فلاح السائل

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

فلاح السائل

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٩٤

والابصار صل على محمد وآله وثبت قلبى على طاعتك وطاعة رسولك عليه وآله السلام اللهم لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب اللهم ان لك عدوا لا يالونى خبالا حريصا على غيى بصيرا بعيوبي يرانى هو وقبيله من حيث لا اراهم اللهم صل على محمد وآله واعذ منه انفسنا واهالينا واولادنا واخواننا وما اغلقت عليه ابوابنا واحاطت عليه دورنا اللهم صل على محمد وآله وحرمنا عليه كما حرمت عليه الجنة وباعد بيننا وبينه كما باعدت بين المشرق والمغرب وبين السماء والارض وابعد من ذلك اللهم صل على محمد وآله واعذنى منه ومن همزه ولمزه وفتنته ودواهيه وغوايله وسحره ونفثه اللهم صل على وآل محمد واعذنى منه في الدنيا والاخرة وفى المحيا والممات بالله ادفع ما اطيق وما لا اطيق ومن الله القوة والتوفيق يا من تيسير العسير عليه سهل سيسر صل على محمد وآله ويسر لى ما اخاف عسره فان تيسير العسير عليك يسير اللهم يا رب الارباب ويا معتق الرقاب انت الله الذى لا يزول ولا يبيد ولا تغيرك الدهور والازمان بدت قدرتك يا الهي ولم تبد هيئته (هيئتك خ ل) فشبهوك يا سيدى واتخذوا بعض انبيائك (اياتك) اربابا ثم لم يعرفوك يا الهى وانا يا الهى برئ اليك في هذه الليلة من الذين بالشبهات طلبوك وبرئ اليك من الذين شبهوك وجهلوك يا الهي انا برئ من الذين بصفات عبادك وصفوك بل انا برئ من الذين جحدوك ولم يعبدوك وانا برئ من الذين في افعالهم جوروك يا الهي انا برئ من الذين بقبايح افعالهم نحلوك وانا برئ من الذين فيما نزهوا عنه آبائهم وامهاتهم ما نزهوك وابرء اليك من الذين في مخالفة نبيك وآله عليهم السلام خالفوك انا برئ اليك من الذين في محاربة اوليائك

٢٦١

حاربوك وانا برئ اليك من الذين في معاندة ال نبيك عليهم السلام عاندوك اللهم صل على محمد وآله واجعلني من الذين عرفوك فوحدوك واجعلني من الذين لم يجوروك وعن ذلك نزهوك واجعلني من الذين في طاعة اوليائك واصفيائك اطاعوك واجعلني من الذين في خلواتهم وفى اناء الليل واطراف النهار راقبوك وعبدوك يا محمد يا على بكما بكما اللهم انى اسئلك في هذه الليلة باسمك الذى إذا وضع على مغالق ابواب السماء للانفتاح انفتحت واسئلك باسمك الذى إذا وضع على مضايق الارض للانفراج انفرجت واسئلك باسمك الذى إذا وضع على البأساء للتيسير تيسرت واسئلك باسمك الذى إذا وضع على القبور للنشور انتشرت ان تصلى على محمد وآل محمد وان تمن على بعتق رقبتي من النار في هذه الليلة اللهم انى لم اعمل الحسنة حتى اعطيتنيها ولم اعمل السيئة حتى اعلمتنيها اللهم فصل على محمد وآل محمد وعد على علمك بعطائك وداو دائي بدوائك فان دائي ذنوبي القبيحة ودوائك عفوك وحلاوة رحمتك اللهم انى اعوذ بك ان تفضحني بين الجموع بسريرتي وان القاك بخزى عملي والندامة بخطيئتي واعوذ بك ان تظهر سيئاتي على حسناتي وان اعطى كتابي بشمالي فيسود بها وجهى ويعسر بذلك حسابى فتزل بذلك قدمى ويكون في مواقف الاشرار موقفي وان اصير في الاشقياء المعذبين حيث لاحميم يطاع ولارحمة منك تداركني فاهوى في مهاوى الغاوين اللهم صل على محمد وآله واعذنى من ذلك كله اللهم بعزتك القاهرة وسلطانك العظيم صل على محمد وآله وبدل لى الدنيا الفانية بالدار الاخرة الباقية ولقنى روحها وريحانها وسلامها واسقني من باردها واظلني في ظلالها وزوجني من حورها واجلسني على اسرتها واخدمني

٢٦٢

ولدانها واطف على غلمانها واسقني من شرابها واوردني من انهارها واهدلى ثمارها وانونى في كرامتها مخلدا لاخوف على يروعنى ولانصب يمسني لاحزن يمسكينى يعرينى ولا هم يشغلني فقد رضيت ثوابها وامنت عقابها واطمأننت في منازلها قد جعلتها لى ملجأ والنبى صلى الله عليه وآله رفيقا والمؤمنين اصحابا والصالحين اخوانا في غرف فوق غرف حيث الشرف كل الشرف اللهم واعوذ بك معاذة من خافك والجاء اليك ملجاء من هرب اليك من النار التى للكافرين اعددتها وللخاطئين اوقدتها وللغاوين ابرزتها ذات لهب وسعير وشهيق وزفير وشرر كانه جمالات صفر واعوذ بك اللهم ان تصلى بها وجهى أو تطعمها لحمى أو توقدها بدنى واعوذ بك يا الهي من لهيبها فصل على محمد وآله واجعل رحمتك لى حرزا من عذابها حتى تصيرنى بها في عبادك الصالحين الذين لا يسمعون حسيسها وهم فيما اشتهت انفسهم خالدون.

