فلاح السائل

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

فلاح السائل

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٩٤

للزوال ثلث ساعات.

الفصل التاسع والثلثون فيما نذكره من صلوة ودعاء قبل الزوال للعافية من كل مخوف.

الفصل الاربعون فيما نذكره من صلوة عند الزوال للحفظ في النفس والدين والدنيا والاهل والمال.

الفصل الحادى والاربعون في ادعية الساعات.

الفصل الثاني والاربعون فيما نذكره من ترتيب صلوة المسافر فرايضه ونوافله في اليوم والليلة.

الفصل الثالث والاربعون فيما نذكره لسور القرآن من الفضايل لضرورة عمل اليوم والليلة إلى ذلك في الفرايض والنوافل.

يقول السيد الامام العالم العامل رضى الدين ركن الاسلام جمال العارفين قدوة المجتهدين اكمل السادة أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسينى اعلى الله محله واكمل لديه فضله.

وهذا اخر ما نذكره من جملة فصول هذا الجزء الاول والثانى من هذا الكتاب وفى شرحها مقنع لمن اراد السعادة بارادة مثل هذه الاسباب.

ذكر شرحها لاهل الاتمام في الصلوات وما نذكره فيها من العبادات والدعوات مع اختصار الزوايد وكثرة الفوائد.

٢١

الفصل الاول

في تعظيم حال الصلوة وان مهملها من اعظم الجناة

اروى بحذف الاسناد عن سيدة النساء فاطمة ابنة سيد الانبياء صلوات الله عليها وعلى ابيها وعلى بعلها وعلى ابنائها الاوصياء انها سئلت اباها محمدا صلى الله عليه وآله فقالت يا ابتاه ما لمن تهاون بصلوته من الرجال والنساء قال يا فاطمة من تهاون بصلوته من الرجال والنساء ابتلاه الله بخمس عشرة خصلة ست منها في دار الدنيا وثلث عند موته وثلث في قبره وثلث في القيمة إذا خرج من قبره.

فاما اللواتى تصيبه في دار الدنيا فالاولى يرفع الله البركة من عمره ويرفع الله البركة من رزقه ويمحو الله عزوجل سيماء الصالحين من وجهه وكل عمل يعمله لا يوجر عليه ولا يرتفع دعاؤه إلى السماء والسادسة ليس له حظ في دعاء الصالحين.

واما اللواتى تصيبه عند موته فاولهن انه يموت ذليلا والثانية يموت جايعا والثالثة يموت عطشانا فلو سقى من انهار الدنيا لم يرو عطشه.

واما اللواتى تصيبه في قبره فاولهن يوكل الله به ملكا يزعجه في قبره والثانية يضيق عليه قبره والثالثة تكون الظلمة في قبره.

واما اللواتى تصيبه يوم القيمة إذا خرج من قبره فاولهن ان يوكل الله به ملكا يسحبه على وجهه والخلايق ينظرون إليه والثانية يحاسب حسابا شديدا والثالثة لا ينظر الله إليه ولا يزكيه وله عذاب اليم.

٢٢

الفصل الثاني

في صفة الصلوة التى تنهى عن الفحشاء والمنكر

ذكر الكراجكى في كتاب كنز الفوائد قال جاء في الحديث ان ابا جعفر المنصور خرج في يوم جمعة متوكئا على يد الصادق جعفر بن محمد عليه السلام فقال رجل يقال له رزام مولى خادم بن عبد الله من هذا الذى بلغ من خطره ما يعتمد امير المؤمنين على يده فقيل له هذا جعفر ابن محمد الصادق صلى الله عليه فقال انى والله ما عملت لوددت ان خد ابي جعفر نعل لجعفر.

ثم قال فوقف بين يدى المنصور فقال له اسأل يا امير المؤمنين فقال المنصور سل هذا فقال انى اريدك بالسؤال فقال له المنصور سل هذا.

فالتفت رزام إلى الامام جعفر بن محمد عليه السلام فقال اخبرني عن الصلوة وحدودها فقال له الصادق عليه السلام للصلوة اربعة الاف حد لست تواخذ بها فقال اخبرني بما لا يحل تركه ولا تتم الصلوة الا به.

