الإمام على عليه السلام في آراء الخلفاء

الشيخ مهدي فقيه إيماني

الإمام على عليه السلام في آراء الخلفاء

المؤلف:

الشيخ مهدي فقيه إيماني


المترجم: يحيى كمالي البحراني
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة المعارف الإسلاميّة
المطبعة: پاسدار إسلام
الطبعة: ١
ISBN: 964-6289-50-9
الصفحات: ٢٢٣

فقال علي عليه السلام : صدق ، يكره الموت وهو حق.

فقال عمر : يقول : واحب الفتنة.

قال علي عليه السلام : صدق ، يحب المال والولد وقد قال الله تعالى : (إنما أموالكم وأولادكم فتنة) (١).

فقال عمر : يا علي ، يقول : وأشهد بما لم اره.

فقال عليه السلام : صدق ، يشهد بالوحدانية والموت والبعث والقيامة والجنة والنار والصراط ولم ير ذلك كله.

فقال عمر : يا علي ، وقد قال : إنني أحفظ غير المخلوق.

قال عليه السلام : صدق ، يحفظ كتاب الله تعالى القرآن ، وهو غير مخلوق.

قال عمر : ويقول : اصلي على غير وضوء.

فقال عليه السلام : صدق ، يصلي على ابن عمي رسول الله صلى الله عليه واله على غير وضوء ، والصلاة عليه جائزة.

فقال : يا أبا الحسن ، قد قال أكبر من ذلك.

فقال عليه السلام : وما هو؟

قال عمر : قال : إن لي في الارض ما ليس لله في السماء.

قال عليه السلام : صدق ، له زوجة ، وتعالى الله عن الزوجة والولد.

فقال عمر : كاد يهلك ابن الخطاب لو لا علي بن أبي طالب.

قال الگنجي : هذا ثابت عند أهل النقل ، ذكره غير واحد من أهل السير (٢).

__________________

(١) الانفال : ٢٨.

(٢) كفاية الطالب : ٢١٨ باب ٥٧ ، نظم درر السمطين : ١٢٩ ـ ١٣٠ ، نور الابصار : ١٦١ ، فرائد السمطين ١ : ٣٣٧ ح ٢٥٩ ، وفيه : لو لا علي لهلك عمر ، الفصول المهمة لابن الصباغ : ٣٥

١٢١

٤٥ ـ عمر يعترف : اختصاص علي عليه السلام بثلاث عشرة منقبة

أخرج العلامة الخطيب الخوارزمي وغيره من أعلام السنة باسنادهم عن جابر بن عبد الله الانصاري ، قال :

قال عمر بن الخطاب : كانت في أصحاب محمد صلى الله عليه واله ثماني عشرة سابقة ، خص منها علي بن أبي طالب عليه السلام بثلاث عشرة وشاركنا في خمس (١).

أقول : وقد أخرج السيوطي وغيره من أعلام أهل السنة هذا الحديث بلفظ آخر ، قال الطبراني : عن ابن عباس ، قال : كانت لعلي عليه السلام ثماني عشرة منقبة ما كانت لاحد من هذه الامة (٢).

فعلى هذا فلا تستحيل أن تكون جملة «فخص علي منها بثلاث عشرة وشركنا في خمس» في رواية عمر موضوعة وزائدة ، وكذلك جملة «كانت لاصحاب محمد صلى الله عليه واله» فانها وضعت بديلا عن جملة «كانت لعلي عليه السلام» التي وردت في رواية السيوطي.

٤٦ ـ عمر يعترف : من أهان عليا عليه السلام فقد أهان النبي صلى الله عليه واله

أخرج الامام أحمد بن حنبل بسنده عن عروة بن الزبير قال : إن رجلا وقع

__________________

فصل في ذكر شئ من علومه ولم يذكر اسم حذيفة بن اليمان. وفيه أيضا : قال عمر : إنه يصدق اليهود والنصارى قال الله تعالى : (وقالت اليهود ليست النصارى على شئ وقالت النصارى ليست اليهود على شئ).

وفي آخر الحديث فقال عمر : أعوذ بالله من معضلة لا علي لها.

أقول : ولعل هذه القصة قد تكررت أكثر من مرة. (المعرب)

(١) المناقب للخوارزمي : ٩٩ فصل «٧» ح ١٠١ وص ٣٣١ فصل «١٩» ح ٣٥٢ ، مقتل الحسين عليه السلام : ٤٥ فصل «٤» ، فرائد السمطين ١ : ٣٤٤ ح ٢٦٥ ، نظم درر السمطين : ١٢٩.

(٢) الصواعق المحرقة : ٧٦ ، تاريخ الخلفاء : ١٧٢ ، ينابيع المودة : ٢٨٦ عن الطبراني ، تفريح الاحباب : ٣٥١.

١٢٢

في علي بن أبي طالب عليه السلام.