اللهم صل على محمد وآله وافعل بى ما سئلتك من امر الدنيا والاخرة مع الفوز بالجنة وامنن على في وقتى هذا وفى ساعتي هذه وفى كل امر شفعت اليك فيه وما لم اشفع اليك فيه مما لى فيه النجاة من النار والصلاح في الدنيا والاخرة واعنى على كل ما سئلتك ان تمن به على اللهم وان قصر دعائي عن حاجتى اوكل عن طلبها لساني فلاتفصر بى من جودك ولا من كرمك يا سيدي فانت ذو الفضل العظيم اللهم صل على محمد وآله واكفنى ما اهمنى وما لم يهمنى وما حضرني وما غاب عنى وما انت اعلم به منى اللهم وهذا عطاؤك ومنك وهذا تعليمك وتأديبك وهذا توفيقك وهذه رغبتي اليك من حاجتى فبحقك اللهم على من سئلك وبحق ذى الحق عليك ممن سئلك وبقدرتك على ما تشاء

٢٦٣

وبحق لا اله الا انت ياحى يا قيوم يا محيى الموتى يا لا اله الا انت القائم على كل نفس بما كسبت اسئلك ان تصلى على محمد وآل محمد وان تعتقني من النار وتكلائنى من العار وتدخلني الجنة مع الابرار فانك تجير ولايجار عليك اللهم صل على محمد وآل محمد واعذنى من سطواتك واعذنى من سوء عقوبتك اللهم ساقتني اليك ذنوبي وانت ترحم من يتوب فصل على محمد وآله واغفر لى جرمى وارحم عبرتي واجب دعوتي واقل عثرتي وامنن على بالجنة واجرني من النار وزوجني من الحور العين واعطني من فضلك فانى بك بك اليك اتوسل فصل على محمد وآله واقلبني موفور العمل بغفران الزلل بقدرتك ولاتهنى فاهون على خلقك وصل على محمد النبي وآله الطاهرين وسلم تسليما.

الفصل الثلثون

فيما نذكره مما ينبغى العمل به قبل النوم وإذا استيقظ في خلال نومه ولم يجلس

يقول السيد الامام العالم العامل الفقيه العلامة رضى الدين ركن الاسلام افضل السادة انموزج السلف الطاهر وذو الحسبين أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسينى شرف الله قدره وقدس في الملاء الاعلى ذكره يا ايها الرجل الذى يدعى انه مسلم مصدق بالكتاب والرسول وان عليه ملائكة يكتبون ما يفعل ويقول والله جل جلاله من ورائهم يطلع على ما ظهر للحفظة وعلى ما استتر عنهم ولا يستتر منه جل جلاله وهو جليس مماليكه ويرى ما يقع منهم ان كنت كما ادعيت من التصديق بهذه الاسباب فلا تغتنم ظلام

٢٦٤

الليل وتتشمر في مسالك مهالك سوء الاداب فانك ان وجدت فرقا في تحفظك في اعمالك بين علمها بالليل أو النهار فاعلم انك انما كنت تعبد بنى آدم أو انهم كانوا عندك اعظم حرمة من المالك الجبار القهار المطلع على الاسرار فلما سترك الليل منهم هان عندك مولاك الذى يراك وإذا كنت كذلك فكيف تكون مسلما عند نفسك ان كنت من ذوى الالباب وباى عقل أو قلب ترجو سلامة يوم الحساب اما تسمع الله جل جلاله وقد صرح تصريحا لا يحتمل التأويل انه لا يحب مثلك مع خيانتك واستخفائك من الناس وترك الاستخفاء من مقام العظيم الجليل فقال جل جلاله ولا تجادل عن الذين يختانون انفسهم ان الله لا يحب من كان خوانا اثيما يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله وهو معهم إذ يبيتون ما لا يرضى من القول وكان الله بما يعملون محيطا ها انتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحيوة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيمة ايها العبد المسكين هل يصح ان يكون الله جل جلاله ما يحبك وتكون من المسلمين انظر في شفاء سقام قلبك ودينك فداؤك عظيم دفين وهلا اهتديت فاقتديت بمن تذكر انك تهتدى بانواره وتقتدى باثاره وكيف كانت احوالهم في ليلهم الذى تضيعه انت باغتنام الغفلات وطلب الشهوات كانك دابة قد رفع عنها حكم التكليفات.

فمن صفات الخواص في ليلهم ما روى الطبرسي في تفسيره في تفسير قوله تعالى قم الليل الا قليلا نصفه قال كان النبي صلى الله عليه وآله وطائفة من المؤمنين يقومون حتى يصبحوا مخافة الا يحيطوا بما بين النصف والثلث والثلثين حتى خفف الله عنهم وكان بين التكليف بذلك والتخفيف منه عشر سنين وذكر هذا الحديث مشروحا أبو محمد جعفر بن

٢٦٥

احمد بن على القمى في المنبئى عن زهد النبي عليه السلام.

