لمحات من المعاد

المؤلف:

السيد علي الحسيني الصدر


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: منشورات دليل ما
المطبعة: نگارش
الطبعة: ١
ISBN: 978-964-397-829-7
الصفحات: ١٦٤

هذه درجة محمد صلى الله عليه وآله.

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : فأقبل يومئذ متزرا بريطة من نور علي تاج الملك وإكليل الكرامة وعلي بن أبي طالب أمامي وبيده لوائي وهو لواء الحمد مكتوب عليه لا إله إلا الله محمد رسول الله المفلحون هم الفائزون بالله» (١).

__________________

(١) تفسير القمي : ج ٢ ، ص ٣٢٤.

١٠١

(١١)

الحوض

من مكارم النبي الأمين ومفاخر أميرالمؤمنين في يوم الدين حوض الكوثر وماؤه المعين.

فيسقون منه أوليائهم ويروون منه شيعتهم في يوم الظمأ الأكبر (١) والحرّ الأهجر كما سيأتي في أحاديثه ويذاد عنه أعداؤهم كما في الأحاديث المتفق عليها بين الطرفين (٢).

قال الشيخ الصدوق :

«اعتقادنا في الحوض أنّه حقّ ، وأنّ عرضه من بين أيلة وصنعاء (٣) وهو حوض النبي صلى الله عليه وآله وان الوالي عليه يوم القيامة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، يسقى منه أولياؤه ، ويذود عنه أعداءه ، ومن شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً».

أمّا دليله من الكتاب :

__________________

(١) الظمأ : شدّة العطش ، وهذه الشدّة تكون أشدّ يوم القيامة في تلك الصحراء الحارّة والعرق الشديد ، بحيث يلجمهم العرق وتشتدّ أنفاسهم من شدّة الحرّ ، فيكون العطش الشديد والظمأ الأكبر.

(٢) تلخيص الشافي : ج ٢ ، ص ٢٤٩ والبحار : ج ٨ ، ص ٢٧.

(٣) أيلة : بالفتح ، مدينة على ساحل بحر قُلزم ـ يعني البحر الأحمر ـ ، وقيل هي آخر الحجاز وأوّل الشام [معجم البلدان : ج ١ ، ص ٢٩٢].

صنعاء : المدينة المعروفة في اليمن [معجم البلدان : ج ٣ ، ص ٤٢٦].

بُصرى : موضع بالشام من أعمال دمشق ، وهي قصبة حوران المشهورة عند العرب [معجم البلدان : ج ١ ، ص ٤٤١].

١٠٢

قوله تعالى :

(إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) (١).

وقد فُسّر الكوثر بحوض النبي الكوثر الذي يكثر عليه الناس يوم القيامة ، وبمعنى نهر في الجنّة ، وبمعنى كثرة النسل والذريّة التي ظهرت في نسله من وُلد فاطمة الزهراء عليها السلام حتّى لا يُحصى عددهم واتّصل إلى يوم القيامة مددهم (٢).

إلى سائر المعاني الثمانية التي تلاحظها في تفسيره (٣).

ثمّ قال : «واللفظ يحتمل للكل فيجب أن يُحمل على جميع ما ذكر من الأقوال فقد أعطاه الله سبحانه وتعالى الخير الكثير في الدنيا ، ووعده الخير الكثير في الآخرة».

وأمّا دليله من السنّة :

فأحاديث متظافرة منها :

١ ـ حديث محمّد بن عيسى بن زكريا بسنده عن الامام الصادق عن آبائه المعصومين عليهم السلام انه قال :

«قال رسول الله صلى الله عليه وآله لمحبينا أهل البيت : ستجدون من قريش أثرة فاصبروا حتّى

__________________

(١) سورة الكوثر ، الآية ١.

