مسند الرضا عليه السلام

داود بن سليمان بن يوسف الغازي

مسند الرضا عليه السلام

المؤلف:

داود بن سليمان بن يوسف الغازي


المحقق: السيد محمّد جواد الحسيني الجلالي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مركز النشر التابع لمكتب الاعلام الاسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٢٣

[٦]

قول رسول الله (ص) :

(أول من يدخل الجنة : شهيد ، وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده ،

ورجل عفيف متعفف (١) ذو عبادة).

ورد هذا الحديث في صحيفة الرضا عليه السلام في ذيل الحديث ٨. ورواه الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢ : ٢٨ ، الباب ٣١ ، الحديث ٢٠.

كما رواه الشيخ المفيد في أماليه : ٩٩ ، المجلس ١٢ ، الحديث الاول ، ووراه العلامة المجلسي في البحار ٦٩ : ٣٩٣ ، عن صحيفة الرضا عليه السلام ومجالس المفيد وفي ٧١ : ٢٧٢ و ٧٢ : ١٢٦ ، ذيل الحديث السابق (٥) عن العيون وفي ٧٤ : ١٤٤.

والعلامة النوري في مستدرك الوسائل ١٥ : ٤٨٩ الحديث ٥ ، عن العيون.

ورواه العامة :

الزمخشري في ربيع الابرار ٣ : ٩ بلفظ : (وعبد أحسن).

فقه الحديث :

الاوائل ممن يدخل الجنة ـ حسب ما ورد في هذا الحديث ـ ثلاثة فالشهيد ـ وهو من يقتل في سبيل الله ـ قد صرح القرآن بدخوله الجنة في آيات وعدد ما لهم من النعيم في بعضها ، حيث قال :

(الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء) (٢).

__________________

(١) في هامش النسخة : (أي متكلف على العفة).

(٢) النساء ٤ / ٦٩.

٨١

(ولا تحسبن الذين قتلوا في سبييل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) (١).

والثاني : العبد المخلص في طاعة ربه ، والذي يمحض سيده النصيحة ويعمل بما يرضاه.

والثالث : هو الفقير الذى لا يظهر فقره ، وقد مدحه الله تعالى في كتابه العزيز بقوله : (يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف لا يسألون الناس إلحافا) (٢) وليست العفة وحدها تسبب دخوله الجنة ، بل لابد من أن يكون عابدا لله تعالى.

وملاحظة الحديث بصورة عامة تكشف عن أن المحور الاساسي في دخول الجنة هو عبادة الله سبحانه ، أما الاخيران فقد صرح فيهما بلزوم العبادة ، وأما الاول ، فلان الشهيد لا يكون مفتخرا بوسام الشهادة إلا إذا كان في قتله في سبيل الله وطاعته ، فتكون الطاعة والعبادة هي السبب في إدخاله الجنة فما هي العبادة؟

ورد في الحديث عن عيسى بن عبد الله قال : قلت لابي عبد الله عليه السلام : جعلت فداك ما العبادة؟ قال : (حسن النية بالطاعة من الوجوه التي يطاع الله منها ...) (٣).

وفي حديث المعراج : (يا أحمد هل تدري متى يكون العبد عابدا؟ قال لا يا رب ، قال إذا اجتمع فيه سبع خصال ، ورع يحجزه عن المحارم ، وصمت يكفه عما لا يعنيه ، وخوف يزداد كل يوم من بكائه ، وحياء يستحي مني في الخلاء وأكل ما لابد منه ، ويبغض الدنيا لبغضي لها ، ويحب الاخيار لحبي إياهم) (٤).

__________________

(١) آل عمران ٣ / ١٦٩ ، والبقرة ٢ / ١٥٤.

(٢) البقرة ٢ / ٢٧٣.

(٣) الكافي ٢ : ٨٣.

(٤) البحار ٧٧ : ٣٠.

٨٢

[٧]

قول رسول الله (ص)

أول من يدخل النار : أمير مسلط (١) لم يعدل ، وذو ثروة من المال لم يعط المال حقه (٢)

وفقير فخور (٣).

ورد هذا الحديث في صحيفة الرضا عليه السلام في ذيل حديث ٨ أيضا ، ورواه الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢ : ٢٨ ، الحديث ٢٠ ، وعنه العلامة المجلسي في البحار ٦٩ : ٣٩٣ ، الحديث ٧٥ ، عن صحيفة الرضا عليه السلام و ٧٣ : ١٢٦ ، الحديث ٨ ، ذيل الحديثين السابقين (٥ و ٦) ، عن العيون ، و ٧٣ : ٢٩٠ ، الحديث ١٠ و ٧٥ : ٣٤١ و ٩٦ : ١٣ ، الحديث ٢٢ ، عن العيون.

ورواه العلامة النوري في مستدرك الوسائل ٧ : ٣٤ ، الحديث الاول عن كتاب دعائم الاسلام ١ : ٢٤٧.

ورواه من العامة :

الديلمي في الفردوس ، الحديث ٣٢ و ٣٣ ، عن علي ، وفيه : (أول من يدخل النار سلطان مسلط لم يعدل). (أول من يدخل النار سلطان جائر وذو إثرة).