ومن صفات الذين تدعى انك تقتدي بهم في ليلهم ما ذكره السعيد أبو جعفر بن بابويه في كتاب العوض عن المجالس باسناده قال ان مولانا على بن ابى طالب عليه السلام كان يصلى الليل كله ويخرج ساعة بعد ساعة ينظر إلى السماء ويتلو القرآن قال نوف فمر بى بعد هدو من الليل فقال يا نوف اراقد انت ام رامق قلت بل رامق ارمقك بطرفي فقال عليه السلام يا نوف طوبى للزاهدين في الدنيا الراغبين في الاخرة الذين إذا جنهم الليل اتخذوا الارض بساطا وترابها فراشا ومائها طيبا والقرآن دثارا والدين (١) شعارا وقرضوا الدنيا قرضا على منهاج المسيح عيسى بن مريم صلى الله عليه.

ومن صفات الذين تدعى انك تقتدي بهم في ليلهم ما رواه صاحب كتاب زهد مولانا على بن ابى طالب عليه السلام قال حدثنا سعيد بن عبد الله عن ابراهيم بن مهزيار عن اخيه على عن محمد بن سنان عن صالح بن عقبة عن عمرو بن ابى المقدام عن ابيه عن حبة العرنى قال بينا انا ونوف نائمين في رحبة القصر إذ نحن بامير المؤمنين عليه السلام في بقية من الليل واضعا يده على الحايط شبه الواله وهو يقول ان في خلق السماوات والارض إلى آخر الاية قال ثم جعل يقرء هذه الايات ويمر شبه الطاير عقله فقال اراقد يا حبة ام رامق قلت رامق هذا انت تعمل هذا العمل فكيف نحن قال فارخى عينيه فبكى ثم قال لى يا حبة ان لله موقفا ولنا بين يديه موقف لا يخفى عليه شئ من اعمالنا يا حبة ان الله اقرب اليك والى من حبل الوريد يا حبة انه لن يحجبني ولا اياك عن الله شئ

__________________

(١) وفى الخصال في آخر ابواب الستة (والدعاء شعارا).

٢٦٦

قال ثم قال اراقد انت يا نوف قال لا يا امير المؤمنين ما انا براقد ولقد اطلت بكائى هذه الليلة فقال يا نوف ان طال بكاؤك في هذا الليل مخافة من الله عزوجل وقرت عيناك غدا بين يدى الله عزوجل يا نوف انه ليس من قطرة قطرت من عين رجل من خشية الله الا اطفأت بحارا من النيران يا نوف انه ليس من رجل اعظم منزلة عند الله من رجل بكى من خشية الله واحب في الله وابغض في الله يا نوف من احب في الله لم يستأثر على محبته ومن ابغض في الله لم ينل مبغضيه خيرا عند ذلك استكملتم حقايق الايمان ثم وعظهما وذكرهما وقال في اواخره فكونوا من الله على حذر فقد انذرتكما ثم جعل يمر وهو يقول ليت شعرى في غفلاتي امعرض انت عنى ام ناظر إلى وليت شعرى في طول منامي وقلة شكرى في نعمك على ما حالى قال فوالله ما زال في هذا الحال حتى طلع الفجر.

ومن صفات مولينا على عليه السلام في ليلة ما ذكره نوف لمعوية بن ابى سفيان وانه ما فرش له فراش في ليل قط ولا اكل طعاما في هجير قط وقال نوف اشهد لقد رايته في بعض مواقفه وقد ارخى الليل سدوله وغارت نجومه وهو قابض بيده على لحيته يتململ تململ السليم ويبكى بكاء الحزين والحديث مشهور ونخاف ان تمل ايها العبد مما يقر بك من مالك يوم النشور.

يقول السيد الامام العالم العامل الفقيه العلامة رضى الدين ركن الاسلام أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد بن الطاوس شرف الله قدره واسمى ذكره واياك ان تقبل قول من يقول هذا تكليف الابرار الامجاد واننا ما كلفنا باتباعهم في العبودية والاجتهاد فلولا خوفى

٢٦٧

عليك ان تمل الحديث عن الله عزوجل وعن خاصته فتكون هالكا حيث كرهت ما يقربك من محبته لكنت اطلت في ايراد صفات شيعة الاطهار وبالغت لك في ذكر الايات ونقل الاثار ولكن اورد لك الان حديثا واحدا كافيا لمن كان قلبه واعيا حدث سعد بن عبد الله قال حدثنى محمد بن عيسى عن ابى محمد الانصاري عن عمرو بن ابى المقدام عن ابيه قال قال لى أبو جعفر عليه السلام يا ابا المقدام انما شيعة على عليهما السلام الشاحبون (١) الناحلون (٢) الذابلون ذابلة (٣) شفاههم خميصة (٤) بطونهم متغيرة الوانهم مصفرة وجوههم إذا جنهم الليل اتخذوا الارض فراشا واستقبلوا الارض بجباههم كثير سجودهم كثيرة دموعهم كثير دعاؤهم كثير بكاؤهم يفرح الناس وهم محزونون.