(٢) ولا منافاة أن يُراد بالكوثر الذي أعطاه الله لرسوله صلى الله عليه وآله هو حوض الكوثر الذي هو من مصاديق الخير الكثير الذي يُروى الناس في ذلك اليوم العسير مع الخيرات الكثيرة الاُخرى ، كالبركة في نسله من الصديقة الطاهرة سلام الله عليها التي بارك الله فيها وفي ذريّتها بالرغم من قصر عمرها ، وبالرغم من كثرة شهادة ذريّتها بحيث لم يبق لها يوم عاشوراء من الامام الحسن عليه السلام إلّا الحسن المثنى جريحاً ، ولم يبق لها من الامام الحسين إلّا الامام السجاد عليهما السلام عليلاً ، وبالرغم من ذلك بورك في ذريّتها بحيث صاروا يبلغ في أنحاء العالم (٣٥,٠٠٠,٠٠٠) كما ذكره في فاطمة الزهراء من المهد إلى اللحد : ص ٨٧ ، ولم يبق من بني أميّة من يُعبأ به بالرغم مع انه كان يهتزّ لهم في عهد يزيد ألف مهد لأطفالهم كما ذكره التاريخ.

(٣) مجمع البيان : ج ١٠ ، ص ٥٤٩ والكشاف : ج ٤ ، ص ٨٠٧.

١٠٣

تلقوني على الحوض ، شرابه أحلى من العسل ، وأبيض من اللبن ، وأبرد من الثّلج ، وألين من الزبد وأنتم الذين وصفكم الله في كتابه : (يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ) إلى قوله : (وَلَا يُنزِفُونَ) (١).

٢ ـ حديث عبدالرحمن بن قيس الرحبي عن أميرالمؤمنين عليه السلام جاء فيه :

«حدثني خليلي رسول الله صلى الله عليه وآله أنّي أرد أنا وشيعتي الحوض رواء مرويين مبيضة وجوههم ، ويرد عدونا ظماء مظمئين مسودة وجوههم.

خذها إليك قصيرة من طويلة أنت مع من أحببت ولك ما اكتسبت» (٢).

٣ ـ حديث الأربعماءة الشريفة الذي ورد فيه :

«أنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله ومعي عترته على الحوض ، فمن أرادنا فليأخذ بقولنا ، وليعمل بعملنا ، فإن لكل أهل بيت نجيب ولنا شفاعة ولأهل مودّتنا شفاعة.

فتنافسوا في لقائنا على الحوض ، فإنا نذود عنه أعداءنا ونسقي منه أحباءنا وأولياءنا.

ومن شرب منه شربة ، لم يظمأ بعدها أبدا.

حوضنا مترع فيه مثعبان (مثقبان) ينصبان من الجنة أحدهما من تسنيم ، والآخر من معين.

علي حافتيه الزعفران ، وحصاة اللؤلؤ والياقوت ، وهو الكوثر» (٣).

٤ ـ حديث المفضّل الجعفي عن الامام الصادق عن آبائه عليهم السلام ، عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال :

«من أراد أن يتخلص من هول القيامة فليتول وليي ، وليتبع وصيي وخليفتي من

__________________

(١) تفسير فرات الكوفي : ص ٤٦٦ ، ح ٦١٠.

(٢) الأمالي للشيخ الطوسي : ص ١١٥ ، ح ١٧٩.

(٣) الخصال : ص ٦٢٤ ، ح ١٠.

١٠٤

بعدي علي بن أبي طالب ، فإنه صاحب حوضي يذود عنه أعداءه يسقي أولياءه ، فمن لم يسق منه لم يزل عطشانا ولم يرو أبدا ، ومن سقي منه شربة لم يشق ولم يظمأ أبدا» (١).

٥ ـ حديث عبدالله بن عبّاس قال :

«لما نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله (إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ) قال له علي بن أبي طالب : ما هو الكوثر يا رسول الله؟ قال : نهر أكرمني الله به.

قال علي : إن هذا النهر شريف فانعته لنا يا رسول الله.

قال : نعم يا علي ، الكوثر نهر يجري تحت عرش الله تعالى ، ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل ...

ثم ضرب رسول الله صلى الله عليه وآله يده في جنب علي أميرالمؤمنين عليه السلام وقال : يا علي إن هذا النهر لي ولك ولمحبيك من بعدي» (٢).

إلى غير ذلك من الأحاديث الفائقة على حدّ التواتر بل الواردة من طريق الفريقين تلاحظها من الخاصّة في البحار : ج ٨ ، ص ١٦ الى ص ٢٩ ، ومن العامّة في احقاق الحقّ : ج ٩ ، ص ٤١٢ ، وج ٥ ، ص ٧٥ ، فلاحظ.

