مسند الرضا عليه السلام

داود بن سليمان بن يوسف الغازي

مسند الرضا عليه السلام

المؤلف:

داود بن سليمان بن يوسف الغازي


المحقق: السيد محمّد جواد الحسيني الجلالي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مركز النشر التابع لمكتب الاعلام الاسلامي
المطبعة: مكتب الإعلام الإسلامي
الطبعة: ١
الصفحات: ٢٢٣

١
٢

٣
٤

مقدمة المحقق

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيد الانبياء والمرسلين حبيب إله العالمين أبي القاسم محمد (ص).

وبعد ، فقد أتحفنا سماحة العلامة المجاهد السيد محمد حسين الجلالي بدرة فاخرة اخرى من درر أخبار الائمة الاطهار صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين (١) ، وهي «مسند الرضا (ع)» الذي رواه داود بن سليمان بن يوسف الغازي المتوفى بعد سنة ٢٠٣ ه‍.

وهذا المسند هو غير «صحيفة الرضا (ع)» المطبوع مرارا ، فهو يختلف عنه متنا واسنادا ، وإن كانت بعض الاحاديث الواردة فبه مشابهة لما ورد في صحيفة الرضا (ع).

وهذا المسند قد اعتمد عليه العلماء ونقلوا نصوصا من أحاديثه في كتبهم وإجازاتهم ، ألمح السيد العلامة إلى عدد منهم في المقدمة.

__________________

(١) قد اتحفنا سماحة العلامة دام ظله قبل هذا بنسخة (سلسلة الابريز بالسند العزيز) وطبعت مرارا ، آخرها سنة ١٤١٤ ه‍ = ١٩٩٤ م.

٥

ونحن نشكر سماحة العلامة المجاهد على تنبيهه لهذه الثغرة وإتحافنا بمقدمة ضافية عن الكتاب والمؤلف ، فلله دره وعليه أجره ولكي يكون القارئ على إلمام تام بمعنى المسند وبعض ما يخص هذا الكتاب نقدم لمحة فيما يتعلق بالمسند.

المسند :

المسند هو في اللغة بمعنى الدهر ، تقول : لا أفعله آخر المسند أي إلى آخر الدهر وبمعنى : خط حمير ، تقول : رأيت مكتوبا بالمسند كذا (١).

قال ابن منظور : المسند خط لحمير مخالف لخطنا هذا ، كانوا يكتبون به أيام ملكهم فيما بينهم ، قال أبو حاتم : هو في أيديهم ـ إلى اليوم ـ باليمن (٢).

وهو على معنى المفعول من (أسند) فهو (مسند) ويكون اسما للالة أيضا فهو مسند ـ بضم الميم وكسرها ـ.

قال ابن منظور : وكل شئ أسندت إليه شيئا فهو مسند ، وما يستند إليه يسمى مسندا ومسندا وجمعه المساند (٣) وذكر مثل ذلك الفيومى في كتابه (٤) وقال الزمخشري : ومن المجاز حديث مسند (٥).

والمناسبة في هذا المجاز مع الحقيقة اللغوية هي : إن الحديث إذا كان مسندا

__________________

(١) أساس البلاغة ، للزمخشري : ٤٦١.

(٢) لسان العرب ، طبعة دار لسان العرب ، بيروت ٢ : ٢١٦.

(٣) المصدر نفسه ٢ : ٢١٥.

(٤) المصباح المنير : ٣١١.

(٥) أساس البلاغة : ٤٦١.

٦

ـ بالمصطلح الحديثي ـ فهو إنما يستند إليه ، أي يعتمد عليه ويعتبر دليلا ، فهو بمعنى حديث مستند.

هذا إذا كان بصيغة اسم الالة ، وإن كان بصيغة اسم المفعول : فمعني مسند أي مرفوع بذكر سلسلة رجاله إلى أن يصل إلي قائله الاول فلا مجاز فيه.

وأما معناه اصطلاحا فقد قال الازهري : المسند من حديث ما اتصل إسناده حتى يسند إلى النبي (ص) والمرسل والمنقطع : ما لم يتصل (١).

وقال السيد الصدر : فهو ـ أي المسند ـ إن علمت سلسلته بأجمعها : ولم يسقط منها أحد من الرواة ، بأن يكون كل واحد أخذه ممن هو فوقه ، حتى وصل إلى منتهاه فمسند ، ويقال له : الموصول والمتصل.

