فلاح السائل

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

فلاح السائل

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٩٤

أو فرض غيرها مضيق الاوقات فيبدء بالفريضة الا ان يخاف على الميت من التغيير فيبدء على ساير الحالات والطهارة للصلوة على الميت اكمل واخر الصفوف افضل.

فإذا وضع الميت للصلوة عليه فيجعل رأسه مما يلى يمين الذى يصلى عليه ورجلاه مما يلى يسار المصلى عليه ويتقدم الامام فيخلع نعليه ويقف للرجل عند وسطه وللمرئة عند صدرها ويقصد المصلى انه يصلى على هذا الميت واجبا لوجه وجوبه يعبد الله جل جلاله بذلك لانه اهل العبادة.

ويكبر تكبيرة يرفع بها يديه ويكبر الذى ورائه بتكبيره فيقول الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله.

ثم يكبر ثانية فيقول الله اكبر اللهم صل على محمد وآل محمد وبارك على محمد وآل محمد وارحم محمدا وآل محمد كافضل ما صليت وباركت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد. ثم يكبر ثالثة فيقول الله اكبر اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات الاحياء منهم والاموات وتابع بيننا وبينهم بالخيرات انك مجيب الدعوات انك على كل شئ قدير.

ثم يكبر رابعة فيقول الله اكبر اللهم عبدك وابن عبدك نزل بك وانت خير منزول به اللهم انا لا نعلم منه الا خيرا وانت اعلم به منا اللهم ان كان محسنا فزد في احسانه وان كان مسيئا فتجاوز عنه واحشره مع من كان يتولاه من الائمة الطاهرين وارحمنا إذا صرنا إلى ما صار إليه برحمتك يا ارحم الراحمين ويبالغ في الدعاء بحسب ما يفتح على

٨١

خاطره من اكرم الاكرمين.

ثم يكبر الخامسة فيقول الله اكبر العفو العفو ويقف على حاله حتى ترفع الجنازة ثم ينصرف بخشوعه واقباله ذاكر الله وانه كذا يكون في وفاته وانتقاله.

وان كان الميت عدوا لله جل جلاله وقد حضر تقية فيدعوا بعد التكبيرة الرابعة بما يكون اقرب إلى المراضى الالهية. وان كان الميت مستضعفا قال بعد التكبيرة الرابعة اللهم اغفر للذين تابوا واتبعو سبيلك وقهم عذاب الجحيم.

وان كان لا يعرف هل هو عدو لله جل جلاله أو ولى لله جل جلاله فيقول بعد التكبيرة الرابعة اللهم هذه نفس انت احييتها وانت امتها وانت اعلم بسرها وعلانيتها فاحشرها مع من تولت.

وان كان الميت دون البلوغ فيقول بعد التكبيرة الرابعة اللهم اجعله لنا ولابويه فرطا.

ذكر التعزية روى غياث بن ابراهيم في كتابه باسناده عن مولينا على عليه السلام انه قال التعزية مرة واحدة قبل ان يدفن وبعد ما يدفن ثم يعزى اهل الميت بما يفتحه الله جل جلاله من اسباب الاعتبار والاخبار ومن احسن ما وقفت عن الصادق صلوات الله عليه في التعزية انه قال ما معناه ان كان هذا الميت قد قربك موته من ربك أو باعدك عن ذنبك فهذه ليست مصيبة ولكنها رحمة وعليك نعمة وان كان ما وعظك ولا باعدك عن ذنبك ولا قربك من ربك فمصيبتك بقساوة قلبك اعظم من مصيبتك بميتك ان كنت عارفا بربك.

ومما يقال في العزاء ان الله جل جلاله قد بذل على الصبر والرضا

٨٢

بالمصايب ما هو اعظم من بقاء الاحياء فالعاقل يرغب في ارجح المواهب والمناقب فقال جل جلاله الذين إذا اصابتهم مصيبة قالوا انا لله وانا إليه راجعون اولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة واولئك هم المهتدون وكفى في التعزية عند العارفين انه من تدبير ارحم الراحمين واكرم الاكرمين الذى لايتهم في تدبيره وشفقته على المحسنين ولا على المسيئين ولعل لو كشف لاهل الاموات ما في باطن ذلك من المصالح والسعادات لسئل الميت ولسئل ايضا اهله تعجيل الحادثات على كل حال ولكان إذا لم يمت وتأخرت تلك المصالح والعنايات يبكون ابلغ مما بكوا عليه عند الممات.

والمهم عند ذوى الالباب وموت القلوب وموت صفة من صفات كمال الانسان واما موت الابدان ونقلها من دار تقلب الازمان فذلك سعادة وزيادة مع سلامة الاديان.

ثم يحمل الميت إلى محل خلوته بمالك امره ووحدته ووحشته في حفرته وقبره.