ومن صفات الذين تدعى انك تقتدي بهم ما رويناه باسنادنا إلى ابى جعفر محمد بن بابويه فيما رواه في كتاب اماليه باسنادنا إلى المفضل بن عمر رضوان الله جل جلاله عليه فيما رواه عن مولانا الصادق عليه السلام قال حدثنى ابى عن ابيه عليهما السلام قال ان الحسن بن على عليهما السلام كان اعبد الناس في زمانه وازهدهم وافضلهم وكان إذا حج يحج ماشيا وربما مشى حافيا وكان إذا ذكر الموت بكى وإذا ذكر القبر بكى وإذا ذكر البعث والنشور بكى وإذا ذكر الممر على الصراط بكى وإذا ذكر العرض على الله شهق شهقة يغشى عليه منها وإذا قام في صلوته ترتعد فرائصه بين يدى ربه عزوجل وكان إذا ذكر الجنة والنار اضطرب اضطراب السليم ويسئل الله الجنة ويتعوذ به من النار وكان عليه السلام لا يقرء

__________________

(١) الشاحب المهزول وقيل المتغير اللون

(٢) النحول الهزال

(٣) جافة

(٤) ضامرة.

٢٦٨

آية من كتاب الله (فيها) يا ايها الذين آمنوا الا قال لبيك اللهم لبيك ولم ير في شئ من احواله الا ذاكر الله سبحانه وكان اصدق الناس لهجة وافصحهم منطقا والخبر طويل.

ومن صفات الذين تدعى انك تقتدي بهم ما ذكره ابن عبد ربه في الجزء الرابع من كتاب العقد قال قيل لعلى بن الحسين عليه السلام ما اقل ولد ابيك فقال العجب كيف ولدت كان يصلى في اليوم والليلة الف ركعة فمتى كان يتفرغ للنساء.

(ويروى هذا الحديث الالف ركعة لزين العابدين عليه السلام ومن صفات الذين تدعى انك تقتدي بهم ما وجدناه بخط جبريل ابن احمد السوراوى رحمه الله ونحن نروى عنه كلما رواه وظاهر الحديث انه مروى عن ابى جعفر بن بابويه رضى الله عنه وهذا لفظ ما رأيناه حدثنا محمد بن موسى بن متوكل رحمه الله قال حدثنى على بن الحسين السعد ـ آبادى عن احمد بن محمد بن خالد عن ابيه قال حدثنا أبو محمد ابن زياد الازدي قال سمعت مالك بن انس فقيه المدينة يقول ادخل إلى الصادق جعفر بن محمد عليه السلام فيقدم لى المخدة ويعرف لى قدرا ويقول يا مالك انى احبك فكنت اسر بذلك واحمد الله عليه قال وكان عليه السلام رجلا لا يخلو من احدى ثلث خصال اما صائما واما قائما واما ذاكرا وكان من عظماء العباد واكابر الزهاد والذين يخشون الله عزوجل وكان كثير الحديث طيب المجالسة كثير الفوائد فإذا قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله اخضر مرة واصفر اخرى حتى ينكره من كان يعرفه ولقد حججت معه سنة فلما استوت به راحلته عند الاحرام كان كلما هم بالتلبية انقطع الصوت في حلقه وكاد ان يخر من راحلته فقلت له لابد لك من ان تقول فقال يابن ابى عامر كيف اجسر ان اقول لبيك

٢٦٩

اللهم لبيك واخشى ان يقول لا لبيك ولا سعديك).

وقد ذكرت في كتاب تقريب السالك إلى خدمة المالك طرفا من صفات من ذكرت ومن لم اذكر من الذين يقتدى بهم وكانوا على هذا السبيل من الاجتهاد الجليل الجميل.

اقول فإذا لم يحصل لك قوة ولا توفيق للسلوك بمطايا الليل على هذا الطريق فكن كما قال مولينا على بن ابى طالب عليه السلام وتقتضيه معرفتك بمولاك الذى انت بين يديه فانه قال عليه السلام إذا ضعفت من الخير فاضعف عن الشر.

اقول واعتبر صدق دعواك من بطلانها فان نفسك تريد النوم وتتكاسل عن خدمة مالكها وسلطانها بانه لو جائك واحد من اصدقائك أو بعض خدم ملوك دار الغرور أو جائك حويجة من حويجات دار السرور التى تطلبها من الدنيا التى تفنى لذاتها وتبقى تبعاتها اما كنت تترك الكسل والنوم بالكلية فإذا عرفت ذلك من نفسك فابك عليها فانك مريض في قلبك أو ضعيف في عقايدك الدينية فتب إلى الله جل جلاله واسئله العفو وان يكمل جل جلاله لك ما هو من السعادة الدينية والدنيوية فانها حاصلتان في مراقبة تلك الجلالة الالهية.

اقول فإذا جاء النوم وصرت كالمغلوب فانك ان كنت كذلك كنت معذورا ما لم يكن نومك لذنب طردك به علام الغيوب عن مقام خلوة المحب بالمحبوب.