وأكثر ما يستعمل في ما جاء عن النبي (ص) (٢).

وقيل وأما الكتاب المسمى بالمسند مضافا إلى مؤلفه أو شيخه الذي يروي عنه فليس بمجاز ، بل هو اسم مفعول ، من أسند الحديث : إذا رفعه إلى النبي (ص) أو أنه يسمى بالمسند باعتبار أنه يستند إليه في حديث ، والاول أولى بالقصد ، فهو ـ إذن ـ بمعنى الحديث المرفوع إلى النبي (ص) كما هو الملاحظ في عادة المؤلفين لما أسموه بالمسند ... (٣).

والنسبة إلى (المسند) بهذا المعنى هو : المسندي.

وقد لقب به الشيخ العالم أبو جعفر عبد الله بن جعفر بن اليمان المسندي

__________________

(١) لسان العرب ٢ : ٢١٥.

(٢) نهاية الدراية : ١٨٦.

(٣) مسند الحبري (مخطوط) : ٧.

٧

الجعفي ، من أهل بخارى ، وإنما قيل له : (المسندي) لانه كان يطلب الاحاديث المسندة ، دون المقاطيع والمراسيل.

يروي عن ابن عيينة وأبي محمد بن عمارة ، وعنه البخاري وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان ، مات سنة ٢٩٩ (١) وله كتاب المسند

والمسند بصيغة اسم الفاعل من (أسند) يطلق على المتناهي في علم الحديث في عصره أو مصره ، وقد اطلق على جماعة منهم :

مسند بغداد : نصر بن أحمد بن البطر بن الخطاب ، ت / ٤٩٤ ه‍.

مسند اصبهان : القاسم بن الفضيل الثقفي ، أبو عبد الله ، ت / ٤٨٩ ه‍.

مسند واسط : أبو الحسن علي بن محمد بن الحسن بن حزقة الصيداني ت / ٤٠٦ ه‍.

مسند خراسان : محمد بن إسحاق بن مهران الحافظ النيسابوري السراج ت / ٣١٣ ه‍.

مسند الشام : محمد بن أحمد الغساني الحافظ الصيداني ، ابن جميع ت / ٤٠٢ ه‍.

مسند الحجاز : عفيف الدين النشاوي.

مسند القاهرة : أبو اسحاق التنومي ، صاحب المائة العشارية.

وقد تطلق كلمة (المسند) ويراد بها الاسناد ، أي : نفس السند ، فيكون مصدرا ، كقولهم : مسند الشهاب ، ومسند الفردوس ، أي أسانيد أحاديثهما (٢).

__________________

(١) الانساب : للسمعاني ، طبعة مرجليوث : ٥٣٠ / ظهر.

(٢) تدريب الراوي ١ : ٤٢.

٨

كتب المسانيد :

الكتب التي يطلق عليها (المسند) إما أن يقتصر فيها على أحاديث معصوم واحد ، فيضاف إليه فيقال (مسند أمير المؤمنين عليه السلام) و (مسند الرضا عليه السلام).

وقد تحتوي على أحاديث جماعة يجمعهم عنوان أو وصف واحد فيضاف إلى ذلك العنوان والوصف كمسند أهل البيت ومسند المقلّين.

وقد تضاف إلى راوي الاحاديث وجامعها ، سواء كانت تحتوي على أحاديث شخص واحد أو جماعة ، كمسند عبد العظيم الحسني ومسند هشام ابن الحكم.

بداية تأليف المسند :

قال ابن حجر ـ وهو يذكر أوائل المؤلفين ـ : رأى بعض الائمة أن يفرد حديث النبي (ص) خاصة ، وذلك على رأس المائتين ، فصنف عبيد الله بن موسى العنسي الكوفي مسندا ، وصنف مسدد بن مسرهد مسندا ، وصنف أسد بن موسى مسندا ، وصنف نعيم بن حماد مسندا ... ثم اقتفي الائمة بعد ذلك أثرهم ، فقل إمام من الحفاظ إلا وصنف حديثه على المسانيد ، كالامام أحمد وابن راهويه وابن أبي شيبة ، وغيرهم من النبلاء (١).