__________________

(١) البحار : ج ٨ ، ص ١٩ ، ب ٢٠ ، ح ٥.

(٢) أمالي الشيخ الطوسي : ص ٦٩ ، ح ١٠٢.

١٠٥

(١٢)

الشفاعة

من أسمى الدرجات وأزهى المقامات ، الثابتة لأهل بيت العصمة النبي والعترة عليهم السلام في يوم القيامة هو مقام شفاعتهم للمؤمنين عند ربّ العالمين.

والشفاعة هي :

«السؤال في التجاوز عن الذنوب والجرائم» (١).

أكرم الله تعالى أهل البيت عليهم السلام بمنحهم هذا المقام الحميد ، والعطاء السعيد ، الذي ينبىء عن تكريم الله تعالى لهم ، وتقديره عزّ اسمه لجهودهم.

والشفاعة هذه من الحقائق الثابتة بقطعي الكتاب ، ومتواتر السنة ، واجماع الأمة ، والحكم العقلي.

وهي من العقائد الحقّة والضروريّات الاسلاميّة التي يلزم الاعتقاد بها ، ويكون انكارهم موجباً للخروج عن الايمان بل مساوقاً للكفر ، ومؤدّياً إلى سخط الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله والحرمان من الشفاعة.

قال الشيخ الصدوق :

«اعتقادنا في الشفاعة انها لمن ارتضى الله دينه من أهل الكبائر والصغائر ، والشفاعة لا تكون لأهل الشك والشرك ، ولا لأهل الكفر والجحود ، بل تكون للمذنبين من أهل التوحيد» (٢).

__________________

(١) مجمع البحرين : ص ٣٨٣.

(٢) الاعتقادات للصدوق : ص ٦٦.

١٠٦

وقال السيّد شبّر :

«لا خلاف بين المسلمين في ثبوت الشفاعة لسيّد المرسلين في أمّته ، بل في سائر الأمم الماضية ، بل ذلك من ضروريّات الدين» (١).

ففي حديث عيون الأخبار :

«من لم يؤمن بحوضي فلا أورده الله حوضي ، ومن لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي» (٢).

وفي حديث البحار عن الامام أميرالمؤمنين عليه السلام انه قال :

«من لم يؤمن بحوضي فلا أورده الله حوضي ، ومن لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي» (٣).

وليست هي من عقائد الشيعة فحسب بل هي حتّى من مذهب العامّة كما صرّح به النووي في شرح صحيح البخاري حيث قال :

«قال القاضي عياض : مذهب أهل السنّة جواز الشفاعة عقلاً ووجوبها سمعاً ... وأجمع السلف الصالح من أهل السنة عليها» (٤).

وقال الفخر الرازي في تفسيره :

«احتجّ أصحابنا بهذه الآية ـ يعني قوله تعالى ولا يشفعون إلّا لمن ارتضى ـ على أنّ شفاعة محمّد صلى الله عليه وآله في أصحاب الكبائر مقبولة يوم القيامة» (٥).

فمن العجيب بعد ذلك أن يدّعى فريد وجدي بأنّ الشفاعة من عقائد الوثنيّة (٦).

__________________

(١) حقّ اليقين : ج ٢ ، ص ١٣٤.

(٢) عيون الأخبار : ج ٢ ، ص ٦٥ ، ح ٢٩٢.

(٣) البحار : ج ٨ ، ص ٣٧ ، ح ١٣.

(٤) حكاه في البحار : ج ٨ ، ص ٣٤.

(٥) التفسير الكبير : ج ٣ ، ص ١٨١.

(٦) دائرة المعارف فريد وجدي : ج ٥ ، ص ٤٠٢.

١٠٧

وللأسف أن المؤلّف مع أنه يعد نفسه من أهل التحقيق كأنّه لم يقرأ القرآن ولم يراجع السنّة المرويّة حتى عن طريقهم ، ولم يلاحظ كلمات أعلامهم ، مع أنّ الأدلّة الأربعة متطابقة على ثبوت الشفاعة ...

