فلاح السائل

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

فلاح السائل

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٩٤

على منزلة ربه من قلبه فانه ان رأى نفسه راغبا إلى تكرار الاذكار عرف ان لله جل جلاله عنده منزلة تكون وسيلة إلى السلامة من الاخطار فمن احب شيئا اكثر من ذكره.

ورأيت من فوائد المحافظة على المناجاة ان الله جل جلاله يقول اذكروني اذكركم ومن المعلوم انه لو قال بعض ملوك الدنيا الفانية لاحد مماليكه الذين يعرفون قدر منزلته العالية اذكرني حتى اذكرك وكان في حضرة الملك كما هو في حضرة الله جل جلاله فانه كان يجتهد في دوام ذكره غاية الاجتهاد ليذكره مولاه ويشرفه بذكره في الدنيا والمعاد.

الا ترى معنى قول الشاعر :

يود بان يمسى مريضا لعلها

إذا سمعت عنه بشكوى تراسله

ويهتز للمعروف في طلب العلى

لتذكر يوما عند سلمى شمائله

فالعبيد العارفون المؤدبون يجتهدون في الاكثار من ذكر مولاهم الذى يراهم ليذكرهم أو لعله بفضله يرضى عنهم أو يرضاهم.

ووجدت من فوائد المحافظة على المناجاة بالمنقول عدة فوائد شريفة المأمول.

منها ان الالهام للدعاء يدل على قصر البلاء كما رواه محمد بن الحسن عن محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن ابن ابى عمير عن هشام بن سالم قال قال أبو عبد الله عليه السلام تعرفون طول البلاء من قصره قلنا لا قال إذا الهمتم أو الهم احدكم بالدعاء فليعلم ان البلاء قصير.

ومنها ان تقديم الدعاء قبل الابتلاء دافع للابتلاء وبعد البلاء قد لا يحصل به بلوغ الرجاء كما رواه محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن

٤١

الحسن الصفار عن احمد بن محمد بن عيسى عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن ابى الحسن عليه السلام قال كان على بن الحسين عليه السلام يقول من تقدم في الدعاء قبل ان ينزل به البلاء ثم دعا استجيب له ومن لم يتقدم في الدعاء ثم نزل به البلاء لم يستجب له.

ومنها ان الملائكة تحجب دعاء العبد إذا دعى في البلاء ولم يكن ممن يدعو في الرخاء كما رواه محمد بن الحسن بن الوليد عن احمد بن ادريس عن سلمة بن الخطاب عن محمد بن بكر عن زكريا عن سلام النخاس عن ابي عبد الله عليه السلام قال إذا دعى العبد في البلاء ولم يدع في الرخاء حجبت الملائكة صوته وقالوا هذا صوت غريب اين انت كنت قبل اليوم.

ومنها ان الدعاء على الالحاح مفتاح النجاة كما رواه محمد بن الحسن احمد عن محمد بن الحسن بن الصفار عن احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن مروان عن الوليد بن عقبة الهجرى قال سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول والله لا يلح عبد مؤمن على الله في حاجة الا قضاها له.

وعن الحسين بن سعيد عن ابن ابى عمير عن الحسين بن عثمان عن غير واحد من اصحابه عن ابى عبد الله وابي جعفر عليهما السلام انهما قالا والله لا يلح عبد مؤمن على الله الا استجاب له.

يقول السيد الامام العالم العامل الفقيه العلامة الورع رضى الدين ركن الاسلام أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس وقد تقدم صفات الداعي بالمعقول والمنقول فينبغي ان يكون الالحاح في الدعاء مبنيا على تلك الاصول واذ قد ذكرنا شروطا من مهمات قبول الدعوات فلنذكر الان فضيلة الدعاء للاخوان بظهر الغيب ببعض ما

٤٢

وقفنا عليه ورويناه من الرويات.

ذكر ما نريد ايراده من فضل الدعاء للاخوان بظهر الغيب. فمن ذلك ما نرويه باسنادنا إلى جدى ابى جعفر الطوسى مما يرويه باسناده إلى محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد عن احمد بن ادريس عن محمد بن على بن محبوب عن احمد بن الحسين بن سعيد عن على بن مهزيار عن سليمان بن جعفر عن ابيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله من قال اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن خلقه الله مند خلق الله آدم إلى ان تقوم الساعة حسنة ومحى عنه سيئة ورفع له درجة.

ومن ذلك باسنادى المشار إليه عن محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن ابن ابى عمير عن زكريا صاحب السابرى عن رجل عن ابي عبد الله عليه السلام قال إذا قال الرجل اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات الاحياء منهم وجميع الاموات رد الله عليه بعدد من مضى ومن بقى من كل انسان دعوة.