هذا ولكن السيد صادق بحر العلوم يرى أن مسند أبي داود سليمان ابن الجارود ، المتوفي سنة ٢٠٤ ه‍ هو اول المسانيد ، وأن من ذكرهم ابن حجر

__________________

(١) الرسالة المستطرفة : ٧ وما بعدها

٩

من معاصرية تبعوه في تصنيف المسند (١).

ويمكن أن يؤيد هذا تاريخ وفياتهم ، فإن أسد بن موسي الاموي ـ مثلا ـ توفي سنة ٢١٢ ه‍ ، وهو أول من صنف المسند بمصر ، وعبيدالله بن موسى العبسي توفي سنة ٢١٣ ه‍ ، ومسدد البصري توفي سنة ٢٢٨ ه‍ ، وكذا نعيم بن حماد الخزاعي المصري فقد توفي سنة ٢٢٨ ه‍ ، أيضا ...

وأما فؤاد سزكين فهو يرى أن المسند ظهر في أواخر القرن الثاني ، حيث قال : ظهرت مع أواخر القرن الثاني للهجرة طريقة أخرى لترتيب الاحاديث وفق أسماء صحابة الرسول (ص) في كتب يحمل الواحد منها اسم (المسند) (٢).

وعند التتبع في كتب الحديث نجد أن تسمية المجموعات الحديثية المسندة إلى الرسول الاعظم (ص) بطريق أحد الائمة عليهم السلام بالمسند ، كان حاصلا في زمن الامام الصادق عليه السلام بل الباقر عليه السلام إلى أواسط القرن الثاني للهحرة أو أوائل القرن الثاني الهجري ، حيث إن وفاة الامام الباقر عليه السلام كان في سنة ١١٤ ه‍.

ومن هذا الباب ما ألفه كثير من المحدثين حيث ذكروا في كل منها ما رواه أحد الاعلام المتأخرين عن عهد الصحابة ، فجمع ما رواه ذلك العلم بطريق مسند إلى النبي (ص) كما ألف للائمة من أهل البيت عليهم السلام مسانيد عرفت بأسمائهم.

فوائد المسانيد :

إن الحديث يعتبر المورد الثاني لمعرفة أحكام الاسلام بعد القران الكريم.

__________________

(١) مقدمة السيد محمد صادق بحر العلوم لمسند علي عليه السلام (مخطوط) : ١٤ (٢) تاريخ التراث العربي ١ : ٢٢٧

١٠

والمسانيد تبين السنة النبوية وتفيدنا الكثير في تفسير وتفهم القران الكريم وبيان جزئيات الاحكام التي ذكرها القران الكريم بصورة كلية ، والترتيب الخاص الذي تتميز به كتب المسانيد تسهل على الباحث الوقوف على ما يروم الاطلاع عليه من سيرة الرسول الاعظم (ص) وسنته ، نظرا لما عليه من الضبط والدقة في إيراد الاحاديث الصحيحة ، وبذلك تكون قد ساهمت في تطوير وتسريع عملية التفقه الذي يعتمد بالدرجة الاولى على صحة الاحاديث.

ترتيب المسانيد :

كانت أحاديث الرسول الاعظم (ص) ترتب حسب الابواب والفصول عند بداية التدوين ، فظهرت اصول ومصنفات عديدة تختلف حسب طريقة الجمع والتأليف.

ثم رتبت الكتب الحديثية ليس على الابواب بل على حسب الرواية عن الرسول الاعظم (ص) فجعلت أحاديث كل صحابي على حدة واضيف (المسند) إليه فقيل مسند فلان.

وهناك كتب مسانيد رتبت الاحاديث فيها على القبائل أو السابقة في الاسلام أو الشرف النسبي أو غير ذلك.

وقال الكتاني : وقد يطلق (المسند) على كتاب مرتب على الابواب أو الحروف أو الكلمات لا على الصحابة ، لكون أحاديثه مسندة ومرفوعة إسندت ورفعت عن النبي (ص) (١).

__________________

(١) الرسالة المستطرفة : ٧٤.

١١

عدد المسانيد :

وكمحاولة لاحصاء المسانيد وتسمية أصحابها أورد الحاجي خليفة صاحب كتاب كشف الطنون في باب (الميم) أسماء جملة من المسانيد التي عثر عليها أثناء تتبعة لكتب الحديث ، وذكر أسماء أصحابها ، وكان كل ما جمعه ثماني وخمسين مسندا.