ففي القرآن الكريم آيات ثلاثة صرّحت بالشفاعة وهي قوله تعالى :

(لَّا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَـٰنِ عَهْدًا) (١).

وقوله تعالى :

(يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَـٰنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا) (٢).

وقوله تعالى :

(وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَىٰ) (٣).

وفي السنّة مضافاً إلى ما يزيد على ٢٠٠ حديث من طرق الشيعة سيأتي بعضها ، وردت أحاديث متواترة ما يقارب ٤٠ حديثاً من طرق السنة في اثبات الشفاعة تلاحظها في كنز العمّال : ج ١٤ ، ص ٣٩٠.

وقد جاءت أحاديث العامّة في الشفاعة في معتبرات كتبهم مثل :

صحيح البخاري : ج ٢ ، ص ١٣٠ ، وصحيح مسلم : ج ١ ، ص ١١٦ ، ومسند أحمد بن حنبل : ج ١ ، ص ٤ ، وسنن الترمذي : ج ٤ ، ص ٤٣ ، وموطّأ مالك بن أنس : ج ١ ، ص ٢١٤ ، وسنن النسائي : ج ٤ ، ص ٧٥ ، وسنن أبي داود : ج ٤ ، ص ١٣٤ ، وسنن الدارمي : ج ١ ، ص ٣٢٣ ، ومجمع الزوائد للهيثمي : ج ١ ، ص ١٦٩ ، ومستدرك الحاكم النيسابوري : ج ١ ، ص ١٥.

فالشفاعة من حيث دليل السنّة ثابتة بطريق الفريقين.

__________________

(١) سورة مريم ، الآية ٨٧.

(٢) سورة طه ، الآية ١٠٩.

(٣) سورة الأنبياء ، الآية ٢٨.

١٠٨

ومن الاجماع ما عرفته وتقدّم ذكره عن الخاصّة والعامّة مع تصديق ٤٠ عالم منهم ذكرهم في الغدير ج ٥ ، ص ٩٣.

ومن حكم العقل حكمه بحسن الشفاعة بل لزومها من حيث :

١ ـ عفو الله تعالى عن المؤمنين وهو احسان إليهم والاحسان حسن.

٢ ـ تكريم أهل البيت عليهم السلام لقاء جهادهم وجهودهم «لأجل عين ألف عين تكرم».

٣ ـ وعد الله تعالى الشفاعة لنبيّه والله لا يخلف وعده (وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ).

ونحن قد أفردنا كتاباً مستقلّاً جامعاً في بيان مقام شفاعة النبي والعترة في الآخرة مضافاً إلى مقام استشفاعهم في الدنيا ، وفصلنا الأدلّة الأربعة الدالّة على شفاعة أهل البيت عليهم السلام.

١ ـ بآيات القرآن الكريم.

٢ ـ الأحاديث الفائقة على التواتر من الفريقين.

٣ ـ الاجماع الثابت الذي ذكره علماء الخاصّة والعامّة.

٤ ـ حكم العقل بحسن الشفاعة المبتنية على عفو الله تعالى وكرامة أولياءه.

فراجع بيان السبيل وتفصيل الدليل في كتابنا (دروس في الشفاعة والاستشفاع) الا أنّا نضيف هنا ثلّة زاهرة من الأحاديث الباهرة المبيّنة لشفاعة النبي والعترة الطاهرة عليهم السلام بأنه مقامٌ موعودٌ لهم ، وموفّى لحضراتهم ، لا رادّ لها ولا شكّ فيها.

من ذلك :

١ ـ حديث ابن عبّاس عن رسول الله صلى الله عليه وآله انه قال :

«أعطيت خمساً لم يعطها أحد قبلي : جعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً ، ونصرت

١٠٩

بالرعب ، وأحل لي المغنم ، وأعطيت جوامع الكلم ، وأعطيت الشفاعة» (١).

٢ ـ حديث العيون عن الامام الرضا عليه السلام عن آباءه الطاهرين عليهم السلام :

عن أميرالمؤمنين عليه السلام قال :

«قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إذا كان يوم القيامة ولينا حساب شيعتنا ، فمن كانت مظلمته فيما بينه وبين الله عزّوجلّ حكمنا فيها فأجابنا ، ومن كانت مظلمته بينه وفيما بين الناس استوهبناها فوهبت لنا ، ومن كانت مظلمته فيما بينه وبيننا كنا أحقّ من عفا وصفح» (٢).