فقال عمر : تعرف صاحب هذا القبر؟ هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب ، وعلي بن أبي طالب بن عبد المطلب ، فلا تذكر عليا إلا بخير فانك إن نقصته آذيت صاحب هذا القبر.

وأخرج المناوي بسنده ان عمر بن الخطاب قال : ويحك أتعرف عليا؟ هذا ابن عمه ـ وأشار إلى قبر رسول الله صلى الله عليه واله ـ ، والله ما آذيت إلا هذا في قبره (١).

٤٧ ـ عمر يعترف : من آذى عليا فقد آذى النبي صلى الله عليه واله

روى العلامة العيني بسنده عن عمر بن الخطاب قال : إذا آذيت عليا آذيت رسول الله صلى الله عليه واله (٢).

٤٨ ـ عمر يتمنى إحدى فضائل علي عليه السلام

أخرج الحافظ الحاكم النيسابوري وغيره من الحفاظ والمؤرخين من أهل السنة والجماعة باسنادهم عن أبي هريرة ، قال : قال عمر بن الخطاب : لقد أعطي علي بن أبي طالب عليه السلام ثلاث خصال لان تكون لي خصلة منها أحب إلي من أن اعطى حمر النعم.

__________________

(١) فضائل الصحابة ٢ : ٦٤١ ح ١٠٨٩ ، فضائل أمير المؤمنين لاحمد بن حنبل : ١٤٥ ح ٢١١ ، الصواعق المحرقة : ١٧٧ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ : ٥١٩ ترجمة علي بن أبي طالب ، الرياض النضرة ٣ : ١٢٣ خرجه أحمد في المناقب وابن السمان في الموافقة ، تذكرة الخواص : ٤٤ ، كنز العمال ١٣ : ١٢٣ ح ٣٦٣٩٤ خرجه عن تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر ، فيض القدير ٦ : ١٨ ح ٨٢٦٦ خرجه عن الدار قطني ، الجامع الصغير ٣ : ٥٤٧ ح ٨٢٦٦ ، أرجح المطالب : ٥١٥ ، شفاء السقام : ٢٠٧ ، مرقاة المفاتيح ١٠ : ٤٧٤ ح ٦١٠١ خرجه عن أحمد ، التدوين في أخبار قزوين ١ : ٢٩٣ ترجمة محمد بن زيد الجعفري.

(٢) مناقب سيدنا علي عليه السلام : ١٦ ح ١٧.

١٢٣

قيل : وما هن ، يا أمير المؤمنين؟

قال : تزوجه فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله ، وسكناه المسجد مع رسول الله صلى الله عليه واله يحل له فيه ما يحل له ، والراية يوم خيبر ففتح الله عليه وهزم اليهود فكان ذلك نصرا عزيزا منح به الاسلام والمسلمون.

قال الحاكم : هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه (١). (٢)

__________________

(١) المستدرك على الصحيحين ٣ : ١٢٥ ، فضائل الصحابة ٢ : ٦٥٩ ح ١١٢٣ ، وفيه : والثالثة نسيها سهيل ، فضائل أمير المؤمنين عليه السلام لاحمد : ١٧٣ ح ٢٤٥ ، وفيه : ان سهيل نسي الثالثة ـ أي تزويجه الزهراء عليها السلام ـ ، البداية والنهاية ٧ : ٣٤١ ، المناقب للخوارزمي : ٢٣٢ باب «١٩» ح ٣٥٤ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ : ١٢٠ ، الرياض النضرة ٣ : ٢٣٢ ، مجمع الزوائد ٩ : ١٢٠ باب جامع في مناقبه خرجه عن مسند أبي يعلى ، فرائد السمطين ١ : ٣٥٤ ح ٢٦٨ ، نظم درر السمطين : ١٢٩ ، أسنى المطالب : ٦٨ ح ٢٢ ، تاريخ الخلفاء : ١٧٣ خرجه عن أبي يعلى ، الخصائص الكبرى ٣ : ٢٩٣ باب اختصاصه صلى الله عليه واله بجواز المكث في المسجد جنبا ...، الصواعق المحرقة : ١٢٧ ، كنز العمال ١٣ : ١١٠ ح ٣٦٣٥٩ وص ١١٦ ح ٣٦٣٧٦ خرجه عن مسند ابن أبي شيبة ، منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد ٥ : ٤٤ ، ينابيع المودة ٢٨٦ باب ٥٩ ، مرآة المؤمنين : ٨٦ ، تفريح الاحباب : ٣٥١ ، إزالة الخفاء عن خلافة الخلفاء ١ : ٢٨٩ ، الروض الازهر : ٩٧ و ١٠٠ ، جواهر البحار ١ : ٣٦٥ ، أرجح المطالب : ٤١١ وسيلة النجاة : ١٠٦.

فإذا أردت الاطلاع على الاحاديث المروية في هذا الباب وتعرف أسانيدها ونصوصها راجع موسوعة الغدير للعلامة الاميني ٣ : ٢٠٢ ـ ٣١٢.

