لمحات من المعاد

المؤلف:

السيد علي الحسيني الصدر


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات دليل ما
المطبعة: نگارش
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-397-829-7
الصفحات: ١٦٤

وقد أثبتتها الأحاديث المعتبرة وقام عليها أجماع الطائفة الحقّة.

قال السيّد شبّر :

«وأمّا الكلام في ضغطة القبر فهو اجماعي.

والذي يظهر من بعض الأخبار في الباب أن ضغطة القبر يقع في البدن الأصلي ، وانها ليست بعامّة» (١).

ومن دليل السنّة في ضغطة القبر :

١ ـ حديث السكوني عن الامام الصادق ، عن آباءه الطيّبين عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله انّه قال :

«ضغطة القبر للمؤمن كفارة لما كان منه من تضييع النعم» (٢).

٢ ـ حديث بشير النبّال عن الامام الصادق عليه السلام :

«إن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : ليس من مؤمن إلا وله ضمة» (٣).

٣ ـ حديث أبي بصير عن الامام الصادق عليه السلام ورد فيه :

إنّ سعداً لمّا مات شيّعه سبعون ألف ملك ، فقام رسول الله صلى الله عليه وآله على قبره فقال : ومثل سعد يُضم ... إنّ سعد كان في لسانه غلظ على أهله.

هذا ويستفاد من بعض الأحاديث الشريفة في هذا الباب أنّ المؤمنين ، أو بعض المؤمنين كمن مات ليلة الجمعة أو يومها لا تصيبهم ضغطة القبر مثل :

حديث حمّاد بن عيسى في ثواب الأعمال (٤).

__________________

(١) حقّ اليقين : ج ٢ ، ص ٨١.

(٢) علل الشرايع : ص ٣٠٩ ، ب ٢٦٢ ، ح ٣.

(٣) كتاب الزهد : ص ٨٨ ، ح ٢٣٥.

(٤) ثواب الأعمال : ص ٢٣١ ، ح ١.

٦١

وحديث الحسن بن محبوب في المحاسن (١).

بل عرفت من بعض الأحاديث المتقدّمة في ساعة الموت أنّ الأرض ترفق بالمؤمنين وانه يفتح لهم من قبرهم باب إلى الجنّة ويفسح لهم من قبرهم وانه ليس على المؤمنين منها شيء (٢).

وجمع السيّد شبّر بين هاتين الطائفتين من الأخبار باحدى وجوه ثلاثة ذكرها في حقّ اليقين ، وهي (٣) :

١) أن تحمل أخبار رفع الضغطة عن المؤمنين مثل سلمان وأبي ذر والمقداد ، وتحمل أخبار الضغطة على سائر المؤمنين بالضغطة الخفيفة.

٢) أن تحمل ضغطة المؤمن على وجه تنقية المؤمن من الذنوب كالحجامة المطلوب وتحمل ضغطة الكافر على وجه العذاب والعقوبة.

٣) أن يقال أنّ الضغطة لجميع المؤمنين كانت في صدر الاسلام ، ثمّ ببركات المعصومين عليهم السلام وشفاعتهم ارتفقت عن شيعتهم.

عذاب القبر

من أحداث القبر عذابه للكافرين ، ولبعض المخالفات للدين ، ففي الأحاديث الشريفة :

١ ـ حديث زيد بن علي عليه السلام عن أبيه عن جدّه عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنّه قال :

«عذاب القبر يكون من النميمة ، والبول ، وعزب الرجل عن أهله» (٤).

__________________

(١) المحاسن : ص ٤٤ ، كتاب الثواب ، ب ٧٤ ، ح ٩٤.

(٢) الكافي : ج ٣ ، ص ١٣١ ، ح ٤٠٢.

(٣) حقّ اليقين : ص ٨٤ ، ح ٢.

(٤) علل الشرايع : ص ٣٠٩ ، ب ٢٦٢ ، ح ٢.

٦٢

٢ ـ حديث الكشي عن الامام الرضا عليه السلام أنّه قَالَ بَعْدَ مَوْتِ ابْنِ أَبِي حَمْزَةَ :

«إنه أقعد في قبره فسئل عن الأئمة عليهم السلام فأخبر بأسمائهم حتى انتهى إلي فسئل فوقف ، فضرب على رأسه ضربة امتلأ قبره ناراً» (١).

٣ ـ حديث تفسير الامام العسكري عليه السلام :

«إن في القبر نعيماً يوفر الله به حظوظ أوليائه وإن في القبر عذاباً يشدد الله به على أشقياء أعدائه» (٢).