ومن ذلك رواية عبد الله بن جندب العبد الصالح رضوان الله عليه عن مولينا الصادق عليه السلام ارويه باسنادى إلى الشيخ الصدوق هرون بن موسى التلعكبرى قدس الله روحه ونور الله ضريحه عن محمد بن محمد بن محمد الحسينى قال حدثنا محمد بن احمد الصفوانى قال حدثنا ابى عن ابيه عن جده عن عبد الله بن سنان قال مررت بعبد الله بن جندب فرأيته قائما على الصفا وكان شيخا كبيرا فرأيته يدعو ويقول في دعائه اللهم فلان بن فلان اللهم فلان بن فلان اللهم فلان بن فلان ما لم احصهم كثرة فلما سلم قلت له يا عبد الله لم ار قط موقفا احسن من موقفك

٤٣

الا انى نقمت عليك خلة واحدة فقال لى ما الذي نقمت على فقلت له تدعو للكثير من اخوانك ولم اسمعك تدعو لنفسك شيئا فقال لى يا عبد الله سمعت مولينا الصادق عليه السلام يقول من دعا لاخيه المؤمن بظهر الغيب نودى من اعنان السماء لك يا هذا مثل ما سئلت في اخيك ولك مائة الف ضعف مثله فلم احب ان ترك مائة الف ضعف مضمونة بواحدة لاادرى تستجاب ام لا.

ومن ذلك رواية هذا العبد الصالح عبد الله بن جندب رضوان الله عليه ارويه باسنادى إلى الشيخ الصدوق ابى محمد هرون بن موسى التلعكبرى قدس الله روحه قال حدثنا محمد بن يعقوب قال حدثنا على بن ابراهيم بن هاشم قال حدثنا ابى قال رأيت عبد الله بن جندب بالموقف فلم ار موقفا كان احسن من موقفه ما زال مادا يده إلى السماء ودموعه تسيل على خديه حتى بلغ الارض فلما انصرف الناس قلت له يابا محمد ما رأيت موقفا قط احسن من موقفك قال والله ما دعوت فيه الا لاخواني وذلك ان ابا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام اخبرني انه من دعا لاخيه بظهر الغيب نودى من العرش ولك مائة الف ضعف مثله فكرهت ان ادع مائة الف ضعف مضمونة لواحدة لاادرى تستجاب ام لا.

يقول السيد الامام العالم العامل رضى الدين ركن الاسلام أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس وسنذكر عند ركعة الوتر من صلوة الليل اخبارا جليلة في الدعاء بظهر الغيب للاخوان لانني وجدت اصحابنا اكثر دعائهم لمن يدعون له في ذلك المكان.

فاقول إذا كان هذا كله فضل الدعاء لاخوانك فكيف فضل الدعاء

٤٤

لسلطانك الذى كان سبب امكانك وانت تعتقد ان لولاه ما خلق الله نفسك ولا احدا من المكلفين في زمانه وزمانك وان اللطف بوجوده صلوات الله عليه سبب لكل ما انت وغيرك فيه وسبب لكل خير تبلغون إليه فاياك ثم اياك ان تقدم نفسك أو احدا من الخلايق في الولاء والدعاء له بابلغ الامكان واحضر قلبك ولسانك في الدعاء لذلك المولى العظيم الشأن واياك ان تعتقد اننى قلت هذا لانه محتاج إلى دعائك هيهات هيهات ان اعتقدت هذا فانت مريض في اعتقادك وولائك بل انما قلت هذا لما عرفتك من حقه العظيم عليك واحسانه الجسيم اليك ولانك إذا دعوت له قبل الدعاء لنفسك ولمن يعز عليك كان اقرب إلى ان يفتح الله جل جلاله ابواب الاجابة بين يديك لان ابواب قبول الدعوات قد غلقتها ايها العبد باغلاق الجنايات فإذا دعوت لهذا المولى الخاص عند مالك الاحياء والاموات يوشك ان يفتح ابواب الاجابة لاجله فتدخل انت في الدعاء لنفسك ولمن تدعو له في زمرة فضله وتتسع رحمة الله جل جلاله لك وكرمه وعنايته بك لتعلقك في الدعاء بحبله.

ولا تقل فما رأيت فلانا وفلانا من الذين تقتدي بهم من شيوخك بما اقول يعملون وما وجدتهم الا وهم عن مولينا الذى اشرت إليه صلوات الله عليه غافلون وله مهملون فاقول لك اعمل بما قلت لك فهو الحق الواضح ومن اهمل مولانا وغفل عما ذكرت عنه فهو والله الغلط الفاضح.

وينبه على ما ذكرناه من طريق ما رويناه ما ذكره جدى أبو جعفر الطوسى رضوان الله عليه في كتاب المصباح وذكره محمد بن ابى قرة في كتاب عمل شهر رمضان ورواية ابن ابى قرة اطول دعاء وانما نذكره

٤٥

برواية جدى ابى جعفر الطوسى.