ذكر صفة دفن الاموات إذا وصل الحاملون للميت إلى مضاجعة الثرى ومجاورة اهل القبور من الورى والمنزل الذى يهجره فيه الاهل والاخوان ويخذله الاعوان والجيران ويقيم فيه وحيد وفريدا طريدا بعيدا.

تنزل جنازة الرجل مما يلى رجلى قبره وتقدم إلى شفير القبر في ثلث دفعات فقد روى ان روحه تستعد بذلك لما يلقاه من السؤال والامور الهايلات.

وان كانت جنازة امرئة تركت قدام قبرها مما يلى القبلة ثم

٨٣

ينزل إلى القبر ولى الميت أو من يأمر وليه ويكون نزوله من عند رجلى القبر حافيا مكشوف الرأس ويتناول الميت يبدء برأسه باكرام واحترام ويتذكر انه بعين الله جل جلاله وهو وكيل الميت فيهذا المقام ويقول إذا نزله اللهم اجعلها روضة من رياض الجنة ولا تجعلها حفرة من حفر النار ويقول بسم الله وبالله وفى سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله اللهم ايمانا بك وتصديقا بكتابك هذا ما وعد الله ورسوله وصدق الله ورسوله اللهم زدنا ايمانا وتسليما ثم يسلمه إلى الله جل جلاله ويستودعه لله جل جلاله ويلقيه القاء المستسلم بين يدى الله جل جلاله ويقول في تسليمه وايداعه بحسب ما يفتحه الله جل جلاله على قلبه وكلامه.

ثم يضجعه على جانبه الايمن ويستقبل به القبلة ويحل عقد كفنه من جهة رأسه ورجليه ويضع خده على التراب التراب ذلا واستكانة واسترحاما واستعطافا لموليه رب الارباب ويجعل معه شيئا من تربة الحسين عليه السلام فقد روى انه امان والمنزل مهول يحتاج إلى التوصل والسلامة منه بغاية الامكان.

ومما رأيت في بشارة المقبل المسعود من اهل اللحود عن النبي صلوات الله عليه ان اول ما يبشر به المؤمن ان يقال له قدمت خير مقدم قد غفر الله لمن شيعك واستجاب لمن استغفر لك وقبل ممن شهد لك ثم يلقن الميت ما كان يعتقده ايام حياته من الشهادة لله جل جلاله بالوحدانية ولرسوله صلى الله عليه وآله بالرسالة وللائمة من عترته بالامامة والجلالة ويكون التلقين من اهل اليقين وعلى نية انه جواب الملكين السائلين فلعل الله جل جلاله برحمته يكفيه بذلك سؤال منكر ونكير وتقربه العين.

٨٤

ثم يشرج اللبن عليه ويقول اللهم صل وحدته وانس وحشته وارحم غربته واسكن إليه من رحمتك رحمة يستغنى بها عن رحمة من سواك واحشره مع من كان يتوليه.

فإذا فرغ من تشريج اللبن عليه خرج من القبر من جهة رجليه وهال التراب عليه ويهيل كل من حضر هناك بظهور اكفهم الا من كانت له به رحم ويقولون انا لله وانا إليه راجعون هذا ما وعد الله وصدق المرسلون اللهم زدنا ايمانا وتسليما ويطم القبر ويرفع عن الارض مقدار اربع اصابع ويسطح ويصب الماء عليه أي على القبر يبدء بالصب من عند رأسه ثم يدار من اربع جوانبه حتى يرجع إلى رأسه وان فضل من الماء شئ صبه على وسط قبره.

فإذا فرغ من ذلك زار الميت من الحاضرين من اراد التقرب إلى مالك يوم الدين.

ذكر ما نورده من صفات زيارة قبور الاموات فمن ذلك باسنادى إلى محمد بن بابويه في كتابه مدينة العلم عن ابيه عن محمد بن يحيى عن موسى بن الحسن عن احمد بن هلال العبرى عن على بن اسباط عن عبد الله بن محمد عن عبد الله بن بكير عن محمد بن مسلم قال قلت لابي عبد الله عليه السلام نزور الموتى فقال نعم قلت فيسمعون بنا إذا اتيناهم قال أي والله انهم ليعلمون بكم ويفرحون بكم ويستانسون اليكم قال قلت فاى شئ نقول إذا اتيناهم قال قل اللهم جاف الارض عن جنوبهم وصاعد اليك ارواحهم ولقهم منك رضوانا واسكن إليهم من رحمتك ما تصل به وحدتهم وتونس به وحشتهم انك على كل شئ قدير.

ومن كتاب مدينة العلم لابيجعفر بن بابويه ايضا باسناده عن صفوان

٨٥

بن يحيى من جملة حديث قال قلت يعنى لابي الحسن عليه السلام هل يسمع الميت تسليم من يسلم عليه قال نعم يسمع اولئك وهم كفار ولا يسمع المؤمنون والخبر مختصر.