فقه الحديث :

الامارة والسلطة على الناس هي من الامور التي لا يحسد عليها الامير

__________________

(١) في هامش صحيفة الرضا ، عن بعض النسخ : (إمام متسلط). وفي البحار ٦٩ : ٣٩٣ و ٧٣ : ٢٩٠ و ٧٥ : ٣٤١ : (إمام متسلط).

(٢) في الصحيفة : (لم يقض حقه). وفي الهامش ، عن بعض النسخ : (لم يعط من المال حقه).

(٣) في المستدرك : (ومفتر فاجر). وفي هامش الصحيفة ، عن بعض النسخ ، (فقير فجور).

٨٣

فإنها مسؤولية كبيرة تلقى على عاتق الامير المسلط ، من تطبيق العدل ، ورفع الظلم والاحسان إلى الاخرين. وهذا مما لا يمكن لكل إنسان مسلط إجرائه بحذافيره إلا من عصم الله ، خصوصا مع ما يتمتع به من أنانية وجهل وغرور وحرص.

فأي إمير لا يهتم بشؤون المجتمع الذي يحكمه ، فإنه يكون أول من يرد النار حسب هذا الحديث الشريف ، ومن يدخل النار مقترنا بورود هذا الامير ذو الثروة الذى لم يعط حق المال ، من الزكاة والخمس والحقوق اللازمة للثروات.

وأما الفقير الفخور ، فإن السر في دخوله النار هو الفخر لا الفقر ، وقد ورد الذم في القرآن الكريم لمن كان مختالا فخورا فقال سبحانه ، (إن الله لا يحب كل مختال فخور) (١). وفي الحديث : لا حمق أعظم من الفخر ، والافتخار من صغر الاقدار. وإن أول من هوى بالفخر هو إبليس. وفي البحار عن أمير المومنين علي عليه السلام : (ما لابن آدم والفخر ، أوله نطفة ، وآخره جيفة ، لا يرزق نفسه ، ولا يدفع حتفه) (٢). وإن كان ولابد من الافتخار فليكن الفخر بما ورد في الدعاء والمناجاة مع الله : (إلهي كفى بي عزا أن أكون لك عبدا ، وكفى بي فخرا أن تكون لي ربا).

وفي غرر الحكم عن علي عليه السلام : (ينبغي إن يكون التفاخر بعلى الهمم ، والوفاء بالذمم ، والمبالغة في الكرم ، لا ببوالي الرمم ، ورذائل الشيم) (٣).

وفي كتاب الحسين بن سعيد ، عن أبي جعفر عليه السلام : (قال : أصل المرء دينه ، وحسبه خلقه ، وكرمه تقواه ، وإن الناس من آدم شرع سواء).

__________________

(١) لقمان : ٣١ / ١٨.

(٢) البحار ٧٣ : ٢٩٤ و ٧٨.

(٣) ميزان الحكمة ٧ : ٤١٩.

٨٤

[٨]

قول رسول الله (ص) :

(لا يزال الشيطان ذعرا من المؤمن (١) ما حافظ على الصلوات (٢) الخمس (٣)

فإذا ضيعهن (٤) تجرأ (٥) عليه (٦) وأوقعه (٧) [في] (٨) العظائم).

ورد هذا الحديث في صحيفة الرضا عليه السلام برقم ٩. ورواه الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢ : ٢٨ ، الباب ٣١ ، الحديث ٢١ ، كما رواه في الامالي : ٣٩١ ، الباب ٧٣ ، الحديث ٩ ، وثواب الاعمال : ٢٧٤ ، الحديث ٣. ورواه الشيخ الكليني في الكافي ٣ : ٢٦٩ ، الباب ١٦٨ ، الحديث ٨. والشيخ الطوسي في التهذيب ٢ : ٢٣٦ ، الحديث ٩٣٣.

ورواه العلامة المجلسي في البحار ٨٢ : ٢٢٧ ، الحديث ٥٤ ، عن المعتبر ، وفي ٨٣ : ١١ ، الحديث ١٢ ، و ٨٣ : ١٣ ، الحديث ٢٢ ، عن العيون وصحيفة

__________________

(١) في البحار ٨٢ : ٢٢٧ ، عن المعتبر : (من أمر المؤمن). وفي هامش صحيفة الرضا عليه السلام عن بعض النسخ : (من المؤمنين ما حافظوا).

(٢) في هامش الصحيفة ، عن بعض النسخ : (الصلاة). وفي الوسائل : (مواقيت الصلوات).

(٣) في الوسائل زيادة : (لوقتهن).

(٤) في هامش الصحيفة ، عن بعض النسخ : (ضيعوها).

(٥) في هامش الصحيفة ، عن بعض النسخ : (يجرأ). وعن بعضها : (يجرؤ) ، وفي المعتبر : (اجترأ عليه). وهنا ينهى الحديث في المعتبر.

(٦) في هامش الصحيفة ، عن بعض النسخ : (عليهم).

(٧) في الوسائل ٣ : ١٨ و ٨١ : (فأدخله في).

