الإمام على عليه السلام في آراء الخلفاء

الشيخ مهدي فقيه إيماني

الإمام على عليه السلام في آراء الخلفاء

المؤلف:

الشيخ مهدي فقيه إيماني


المترجم: يحيى كمالي البحراني
الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مؤسسة المعارف الإسلاميّة
المطبعة: پاسدار إسلام
الطبعة: ١
ISBN: 964-6289-50-9
الصفحات: ٢٢٣

٥ ـ ابن قيم الجوزية في الطرق الحكمية : ٣٦.

٦ ـ محب الدين الطبري في ذخائر العقبى : ٨٢.

٧ ـ وأخرجه أيضا في الرياض النضرة ٣ : ١٦٦.

٨ ـ اللكهنوي في وسيلة النجاة : ١٥٠.

٩ ـ الاميني في الغدير ٦ : ١٢٦ أخرجه عن ابن الجوزي.

٢٤ ـ قال عمر : لا أبقاني الله بعدك ، يا علي.

أخرجه :

١ ـ الخوارزمي في المناقب : ١٠١ فصل «٧» ح ١٠٤.

٢ ـ الجويني في فرائد السمطين ١ : ٣٤٩ ح ٢٧٤.

٣ ـ المناوي في فيض القدير ٤ : ٣٥٧ شرح ح ٥٥٩٤.

٤ ـ محب الدين الطبري في ذخائر العقبى : ٨٢.

٥ ـ وأخرجه أيضا في الرياض النضرة ٣ : ١٦٦.

٦ ـ الامر تسري في أرجح المطالب : ١٢٢.

٢٥ ـ قال عمر : لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو حسن.

أخرجه :

 ١ ـ البلاذري في أنساب الاشراف ٢ : ٨٥٣.

٢٦ ـ قال عمر : لا أحياني الله لمعضلة لا يكون فيها ابن أبي طالب حيا.

أخرجه :

١ ـ محمد جار الله القرشي في الجامع اللطيف : ٢٣.

٢٧ ـ قال عمر : لا بقيت في قوم لست فيهم ، يا أبا الحسن.

أخرجه :

١ ـ ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ٤٢ : ٤٠٧.

١٠١

٢ ـ الفخر الرازي في التفسير الكبير ٣٢ : ١٠ ذيل تفسير سورة التين.

٢٨ ـ قال عمر : لا بقيت لمعضلة ليس لها أبو الحسن.

أخرجه :

١ ـ الاميني في الغدير ٣ : ٩٨ عن ترجمة علي بن أبي طالب عليه السلام : ٧٩.

٢٩ ـ قال عمر : لا خير في عيش قوم لست فيهم ، يا أبا الحسن.

أخرجه :

١ ـ محمد جار الله القرشي في الجامع اللطيف : ٢٣.

٣٠ ـ قال عمر : لا عشت في قوم لست فيهم ، يا أبا الحسن.

أخرجه :

١ ـ ابن عساكر في تاريخ مدينة عشق ٤٢ : ٤٠٧.

٣١ ـ قال عمر : لو لا علي لضل عمر.

أخرجه :

١ ـ الباقلاني في التمهيد : ١٩٩.

٢ ـ الاميني في الغدير ٦ : ٣٢٧ عن الباقلاني.

٣٢ ـ قال عمر : لو لا علي لهلك عمر.

أشرنا فيما سبق ان الخليفة عمر بن الخطاب ردد وكرر قوله : «لو لا علي لهلك عمر» في الكثير من الاحيان التي كانت تتعسر عليه المعضلات ويلتمس حلها من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

وقلنا أيضا : إننا نحترز عن سرد القضايا والاحاديث تجنبا عن الاطاعة ، ورعاية للايجاز نذكر المراجع التي أخرجت تلك الاحاديث ، وهي كما يلي :

١ ـ ابن الجوزي في أخبار الظراف : ١٩.

٢ ـ وأخرجه أيضا في الاذكياء : ١٨.

١٠٢

٣ ـ فخر الدين الرازي في الاربعين : ٤٦٦.

٤ ـ الامر تسري في أرجح المطالب : ١٢٣.

٥ ـ القرطبي في الاستيعاب ٣ : ١١٠٣ ترجمة الامام علي عليه السلام.

٦ ـ القسطلاني في إرشاد الساري شرح صحيح البخاري ١٠ : ٩ عن البغوي وأبي داود والنسائي وابن حبان. رواه بدون التصريح.

٧ ـ ابن حجر في الاصابة ٨ : ١٥٧.

٨ ـ توفيق أبو علم في أهل البيت : ٢٠٧.

٩ ـ الخادمي في بريقة المحمودية ١ : ٢١١.

١٠ ـ محمد بهجت أفندي في تاريخ آل محمد : ١٢٥.

١١ ـ ابن قتيبة الدينوري في تأويل مختلف الحديث : ٢٠٢.

١٢ ـ السبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص : ١٤٧ أخرجه عن أحمد في مسنده وفضائل الصحابة ضمن قصتين وقعتا لعمر.

١٣ ـ العزيزي في حاشية الحفني على شرح الجامع الصغير ٢ : ٤٥٩.

١٤ ـ القرشي في تفريح الاحباب في مناقب الال والاصحاب : ٣٢٥.