(٢) وجملة عمر بن الخطاب : «وسكناه المسجد مع رسول الله صلى الله عليه واله يحل له فيه ما يحل له» إشارة إلى الحديث المشهور بسد الابواب ، وخلاصة الحديث : انه كان لنفر من الصحابة أبواب شارعة في المسجد كانوا يدخلون دورهم منها ، ومنهم الامام علي عليه السلام حيث كان باب داره في المسجد ، فكان دخوله وخروجه من هذا الباب ، وكانت بيوت أزواج النبي صلى الله عليه واله كذلك حول المسجد ... فنزل الامر الالهي على النبي صلى الله عليه واله بان يعلن لاولئك النفر أن يسدوا أبوابهم الشارعة على المسجد عدا باب علي عليه السلام يجعله مفتوحا. حتى العباس عم النبي كان يرجو أن يكون بابه شارعة على المسجد فمنعه النبي صلى الله عليه واله ، فكان الباب الوحيد المشرع على المسجد هو باب علي عليه السلام فكان يدخل ويخرج منه حتى ولو كان جنبا.

١٢٤

٤٩ ـ عمر يستشير عليا عليه السلام في حرب الفرس

أخرج المؤرخون والحفاظ وآخرون غيرهم في كتبهم انه ورد على عمر بن الخطاب كتاب فيه ـ ان الفرس قد قصدوا الهجوم على مركز الحكومة الاسلامية ، فجمع عمر بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله منهم الامام علي يستشيرهم في هذا الامر.

فابدى كل واحد منهم رأيه في قتال الفرس ، ورأى عمر أن آراء ونظريات هؤلاء وخططهم التي أبدوها لا تنفع وليست بصائبة ، بل ان ضررها أكثر من نفعها.

فالتفت عمر إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وكان ساكتا لا يتكلم ، فقال له عمر : يا أبا الحسن لم لا تشير بشئ كما أشار غيرك؟

فقال علي عليه السلام كلاما نقص فيه آراء الحاضرين وفندها ثم أبدى رأيا وخطة كان فيها نفع كبير ، وكان في ضمن ما أبداه : إرسال ابنه الامام الحسن عليه السلام مع الجند إلى اصفهان بان يحول إليه إجراء جزئيات الخطة الاستراتيجية ، فكان من نتائج رأي الامام علي عليه السلام وخطتة انتصار جيوش المسلمين على يهود إيران والزرادشتيين وفرار يزدجرد عظيم الفرس وبزوغ شمس الاسلام في نصف بقاع الفرس وخاصة في أصفهان.

ولكن قبل أن نتطرق إلى قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام تجدر الاشارة هنا إلى واحد من أهل الرأي أبدى رأيه واستنكره عمر بن الخطاب ألا وهو خليفة عمر عثمان بن عفان فقال : يا أمير المؤمنين ، اكتب إلى أهل الشام فيسيروا من شامهم ، وإلى أهل اليمن فيسيروا من يمنهم ، وإلى أهل البصرة فيسيروا من

__________________

وقد روى هذه القصة العشرات من الصحابة ونقلها عشرات المحدثين والمؤرخين وهذه فضيلة عظيمة اختص بها أمير المؤمنين الامام علي عليه السلام.

١٢٥

بصرتهم ، وسر أنت باهل هذا الحرم حتى توافي الكوفة وقد وافاك المسلمون من أقطار أرضهم وآفاق بلادهم فانك إذا فعلت ذلك كنت أكثر منهم جمعا وأعز نفرا.

وقال الطبري : قال علي عليه السلام في بادئ الامر : أقم ، واكتب إلى أهل الكوفة أن يبعثوا ثلثي جندهم وليقم ثلثا منهم ، واكتب إلى أهل البصرة أن يمدوهم ببعض من عندهم ولم يعبئ من الشام جيشا لئلا يفتر جبهة الروم.

وإليك الان رأي الامام علي عليه السلام الذي استصوبه عمر لما استشاره فقال فيما قال عليه السلام : إن هذا الامر لم يكن نصره ولا خذلانه بكثرة ولا بقلة ، وهو دين الله الذي أظهره ، وجنده الذي أعده وأمده حتى بلغ ما بلغ وطلع حيث طلع ، ونحن على موعود من الله ، والله منجز وعده وناصر جنده ، ومكان القيم بالامر مكان النظام من الخرز يجمعه ويضمه ، فان انقطع النظام تفرق الخرز وذهب ثم لم يجتمع بحذافيره أبدا ، والعرب اليوم وإن كانوا قليلا كثيرون بالاسلام وعزيزون بالاجتماع ، فكن قطبا واستدر الرحا بالعرب ، وأصلهم دونك نار الحرب ، فانك إن شخصت من هذه الارض انتقضت عليك العرب من أطرافها وأقطارها حتى يكون ما تدع وراءك من العورات أهم إليك مما بين يديك.

