله النص. وقد ثبت ذلك لعلي عليه السلام وأبنائه الاحد عشر ، واحد بعد واحد حتى آخرهم الامام المهدي الحجة الغائب عن الانظار ويستدلون على إثبات عقيدتهم هذه بالايات الباهرة والاحاديث الزاهرة المروية في كتب الحديث والتاريخ والاخلاق والكلام المعتبرة عند أهل السنة.

وأما أهل السنة فيذهبون إلى أن كل من ادعى الخلافة فهو الخليفة والامام الحق الواجب الاطاعة بدوا من أبي بكر حتى المعتصم العباسي آخر حكام بني العباس وعلى هذا قالوا بان عليا عليه السلام هو رابع خلفائهم. ولو درست التاريخ بدقة لرأيت ان كل من تقلد الخلافة وتقمص الامامة سواء الذين تقدموا عليا عليه السلام أو تأخروا عنه قد أذعنوا واعترفوا بافضلية علي عليه السلام التامة ، وبانه عليه السلام هو صاحب الحق في خلافة النبي صلى الله عليه واله ، وانه هو الامام والخليفة بعده.

ولو نفرض ان الشيعة أغمضت الطرف عن تلك الادلة الواضحة في إثبات أحقية الخلافة لعلي عليه السلم ولم تتمسك بها واستغنت عنها في احتجاجاتهم واستدلالاتهم على أولوية الامام علي عليه السلام وانه هو الخليفة الحق بعد النبي صلى الله عليه واله لكفتهم في إثبات معتقدهم في موضوع إمامة الامام علي عليه السلام تلك الاعترافات والتصريحات التي أدلى بها خلفاء أهل السنة والمناوئين لعلي عليه السلام التي رواها علماؤهم في كتبهم.

وبتعبير آخر : إذا تغاضينا لاثبات إمامة الامام علي عليه السلام وخلافته بعد النبي عن تلك الثلاثمائة آية التي نزلت بشان علي عليه السلام كما قال الصحابي عبد الله بن عباس

٢٦

ورواها المفسرون من الفريقين (١) ، ولم نحتج بالاحاديث الصحيحة المروية في سنن أهل السنة ومجاميعهم التي رووها بشان الامام علي عليه السلام والتي تبين فضائله ومناقبه والتي هي أضعاف اضعاف تلك الايات ، ولم نتمسك بالروايات التي تربو على المئات والتي تروي لنا مناشدات الامام علي عليه السلام واحتجاجاته على خصومه مما رواه حفاظ أهل السنة.

وكذا لو أغمضنا الطرف عن تاريخ حياة الامام المهتضم حقه الذي كتبه وسطره مفكرو أهل السنة والحافل بالقيم الاسلامية ، بل واعتبرنا تلك الكتب مثل سائر الكتب القصصية والروائية التي تلفت ونسيت.

وأخيرا فإذا لم نلتزم بتلك الاعترافات والتصريحات التي صرح بها كبار صحابة رسول الله صلى الله عليه واله في شان علي عليه السلام وأفضليته وخلافته الحقة بعد النبي صلى الله عليه واله. و

كذا لو تركنا تلك الكتب والرسائل القيمة التي كتبها علماء أهل السنة ومحققوهم الاعاظم بشتى اللغات والاساليب العلمية والحديثية والادبية والتاريخية في بيان شخصية الامام علي عليه السلام وفضائله والتي تتجاوز هذه الكتب والرسائل حد الاحصاء سواء ما ألف مستقلا أو ضمنيا (٢) وجعلنا كل ذلك في أرشيف التاريخ.

وبعد كل هذا ، توجهنا إلى ما نقل من اعترافات مخالفي علي عليه السلام وأعدائه وتصريحاتهم ـ كما تكفل هذا الكتاب ببيانها والاحتجاج بها على الخصم ـ لكفانا ذلك في إثبات أولوية الامام علي عليه السلام وأحقيته للامامة ، وانه الوصي والخليفة

__________________

(١) تاريخ الخلفاء : ١٧٢.