١٥ ـ أحمد بن حنبل في مسنده ١ : ١٥٤ ـ ١٥٨ ، والطبعة الحديثة ١ : ٢٤٩ ح ١٣٣٠ و ١٣٦٤ ـ ١٣٦٦.

١٦ ـ فخر الدين الرازي في التفسير الكبير ٧ : ٤٨٤.

١٧ ـ النيسابوري في تفسيره ٦ : ١٢٠ تفسير سورة الاحقاف آية ١٥.

١٨ ـ ابن حسنويه الحنفي في در بحر المناقب : ٢٣.

١٩ ـ محب الدين الطبري في ذخائر العقبى : ٨٢.

٢٠ ـ وأخرجه أيضا في الرياض النضرة ٣ : ١٦١ عن العقيلي وابن السمان.

٢١ ـ أبو داود في سننه ٤ : ١٣٩ ح ٤٣٩٩ ـ ٤٤٠٢.

١٠٣

٢٢ ـ القاضي الفرغاني في شرح تائية ابن فارض نقل عنه إحقاق الحق ٨ : ١٨٤.

٢٣ ـ القوشجي في شرح تجريد الاعتقاد : ٣٧٣.

٢٤ ـ الحفني في شرح الجامع الصغير المطبوع بهامش السراج المنير ٢ : ٤٥٨.

٢٥ ـ ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١ : ١٨ ، و ١٢ : ٢٠٥.

٢٦ ـ العيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري ١١ : ١٥١.

٢٧ ـ الغماري في علي بن أبي طالب إمام العارفين : ٧١.

٢٨ ـ العظيم آبادي في عون المعبود شرح سنن أبي داود ١٢ : ٧٦.

٢٩ ـ العسقلاني في فتح الباري شرح صحيح البخاري ١٢ : ١٠١.

٣٠ ـ الغماري في فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي : ٤٢.

٣١ ـ الجويني في فرائد السمطين ١ : ٣٥١ ح ٢٧٦.

٣٢.ابن الصباغ في الفصول المهمة : ٣٥.

٣٣ ـ أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة ٢ : ٧٠٧ ح ١٢٠٩.

٣٤ ـ المناوي في فيض القدير شرح الجامع الصغير ٤ : ٣٥٧ شرح ح ٥٥٩٤ علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض.

٣٥ ـ ولي الله الدهلوي في قرة العينين في تفضيل الشيخين : ١٨٢.

٣٦ ـ المالقي في قضاة الاندلس : ٧٣.

٣٧ ـ الگنجي في كفاية الطالب : ٢٢٧ باب «٥٩».

٣٨ ـ الطوسي سراج الشافعي في اللمع في التصوف : ١٨١.

٣٩ ـ المنذري في مختصر سنن أبي داود ٦ : ٢٣٠ ح ٤٢٣٧.

٤٠ ـ اللكهنوي في مرآة المؤمنين : ٦٧.

١٠٤

٤١ ـ الجرداني في مصباح الظلام ٢ : ٥٦.

٤٢ ـ ابن طلحة الشافعي في مطالب السؤول : ١٣.

٤٣ ـ التفتازاني في المطول : ١٣٦ مبحث «لو».

٤٤ ـ الجشتي الحنفي الهندي في الملفوظات والامالي العرفانية.

نقل عنه احقاق الحق ٨ : ١٥٨.

٤٥ ـ الخوارزمي في المناقب : ٨١ فصل «٧» ح ٦٥.

٤٦ ـ العيني الحنفي في مناقب سيدنا علي : ٤٦.

٤٧ ـ الايجي الشيرازي في المواقف ٨ : ٣٧٠ مع شرح الجرجاني : مبحث الامامة.

٤٨ ـ الزرندي في نظم درر السمطين : ١٢٩ و ١٣٢.

٤٩ ـ باكثير الحضرمي في وسيلة المال : ١٢٧.

٥٠ ـ محمد مبين الهندي في وسيلة النجاة : ١٣٩.

٥١ ـ القندوزي في ينابيع المودة : ٧٠ و ٧٥ و ٤٤٨ عن فصل الخطاب لخواجة بارسا.

٥٢ ـ الاميني في الغدير ٦ : ١٠٢ عن العزيزي والجرداني.

٥٣ ـ التستري المرعشي في إحقاق الحق ٨ : ١٥٨ و ١٨٤ و ١٩٨ و ١٧ : ٤٤٤ عن الجشتي الحنفي والفرغاني وابن حسنويه وباكثير الحضرمي.

٣٣ ـ قال عمر لعلي عليه السلام : لولاك لافتضحنا.

أخرجه :

١ ـ البلاذري في فتوح البلدان : ٥٥.

٢ ـ الزمخشري في ربيع الابرار ٤ : ٢٦.

٣ ـ ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ١٩ : ١٥٨.

١٠٥

٤ ـ محب الدين الطبري في الرياض النضرة ٢ : ٣٣٩.

٥ ـ المتقي في كنز العمال ١٤ : ١٠٠ ح ٣٨٠٥٢ عن أبي بن كتب وص ١٠٨ ح ٣٨٠٨٢.

٦ ـ الازرقي في أخبار مكة ١ : ٢٤٥ ـ ٢٤٧.

٣٤ ـ قال عمر لرجل : ما أجد لك إلا ما قال ابن أبي طالب.(١)

أخرجه :

١ ـ ابن حزم في المحلى ٧ : ٧٦ ـ ٧٧.