اقول انا وقوله عليه السلام يسمع اولئك وهم كفار لعله اراد الكفار الذين خاطبهم النبي عليه السلام لما قتلهم ببدر ورموهم في القليب فانه عليه السلام قال لهم قد وجدت ما وعدني ربى حقا ثم قال عليه السلام انهم ليسمعون كما تسمعون وفى ذلك زيادات وروايات ذكرناها في المزار الكبير.

وربما يق هذا الشرح ما هو من عمل اليوم والليلة على التحقيق وما يخفى عن اهل التوفيق ان الطهارات بالاغسال من توابع الصلوات وان كلما ذكرناه من توابع تلك المهمات ولجميع ما شرحناه زيادة فقه وتفصيل تركناه خوفا من التطويل.

ومن السنة المؤكدة حمل الطعام إلى اهل الميت ففيه رواية عن النبي عليه افضل الصلوة والسلام.

وروى انه يقام للميت ماتم ثلثة ايام كما رواه حريز بن عبد الله السجستاني في كتابه باسناده عن ابى جعفر عليه السلام قال يصنع للميت ماتم ثلثة ايام من يوم مات.

ذكر ما يعمل قبل اول ليلة يدفن الانسان في قبره عن حذيفة بن اليمان قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لا يأتي على الميت ساعة اشد من اول ليلة فارحموا موتاكم بالصدقة فان لم تجدوا فليصل احدكم ركعتين يقرء فيهما فاتحة الكتاب مرة وآية الكرسي مرة وقل هو الله احد مرتين وفى الثانية فاتحة الكتاب مرة والهكم التكاثر عشر مرات ويسلم ويقول

٨٦

اللهم صل على محمد وآل محمد وابعث ثوابهما إلى قبر ذلك الميت فلان بن فلان فيبعث الله من ساعته الف ملك إلى قبره مع كل ملك ثوب وحلة ويوسع في قبره من الضيق إلى يوم ينفخ في الصور ويعطى المصلى بعدد ما طلعت عليه الشمس حسنات ويرفع له اربعون درجة.

يقول السيد الامام العالم العامل رضى الدين ركن الاسلام أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس كن من اهل الوفاء ولا تهون بالاموات حيث قد انقطع بينك وبينهم حبل الرجاء وتذكر ان الله جل جلاله قد بذل لك سبحانه من العطاء على الوفاء اضعاف ما كنت تومل واضعاف ما كان بينك وبينهم من الاحياء فان هونت ببذله ورفده فلعلك ما تصدق بقوله ووعده.

الفصل الرابع عشر

في صفة الطهارة بالتراب عوضا عن الغسل بعد تعذر الطهارة

بالمياه واختيار الثياب والمياه والمكان للصلوة وما يقال

عند دخول المساجد والوقوف في القبلة لما رويناه

يقول السيد الامام العالم العامل رضى الدين ركن الاسلام جمال العارفين افضل السادة أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسينى زاده الله جل جلاله مع حسن بلوغ الامال شرف زيادة الافضال في المآل.

قد تقدم ان الطهارة بالتراب يكون عند ضيق الاوقات وخوف الفوات وذكر ما ينقضها من الحادثات والتيمم باب رحمة كما قلناه فتح الله جل جلاله ودل به على اسباب رضاه ونبه على ان الصلوة من

٨٧

اهم العبادات وانها لا تسقط عن المكلف بها عند الضرورات ولا لحال من الحالات.

صفة التيمم عوضا عن الغسل فإذا تضيق وقت الصلوة سواء كانت واجبة أو مندوبة وكان على المكلف غسل لا يصح الدخول في الصلوة الا بعد التطهير منه فان كانت الصلوة التى يريد لها الطهارة واجبة كانت نية تيممه واجبة لوجه وجوبها يستبيح بها ما يستباح بالغسل يعبد الله جل جلاله بذلك لانه اهل للعبادة وان كانت الصلوة مندوبة فيكون التيمم مندوبا كما شرحناه فيضرب المكلف به يديه على الارض أو ما يقوم مقامها عند تعذر ترابها وينفضهما ويمسح بهما من ابتداء شعر رأسه عند اعلى جبهته ماسحا لجميع جبينه إلى طرف انفه الذى يلى فمه ثم يضرب ضربة ثانية للارض أو ما يقوم مقامها كما كنا ذكرناه وينفضهما ويمسح بباطن كفه اليسرى ظاهر كفه اليمنى من المفصل الذى بينها وبين الذارع إلى اطراف الاصابع من يده اليمنى ويمسح بباطن كفه اليمنى ظاهر كفه اليسرى من المفصل الذى بينها وبين الذراع إلى اطراف اصابع كفه اليسرى فإذا فعل ذلك فقد استباح ما كان يستبيحه بالغسل على السواء وما ينقضه الا ما ينقض التيمم عن الطهارة الكبرى والصغرى.