قال ما هذا لفظه محمد بن عيسى باسناده عن الصالحين عليهم السلام قال تكرر في ليلة ثلث وعشرين من شهر رمضان هذا الدعاء ساجدا وقائما وقاعدا وعلى كل حال وفى الشهر كله وكيف امكنك ومتى حضرك من دهرك.

تقول بعد تحميد الله تعالى والصلوة على النبي محمد صلى الله عليه وآله اللهم كن لوليك فلان بن فلان في هذه الساعة وفى كل ساعة وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه ارضك طوعا وتمتعه فيها طويلا.

اقول فكيف ترى هذا الامر منهم عليهم افضل السلام هل هو كما انت عليه من التهوين بشرف هذا المقام ولا تتوقف عن الاكثار من الدعاء له صلوات الله عليه ولمن يجوز الدعاء له في المفروضات ففى ما رويناه باسنادنا من صحة الروايات عن محمد بن على بن محبوب شيخ القميين في زمانه في كتاب المصنف عن ابي عبد الله عليه السلام قال كلما كلمت الله تعالى في صلوة الفريضة فليس بكلام.

اقول فلا عذر لك اذن في ترك الاهتمام.

الفصل التاسع

في صفة مقدمات الطهارة وصفة الماء الذى يصلح لطهارة الصلوة

اما المقدمات قبل الطهارات فمنها ما يحتاج إليه الانسان لدخول الخلاء والبول والغايط وتلك الضرورات. فاقول عند هذا يا عبد السوء يا مهين ما الذى جراك على سلطان العالمين ومالك الاولين والاخرين وما الذى اخرجك عن مقام عبد

٤٦

مسكين مستكين إلى الاهمال والتبسط والاشتغال بغير العبودية والخدمة والمعاملة لمالك يوم الدين ويلك اما ترى انك كنيف بيت العذرات وحمال ارذال القاذورات ونزاح بيت طهارة جسدك لعلك تفعل ذلك كل يوم وليلة مرارا بيدك ولا مخلص لك من هذه الصنعة الخسيسة إلى ان تموت ويحك كيف رفعت رأسك من شعار الذلة والقلة لصاحب الجبروت ومالك الملك والملكوت اما تعلم ان بدايتك من نحو ابيك من نطفة مدرة وانها خرجت من محل الابوال القذرة ثم انت بعد ذلك حمال وغسال العذرة ثم تكون بعد الموت جيفة نكرة طأطئ رأسك ذلا وحياء وخجلا واخفض صوتك خوفا ووجلا واعرف خساسة قدرك وانظر في تدبير امرك واسع لمولاك في فكاك رقبتك من اسر العبودية وفى اخراجك من ذل هذه الخسايس الردية وتوصل وتوسل في عتقك من رق الاسار وان يجعلك من الاحرار ويؤهلك للمقام في دار القرار ويرفعك بذلك عن هذه الصنعة الخسيسة التى انت فيها نزاح بيوت الطهارات وغسال العذرات ويهدم هذا الجسد السخيف ويعمره على بناء شريف منزه عن هذه الاقذار يصلح للمقام فيما ذكرناه من دار دوام المسار فهذا التوصل والتوسل قد جعل في الدنيا فان قنعت بالدون فانت المغبون والذنب لك والمصيبة عايدة عليك وإذا اراد العبد المبتلى بهذه الاشياء في دار الفناء الدخول إلى بيت الخلاء فيحتاج ان يعرف امورا قبل الدخول ليكون على علم مما يفعل أو يقول.

فمن تلك الامور إذا كان على الاختيار في المأثور ان يغطى رأسه قبل الدخول ان كان مكشوفا وان يكون موضع قضاء حاجته مصونا عن من ينظر إلى عورته وإذا اراد الجلوس لذلك فلا يكون مستقبل القبلة

٤٧

ولا مستدبرها ولا يستقبل الهواء بالبول فلعله يرده الهواء عليه ولا يستقبل الشمس ولا القمر ولا يبول في ثقوب الحيوان فلعله يخرج منه ما يؤذيه ويجتنب المواضع التى يتاذى بها الناس ولا يبول ولا يتغوط في ماء جار ولا راكد فانه اشد كراهية وإذا كان الماء الراكد دون الكر افسده ونجسه ولا يأكل ولا يشرب في حال الاشتغال بقضاء هذه الحاجة ولا يستاك وهو كذلك ولا يتكلم الا بذكر الله جل جلاله أو تدعوه ضرورة إلى الكلام.

فإذا فرغ من قضاء حاجته استنجى فغسل الموضع من البول والغايط بالماء وان تعذر الماء لغسل الغايط فيمسح موضع الغايط بثلثة احجار طاهرة أو ما يقوم مقامها مما جعله الشرع عوضا عنها فان زالت عين الغايط قبل تمام الثلثة فلابد من ثلثة وان لم تزل العين بثلثة فيزيد على ثلثة حتى تزول عين الغايط ويجوز الاقتصار على الاحجار كما ذكرناه مع وجود الماء في الغايط فان جمع بين الاحجار والماء كان افضل فإذا فرغ من طهارة موضع الغايط مسح من عند مخرجه إلى اصل ذكره ثلث مرات مسحا لطيفا ثم يمسح كذلك من اصل ذكره إلى عند رأسه ثلث مرات ثم يغسله ولا يجزى في غسل البول غير الماء مع التمكن منه.