٢ ـ القرطبي في الاستيعاب ٣ : ١١٠٦ ترجمة الامام علي بن أبي طالب عليه السلام رقم ١٨٥٥.

٣ ـ محب الدين الطبري في الرياض النضرة ٣ : ١٦٢.

٣٥ ـ قال عمر لعلي عليه السلام : ما زلت كاشف كل كرب وموضح كل حكم.

أخرجه :

١ ـ المتقي الهندي في كنز العمال ٥ : ٨٣٤ ح ١٤٥٠٩.

٣٦ ـ قال عمر : نعوذ بالله من أن أعيش في قوم لست فيهم ، يا أبا حسن.

أخرجه :

 ١ ـ ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ٤٢ : ٤٠٥.

٣٧ ـ قال عمر مشيرا إلى علي عليه السلام : هذا أعلم بنبينا وبكتاب نبينا.

أخرجه :

 ١ ـ العاصمي في زين الفتى في تفسير سورة هل أتى ١ : ٣٠٤ ح ٢١٨.

٣٨ ـ قال عمر : هيهات ، هناك شجنة من بني هاشم وشجنة من الرسول وأثرة من

__________________

(١) الظاهر ان السائل بعد ما عرف جواب الامام علي عليه السلام رجع إلى عمر وقال له : اريد جوابك ، فعندئذ قال له عمر : ما أجد لك ـ جوابا ـ إلا ما قال لك علي بن أبي طالب. (المعرب).

١٠٦

علم يؤتي لها ولا ياتي ، في بيته يؤتي الحكم.

أخرجه :

١ ـ المتقي الهندي في كنز العمال ٥ : ٨٣٠ ح ١٤٥٠٨ عن علي بن كاتب.

٣٩ ـ قال عمر : يا أبا الحسن ، أنت لكل معضلة وشدة تدعى.

أخرجه : ١ ـ الثعالبي في قصص الانبياء : ٢٣٢ في ذيل قوله تعالى : (إذ آوى الفتية إلى الكهف) (١).

٢ ـ الفيروز آبادي في فضائل الخمسة ٢١ : ٣٢٦.

٣ ـ الاميني في الغدير ٦ : ١٤٨ ـ ١٥٥.

٤٠ ـ قال عمر : يابن أبي طالب ، فما زلت كاشف كل شبهة ، وموضح كل حكم (علم).

أخرجه :

١ ـ المتقي الهندي في كنز العمال ٥ : ٨٣٤ ح ١٤٥٠٩.

٣٠ ـ التصريحات العمرية دالة على أولوية

الامام علي عليه السلام للخلافة

أشرنا في مقدمة الكتاب باننا لو أغمضنا الطرف عن جميع الادلة والبراهين القرآنية والحديثية والتاريخية التي فيها الدلالة التامة على أولوية الامام علي عليه السلام للخلافة وولاية الامر بعد النبي صلى الله عليه واله ، أو اننا افترضنا عدم صلاحية تلك الادلة للاستدلال بها على ذلك ، لكانت هذه الاعترافات والتصريحات ومرويات الخلفاء ـ سواءا الذين تقدموا على الامام علي عليه السلام أو اولئك الذين حكموا بعد أن استشهد

__________________

(١) الكهف : ١٠.

١٠٧

علي عليه السلام ـ التي رووها بحق علي عليه السلام وأقروا بها كافية في إثبات الخلافة لعلي عليه السلام دون غيره. وانه الخليفة الحق والجامع لجميع المواصفات الضرورية واللازمة لخلافة النبي ورسول الله صلى الله عليه واله.

وذلك لان هذه الاخبار التي تروي لنا اعترافات أبي بكر وعمر وعثمان وتصريحاتهم ـ سواءا كانوا أصحابا لرسول الله صلى الله عليه واله أو خلفاء لاتباعهم ـ فانها حجة قاطعة ودليل قوي وبرهان جلي يمكن لاي مسلم ومؤمن أن يستدل بها على معرفة الامام الحق والخليفة الواقعي لرسول الله صلى الله عليه واله يعني أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب عليه السلام.

وأضف على ما مر عليك ـ أيها الطالب للحق ـ ان هذه التصريحات والاعترافات التي وردت على لسان عمر بن الخطاب بما تتناسب وموضوع أفضلية الامام علي عليه السلام وأولويته لامر الخلافة كاشفة عن نقاط الضعف والحالة السلبية التي كانت موجودة في سائر أعضاء الشورى العمري.

ونذكر لك ـ أيها الخبير ـ نماذج من ذلك وندع الحكم والقضاء إليك :

روى العلامة ابن أبي الحديد : أن عمر قال لاصحاب الشورى ـ الذين عينهم هو بنفسه لانتخاب الخليفة من بعده ـ : روحوا إلي ، فلما نظر إليهم : قد جاءني كل واحد منهم يهز عفريته ، يرجو أن يكون الخليفة ـ ثم خاطبهم واحدا واحدا كاشفا عن سلبياتهم ـ.

فقال : أما أنت ـ يا طلحة ـ ، أفلست القائل إن قبض النبي صلى الله عليه واله أنكح أزواجه من بعده ، فما جعل الله محمدا صلى الله عليه واله أحق ببنات أعمامنا منا ، فانزل الله تعالى فيك : (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا ...) (١).

__________________

(١) الاحزار : ٥٣.