وقد تقدم ذكره في الفصل الثاني عشر وان كان الغسل لميت تعذر وجود التمكن من استعمال الماء فيؤمم عوضا عن تغسيله كما يتيمم الحى المكلف بالغسل على ذلك الترتيب والاستيفاء.

واما ختيار الثياب والمكان للصلوة فالمهم ان يكون الثوب والمكان للصلوة طاهرين على وجه مباحا له الصلوة فيهما سواء كان

٨٨

ذلك بملك أو عارية أو اجارة أو غير ذلك من وجوه الاباحات وان يكون صادقا في لبسه ثيابه للصلوة ومعنى قولى صادقا أي يكون سريرته موافقة لعلانيته في انه ما لبس هذه الثياب الا لله وما يريده من العبادات لانه ان كان قصده بلبسها لذة نفسه وقلبه كان كاذبا عند الله في انه لبسها للصلوة أو لاجل ربه وكذلك ان كان للمكاثرة والمفاخرة والتقرب إلى قلوب العباد فانه يكون كاذبا إذا ظهر انه لبسها لخدمة سلطان المعاد فيجب ان يكون صادقا في لبس ثيابه والا كان مستخفا مستحقا ان يعرض الله جل جلاله عن خطابه وعن جوابه وعن ثوابه.

ولا تصح صلوة الرجال في الابريسم المحض الساتر للعورة الا ان يكون في الحرب لمصلحة المحارب والضرورة إليه إذا كان المصلى فيه ذاكرا ان الثوب الحرير عليه ولشرح لباس الصلوة وما يحل أو يستحب فيه أو يحرم أو يكره تفصيل يخاف منه التطويل.

واما اختيار مكان الصلوة فالافضل لذلك ما كان بقلبه فيه حاضرا والعبد فيه لله جل جلاله بالقلب ذاكرا لازما حق الحرمة الجلالة الالهية وادب ذل العبودية واقرب إلى الخلاص والاختصاص بعيدا من الشواغل الباطنة والظاهرة عن وقوفه بين يدى موليه ومالكه جبار الجبابره ومالك الدنيا والاخرة ويكون صادقا في اختياره لذلك المكان لخدمة الملك الديان ومعنى قولى صادقا ان تكون سريرته موافقة لعلانيته في انه ما قصد الحضور في ذلك المكان والوقوف فيه الا لله جل جلاله وطلب مراضيه.

ولقد رأيت في بعض الاحاديث ان عبدا من الخواص واهل الاختصاص كان يعبد الله جل جلاله على الانفراد وبالقرب منه شجرة

٨٩

يسكن فيها اطيار فنقل مصلاه إلى تحت الشجرة ليستأنس بالشجرة وتغريد الطير في الاشجار فعوتب من جانب الله جل جلاله وقيل له اما كان في الانس بنا ما يغنيك عن الشجرة والطيور فتاب وعرف انه قد خاطر بذلك الانس المذكور.

ولقد رأيت في احاديث اهل المحاسبة وذوى المراقبة ان بعضهم كان يصلى بنشاط واهتمام وانبساط فقال يا رب هل بقى على من الاقبال في الصلوة ما احتاج فيه إلى الاستدراك قبل الممات فقيل له نعم انك تسكن إلى نسيم الاسحار وينشطك لنا غيرنا وما هكذا تكون صفات خواص الابرار فمعك شريك لنا في خدمتك وباعث اخر غير ما اردناه من اخلاص عبوديتك.

اقول وان كان حال هذا العبد المكلف قويا في الامكان إلى انه لا يختلف اخلاصه واختصاصه بمكان دون مكان فالافضل له اتباع الشرع في تفضيل اماكن الصلوة وتفضيل محال الدعوات وافضلها بيوت الله تعالى وجل جلاله ومساجده الخاصة لعبادته وافضل المساجد مسجد الحرام ومسجد المدينة ولذلك تفصيلها نحن ذاكرون لما يتهيئا على جهته وروايته.

ذكر فضل بعض المساجد وتفاوت الصلوة فيها.

فمن ذلك ما ارويه باسنادى إلى جدى ابي جعفر محمد بن الحسن الطوسى قال روى ابن ابى عمير عن ابراهيم بن عبد الحميد عن سعد الاسكاف عن زياد بن عيسى عن ابى الجارود عن الاصبغ عن مولينا على بن ابى طالب عليه السلام قال كان يقول من اختلف إلى المسجد اصاب احدى الثمان اخا مستفادا في الله أو علما مستطرقا أو آية محكمة أو سمع كلمة

٩٠

تدله على الهدى أو كلمة ترده عن ردى أو سنة متبعة أو رحمة منتظرة أو يترك ذنبا خشية أو حياء.