٣ ـ حديث أبي بصير عن الامام الصادق عليه السلام في قوله : (لَّا يَمْلِكُونَ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنِ اتَّخَذَ عِندَ الرَّحْمَـٰنِ عَهْدًا) (٣) ، قال عليه السلام :

«لا يشفع ولا يشفع لهم ولا يشفعون إلّا من اتخذ عند الرحمن عهدا إلا من أذن له بولاية أميرالمؤمنين والأئمة من بعده فهو العهد عند الله» (٤).

٤ ـ حديث القلانسي عن الامام الصادق عليه السلام عن آبائه الطاهرين عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال :

«إذا قمت المقام المحمود تشفعت في أصحاب الكبائر من أمتي فيشفعني الله فيهم ، والله لا تشفعت فيمن آذى ذريتي» (٥).

٥ ـ حديث جابر المفصل عن الامام الباقر عليه السلام : في فضل سيّتنا فاطمة الزهراء عليها السلام يوم القيامة ، جاء فيه :

__________________

(١) الخصال : ص ٢٩٢ ، ح ٥٦.

(٢) عيون الأخبار : ج ٢ ، ص ٦٥ ، ح ٢٩٢.

(٣) سورة مريم ، الآية ٨٧.

(٤) البحار : ج ٨ ، ص ٣٦ ، ب ٢١ ، ٩.

(٥) البحار : ج ٨ ، ص ٣٧ ، ب ٢١ ، ح ١٢.

١١٠

«... فيقول الله يا بنت حبيبي ارجعي فانظري من كان في قلبه حب لك أو لأحد من ذريتك خذي بيده فأدخليه الجنّة».

«والله يا جابر إنها ذلك اليوم لتلتقط شيعتها ومحبّيها كما يلتقط الطّير الحب الجيد من الحب الرديء ...» (١).

وهناك تواتر الحديث في الشفاعة حتّى من طرق العامّة في صحاحهم ومسانيدهم كما تراها مجموعة في كتاب ينابيع الحكمة ج ٣ ، ص ٣٠٨ إلى ص ٣١٧.

__________________

(١) البحار : ج ٨ ، ص ٥١ ، ب ٢١ ، ح ٥.

١١١

(١٣)

الصراط

الصراط : بالصاد ، وهي اللغة الفصيحة ، وهو في معناه اللغوي فُسّر بالطريق (١).

ولذلك سمى الدين الحق صراطاً لأنه يؤدّي لمن يسلكه إلى الجنّة ، فهو طريقٌ إليها (٢).

ولذلك أيضاً سمّى القرآن ، وولاية أميرالمؤمنين ، ومعرفة الأئمّة ، ومعرفة الامام المهدي عليه السلام صراطاً (٣). (٤) فانّها الطرق إلى الجنّة.

والصراط في معناه الآخر هو جسرٌ على جهنّم ، يمرّ عليه الخلق فيصل إلى الجنّة بعضهم ويتردّى في النار آخرون.

قال الشيخ الصدوق :

«اعتقادنا في الصراط أنه حق وأنه جسر جهنم وأن عليه ممر جميع الخلق ، قال الله عزّوجلّ : (وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا) (٥).

والصراط في وجه آخر اسم حجج الله فمن عرفهم في الدنيا وأطاعهم ، أعطاه الله جوازا على الصراط الذي هو جسر جهنم يوم القيامة.

__________________

(١) مجمع البحرين : ص ٣٦٤.

(٢) مجمع البحرين : ص ٣٦٤.

(٣) لاحظ باب أنّ أميرالمؤمنين عليه السلام هو السبيل والصراط والميزان في القرآن بأحاديثه الخمسة والعشرين في بحار الأنوار : ج ٣٥ ، ص ٣٦٣ ، ب ١٦ ، الأحاديث.

(٤) مرآة الأنوار : ص ١٤٢.

(٥) سورة مريم ، الآية ٧١.