فقد جاء في الحديث ان الله جل جلاله ينوم العبد عن خدمته عقوبة له في طريق الذنوب فانظر هناك فيما رواه أبو محمد زكريا المؤمن في كتابه الذى رواه عن مولينا الصادق عليه السلام باسناده عن عبد الصمد عن

٢٧٠

ابى عبد الله عليه السلام قال قال له رجل اوصني قال اوصيك بتقوى الله وإذا اويت إلى فراشك فاذكر ما كسبت في يومك من خير أو شر واذكر ما ادخلت بطنك من طيب أو خبيث.

يقول السيد الامام العالم العامل الفقيه رضى الدين ركن الاسلام جمال العارفين أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسينى احسن الله إليه وافاض ملابس الجلالة والاكرام عليه اعلم انك إذا اردت النوم مغلوبا عليه أو مختارا أو مائلا إليه فاعلم ان النوم موت اليقظة ووفاة الجوارح عن حيوة الاستقامة قال الله جل جلاله فيه هو الذى يتوفيكم بالليل ويعلم ما جرحتم بالنهار ثم يبعثكم فيه فجعل جل جلاله النوم وفاة واليقظة بعثا وحيوة وقد عرفت ان النائم يصير كالاعمى والاصم والاخرس والزمن والمرطوب ويضيع منه عقله وفوايد ما كان يعامل به مولاه علام الغيوب وكانه إذا نام فقد ضيع عياله وامواله وحوائجه وضروراته وما يدرى ما يجرى عليها وما بقى له قدرة على حفظ نفسه ولا حفظ شئ من مهماته التى اشرنا إليها ولو كان قد احرزها بالاقفال والرجال فانه إذا نام امكن فيها وقوع خلاف ما يريد على كل حال.

فإذا نمت كانك اصبت بمصايب هايلة ووقعت في نكبات ذاهلة وما يقدر على جميع شملك باليقضة وسلامة جوارحك وكمال حيوتك ورد سمعك وبصرك ولسانك وعقلك وسائر ما تشعث بالنوم من مراداتك الا الله جل جلاله وتقدس كماله فتب بين يديه توبة صريحة من كل تقصير كنت قبل النوم عليه.

فان لم توافقك نفسك وعقلك وقلبك لقلة معرفتك بمولاك الذى

٢٧١

يراك على التوبة بالتحقيق فاطلب من رحمته وجوده العفو فانه جل جلاله اهل ان يتفضل بذلك على عوايد المالك الحليم الرحيم الشفيق فان لم تطلب العفو ايضا على عادة النجاة المذنبين عند اعظم المالكين القاهرين فاستسلم استسلام المسكين المستكين وسلم دينك ونفسك ومالك وعيالك واما لك وكلما تحتاج إليه إلى حفظ ذلك الرحيم الحليم الكريم الذى قد طالت جرئتك عليه وسوء ادبك بين يديه وليكن في سريرتك ان الذى اودعته من كل ما وهبك اياه فانه ملكه على التحقيق وانت مستعير ومستودع فلا تنازعه في ملكه لخاطر ولا قلب فتصير شريكا فتهلك بذلك ويفوتك رضاه فانك إذا قبلت وصيتى وتبت أو طلبت العفو أو استسلمت كما ذكرناه واودعت كما شرحناه كان هو الحافظ والحامي والخفير ولم يدخل عليك داخل في قليل ولا كثير ولا صغير ولا كبير.

رأيت في الاخبار ما معناه ان رجلا قال رأيت على ظهر ضفدع عقربا غريبة الجنس وهو عابر بها في نيل مصر من جانب إلى الجانب الذى كنت فيه فلما وصل بها طرف الماء نزلت العقرب على الارض فتبعتها وقلت في نفسي ان لهذه العقرب شانا وإذا قد جائت إلى اصل شجرة فصعدت حتى جائت إلى غصن قد تدلى على وجه شاب نائم تحت الشجرة فضربت تلك العقرب ذنب حية ضربة وقعت الحية ميتة فاستعظمت ذلك وجئت إلى الشاب فايقظته وقلت انظر إلى ما قد سلمك الله منه وانشدته.

يا نائما والجليل يحرسه

مما يلاقى في حندس الظلم

كيف تنام العيون عن ملك

تأتيك منه فوايد النعم

٢٧٢

ولقد رايت في كتاب الياقوت الاحمر تأليف احمد بن الحسن الاهوازي ما هذا لفظه قال وسمعت ان بعض وصفاء الاكاسرة قال ما نام كسرى قط الا وقبل نومه سجد لله عزوجل ويسئله ان يحييه بعد ما يميته يعنى بالموت النوم يا حيوة وبالحيوة الانتباه.

اقول انا فهذا إذا كان صفة ملك مشغول عن الله وغير عارف به جل جلاله كمعرفتك يعامل الله احسن من معاملتك فما عذرك في غفلتك عن مالك دنياك وآخرتك.