وروى عن ابي عبد الله عليه السلام انه قال من مشى إلى المسجد لم يضع رجلا على رطب ولا يابس الا سبحت له إلى الارضين السابعة.

وروى السكوني عن ابي عبد الله عليه السلام عن ابيه عن آبائه عن على عليه السلام قال صلوة في بيت المقدس الف صلوة وصلوة في المسجد الاعظم مائة صلوة وصلوة في المسجد القبيلة خمس وعشرون صلوة وصلوة في السوق اثنتا عشرة صلوة وصلوة الرجل في بيته وحده صلوة واحدة. اقول وقد روى في فضل الصلوة في المسجد الحرام ومسجد النبي عليه افضل الصلوة والسلام ومسجد الكوفة اخبار كثيرة معروفة.

صفة دخول المسجد مما رويناه باسنادنا عن مولينا الصادق صلوات الله عليه وعن مولينا الحسن العسكري عليه السلام ويدخل بعضها في بعض وهما من ابتداء ارادة الدخول إلى المسجد إلى ان يقف في مصلاه مستقبل القبلة فإذا اراد دخول المسجد استقبل القبلة وقال بسم الله وبالله ومن الله والى الله وخير الاسماء لله توكلت على الله ولا حول ولا قوة الا بالله اللهم افتح لى باب رحمتك وتوبتك واغلق عنى ابواب معصيتك واجعلني من زوارك وعمار مساجدك وممن يناجيك بالليل والنهار ومن الذينهم على صلواتهم يحافظون وادحر عنى الشيطان وجنود ابليس اجمعين.

ثم قدم رجلك اليمنى قبل اليسرى وادخل وقل اللهم افتح لى باب رحمتك وتوبتك واغلق عنى باب سخطك وباب كل معصية هي لك اللهم اعطني في مقامي هذا جميع ما اعطيت اولياك من الخير واصرف

٩١

عنى جميع ما صرفته عنهم من الاسواء والمكاره ربنا لا تؤاخذنا ان نسينا أو اخطأنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا انت مولينا فانصرنا على القوم الكافرين اللهم افتح مسامع قلبى لذكرك وارزقني نصر آل محمد وثبتنى على امرهم وصل ما بينى وبينهم واحفظهم من بين ايديهم ومن خلفهم وعن ايمانهم وعن شمائلهم وامنعهم ان يوصل إليهم بسوء اللهم انى زائرك في بيتك وعلى كل مأتى حق لمن اتاه وزاره وانت اكرم مأتى وخير مزور وخير من طلب إليه الحاجات واسئلك يا لله يا رحمن يا رحيم برحمتك التى وسعت كل شئ وبحق الولاية ان تصلى على محمد وآل محمد وان تدخلني الجنة وتمن على بفكاك رقبتي من النار.

فإذا اتيت مصلاك فاستقبل القبلة وقل اللهم انى اقدم اليك محمدا نبيك نبى الرحمة واهل بيته الاوصياء المرضيين بين يدى حوائجى واتوجه بهم اليك فاجعلني بهم عندك وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين اللهم اجعل صلوتى بهم مقبولة ودعائي بهم مستجابا وذنبي بهم مغفورا ورزقني بهم مبسوطا وانظر إلى بوجهك الكريم نظرة استكمل بها الكرامة والايمان ثم لا تصرفه الا بمغفرتك وتوبتك ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب اللهم اليك توجهت ورضاك طلبت وثوابك ابتغيت وبك آمنت وعليك توكلت اللهم اقبل إلى بوجهك واقبل اليك بقلبي اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك الحمد لله الذى جعلني ممن يناجيه اللهم لك الحمد على ما هديتني ولك الحمد على ما فضلتني ولك الحمد على ما رزقتني ولك الحمد على كل بلاء حسن ابتليتنى اللهم تقبل صلوتى وتقبل دعائي

٩٢

واغفر لى وارحمني وتب على انك انت التواب الرحيم.

واعلم ان صلوة النوافل في غير المساجد افضل وصلوة الفريضة في المساجد اكمل وسوف نذكر تفصيل ذلك على ما يفتحه الله جل جلاله علينا مما علمناه واحسن به الينا انشاء الله تعالى.

الفصل الخامس عشر

فيما نذكره من تعيين اول صلوة فرضت على العباد وانها هي الوسطى

اقول ان الذى رويناه في هذا الباب ورأيناه اقرب إلى الصحة والصواب ان اول صلوة فرضت على العباد الظهر وكانت ركعتين والاخبار في ذلك كثيرة فلا حاجة إلى ذكرها لظهور ذلك عند القدوة من المصطفين.

