مسند الرضا عليه السلام

داود بن سليمان بن يوسف الغازي

مسند الرضا عليه السلام

المؤلف:

داود بن سليمان بن يوسف الغازي


المحقق: السيد محمّد جواد الحسيني الجلالي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مركز النشر التابع لمكتب الاعلام الاسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٢٣

[٣] وبالاسناد ، قال رسول الله (ص) : «من افتى الناس بغير علم لعنته ملائكة السماوات والارضين».

[٤] وبالاسناد ، قال رسول الله (ص) : «ثلاثة لا يعرضن أحدكم نفسه لهن وهو صائم : الحمام ، والحجامة والمرأة الحسناء».

[٥] وبالاسناد ، قال رسول الله (ص) : «أفضل الاعمال عند الله : إيمان لا شك فيه ، وغزو (١) لا غلول فيه ، وحج مبرور».

[٦] وبالاسناد ، قال : «أول من يدخل الجنة شهيد ، وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده ، ورجل عفيف متعفف (٢) ذو عبادة».

[٧] وبالاسناد ، قال رسول الله (ص) : «أول من يدخل النار أمير مسلط لم يعدل ، وذو ثروة من المال لم يعط المال حقه ، وفقير فخور».

[٨] وبالاسناد ، قال رسول الله (ص) : «لا يزال الشيطان ذعرا (٣) من المؤمن ما حافظ على الصلوات الخمس ، فإذا ضيعهن تجرأ عليه وأوقعه [في] (٤) العظائم».

[٩] وبالاسناد ، قال رسول الله (ص) : «من أدى فريضة فله عند الله تعالى دعوة مستجابة».

[١٠] وبالاسناد ، قال رسول الله (ص) : «العلم خزائن ، ومفتاحه

__________________

(١) في ظاهر النسخة : (وغزوة).

(٢) في هامش النسخة : (أي متكلف على العفة).

(٣) في هامش النسخة : (أي خائفا).

(٤) من المصادر الحديثية ، راجع التعليق على هذا الحديث في فصل (تخريج الاحاديث).

٦١

السؤال ، فاسألوا يرحمكم الله ، فإنه يؤجر فيه أربعة : السائل ، والمعلم ، والمستمع ، والمحب لهم».

[١١] وبالاسناد ، قال رسول الله (ص) : «لا تزال امتي بخير ما تحابوا ، وأدوا الامانة ، واجتنبوا الحرام ، ووقروا الضيف ، وآتوا الزكاة ، فإذا لم يفعلوا ذلك ابتلوا بالقحط والسنين».

[١٢] وبالاسناد ، قال رسول الله (ص) : (ليس منا من غش (١) مسلما أو ضره ، أو ما كره».

[١٣] وبالاسناد ، قال رسول الله (ص) : (قال الله تعالى : يابن آدم : لا يغرنك ذنب الناس عن ذنبك ، ولا نعمة الناس عن نعمة الله تعالى عليك ، ولا تقنط الناس من رحمة الله وأنت ترجوها لنفسك».

[١٤] وبالاسناد ، قال رسول الله (ص) : (ثلاثة أخافهن على امتي : الضلالة بعد المعرفة ، ومضلات الفتن ، وشهوة البطن والفرج».

[١٥] وبالاسناد ، قال رسول الله (ص) : (أتاني ملك فقال : يا محمد ، إن ربك يقرئك السلام ويقول : إن شئت جعلت لك بطحاء مكة ذهبا. قال : فأرفع [كذا] رأسه إلى السماء فقال : يا رب ، أشبع يوما فأحمدك ، وأجوع يوما فأسالك».

[١٦] وبالاسناد ، قال رسول الله (ص) : (عليكم بحسن الخلق ، فإن حسن الخلق في الجنة ، وإياكم وسوء الخلق ، فإن سوء الخلق في النار لا محالة».

__________________

(١) في هامش النسخة (أي خان)

٦٢

[١٧] وبالاسناد ، قال رسول الله (ص) : «من قال حين يدخل السوق : (سبحان الله ، والحمد لله ، ولا اله الا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيي ويميت ، وهو حي لا يموت ، بيده الخير وهو على كل شئ قدير) اعطي من الاجر بعدد ما خلق الله تعالى إلى يوم القيامة».