وان كانت امرئة فحكمها في غسل الغايط بالماء كالرجال واما البول فما تحتاج فيه إلى مسح ويجزيها غسل البول.

ذكر بعض ما رويناه من آداب ودعوات عند دخول الخلاء إلى ان يخرج منه ينبغى للعارف الا يغفل عنه.

فمن ذلك انه يقدم عند دخوله إليه رجله اليسرى قبل اليمنى

٤٨

وليقل ما رويناه باسنادنا عن الشيخ الصدوق ابى محمد هرون بن موسى التلعكبرى رضوان الله عليه قال حدثنا احمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا يحيى بن زكريا بن شيبان قال حدثنا الحسن بن على بن ابى حمزة البطايني قال حدثنا ابى عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام قال إذا دخلت إلى المخرج وانت تريد الغايط فقل بسم الله وبالله اعوذ بالله من الخبيث المخبث الرجس النجس الشيطان الرجيم ان الله هو السميع البصير العليم.

اقول وان كنت تريد رواية باقل من هذه الالفاظ فقل ما رويناه باسنادنا إلى احمد ومحمد ابني احمد بن على بن سعيد الكوفيين قالا حدثنا احمد بن محمد بن سعيد قال حدثنى يحيى بن زكريا بن شيبان من كتابه من المحرم سنة سبع وستين ومائتين قال حدثنا الحسن بن على بن ابى حمزة قال حدثنى ابى وحسين بن ابى العلا جميعا عن ابى عبد الله عليه السلام قال إذا دخلت إلى المخرج وانت تريد الغايط فقل بسم الله وبالله اعوذ بالله من الرجس النجس الشيطان الرجيم ان الله هو السميع العليم.

اقول وان كنت تريد اخف من هذه الالفاظ ايضا فقل ما رواه على بن محمد بن يوسف قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال حدثنا ابى قال حدثنا محمد بن ابى القاسم عن محمد بن على عن عبد الرحمن بن ابى هاشم عن ابى خديجة عن ابى عبد الله عليه السلام قال ان عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء وبشير الرحال سئلوا ابى عليه السلام عن حد الخلاء إذا دخله الرجل فقال إذا دخل الخلاء قال بسم الله فإذا جلس يقضى حاجته قال اللهم اذهب عنى الاذى وهنئنى طعامي فإذا قضى حاجته قال الحمد لله

٤٩

الذى اماط عنى الاذى وهنأنى طعامي ثم قال ان ملكا موكلا بالعباد إذا قضى احدهم الحاجة قلب عنقه فيقول يابن آدم الا تنظر إلى ما خرج من جوفك فلا تدخله الا طيبا وفرجك لا تدخله في حرام.

اقول انا فإذا اراد الاستنجاء فليقل ما رويناه عن جدى ابي جعفر الطوسى رضوان الله عليه باسناده قال يقول إذا استنجى اللهم حصن فرجى واستر عورتى وحرمهما على النار ووفقني لما يرضيك عنى يا ذا الجلال والاكرام.

اقول فإذا فرغت من الغايط فقل ما رواه احمد ومحمد ابنا احمد بن على بن سعيد الكوفيان قالا حدثنا احمد بن محمد بن سعيد الكوفى قال حدثنا يحيى بن زكريا بن شيبان من كتابه سنة سبع وستين ومائتين في المحرم قال حدثنا الحسن بن على بن ابى حمزة قال حدثنا ابى والحسين بن ابى الطلا الرندجى جميعا عن ابي بصير عن ابى عبد الله عليه السلام قال إذا فرغت يعنى من الغائط فقل الحمد لله الذى اماط عنى الاذى واذهب عنى الغايط وهنانى وعافانى والحمد لله الذى يسر المساغ وسهل المخرج وامضى الاذى.