إن الاعاجم إن ينظروا إليك غدا يقولوا : هذا أصل العرب فإذا اقتطعتموه استرحتم فيكون ذلك أشد لكلبهم عليك وطمعهم فيك ، فاما ما ذكرت من مسير القوم إلى قتال المسلمين فان الله سبحانه هو أكره لمسيرهم منك ، وهو أقدر على تغيير ما يكره ، وأما ما ذكرت من عددهم فان لم نكن نقاتل فيما مضى بالكثرة ، وإنما نقاتل بالنصر والمعونة (١).

__________________

(١) نهج البلاغة تحقيق صبحي الصالح خطبة رقم ١٤٦ ، الاخبار الطوال : ١٣٤ ، تاريخ الطبري ٤ : ١١٤ ـ ١٢٦ حوادث سنة ٢١ ، الفتوح ٢ : ٢٨٦ ـ ٢٩٧ ، وفيه : قال : فلما سمع عمر مقالة علي عليه السلام ومشورته أقبل على الناس وقال : ويحكم! أعجزتم كلكم عن آخركم

١٢٦

٥٠ ـ عمر يستفتي عليا عليه السلام عن حكم شارب الخمر

أخرج السيوطي وغيره من الحفاظ : أن اناسا من أصحاب النبي صلى الله عليه واله شربوا الخمر بالشام ، فقال لهم يزيد بن أبي سفيان ـ أخو معاوية ووالي الشام من قبل عمر بن الخطاب ـ : شربتم الخمر؟

فقالوا : نعم ، لقول الله : (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا) (١) حتى فرغوا ... فكتب يزيد فيهم إلى عمر فكتب إليه : إن أتاك كتابي هذا نهارا فلا تنتظر بهم الليل ، وإن أتاك ليلا فلا تنتظر بهم النهار حتى تبعث بهم إلى ، لا يفتنوا عباد الله.

فبعث بهم إلى عمر فلما قدموا على عمر ، قال : شربتم الخمر؟

قالوا : نعم.

فتلا عليهم : (إنما الخمر والميسر ...) (٢) إلى آخر الاية.

قالوا : اقرأ التي بعدها (ليس على الذين آمنوا وعملوا الصالحات جناح فيما طعموا).

قال : فشاور فيهم الناس ، فقال لعلي عليه السلام ـ وكان صامتا ـ : ما ترى؟

قال عليه السلام : أرى انهم شرعوا في دين الله ما لم ياذن الله فيه ، فان زعموا أنها حلال فاقتلهم فقد أحلوا ما حرم الله ، وإن زعموا أنها حرام فاجلدهم ثمانين ثمانين ، فقد افتروا على الله الكذب ، وقد أخبرنا الله بحد ما يفتري به بعضنا على

__________________

أن تقولوا كما قال أبو الحسن ، والله لقد كان رأيه رأيي الذي أريته في نفسي ... (المعرب)

(١) المائدة : ٩٣.

(٢) المائدة : ٩٠ ـ ٩١.

١٢٧

بعض : قال : فجلدهم عمر ثمانين ثمانين (١).

وأخرجه أبو الفرج الاصفهاني بتفاوت يسير (٢).

٥١ ـ مراجعة أخرى لعمر في حد الخمر

ذكر أعاظم العامة منهم أئمتهم الاربعة : أبو حنفية ، مالك ، أحمد بن حنبل ، والشافعي ـ ان أبا بكر وعمر لم يكونا يرون الحد الكامل ـ ثمانين جلدة ـ لشارب الخمر ، وإذا واجها هذه المسالة يوما ما فكانا يكتفيان باجراء أربعين جلدة فقط.

روي أن خالد بن الوليد كان عاملا لعمر على بعض المدن ، أبلغ عمر بان الناس قد انهمكوا في الخمر وتحاقروا العقوبة. فقال عمر لعلي عليه السلام : ما ترى؟

قال عليه السلام : نراه إذا سكر هذى ، وإذا هذى افترى وعلى المفتري ثمانون جلدة (٣).

واستن عمر بما قاله علي عليه السلام وبعد ذلك أصبح حد الخمر ثمانين جلدة كما أفتى به الامام علي عليه السلام.

__________________

(١) شرح معاني الاثار ٣ : ١٥٤ كتاب الحدود ، تفسير الدر المنثور ٢ : ٣٢ ـ ٣٢٢ أخرجه عن ابن أبي شيبة وابن منذر ، فتح الباري ٢١ : ٥٧ أخرجه عن ابن شيبة.

(٢) الاغاني ١٨ : ١٩٨.