وقانا الله تعالى من عذاب القبر الذي يرتفع ببركة الايمان وحبّ أهل البيت عليهم السلام وببركة تلاوة القرآن ، خصوصاً آية الكرسي ، وسورة الملك ، وسورة التكاثر وصلاة الليل ، ووضع الجريدتين الرطبتين مع الميّت وغيرها ممّا تلاحظها في أحاديثها (٣).

موقعيّة القبور

أفضل مكان للقبور هي الأماكن المقدّسة ، والمشاهد المشرّفة ، والضرائح المقدّسة كما يستفاد من أحاديثها الشريفة الآتية فينقل الميّت إليها ويدفن فيها.

وقد استقرّ فتوى الفقهاء العظام ، وعمل الاماميّة الكرام على ذلك.

قال العلّامة المجلسي أعلى الله مقامه :

«والمشهور بينهم جواز النقل إلى المشاهد بل استحبابه.

وقال في المعتبر : «إنّه مذهب علمائنا خاصّة ، وعليه عمل الأصحاب من زمن الأئمّة عليهم السلام إلى الآن ، وهو مشهور ، بينهم لا يتناكرونه.

__________________

(١) رجال الكشي : ص ٣٤٥.

(٢) البحار : ج ٦ ، ص ٢٣٧ ، ب ٨ ، ح ٥٤.

(٣) المعالم الزلفى : ص ١٢٢ و ص ٢٩٠ ؛ الكافي : ج ٣ ، ص ١٥٣ ، ح ٧ ؛ السفينة : ج ٧ ، ص ١٩٤ ؛ منازل الآخرة : ص ٢٦.

٦٣

ونقل عمل الاماميّة واجماعهم على ذلك في التذكرة والذكرى ...

وروى هذا المضمون في أخبار كثيرة ...

ويدل على استحباب تقريب الميت إلى الضرائح المقدسة والزيارة بهم كما هو الشائع في المشاهد المقدسة ، وعلى استحباب الدفن بقرب الأقارب والصلحاء والمقدسين ويشهد بذلك دفن ثلاثة من الأئمة بعد الامام الحسن عليه السلام بجنبه صلوات الله عليهم أجمعين» (١).

وأضاف في باب المزار أن من خواص تربة الغري اسقاط عذاب القبر ، وترك محاسبة منكر ونكير للمدفون هناك كما وردت به الأخبار الصحيحة (٢).

وأفاد صاحب الجواهر :

«يستحب بلا خلاف فيه نقل الميّت إلى أحد المشاهد المشرّفة» (٣).

ومن حيث الدليل الأخبار المستفاد منها ذلك كثيرة مثل :

١ ـ حديث زياد المخارقي قال :

«لمّا حضر الحسن عليه السلام الوفاة استدعى الحسين بن علي عليهما السلام فقالَ لَهُ : يا أخي! إني مفارقك ولا حق بربي ـ إلى أن قال ـ :

فإذا قضيت نحبي فغمضني وغسلني وكفني واحملني على سريري إلى قبر جدي رسول الله صلى الله عليه وآله لأجدد به عهدا ثم ردني إلى قبر جدتي فاطمة بنت أسد فادفني هناك» (٤).

٢ ـ حديث محمّد بن مسلم عن الامام الباقر عليه السلام أنّه قال :

__________________

(١) البحار : ج ٨٢ ، ص ٦٩ ـ ٧٠.

(٢) البحار : ج ١٠٠ ، ص ٢٣٢.

(٣) الجواهر : ج ٤ ، ص ٣٤٢ و ٣٤٦.

(٤) الوسائل : ج ٢ ، ص ٨٣٥ ، ب ١٣ ، ح ١٠.

٦٤

«لمّا مات يعقوب حمله يوسف عليهما السلام في تابوت إلى أرض شام فدفنه في بيت المقدس».

٣ ـ حديث المفضل الجعفي عن الامام الصادق عليه السلام :

«إنّ الله تبارك وتعالى أوحى إلى نوح عليه السلام وهو في السفينة أن يطوف بالبيت أسبوعا فطاف بالبيت أسبوعا كما أوحى الله إليه ، ثم نزل في الماء إلى ركبتيه ، فاستخرج تابوتا فيه عظام آدم عليه السلام ، فحمل التابوت في جوف السفينة حتى طاف بالبيت ما شاء الله أن يطوف ، ثم ورد إلى باب الكوفة في وسط مسجدها ، ففيها قال الله للأرض ابلعي ماءك فبلعت ماءها من مسجد الكوفة كما بدأ الماء من مسجدها ، وتفرق الجمع الذي كان مع نوح في السفينة ، فأخذ نوح التابوت فدفنه في الغري» (١).