[١٨] وبالاسناد ، قال رسول الله (ص) : «إن لله عزوجل عمودا من ياقوت أحمر رأسه تحت العرش وأسفله على ظهر الحوت في الارض السابعة السفلى ، فإذا قال العبد : (لا إله إلا الله) من نية صادقة ، اهتز العرش وتحرك العمود ، فيقول الله تعالى : إسكن يا عرشي ، فيقول : كيف أسكن وأنت لن تغفر لقائلها؟ فيقول الله : اشهدوا سكان سماواتي إني غفرت لقائلها».

[١٩] وبالاسناد : قال رسول الله (ص) : «حافظوا على الصلوات الخمس ، فإن الله عزوجل إذا كان يوم القيامة يدعو العباد : فأول شئ يسأل عنها الصلاة ، فإن جاء بها تامة وإلا زج في النار».

[٢٠] وبالاسناد ، قال رسول الله (ص) : «لا تضيعوا صلاتكم فإن من ضيع صلاته حشر مع قارون وهامان وفرعون ، وكان حقا على الله تعالى أن يدخله النار مع المنافقين ، فالويل كل الويل لمن لم يحافظ على صلواته وأداء سننه».

[٢١] وبالاسناد ، قال رسول الله (ص) : «من استذل مؤمنا أو حقره لفقره وقلة ذات يده ، شهره الله يوم القيامة ثم يفضحه».

[٢٢] وبالاسناد ، قال رسول الله (ص) : «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما خير منهما».

٦٣

[٢٣] وبالاسناد ، قال رسول الله (ص) : (إذا كان يوم القيامة تخلى الله لعبده المؤمن فيوقفه على ذنوبه ذنبا ذنبا ، ثم يغفر الله تعالى له ، ولا يطلع الله على ذلك ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا ، ويستر عليه ما يكره أن يقف عليه أحد ، ثم يقول لسيئاته : كوني حسنات).

[٢٤] وبالاسناد ، قال رسول الله (ص) : (ما كان ولا يكون إلى يوم القيامة مؤمن إلا وله جار يؤذيه).

[٢٥] وبالاسناد ، قال رسول الله (ص) : (من بهت مؤمنا أو مؤمنة فقال فيه ما ليس فيه ، أقامة الله تعالى على تل من نار حتى يخرج مما قال).

[٢٦] وبالاسناد ، قال رسول الله (ص) : (إن الله تعالى يحاسب كل خلق إلا من أشرك ، فإنه لا يحاسب ويؤمر به إلى النار).

[٢٧] وبالاسناد ، قال رسول الله (ص) : (مثل المؤمن عند الله كمثل ملك مقرب ، وإن المؤمن أعظم عند الله تعالى من ملك مقرب وليس أحب إلى الله تعالى من تائب مؤمن أو مؤمنة تائبة).

[٢٨] وبالاسناد ، قال رسول الله (ص) : (إياكم ومخالطة السلطان ، فإنه ذهاب الدين ، وإياكم ومعونتة ، فإنكم لا تخمدون أمره).

[٢٩] وبالاسناد ، قال رسول الله (ص) : (من مر على المقابر وقرأ : (قل هو الله أحد) إحدى عشرة مرة ثم وهب أجره للاموات ، اعطي أجره بعدد الاموات)

[٣٠] وبالاسناد ، قال رسول الله (ص) : (أيما عبد من عبادي مؤمن ابتلاه الله تعالى ببلاء على فراشه فلم يشتك إلى عواده ، أبدلته لحما

٦٤

خيرا من لحمه ، ودما خيرا من دمه ، فإن قبضته فإلى رحمتى ، وإن عافيته عافيته وليس له ذنب وفقيل : يا رسول الله ، لحم خير من لحمه؟! قال : لحم لم يذنب. قيل : ودم خير من دمه؟ قال لم يذنب).

[٣١] وبالاسناد ، قال رسول الله (ص) : (النظر في ثلاثة أشياء عبادة : في وجه الوالد ، وفي المصحف ، وفي البحر).

[٣٢] وبالاسناد ، قال رسول الله (ص) : (جعلت البركة في العسل ، وفيه شفاء من الاوجاع ، وقد بارك عليه سبعون نبيا).

[٣٣] وبالاسناد ، قال رسول الله (ص) : (لو علم العبد ما له في حسن الخلق لعلم أنه يحتاج أن يكون له خلق حسن ، فإن حسن الخلق يذيب [الخطيئة] (١) كما يذيب الماء الملح).

[٣٤] وبالاسناد قال رسول الله (ص) : (من ترك معصية مخافة الله أرضاه الله يوم القيامة)

[٣٥] وبالاسناد ، قال رسول الله (ص) : (أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ، وإنما المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده).