وكتب إسماعيل باشا البغدادي بن محمد أمين بن مير سليم المتوفي سنة ١٣٣٩ في إيضاح المكنون ، أورد فيه أسماء عشرة مسانيد أخرى.

والشيخ آغا بزرك الطهراني ذكر في كتابه الذريعة إلى تصانيف الشيعة (٢١ : ٢٥ ـ ٢٨) أسماء (٢١) مسندا.

وذكر العلامة السيد محمد صادق بحر العوم تغمده الله برحمته اثنا عشر مسندا آخر مع ذكر أسماء مؤلفيها وتواريخ ولاداتهم ووفياتهم.

فكان مجموع ما أحصوه هؤلاء من أسماء المسانيد ومؤلفيها هي (٩١) مسندا.

وقد تتبعنا كتب الفهارس فوقفنا على أسماء (١٧٢) مسندا ، أوردناها مرتبة حسب وفيات رواتها أو مؤلفيها في مقال طبع في مجلة (نور علم) العدد ٤ و ٥ ، من أراد الاطلاع عليها فليراجعها هناك.

ويظهر مما ذكرناه هناك أن مسند الامام الرضا عليه السلام هو أحد أقدم المسانيد التي وصلت إلينا.

صحة أحاديث المسند :

قد اختلف العلماء في تقييم المسانيد ، فالبعض اعتبر الروايات التي ترد

١٢

في المسانيد صحيحة يمكن التعويل عليها.

وآخرون على عدم صحة جميع روايات المسانيد ، ولهذا قدموا عليها كتب الصحاح والسنن ، وقال العلامة الجزائري : قد جرت عادة مصنفيها (أي المسانيد) على أن يجمعوا في مسند كل صحابي ما يقع لهم من حديثه صحيحا كان أو سقيما. هذا ، والذي نذهب إليه أن الجهود التي بذلت في تنظيم المسانيد لا تقل عما بذل في تنظيم الصحاح وكتب السنن.

وأما هذا المسند ، فيمكن التعويل على الاحاديث الواردة فيه لاتصال السند فيه إلى المعصوم عليه السلام بنقل الثقاة ، إضافة إلى ما هو المعروف من شمول قاعدة التسامح في ادلة السنن لمضامين أحاديثه وشمول أحاديث (من بلغ) لها.

مراسيل الائمة عليهم السلام هي مسانيد :

هذا البحث وإن كنا في غني عنه في هذا المسند لاتصال السند في أحاديثه إلى النبي (ص) إلا أن من المناسب طرحه بالنسبة إلى روايات الائمة عليهم السلام عموما فإن المتبادر من لفظ المسند هو ما ذكر فيه سند الحديث بأجمعه.

قال الشيخ البهائي في شرح الوجيزة : وسلسلة رواة الحديث إلى المعصوم سنده ، وإن علمت سلسلته بأجمعها فمسند (١).

ويقابله (المرسل) وهو ما لم يذكر فيه السند إلى المعصوم ، قال والد الشيخ البهائي : وبعض العامة يجعل المسند ما اتصل سنده إلى النبي (ص) وعندنا يكون ما اتصل سنده بالمعصوم (٢).

__________________

(١) الدرة العزيزة في شرح الوجيزة : ١٥.

(٢) وصول الاخيار إلى اصول الاخبار : ١٠٠.

١٣

ولكن حيث إن مراسيل الائمة هي في الواقع متصلة الاسناد إلى النبي (ص) لانهم يعبرون عن رسول الله (ص) ومنه يستمدون علومهم والاحكام التي يفتون بها فهي في الواقع مسندة وإن لم يصرحوا بسندهم ، وفي ذلك روي عن الباقر عليه السلام عند ما سئل عن الحديث يرسله ولا يسنده ، قال عليه السلام (إذا حدثت الحديث فلم أسنده فسندي فيه : أبي ، عن جدي ، عن أبيه ، عن جده ، عن رسول الله (ص) عن جبرئيل عليه السلام عن الله عزوجل) (١).

وروي عن جابر ، قال : (قلت لابي جعفر عليه السلام : إذا حدثتني بحديث فاسنده لي فقال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن رسول الله (ص) عن جبرئيل عليه السلام عن الله عرزوجل ، وكل ما احدثك بهذا الاسناد) (٢).