(٨) من البحار ٨٣ : ١٤ ، والوسائل ٣ : ١٨ و ٢٨١ وصحيفة الرضا عليه السلام.

٨٥

الرضا عليه السلام.

ورواه العلامة النوري في المستدرك ٣ : ٣٠ ، الحديث ١١ ، عن المحقق في المعتبر ، مع اختلاف.

ورواه الحر العاملي في الوسائل ٣ : ١٨ الباب ٧ من ابواب أعداد الفرائض الحديث ٢. بإسناده عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : قال رسول الله (ص) : (لا يزال الشيطان ذعرا من المؤمن ما حافظ على الصلوات الخمس لوقتهن ، فإذا ضيعهن تجرأ عليه فأدخله في العظائم). كما رواه في ٣ : ٨١ ، بإسناده عن محمد بن ماجيلويه ، عن عمه محمد بن علي السكوني ، عن ابن فضال ، عن سعيد بن غزوان ، عن اسماعيل ابن ابي زياد ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : قال رسول الله (ص) : (لا يزال الشيطان هائبا لابن آدم ، ذعرا منه ، ما صلى الخمس لوقتهن ، فإذا ضيعهن اجترأ عليه فأدخله في العظائم).

قال المحدث العاملي : ورواه البرقي في المحاسن ، عن محمد بن علي عن ابن فضال ، مثله (١).

ورواه المحدث العاملي في الوسائل ٤ : ١٠١٦ ، كتاب الصلاة ، الباب الاول من أبواب التعقيب ، الحديث ١٤ ، عن صحيفة الرضا عليه السلام.

ورواه من العامة :

المتقي الهندي في كنز العمال ، الحديث ١٩٠٦١ ، عن أبي نعيم. ورواه أبو بكر محمد بن الحسين النجار ، في أماليه. والرافعي ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام في التدوين. ورواه الديلمي في الفردوس ، الحديث ٧٥٩١ ، عن علي عليه السلام.

__________________

(١) انظر المحاسن ١ : ٨٢ ، الحديث ١٢.

٨٦

[٩]

قول رسول الله (ص) :

(من أدى (١) فريضة (٢)

فله عند الله دعوة مستجابة).

ورد هذا الحديث في صحيفة الرضا عليه السلام برقم ١٠ ، ورواه الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢ : ٢٨ الباب ٣١ ، الحديث ٢٢. ورواه الشيخ المفيد في أماليه : ١١٨ ، الباب ١٤ ، الحديث الاول. والشيخ الطوسي في أماليه ٢ : ٦٠٨ ، الباب ٢٦.

ورد معناه في الكافي ٣ : ٤٩٨ ، الباب ٢٧ ، الحديث ٨. والفقيه ٢ : ٦٢ الباب ١١٢ ، الحديث ١٧١٠.

ورواه العلامة المجلسي في البحار ٨٢ : ٢٠٧ ، الحديث ١٣ عن العيون ٢ : ٢٨ و ٨٥ : ٣٢١ ، الحديث ٧ : عن العيون ٢ : ٢٨ ، الحديث ٢٢ وصحيفة الرضا عليه السلام : ١٠ وأمالي الطوسي ٢ : ٢١٠ وأمالي المفيد ٧٦ وفي البحار ٩٣ : ٣٤٤ ، الحديث ٨ ، عن أمالي المفيد : ٧٦.

ورواه المحدث العاملي في الوسائل ٤ : ١٠١٦ ، كتاب الصلاة ، الباب الاول من أبواب التعقيب ، الحديث ١١ ، عن جماعة ، عن أبي المفضل ، عن عبد الله ابن احمد بن عامر الطائي ، عن أبيه ، عن الرضا عليه السلام ، عن آبائه عليهم السلام ، قال : (قال رسول الله (ص) ...).

__________________

(١) في الوسائل : (من صلى).

(٢) في هامش الصحيفة ، عن بعض النسخ : (فريضته).

٨٧

وروى في الحديث ١٢ ، عن أبي عبد الله عليه السلام : (ما من مؤمن يؤدي فريضة من فرائض الله إلا كان له عند أدائها دعوة مستجابة).

كما رواه في الوسائل ٤ : ١٠١٦ ، الحديث ١١ ، عن الامالي. وفي ٤ : ١٠١٥ الحديث ١٠ ، عن أمالي ابن الشيخ ١ : ٢٩٥ ، بإسناده عن الهادي ، عن آبائه عليهم السلام وفي ٤ : ١١١٦ ، الحديث ١٠ ، عن الامالي.

ورواه قطب الدين الراوندي في الدعوات : ٢٧ ، الحديث ٤٧ وعنه البحار ٨٦ : ٢١٨ ، الحديث ٣٤ و ٩٣ : ٣٤٧ ، الحديث ١٤ ، والمستدرك ١ ، ٣٥٥ الحديث ٨.

وروى نحوه البرقي في المحاسن ١ : ٥٠ ، الحديث ٧٢. وعنه الوسائل ٤ : ١٠١٦ ، الحديث ١٢. والبحار ٨ : ٣٢٢ ، الحديث ١٠.