(٣) الموطا ٢ : ٨٤٢ كتاب الاشربة باب «١» ح ١ ، سنن البيهقي ٨ : ٣٢٠ كتاب الاطعمة والاشربة باب ما جاء في عدد حد الخمر ، مسند الشافعي : ٢٨٦ كتاب الاشربة ، شرح معاني الاثار ٣ : ١٥٣ ، سنن الدار قطني ٣ : ١٥٧ كتاب الحدود ح ٢٢٣ ، فتح الباري ١٢ : ٥٧ أخرجه عن الطبراني والطحاوي والبيهقي وص ٥٨ عن عبد الرزاق ، تفسير الدر المنثور ٢ : ٣١٦ ذيل آية ٩٣ من سورة المائدة أخرجه عن أبي الشيخ وابن مردويه والحاكم صححه ، كنز العمال ٥ : ٤٧٤ ح ١٣٦٦٠ وص ٤٧٨ ح ١٣٦٧٦ وص ٤٧٩ ح ١٣٦٨٠ المستدرك على الصحيحين ٤ : ٣٧٥.

١٢٨

٥٢ ـ عمر يعترف : لو لا سيف علي عليه السلام لما قام عمو الاسلام

قال ابن أبي الحديد : روى أبو بكر الانباري في أماليه : أن عليا عليه السلام جلس إلى عمر في المسجد وعنده ناس ، فلما قام عليه السلام عرض واحد بذكره ونسبه إلى التيه والعجب.

فقال عمر : حق لمثله أن يتيه!! والله لو لا سيفه لما قام عمود الاسلام ، وهو بعد أقضى الامة وذو سابقتها وذو شرفها.

فقال له ذاك القائل : فما منعكم يا أمير المؤمنين عنه؟

قال : كرهنا على حداثة السن وحبه لبني عبد المطلب (١).

وقد روي كره عمر بن الخطاب لعلي عليه السلام في موارد عديدة ومواقف كثيرة خاصة في قوله : لو ولوها ـ يعني الخلافة ـ عليا لسلك بهم الطريق وحملهم على الحق (٢).

٥٣ ـ عمر يعترف : عين علي عليه السلام عين الله عز وجل

أخرج محب الدين الطبري بسنده : كان عمر يطوف بالبيت وعلي عليه السلام يطوف أمامه ، إذ عرض رجل لعمر فقال : يا أمير المؤمنين ، خذ حقي من علي بن أبي طالب عليه السلام.

قال : وما باله؟

قال : لطم عيني.

فوقف عمر حتى لحق به علي عليه السلام ، فقال : ألطمت عين هذا ، يا أبا الحسن؟

__________________

(١) شرح نهج البلاغة ١٢ : ٨٢.

(٢) ترجمة الامام علي من تاريخ مدينة دمشق ٣ : ١٠٦ ـ ١٠٨ ح ١١٣٦ ـ ١١٣٧ أخرجه عن طريقين ، أنساب الاشراف ٢ : ٨٥٥ ، الاستيعاب ٣ : ١١٣٠.

١٢٩

قال عليه السلام : نعم.

قال عمر : ولم؟

قال عليه السلام : لاني رأيته يتامل حرم المؤمنين في الطواف.

فقال عمر : أحسنت ، يا أبا الحسن.

ثم أقبل على الرجل فقال : وقعت عليك عين من عيون الله عز وجل (١)

٥٤ ـ عمر يعترف : علي عليه السلام مولاي ومولى كل مسلم

روى العلامة الخطيب الخوارزمي وغيره من الحفاظ باسنادهم : أن رجلا نازع عمر في مسالة. فقال عمر : بيني وبينك هذا الجالس ـ وأشار إلى علي بن أبي طالب عليه السلام وكان جالسا في المسجد ـ.

فقال الرجل : هذا الا بطن!! ـ الظاهر أنه لم يكن يعرف عليا عليه السلام ـ.

فنهض عمر عن مجلسه وأخذ بتلبيبه حتى شاله من الارض ، ثم قال : ويلك أتدري من صغرت؟! هذا علي بن أبي طالب مولاي ومولى كل مسلم (٢).

وجاء في رواية الحسكاني : أمر عمر عليا عليه السلام أن يقضي بين رجلين ، فقضى بينهما ، فقال الذي قضى عليه : هذا الذي يقضي بيننا؟! وكانه ازدرى عليا عليه السلام.

فاخذ عمر بتلبيبه فقال : ويلك وما تدري من هذا؟ هذا علي بن أبي طالب عليه السلام ، هذا مولاي ومولى كل مؤمن ، فمن لم يكن مولاه فليس بمؤمن (٣).

__________________

(١) الرياض النضرة ٣ : ١٦٥.

(٢) المناقب للخوارزمي : ١٦١ فصل «١٤» ح ١٩٢ ، الرياض النضرة ٣ : ١٢٨.

(٣) شواهد التنزيل ١ : ٣٤٨ ح ٣٦٢ ذيل آية (أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى ...) يونس : ٣٥ وبهامشه خمسة أحاديث مما يتعلق بالباب ، الفتوحات الاسلامية : ٤١٧ ـ ٤١٨.