طبقات الرواة :

قد جرت العادة على تقسيم رواة الاحاديث إلى طبقات ، وبالدقة في طبقات الرواة يمكن معرفة الاحاديث المتصلة السند وتمييزها عن الاحاديث المرسلة ، وطبقات الرواة هي كالاتي :

الطبقة الاولي : أصحاب رسول الله (ص) الذين يروون عنه بلا واسطة.

الطبقة الثانية : طبقة التابعين الذين يروون الاحاديث عن صحابة النبي (ص) فتكون رواياتهم للاحاديث عن النبي (ص) بواسطة واحدة غالبا.

الطبقة الثالثة : طبقة تابعي التابعين ، وهم الذين يروون الحديث عن

__________________

(١) الارشاد للشيخ المفيد ٢ : ١٦٧.

(٢) الامالي للشيخ المفيد : ٤٢ ، المجلس ٥ ، الحديث ١٠.

١٤

النبي (ص) بواسطتين غالبا ، كأصحاب الامام السجاد عليه السلام.

الطبقة الرابعة : أصحاب الامام الباقر عليه السلام وهم يروون عن النبي بثلاث وسائط غالبا.

الطبقة الخامسة : أصحاب الامام الصادق والامام الكاظم عليهما السلام وأغلبهم قد أدركوا الامام الباقر عليه السلام أيضا.

الطبقة السادسة : أصحاب الامام الرضا عليه السلام.

وهكذا تتسلسل الطبقات إلى أن تصل إلى الطبقة السادسة والثلاثين وهم من يروون الروايات في عصرنا الحاضر عن النبي (ص) وغالبا ما تبلغ الوسائط (٣٨) واسطة ، وعن الرضا عليه السلام إحدى وثلاثين واسطة.

هذا وقد يكون بعض الرواة في طبقتين أو ثلاثة كما حصل بالنسبة إلى بعض أصحاب الامام الرضا عليه السلام الذين أدركوا الامامين الكاظم والصادق عليهما السلام أيضا ، فتقل الوسائط في نقل الحديث.

ويظهر مما ذكرناه أن الراوي لهذا المسند وهو (داود بن سليمان الغازي) يعد في الطبقة السادسة من رواة الحديث.

الرواة عن الامام الرضا عليه السلام

ذكر الشيخ الطوسي في رجاله أسماء ٣٢٠ شخصا ممن روى عن الامام الرضا عليه السلام.

وأعد الشيخ رضا الاستادي قائمة فيها ٣١٢ اسما للطبقة السادسة من الرواة ـ وهم من روى عن الامام الرضا عليه السلام ـ معتمدا في ذلك على كتاب مسند الامام الرضا عليه السلام الذي أعده الشيخ عزيز الله العطاردي إلا أن الملاحظ في هذه القائمة

١٥

إيراد إسم الراوي لهذا المسند بثلاثة عناوين ، مرة بالكنية (أبو أحمد الغازي) ومرة بالاسم (داود بن سليمان الفراء) وثالثه باسم (داود بن سليمان الغازي) (١).

وأكد بعض الفضلاء أن الرواة عن الرضا عليه السلام أكثر من ذلك وإن في معجم رجال الحديث رواة عن الامام لم ترد أسماؤهم في هذه القائمة. ونحن بدورنا تتبعنا عبارة (أصحاب الرضا عليه السلام) بالحاسوب الالكتروني فظهر أنها كررت في ٥٠٦ موضعا.

ولسنا هنا بصدد استقصاء ذلك وإحصاء أصحابه والرواة عنه عليه السلام في هذا الكتاب ، وإنما أردنا التنبيه على أن ما ذكر في عدد أسماء أصحاب الامام الرضا عليه السلام والرواة عنه يحتاج إلى مزيد تتبع واستقصاء ، لا تسمح هذه المقدمة الموجزة بها.