اقول فإذا اردت الخروج من بيت الخلاء فامسح على بطنك ثم قل مارويناه باسنادنا عن جدى ابي جعفر الطوسى رضوان الله عليه الحمد لله الذى هناني طعامي وشرابي وعافانى من البلوى ثم يخرج رجله اليمنى قبل اليسرى ويقول الحمد لله الذى عرفني لذته وابقى في جسدي قوته واخرج عنى اذاه يالها نعمة يالها نعمة يالها نعمة لا يقدر القادرون قدرها. ذكر ما نقول في صفة ماء الطهارة الماء الذى يصلح للطهارة هو ما يكون ماء مطلقا طاهرا من النجاسات مأذونا شرعا استعماله للطهارة

٥٠

فإذا وجد ذلك يطهر به وان وجد ذلك الماء كان قليلا ينقص عن الكر فاصل الماء انها طاهرة على اليقين فلا يمتنع من التطهر به لاجل كونه قليلا ويقول قد تنجس بظن أو تخمين فيكون في امتناعه واهماله لهذه الطهارة والصلوت قد رمى نفسه في الهلكات واستخف بصاحب الشريعة بل اقدم على من ارسله جل جلاله بامور فظيعة لانه إذا كان يريد العبادة لاجله سبحانه فلا يخالفه في تدبيره وقوله واياه وما قد دخل فيه كثير من الناس من اهمال الطهارة والصلوة بالتوهمات لنجاسة الماء على سبيل الوسواس فان ذلك مرض في الابدان أو سقم في العقايد والاديان وقصور في معرفتهم بالرحمن.

الفصل العاشر

في صفة الطهارة بالمعقول من مراد الرسول لكمال في القبول

يقول السيد الامام العالم العامل الفقيه العلامة الورع رضى الدين ركن الاسلام أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس اكمل الله سعده واورى بكل منقبة زنده المهم لمن يريد الطهارة بالماء ان يبدء بتطهير الاعضاء من وسخ الذنوب ودنس العيوب قبل غسلها بالماء فانه إذا غسلها وهو غافل عن تطهيرها مما يكرهه مولاه الذى يريد وقوفه بين يديه وكان في حال غسلها بالماء غايبا عن الله جل جلاله في سفر غفلته وجرئته عليه كان كالمستهزئ حيث ترك الاهم واشتغل بالدون ولا يامن ان يتناوله تهديد قوله جل جلاله الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون اما بلغك ان مولانا زين العابدين على بن الحسين صلوات الله عليهما كان إذا شرع في طهارة الصلوات اصفر وجهه وظهر

٥١

عليه الخوف من تلك المقامات فهل يجوز في ميزان العقل ان يخاف هو عليه السلام وهو مستقيم وتامن انت وانت سقيم فان كل من يريد الدخول إلى حضرة ملك لمناجاته يتأهب باصلاح كل ما يقع نظر الملك عليه وبكلما يكون اقرب إليه وهو المعلوم ان نظر الله جل جلاله المنزه واعتباره بطهارة القلوب من الذنوب والجوارح من الجرائح ولانه إذا اهتم بتطهيرها من دنس استعمالها في غير ما خلقت له من عبادته اما بان يطلب العفو من مالك رحمته أو بتوبة خالصة بصادق نيته فيكون اهتمامه بذلك الاهم لطفا له وادعى إلى تطهيرها بالماء على التمام وإذا طهرها بالماء بعد تطهيرها من الاثام كان اقرب إلى ان يدخل حضرة المناجاة بسلام ويجد روح ارج ذلك المقام.

الفصل الحادي عشر

في صفة الطهارة بالماء بحسب المنقول

روى محمد بن الحسن بن الوليد قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن على بن حسان الواسطي عن عمه عبد الرحمن بن كثير الهاشمي مولى محمد بن على عن ابى عبد الله عليه السلام قال بينا امير المؤمنين عليه السلام ذات يوم جالسا مع ابن الحنفية وقال يا محمد اتنى باناء من ماء اتوضأ للصلوة فاتاه محمد بالماء فالقا بيده اليسرى على يده اليمنى ثم قال بسم الله الحمد لله الذى جعل الماء طهورا ولم يجعله نجسا قال ثم استنجى فقال اللهم حصن فرجى واعفه واستر عورتى وحرمني على النار قال ثم تمضمض فقال اللهم لقنى حجتى يوم القاك واطلق لساني بذكرك ثم استنشق فقال اللهم لا تحرم على ريح الجنة واجعلني ممن يشم ريحها وروحها

٥٢

وريحانها وطيبها قال ثم غسل وجهه فقال اللهم بيض وجهى يوم تسود فيه الوجوه ثم غسل يده اليمنى فقال اللهم اعطني كتابي بيمينى والخلد في الجنان بيساري وحاسبني حسابا يسيرا ثم غسل يده اليسرى فقال اللهم لا تعطني كتابي بشمالي ولا تجعلها مغلولة إلى عنقي واعوذ بك من مقطعات النيران ثم مسح رأسه فقال اللهم غشنى برحمتك وبركاتك وعفوك ثم مسح رجليه فقال اللهم ثبتنى على الصراط يوم تزل فيه الاقدام واجعل سعيى فيما يرضيك عنى ثم رفع رأسه فنظر إلى محمد فقال يا محمد من توضأ مثل وضوئي وقال مثل قولى خلق الله عزوجل من كل قطرة ملكا يقدسه ويسبحه ويكبره فيكتب الله له ثواب ذلك إلى يوم القيمة.