١٣٠

أقول : ولعل هذه القصة غير الاولى وان القصتين قد وقعتا في زمانين مختلفين.

٥٥ ـ عمر يعترف : علي عليه السلام مولى كل مؤمن ومؤمنة

أخرج العلامة محب الدين الطبري وغيره من المحدثين باسنادهم عن عمر وقد جاءه أعرابيان يختصمان. فقال لعلي عليه السلام : اقض بينهما ، يا أبا الحسن ، فقضى علي عليه السلام بينهما.

فقال أحدهما : هذا يقضي بيننا؟!

فوثب عليه عمر وأخذ بتلبيبه ، وقال : ويحك ما تدري من هذا؟ هذا مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، ومن لم يكن مولاه فليس بمؤمن (١).

٥٦ ـ عمر يعترف : علي عليه السلام أعلم الناس بالقرآن وبالنبي صلى الله عليه واله (٢)

أخرج المحقق العلامة العاصمي وغيره باسنادهم عن أبي الطفيل ـ الصحابي العظيم ـ قال : شهدت الصلاة على أبي بكر الصديق ، ثم اجتمعنا إلى عمر بن الخطاب فبايعناه وأقمنا أياما نختلف إلى المسجد إليه حتى أسموه «أمير المؤمنين» ،

__________________

(١) الرياض النضرة ٣ : ١٢٨ وقال : خرجه ابن السمان ، المناقب للخوارزمي : ١٦٠ فصل «١٤» ح ١٩١ ، ذخائر العقبى : ٦٨ ، الصواعق المحرقة : ١٧٩ خرجه عن الدار قطني ، شواهد التنزيل ١ : ٣٤٨ ح ٣٦٢ ذيل آية (أفمن يهدي الى الحق ...) يونس ٣٥ ، الفتوحات الاسلامية : ٤١٧ ـ ٤١٨ ، وسيلة المال (مخطوط).

(٢) أورد المؤلف حفظه الله هذه الرواية بشكل موجز ومختصر واكتفى بذكر اعتراف عمر بن الخطاب بكون الامام علي عليه السلام أعلم الناس طرا بالنبي صلى الله عليه واله والقرآن العظيم ، ولما كانت الرواية حاوية لبعض النقاط الكاشفة عن المناقب الجسمية للامام علي عليه السلام وكذا تكشف عن جهل عمر بن الخطاب وعدم معرفته بالقرآن والنبي صلى الله عليه واله رأيت أن نقل الحديث بتمامه أحجى وأتم للحجة لمن أراد معرفة الحق واتباعه. (المعرب)

١٣١

فبينما نحن عنده جلوس إذ أتاه يهودي من يهود المدينة وهم يزعمون أنه من ولد هارون أخي موسى بن عمران عليه السلام حتى وقف على عمر فقال له : يا أمير المؤمنين ، أيكم أعلم بنبيكم وبكتاب نبيكم حتى أساله عما اريد؟ ـ قال أبو الطفيل ـ فطاطا عمر رأسه ، فقال له اليهودي : إياك أعني ، وأعاد عليه القول.

فقال له عمر : وما ذاك؟

قال : إني جئتك مرتادا لنفسي شاكا في ديني.

فقال عمر : دونك هذا الشاب.

قال : ومن هو هذا الشاب.

قال عمر : هذا علي بن أبي طالب عليه السلام ، ابن عم رسول الله صلى الله عليه واله ، وهو أبو الحسن والحسين ، وزوج فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه واله ، ثم قال : هذا أعلم بنبينا وبكتاب نبينا.

قال اليهودي : أكذلك أنت يا علي؟

قال عليه السلام : نعم ، سل عما تريد.

قال : إني مسائلك عن ثلاث وثلاث وواحدة.

فتبسم علي عليه السلام ثم قال له : يا هاروني ، ولم لا تقول : إني سائلك عن سبع؟ فقال اليهودي : أسالك عن ثلاث فان أصبت فيهن ، أسالك (١) عن الواحدة وإن أخطات في الثلاث الاول لم أسالك عن شئ.

وقال له علي عليه السلام : وما يدرك إذا سألتني فاجبتك أخطات أم أصبت؟

__________________

(١) كذا في زين الفتى ، والصحيح : أسالك عن ثلاث فان أصبت فيهن سالت عما بعد هن ، فان أصبت أسالك.

١٣٢

قال : فضرب بيده على كمه فاستخرج كتاب عتيقا فقال : هذا كتاب ورثته عن آبائي وأجدادي ، باملاء موسى عليه السلام وخط هارون عليه السلام ، وفيه هذه الخصال التي أريد أن أسالك عنها.

فقال علي عليه السلام : والله عليك إن أجبتك فيهن بالصواب أن تسلم ـ لتدعن دينك ولتدخلن في ديني ـ؟ قال له : والله ـ ما جئت إلا لذلك ـ لئن أجبتني فيهن بالصواب لاسلمن الساعة على يديك.

قال له علي عليه السلام : سل.