[٣٦] وبالاسناد ، قال رسول الله (ص) : (إذا كان يوم القيامة لم تزل قدم عبد حتى يسأل عن أربع : عن عمره فيما أفناه ، وشبابه فيما أبلاه ، وعن مال اكتسبه من أين اكتسبه وفي ماذا أنفقه ، وعن حبنا أهل البيت).

__________________

(١) من البحار ٧١ : ٣٩٥ وفي نسخة الاصل هنا بياض بمقدار كلمة ، ولعلها (السيئة) ، وفي البحار ١٠ : ٣٦٩ عن نسخة هذا المسند : (أن حسن الخلق يذيب الخطيئة ، كما يذيب الشمس الجليد) ، وانظر التعليق على هذا الحديث في فصل (تخريج الاحاديث).

٦٥

[٣٧] وبالاسناد ، قال رسول الله (ص) : (من عرف فضل كبير السن آمنه الله تعالى من الفزع الاكبر).

[٣٨] وبالاسناد قال رسول الله (ص) : (من عامل الناس فلم يظلمهم ، وحدثهم فلم يكذبهم ، ووعدهم فلم يخلفهم ، فهو ممن كملت مروته ، وظهرت عدالته ، ووجب أجره ، وحرمت غيبته).

[٣٩] وبالاسناد ، قال رسول الله (ص) : (إن موسى بن عمران صلوات الله عليه سأل ربه ورفع يديه ، فقال : يا رب ، أبعيد أنت فاناديك أم قريب فاناجيك؟ فأوحى الله تعالى إليه : يا موسى بن عمران ، أنا جليس من ذكرني ، فقال : يا رب أني حيثما ذهبت لا انصر واخذل؟ فأوحى الله تعالى : إن في عسكرك غمازا. قال : يا رب دلني عليه ، قال : يا موسى إني ابغض الغماز ، فكيف أغمز؟!.)

[٤٠] وبالاسناد ، قال رسول الله (ص) : (إياكم والظلم ، فإنه مخرب الدور).

صدقت يا رسول الله

وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين

وسلم تسليما كثيرا كثيرا

تمت الكتابة بعون الله تعالى وحسن توفيقه

سنة ٨٨٢

٦٦

نسخة (المسند) برواية العلامة المجلسي قدس سره

نسخة المسند التي أوردها العلامة المجلسي في البحار ١٠ : ٣٦٧ ـ ٣٦٩ والتي وجدها بخط الشيخ محمد بن علي الجباعي ـ جد الشيخ البهائي رحمه الله ـ كانت تحتوى على ٢٣ حديثا فقط ، وقد وردت منها أربعة عشر حديثا في نسختنا هذه ، وهناك تسعة أحاديث لم ترد في نسختنا. نوردها هنا إتماما للفائدة وهي في البحار بالارقام ٥ ، ٨ ، ١٢ ، ١٣ ، ١٤ ، ١٦ ، ١٧ ، ١٨ و ٢٣ ، وقد ذكر والعلامة المجلسي سنده في أول الاحاديث ونقلناه في الصفحة ٣٩ ، من هذا الكتاب ، ثم أورد الاحاديث وإليك نص الاحاديث التي لم ترد في نسختنا :

١ ـ وبهذا الاسناد ، قال رسول الله (ص) (أتاني جبرئيل عن ربي تعالى فيقول (١) : ربي يقرؤك السلام ويقول لك : يا محمد ، بشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات ويؤمنون بك وبأهل بيتك بالجنة ، فلهم عندي جزاء الحسنى وسيدخلون الجنة).

٢ ـ وبهذا الاسناد :

(كان النبي (ص) إذا أصابه صداع أو غير ذلك ، بسط يديه وقرأ الفاتحة والمعوذتين ومسح بهما وجهه ، فيذهب عنه ما كان يجد).

__________________

(١) كذا

٦٧

٣ ـ وبهذا الاسناد ، قال رسول الله (ص) : (الولد الصالح ريحان من رياحين الجنة).

٤ ـ وبهذا الاسناد ، قال رسول الله (ص) : (إن الله يبغض الرجل يدخل عليه بيته فلا يقاتل).

٥ ـ وبهذا الاسناد ، عن علي عليه السلام : (لو رأى العبد أجله وسرعته إليه لابغض الامل وطلب الدنيا).