زيارة القبور

ممّا يستحبّ ويندب زيارة قبور المؤمنين خصوصاً الوالدين والأقربين كما دلّت عليه النصوص ، وأفادته الفتاوى.

ففي الجواهر قال بعد ذكر حديث علي بن بلال :

«فإنّه دالّ على استحباب وضع اليد ـ على القبر ـ ولو في غير حال دفن ، كما انّه دالّ على استحباب قراءة إنّا أنزلناه ، وعلى استحباب زيارة قبور الاخوان كما استفاضت به الأخبار ، وتداولته الطائفة الأخيار.

وقد حكى الاجماع عليه العلّامة والشهيد بالنسبة إلى الرجال.

ويتأكّد استحباب ذلك يوم الاثنين وغداء السبت تأسّياً بالمحكي من فعل فاطمة عليها السلام

__________________

(١) المستدرك : ج ٢ ، ص ٣٠٩ ، ب ١٣ ، ح ٥.

٦٥

في زيارتها قبور الشهداء ، ومنه يعلم استحباب زيارة النساء للقبور» (١).

١ ـ حديث محمّد بن مسلم عن الامام الصادق عليه السلام انه قال :

«قال أميرالمؤمنين عليه السلام : زوروا موتاكم فإنهم يفرحون بزيارتكم ، وليطلب أحدكم حاجته عند قبر أبيه وعند قبر أمه بما يدعو لهما» (٢).

٢ ـ حديث محمّد بن مسلم الآخر قال : قلت لأبي عبدالله عليه السلام الموتى نزورهم؟

قال : نعم ، قلت : فيعلمون إذا أتيناهم؟ فقال : أي والله انّهم ليعلمون بكم ويفرحون بكم ويستأنسون إليكم (٣).

٣ ـ حديث يونس عن الامام الصادق عليه السلام انه قال :

«إنّ فاطمة كانت تأتي قبور الشهداء في كلّ غداة سبت ، فتأتي قبر حمزة ، وتترحم عليه ، وتستغفر له» (٤).

٤ ـ حديث صفوان الجمّال قال : سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول :

«كان رسول الله صلى الله عليه وآله يخرج في ملإ من الناس من أصحابه كل عشية خميس إلى بقيع المدنيين فيقول : السلام عليكم يا أهل الديار ، ثلاثاً ، رحمكم الله ، ثلاثاً» (٥).

٥ ـ حديث علي بن بلال عن الامام الرضا عليه السلام انّه قال :

«من أتى قبر أخيه ثمّ وضع يده على القبر وقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر ، سبع مرات أمن يوم الفزع الأكبر أو يوم الفزع» (٦).

٦ ـ حديث الراوندي عن الامام الصادق عليه السلام انّه قال :

__________________

(١) الجواهر : ج ٤ ، ص ٣٢١.

(٢) الوسائل : ج ٢ ، ص ٨٧٨ ، ب ٥٤ ، ح ٥.

(٣) الوسائل : ج ٢ ، ص ٧٨٧ ، ب ٥٤ ، ح ٢.

(٤) الوسائل : ج ٢ ، ص ٧٨٩ ، ب ٥٥ ، ح ٢.

(٥) الوسائل : ج ٢ ، ص ٨٨١ ، ب ٥٧ ، ح ١.

(٦) الوسائل : ج ٢ ، ص ٨٨١ ، ب ٥٧ ، ح ١.

٦٦

«من حقّ المؤمن على المؤمن إذا مات الزيارة له إلى قبره» (١).

إلى غير ذلك من الأحاديث التي تجدها مجموعة في بابها (٢).

وقد ورد الحث على زيارة القبور حتّى من طرق العامّة تلاحظها مع أدب الزيارة وكلمات أعلامهم في استحباب الزيارة ، مع ذكر القبور المقصودة بالزيارة مجموعة في كتاب الغدير الشريف فراجع (٣).

__________________

(١) المستدرك : ج ٢ ، ص ٣٦٣ ، ب ٤٥ ، ح ٥.

(٢) ينابيع الحكمة : ج ٤ ، ص ٣٦١.

(٣) الغدير : ج ٥ ، ص ١٦٦.

٦٧

(٤)

أشراط الساعة

أشراط : جمع شَرَط ـ بفتحتين ـ معناه العلامة.

والساعة : تعبيرٌ عن يوم القيامة لوقوعها بغتةً ، أو لأنّها على طولها هي عند الله تعالى كساعة من ساعات الخلق.