(٢) لقد صنف العلامة المحقق السيد عبد العزيز الطباطبائي في هذا المضمار كتابا اسماه «أهل البيت في المكتبة العربية» ونشرته مؤسسة آل البيت ، وذكر فيه أسماء ما يربو على ٨٥٦ كتابا مطبوعا ومخطوطا يتعلق بالموضوع ، وكذلك كتاب «اصالة المهدوية في الاسلام» لمؤلف هذا الكتاب حيث يذكر أسماء ١٥٢ ذكر السيد الطباطبائي ٦٦ كتابا منها في كتابه الانف الذكر ، فيكون مجموع ما ذكر في الكتابين هو ٩٤٢ كتاب.

٢٧

المفترض الطاعة بعد النبي صلى الله عليه واله ويتلوه أولاده الائمة الحق والخلفاء بالنص الواجب اتباعهم والتشيع لهم.

وهكذا فلو التزم السني بهذه الاعترافات التي نقلت في كتب علمائه والمروية عن خلفائه الذين يعتقد بصحة خلافتهم لعرف انها أثبت حجة عليه وأذعن للحق وآمن بان عليا عليه السلام هو الامام الحق والخليفة الاول. وأما إذا ترك الاذعان والالتزام بهذه التصريحات والاعترافات فلا شك أنه ليس تابعا للخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان وليس هو من شيعة علي عليه السلام كذلك. وسوف تشمله الرواية المتواترة عن النبي صلى الله عليه واله : «من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية».

وعلى هذا سنوافيك أيها القارئ ببعض تلك الاحاديث والاعترافات التي رويت عن خلفاء أهل السنة في المجالات العلمية وغيرها ، قد استخرجناها من مصادرهم ومراجعهم المعتمد عليها عندهم. راجين من الله عز وجل وقرائنا قبولها.

مهدي الفقيه الايماني

١٥ / ٢ / ١٤١٦ ه‍. ق

٢٨

محتويات الكتاب

١ ـ التطرق إلى الاحاديث التي رواها خلفاء أهل السنة الراشدون وبعض حكام بني امية وبني العباس عن النبي صلى الله عليه واله فيما يختص بشان الامام أمير المؤمنين علي عليه السلام والتمسك بها للاحتجاج على غيرهم.

٢ ـ سرد اعترافاتهم بما امتاز به الامام علي عليه السلام من الفضل والخصائص التي لا تحصى كثرة ، خاصة الاعترافات التي تمت بامر خلافته وولايته بعد النبي صلى الله عليه واله ، مثل الفضائل العلمية والتقوائية والاخلاقية ، والمناقب السياسية والحماسية والادبية ، واعترافهم بدوره في مؤازرته للنبي صلى الله عليه واله في دعوته وتقويم جذور الاسلام.

٣ ـ نقل إرجاعات الخلفاء الراشدين إلى الامام علي عليه السلام واستفسارهم منه في شتى المسائل العلمية والدينية ومشهورتهم إياه في الامور السياسية والتماسهم منه الحل والجواب في معضلاتهم ، وأجوبة الامام أمير المؤمنين علي عليه السلام التي حيرت العقول على أسئلة علماء اليهود والنصارى ـ وكذا المسلمين ـ التي كانت تطرح على الخلفاء الراشدين والحكام وهم على أريكة الاقتدار فيعجزون عن جوابها ، ويرجعون فيها إلى الامام علي عليه السلام.

٢٩
٣٠

الامام علي عليه السلام

في

رأي الخليفة أبي بكر

٣١
٣٢

١ ـ أبو بكر يعترف : ان النبي صلى الله عليه واله عزله ونصب عليا عليه السلام

أخرج الامام أحمد بن حنبل وغيره من المحدثين والمؤرخين من أهل السنة باسنادهم عن أبي بكر : ان النبي صلى الله عليه واله بعثه بالبراءة لاهل مكة وإبلاغهم ببعض الايات من سورة التوبة ، وفيها ـ أيضا ـ لا يحج بعد العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ، ومن كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه واله مدة فاجله إلى مدته ، والله برئ من المشركين ورسوله.

فسار بها ثلاثا متوجها نحو مكة. ثم قال صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام : إلحقه فرد علي أبا بكر وبلغها أنت.

قال : ففعل ـ علي عليه السلام ـ ما أمر. فلما قدم أبو بكر على النبي صلى الله عليه واله بكى فقال : يا رسول الله ، حدث في شئ؟

قال صلى الله عليه واله : ما حدث فيك إلا خير ، ولكن امرت أن لا يبلغه إلا أنا أو رجل مني (١).