٦ ـ وبهذا الاسناد ، قال رسول الله (ص) : (أربعة أنا شفيع لهم يوم القيامة ولو أتوا بذنوب أهل الارض : الضارب بسيفه أمام ذريتي ، والقاضي لهم حوائجهم ، والساعي لهم في حوائجهم عند ما اضطروا إليه ، والمحب لهم بقلبه ولسانه).

٧ ـ وبهذا الاسناد ، قال رسول الله (ص) : (يا علي إذا كان يوم القيامة تعلقت بحجزة (١) الله ، وأنت متعلق بحجزتي وولدك متعلقون بحجزتك ، وشيعة ولدك متعلقون بحجزتهم ، فترى أين يؤمر بنا؟!).

٨ ـ وبهذا الاسناد ، قال رسول الله (ص) : (كأني قد دعيت فأجبت وأني تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أعظم من الاخر : كتاب لله حبل ممدود من السماء إلى الارض ، وعترتي أهل بيتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهم) (٢).

٩ ـ وبهذا الاسناد ، قال رسول الله (ص) : (ما يقلب جناح طائر في الهواء إلا له عندنا فيه علم)

__________________

(١) الحجزة : معقد الازار.

(٢) انظر مصادر حديث الثقلين ، في الملحق ٢.

(٣) في عيون أخبار الرضا عليه السلام (٢ : ٣٢) وبهذا الاسناد قال رسول الله (ص) : (ما ينقلب جناح طائر في الهواء إلا وعندنا فيه علم).

٦٨

تخريج أحاديث المسند

مع الشرح والتعليق

٦٩
٧٠

[١]

قول رسول الله (ص) (١) :

(الايمان : إقرار باللسان ، ومعرفة بالقلب ،

وعمل بالاركان).

ورد هذا الحديث في صحيفة الرضا عليه السلام برقم ٣. ورواه الشيخ الصدوق في أماليه ٢٢١ ، الباب ٤٥ الحديث ١٥ ، عن أبي أحمد داود بن سليمان الفراء وفي الخصال : ١٧٩ ، الباب ٣ ، الحديث ٢٤٢ ، كما رواه في العيون ١ : ٢٢٦ ـ ٢٢٨ ، الاحاديث ١ ـ ٦ و ٢ : ٢٨ ، الحديث ١٧ ، عن أبي أحمد وأحمد وأبي الصلت وعبد السلام ، ورواه في معاني الاخبار ١ : ١٨٦ ، الباب ١٧٢ ، الحديث ٢ عن أبي الصلت الخراساني.

ورواه العلامة المجلسي في البحار ١٠ : ٣٦٧ ، الحديث ٣ ، عن الصدوق في العيون ١ : ٢٢٧ و ٢ : ٢٨ ، والخصال ١ : ٨٤ والامالي : ١٦٠ : وزاد في آخره : قال علي بن مهرويه ، قال أبو حاتم محمد بن إدريس الرازي ، قال أبو الصلت عبد السلام بن صالح الهروي : لو قرئ هذا الاسناد على مجنون لافاق. قال الشيخ أبو إسحاق : سمعت عبد الرحمن بن أبي حاتم الرازي يقول : كنت في الشام فرأيت رجلا مصروعا فذكرت هذا الاسناد فقلت : اجرب هذا ، فقرأت عليه هذا الاسناد فقام الرجل ينفض ثيابه ومر.

كما رواه العلامة المجلسي في البحار ٦٩ : ٦٣ ، الحديث ٩ ، و ٦٩ : ٦٧ ، الحديث ١٩ ، عن العيون ، وصحيفة الرضا عليه السلام.

__________________

(١) في هامش صحيفة الرضا عليه السلام ، عن بعض النسخ زيادة : (يقول الله عزوجل).

٧١

وأما الشيخ الطوسي فقد رواه في أماليه بألفاظ قريبة ، منها في ١ : ٣٧٩ الباب ١٣ ، الحديث ٣٩ ، و ٢ : ٤٦١ ، الباب ١٦ ، الاحاديث ٧ ، ٨ و ٩ و ٢ : ٤٦٢ و ٤٦٤ ، الباب ١٦ ، الحديث ١٠ و ١١ ، بلفظ : (الايمان عقد بالقلب وتصديق باللسان وعمل ...). عن الرضا عليه السلام ، عن الرسول (ص).