وأشراط الساعة هي علامات يوم القيامة ، التي تدلّ على قربها (١).

ويوم القيامة قريبٌ عند الله تعالى (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا) (٢).

وهي العلامات الواقعة قبل نفخ الصور (٣).

وهذه العلامات كثيرة يلزم الايمان بها ولو إجمالاً.

وقد دلّ الدليل على هذه الأشراط والعلامات من الكتاب والسنّة ...

فمن القرآن الكريم :

١ ـ قوله تعالى :

(حَتَّىٰ إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ) (٤).

٢ ـ قوله تعالى :

(فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ * يَغْشَى النَّاسَ هَـٰذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ * رَّبَّنَا اكْشِفْ

__________________

(١) مجمع البحرين : ص ٣٦٣ و ص ٣٨٢.

(٢) سورة المعارج ، الآيتان ٦ ـ ٧.

(٣) حقّ اليقين : ج ٢ ، ص ٩١.

(٤) سورة الأنبياء ، الآيتان ٩٦ ـ ٩٧.

٦٨

عَنَّا الْعَذَابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ * أَنَّىٰ لَهُمُ الذِّكْرَىٰ وَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مُّبِينٌ * ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَّجْنُونٌ * إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلًا إِنَّكُمْ عَائِدُونَ * يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَىٰ إِنَّا مُنتَقِمُونَ) (١).

٣ ـ قوله تعالى :

(فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّىٰ لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ) (٢).

ومن السنّة المباركة :

١ ـ الحديث النبوي الشريف جاء فيه :

«أمّا أول شرط من أشراط الساعة فنار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب» (٣).

٢ ـ حديث السكوني عن الامام الصادق عليه السلام أنّه قال :

«قال رسول الله صلى الله عليه وآله من أشراط الساعة أن يفشو الفالج وموت الفجأة» (٤).

٣ ـ حديث عبدالله بن عبّاس جاء فيه :

«حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله حجّة الوداع ، فأخذ بحلقة باب الكعبة وأقبل بوجهه علينا فقال : معاشر الناس ألا أخبركم بأشراط الساعة؟ فكان أدنى الناس منه يومئذ سلمان فقال : بلى يا رسول الله.

فقال : من أشراط السّاعة إضاعة الصلوات ، واتباع الشهوات ، والميل مع الأهواء ، وتعظيم المال ، وبيع الدين بالدنيا ، فعندها يذوب قلب المؤمن في جوفه ، كما يذوب الملح في الماء ، مما يرى من المنكر فلا يستطيع أن يغيره» (٥).

__________________

(١) سورة الدخان ، الآيات ١٠ ـ ١٦.

(٢) سورة محمّد صلى الله عليه وآله ، الآية ١٨.

(٣) علل الشرائع : ص ٩٥ ، ح ٣.

(٤) الكافي : ج ٣ ، ص ٢٦١ ، ح ٣٩.

(٥) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٠٣.

٦٩

والحديث الشريف طويل وفيه فوائد جمّة ، فلاحظ.

٤ ـ حديث روضة الواعظين عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال :

«إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ، ويظهر الجهل ، ويشرب الخمر ، ويفشو الزنا وتقل الرجال ، وتكثر النساء حتى أن الخمسين امرأة فيهن واحد من الرجال» (١).

٥ ـ حديث حذيفة بن اسيد عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال :

«إنكم لا ترون الساعة حتى ترون قبلها عشر آيات : طلوع الشمس من مغربها والدجال ، ودابة الأرض ، وثلاثة خسوف في الأرض خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب ، وخروج عيسى ابن مريم ، وخروج يأجوج ومأجوج ، وتكون في آخر الزمان نار تخرج من اليمن من قعر الأرض لا تدع خلفها أحدا تسوق الناس إلى المحشر كلما قاموا قامت لهم تسوقهم إلى المحشر» (٢).

إلى غير ذلك من الأحاديث الشريفة التي تراها مجموعة في بابها (٣).

واعلم أنّه قد ورد ذكر بعض هذه العلائم في الملاحم ، وبعضها في علامات الظهور ، وبعضها في أحاديث الأشراط كما هو واضح (٤).

ولا ضير في ذلك ..

لأن جميعها أمارات وعلامات دالّة على قرب يوم القيامة تكون قبل الظهور فتكون قبل القيامة ففي الحديث الشريف المسند عن رسول الله صلى الله عليه وآله :

«بُعثت والساعة كهاتين ـ وأشار باصبعيه صلى الله عليه وآله السبّابة والوسطى ـ ثمّ قال : والذي بعثني بيده اني لأجد الساعة بين كتفي» (٥).