١٠٨

وأما أنت ـ يا زبير ـ فوالله ما لان قلبك يوما ولا ليلة ، وما زلت جلفا جافيا!!.

وأما أنت ـ يا عثمان ـ فوالله لروثة خير منك (١)!!!

وأما أنت ـ يا عبد الرحمن ـ فانك رجل عاجز تحب قومك جميعا!!

وأما أنت ـ يا سعد ـ فصاحب عصبية وفتنة!!

وأما أنت ـ يا علي ـ فوالله لو وزن إيمانك بايمان أهل الارض لرجحهم!!!

فقام الامام علي عليه السلام موليا يخرج ـ وذلك اعتراضا واستنكارا على عمر ـ ، لانه قرن عليه عليه السلام وهو الجامع للايمان كله باناس ليس فيهم من الفضيلة شئ يذكر ، ولكن عمر رسم مخططا لاستخلاف من هو أخس وأردأ من الروثة رتبة كما وصفه عمر حتى لا تصل الخلافة إلى صاحبها الاحق بها.

فقال عمر : والله إني لاعلم مكان رجل لو وليتموه أمركم لحملكم على المحجة البيضا.

قالوا : من هو؟

قال : هذا المولي من بينكم.

قالوا : فما يمنعك من ذلك؟

قال : ليس إلى ذلك من سبيل.

وفي خبر ثان رواه البلاذري في تاريخه : ان عمر لما خرج أهل الشورى من عنده. قال : إن ولوها الاجلح سلك بهم الطريق.

قال عبد الله بن عمر : فما يمنعك منه ، يا أمير المؤمنين؟

__________________

(١) الروثة واحدة الروث ، وهو سرجين الفرس.

١٠٩

قال : أكره أن أتحملها حيا وميتا (١).

وروى هذا الخبر أيضا ابن حجر عن البخاري (٢).

وفي خبر آخر رواه ابن أبي الحديد وقع حوار بين ابن عباس وبين عمر بن الخطاب : فوصف عمر عليا عليه السلام بان فيه دعابة ، ووصف طلحة بالتكبر والتفاخر ، وعبد الرحمن بانه ضعيف لو صار الامر إليه لوضع خاتمه في يد امرأته ، والزبير بانه شكس لقس ـ أي شئ الخلق ـ وسعدا بانه صاحب سلاح ومقنب. وعند ما سال ابن عباس عمرا عن عثمان أوه عمر ـ ثلاثا ـ ثم قال : والله لئن وليها ليحملن بني أبي معيط على رقاب الناس ثم لتنهض العرب إليه.

ثم بعد أن سكت هنيئة قال : أجرؤهم والله إن وليها أن يحملهم على كتاب ربهم وسنة نبيهم لصاحبك ـ يعني علي عليه السلام ـ أما إن ولي أمرهم حملهم على المحجة البيضاء والصراط المستقيم (٣).

٣١ ـ عمر يعترف : علي عليه السلام يهدي إلى الكتاب والسنة

روى ابن أبي الحديد عن العلامة أبي العباس أحمد بن يحيى الثعلب في أماليه حوار عمر بن الخطاب وابن عباس فقال : وبعد أن ذكر عمر المثالب والمطاعن والسلبيات الخلقية والاجتماعية والقيادية لكل واحد من أعضاء الشورى الذي رتبه هو بنفسه ، ولما وصل عمر إلى ذكر علي عليه السلام قال : إن أحراهم أن يحملهم على كتاب ربهم وسنة نبيهم لصاحبك ـ يعني علي بن أبي طالب عليه السلام ـ والله لئن وليها

__________________

(١) شرح نهج البلاغة ١٢ : ٢٥٩ ـ ٢٦٠ ، الفتح المبين ٢ : ١٨٠ ، الاستيعاب ٣ : ١١٥٤ ترجمة عمر بن الخطاب ، الطبقات الكبرى ٣ : ٣٤٢ ترجمة عمر بن الخطاب.

(٢) المطالب العالية ٤ : ٤٦.

(٣) شرح نهج البلاغة ١٢ : ٥١ ـ ٥٢.

١١٠

ليحملنهم على المحجة البيضاء والصراط المستقيم (١).

وحقيق بنا في هذا المقام أن نتساءل : ما هو السبب الباعث إلى أن يشكل الخليفة عمر بن الخطاب تلك الشورى السداسية بينما هو بنفسه يسطر مثالب وسلبيات كل واحد منهم عدا علي عليه السلام فانه قد أطراه وذكره مادحا إياه بالخير والهداية؟

ومن ثم ما هو الدافع الذي دفع عمر إلى رسم ذلك المخطط حتى يؤول أمر الخلافة بعده إلى عثمان وقد وصفه بتلك الاوصاف التي قرأتها؟

قال عبد الله : ولما طعن قال عمر لاهل الشورى : لله درهم ، إن ولوها الاصيلع!! كيف يحملهم على الحق ولو كان السيف على عنقه.

فقلت : أتعلم ذلك منه ولا تولية؟

قال : إن لم أستخلف فاتركهم فقد تركهم من هو خير مني (٢).

وهكذا روى ابن عبد البر عن ابن عباس قال : بينا أنا أمشي مع عمر يوما إذ تنفس نفسا فظننت أنه قد قضبت أضلاعه ـ تقطعت ـ فقلت : سبحان الله! والله ما أخرج منك هذا إلا أمر عظيم.