قال : أخبرني ... عن محمد صلى الله عليه واله كم بعده من إمام عادل ، وفي أي جنة يكون ، ومن يساكنه في الجنة؟

قال علي عليه السلام : يا هاروني ، إن لمحمد صلى الله عليه واله من الخلفاء اثنا عشر إماما عادلا لا يضرهم من خذلهم ، ولا يستوحشون لخلاف من خالفهم ، وانهم أرسب في الدين من الجبال الرواسي في الارض ، ويسكن محمد صلى الله عليه واله في جنته مع اولئك الاثني عشر اماما العدل.

قال : صدقت ، والله الذي لا إله إلا هو إني لاجده في كتب أبي هارون كتبه بيده وإملاء موسى عمي عليه السلام ، قال : فاخبرني عن الواحدة ، أخبرني عن وصي محمد كم يعيش من بعده؟ وهل يموت أو يقتل؟

قال عليه السلام : يا هاروني ، يعيش بعده ثلاثين سنة ثم يضرب هاهنا ـ يعني قرنه ـ فتخضب هذه من هذا.

قال أبو الطفيل : فصاح الهاروني وقطع تسبيحه وهو يقول : أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمد رسول الله (١).

__________________

(١) زين الفتى ١ : ٣٠٤ ح ٢١٨ ، فرائد السمطين ١ : ٣٥٤ ح ٢٨٠ ، الغدير ٦ : ٢٦٨ ـ ٢٦٩.

١٣٣

٥٧ ـ عمر يعترف : علي عليه السلام أولى الناس بالخلافة

روى العلامة ابن أبي الحديد المعتزلي ـ نقلا عن كتاب السقيفة لابي بكر أحمد بن عبد العزيز الجوهري ـ باسناده عن ابن عباس ، قال : مر عمر بعلي عليه السلام وأنا معه بفناء داره ، فسلم عليه ، فقال له علي عليه السلام : أين تريد؟

قال : البقيع.

قال عليه السلام : أفلا تصل صاحبك ويقوم معك؟

قال عمر : بلى.

فقال لي علي عليه السلام : قم معه. فقمت فمشيت إلى جانبه فشبك أصحابه في أصابعي ومشينا قليلا حتى إذا خلفنا البقيع قال لي عمر : يا بن عباس ، أما والله إن صاحبك هذا ـ يعني عليا عليه السلام ـ لاولى الناس بالامر بعد رسول الله صلى الله عليه واله إلا انا خفناه على اثنين.

قال ابن عباس : فجاء بكلام لم اجد بدا من مساءلته عنه ، فقلت : ما هما؟

قال عمر : خفناه على حداثة سنه ، وحبه بني عبد المطلب (١).

٥٨ ـ عمر يعترف : المنبر حق علي عليه السلام

أخرج العلامة الخطيب البغدادي وغيره : ان الحسين عليه السلام جاء لعمر وهو على المنبر فقال : انزل عن منبر أبي.

فقال له : منبر أبيك ولا منبر أبي.

وزاد ابن سعد : انه أخذه فاقعده على جنبه ، وقال : وهل أنبت الشعر على

__________________

(١) شرح نهج البلاغة ٦ : ٥٠ ـ ٥١ ، السقيفة وفدك : ٧٣.

١٣٤

رؤوسنا إلا أبوك ، أي ان الرفعة ما نلناها إلا به (١).

٥٩ ـ عمر يعترف : علي عليه السلام أخو النبي صلى الله عليه واله

أخرج العلامة ابن حجر عن الدار قطني : ان عمر سال عن علي عليه السلام فقيل له : اذهب إلى أرضه.

فقال : اذهبوا بنا إليه ، فوجدوه يعمل فعملوا معه ساعة ثم جلسوا يتحدثون فقال له علي عليه السلام : أرأيت لو جاءك قوم من بي إسرائيل فقال لك أحدهم : أنا ابن عم موسى عليه السلام ، أكانت له عندك أثرة على أصحابه؟

قال عمر : نعم.

قال علي عليه السلام : فانا والله أخو رسول الله صلى الله عليه واله وابن عمه.

قال : فنزع عمر رداءه فبسطه ، فقال : والله لا يكون لك مجلس غيره حتى نفترق (٢).

__________________

(١) تاريخ بغداد ١ : ١٤١ ، الطبقات الكبرى ترجمة الامام الحسين عليه السلام : ٣١ ح ٢١٩ ، مقتل الحسين عليه السلام : ١٤٥ ، تاريخ مدينة دمشق ١٤ : ١٧٥ ، تاريخ الاسلام ٣ : ٥ ، كفاية الطالب : ٤٢٤ ح ١١١٦ ، كنز العمال ١٣ : ٦٥٤ ح ٣٧٦٦٢ ، الاصابة ٢ : ٦٩ ترجمة الامام الحسين بن علي عليه السلام رقم ١٧٢٩ ، الصواعق المحرقة : ١٧٧ ، ينابيع المودة : ٢٠٦ باب ٥٩ ، وسيلة النجاة خرجه عن ابن عساكر الدمشقي والسيوطي وابن حجر ، تاريخ الخلفاء : السيرة الحلبية ١ : ٤٤٣. وفيه تحريف بان الامام علي عليه السلام هدد الحسين وشجب فعله ، سير أعلام النبلاء ٣ : ٢٨٥ ، الرياض النضرة ٢ : ٣٤١.