قلت ولو قدرنا انه دخل عليك داخل في حال منامك إذا عملت ما قدمناه وذهب منك بعض ما في يديك فلعل ذلك يكون ليريك الله جل جلاله آياته في رد ذلك عليك كما رويناه في بعض آيات المتوكلين على مالك يوم الدين قال ما معناه ان اعرابيا جاء إلى باب المسجد الحرام فترك ناقته وقال ما معناه اللهم هذه الناقة وما عليها في حفظك ووديعتك ودخل وطاف وخرج فلم يجد الناقة فوقف يقول ما معناه يا رب ما سرق منى شئ وانما سرق منك لانني لولا ثقتى انك تحفظ على ناقتي ورحلي ما تركتها ويكرر امثال هذا والناس يتعجبون من حديثه مع الله عزوجل وإذا الناقة زمامها بيد رجل ويده الاخرى مقطوعة وقال للاعرابي خذ ناقتك ما اصبت منها خيرا قال كيف تواريت بها وراء الجبل فإذا فارس قد نزل لاادرى من اين وصل فازعجني وقطع يدى وامرني باعادتها.

قلت انا واعرف اننى ابدا ما اودعت الله جل جلاله شيئا فضاع ولو كان قد ضاع شئ مما اودعته لاجل ذنب يكون قد جنيته فانني إذا طلبت من رحمته اعادة وديعته ردها على وما يخجلنى ولا يقف مع

٢٧٣

الذنب الذى اقتضى ضياعها من حرز رعايته ولقد توجهت إلى الحج سنة سبع وعشرين وستماة واودعت كلما صحبني في حفظ حياطة المراحم الالهية فسقط سوط لوزمر كان معى مشدودا في الكجاوة ونحن نسير ليلا فلما نزلنا ضاحى النهار فقدت السوط فقلت لرجل علوى صديق كان معنا يقال له على بن الزكي رحمه الله قد سقط السوط فاطلبه فتعجب من قولى اطلبه وقال كيف اطلب سوطا قد سقط البارحة في سرعة مسير الحاج فقلت لانني كنت اودعت ما معى كله لله جل جلاله وهو جل جلاله يحفظه فلم يقبل واخذ ابريقا ومر يستعمل ماء خارج الحاج فجاء والسوط في يده فقلت كيف وجدته قال وجدته على ظاهر فخارة رجل معلقا فقلت له هذا السوط لفلان سقط البارحة في المسير فقال نعم وجدناه ليلا فحملناه خذوا حمله إليه ولو ذكرت ما تجدد لى من امثال هذا ضجرت بوقوفك عليه.

اقول فإذا عملت كما وصفناه واودعت كما اوضحناه فتطهر كطهورك للصلوة ثم قم إلى فراشك أو موضع منامك وقل حين تاوى إلى فراشك مارويناه باسنادنا إلى على بن محمد القمى قال اخبرنا محمد بن الحسن بن الوليد قال حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن احمد بن محمد بن عيسى عن عثمان بن عيسى عن المفضل بن عمر عن ابي عبد الله عليه السلام قال تقول حين تاوى إلى فراشك واعوذ بعزة الله واعوذ بقدرة الله واعوذ بكمال الله واعوذ بسلطان الله واعوذ بجبروة الله واعوذ بملكوت الله واعوذ بدفع الله واعوذ بجمع الله واعوذ بملك الله واعوذ برحمة الله واعوذ برسول الله صلى الله عليه وآله من شر ما خلق وذرء وبرء ومن شر العامة والسامة ومن شر فسقة الجن والانس ومن شر فسقة العرب والعجم ومن شر كل

٢٧٤

دابة في الليل والنهار انت اخذ بناصيتها ان ربى على صراط مستقيم وتعوذ من شئت

اقول وليكن من عمله إذا اوى إلى فراشه ما رواه محمد بن الحسن بن احمد عن احمد بن الحسن الصفار عن على بن اسمعيل عن حماد بن عيسى عن الحسين القلانسى عن ابى بصير قال سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول من قرء قل هو الله احد احدى عشر مرة حين ياوى إلى فراشه غفر له ذنبه وشفع في جيرانه فان قرأها مأة مرة غفر ذنبه فيما يستقبل خمسين سنة.

وتقول إذا اويت إلى فراشك ايضا ما رواه هرون بن موسى رحمه الله قال حدثنا جعفر بن سليمان القمى قال حدثنا اسمعيل بن محمد الزيتوني قال حدثنا محمد بن جعفر الاسدي قال حدثنا على بن ابراهيم عن على الخياط عن يحيى بن محمد عن على بن عثمان عن رجل عن ابى عبد الله عليه السلام قال من قال إذا اوى إلى فراشه اللهم انى اشهدك انك افترضت على طاعه على بن ابى طالب والائمة من ولده ويسميهم واحدا حتى ينتهى إلى الامام الذى في عصره عليه السلام ثم مات في تلك الليلة دخل الجنة.