١١٢

وقال النبي العظيم صلى الله عليه وآله لأميرالمؤمنين عليه السلام :

«يا علي إذا كان يوم القيامة أقعد أنا وأنت وجبرئيل على الصراط فلا يجوز على الصراط إلّا من كانت معه براءة بولايتك» (١).

وأضاف السيّد شبّر :

«الفصل الثالث عشر : في الصراط ، وهو من ضروريّات الدين ، لا خلاف فيه بين أحد من المسلمين ، والآيات فيه متظافرة ، والأخبار به متواترة» (٢).

وأفاد العاملي :

«اطاعة الله ورسوله والأئمّة عليهم السلام في الدنيا هو الصراط المستقيم والصراط السويّ والصراط الحميد ... وأمّا الصراط بمعنى جسر جهنم فهو النافع يوم القيامة لمن يكون في الدنيا على الصراط بالمعنى الأوّل» (٣).

ففي القرآن الكريم :

١ ـ أمّا صراط الدنيا ففي قوله تعالى :

(وَإِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّرَاطِ لَنَاكِبُونَ) (٤).

وفد فسّر الصراط فيه بالامام عليه السلام ، وولاية أهل البيت عليهم السلام (٥).

٢ ـ وأمّا صراط الآخرة ففي قوله تعالى :

(إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) (٦).

__________________

(١) الاعتقادات : ص ٧٠.

(٢) حقّ اليقين : ج ٢ ، ص ١٤٠.

(٣) مرآة الأنوار : ص ٣٤٢.

(٤) سورة المؤمنون ، الآية ٧٤.

(٥) كنز الدقائق : ج ٩ ، ص ٢٠٢.

(٦) سورة الفجر ، الآية ١٤.

١١٣

فقد فسّر المرصاد في الحديث بالقنطرة التي على الصراط لا يجوزها عبد بمظلمة عبد (١).

في الأحاديث :

١ ـ حديث السكوني عن الامام الصادق عن آباءه عليهم السلام عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنّه قال : «أثبتكم قدماً على الصراط أشدكم حباً لأهل بيتي» (٢).

٢ ـ حديث المفضل الجعفي قال :

«سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الصراط ، فقال : هو الطريق إلى معرفة الله عزّوجلّ وهما صراطان صراط في الدنيا وصراط في الآخرة.

فأمّا الصراط الذي في الدنيا فهو الإمام المفروض الطاعة ، من عرفه في الدنيا واقتدى بهداه مرّ على الصراط الذي هو جسر جهنم في الآخرة ، ومن لم يعرفه في الدنيا زلت قدمه عن الصراط في الآخرة فتردى في نار جهنم» (٣).

٣ ـ الخطبة الغرّاء حديث النهج الشريف الذي ورد فيه :

«واعلموا أن مجازكم على الصراط ، ومزالق دحضه ، وأهاويل زللـه ، وتارات أهواله ...» (٤).

٤ ـ حديث أنس عن أبيه عن جدّه عن النبي صلى الله عليه وآله قال :

«إذا كان يوم القيامة ونصب الصراط على جهنم لم يجز عليه إلّا من كان معه جواز فيه ولاية علي بن أبي طالب عليه السلام وذلك قوله : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ) يعني عن ولاية

__________________

(١) الكنز : ج ١٤ ، ص ٢٦٩.

(٢) فضائل الشيعة : ص ٥ ، ص ٣.

(٣) معاني الأخبار : ص ٣٢ ، ح ١.

(٤) نهج البلاغة : الخطبة ٨٠ ، ج ١ ، ص ١٣٨ من الطبعة المصريّة.

١١٤

علي بن أبي طالب عليه السلام» (١).

٥ ـ حديث محمّد بن الفضيل الرزقي ، عن الامام الصادق عليه السلام عن آبائه عليهم السلام عن علي عليه السلام انه قال :

«فلا أزال واقفاً على الصراط أدعو وأقول : رب سلم شيعتي ومحبي وأنصاري ومن توالاني في دار الدنيا» (٢).

٦ ـ حديث الثمالي عن الامام الباقر عليه السلام عن أبائه عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لعلي عليه السلام : «ما ثبت حبك في قلب امرئٍ مؤمن فزلت به قدم على الصراط إلا ثبتت له قدم حتى أدخله الله بحبك الجنّة» (٣).