قال العلامة الاميني : هذه الاثارة أخرجها كثير من أئمة الحديث وحفاظه ، وعدد منهم ٧٣ نسمة (٢).

__________________

(١) مسند أحمد بن حنبل ١ : ٣ و ١ : ٧ ح ٤ من الطبعة الحديثة ، كفاية الطالب : ٢٥٤ باب «٦٢» أخرجه عن أحمد بن حنبل والحافظ أبي نعيم وابن عساكر ، البداية والنهاية ٧ : ٣٥٧ ـ ٣٥٨ وفيه : أو «رجل من أهل بيتي» ، البيان والتعريف ١ : ٣٧٨ ح ٤٤١ أخرجه عن أحمد بن حنبل وابن خزيمة وأبي عوانة ، أنساب الاشراف ٢ : ٨٨٦.

(٢) الغدير ٦ : ٣٣٨ ـ ٣٥٠.

٣٣

وقد زاد العلامة المرعشي التستري على هذا العدد آخرين من مؤلفي أهل السنة (١) يمكن لمن يراجع كتابه إحقاق الحق أن يستزيد معرفة وعلما إلى علمه.

ذكرا : ان رواة هذه القصة أكثر من اثني عشر صحابيا غير أبي بكر ممن رووا حديث البراءة ، ولكن اعتراف وإقرار أبي بكر بنفسه بان النبي صلى الله عليه واله عزله عن القيام بهذه المهمة الدينية ذات أهمية كبرى وكرامة عظمي للامام علي عليه السلام ، وان هذا العزل لم يكن إلا بامر إلهي اوحي إلى النبي صلى الله عليه واله بان يعزل أبا بكر وينصب عليا عليه السلام مكانه للقيام بهذه المهمة وإبلاغ البراءة لاهل مكة ، وان عليا عليه السلام قد أدى هذا الامر بابلغ وجه وأتمه ـ كما مر في الحديث ـ.

٢ ـ أبو بكر يعترف : قصة الغدير ومولوية علي عليه السلام لمن كان النبي صلى الله عليه واله مولاه

روى مائة وعشر من كبار صحابة النبي صلى الله عليه واله وثمانون وأربع راو من التابعين وكذا أخرج ما يربو عن أربعمائة عالم ومحدث ومفسر ومؤرخ ورجالي وكثير من رجال العلم والادب المعتمد عليهم عند أهل السنة (٢). وكذا صنف أكثر من مائة وأربع وثمانين كتابا ورسالة بلغات مختلفة عربية وفارسية وهندية وأجنبية فيما يخص مسالة الغدير ، وقد طبعت أكثرها ، وبعضها تكرر طبعه حتى وصل إلى

__________________

(١) إحقاق الحق ٣ : ٣٩٩ سورة التوبة.

(٢) ومن أراد الاستزادة من التفصيل ومعرفة أسماء رواة حديث الغدير وأسماء الحفاظ والمصادر التي أخرجت هذا الحديث فليراجع موسوعة الغدير للعلامة الاميني المجلد الاول ص ١٤ ـ ١٥٨ حيث إنه روى عن ثلاثمائة وستين عالما وستة وعشرين كتابا من علماء أهل السنة وكتبهم.

واستقصى العلامة التستري في كتابه القيم إحقاق الحق المجلد الثاني ص ٤١٥ ـ ٥٠١ رواة هذا الحديث حتى أوصل ذلك العدد إلى أربعمائة راو.

٣٤

خمس مرات أو أكثر (١).

وحديث الغدير هو : لما كان النبي صلى الله عليه واله راجعا من حجته ـ حجة الوداع ـ وذلك في السنة العاشرة الهجرية نزل عليه الوحي يامره باكمال الدين يعني تبلغ تلك المسالة المصيرية أي تعيين الامام والخليفة من بعده ، فامر الناس بتجهيز مقدمات ذاك الامر مثل الاعلان بتريث المسلمين الحجاج وتوقفهم في محل يعرف بغدير خم وهو مفترق الطرق المؤدية إلى مكة والمدينة وغيرها ، وأمر صلى الله عليه واله بارجاع الذين سبقوا الاخرين بالذهاب وإيقاف القادمين ، حتى تجمع آنذاك في ذاك المحل مائة وعشرون ألف حاجا من شتى أقطار البلاد الاسلامية.