ورواه من العامة :

الخطيب في تأريخ بغداد ٩ : ٣٨٥ و ١١ : ٤٦. والمتقي الهندي في كنز العمال : ١٣٦٢. والرافعي في التدوين ١ : ٤٦٢ ، والديلمي في الفردوس : ٣٧١ ، عن علي عليه السلام. وابن ماجه في سننه ١ : ٢٥ ، الحديث ٦٥. والبيهقي في شعب الايمان : ١٢ وأبو نعيم في أخبار اصفهان ١ : ١٣٨.

فقه الحديث :

هذا الحديث الشريف تفسير وبيان لقوله تعالى : (قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الايمان في قلوبكم) (١).

وإن مجرد الاقرار بالشهادتين ليس كل الايمان ، بل لابد من اقترانه بالاذعان والمعرفة القلبية ، إضافة إلى تطبيق ذلك في الاعمال.

فإن من يقر بالشهادتين ولا يطبق تعاليم الاسلام في شؤون حياته فليس بمؤمن ، وهكذا من يطبق بعض التعاليم ويترك الاخر فيكون من مصاديق قوله تعالى : (يقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا اولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا) النساء : ٤ / ١٥٠ و ١٥١). وأما أمر من لم يعرف ، أي لم يذعن ويعتقد بالله ورسوله بقلبه فواضح.

__________________

(١) الحجرات : ٤٩ / ١٤.

٧٢

[٢]

قول رسول الله (ص) :

(يقول الله تعالى : يابن آدم ، أما تنصفني؟ أتحبب إليك بالنعم (١)

وتتمقت (٢) إلي بالمعاصي ، خيري إليك (٣) منزل (٤) وشرك إلي صاعد (٥)

ولا يزال ملك كريم يأتيني عنك في كل يوم وليلة بعمل قبيح (٦)؟!).

ورد هذا الحديث في صحيفة الرضا عليه السلام برقم ٤. ورواه الصدوق في العيون ٢ : ٢٨ ، الباب ٣١ ، الحديث ١٨. ورواه الطوسي في أماليه ١ : ١٢٥ و ١٢٦ الباب ٥ ، الحديث ١٠ وأيضا في ١ : ٢٨٥ ، الباب ١٠ ، الحديث ٦٩ ، عن أمير المؤمنين عليه السلام ، وزاد في آخره : (يابن آدم ، اذكرني حين تغضب أذكرك حين أغضب ، ولا أمحقك فيمن أمحق).

ورواه العلامة المجلسي في البحار ٧٣ : ٣٥٢ ، عن العيون ٢ : ٢٨ ، وصحيفة

__________________

(١) كذا في البحار (٧٣ : ٣٥٢ و ٣٦٥ و ٧٧ : ١٩) وفي نسخة الاصل : (بالنعمة) ، وفي هامش الصحيفة ، عن بعض النسخ (بالنعمة).

(٢) في البحار ٧٣ : ٣٥٢ وكنز الكراجكي : (وتتبغض). والمقت : أشد البغض.

(٣) في البحار (٧٧ : ١٩) : (خيري عليك) ، وكذا في البحار ٧٣ : ٣٥٢

(٤) في البحار (٧٣ : ٣٦٥) : (نازل)

(٥) في هامش الصحيفة ، عن بعض النسخ : (بالمعاصي صاعد).

(٦) في البحار (٧٣ : ٣٦٥) العبارة هكذا : (في كل يوم يأتيني عنك ملك كريم بعمل غير صالح) وفي هامش الصحيفة ، عن بعض النسخ زيادة ما يلي : (يابن آدم تفعل الكبائر وترتكب المحارم ثم تتوب إلى فأقبل إذا أخلصت بنيتك ، وأصفح عما مضى من ذنوبك ، فادخلك جنتي وأجعلك في جواري).

٧٣

الرضا عليه السلام : ٢ وعن أمالي الطوسي ١ : ١٢٥ و ١٢٦ و ٢ : ٨٣ ، كما رواه عن أمالي الطوسي ١ : ٢٨٥ بالزيادة المذكور آنفا. ورواه أيضا في البحار ٧٣ : ٣٦٥ ، عن كنز الكراجكي ، كما في الامالي ١ : ١٢٦ : وفي ٧٧ : ١٩ ، عن العيون : ١٩٧. ورواه العلامة النوري في مستدرك الوسائل ١١ : ٣٣٥ ، الحديث ٢ ، عن صحيفة الرضا عليه السلام : ٢٢ ، الحديث ٤. ورواه العلامة الكراجكي في كنز الفوائد : ١٦٣ ، وفيه : (غير صالح) بدل (قبيح).