__________________

(١) تفسير الكنز : ج ١٢ ، ص ٢٣٤.

(٢) الخصال : ص ٤٤٩ ، ح ٥٢.

(٣) البحار : ج ٦ ، ص ٢٩٥.

(٤) لاحظ مرآة الأنوار : ص ١٢٢.

(٥) البحار : ج ٦ ، ص ٣١٥ ، ب ١ ، ح ٢٦.

٧٠

(٥)

نفخ الصور للفناء والإحياء

الصور في اللغة هو القَرن يُنفخُ فيه (١).

والفناء هو الهلاك ، كما ان الإحياء هو البعث.

يقال : فنى المال ، اذا باد واضمحلّ ، وكلّ مخلوق صائرٌ الى الفناء : أي الهلاك والاضمحلال (٢).

ويُفسّر الصور بصور إسرافيل الذي ينفخ فيه باذن الله تعالى فيموت الجميع ولا يبقى ذو روح إلّا صعق ومات ، ثمّ ينفخ فيه اُخرى باذن الله تعالى فيكون البعث ولا يبقى أحدٌ إلّا حيّ وقام.

وأفاد العلّامة المجلسي أعلى الله مقامه : أنه يجب الايمان بالصور على هذا النحو الذي ورد في النصوص الصريحة.

وأمّا تأويله بأنّه جمع الصورة ليكون النفخ فيه بمعنى النفخ في صور الأشخاص للاحياء فهو خروج عن ظواهر الآيات بل صريحها ، وإطراح للنصوص الصحيحة الصريحة من غير حاجة.

وذلك لأنّه :

أوّلاً : لا يتأتّى هذا التأويل في النفخة الاولى التي هي للإماتة.

ثانياً : يأبى عنه إفراد الضمير في قوله تعالى : (وَنُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ) (٣) إذ لو كان الصور

__________________

(١) مرآة الأنوار : ص ١٤٢.

(٢) مجمع البحرين : ص ٦٩.

(٣) سورة الزمر ، الآية ٦٨.

٧١

جمع الصورة لكان يقول عزّ اسمه (ونفخ فيها).

ثالثاً : ينافي الدعاء الثالث من الصحيفة السجاديّة المباركة التي جاء فيه في الصلاة على الملائكة المقرّبين :

«وإسرافيل صاحب الصور الشاخص الذي ينتظر منك الاذن وحلول الأمر ، فينبّه بالنفخة صرعى رهائن القبور).

فلا يتمّ تفسير نفخ الصور بنفخ الروح في صُوَر الأشخاص ، كما ادّعاه بعض ، بل الصحيح هو معناه المعهود يعني : نفخ إسرافيل في الصور للفناء والاحياء (١).

وحصيلة الكلام في المقام هو :

أن نفخ الصور هو نفخ إسرافيل في الصور للفناء والاحياء.

والفناء هو هلاك الخلق واضمحلاله ، كما أن الاحياء هو بعثه ونشوره.

وإسرافيل هو الملك المقرّب الالهي الذي تلاحظ علوّ شأنه في مثل حديث جابر الجعفي عن الامام الباقر عليه السلام انه وصفه جبرائيل بقوله :

«إنّ ـ إسرافيل ـ حاجب الرب ، وأقرب خلق الله منه ، واللوح بين عينيه من ياقوتة حمراء ، فإذا تكلم الرب تبارك وتعالى بالوحي ضرب اللوح جبينه فنظر فيه ، ثمّ ألقاه إلينا فنسعى به في السماوات والأرض.

إنه لأدنى خلق الرحمن منه ، وبينه وبينه تسعون (٢) حجاباً من نورٍ يقطع دونها الأبصار ، ما يعد ولا يوصف.

وإني لأقرب الخلق منه وبيني وبينه مسيرة ألف عام» (٣).

هذا ... ونفخ الصور والفناء والاحياء قد ثبت بدليل الكتاب والسنّة.

__________________

(١) لاحظ البحار : ج ٦ ، ص ٣٣٦.

(٢) سبعون ـ نسخة.

(٣) البحار : ج ١٦ ، ص ٢٩٢ ، ب ٩ ، ح ١٦٠.

٧٢

أمّا الكتاب :

١ ـ قوله تعالى :

(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّـهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ) (١).

٢ ـ قوله تعالى :

(وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا) (٢).

٣ ـ قوله تعالى :

(وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الْأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ) (٣).