فقال : ويحك ـ يابن عباس ـ ما أدري ما أصنع بامة محمد صلى الله عليه واله.

قلت : ولم وأنت بحمد الله قادر على أن تصنع ذلك مكان الثقة؟ قال : إني أراك تقول : إن صاحبك أولى الناس بها ـ يعني عليا عليه السلام ـ.

قلت : أجل ، والله إني لاقول ذلك في سابقته وعلمه وقرابته وصهره.

قال : إنه كما ذكرت ، ولكنه كثير الدعابة ...(٣).

__________________

(١) شرح نهج البلاغة ٦ : ٣٢٦ ـ ٣٢٧.

(٢) الاستيعاب ٣ : ١١٣٠ ترجمة الامام علي بن أبي طالب عليه السلام رقم ١٨٥٥.

(٣) الاستيعاب ٣ : ١١١٩ ترجمة الامام علي بن أبي طالب عليه السلام رقم ١٨٥٥.

١١١

لا حظ ـ أيها الخبير ـ ان قول عمر : إنه كما ذكرت يعني أن عليا حائز على جميع المواصفات التي تقدمه على الاخرين وتبين أولويته عليهم في مسالة الخلافة. وعمر بقوله هذا يعترف ويقر لعلي عليه السلام بذلك.

وأما قوله : «كثير الدعابة» هذه فرية ألصقها عمر بعلي عليه السلام ولا أصل لها ولا أساس ، وهي في الوقت نفسه لم تكن مانعة للخلافة فترى ان عمر بفريته هذه ينوه عن الصد عن استخلاف الامام علي عليه السلام.

ولو سلمنا بانه عليه السلام كثير الدعابة فهل هذه الصفة ـ فرضا ـ تكون سببا عن تصديه الخلافة؟ (١).

هذا سؤال بحاجة إلى جواب من عمر وأتباعه.

__________________

(١) أقول : فرية عمر واتهامه الامام علي عليه السلام بانه كان كثير الدعابة ثارت ذريعة في أيدي أتباعه الطلقاء وأبنائهم اولئك الذين لعنوا على لسان النبي صلى الله عليه واله أمثال عمر وبن العاص.

وقد رد عليه الامام في خطبة بليغة ذكر فيها ان هذه الصفة وغيرها تنطبق على ابن النابغة وغيره ممن يتهمون الامام علي عليه السلام أكثر من انطباقها على علي عليه السلام.

ومن راجع التاريخ الصحيح الذي لم تمد إليه الايدي الغاشمة والبواعث السياسية والاعتقادية ، ويراجع أيضا فتوة الامام علي ، شجاعته ، زهده ، ورعه ، علمه ، حكمته ، وسائر أوصافه النبيلة عرف أن تلك الفرية هي من مصاديق المثل السائر «كل يرى الناس بعين طبعه» ، و «رمتني بدائها وانسلت».

وإليك النص العلوي عليه السلام في رد زعم المفترين عليه بكثرة الدعابة : عجبا لابن النابغة ـ وأشباهه ـ يزعم لاهل الشام ـ والمسلمين ـ أن في دعابة ، واني امرؤ تلعابة اعافس وامارس ، ـ والله ـ لقد قال باطلا ، ونطق اثما ، أما وشر القول الكذب ، وإنه ليقول فيكذب ، ويعد فيخلف ، ويسال فيبخل ، ويسال فيلهف ، ويخون العهد ، ويقطع الال ، فإذا كان عند الحرب فاي زاجر وآمر هو ما لم تأخذ السيوف ماخذها ، فإذا كان ذلك كان أكبر مكيدته أن يمنح القوم سبته. أما والله إني ليمنعني من اللعب ذكر الموت ، وإنه ليمنعه من قول الحق نسيان الاخرة ، إنه لم يبايع معاوية ـ وغيره غيره ـ حتى شرط أن يؤتيه آتية ـ واحلب حلبك ... ـ ويرضخ له على ترك الدين رصخة ، فتأمل يا خبير. (المعرب).

١١٢

٣٢ ـ عمر يعترف : علي عليه السلام أولى مني ومن أبي بكر

روى العلامة الراغب الاصفهاني عن ابن عباس قال : كنت أسير مع عمر بن الخطاب في ليلة وعمر على بغلة وأنا على فرس ، فقرأ آية فيها ذكر علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : أما والله يا بني عبد المطلب لقد كان علي فيكم أولى بهذا الامر مني ومن أبي بكر!!

فقلت في نفسي : لا أقالني الله إن أقلته. فقلت : أنت تقول ذلك وأنت وصاحبك وثبتما وانتزعتما الامر منا دون الناس؟

فقال : إليكم يا بني عبد المطلب ـ أي هون عليك ـ أما إنكم أصحاب عمر بن الخطاب؟

فتأخرت وتقدم هنيهة فقال : سر لا سرت! وقال : أعد علي كلامك.

فقلت : إنما ذكرت شيئا فرددت عليك جوابه ، ولو سكت ـ أنت يا عمر ـ سكتنا.

فقال : إنا والله ما فعلنا الذي فعلنا عن عداوة!! ولكن استصغرناه!! وخشينا أن لا يجتمع عليه العرب وقريش لما قد وترها (١).