(واما انها هي الوسطى فانني رويت من كتاب عمر بن اذينة فيما رواه عن زرارة ومحمد بن مسلم قالا سمعنا ابا جعفر عليه السلام وسئلناه عن قول الله حافظوا على الصلوات والصلوة الوسطى فقال هي صلوة الظهر وفيها فرض الله الجمعة وفيها الساعة التى لا يسئل الله فيها عبد مسلم خيرا الا اعطاه اياه ورويت عن محمد بن مسلم عن ابي جعفر عليه السلام قال حافظوا على الصلوات والصلوة الوسطى وصلوة العصر وقوموا لله قانتين ورويت من كتاب ابراهيم الخزاز عن ابى بصير عن ابي عبد الله عليه السلام قال حافظوا على الصلوات والصلوة الوسطى وصلوة العصر وقوموا لله قانتين ورواه ايضا الحاكم النيشابوري في الجزء الثاني من تاريخ نيشابور من طريقهم في ترجمة احمد بن يوسف السلمى باسناده إلى ابن عمر

٩٣

قال امرت حفصة ابنة عمران يكتب لها مصحف فقالت للكاتب إذا اتيت على آية الصلوة فارنى حتى امرك ان تكتبها كما سمعتها من رسول الله صلى الله عليه وآله فلما اريها امرته ان يكتب حافظوا على الصلوات والصلوة الوسطى وصلوة العصر.

وروى أبو جعفر بن بابويه في كتاب معاني الاخبار في باب معنى الصلوة الوسطى مثل هذا الحديث عن عائشة وذكر عبد الله بن سليمان بن الاشعث السجستاني في الجزء الاول من كتاب جمع المصاحف ستة احاديث ان ذلك كان في مصحفها وثماني احاديث انه كذلك في مصحف حفصة وروى حديثين ان ذلك كان كذلك في مصحف ام سلمة.

اقول فقد صار تعيين ان الصلوة الوسطى صلوة الظهر مرويا من الطريقين وذكر الشيخ محمد بن على في رسالته إلى ولده في فضل صلوة الظهر من يوم الجمعة ما هذا لفظه لصلوة الظهر يا بنى من هذا اليوم شرف عظيم وهى اول صلوة فرضت على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وروى انها الصلوة الوسطى التى ميزها الله تعالى في الامر بالمحافظة على الصلوات فقال جل من قائل حافظوا على الصلوات والصلوة الوسطى وروى الكراجكى ما قدمناه من حديث زرارة عن محمد بن مسلم.

اقول وجدت في كتاب من الاصول عن ابى بصير عن ابي عبد الله عليه السلام قال الصلوة الوسطى صلوة الظهر وهى اول صلوة انزلها الله على نبيه صلى الله عليه وآله ورأيت في كتاب تفسير القرآن عن الصادقين عليهما السلام ومن نسخة عتيقة مليحة عندنا الان اربعة احاديث بعدة طرق عن الباقر والصادق عليهما السلام ان الصلوة الوسطى صلوة الظهر وان رسول الله صلى الله عليه وآله كان يقول حافظوا

٩٤

على الصلوات والصلوة الوسطى وفيه حديثان آخران بعد ذكر احاديث.

قلت انا وذهب أبو جعفر محمد بن بابويه في كتاب معاني الاخبار إلى ان الصلوة الوسطى صلوة الظهر واورد في ذلك اخبارا من الطريقين وروى ايضا في كتاب مدينة العلم عن ابي عبد الله عليه السلام ان الصلوة الوسطى صلوة الظهر وهى اول صلوة فرضها الله على نبيه صلى الله عليه وآله.

اقول لعل المراد بالوسطى أي العظمى كما قال تعالى وكذلك جعلناكم امة وسطا ويمكن ان يكون لانها بين صلوتين ونهار واحد وانها عند وسط النهار.

وقد تعجبت كيف خفى تعظيم صلوة الظهر وانها هي الصلوة الوسطى مع الاتفاق على انها اول صلوة فرضت وان الجمعة المفروضة تقع فيها وان الساعة المتضمنة بالاستجابة فيها وانها وقت فتح ابواب السماء وانها وقت صلوة الاوابين مع الرواية بان صلوة العصر معطوفة عليها غيرها.)

الفصل السادس عشر

فيما ينبغى عمله عند زوال الشمس

يقول السيد الامام العالم العامل رضى الدين ركن الاسلام جمال العارفين أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس شرف الله قدره وقدس في الملاء الاعلى ذكره.

وقت الزوال موضع خاص لاجابة الدعاء والابتهال.

(وروينا باسنادنا إلى هرون بن موسى التلعكبرى رضى الله عنه باسناده إلى عبد الله بن حماد الانصاري عن الصادق عليه السلام قال سمعت

٩٥

ابا عبد الله عليه السلام يقول إذا زالت الشمس فتحت ابواب السماء وابواب الجنان وقضيت الحوائج العظام فقلت إلى أي وقت فقال مقدار ما يصلى الرجل اربع ركعات مترسلا).