وأورده الطبرسي في مشكاة الانوار : ١١٢. وابن فهد الحلي في عدة الداعي : ٥٨ ، وعنه الوسائل ٤ : ١٠١٥ ، الحديث ٩.

والشيخ ورام بن أبي فراس في تنبيه الخواطر ٢ : ٧٦ و ١٦٨.

ورواه من العامة :

المتقي الهندي في كنز العمال ، الحديث ١٩٠٤٠ ، عن الديلمي ، عن علي عليه السلام.

والشوكاني في الفوائد المجموعة للشوكاني : ٢٨.

ورواه الديلمي في الفردوس عن سلمان الفارسي ، الحديث ٥٩٢١ ، وفيه زيادة : (في شهر رمضان).

وابن حجر في لسان الميزان ٢ : ٤١٧.

والطبراني في الكبير بلفظ : (من صلى فريضة فله دعوة مستجابة ، ومن ختم القرآن فله دعوة مستجابة).

٨٨

[١٠]

قول رسول الله (ص) :

(العلم خزائن ، ومفتاحه (١) السؤال ، فاسألوا يرحمكم الله ، فإنه يؤجر فيه أربعة :

السائل ، والمعلم ، والمستمع (٢) والمحب لهم (٣)).

ورد هذا الحديث في صحيفة الرضا عليه السلام برقم ١١. ورواه الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢ : ٢٨ ، الباب ٣١ ، الحديث ٢٣. وفي الخصال : ٢٤٥ الباب ٤ ، الحديث ١٠١ ، عن ابن المغيرة ، بإسناده ، عن السكوني ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه ، مع اختلاف ذكرناه في الهامش.

ورواه الكراجكي في كنز الفوائد ، ٢٣٩. والعلامة المجلسي في البحار ١ : ١٩٦ و ١٩٧ ، الحديث ٣ ، عن صحيفة الرضا عليه السلام. وكنز الفوائد ، باختلاف يسير ذكرناه في الهامش. وكذا في ١٠ : ٣٦٨ ، الحديث ١٢.

ورواه البحراني في العوالم ٣ : ٢١٧ ، الحديث الاول ، عن الكنز. وفي الصفخة ٢١٩ ، الحديث ٥ ، عن الخصال. وأورد صدره في منية المريد ، ٧١ ، عن الصادق عليه السلام ، عنه البحار ١ : ١٩٨ ، الحديث ٧ ، والعوالم ٣ : ٢١٩ ، الحديث ٧.

__________________

(١) في صحيفة الرضا عليه السلام وكنز العمال : (ومفتاحها) وفي هامش الصحيفة عن (ن) : (ومفاتيحه). وعن بعض النسخ : (ومفتاحه). وفي البحار : (ومفاتحه). وفي الخصال : (والمفاتيح).

(٢) في كنز العمال : (والمستمع والسامع)

(٣) في صحيفة الرضا عليه السلام : (والمحب له). وفي هامش الصحيفة ، عن بعض النسخ : (والمجيب له).

٨٩

ورواه من العامة :

المتقي الهندي في كنز العمال ، الحديث ٢٨٦٦٢. عن علي عليه السلام. والزبيدي في إتحاف السادة المتقين ١ : ٩٩. والعراقي في المغني عن حمل الاسفار ١ : ١٠. وأبو نعيم في حلية الاولياء ٣ : ١٩٢. والخطابي في إصلاح خطأ المحدثين ٢ : ٨٥. والسيوطي في الدرر المنتثرة في الاحاديث المشتهرة : ١١٥. والديلمي في الفردوس ، الحديث ٤١٩٢. والرافعي في التدوين ٣ : ٣. وابن حجر في لسان الميزان ٢ : ٤١٧.

فقه الحديث :

من خصوصيات الدين الاسلامي والمذهب الشيعي هو الحث على العلم والتعليم ، وهذا الحديث يبين طريقة الاستفادة من العلماء ، وهو اقتراح فريد وهام لا يقف على أهميته إلا من واجه الامر بصورة جدية.

فالعالم ـ وهو الذى أتعب نفسه في تحصيل العلم مثل في الحديث بالكنز والخزينة المحتوية على أنواع التحفيات والذخائر ، لا يمكن أن تثار محتوياته كلها ـ قد يتحير هو عند ما يطلب منه الافادة في نقطة الانطلاق ، والموضوع الضروري الذي ينبغي طرحه في هذا المجلس الخاص ، أو بالنسبة إلى هذا المستمع بالخصوص.

وقد يكون ما يطرحه من مواضيع لا تفيد السامعين فائدة تامة لبعدها عن واقع حياتهم وحاجتهم الفعلية.

أما لو كان المتعلم هو البادئ بالسؤال والمفترح لموضوع البحث ، فإن الفائدة المتوخاة تكون قطعية.

وربما كانت هناك نقاط يستفيدها المسؤول من نفس السائل ، فيطرح الجواب بصورة تكون أنفع بحال السائل مما لو كان طرحه ابتداء ومن دون سؤال مسبق.

٩٠

[١١]

قول رسول الله (ص) :

لا تزال امتي بخير ما تحابوا (١) ، وأدوا الامانة ، وأجتنبوا الحرام (٢) ، وقروا الضيف (٣)

[وأقاموا الصلاة] (٤) وآتوا(٥) الزكاة، فإذا(٦) لم يفعلوا ذلك ابتلوا بالقحط والسنين (٧).