قال ابن عباس : فاردت أن أقول : كان رسول الله صلى الله عليه واله يبعثه فينطح كبشها فلم يستصغره ، أفتستصغره أنت وصاحبك (٢)؟

__________________

(١) في هذه العبارة حقيقة لا بد من كشفها وهي : ان الامام علي عليه السلام هو الذي أخضع جبايرة العرب وشيوخ قريش للتسليم ، وان سيفه كان أسن السيوف وأحدها وأقواها على الكفار والضالين. فكيف يسمى غيره بسيف الله ، أو يروون حديثا مختلقا ويقولون : أعز الله الدين باسلام فلان وفلان؟ فتدبر. (المعرب)

(٢) أقول : كما وقع ذلك في كثير من مواقف النبي صلى الله عليه واله حيث نرى ان النبي صلى الله عليه واله بعثه ونصبه أميرا ولم يستصغره قط ، بل انه استصغر غير علي فلم يبعثه ، وإذا بعثه عزله ، أو إذا بعثه لم يكن في بعثه صلى الله عليه واله إياهم خيرا وفتحا للدين كما وقع في واقعة خيبر وقراءة براءة على أهل مكة ولم يامر عليه شابا كاسامة قط ، فهل ترى ـ يا طالب الحق ـ في هذه الامور تصغيرا

١١٣

فقال : لا جرم ، فكيف ترى والله ما نقطع أمرا دونه ولا نعمل شيئا حتى نستاذنه (١)؟

٣٣ ـ عمر يعترف : علي عليه السلام إقضى الناس

علي أقضانا ، أو : أقضانا علي ، وغيرها من الكلمات التي كان عمر بن الخطاب يصرح بها دائما بشان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وخاصة عند ما كانت المعضلات والمسائل تخيم على عمر ولم يدر حلها وكشفها ، فكان يلوذ في ذلك بعلي بن أبي طالب عليه السلام فيكشف عنه ما تعسر عليه باسلوب دقيق وميثر للاعجاب والحيرة.

وهذه الكلمات ومثيلاتها تكررت على لسان عمر ، ولما كان نقل هذه الاعترافات العمرية باعلمية الامام علي عليه السلام يخرجنا عن الايجاز والاختصار اكتفينا بذكر مصادرها ، فليراجعها القارئ في مظانها :

١ ـ صحيح البخاري ٦ : ٢٣ كتاب التفسير في تفسير (وما ننسخ من آية أو ننسها) (٢) ، بلفظ : أقضانا علي.

٢ ـ مسند أحمد بن حنبل ٥ : ١١٣ ، وفي الطبعة الحديثة ٦ : ١٣١ ح ٢٠٥٨٢ ـ ٢٠٥٨٣ ، بلفظ : علي أقضانا.

٣ ـ الطبقات الكبرى لابن سعد ٢ : ٣٣٩ ـ ٣٤٠ ، بلفظي : علي أقضانا ، وأقضانا علي.

٤ ـ الاستيعاب ٣ : ١١٠٢ ترجمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام رقم ١٨٥٥.

__________________

لعلي عليه السلام أم لغيره؟ فلو راجعت التاريخ الصحيح والسليم من الدس والاهواء لازددت إيمانا ويقينا. (المعرب)

(١) محاضرات الادباء ٢ : ٤٧٨.

(٢) البقرة : ١٠.

١١٤

٥ ـ أنساب الاشراف ٢ : ٨٥٢ ، بلفظ : علي أقضانا.

٦ ـ أخبار القضاة ١ : ٨٨.

٧ ـ حلية الاولياء ١ : ٦٥.

٨ ـ الفتوحات الاسلامية ٢ : ٤٥٤.

٩ ـ المستدرك على الصحيحين ٣ : ٣٠٥.

١٠ ـ المناقب للخوارزمي : ٩٢ فصل «٧» ح ٨٦.

١١ ـ تاريخ مدينة دمشق ٤٢ : ٤٠٢.

١٢ ـ تلخيص المستدرك ٣ : ٣٠٥.

١٣ ـ شرح نهج البلاغة ١٢ : ٨٢ ، بلفظ : أقضى الامة ...

١٤ ـ ذخائر العقبى : ٨٣.

١٥ ـ الرياض النضرة ٣ : ١٦٧ ، بلفظ : أقضانا علي بن أبي طالب.

١٦ ـ كفاية الطالب : ٢٥٩ ، فيه : أخذت ذلك من رسول الله صلى الله عليه واله فلا أتركه أبدا.

١٧ ـ تاريخ الاسلام ، عهد الخلفاء الراشدين ٣ : ٦٣٨.

١٨ ـ فتح الباري شرح صحيح البخاري ٧ : ٦٠.

١٩ ـ البداية والنهاية ٧ : ٣٥٩.

٢٠ ـ أسنى المطالب : ٨ ح ٢٧.

٢١ ـ تاريخ الخلفاء : ١٧٠ و ٢٣٣ ، بلفظي : علي أقضانا ، وأقضانا علي عليه السلام.

٢٢ ـ مطالب السؤول : ٨٥.

٢٣ ـ الدر المنثور ١ : ١٠٤ ذيل (وما ننسخ من آية) رواه عن البخاري والنسائي وابن الانباري والحاكم والبيهقي ، بلفظ : أقضانا علي.

٢٤ ـ الصواعق المحرقة : ١٢٧ ، بلفظ : علي أقضانا ، وأفرض أهل المدينة وأقضاها علي.

٢٥ ـ ينابيع المودة : ٢٨٦ باب «٥٩».