ورواه من العامة :

أبو نعيم في حلية الاولياء ٦ : ٣ و ٩ و ٣ : ٥١ ، وفي زاد المعاد ٢ : ٤٠٩ و ٤١٠ والحاكم في المستدرك ١ : ٢٩ و ٢ : ٥٠٢ و ٤ : ٣٢٣ ، ٣٢٦ و ٢٤٦.

فقه الحديث :

في هذا الحديث تحريض على معرفة الله سبحانه وحث على المراقبة والمحاسبة. ففي عبارة (أتحبب إليك بالنعم) تذكير بالنعم الالهية التي لا تحصى كثرة ، ومن أهمها العقل الذي يتمتع به الانسان وبه يسخر الارض والنبات والحيوان لمنافعه ومآربه.

وليس من الانصاف مكأفاة الاحسان بالعصيان ، والمحبة بالبغض ، والخير بالشر ، فلابد من استعمال نعم الله تعالى في طاعته والتحبب إليه بالاعمال الصالحة وإسداء المعروف إلي ذوي الحاجة من خلق الله ، حتى نكون قد قابلنا نعمه بالطاعة وخيره بالشكر.

ومن القبيح أن نتمادى في المعصية حتى يرفع الملك الموكل بأعمالنا إلى الله كل يوم عملا قبيحا ، يزيدنا بعدا عن الله ، ونكون قد حكمنا على أنفسنا بأنفسنا بالخسران والهوان.

٧٤

وأما قوله :

(يابن آدم ، لو سمعت وصفك من غيرك وأنت لا تدري (١) من الموصوف

لسارعت إلى مقته)

فقد ورد ملحقا بالحديث السابق في صحيفة الرضا عليه السلام والمصادر الحديثية وأورده كذلك الشيخ الصدوق في العيون ٢ : ٢٨ ، الحديث ١٨. ونقله عنه العلامة المجلسي في البحار ٧٣ : ٣٥٢ ، الحديث ٥٠ و ٥١ عن العيون وصحيفة الرضا عليه السلام.

وأورده في البحار أيضا ٧٣ : ٣٦٥ ، الحديث ٧ ، بعد إيراده للحديث السابق بهذا اللفظ عن كنز الفوائد للكراجكي : ١٦٣ ، وأمالي الطوسي ١ : ١٢٦. وأورده في البحار ٧٧ : ١٩ ، عن العيون : ١٩٧.

ونقله العلامة النوري في مستدرك الوسائل ١١ : ٣٣٥ ، الحديث ٢. وقال : ورواه الكراجكي في كنزه ، عن المفيد ، عن عمر بن محمد المعروف بابن الزيات عن علي بن مهرويه القزويني ، عن داود بن سليمان ، عن الرضا عليه السلام ، عن آبائه عنه (ص) مثله.

ورواه شيخ الطائفة الطوسي في أماليه ١ : ١٢٥ و ٢٨٥ بإسناده عن الامام الهادي عن آبائه عليهم السلام. وفيه زيادة : (يابن آدم ، اذكرني حين تغضب أذكرك حين أغضب ، وإلا أمحقك فيمن أمحق). ورواه في الامالي ٢ : ١٨٣ ، وأخرجه عنه العلامة المجلسي في البحار ٩٣ : ١٥٢ ، الحديث ٨. وأورده الطبرسي في مكارم

__________________

(١) في البحار ٧٧ : ١٩ ، و ٧٣ : ٣٥٢ ومستدرك الوسائل ١١ : ٣٣٥ وصحيفة الرضا : (لا تعلم)

٧٥

الاخلاق : ٣٧٥ ، وعنه البحار ٩٥ : ٣٣٩. وأخرجه العلامة النوري في المستدرك ٢ : ٣١٣ ، الحديث ٢ ، عن صحيفة الرضا عليه السلام وكنز العرفان. ونقله مرسلا أيضا الديلمي في إرشاد القلوب : ٣٨ وأعلام الدين : ١٢٠ والشيخ ورام في تنبيه الخواطر ١ : ٧١ ، و ٢ : ٧٠.

ورواه من العامة :

الزمخشري في ربيع الابرار ١ : ٣٩٨ ، والرافعي في التدوين ٣ : ٤ ضمن ترجمة داود بن سليمان.

فقه الحديث :

هناك صفات ذميمة في الانسان قد لا يلتفت إليها الشخص ، لغلبة حب الذات والانانية عليه ، فيبقى على تلك الصفات حتى ينتهي فترة امتحانه في الحياة فيخرج من هذه الدنيا إلى عالم البقاء على ما كان عليه من الصفات الرذيلة.