وكان ذلك اليوم يوما حارا هاجرا شديد الرمضاء والشمس ساطعة حرارتها على رؤوسهم ، وقد اشتعلت أرض الحجاز ، فامرهم النبي صلى الله عليه واله بان يصنعوا له من جهاز الجمال والمراكب مكانا مرتفعا كالمنبر حيث يراه الحاضرون جميعا ويسمعون كلامه ، فوقف النبي صلى الله عليه واله على ذاك الموضع المنبري وخطب الناس خطبة غراء وقال فيما قاله صلى الله عليه واله :

أيها الناس ... من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ...

وغير ذلك من العبارات الباهرة حيث شبه النبي صلى الله عليه واله عليا عليه السلام بنفسه وبانه ولي الناس والقائم بامرهم ، وطاعته فرض واجب ، وانه الخليفة من بعده. ولكي يصد أمام ملابسات المنافقين وشبهات المخالفين لمولوية الامام علي عليه السلام وخلافته ، أخذ بيد علي عليه السلام ورفعه عاليا حيث يراه جميع الحضار والمجتمعين في هذا المؤتمر العالمي ثم دعا صلى الله عليه واله لمن يتولى عليا وينصره ولعن من عاداه وخذله ، وبعد ذلك أمر

__________________

(١) الغدير للعلامة المحقق السيد عبد العزيز الطباطبائي : ٢٣ ـ ٢٣٣.

٣٥

الناس الذين اجتمعوا في هذا المؤتمر بان يقوموا فردا فردا ويبايعوا عليا ويسلموا عليه بالامرة والخلافة طوعا. وقد طالت هذه البيعة من ضحى ذاك اليوم حتى غروبه ، وحتى نساء النبي صلى الله عليه واله وسائر المؤمنات جئن فوضعن أيديهن في الطشت الذي وضع أمير المؤمنين الامام علي عليه السلام يده فيه وهو خلف الخيمة فبايعنه على الخلافة والولاية وبهذه الطريقة أعلن المسلمون آنذاك باجمعهم التزامهم بالانقياد والطاعة لامير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

هذه خلاصة حديث الغدير.

أبو بكر يروي حديث الغدير :

ولما كان موضوع كتابنا هذا هو نقل روايات الخلفاء واعترافاتهم التي أقروا بها باولوية الامام علي عليه السلام يجدر بنا أن نلفت أبصار القراء الكرام إلى حقيقتين مهمتين بلغتا من الاهمية حدها الاقصى حتى يذهب الزبد جفاء ويبقى ما ينفع الناس :

الاولى : قال أكثر الحفاظ والمؤرخين السنيين الذين رووا حديث الغدير في كتبهم ورسائلهم ، أو صنفوا كتابا مستقلا وخاصا بموضوع الغدير : ان أبا بكر وعمر وعثمان كانوا في مقدمة الرواة لحديث الغدير الذين نقلوا قول النبي صلى الله عليه واله لعلي عليه السلام : من كنت مولاه فهذا علي مولاه.

الثانية : روى أكثر من ستين عالما وحافظا ومؤرخا بان أبا بكر وعمر هما أول من بارك وهنا عليا بالخلافة والولاية وقالا له : بخ بخ لك يا علي ، أو قالا له : أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن.

وذلك عندما انتهت مراسيم حفل الغدير ، وإعلان النبي صلى الله عليه واله بان عليا هو مولى المؤمنين وبعد ما أمر الناس بالبيعة لعلي عليه السلام.

٣٦

وممن روى حديث الغدير ـ حديث من كنت مولاه فعلي مولاه ـ عن أبي بكر :

١ ـ الحافظ ابن عقدة ـ ٣٣٣ ه‍ ـ قد روى عن مائة وخمس صحابيا رووا حديث الغدير ، ويذكر في كتابه «حديث الولاية» أسماء الرواة وقبائلهم ثم يخص بالذكر ثمانية عشر راو دون أن يذكر خصائصهم ثم يقول : إن أول من روى حديث الغدير هو أبو بكر بن أبي قحافة التيمي ـ ١٣ ه‍ ـ (١).