اقول وفيما روى عن الائمة عليهم السلام في تفصيل احكام في هذه الطهارة ان يبدء في غسل وجهه من اول شعر مقدم رأسه إلى اخر ذقنه ويبدء بغسل يديه على ظاهرهما من المرفق إلى اطراف اصابعهما ويمسح رأسه في مقدم رأسه مقدار ثلث اصابع ويجزى دون ذلك ويبدء في مسح ظاهر قدميه من اطراف اصابعهما إلى الموضع المسمى بالكعبين العاليين في ظاهر القدمين وان كان غسل وجهه وذراعيه كل واحد مرتين جايزا وجامعا بين فضل الروايتين وهذه الطهارة ينقضها الجنابة ومس الميت بعد برده وقبل تطهيره وينقضها النوم الغالب على السمع والبصر وكلما ازال العقل والبول والغايط وخروج الريح المتيقن ويزيد في نواقضها للنساء الحيض والنفاس والاستحاضة.

٥٣

الفصل الثاني

عشر في صفة التراب أو ما يقوم مقامه والطهارة الصغرى به بعد تعذر الطهارة بالماء

هذه الطهارة تسمى في عرف الشريعة تيمما وكانت رحمة من الله جل جلاله لمن فقد الطهارة بالماء وانعاما عليه وتكرما وصفة التراب الذى يتمم به ان يكون طاهرا ماذونا له شرعا في استعماله فان فقد التراب فيتيمم من لبد سرجه وكلما كان له غبار يجوز تصرفه فيه بالتيمم عند عدم الماء والتراب وحصول الاضطرار وهذا التيمم انما يصح المصير إليه إذا تضيق وقت الصلوة عليه بمقدار ما يحتاج المتيمم إليه وفقد الماء للطهارة بالكلية أو تعذر عليه استعماله لمرض أو تعذر ثمن أو بعض الاعذار المبيحة للتيمم في الشريعة المحمدية صلى الله عليه وآله فان كان تعذر الطهارة بالماء لانه غير موجود عنده وكان الفاقد له في الفلوات فيطلبه عند مضايقة اوقات الصلوة في الارض السهلة مقدار رمية سهمين وفى الارض الصلبة مقدار رمية سهم واحد والطلب امر مهم ممن يقدر عليه واكد فإذا لم يجده مع هذا الطلب وكان في الفلات أو كان عذره في ترك الطهارة بالماء للصلوة لبعض ما اشرنا إليه من الاعذار فصفة التيمم للطهارة الصغرى ان يضرب بباطن يديه على التراب ثم ينفضهما ويمسح بباطنهما جبينه من اصل مقدم رأسه إلى طرف انفه اعني بطرف انفه الذى يلى رأس انفه ويمسح بباطن كفه اليسرى ظاهر كفه اليمنى من اول الكف المذكورة إلى اطراف اصابعها ويمسح بباطن كفه اليمنى ظاهر كفه اليسرى من اول الكف المذكورة إلى اطراف اصابعها فإذا

٥٤

فعل ذلك فقد استباح الدخول في الصلوة والعبادات التى تحتاج إلى الطهارة ولا ينقض هذا التيمم الا ما ينقض الطهارة بالماء وينقضه ايضا التمكن من الطهارة بالماء.

الفصل الثالثعشر

في صفة الطهارة بالماء للغسل عقلا ونقلا

يقول السيد الامام العالم العامل الفقيه العلامة رضى الدين ركن الاسلام أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس اكمل الله لديه فضله واسمى محله المهم عند العارفين في الاغتسال قبل الشروع تقديم غسل القلوب من الذنوب بماء الخشوع وغسل الجوارع من العيوب بماء الدموع ونية غسل التوبة بوسيلة الاخلاص والدخول عند الغسل إلى مقام الاختصاص والاغسال منها واجب ومنها مندوب فالواجب على الاحياء المكلفين غسل الجنابة وغسل ملامسة الميت من الناس بعد برده بالموت وقبل تغسيله وعلى النساء غسل الجنابة ايضا وغسل الحيض والنفاس والاستحاضة والاغسال المندوبة ثمانية وعشرون غسلا بل اكثر من هذا العدد تضمنت الروايات لكل غسل منها فضلا وثوابا ثم غسل الاموات من الذين يجب تغسيلهم في شريعة سيد المرسلين وسوف نذكر ما نختاره من تفصيل ما اجملناه ليقف من يريد العمل على معناه.

ذكر غسل الجنابة إذا صار الانسان جنبا اما بجماع التقى فيه الختانان بان يحاذي موضع ختان الرجل موضع ختان المرئة أو بانزال الماء الدافق المعلوم كونه جنابة سواء كان في نوم أو يقظة بشهوة

٥٥

أو بغير شهوة فإذا صار جنبا فلا يجوز له دخول شئ من المساجد الا عابر سبيل عند ضرورة ولا يضع فيها شيئا مع الاختيار الا المسجد الحرام والمسجد بالمدينة الشريفة فانه لا يجتاز بهما ولا يمس كتابة المصحف الشريف ولا اسما من اسماء الله جل جلاله واسماء انبيائه وائمته صلوات الله جل جلاله عليهم.