ذكر حال العبد إذا نام بين يدى مولاه فإذا قلت ما ذكرناه عند الجلوس في فراشك وموضع منامك فاذكر انك عبد مملوك حقير تريد ان تنام وتمد رجليك وتنبسط في الحركات والسكنات بين يدى مالك عظيم كبير فتادب قولا وفعلا فمهما تاديت وتذللت كان مولاك له اهلا وكنت انت اصغر واحقر محلا واضطجع على شقك الايمن بالاستسلام والتفويض والتوكل وكل ما يليق بذلك المقام وقل ما

٢٧٥

رويناه باسنادنا عن احمد بن محمد بن على الكوفى قال حدثنا احمد بن محمد بن سعيد قال حدثنى يحيى بن زكريا بن شيبان من كتابه في المحرم سنة سبع وستين ومأتين قال حدثنا الحسين بن على بن على بن ابى حمزة قال حدثنى ابى وحسين بن ابى العلا الزندجى جميعا عن ابى بصير عن ابي عبد الله عليه السلام قال إذا اويت إلى فراشك فاضطجع على شقك الايمن وقل بسم الله وبالله وفى سبيل الله وعلى ملة رسول الله صلى الله عليه وآله اللهم انى اسلمت نفسي اليك ووجهت اليك وفوضت امرى اليك والجأت ظهرى اليك رغبة ورهبة اليك لاملجاء ولا منجا منك الا اليك واسلمت نفسي اليك اللهم امنت بكل كتاب انزلته وبكل رسول ارسلته.

ثم تقرء قل هو الله احد والمعوذتين وآية الكرسي ثلث مرات وآية السخرة وشهد الله وانا انزلناه في ليلة القدر احدى عشرة مرة ثم تكبر اربعا وثلثين مرة وتسبح ثلثا وثلثين مرة وتحمد ثلثا وثلثين مرة وهو تسبيح الزهراء عليها السلام الذى علمها رسول الله صلى الله عليه وآله.

ثم قل لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد ويحيى ويميت وهو حى لا يموت بيده الخير وهو على كل شئ قدير.

ثم تقول اعوذ بالله الذى يمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه من شر ما خلق وما ذرء وبرء وانشاء وصور ومن الشيطان وشركه وقرعه ومن شر شياطين الانس والجن واعوذ بكلمات الله التامات من شر السامة والهامة واللامة والخاصة ومن شر ما ينزل من السماء وما يعرج فيها ومن شر طوارق الليل وطوارق النهار الا طارقا يطرق بخير

٢٧٦

بالله وبالرحمن استعنت وعليه توكلت حسبى الله ونعم الوكيل.

ثم تتوسد يمينك وتقول ما رويناه باسنادنا عن ابى محمد هرون بن موسى رضى الله عنه قال حدثنا احمد بن محمد بن يحيى العطار عن سعد بن عبد الله عن احمد بن محمد بن عيسى عن ابيه عن العلاء عن رزين عن محمد بن مسلم قال قال أبو جعفر عليه السلام إذا توسد الرجل يمينه فليقل بسم الله انى اسلمت نفسي اليك ووجهت وجهى اليك وفوضت امرى اليك والجأت ظهرى اليك وتوكلت عليك رهبة ورغبة اليك لاملجاء ولامنجى منك الا اليك امنت بكتابك الذى انزلت ورسولك الذى ارسلت ثم تسبح تسبيح فاطمة عليها السلام.

وقد قدمنا نحو هذا عند الاضطجاع على شقه الايمن وفى ذلك زيادة وهذا مختص بوقت توسده على يمينه.

وتقول ايضا حين تأخذ مضجعك ما رواه محمد بن الحسن الصفار عن احمد بن اسحق عن بكر بن محمد عن ابي عبد الله عليه السلام قال من قال حين ياخذ مضجعه ثلث مرات الحمد لله الذى علا فقهر والحمد الله الذى بطن فخبر والحمد لله الذى ملك فقدر والحمد لله الذى يحيى الموتى وهو على كلشئ قدير كان من الذنوب كهيئة يوم ولدته امه.

اقول ان شئت فكن كمملوك اعرفه من مماليك الله إذا نام بالاذن من الله والادب مع الله واستقبل القبلة بوجهه إلى الله وتوسد يمينه على صفات الثكلى الواضعة يدها على خدها فانه قد ثكل كثيرا مما يقربه إلى الله ويقصد بتلك النومة ان يتقوى بها في اليقظة على طاعة الله جل جلاله وعلى ما يراد في تلك الحال من العبودية والذلة لله وكان جبل ذنوب قلبه قد رفع على رأسه ليسقط عليه من يد غضب الله

٢٧٧

كما جرى لبنى اسرائيل حيث قال جل جلاله واذ نتقنا الجبل فوقهم كانه ظلة فان اولئك ذلوا واستسلموا لذلك خوفا من سقوط الجبل على الحيوة الفانية وجبل الذنوب يخاف صاحبه ان يسقط عليه فيهلك جميع حيوته وسعادته الفانية والباقية وان هذا المملوك إذا توسد يمينه قرء الحمد ثلث مرات ثم قرء قل هو الله احد احدى عشرة مرة ثم قرء انا انزلناه احدى عشرة مرة ثم قرء سورة الهكم التكاثر مرة ثم قرء قل يا ايها الكافرون ثلث مرات ثم قل اعوذ برب الفلق ثلث مرات ثم قل اعوذ برب الناس ثلث مرات ثم قرء آية الكرسي مرة ثم قرء شهد الله انه لا اله الا هو إلى آخر الاية ثم قرء إلى آخر الحشر من قوله لو انزلنا ثم قرء ان الله يمسك السموات والارض ان تزولا ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده انه كان حليما غفورا ثم قرء آيات السخرة ثم قرء امن الرسول إلى آخر سورة البقرة ثم قرء اواخر الكهف قل انما انا بشر مثلكم إلى آخر السورة ثم قال اللهم لاتؤمنى مكرك ولا تنسنى ذكرك ولاتول عنى وجهك ولا تهتك عنى سترك ولا تؤاخذني على تمردي ولا تجعلني من الغافلين وايقظني من رقدتي وسهل القيام فيهذه الليلة في احب الاوقات اليك وارزقني فيها ذكرك والصلوة والدعاء والشكر حتى اسئلك فتعطيني وادعوك فتستجيب لى واستغفرك فتغفر لى انك انت الغفور الرحيم.