٢ ـ القاضي أبو بكر الجعابي ـ ٣٥٦ ه‍ ـ روى حديث الغدير عن مائة وخمس وعشرين طريقا من الصحابة ، منهم أبي بكر (٢).

٣ ـ واستخرج العلامة منصور اللاتي الرازي ـ من أعلام القرن الخامس ـ في كتابه «حديث الغدير» أسماء من روى حديث الغدير مرتبا على حروف المعجم ، وذكر منهم أبا بكر (٣).

٤ ـ قال العلامة ابن المغازلي الشافعي ـ ٤٨٤ ه‍ ـ : وقد روى حديث غدير خم عن رسول الله صلى الله عليه واله نحو من مائة نفس ، منهم العشرة المبشرة ، وهم : أبو بكر وعثمان وطلحة والزبير ... وهو حديث ثابت لا أعرف له علة (٤) ، تفرد علي عليه السلام بهذه

__________________

(١) اسد الغابة ٣ : ٢٧٤ ترجمة عبد الله بن ياميل ، الاصابة ٤ : ٢٢٦ ترجمة عبد الله بن ياميل رقم ٥٠٤٧ ، الطرائف للسيد ابن طاووس : ١٤٠.

(٢) المناقب للسروي ٣ : ٢٥ ، بحار الانوار ٣٧ : ١٥٧. وقال رواه صاحب بن عباد وثمانية وسبعون صحابيا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله ، منهم : أبو بكر ، عمر ، عثمان ، الامام علي عليه السلام ، طلحة ، والزبير ...

(٣) المناقب للسروي ٣ : ٢٥ ، الغدير للعلامة الاميني ١ : ١٧ و ١٥٥. ولمزيد من الاطلاع على هذه المصادر الثلاثة المذكورة راجع : الغدير للعلامة الطباطبائي : ٤١ ـ ٨١ ترجمة رقم ٦ و ١٠ و ١٩.

(٤) لا أعرف له علة ، أي اني لم أعرف مخالفا لهذه الرواية ، وذلك لان هذا الحديث المتواتر فاقد لاي عيب ونقيصة ، سند ومتنا ، إلا ان هناك بعض المغرضين والمنحرفين عن علي عليه السلام

٣٧

الفضيلة ليس يشركه فيها أحد (١).

٥ ـ وأخرجه أيضا العلامة الجزري الشافعي في كتابيه «أسنى المطالب» و «أسمى المناقب في تهذيب أسنى المطالب» (٢).

٦ ـ وروى المؤرخ العلامة زيني دحلان عن أبي بكر عن رسول الله صلى الله عليه واله أنه قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وأحب من أحبه ، وأبغض من أبغضه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأدر الحق معه حيث دار (٣).

وأما حديث التهنئة فسوف نوافيك به ضمن الاحاديث المروية عن عمر بن الخطاب (٤).

٣ ـ أبو بكر يقول : ملائكة خلقوا من نور وجه علي عليه السلام

روى العلامة الخطيب الخوارزمي باسناده عن عثمان بن عفان قال : سمعت عمر بن الخطاب قال : سمعت أبا بكر بن ابي قحافة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول : إن الله خلق من نور وجه علي بن أبي طالب ملائكة يسبحون ويقدسون ويكتبون ثواب ذلك لمحبيه ومحبي ولده (٥).

وأخرج أيضا بسند آخر عن عثمان بن عفان عن عمر بن الخطاب أنه قال :

__________________

حرفوا بعض ألفاظه أو أسقطوا منها شيئا ، وقد ذكرنا ذلك في كتاب أضواء على الصحيحين. (المعرب).

(١) المناقب لابن المغازلي : ٢٧ ذيل ح ٣٩.

(٢) أسنى المطالب : ٣٥ تحقيق المحمودي ، وص ١٢ تحقيق الطنطاوي.

(٣) فتح المبين في فضائل الخلفاء الراشدين بهامش السيرة النبوية لزيني دحلان ٢ : ١٦١.

(٤) راجع ص : ٧٤ ـ ٨١

(٥) مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ٩٧.

٣٨

إن الله تعالى خلق ملائكة من نور وجه علي بن أبي طالب عليه السلام (١).