ويجوز له قراءة القرآن الا العزائم الاربع فانه لايقرء منها شيئا ما دام جنبا وهى سجدة لقمان وحم السجدة وسورة والنجم وسورة اقرء باسم ربك.

ويكره له ان يأكل أو يشرب وهو جنب فان احتاج إلى ذلك فيتمضمض ويستنشق ثم يأكل ويشرب ويكره له النوم بعد الجنابة الا بعد الوضوء ويكره له الخضاب.

فإذا اراد الغسل من الجنابة فالواجب ان كان غسله من انزال ماء دافق ان يستبرئ نفسه بالبول أو ما يجرى مجراه ولا يجب ذلك على النساء.

ثم يغسل كل موضع اصابته نجاسة في جسده ثم يغسل يده ثلث مرات مندوبا ويقول عند الغسل اللهم طهرني وطهر قلبى واشرح صدري واجر على لساني ذكرك ومدحتك والثناء عليك اللهم اجعله لى طهورا وشفاء ونورا انك على كل شئ قدير ويقدم المضمضة والاستنشاق وينوى نية الغسل ان اراد عند المضمضة وان اراد عند ابتداء به في الغسل ونيته انه يغتسل غسل الجنابة لوجه (١) وجوبه ليرفع به الحدث ويستبيح به ما يستبيح به يعبد الله جل جلاله بذلك لانه سبحانه اهل للعبادة.

__________________

(١) قصد وجه العبادة ليس بواجب على التحقيق.

٥٦

فان كان اغتساله بالارتماس يكفيه ارتماسة واحدة تشتمل جميع جسده.

وان كان غسله بغير ارتماس فيبدء بغسل رأسه إلى اصل عنقه ويوصل الماء إلى اصول شعر رأسه وان كان له لحية فيوصل الماء إلى اصول شعرها ثم يغسل جانبه الايمن من اعلى منكبه الايمن إلى اسفل قدمه الايمن ثم يغسل جانبه الايسر من اعلى منكبه الايسر إلى اسفل قدمه الايسر ويجزيه من الماء للغسل اقل ما يجرى على جسده كما شرحناه مما يسمى غسلا شرعا والترتيب كما ذكرناه واجب والموالاة غير واجبة.

فكل غسل يغتسله سواء كان واجبا أو مندوبا فهذه صفته من حين وصفناه من المضمضة إلى اخر فراغه من الغسل وكذلك هذا صفة غسل المرئة من الحيض والاستحاضة المخصوصة والنفاس ولا تحتاج المرئة إلى الاستبراء عند الاغتسال مثل الرجال.

واما حكم حيضهن واستحاضتهن ونفاسهن فكتب الفقه متضمنة لكثير من التفصيل.

ولكني اذكر جملة من ذلك لئلا يخلو الكتاب من الاشارة إلى ذلك على وجه جميل.

فاقول ان الدم الذى يحكم الشرع انه حيض هو الدم الذى تجده المرئة بعد بلوغها غير مشتبه بدم قرح ولا جرح ولا دم عذرة ولا غيرها ويكون اقل مدته ثلثة ايام واكثرها عشرة فان اشتبه بدم قرح أو جرح في باطن فرجها فتدخل قطنة فان خرج عليها الدم من الجانب الايسر فهو دم حيض وان كان من غير الجانب الايسر فليس بدم حيض وان اشتبه بدم العذرة فتدخل فان خرجت متطوقة بالدم فهو دم عذرة والا فهو

٥٧

دم حيض.

وإذا كانت حايضا حرم عليها الصلوة والصوم ودخول المساجد وقرائة العزائم ومس القرآن ويحرم على زوجها وطئها وطلاقها في حال حيضها على وجه وإذا طهرت واغتسلت ودخل وقت صلوة واجبة وجب عليها صلوتها كما كانت قبل حيضها ولم يجب عليها قضاء ما مضى من صلوتها في ايام حيضها ويجب عليها قضاء ما كان واجبا عليها من الصوم في ايام حيضا لولا الحيض.

واما النفساء فهى التى ترى الدم عند الولادة وليس لقليله حد واكثره عشرة ايام وحكمها حكم الحايض.