ثم قال للخوف من الاحتلام اللهم انى اعوذ بك من الاحتلام ومن شر الاحلام وان يلعب بى الشيطان في اليقظة والمنام ثم قرء لذلك قل من يكلؤكم بالليل والنهار من الرحمن الاية ثم يقرء اخر بنى اسرائيل قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن اياما تدعوا فله الاسماء الحسنى

٢٧٨

ولا تجهر بصلوتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلا وقل الحمد لله الذى لم يتخذ صاحبة ولا ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولى من الذل وكبره تكبيرا.

ثم يسبح تسبيح الزهراء عليها السلام وهو آخر ما يقوله عند المنام. وقد روى في كل شئ من ذلك رواية في فضل ما اعتمد عليه ثم رتبه كما هداه جل جلاله إليه ولكلشئ مما قرئه فوايد عظيمة يطول الكتاب بايرادها وتعدادها وقد روينا فيما ختم به هذا المملوك عمله عند المنام من تسبيح الزهراء فامطة عليها افضل السلام ما نرويه عن جدى أبو جعفر الطوسى عن على بن ابى جيد عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الشيخ جعفر بن سليمان فيما رواه في كتابه كتاب ثواب الاعمال قال وقال أبو عبد الله إذا اوى احدكم إلى فراشه ابتدره ملك كريم وشيطان مريد فيقول له الملك اختم يومك بخير وافتح ليلك بخير ويقول له الشيطان اختم يومك باثم وافتح ليلك باثم قال فان اطاع الملك الكريم وختم يومه بذكر الله وفتح ليله بذكر الله إذا اخذ مضجعه وكبر الله اربعا وثلثين مرة وسبح الله ثلثا وثلثين مرة وحمد الله ثلثا وثلثين مرة زجر الملك الشيطان عنه فتنحى وكلاءه الملك حتى ينتبه من رقدته فإذا انتبه ابتدر شيطانه فقال له مثل مقالته قبل ان يرقد ويقول له الملك مثل ما قال له قبل ان يرقد فان ذكر الله عزوجل العبد بمثل ما ذكره اولا طرد الملك شيطانه عنه فتنحى وكتب الله عزوجل له بذلك قنوت ليله.

ذكر رواية عن الهادى عليه السلام بما يقول اهل البيت عليهم السلام عند المنام حدث الحسين بن سعيد المخزومى قال حدثنا الحسين بن احمد

٢٧٩

البوشنجى قال حدثنا عبد الله بن على السلامى قال سمعت اسحق بن محمد الزنجانى يقول سمعت الحسن بن على العلوى يقول سمعت على بن محمد بن على بن موسى الرضا عليهم السلام يقول لنا اهل البيت عند نومنا عشر خصال الطهارة وتوسد اليمين وتسبيح الله ثلثا وثلثين وتحميده ثلثا وثلثين وتكبيره اربعا وثلثين ونستقبل القبلة بوجوهنا ونقرء فاتحة الكتاب وآية الكرسي وسهد الله انه لالاله الا هو الالى اخرخا ار اخرها فمن فعل ذلك فقد اخذ بحظه من ليلته.

يقول السيد الامام العالم العامل الفقيه العلامة رضى الدين ركن الاسلام أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسينى فكذا وجدت هذا الحديث فان الراوى ذكر عشر خصال ثم عدد تسع خصال فلعله سهى في الجملة أو التفصيل والظاهر انه في التفصيل لان خصالهم عند النوم اكثر من تسع كما رويناه ولعل قد وقع السهو عن ذكر قل هو الله احد وقرائة انا انزلناه (١).

ذكر تفصيل فضايل بعض ما اجملناه قد قدمنا فضل قرائة قل هو الله احد احدى عشرة مرة ومأة مرة كما رويناه واما قرائة انا انزلناه احدى عشرة فقد روى أبو محمد هرون بن موسى رضى الله عنه قال حدثنا احمد بن محمد بن سعيد قال حدثنا احمد بن ميثم ويحيى بن زكريا بن شيبان قالا حدثنا اسحق بن على بن ابى حمزة الطيالسي واخبرنا ابن الطيب عبد الغفار بن عبيد بن السرى المقرى قال حدثنا محمد بن همام

__________________

(١) اقول أو قل اللهم مالك الملك الخ وهو الاظهر لاقترانه بفاتحة الكتاب وآية الكرسي وشهد الله في تعقيبات الفرايض اليومية

محمد حسين القمشهى عفى عنه

٢٨٠