١١٥

٣٤ ـ عمر يعترف : عيادة أهل البيت عليهم السلام فريضة

أخرج محب الدين الطبري باسناده عن عمر بن الخطاب أنه قال للزبير بن العوام : هذ لك في أن نعود الحسن بن علي عليه السلام فانه مريض؟

فكان الزبير تلكا عليه ـ اي توقف وتبطا ـ فقال له عمر : أما علمت أن عيادة بني هاشم فريضة وزيارتهم نافلة؟

وفى رواية : ان عيادة بني هاشم سنة وزيارتهم نافلة؟ أخرجه ابن السمان في الموافقة (١).

لا يخفى أن كلام عمر هذا سواءا كان قد أخذه عن النبي صلى الله عليه واله أو قاله على قناعة واعتقاد فان المصداق البارز لبني هاشم بعد النبي صلى الله عليه واله هو من يكون كنفس النبي صلى الله عليه واله يعني الامام علي بن أبي طالب عليه السلام ولهذه المصداقية ذكرنا هذا الحديث هنا وإن لم يصرح فيه اسم علي عليه السلام.

٣٥ ـ عمر يعترف : علي عليه السلام خير الناس فتوى

روى المؤرخ الشهير العلامة ابن سعد باسناده عن سعيد بن المسيب قال : خرج عمر بن الخطاب على أصحابه يوما فقال : أفتوني في شئ صنعته اليوم؟

فقالوا : ما هو ، يا أمير المؤمنين؟

قال : مرت بي جارية لي فاعجبتني فوقعت عليها وأنا صائم!!

فعظم عليه القوم ، وعلي عليه السلام ساكت ، فقال : ما تقول ، يابن أبي طالب؟

فقال عليه السلام : جئت حلالا ويوما مكان يوم (بناءا على كون الصوم غير واجب).

__________________

(١) ذخائر العقبى : ١٤ أخرجه عن ابن السمان في الموافقة ، علل الحديث للرازي ٢ : ٣٦٨ ح ٣٦١٨ ، غالية المواعظ ومصباح المتعظ والواعظ ٢ : ٩٥ ، ملحقات إحقاق الحق ١٧ : ٤٧٤ أخرجه عن الاشراف على فضل الاشراف.

١١٦

فقال عمر : أنت خيرهم فتوى (١).

٣٦ ـ عمر يعترف : علي عليه السلام مولاي

أخرج العلامة الخوارزمي وغيره من أعلام الحديث عن الحافظ الدار قطني أنه قيل لعمر بن الخطاب : إنك تصنعه بعلي شيئا لا تصنع مع أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله؟

فقال : انه مولاي.(٢)

ولا يخفى أننا لو تمعنا في قول النبي صلى الله عليه واله : «من كنت مولاه فعلي مولاه» عرفنا انه لم يكن لكلمة المولى معنى ومفهوم سوى صاحب الخيار والاولى بالتصرف.

٣٧ ـ عمر يعترف : القول ما قال علي عليه السلام

أخرج ابن حزم الاندلسي وغيره باسنادهم عن ابن اذينة العبدي قال : أتيت عمر بن الخطاب بمكة فقلت له : إني ركبت الابل والخيل حتى أتيتك فمن أين أعتمر؟

قال : ائت علي بن أبي طالب فسله.

فاتيت فسألته فقال لي علي عليه السلام : من حيث أبدأت ـ يعني من ميقات أرضك ـ.

قال : فاتيت عمر فذكرت له ذلك.

__________________

(١) الطبقات الكبرى ٢ : ٣٣٩ ، أنساب الاشراف ١ : ١٦٧ ، سنن الدار قطني ٢ : ١٨١ كتاب الصيام باب القبلة للصائم ح ٤.

(٢) المناقب للخوارزمي : ١٦٠ باب «١٤» ح ١٩٠ ، الرياض النضرة ٣ : ١٢٨ ، الصواعق المحرقة : ٤٤ ، شرح المواهب اللدنية : ١٣ ، الروض الازهر : ٣٦٦ ، فتح المبين هامش السيرة النبوية لزيني دحلان ١ : ١٧١ ـ ١٧٨ و ٢ : ١٦٢.

١١٧

فقال لي : ما أجد لك ـ قولا ـ إلا ما قال ابن أبي طالب. (١)

٣٨ ـ عمر يعترف : بفضل علي عليه السلام أخرجنا الله من الظلمات

أخرج العلامة الزمخشري وآخرون من حفاظ أهل السنة ومحدثيهم باسنادهم عن ابن عباس قال : استعدى رجل عمر على علي عليه السلام ، وعلني جالس فالتفت عمر إليه فقال : يا أبا الحسن ، قم فاجلس مع خصمك ، فقام فجلس مع خصمه فتناظرا ، وانصرف الرجل فرجع علي عليه السلام إلى مجلسه ، فتبين عمر التغير في وجهه ، فقال : يا أبا الحسن ، مالي أراك متغيرا؟

قال عليه السلام : كنيتني بحضرة خصمي فالا قلت : يا علي ، قم فاجلس مع خصمك؟ فاخذ عمر برأس علي عليه السلام فقبل بين عينيه ، ثم قال : بابي أنتم وامي بكم هدانا الله ، وبكم أخرجنا الله من الظلمات إلى النور (٢).