٤ ـ قوله تعالى :

(كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ) (٤).

٥ ـ قوله تعالى :

(كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ) (٥).

وأمّا السنّة :

فالأحاديث في ذلك متظافرة نكتفي منها بحديثٍ شريف واحد يبيّن كلتا النفختين (٦) ، يعني للاماتة والأحياء ، وهو حديث الحسين بن ثوير بن أبي فاختة عن الامام السجاد عليه السلام أنه :

«سئل عن النفختين كم بينهما؟ قال : ما شاء الله.

__________________

(١) سورة الزمر ، الآية ٦٨.

(٢) سورة الكهف ، الآية ٩٩.

(٣) سورة يس ، الآية ٥١.

(٤) سورة آل عمران ، الآية ١٨٥.

(٥) سورة الرحمن ، الآية ٢٦.

(٦) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٢٥٢.

٧٣

فقيل له فأخبرني يا ابن رسول الله كيف ينفخ فيه؟ فقال : أما النفخة لأولى فإن الله يأمر إسرافيل فيهبط إلى الدنيا ومعه صور وللصور رأس واحد وطرفان وبين طرف كل رأس منهما ما بين السماء والأرض ، قال : فإذا رأت الملائكة إسرافيل وقد هبط إلى الدنيا ومعه الصور ، قالوا : قد أذن الله في موت أهل الأرض وفي موت أهل السماء.

قال : فيهبط إسرافيل بحظيرة بيت المقدس ويستقبل الكعبة فإذا رأوا أهل الأرض ، قالوا : أذن الله في موت أهل الأرض.

قال : فينفخ فيه نفخة فيخرج الصوت من الطرف الذي يلي الأرض فلا يبقى في الأرض ذو روح إلا صعق ومات ، ويخرج الصوت من الطرف الذي يلي السماوات فلا يبقى في السماوات ذو روح إلا صعق ومات إلا إسرافيل.

قال : فيقول الله لإسرافيل : يا إسرافيل مت فيموت إسرافيل فيمكثون في ذلك ما شاء الله ثم يأمر الله السماوات فتمور ، ويأمر الجبال فتسير وهو قوله : (يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءُ مَوْرًا وَتَسِيرُ الْجِبَالُ سَيْرًا) يعني تبسط وتبدل الأرض غير الأرض يعني بأرض لم يكتسب عليها الذنوب بارزة ليس عليها الجبال ولا نبات كما دحاها أول مرة ويعيد عرشة على الماء كما كان أول مرة مستقلا بعظمته وقدرته.

قال : فعند ذلك ينادي الجبار جلّ جلاله بصوت جهوري يسمع أقطار السماوات والأرضين لمن الملك اليوم ، فلا يجيبه مجيب فعند ذلك ينادي الجبار جلّ جلاله مجيباً لنفسه : لله الواحد القهار وأنا قهرت الخلائق كلهم وأمتهم إني أنا الله لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي ولا وزير وأنا خلقت خلقي بيدي وأنا أمتهم بمشيتي وأنا أحييهم بقدرتي.

قال : فنفخ الجبار نفخة في الصور يخرج الصوت من أحد الطرفين الذي يلي السماوات فلا يبقى في السماوات أحد إلا حي وقام كما كان ويعود حملة العرش ويحضر الجنة والنار ويحشر الخلائق للحساب.

قال فرأيت علي بن الحسين صلوات الله عليهما يبكي عند ذلك بكاء شديداً.

٧٤

(٦)

الحشر

الحشر في اللغة بمعنى الجمع ، والمحشر هو المجمع ، يقال : حشرهم : إذا جمعهم كما يستفاد من كتب اللغة (١).

قال في مجمع البحرين :

«حشر الأجساد عبارة عن جمع أجزاء بدن الميّت وتأليفها بمثل ما كانت ، وإعادة روحه المدبّرة إليه كما كان.

ولا شكّ في إمكانه ووقوعه ، والله قادر على كلّ ممكن ، وعالم بالجزئيّات ، فيعيد الجزء المعيّن للشخص المعيّن» (٢).

وفسّره في المفردات بأنّه :

«إخراج الجماعة عن مقرّهم ... وسمّي يوم القيامة يوم الحشر ، كما سمّي يوم البعث ، ويوم النشر» (٣).

والحشر ممّا ثبت بالدليل العلمي : الكتاب الكريم ، والسنّة المتواترة.

وهو من عقائدنا الحقّة كما أفاده الشيخ الصدوق قدس سره (٤).