أقول : ولعل هاتان الروايتان حديث واحد ، وإنما وقع الاختلاف والنقيصة فيه حين التخريج عمدا أو سهوا.

٤ ـ أبو بكر يعترف : النخلة تشهد لعلي عليه السلام بالوصية

أخرج العلامة العيني الحنفي بسنده عن أبي بكر عن رسول الله صلى الله عليه واله وذلك لما سمع صوت خرج من النخلة. قال صلى الله عليه واله : أتدرون ما قالت النخلة؟

قال أبو بكر : قلنا : الله ورسوله أعلم.

قال صلى الله عليه واله : صاحت : هذا محمد رسول الله ، ووصيه علي بن أبي طالب (٢).

٥ ـ أبو بكر يعترف : علي عليه السلام خير من طلعت عليه الشمس وغربت

أخرج الحافظ ابن حجر العسقلاني باسناده عن أبي الاسود الدؤلي قال : سمعت أبا بكر يقول : أيها الناس ، عليكم بعلي بن ابي طالب ، فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول : علي خير من طلعت عليه الشمس وغربت بعدي (٣).

٦ ـ أبو بكر يعترف : علي عليه السلام من النبي صلى الله عليه واله كالنبي من الله عزوجل

روى المحب الطبري وغيره باسنادهم عن ابن عباس قال : ... قال أبو بكر : يا علي ، ما كنت لاتقدم رجلا سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول : علي مني كمنزلتي ـ

__________________

(١) المناقب للخوارزمي : ٣٢٩ فصل «١٩» ح ٣٤٨.

(٢) مناقب سيدنا علي عليه السلام للعيني : ١٥ ح ٤ طبعة أعظم بريس حيدر آباد.

(٣) لسان الميزان ٦ : ٧٨ ترجمة المغيرة بن سعيد البجلي رقم ٢٨١.

٣٩

بمنزلتي ، خ ـ من ربي. أخرجه ابن السمان في كتاب الموافقة (١).

يعني أن منزلة علي عليه السلام وكرامته عندي كمنزلتي وبقدر مالي من المنزلة والكرامة عند الله عز وجل.

ورواه أيضا العلامة الحريفيش بلفظ آخر ... : قال أبو بكر : أنا لا أتقدم على رجل قال في حقه رسول الله صلى الله عليه واله : إن عليا يجئ يوم القيامة ومعه أولاده وزوجته على مراكب من البدن.

فيقول أهل القيامة : أي نبي هذا؟

فينادي مناد : هذا حبيب الله ، هذا علي بن ابي طالب (٢)

٧ ـ أبو بكر يعترف : جواز العبور على الصراط بيد علي عليه السلام

روى العلامة الحافظ المحب الطبري وآخرون باسنادهم عن قيس بن أبي حازم قال : التقى أبو بكر وعلي بن أبي طالب عليه السلام ، فتبسم أبو بكر في وجه علي عليه السلام. فقال عليه السلام له : مالك تبسمت؟

قال : سمعت رسول الله عليه السلام يقول : لا يجوز أحد الصراط إلا من كتب له علي الجواز. أخرجه ابن السمان في كتاب الموافقة (٣).

__________________

(١) ذخائر العقبى : ٦٤ ، الرياض النضرة ٣ : ١١٨ و ٢٣٢ ، الصواعق المحرقة : ١٧٧ ، توضيح الدلائل : ٢٣٩ مخطوط ، الروض الازهر : ٩٧ ، إحقاق الحق ١٧ : ١٩٤ خرجه عن وسيلة النجاة : ١٣٤ ، ووسيلة المال : ١١٣ ، ومناقب العشرة : ١٢. مناقب سيدنا علي : ٣٩ ، أرجح المطالب : ٤٦٨.

(٢) إحقاق الحق ١٥ : ٤٣٩ أخرجه عن الروض الفائق في المواعظ والدقائق لشعيب بن عبد الله المعروف بالحريفيش : ٢٦٧.

(٣) ذخائر العقبى : ٧١ ، الرياض النضرة ٣ : ١٣٧ ، الصواعق المحرقة : ١٢٦ أخرجه عن ابن السمان والعسقلاني في المطالب العالية ، ينابيع المودة : ٤١٩ باب «٧٠» المناقب

٤٠