وفي الحديث إلفات نظر الانسان إلى جانب من هذه الصفات ، لكي يتفطن على نفسه ويحاول إصلاح سلوكه في الحياة قبل فوات الفرصة.

فمن الناس من (لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم آذان لا يسمعون بها ولهم أعين لا يبصرون بها أولئك كالانعام بل هم أضل اولئك هم الغافلون) (١). فكثيرا ما يذمون غيرهم بخلقه أو خلقه أو منطقه أو فعله ، في حين أنهم متصفون بنظير ذلك ولا ينكرون مثل ذلك من أنفسهم ، فلو سمعوا أوصافهم من لسان غيرهم لاسرعوا إلى مقته وذمه وإنكار ذلك منه.

__________________

(١) الاعراف ٧ / ١٧٩.

٧٦

[٣]

قول رسول الله (ص)

(من أفتى الناس بغير علم لعنته ملائكة السماوات والارضين) (١).

ورد هذا الحديث في صحيفة الرضا عليه السلام بالرقم ٧. ورواه الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢ : ٤٦ ، الباب ٣١ ، الحديث ١٧٣. وفي إكمال الدين ١ : ٢٥٧ الباب ٢٤ ، الحديث الاول ، عن علي عليه السلام. وورد في الامالي : ٣٤٩ ، الباب ٦٦ ، الحديث الاول ، عن الصادق ، عن النبي (ص) : (من افتى الناس وهو لا يعلم ...). ورواه العلامة المجلسي في البحار ٢ : ١١٥ ـ ١١٦ ، الحديث ١٢ ، عن عيون أخبار الرضا عليه السلام ، ونقل بعده عن المحاسن ١ : ٢٠٥ ، الحديث ٥٩ ، ما يلي : (أبي ، عن فضالة ، عن إسماعيل بن أبي زياد ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه ، قال قال رسول الله : مثله). والمحاسن : (الجاموراني ، عن ابن البطائني ، عن الحسين ابن أبي العلاء ، عن أبي عبد الله ، مثله). وصحيفة الرضا عليه السلام : (عن الرضا عليه السلام عن آبائه ، مثله).

كما رواه في البحار ٣٦ : ٢٢٧ ، ضمن الحديث ٣ ، عن كمال الدين : وفي ٧٧ : ١٤٦ ، الحديث ٤٢ ، مع اختلاف يسير.

ونقل معناه الشيخ الكليني في الكافي ١ : ٤٢ ، الباب ١٢ ، الحديث ٣ و ٩ ، و ٧ : ٤٠٩ ، الباب ٢٥٤ ، الحديث ٢. والشيخ الطوسي في التهذيب ٦ : ٢٢٣. والشيخ العاملي في الوسائل ١٨ : ٦٦ ، والحديث ٥٥ ، عن عيون الاخبار ، والشيخ ورام في تنبيه الخواطر ١ : ٣.

__________________

(١) في البحار (٣٦) والصحيفة : (السماوات والارض) ، وفي البحار (٧٧) : (السماء والارض).

٧٧

ونقل هذا الحديث من العامة :

الحاكم في المستدرك ١ : ٢٢٦ ، والزمخشري في ربيع الابرار ٣ : ٢٧٨. والمتقي في كنز العمال ١٠ : ١١١ ، الحديث ٩٤٧ ، عن ابن عساكر ، عن علي عليه السلام وفيه : (أخرجه الديلمي. ابن لال بلفظه ، وابن عساكر عن علي بلفظ : (لعنته ملائكة السماء والارض).

فقه الحديث :

إن حدود الله وأحكامه توقيفية ، لا يجوز لاحد التهجم فيها بغير علم ، وما يبذله العلماء من جهود وطاقات ويصرفون فيه زهرة الاعمار إلا للوقوف على أحكام الله من خلال القران الكريم والسنة الشريفة.

وإبداء الرأي في حكم الله من قبل من لا دراية له قول على الله بغير علم ، ورد باستنكاره القرآن الكريم (١).

وفي هذا الحديث وعيد لمن يتصدي الافتاء بغير علم ، وقد ورد بمضمونه أحاديث منها ما عن النبي (ص) : (من أفتى الناس بغير علم كان ما يفسده من الدين أكثر مما يصلحه) (٢).