ورد هذا الحديث في صحيفة الرضا عليه السلام بالرقم ١٢. ورواه الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢ : ٩ ، الحديث ٢٥. وثواب الاعمال : ٣٠٠ الحديث الاول. ورواه الشيخ الطوسي في أماليه ٢ : ٢٦٠. والسبزواري في جامع الاخبار ، الحديث ١٠٥٢.

ورواه العلامة المجلسي في البحار ٦٩ : ٣٩٤ ، الحديث ٧٦. و ٤٠٥ الحديث ١١٠. و ٧١ : ٢٠٦ الحديث ١١. و ٧٣ : ٣٥٢ ، الحديث ٥٢. و ٧٤ : ٣٩٢ ، الحديث ١٠. و ٧٥ : ١١٥ ، الحديث ٧. و ٧٥ : ٤٦٠ الحديث ١٤. و ٨٢ : ٢٠٧ ، الحديث ١٤. و ٩٦ : ١٤ ، الحديث ٢٣ ، عن عيون أخبار الرضا عليه السلام ،

__________________

(١) في العيون ، والبحار : ٧١ و ٧٣ و ٧٤ ، والوسائل ، زيادة : (وتهادوا).

(٢) لم ترد عبارة : (وأدوا الامانة واجتنبوا الحرام) في البحار ٦٩ : ٤٠٥.

(٣) في صحيفة الرضا : (واقرؤوا). وفي هامش الصحيفة ، عن بعض النسخ : (وقروا). وفي بعض النسخ : (ووقروا). وعن بعضها : (وقرؤوا) ـ من القرى ـ.

(٤) الزيادة من صحيفة الرضا عليه السلام ، الحديث ١٢ ، والبحار ٦٩ : ٣٩٤ و ٧١ : ٢٠٦ و ٧٣ : ٣٥٢ و ٧٤ : ٣٩٢ و ٧٥ : ٤٦٠. والمستدرك ١٦ : ٢٥٨. والوسائل.

(٥) في هامش الصحيفة ، عن بعض النسخ : (وأدوا).

(٦) في هامش الصحيفة ، عن بعض النسخ : (فإن).

(٧) في هامش الصحيفة ، عن بعض النسخ : (بالسنين والقحط). وفي البحار ٦٩ : ٤٠٥ : (بالسنين والجدب).

٩١

وصحيفة الرضا عليه السلام ، وأمالي الطوسي ، وجامع الاخبار ، مع اختلاف في بعض الموارد. ورواه العلامة النوري في المستدرك ١٦ : ٢٥٨ ، عن صحيفة الرضا عليه السلام.

كما روى معناه المحدث العاملي في الوسائل ١١ : ٢٠٢. و ١٦ : ٥٥٧.

ورواه من العامة :

ابن خزيمة في صحيحه : ٣٣٩ وابن عبد البر في التمهيد ٨ : ٩١. والبخاري في التأريخ الكبير ٧ : ٣٤.

فقه الحديث :

يؤكد النبي (ص) في هذا الحديث على ستة أشياء ، هي اسس سعادة المجتمع وأولها المحبة ، فالحب هو أساس الثقة والسبب في التعاون والتآلف بين أفراد المجتمع. وقد ذكر الرسول الاعظم بعض ما يورث المحبة في حديث أورده العلامة المجلسي في البحار (٧٠ : ١٥) فقال (ص) : (إرغب فيما عند الله عز وجل يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس).

وروي : (البشر الحسن وطلاقة الوجه مكسبة للمحبة ، وقربة من الله) (١).

وعن الصادق عليه السلام ، (ثلاثة تورث المحبة : الدين والتواضع والبذل) (٢).

وأما الخصال الاخرى من أداء الامانة ، وإجتناب الحرام ، وأضافة الضيوف ، وإقامة الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، فأثارها الاجتماعية واضحة.

وكون ترك هذه الامور موجبة للقحط والجدب ، يستفاد من قوله تعالى : (ولو أن أهل القرى آمنوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون) (الاعراف : ٧ / ٩٦).

__________________

(١) تحف العقول : ٢١٧.

(٢) البحار ٧٨ : ٢٢٩.

٩٢

[١٢]

قول رسول الله (ص) :

(ليس منا من غش (١) مسلما (٢) أو ضره (٣) أو ما كره (٤)).

ورد هذا الحديث في صحيفة الرضا عليه السلام بالرقم ١٣. ورواه الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢ : ٢٩ ، الباب ٢١ (في ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار المجموعة) الحديث ٢٦.

ورواه العلامة المجلسي قدس سره في البحار ١٠ : ٣٦٧ ، الحديث ٤. وفي ٧٥ : ٢٨٥ ، الحديث ٥ ، عن العيون. ورواه العلامة الحر العاملي في الوسائل ١٢ : ٢١١ ، الحديث ١٢ عن العيون. ورواه العلامة النوري في مستدرك الوسائل ٩ : ٨٢ ، الحديث ٩. وفي ١٣ : ٢٠١ ، الحديث ١ ، عن صحيفة الرضا عليه السلام.