__________________

(١) ترتب العين : ج ١ ، ص ٣٨٥ والمحيط : ج ٢ ، ص ٤٢٤ واللسان : ج ٤ ، ص ١٩٠ والتاج : ج ٣ ، ص ١٤١.

(٢) مجمع البحرين : ص ٢٥٢.

(٣) المفردات : ص ١١٩.

(٤) الاعتقادات : ص ٦٤.

٧٥

بل إن إنكاره يوجب الكفر كما أفاده العلّامة المجلسي (١).

فلنستعرض جملة طيّبة من الآيات والأحاديث الدالّة على الحشر.

دليل الكتاب :

١ ـ قوله تعالى :

(رَبَّنَا إِنَّكَ جَامِعُ النَّاسِ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ) (٢).

٢ ـ قوله تعالى :

(إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا وَعْدَ اللَّـهِ حَقًّا إِنَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ بِالْقِسْطِ) (٣).

٣ ـ قوله تعالى :

(وَيَوْمَ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ وَتَرَى الْأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَدًا) (٤).

دليل الأحاديث :

١ ـ حديث أميرالمؤمنين عليه السلام في خطبته المباركة :

«اسمع يا ذا الغفلة والتصريف من ذي الوعظ والتعريف جعل يوم الحشر يوم العرض والسؤال والحباء والنكال ، يوم تقلب إليه أعمال الأنام ، وتحصى فيه جميع الآثام ، يوم تذوب من النفوس أحداق عيونها ، وتضع الحوامل ما في بطونها ، وتعرق من كل نفس وجيبها.

ويحار في تلك الأهوال عقل لبيبها ، إذ نكرت الأرض بعد حسن عمارتها ، وتبدلت بالخلق بعد أنيق زهرتها ، أخرجت من معادن الغيب أثقالها ، ونفضت إلى الله أحمالها ،

__________________

(١) الاعتقادات للعلّامة المجلسي : ص ٤١.

(٢) سورة آل عمران ، الآية ٩.

(٣) سورة يونس ، الآية ٤.

(٤) سورة الكهف ، الآية ٤٧.

٧٦

يوم لا ينفع الحذر إذ عاينوا الهول الشديد فاستكانوا ، وعرف المجرمون بسيماهم فاستبانوا.

فانشقت القبور بعد طول انطباقها ، واستسلمت النفوس إلى الله بأسبابها ، كشف عن الآخرة غطاؤها ، فظهر للخلق أنباؤها ، فدكت الأرض دكاً دكاً ومدت لأمر يراد بها مداً مداً ، واشتد المبادرون إلى الله شداً شداً ، وتزاحفت الخلائق إلى المحشر زحفاً زحفاً ، ورد المجرمون على الأعقاب رداً رداً ، وجد الأمر ويحك يا إنسان جداً جداً ، وقربوا للحساب فرداً فرداً ، وجاء ربك والملك صفاً صفاً ، يسألهم عما عملوا حرفاً حرفاً ، وجيء بهم عراة الأبدان ، خشعاً أبصارهم ، أمامهم الحساب ، ومن ورائهم جهنم ، يسمعون زفيرها ، ويرون سعيرها ، فلم يجدوا ناصراً ولا ولياً يجيرهم من الذلّ ، فهم يعدون سراعاً إلى مواقف الحشر ، يساقون سوقاً.

فالسماوات مطويات بيمينه كطي السجل للكتب ، والعباد على الصراط وجلت قلوبهم ، يظنون أنهم لا يسلمون ولا يؤذن لهم ، فيتكلمون ولا يقبل منهم فيعتذرون ، قد ختم على أفواههم واستنطقت أيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون.

يا لها من ساعةٍ ما أشجى مواقعها من القلوب حين ميز بين الفريقين ، فريق في الجنة وفريق في السعير ، من مثل هذا فليهرب الهاربون ، إذا كانت الدار الآخرة لها فليعمل العاملون» (١).

٢ ـ حديث ياسر الخادم عن الامام الرضا عليه السلام انه قال :

«إن أوحش ما يكون هذا الخلق في ثلاثة مواطن : يوم يولد ويخرج من بطن أمه فيرى الدنيا ، ويوم يموت فيعاين الآخرة وأهلها ، ويوم يبعث فيرى أحكاما لم يرها في دار الدنيا.

__________________

(١) البحار : ج ٧ ، ص ٩٨ ، ب ٥ ، ح ٢.

٧٧

وقد سلم الله عزوجل على يحيى عليه السلام في هذه الثلاثة المواطن وآمن روعته فقال : (وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا) (١).