وعن الامام الباقر عليه السلام : (من أفتى الناس بغير علم ولا هدى من الله ، لعنته ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ، ولحقه وزر من عمل بفتياه) (٣).

__________________

(١) في سورة الحاقة ٩٦ / ٤٤ ـ ٤٦ ، والنور ٢٤ / ١٥ والانعام ٦ / ٢١ والزمر ٤١ / ٦٠

(٢) البحار ٢ : ١٢١

(٣) البحار ٢ : ١١٨.

٧٨

[٤]

قول رسول الله (ص)

(ثلاثة لا يعرضن (١) أحدكم نفسه لهن وهو صائم :

الحمام ، والحجامة ، والمرأة الحسناء)

ورد هذا الحديث في صحيفة الرضا عليه السلام بالرقم ١٣٢. وأورده الصدوق بهذا اللفظ في عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢ : ٣٨ الحديث ١١٥.

كما أورده العلامة المجلسي في البحار ٩٦ : ٢٧٧ ، ذيل الحديث ٢٧ عن السيد فضل الله الراوندي في النوادر : ٥٤.

والشيخ المحدث العاملي في الوسائل ٧ : ٥٥ ، الباب ٢٦ ، من أبواب ما يمسك عنه الصائم ، الحديث ٧. والصفحة ٧٠ ، الباب ٢٦ ، الحديث ١٠.

والعلامة النوري في المستدرك الوسائل ١ : ٥٦٠ ، الحديث الاول ، عن الجعفريات : ٦١.

ومن العامة :

الديلمي في الفردوس : ٢٥٠٠ ، وبإسناده عن أبي اسامة ، وفيه : (والمرأة الشابة).

فقه الحديث :

السر في تجنب الصائم عن الحمام والحجامة واضح ، فإن الحمام يوجب الضعف وقد يستلزم الافطار أحيانا ، وهكذا الامر في الحجامة ، فإن الانسان يفقد كمية من الدم بالحجامة مما يوجب له العطش والحاجة إلى شرب الماء.

__________________

(١) في الوسائل ٧ : ٢٥٥ ، وهامش صحيفة الرضا عليه السلام عن بعض النسخ : (لا يعرض).

٧٩

[٥]

قول رسول الله (ص) :

(أفضل الاعمال عند الله : إيمان لا شك (١) فيه ، وغزو (٢) لا غلول (٣) فيه ، وحج مبرور).

ورد هذا الحديث في صحيفة الرضا عليه السلام برقم ٨. ورواه الشيخ الصدوق في عيون أخبار الرضا عليه السلام ٢ : ٢٨ ، الباب ٣١ ، الحديث ٢٠ ، ورواه أيضا الشيخ المفيد في اماليه ١ : ٩٩ ، الباب ١٢ ، الحديث الاول.

ونقله عنه العلامة المجلسي في البحار ٦٩ : ٣٩٣ ، الحديث ٧٥ ، عن صحيفة الرضا عليه السلام وأمالي المفيد. وفي ٧٢ : ١٢٦ ، الحديث ٨ ، عن العيون. وأيضا في ٩٩ : ١٦ ، الحديث ٥٦.

ونقله عنه العلامة النوري في مستدرك الوسائل ٨ : ٣٨ ، الحديث ١٤ عن لب اللباب للقطب الراوندي ، وفي ١١ : ٢١ ، الحديث ٤٧ ، عن أمالي المفيد.

ورواه من العامة :

أحمد بن حنبل في المسند ٢ : ٢٥٨ ، ٣٤٨ ، ٤٤٢ ، ٥٢١. والهيثمي في موارد الظمآن ٢٢ : ١٥٩١. والمنذري في الترغيب والترهيب ٢ : ١٦٢ و ١٨٣. والسيوطي في الدر المنثور ١ : ٢٠٩. والمتقي الهندي في كنز العمال ، الحديث ٤٣٦٤٥. وأورد معناه برقم ٤٣٦٣٩ بزيادة :

(وأهون عليك من ذلك : إطعام الطعام ، ولين الكلام ، والسماحة ، وحسن الخلق. وأهون عليك من ذلك : أن لا تتهم الله في شئ قضاه عليك).

__________________

(١) في هامش الصحيفة ، عن بعض النسخ : (لا شرك).

(٢) كذا في المصادر الحديثية ، وفي نسختنا ـ ظاهرا ـ : (وغزوة).

(٣) الغلول : الخيانة ، ويقال : هو خاص بالخيانة في الفئ والمغنم (لسان العرب ١١ : ٤٩٩).

٨٠