وروى أبو محمد هرون بن موسى رضى الله عنه قال حدثنا محمد بن همام قال حدثنا عبد الله بن العلاء المذارى قال حدثنا سهل بن زياد الادمى قال حدثنا على بن حسان عن زياد بن النوار عن محمد بن مسلم قال سئلت ابا جعفر عليه السلام عن ركود الشمس عند الزوال فقال يا محمد ما اصغر جثتك واعضل مسئلتك وانك لاهل للجواب في حديث طويل حذفناه ثم قال يبلغ شعاعها تخوم العرش فتنادى الملائكة لا اله الا الله والله اكبر وسبحان الله والحمد لله الذى لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ويم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا.

قال فقلت جعلت فداك احافظ على هذا الكلام عند الزوال قال نعم حافظ عليه كما تحافظ على عينيك فلا تزال الملائكة تسبح الله تعالى في ذلك الجو بهذا التسبيح حتى تغيب.

ومما رويناه باسنادى إلى جدى ابي جعفر الطوسى فيما يرويه عن محمد بن على بن محبوب ورأيناه بخط جدى ابي جعفر الطوسى في كتاب نوادر المصنف باسناده عن ابن اذينة عن زرارة عن ابي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله إذا زالت الشمس فتحت ابواب السماء وابواب الجنان واستجيب الدعاء فطوبى لمن رفع له عمل صالح.

ورويناه ايضا باسناده إلى الحسين بن سعيد من كتابه كتاب الصلوة (وسنذكر في الفصل الحادى والاربعين من هذا الكتاب في ادعية الساعات بعض ما رويناه في سبب فتح ابواب السماء للدعاء عند

٩٦

الزوال ومن كتاب جعفر بن محمد بن مالك عن ابى جعفر عليه السلام إذا زالت الشمس فتحت ابواب السماء وهبت الرياح وقضى فيها الحوائج الكبار وقال محمد بن مروان سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول إذا كانت لك إلى الله الحاجة فاطلبها عند زوال الشمس وروى محمد بن يعقوب الكليني في كتاب الدعاء باسناده عن ابى جعفر عليه السلام قال كان ابى إذا كانت له إلى الله حاجة طلبها إلى الله في هذه الساعة يعنى زوال الشمس) بهذه الالفاظ عن الباقر عليه السلام وزيادة قوله عليه السلام فطوبى لمن رفع له عمل عند ذلك عمل صالح.

اقول انا وإذا كان هذا وقتا خاصا لاجابة الدعاء وبلوغ الرجاء وبابا مفتوحا لرحمة قد هدى الله جل جلاله إليها فلنذكر ما ينبغى تقديمه لمن يريد ان لايرد دعاؤه غير ما قدمناه من الصفات التى ينبغى ان يكون الداعي عليها.

روى أبو محمد الحسن بن محمد المقرى قال حدثنا أبو الحسن محمد بن احمد المنصوري قال حدثنا ابى موسى عيسى بن احمد عن الامام ابى الحسن على بن محمد صاحب العسكر عليه السلام عن آبائه عليهم السلام قال من قدم هذا الدعاء امام دعائه استجيب له قال وحدثنا مرة اخرى فقال حدثنى عمى عزيز بن داود عن ابراهيم بن عبد الله الكجى عن ابى عاصم النبيل عن ابي عبد الله عليه السلام قال من احب ان لايرد دعاؤه فليقدم هذا الدعاء امام دعائه وهو ما شاء الله توجها إلى الله ما شاء الله تعبد الله ما شاء الله تلطفا لله ما شاء الله تذللا لله ما شاء الله استنصارا بالله ما شاء الله استكانة لله ما شاء الله تضرعا إلى الله ما شاء الله استغاثة بالله ما شاء الله استعانة بالله ما شاء الله لاحول ولا قوة الا بالله العلى العظيم.

٩٧

الفصل السابع عشر

فيما نذكره من نوافل الزوال وبعض اسرار تلك الحال

يقول السيد الامام العالم العامل الفقيه العلامة رضى الدين ركن الاسلام أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس شرف الله قدره وقدس في الملاء الاعلى ذكره.

اعلم ان هذا الفصل يشتمل على عدة معان منها ما نذكره من اسرار الصلوات ومن المراقبة فيها بالنيات ولزوم الاداب وحفظ الحركات والسكنات ومنها ما نذكره من كون صلوة نوافل الزوال تسمى صلوة الاوابين وان الدعاء فيها مقبول عند ارحم الراحمين ومنها ما نذكره من ان الاستخارة عند نوافل الزوال كما ستأتي الرواية به في تلك الحال.

ذكر ما نذكره من اسرار الصلوة.