طريقنا إلى هذا المسند :

أروي هذا المسند وسائر كتب الحديث بعدة طرق ، أذكر منها :

أ ـ ما أرويه بالاجازة عن أخي العلامة الكبير السيد محمد حسين الحسيني الجلالي دام ظله الوارف ، عن والدي المغفور له سماحة آية الله السيد محسن الحسيني الجلالي قدس سره المولود في سامراء يوم الجمعة الحادي والعشرين من محرم سنة ١٣١٣ ه‍ ، والمتوفي في كربلاء يوم العشرين من صفر (يوم الاربعين الحسيني) سنة ١٣٩٦ ه‍ ، بطرقه المتعددة التي ذكر شطرا منها في إجازته المفصلة لي بتاريخ شهر رمضان سنة ١٤٠٢ ه‍ ، وطبعت تحت عنوان (إجازة الحديث) في دار المنار بالقاهرة في أكثر من مأتي صفحة.

__________________

(١) وللتفصيل راجع مقدمة السيد العلامة في هذا الكتاب : ٢٨.

١٦

ب ـ ما أرويه عن سماحة العلامة الحجة السيد محمد صادق بحر العلوم قدس سره المولود في النجف الاشرف في ١٠ ذي القعدة سنة ١٣١٥ ه‍ ، والمتوفي في النجف الاشرف ٢١ رجب سنة ١٣٩٩ ه‍ ، بطرقه العديدة التي فصل عنها في إجازته لي التي سماها (سلك اللالي في نظم إجازة الجلالي) كتبها في النجف الاشرف ٢٣ شوال سنة ١٣٩٧ ه‍ في ١٢ صفحة.

ج ـ ما أرويه عن سماحة آية الله السيد شهاب الدين النجفي المرعشي قدس سره المولود في النجف الاشرف في العشرين من صفر سنة ١٣١٥ ه‍ ، والمتوفي في مدينة قم المقدسة في ٧ صفر ١٤١١ ه‍ بطرقه العديدة المدونة في (الطرق والاسانيد إلى مرويات أهل البيت عليهم السلام) المؤرخة بأصيل يوم الجمعة لعشر مضين من ذي الحجة سنة ١٤٠١ ه‍ ،. هي في ٢٩ صفحة.

فأقول وبالله التوفيق : أروي إجازة عن أخي العلامة محمد حسين الجلالي ، عن أبي سماحة آية الله السيد محسن الجلالي ، وعن العلامة السيد محمد صادق بحر العلوم ، وعن سماحة آية الله السيد المرعشي قدس سره.

٣ ـ جميعهم ، عن جدي أب امي آية الله العظمي السيد محمد هادي الخراساني ، المولود في كربلاء يوم الجمعة غرة ذي الحجة الحرام سنة ١٢٩٧ ه‍ والمتوفي فيها ليلة الاربعاء ثاني عشر ربيع الاول سنة ١٣٦٨ ه‍.

٤ ـ عن جماعة ، منهم : استاذه آية الله الميرزا محمد تقي الشيرازي ، المولود في شيراز سنة ١٢٥٦ ه‍ ، والمتوفي في كربلاء سنة ١٣٣٨ ه‍.

٥ ـ عن شيخه الميرزا حسين بن الميرزا خليل النجفي الطهراني ، المولود سنة ١٢٣٠ ه‍ ، والمتوفي سنة ١٣٢٦ ه‍.

٦ ـ عن شيخه صاحب الجواهر ، المتوفي سنة ١٢٦٦ ه‍ ،

١٧

٧ ـ عن شيخه الشيخ جعفر كاشف الغطاء ، المتوفي سنة ١٢٢٨ ه‍.

٨ ـ عن السيد محمد مهدي بحر العلوم ، المتوفي سنة ١٢١٢ ه‍.

٩ ـ عن المؤسس الوحيد البهبهاني ، المتوفي سنة ١٢٠٨ ه‍.

١٠ ـ عن والده محمد أكمل.

١١ ـ عن المولى محمد باقر المجلسي ، المتوفي سنة ١١١١ ه‍.

١٢ ـ عن والده المولى محمد تقي المجلسي ، المولود سنة ١٠٠٢ ، والمتوفى سنة ١٠٧٠ ه‍.

١٣ ـ عن الشيخ بهاء الدين محمد (المعروف بالشيخ البهائي) ، المولود سنة ٩٥٣ ه‍ ، والمتوفى سنة ١٠٣١ ه‍.

١٤ ـ عن والده الشيخ حسين بن عبد الصمد ، المتوفى سنة ٩٨٤ ه‍

١٥ ـ عن الشيخ زين الدين الشهيد الثاني ، المستشهد سنة ٩٦٦ ه‍.