واما المستحاضة فهى التى ترى الدم ولا يكون حيضا كما ذكرناه ولا نفاسا كما وصفناه ولها ثلثة احوال ان كان قليلا فتعتبر بقطنة فإذا لم يبلغ إلى جانب القطنة الفوقاني فعليها تجديد القطنة وتجديد الطهارة الصغرى عند كل صلوة وتصح صلوتها وان كان الدم يظهر على القطنة إلى الجانب الفوقاني ولا يسيل عن القطنة فعليها ان تزيد على ما ذكرناه من تجديد القطنة والوضوء غسلا كصفة غسل الجنابة بنية انه غسل الاستحاضة لصلوة الغدوة خاصة وتصلى باقى الصلوات بالوضوء كما شرحناه وان كان دم الاستحاضة يسيل عن جانب القطنة الفوقاني فتزيد على ما ذكرناه غسلا لصلوة الظهرين تجمع بينهما وغسلا لصلوة العشائين كذلك وحكمها حكم الطاهرة فيما وصفناه.

يقول السيد الامام العالم العامل الفقيه العلامة رضى الدين ركن الاسلام أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسينى.

٥٨

وسأذكرنا تفصيلا من مسائل التفريع لذلك ما عرفت ان احدا سبقني إلى تحريرها كما اذكرها ولا اقول ان ما عليها مدخلا لمن ينظرها (١).

فاقول المرئة إذا وجدت الدم فهى على قسمين مبتدئة وغير مبتدئة فان كانت مبتدئة فعليها اربعة احوال إذا استمر بها الدم.

اولها ان يتميز لها بالصفة التى يقتضى كونه حيضا فتعمل عليها. الثاني لا يتميز بالصفة المشار إليها فلترجع في حيضها إلى عادة نسائها من اهلها.

الثالث لا يتميز ولا تكون لها نساء أو كن مختلفات فلتعمل على عادة من هو مثلها في السن من النساء.

الرابع لا يتميز وليس لها نساء ولا مثل في السن أو كن مختلفات فلتترك الصلوة في كل شهر ثلثة ايام كاقل ايام الحيض استظهارا للعبادة.

وان كانت المرئة عند استمرار الدم غير مبتدئة وكانت لها عادة فلها اربعة احوال احدها ان يكون لها عادة فلا تمييز فلتعمل على العادة الثاني لها عادة وتمييز فلتعمل على العادة وقيل على التمييز والاول ارجح الثالث اختلفت عادتها ولا تمييز لها وقد نسيت العادة فلها ثلثة احوال احدها ان تكون ذاكرة للعدد ناسية للوقت والثانى ان تنساها والثالث ان تذكر الوقت وتنسى العدد فان كانت ذاكرة للعدد ناسيته للوقت فلها حالتان تارة يحصل لها اليقين في بعض الحيض مثاله ان تقول كنت احيض ستة ايام من العشر الاول ولا اعلم موضعها من العشر فحكمها ان تفعل من اول العشر إلى اخر اليوم الرابع منه ما تفعله

__________________

(١) والظاهر انها كانت كذا (ولا اقول ان عليها مدخلا لمن ينظرها).

٥٩

المستحاضة وتغتسل آخر اليوم السادس غسل انقطاع دم الحايض لجواز ان يكون ذلك الوقت آخر الستة الايام التى ذكرت انها تعرف انها تكون فيها حائضا وبعده لكل صلوة غسلا من غسل الحيض لجواز ان يكون دم الحيض عند كل صلوة وتعمل بعد اليوم السادس عمل المستحاضة وتارة لا يحصل لها اليقين بشئ من الحيض كامرئة قالت ان حيضى كانت عشرة ايام من كل شهر ولا اعلم موضعها فان حكمها ان تفعل ما تفعله المستحاضة إلى آخر العشر الاول من الشهر ثم تغتسل عند كل صلوة غسل الحايض لجواز انقطاع دم الحيض عند ذلك مع ما تعمله المستحاضة إلى اخر الشهر وان كانت المرئة ناسية للعدد والوقت تركت الصلوة في كل شهر ثلثة ايام عن اقل ايام الحيض احتياطا للعادة وعملت في غير الثلثة الايام ما تعمله المستحاضة.

وان كانت المرئة ذاكرة للوقت ناسية للعدد فلها ثلثة احوال ايضا احدها ان تذكر اول الحيض ولا تذكر آخره والثانى ان تذكر آخره ولا تذكر اوله والثالث ان لا تذكر اوله ولا اخره بل تعرف انها كانت تكون حايضا في وقت ولا تعرف اول حيضها أو وسطه أو آخره فإذا ذكرت اوله تجعل حيضها ثلثة ايام وتغتسل في آخرها غسل الحايض ثم تغتسل عند كل صلوة غسل الحايض مع ما تعمله من عمل المستحاضة إلى آخر الشهر وإذا ذكرت آخر الحيض دون اوله تغتسل في آخر الوقت الذى تعلم انه آخر حيضها غسل الحايض وتعمل في باقى الشهر عمل المستحاضة وان كانت ناسية لاوله وآخره فتجعل الوقت الذى تذكر انه حيض حيضا وتغتسل في آخره غسل الحايض وتكون قبله عاملة عمل المستحاضة وبعد ذلك الوقت تغتسل عند كل صلوة غسل الحايض

٦٠