ورواه الفقيه الايلاقي في جامع الاحاديث بالرقم ٣٧٩.

هذا وروى معناه في الكافي ٥ : ١٦٠. ومن لا يحضره الفقيه ٣ : ٢٧٣ وأمالي الصدوق : ٢٢٣. وعيون أخبار الرضا عليه السلام ٢ : ٥٠. وثواب الاعمال ٢ : ٣٢٠. وسلسلة الابريز : ٨٤.

ورواه من العامة :

السيوطي في الجامع الصغير ٢ : الحديث ٧٦٨٨. وروى معناه الطبراني

__________________

(١) في هامش النسخة : (أي خان).

(٢) في هامش الصحيفة ، عن بعض النسخ : (مؤمنا).

(٣) في هامش الصحيفة ، عن بعض النسخ : (أو غره).

(٤) المماكرة : من المكر وهو الخداع.

٩٣

في الكبير : ١٠٢٣٤ ، والصغير ١ : ١٦١. وأبو نعيم في حلية الاولياء ٤ : ١٨٨ ـ ١٨٩. والترمذي : ١٣١٥. والحاكم في المستدرك ٢ : ٩. وابن ماجه في سننه : ٢٢٤ و ٢٢٥. والهيثمي في مجمع الزوائد ٤ : ٧٨ و ٧٩ و ٨ : ١٦. والسنن الصغير للبيهقي ٢ : ١٩٣٨. ومسلم في صحيحه : ١٠١ و ١٠٢. وابن حبان : ٥٥٦ و ١١٠٧. والخطيب في تأريخه ٣ : ١٧٨. والمتقي في كنز العمال ٤ : ٩٥٠٣ ، ٩٥٠٦ و ٩٩٧٥.

فقه الحديث :

النصيحة للمسلمين فريضة لازمة لحفظ العدالة الاجتماعية ، وبسط الاعتماد بين أفراد المجتمع ، وعند نقشي الغش والاضرار والمكر فإنه يوجب الحقد والعداء والتفرقة بين أفراد المجتمع ، فإن الحقيقة لا تبقى خافية إلى الابد ، وبمجرد أن تنكشف يتولد البغضاء والتصدي للمقابلة بالمثل والانتقام .. إلى غير ذلك.

وفي حديث : (الغش شيمة المردة ، ومن أخلاق اللئام ، ومن علامات الشقاء) (١).

وأما الاضرار بالغير والمكر ، فهي كالغش في إيجاد التفرقة والفساد. وقد ورد النهي عن الضرر والضرار في ضمن أحاديث كثيرة ، وكتب فيها العلماء رسائل متعددة ، وقيل في معنى الضر : أن ينقص الرجل أخاه شيئا من حقه ، وفي المكر ، إن أصله الخداع (٢).

وعن أمير المؤمنين عليه السلام : ((لولا أني سمعت رسول الله (ص) يقول : إن المكر والخديعة في النار ، لكنت أمكر العرب) (٣).

__________________

(١) ميزان الحكمة ٧ : ٢٢٠.

(٢) راجع النهاية : لابن الاثير ، مادة : (ضرر) و (مكر).

(٣) البحار ٤١ : ١٠٩.

٩٤

[١٣]

قول رسول الله (ص) :

(قال الله تعالى : يابن آدم ، لا يغرنك (١) ذنب الناس عن ذنبك (٢)

ولا نعمة الناس عن (٣) نعمة الله تعالى عليك

ولا تقنط الناس (٤) من رحمة الله (٥) وأنت ترجوها لنفسك).

ورد هذا الحديث في صحيفة الرضا عليه السلام بالرقم ١٥ ، ورواه الشيخ الصدوق رحمه الله في عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢ : ٢٩ ، الحديث ٢٧. وأورده العلامة المجلسي في البحار ٧٠ : ٣٨٨ ، الحديث ٥٥. و ٧١ : ٤٥ ، الحديث ٥٠. و ٧٣ : ٣٥٩ ، الحديث ٨١. وأورده الطبرسي في مشكاة الانوار : ٧٢ ، عن الباقر ، عن النبي (ص) والشيخ ورام في تنبيه الخواطر ٢ : ٧٧ ، عن علي ، عن النبي (ص).

ورواه من العامة :

الزمخشري في ربيع الابرار ٤ : ٣١٦. وابن عراق في تنزيه الشريعة ٢ : ٣٤٤.

__________________

(١) في هامش الصحيفة ، عن بعض النسخ : (لا يغرك).

(٢) في هامش الصحيفة ، عن بعض النسخ : (ذنب نفسك).

(٣) في البحار ٧٠ : ٣٨٨ : (من).

(٤) في هامش الصحيفة : (لم ترد (من نعمة الله عليك ، ولا تقنط الناس) في بعض النسخ).

(٥) في صحيفة الرضا عليه السلام زيادة : (تعالى عليهم). وفي البحار زيادة : (تعالى). وفي هامش الصحيفة : (لم ترد (عليهم) في العيون والبحار) وعن بعض النسخ : (عليك).