١٦ ـ عن المحقق الميسي ، المتوفى سنة ٩٣٨ ه‍.

١٧ ـ عن شمس الدين محمد بن الجزيني ، المعروف بابن المؤذن.

١٨ ـ عن الشيخين الجليلين محمد وعلى ابني الشهيد الاول محمد بن مكي.

١٩ ـ عن والدهما محمد بن مكي (الشهيد الاول) ، المستشهد سنة ٧٨٦ ه‍.

٢٠ ـ عن فخر المحققين محمد بن العلامة الحلي ، المتوفى سنة ٧٧١ ه‍.

٢١ ـ عن والده آية الله العلامة الحلي ، المتوفى سنة ٧٢٦ ه‍.

٢٢ ـ عن والده سديد الدين يوسف.

٢٣ ـ عن المحقق الحلي صاحب الشرائع ، المتوفى سنة ٦٧٦ ه‍.

٢٤ ـ عن السيد فخار بن معد الموسوي ، المتوفى سنة ٦٣٠ ه‍.

٢٥ ـ عن الشيخ أبي طالب عبد الرحمن بن محمد بن عبد السميع الهاشمي

١٨

الواسطي قراءة عليه في سنة ٦١٤ ه‍.

٢٦ ـ عن أبي الحسن علي بن علي بن أبي سعد محمد بن إبراهيم الخباز الازجي بقرائته عليه في سنة ٥٥٧ ه‍.

٢٧ ـ عن الشيخ أبي عبد الله الحسين بن عبد الملك بن الحسين الخلال بقراءة غيره عليه وهو يسمع في سنة ٥١٣ ه‍.

٢٨ ـ عن الشيخ أبي أحمد حمزة بن فضالة بن محمد الهروي بهراة

٢٩ ـ عن الشيخ أبي إسحاق إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن يزداد بن على ابن عبد الله الرازي ثم البخاري ببخاري قراءة عليه في سنة ٣٩٧ ه‍.

٣٠ ـ عن أبي الحسن علي بن محمد بن مهرويه القزويني (المتوفى سنة ٣٣٥ ه‍) بقزوين

٣١ ـ عن داود بن سليمان بن يوسف الغازي.

عن الامام علي بن موسي الرضا عليه السلام ، المستشهد سنة ٢٠٣ عن أبيه عن آبائه عليهم صلوات الله أجمعين ، وحشرنا الله معهم في مستقر رحمته ، وتحت ظل عرشه ، آمين.

منهج التحقيق :

بعد ترقيم أحاديث المسند وإثبات موارد الاختلاف بين نص الحديث في هذا المسند ومصادر الحديث المعتمدة ، عمدنا إلى ما يلي :

١ ـ إيراد نص نسخة المسند تحت عنوان متن المسند.

٢ ـ إيراد الاحاديث التي وردت في نسخة العلامة المجلسي ولم ترد في هذه النسخة.

١٩

٣ ـ تخريج روايات المسند من مصادر الحديث المعتمدة مع ذكر الشواهد والتوابع المؤيدة لمضمون الحديث.

٤ ـ ذكر ما رواه العامة بطرقهم إن وجدت تحت عنوان (ورواه من العامة).

٥ ـ بيان أهم ما يستفاد من الحديث تحت عنوان (فقه الحديث).

٦ ـ لما كانت مصادر حديث (الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة). وهكذا حديث الثقلين كثيرة جدا ألحقنا بالكتاب ملحقين بمصادر هذين الحديثين.

آملين أن تكون هذه خطوة في خدمة السنة النبوية ، وأن ينتفع بها المؤمنون في بناء مجتمع أفضل تحت ظل توجيهات الرسول الاعظم (ص) والائمة الاطهار من ال بيته صلوات الله عليهم أجمعين.

وختاما نشكر سماحة العلامة المجاهد السيد محمد حسين الجلالي على تفضله بكتابه مقدمة ضافية عن الكتاب والمؤلف ، ونسأل الله سبحانه أن ينفع به المؤمنين إنه ولي التوفيق.

قم المقدسة

محمد جواد الحسيني الجلالي

١٠ / جمادي الاولى / ١٤١٧

٢٠