__________________

(١) أمالي الشيخ الطوسي : ص ٢٩٠ ، ح ٥٦٤.

(٢) البحار : ج ٨ ، ص ٦٩ ، ب ٢٢ ، ح ١٥.

(٣) البحار : ج ٨ ، ص ٦٩ ، ب ٢٢ ، ح ١٧.

١١٥

(١٤)

الجنّة والنار

نقطة النهاية ومركز الغاية لامتحان الدنيا وعقبات الآخرة هي : الجنّة ونعيمها للمؤمنين من الخلق حيث خلقهم الله تعالى ليرحمهم ، والنار وجحيمها لغير المؤمنين من الخلق الذين اختاروا الكفر والعصيان لأنفسهم.

فتمّت الكرامة للطائفة الاولى. (وَنُودُوا أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ).

وتحقق جزاء العذاب للطائفة الثانية ، (ثُمَّ قِيلَ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ذُوقُوا عَذَابَ الْخُلْدِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلَّا بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ).

وحقيقة الجنّة والنار ممّا دلّت عليها :

أوّلاً : الآيات المتظافرة في (١٤٥) آية كريمة.

ثانياً : الأحاديث المتواترة التي جاء منها في كتاب البحار فقط ٢١٥ حديثاً في الجنّة و١٠٢ حديثاً في النار والمجموع ٣١٧ حديثاً.

ثالثاً : اجماع المسلمين.

رابعاً : ضروري الدين الموجب للاعتقاد الحق اليقين.

قال الشيخ الصدوق :

«إعتقادنا في الجنّة انّها دار البقاء ، ودار السلامة ، لاموت فيها ، ولا هرم ، ولا سقم ، ولا مرض ، ولا آفة ، ولا زوال ، ولا زمانة ، ولا غم ولاهم ، ولاحاجة ولا فقر ...

واعتقادنا في النار انها دار الهوان ، ودار الانتقالم من أهل الكفر والعصيان ...

واعتقادنا في الجنة والنار أنّهما مخلوقتان ...

١١٦

واعتقادنا ان بالثواب يخلد أهل الجنّة في الجنّة ، وبالعقاب يخلد أهل النار في النار ...» (١).

وقال العلّامة المجلسي :

«اعلم أنّ الايمان بالجنّة والنار على ما وردتا في الآيات والأخبار من غير تأويل ، من ضروريّات الدين ، ومنكرهما أو مؤلّهما بما أوّلت به الفلاسفة خارج عن الدين» (٢).

وقال السيّد شبّر :

«يجب الايمان بالجنّة والنار الجسمانيّتين على نحو ما تكاثرت به الآيات المتظافرة والأخبار المتواترة ، وذلك من ضروريّات الدين ، لم يخالف فيه أحد من المسلمين.

ومن أنكر وجودهما مطلقاً كالملاحدة ، أو أوّلهما بما يأتي كالفلاسفة فلا ريب في كفره» (٣).

فعقيدة الجنّة والنار يقينيّة ، وقد دلّت عليها الأدلّة القطعيّة ، وأنّهما الآن مخلوقتان.

هذا وقد تقدّم في أوّل الكتاب انّ المعاد بالجسم والروح معاً فيكون دخول الجنّة والنار بالجسم والروح أيضاً.

ولا يصحّ ما قال به الفلاسفة من كون درك الثواب والعقاب بالروح فقط كعالم النوم واحساس اللذة والألم من المنام.

فكيف يتناسب هذا مع قوله تعالى : (طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ) وقوله تعالى : (أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ) هل يكون هذا من المنام؟!

كما انه سيأتي في آخر هذا الفصل الاستدلال على أنّ الجنّة والنار كلتيهما دار الخلود ، فتكون الجنّة والنار كلتاهما خالدتين لأهلهما يعني خلود الجنّة للمؤمنين باللذّة والثواب

__________________

(١) الاعتقادات : ص ٧٦.

(٢) البحار : ج ٨ ، ص ٢٠٥.

(٣) حقّ اليقين : ج ٢ ، ص ١٤٥.

١١٧

وخلود الكافرين والمخالفين بالعذاب والعقاب فلا يصحّ دعوى انقلاب العذاب الى العذب كما ادّعاه بعض المنحرفين.