٩٥

[١٤]

قول رسول الله (ص) :

(ثلاثة (١) أخافهن على امتي (٢) :

الضلالة بعد المعرفة ، ومضلات الفتن ، وشهوة (٣) البطن والفرج).

ورد هذا الحديث في صحيفة الرضا عليه السلام بالرقم ١٧. وروى هذا الحديث الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢ : ٢٩ : الباب ٣١ ، الحديث ٢٨ والمواعظ : ١٠٤ ، الباب ٩ ، الحديث ١. ومن لا يحضره الفقيه ٤ : ٤٠٧ ، الباب ١٧٥ ، الحديث ٥٨٨١. ورواه الشيخ المفيد في أماليه : ١١١ ، المجلس ١٣. الحديث الاول. والشيخ الكليني في الكافي ٢ : ٧٩ ، الباب ٣٨ ، الحديث ٦. والشيخ الطوسي في أماليه ١ : ١٥٨ ، الباب ٦ ، الحديث ١٥. والعلامة المجلسي في البحار ١٠ : ٣٦٨ ، الحديث ١٥. و ٢٢ : ٤٥١ ، الحديث ٧ ، عن العيون ، وعن أمالي الشيخ : ٩٧ و ٩٨. وفي البحار ٧١ : ٢٧٣ ، الحديث ١٩ ، عن المحاسن ١ : ٢٩٥ الحديث ٤٦٢. ورواه المحدث العاملي في الوسائل ١١ : ١٩٨ ، كتاب الجهاد الباب ٢٢ من أبواب جهاد النفس ، الحديث ٥. والعلامة النوري في المستدرك ١١ : ٢٧٦ ، الباب ٢٢ من أبواب جهاد النفس ، الحديث ١١ ، عن أمالى المفيد.

ورواه من العامة :

التبريزي في مشكاة المصابيح ، الحديث ٣٧١٢. والمتقي الهندي في كنز العمال ،

__________________

(١) في صحيفة الرضا عليه السلام ، والبحار : (ثلاث).

(٢) في صحيفة الرضا عليه السلام والبحار وكنز العمال زيادة : (من بعدي).

(٣) في كنز العمال : (وشهوات).

٩٦

الحديث ٤٣٨٦٤ ، عن الديلمي ، عن أنس.

فقه الحديث :

الحديث الشريف يبين أمورا هي أعظم الاخطار التي تهدد كيان الامة ويعرف المسلمين ذلك للاجتناب عنها والحذر منها. أولها : الضلالة بعد المعرفة ، فإن الهداية الالهية بإرشاد الناس إلى الدين القويم والتمسك بشريعة سيد المرسلين مهدد بميل النفس إلى الضلال والغواية ، والشيطان بالمرصاد لكل مؤمن متقي ليلقيه في أحضان الكفر والضلال. فلابد للانسان المسلم من الحذر عن الوقوع في الضلالة بالاستزادة من نور المعرفة ، وارتياد مجالس العلم ، وطلب الحكمة أينما كانت ليكون على أتم استعداد لمواجهة قوى الكفر والضلال.

وأما الفتن ، وهي ثاني الامور التي تهدد كيان المسلم إذا لم يتأهب لها بالتسلح بالعلم والعقيدة الصحيحة. والفتنة لابد منها ، فبها يمتاز الصادق في إيمانه عن المتظاهر ، والمؤمن عن الكافر ، والمستقيم على الهدى عن غيره ، قال سبحانه : (الم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون) (العنكبوت : ٢٩ / ١).

فالفتنة بالنسبة إلى المؤمن المتقي الثابت تكون كالكير ينفي خبث الحديد وهو تمحيص ، وأما بالنسبة إلى من لم يأخذ من الايمان بالحظ الا وفى فقد توجب له الانزلاق والتردي في الضلال والارتداد بعد الهدى ، فلا بد قبل أوان الامتحان من الاستزادة بالعلم والمعرفة وتقوية جذور الايمان في القلب ، حتى لا يكون الممتحن فيها من الفئة الاخيرة.

وأما شهوة البطن والفرج ، فهما من أعظم الفتن التي ابتلي بها الانسان في الدنيا ، وهما مصدر كل شر لو لم يتوقى الانسان من شرهما بتهيئة ما يغنيهما من الحلال.

٩٧

[١٥]

قول رسول الله (ص)

(أتاني ملك فقال : يا محمد ، إن ربك يقرئك (١) السلام ، ويقول (٢) :

إن شئت جعلت لك بطحاء مكة (٣) ذهبا. قال : فرفعت رأسي إلى السماء وقلت (٤) :

يا رب (٥) أشبع يوما فأحمدك ، وأجوع يوما فأسألك).

ورد هذا الحديث في صحيفة الرضا عليه السلام بالرقم ٧٦. وروى هذا الحديث الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢ : ٣٠ ، الباب ٣١ ، الحديث ٣٦ ، كما رواه الشيخ المفيد في أماليه : ١٢٤ ، المجلس ١٥ ، الحديث الاول. والسبزواري في جامع الاخبار : ١٢٦. والحسين بن سعيد في كتاب الزهد : ٥٢ ، الحديث ١٣٩. وعنه البحار ١٦ : ٢٨٣ ، الحديث ١٣٠. ومشكاة الانوار : ٢٩٤. ورواه العلامة المجلسي في البحار ١٦ : ٢٢٠ ، الحديث ١٢ ، عن العيون ، وصحيفة الرضا عليه السلام. وفي ٧٢ : ١٦٤ ، الحديث ١٣ ، عن العيون.