٣٩ ـ عمر يعترف : لا يتم الشرف إلا بولاية علي عليه السلام

أخرج العلامة المحدث ابن حجر الهيتمي عن الدار قطني بسنده عن ابن المسيب قال : قال عمر رضى الله عنه : تحببوا إلى الاشراف وتوددوا ، واتقوا على أعراضكم من السفلة ، واعلموا أنه لا يتم شرف إلا بولاية علي عليه السلام (٣).

٤٠ ـ عمر يعترف : مات النبي صلى الله عليه واله وهو راض عن علي عليه السلام

أخرج شيخ أهل السنة البخاري بسنده عن عمر بن الخطاب قال : توفي

__________________

(١) المحلى ٧ : ٧٥ ، الاستيعاب ٣ : ١١٠٣ و ١١٠٦ ترجمة الامام علي بن أبي طالب رقم ١٨٥٥ ، الرياض النضرة ٣ : ١٦٢ خرجه ناقصا ومبتورا ، ذخائر العقبى : ٧٩ ، تاج العروس ٧ : ١٢٥ مادة خرك كعلم ، أرجح المطالب : ١٢١.

(٢) ربيع الابرار ٣ : ٥٩٥ ، المناقب للخوارزمي : ٩٧ فصل «٧» ح ٩٩ ، شرح نهج البلاغة ١٧ : ٦٥ ، فرائد السمطين ١ : ٣٤٩ ح ٢٧٣ ، المستطرف ١ : ٩٧.

(٣) الصواعق المحرقة : ١٧٨.

١١٨

رسول الله صلى الله عليه واله وهو عنه ـ أي عن علي عليه السلام ـ راض (١).

٤١ ـ عمر يعترف : علي عليه السلام أعلم بالواقع

روى العلامة الشيخ زين الدين عبد الرحمن بن أحمد السلامي البغدادي بسنده عن رفاعة بن رافع قال : جلس إلى عمر ، علي والزبير وسعد ونفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه واله فتذاكروا العزل فقالوا : لا باس به.

فقال رجل : إنهم يزعمون أنها الموعودة الصغرى.

فقال علي عليه السلام : لا تكون موعودة حتى تمر على النارات السبع ، تكون سلالة من طين ثم تكون نطفة ثم تكون علقة ثم تكون مضغة ثم تكون عظاما ثم تكون لحما ثم تكون خلقا آخر.

فقال عمر : صدقت أطال الله بقاءك (٢).

أقول : جواب الامام علي عليه السلام حول المراحل السبعة في خلق الانسان مستلهم من القرآن الكريم في قوله تعالى : (ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جعلناه نطفة في قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشاناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين) (٣) تشير الاية إلى تطور الانسان ، وتكامله في رحم الام حتى الولادة.

__________________

(١) صحيح البخاري ٥ : ٢٢ كتاب فضائل الصحابة باب مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام ، فتح الباري شرح صحيح البخاري ٧ : ٥٧.

(٢) إحقاق الحق وملحقاته ١٧ : ٤٣٤ رواه عن جامع العلوم والحكم ١ : ٤٦ ح ٤ ، مشكل الاثار ٢ : ٣٧٣ ، وفيه : ان اليهود تزعم أنها الموءودة الصغرى ـ بدلا عن الموعودة الصغرى ـ وبعد جواب الامام علي فعجب عمر من قوله : وقال : جزاك الله خيرا. وجاء في محاضرات الادباء ١ : ٩٦ : أول من خاطب ب‍ «أطال الله بقاءك» عمر بن الخطاب ، قاله لعلي بن أبي طالب عليه السلام.

(٣) المؤمنون : ١١ ـ ١٤.

١١٩

٤٢ ـ عمر يعترف : علي أعلم الناس بالقرآن

أخرج العلامة الحافظ الحسكاني بسنده عن عمر بن الخطاب قال : علي عليه السلام أعلم الناس بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه واله (١).

٤٣ ـ عمر يعترف : علي مولى من كان النبي صلى الله عليه واله مولاه

روى العلامة الحافظ المحب الطبري بسنده عن عمر بن الخطاب قال : علي عليه السلام مولى من كان رسول الله صلى الله عليه واله مولاه (٢).

٤٤ ـ عمر يعترف : لو لا علي لهلك عمر

أخرج العلامة الحافظ الگنجي الشافعي بسنده عن حذيفة بن اليمان أنه لقى عمر بن الخطاب ، فقال له عمر : كيف أصبحت يا ابن اليمان؟

فقال : كيف تريدني اصبح؟ أصبحت والله أكره الحق ، واحب الفتنة ، وأشهد بما لم أره ، وأحفظ غير المخلوق ، واصلي على غير وضوء ، ولي في الارض ما ليس لله في السماء.

فغضب عمرلقوله وانصرف من فوره ، وقد أعجله أمر وعزم على أذى حذيفة لقوله ذلك ، فبينا هو في الطريق إذ مر علي بن أبي طالب عليه السلام فرأى الغضب في وجهه.

فقال : ما أغضبك يا عمر؟

فقال : لقيت حذيفة بن اليمان فسألته ، كيف أصبحت؟ فقال : أصحبت أكره الحق.

__________________

(١) شواهد التنزيل ١ : ٣٩ ح ٢٩ ، وفي نسخة اخرى عن ابن عمر.

(٢) الرياض النضرة ٣ : ١٢٨ و ٢٣٣.

١٢٠