فلنبدأ أوّلاً بأدلّة اثبات الجنّة والنار من الكتاب والسنّة.

ثمّ نذكر أدلّة الخلود في الجنان أو النيران ، وكيفيّة النعيم المقيم ، أو العذاب الأبدي الأليم.

ثمّ نختم الكلام بما يناسب المقام كذكر الأعراف.

فالمباحث ثلاثة والله المستعان وعليه التكلان.

المبحث الأوّل : اثبات الجنّة والنار

اثبات الجنّة والنار من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة :

أمّا الجنّة :

١ ـ في القرآن الكريم :

وأدلّة الجنّة في القرآن الحكيم في غاية الكثرة وكذلك في سنّة الهداة المعصومين.

وكيف يمكن توصيف نعيمها وقد أخبر الله تعالى عنها بقوله :

(فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ) وأخبر عنه المعصوم عليه السلام بحديثه : «فيها ما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر» وهل يمكن درك حقيقة وغاية وكُنه ذلك النعيم.

فهو نظير أن يبين للطفل في بطن أُمّه ـ لو كان رابطة للانسان معه ـ لذائذ الأطعمة الشهيّة ، والأوراد الزاهية ، ونسيم الربيع ، ومناظر البحر الوسيع ، وجمال الطبيعة وآفاق الحقيقة في هذا العالم الذي لم يخرج إليه الطفل.

كم يدرك الطفل منها اذا كان يدرك؟

هكذا أدراكنا لما يكون في العالم الآخر ، ففي جنّتها نعيم يوصف ولكن لا يدرك كنهه.

١١٨

وكذلك ما يقابله من عذاب جهنّم وحميمها ولظاها وعقابها وآلامها هي فوق مستوى ان يدرك الانسان حقيقتها وكنهها اذ هي فوق مستوى المقياس الدنيوي.

والآيات المباركة في ذكر الجنّة التي ثبتت الجنة ضمن توصيفها كثيرة نختار منها باقة عطرة مثل :

١ ـ قوله تعالى :

(وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا قَالُوا هَـٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (١).

٢ ـ قوله تعالى :

(وَعَدَ اللَّـهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوَانٌ مِّنَ اللَّـهِ أَكْبَرُ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (٢).

٣ ـ قوله تعالى :

(وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَـٰئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ (٢٢)

جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) (٣).

٤ ـ قوله تعالى :

(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا * خَالِدِينَ فِيهَا لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا) (٤).

__________________

(١) سورة البقرة ، الآية ٢٥.

(٢) سورة التوبة ، الآية ٧٢.

(٣) سورة الرعد ، الآيات ٢٢ ـ ٢٤.

(٤) سورة الكهف ، الآيتان ١٠٧ ـ ١٠٨.

١١٩

٥ ـ قوله تعالى :

(الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ * ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ * لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِّنْهَا تَأْكُلُونَ).

لاحظ البيان في الكنز (١).

وأمّا النار :

فأدلّتها كثيرة وفيرة أيضاً في كتاب الله تعالى ، فلنذكر منها نبذة :

والآيات الشريفة في ذكر النار كثيرة أيضاً ممّا تثبت النار بتوصيفها وبيان أهلها ، نختار منها عظة نافعة :

١ ـ قوله تعالى :

(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَن تُغْنِيَ عَنْهُمْ أَمْوَالُهُمْ وَلَا أَوْلَادُهُم مِّنَ اللَّـهِ شَيْئًا وَأُولَـٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) (٢).

٢ ـ قوله تعالى :

(إِنَّ اللَّـهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا) (٣).

٣ ـ قوله تعالى :

(إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ أَنَّ لَهُم مَّا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لِيَفْتَدُوا بِهِ مِنْ عَذَابِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَا تُقُبِّلَ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (٤).

٤ ـ قوله تعالى :

__________________

(١) كنز الدقائق : ج ١٢ ، ص ٩٦.

(٢) سورة آل عمران ، الآية ١١٦.

(٣) سورة النساء ، الآية ١٤٠.

(٤) سورة المائدة ، الآية ٣٦.

١٢٠