اعلم ان الصلوة تشتمل على نية الصلوة ولفظ تكبير ولفظ وجهت وجهى للذى فطر السموات والارض وعلى تحميد وتمجيد ودعوى العبادة والاستعانة بالله جل جلاله ودعوات وقرائة القرآن وخضوع وركوع وسجود وخشوع وشهادة لله جل جلاله بالوحدانية ولمحمد صلى الله عليه وآله رسوله بالرسالة الربانية وصلوات عليه وعلى آله وتسليم.

ذكر نية الصلوة اما نية الصلوة فانك ان كنت عبدا معاملا لله جل جلاله في جميع الحركات والسكنات عارفا بمعنى قوله جل جلاله في محكم الايات وما خلقت الجن والانس الا ليعبدون فانت إذا كنت كذلك لازلت متهيئا لاوامره فتمتثل امره بالصلوة وتعبده لانه يستحق العبادة لذاته كما لو كنت متهيئا لدخول شخص عزيز عليك فانك حيث

٩٨

تراه تقوم لاكرامه وتقبل عليه بمقتضى مشاهدة ذاته أو لو كنت متهيئا لقدوم رسول اليك ممن يعز عليك فانه إذا وقع نظرك عليه ونظره عليك وسمعت رسالة الرسول فانك تبادر إلى قبوله من غير تردد فكر ولا روية ولا تحتاج إلى تجديد زيادة نية واما ان كنت عن ربك غافلا ولدنياك وهواك معاملا فتحتاج عند الحضور للصلوات ان تحضر شارد قلبك بزمام عقلك ولبك وتقفه بين يدى مولاك وتذكره انه دعاك وانه يراك وتقصد بعقلك وقلبك انك تعبده لانه اهل للعبادة وتدخل حضرة مناجاته دخول اهل السعادة وهذه الصلوة ان كانت واجبة اداء فتقصد العبادة لوجه وجوبها اداء وان كانت قضاء فتقصد ذلك وان كانت اداء أو قضاء فتقصد بذلك العبادة لله جل جلاله.

ذكر تكبيرة الاحرام ينبغى إذا قلت الله اكبر ان يكون هذا القول منك معاملة لله جل جلاله وعبادة ولا يكون تلفظا بالغفلة على العادة وتكون صادقا فيه فاما قولك الله اكبر فقد روى ابن بابويه عن الصادق عليه السلام في كتاب التوحيد باسناده ان رجلا قال عنده يعنى عند الصادق عليه السلام الله اكبر فقال الله اكبر من أي شئ فقال من كل شئ فقال أبو عبد الله عليه السلام حددته فقال الرجل كيف اقول فقال قل الله اكبر من ان يوصف.

يقول السيد الامام العالم العامل الفقيه العلامة رضى الدين ركن الاسلام أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسينى بلغه الله مناه وكبت اعداه قوله عليه السلام حددته لانه إذا كان الله جل جلاله اكبر من كل شئ فكل الاشياء غيره فهى محدثات وكل محدث محدود فكان المعتقد لذلك قد جعل الله جل جلاله محدودا

٩٩

وقوله عليه السلام اكبر من ان يوصف لانه جل جلاله لا تحيط الصفات به على التحقيق وانما لما ضاقت العبادات على اهل التوفيق والتصديق علمهم الله جل جلاله ورسوله عليه السلام الفاظا في وصف جلال الله على قدر قصور علوم العباد.

اقول ومعنى قولى ان يكون هذا قولك عبادة ومعاملة أي ان يكون الله جل جلاله في قلبك وعند عقلك عظيما على قدر ما وهبك من معرفة ذاته وصفاته الكاملة فتقصد بهذا الاعتقاد في عظمته وبهذا اللفظ في قولك الله اكبر مجرد عبادته لانه اهل للعبادة.

اقول واما قولى ان يكون صادقا فاريد بذلك ان يكون فعلك لقولك موافقا بحيث إذا قلت الله اكبر تكون سريرتك موافقة لعلانيتك في انه لا شئ من اعظم منه جل جلاله في قلبك وعقلك ونفسك ونيتك ولا يكون شئ اعز عليك منه ولا يشغلك في تلك الحال شئ عنه كما قال جل جلاله في تهديده لمن يؤثر عليه بصريح القرآن المبين قل ان كان آباؤكم وابناؤكم واخوانكم وازواجكم وعشيرتكم واموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها احب اليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى ياتي الله بامره والله لا يهدى القوم الفاسقين.

اقول فإذا وجدت عقلك وقلبك ونفسك تؤثر على الله جل جلاله غيره فاعلم انك داخل تحت تهديد سلطان العالمين ولعلك تكون من قد غضب الله جل جلاله عليك فلا يهديك لفسقك وسماك من الفاسقين. اقول وقد روى نحو ذلك في النقل بزيادة كشف لما في القرآن والعقل كما روى الحسين بن سيف صاحب الصادق عليه السلام في كتاب اصله

١٠٠