٣ ـ حديث جميل بن درّاج عن الامام الصادق عليه السلام انه قال :

«إذا أراد الله أن يبعث أمطر السماء على الأرض أربعين صباحاً فاجتمعت الأوصال ونبتت اللحوم.

وقال : أتى جبرئيل رسول الله صلى الله عليه وآله فأخذه فأخرجه إلى البقيع فانتهى به إلى قبر فصوت بصاحبه فقال : قم بإذن الله ، فخرج منه رجل أبيض الرأس واللحية يمسح التراب عن وجهه وهو يقول : الحمد لله والله أكبر ، فقال جبرئيل : عد بإذن الله ؛ ثم انتهى به إلى قبر آخر فقال : قم بإذن الله ، فخرج منه رجل مسود الوجه وهو يقول : يا حسرتاه! يا ثبوراه!

ثم قال له جبرئيل : عد إلى ما كنت بإذن الله ، فقال : يا محمد! هكذا يحشرون يوم القيامة ، والمؤمنون يقولون هذا القول ، وهؤلاء يقولون ما ترى» (٢).

إلى غير ذلك من الأحاديث الشريفة الفائقة على التواتر ممّا تلاحظها في سابع البحار ، فالحشر حق في الجميع حتّى يكون في الحيوانات فانه تحشر حتّى ينتصف لها كما بيّنها في حقّ اليقين : ج ٢ ، ص ١٠١ ، وأشرنا إليها في العقائد الحقّة : ص ٤٥١ ، فلاحظ.

__________________

(١) الخصال : ص ١٠٧ ، ح ٧١.

(٢) البحار : ج ٧ ، ص ٣٩ ، ب ٣ ، ح ٨.

٧٨

(٧)

الميزان

حينما يأتي يوم القيامة ، ويتحقّق الحشر في يوم الطامّة ، يُدعى الناس لحسابهم ، ويتمّ وزن أعمالهم ، حتّى يتبيّن الرابح من الخاسر ، وتجزى كلّ نفسٍ بما كسبت.

والميزان في اللغة فُسّر بأنّه هو :

«كلّ ما يوزن به الأشياء ، وتعرف به مقاديرها ليتوصّل به إلى الانصاف والانتصاف» (١).

واعتقاد الاماميّة رضوان الله عليهم في الميزان أنه حق (٢).

ولا خلاف بين المسلمين في حقيّتها ... فأصل الميزان ممّا لا شكّ فيه ولا شبهة تعتريه وإنكاره كفر ، وإنّما الخلاف في معناه» (٣).

وقد دلّ الكتاب الكريم والحديث المتظافر على وجود الميزان.

أمّا آيات الكتاب الكريم :

١ ـ قوله تعالى :

(وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَـٰئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنفُسَهُم بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ) (٤).

__________________

(١) مرآة الأنوار : ص ٢٢١.

(٢) الاعتقادات للشيخ الصدوق : ص ٧٣.

(٣) حقّ اليقين : ج ٢ ، ص ١٠٩.

(٤) سورة الأعراف ، الآيتان ٨ ـ ٩.

٧٩

٢ ـ قوله تعالى :

(وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَىٰ بِنَا حَاسِبِينَ) (١).

٣ ـ قوله تعالى :

(فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ * وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ) (٢).

وأمّا أحاديث الحجج المعصومين عليهم السلام :

١ ـ الحديث الرضوي الشريف في بيان محض الاسلام وشرايع الدين ، وأنّ منها الايمان بالميزان ، جاء فيه :

«ويؤمن بعذاب القبر ومنكر ونكير والبعث بعد الموت والميزان والصراط» (٣).

٢ ـ حديث هشام بن سالم قال :

سألت أبا عبدالله عليه السلام عن قول الله عزّوجلّ : (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا) (٤) قال : «هم الأنبياء والأوصياء عليهم السلام».

٣ ـ حديث أبي معمّر السعداني عن أميرالمؤمنين عليه السلام جاء فيه :

«وأمّا قوله تعالى (وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا) فهو ميزان العدل ، يؤخذ به الخلائق يوم القيامة ، يدين الله تبارك وتعالى الخلق بعضهم من بعض بالموازين».

إلى غير ذلك من الأحاديث الشريفة التي تثبت حقانيّة الميزان يوم القيامة.

__________________

(١) سورة الأنبياء ، الآية ٤٧.

(٢) سورة القارعة ، الآيات ٦ ـ ١١.

(٣) عيون الأخبار : ج ٢ ، ص ١٢٤ ، ح ١.

(٤) سورة الأنبياء ، الآية ٤٧.

٨٠