(٢) الصواعق المحرقة : ١٧٩.

١٣٥
١٣٦

الامام علي عليه السلام

في

رأي الخليفة عثمان بن عفان

١٣٧
١٣٨

١ ـ عثمان يعترف : خلق النبي صلى الله عليه واله وعلي عليه السلام من نور واحد

أخرج العلامة سيد علي بن شهاب الدين الهمداني باسناده عن عثمان بن عفان ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : خلفت أنا وعلي من نور واحد قبل أن يخلق الله آدم باربعة آلاف عام (١) ، فلما خلق الله آدم ركب فيه ذلك النور في صلبه ، فلم يزل شيئا واحدا حتى افترقنا في صلب عبد المطلب ، ففي النبوة وفي علي الوصية (٢).

٢ ـ عثمان يعترف : خلق ملائكة من نور وجه علي عليه السلام

أخرج العلامة الخطيب الخوارزمي باسناده عن عثمان بن عفان قال : سمعت عمر بن الخطاب ، قال : سمعت أبا بكر بن أبي قحافة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول : إن الله خلق من نور وجه علي بن أبي طالب ملائكة يسبحون ويقدسون ويكتبون ثواب ذلك لمحبيه ومحبي ولده (٣).

٣ ـ عثمان يعترف : النظر إلى وجه علي عليه السلام عبادة

أخرج العلامة الحافظ ابن عساكر الدمشقي باسناده عن يونس مولى الرشيد ، قال : كنت واقفا على رأس المأمون وعنده يحيى بن أكثم القاضي فذكروا عليا عليه السلام وفضله ، فقال المأمون : سمعت الرشيد يقول : سمعت المهدي يقول : سمعت

__________________

(١) ورد في أحاديث اخرى عن طرق غير عثمان إن العدد هو أربعة عشر ألف عام ، ولعل هذا هو الصحيح ، ولكن اسقطت كلمة عشر في هذا الحديث حين الاستنساخ أو الطبع.

(٢) ينابيع المودة : ٢٥٦.

(٣) مقتل الحسين عليه السلام : ٩٧ ، المناقب للخوارزمي : ٣٢٩ ح ٣٤٨.

١٣٩

المنصور يقول : سمعت أبي يقول : سمعت جدي يقول : سمعت ابن عباس يقول : رجع عثمان إلى علي عليه السلام فسأله المصير إليه ، فصار إليه فجعل يحد النظر إليه ، فقال له علي عليه السلام : ـ يا عثمان ـ ، مالك تحد النظر إلى؟

قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول : النظر إلى وجه علي عبادة (١).

وذكر الزمخشري عن ابن العربي : ان عليا كان إذا برز قال الناس : لا إله إلا الله ، ما أشرف هذا الفتى؟!

لا إله إلا الله ، ما أشجع هذا الفتى؟!

لا إله إلا الله ، ما أعلم هذا الفتى؟!

لا إله إلا الله ، ما أكرم هذا الفتى؟!

وإن النظر إلى علي عليه السلام يدعو إلى ذكر الله (٢).

٤ ـ عثمان يعترف بحديث الغدير ، وان عليا عليه السلام مولى المؤمنين

مر علينا آنفا في فصلي اعترافات أبي بكر وعمر في قصة الغدير بان رواة حديث الغدير الذين رووا ما سمعوا النبي صلى الله عليه واله وهو يقول : «من كنت مولاه فعلي مولاه» كثيرون ، وأخرج ابن عقدة في كتابه «الولاية» (٣) ومنصور الابي الرازي في

__________________

(١) تاريخ مدينة دمشق ٤٢ : ٣٥٠ ، البداية والنهاية ٧ : ٣٥٨ ، تاريخ الخلفاء : ١٧٢ ، الئالئ المصنوعة ١ : ٣٤٣ ، مناقب سيدنا علي عليه السلام : ١٩ ح ٥٧ خرجه عن الخطيب والديلمي وابن عساكر والطبري والحاكم ، التعقبات للسيوطي : ٥٧ نقلا عن إحقاق الحق ٧ : ١٠٩.

(٢) فيض القدير ٦ : ٢٩٩ ذيل ح ٩٣١٩ ، تاريخ مدينة دمشق ٤٢ : ٣٥٦ ترجمة الامام علي بن أبي طالب.

(٣) الغدير ١ : ٥٣ ، المناقب للسروي ٣ : ٢٥.

١٤٠