ورواه العلامة النوري في مستدرك الوسائل ١٢ : ٥٢ الباب ٦٣ من

__________________

(١) في صحيفة الرضا عليه السلام وكنز العمال : (يقرأ عليك). وفي هامش الصحيفة ، عن بعض النسخ : (يقرأك).

(٢) في هامش الصحيفة ، عن بعض النسخ : (ويقول لك).

(٣) بطحاء مكة ، ويقال لها الابطح أيضا ، وهو البطح : مسيل واسع فيه رمل ودقاق الحصى.

(٤) كذا في أمالي المفيد ، وفي الاصل : (فأرفع رأسه إلى السماء فقال). وفي المصادر الاخرى : (فرفع رأسه إلى السماء فقال). وفي البحار (١٦ : ٢٢٠) : (فرفع رأسه إلى السماء وقال). وفي هامش الصحيفة ، عن بعض النسخ : (فرفعت رأسي إلى السماء فقلت).

(٥) في كنز العمال : (لا يا رب).

٩٨

أبواب جهاد النفس ، الحديث ٣ ، عن كتاب عاصم بن حميد الحناط : ٣٧. وفيه : (جاء إلى رسول الله ملك فقال : يا محمد ، إن ربك يقرئك السلام ، وهو يقول لك : إن شئت جعلت لك بطحاء مكة رضراض (١) ذهب. قال : فرفع رأسه ... الحديث).

ورواه من العامة :

أحمد بن حنبل في المسند ٤ : ٣٠. والمتقي الهندي في كنز العمال ، الحديث ١٨٦١٦ ، عن الحسن ، عن أمير المؤمنين عليه السلام. والسيوطي في الدر المنثور ٥ : ٣٣٨ ، ورواه الجزري في جامع الاصول ١٠ : ١٣٧ ، ذيل الحديث ٧٦١٤.

والترمذي في سننه برقم ٢٣٤٨ ، بلفظ ، (عرض علي ربي ليجعل لي بطحاء مكة ذهبا ...).

فقه الحديث :

النبي (ص) اسوة كل مسلم في كل شئ ، وقد اختار الله له أن يكون أعرف الناس بالحقائق ، فمن هناك عزف عن المال والذهب وما يتعلق بالدنيا ، وانتخب الزهد ، ليكون دائم الاتصال بربه ، إذا جاع سأله ، وأذا شبع شكره.

وهذا تعليم لاتباعه على سلوك نفس الطريق وعدم التكالب على الدنيا ، لانه موجب للاعراض عن الاخرة ، والغفلة عن الرب تعالى. وقد قال الله تعالى : (إن الانسان ليطغى أن رآه استغنى) (٢) ، فالغني موجب للطغيان إلا من عصم الله.

__________________

(١) الرضراض : الحصى أو صغارها ، والارض المرضوضة بالحجارة. والمراد دقاق الذهب ، أي ما رض منه.

(٢) العلق : ٩٦ / ٦.

٩٩

[١٦]

قول رسول الله (ص) :

(عليكم بحسن الخلق ، فإن حسن الخلق في الجنة [لا محالة] (١) ،

وإياكم وسوء الخلق فإن سوء الخلق (٢) في النار لا محالة).

ورد هذا الحديث في صحيفة الرضا عليه السلام بالرقم ٨٦. ورواه الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢ : ٣١ ، الباب ٣١ ، الحديث ٤١ ، وعنهما البحار ٧١ : ٣٨٦ ، الحديث ٣١. ورواه الطبرسي في مجمع البيان ٥ : ٣٣٣ ، وعنه البحار ٧١ : ٣٨٣. ورواه العلامة المجلسي في البحار ١٠ : ٣٦٩ ، الحديث ١٩. والمحدث العاملي في الوسائل ٨ : ٥٠٦ الباب ١٠٤ من أبواب أحكام العشرة ، الحديث ١٧ و ١١ : ٣٢٤ ، الباب ٦٩ من أبواب جهاد النفس ، الحديث ٧.

وورد مرسلا في روضة الواعظين : ٤٤١ ، ومشكاة الانوار : ٢٢٣.

ورواه من العامة :

الحاكم في المستدرك ١ : ٢٣. والديلمي في مسند الفردوس ، الحديث ٤٠٣٣ ، عن علي عليه السلام.

فقه الحديث :

الخلق الحسن مفتاح السعادة والفلاح ، ليس في الدنيا فقط ، بل هو مفتاح الجنة أيضا.

فصاحب الخلق الحسن كثير الاصدقاء والاعوان والاحبة ، وإن كان

__________________

(١) من صحيفة الرضا عليه السلام والمصادر الناقلة لهذا الحديث.

(٢) في هامش النسخة : (أي صاحب سوء الخلق).

١٠٠