فقال أبو عبد الله عليه السلام لا تتم الصلوة الا لذى طهر سابغ وتمام بالغ غير نازع ولا زايغ عرف فوقف واخبت فثبت فهو واقف بين اليأس والطمع والصبر والجزع كان الوعد له صنع والوعيد به وقع بذل غرضه (١)

__________________

(١) في القاموس الغرض الهدف يرمى فيه والمخافة والظاهر هنا ارادة انه بذل شوقه إلى عباد الله تعالى يعنى يصلى شوقا إلى الصلوة لا لمجرد اسقاط التكليف ويحتمل ارادة الخوف بمعنى مخافة عدم القبول مثل قوله تعالى يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة محمد حسين عفى عنه.

٢٣

تمثل (١) عرضه وبذل في الله المهجه وتنكب إليه المحجه (٢) غير مرتعم (٣) بارتعام يقطع علايق الاهتمام بعين (٤) من له قصد واليه

__________________

(١) تمثل على ما في القاموس جاء بمعنى تشبه واحتج وحدث وتمثل بالشئ ضربه مثلا ومثله له تمثيلا صوره له حتى كانه ينظر إليه وامتثله هو تصوره وامتثل طريقته تبعها فلم يعدها ومثل قسام منتصبا وقال العرض المتاع ويحرك إلى ان قال وبالكسر الجسد والنفس وجانب الرجل الذى يصونه من نفسه وحسبه ان يتنقص ويثلب أو سواء كان في نفسه أو سلفه أو من يلزمه امره أو موضع المدح والذم منه أو مسا يفتخر به من حسب وشرف وكيف كان فبملاحظة مراعاة السجع يكون عرضه بالتحريك ولعل المراد انه بذل وسعه في الاخلاص لله تعالى أو متاعه الذى هو عبادته أو اقام نفسه أو جسده منتصبا في طاعة الله تعالى بناء على ان يقرء عرضه بالكسر أو على احتمال مجى العرض بالتحريك ايضا بمعنى النفس والجسد أو انه جعل متاعه الذى هو العبادة متصورا بقيامه إلى الصلوة والله العالم محمد حسين عفى عنه.

(٢) المحجه بفتح الميم جادة الطريق مجمع البحرين.

(٣) في القاموس الرعام حدة النظر ورعم الشئ رقبه ورعاه ولم يذكر له من باب الافتعال شيئا وكيف كان فلعل المراد غير مرتقب وغير منتظر بارتقاب وانتظار يعنى لا ينتظر شيئا من الامور الدنيوية بل قلبه بتمامه متوجه إلى الله تعالى ومقبل بصلوته إليه تعالى وهذا المعنى يناسب قوله (ع) يقطع علائق الاهتمام والله تعالى هو العالم وقى منتهى الارب انه جساء بمعنى حدة النظر أو البصر فالمعنى غير حاد نظره بنوع من حدة النظر محمد حسين عفى عنه.

(٤) لو كان هكذا كان معناه انه بعين الله تعالى لانه تعالى هو الذى قصده المصلى ووفده إليه واسترفد منه أي استعطى ويحتمل ان يكون مصحف

بقيه در صفحه بعد

٢٤

وفد ومنه استرفد فإذا اتى بذلك كانت هي الصلوة التى بها امر وعنها اخبر فانها هي الصلوة التى تنهى عن الفحشاء والمنكر.

فالتفت المنصور إلى ابى عبد الله عليه السلام فقال يا ابا عبد الله لانزال من بحرك نغترف واليك نزدلف تبصر من العمى وتجلو بنورك الطخياء (١) فنحن نعوم في سبحات قدسك (٢) وطامى بحرك.

اقول وربما لا اذكر صورة الفاظ النيات في كثير من مواضع العبادات اتكالا على ما تبهت عليه في خطبة هذا الكتاب من كون العبد يعيد الله جل جلاله لانه اهل للعبادة واوضحت ذلك على وجه الصواب ولان قصد الانسان للعبادة كما نشير إليه هو النية وما ذلك مما يخفى عليه افلا ترى مولينا الصادق صلى الله عليه وآله لما ذكر شروط الصلوة ما احتاج إلى ذكر نيتها لانها تدخل فيما اشار عليه السلام إليه.

__________________

بقيه از صفحه قبل

بغير على ان يكون الجار متعلقا بالاهتمام يعنى يقطع علائق الاهتمام بغير الله تعالى ومثل الاحتمال الاول قول امير المؤمنين (ع) عند دفن الصديقة الكبرى بعين الله تعالى ان تدفن بنتك وحبيتك سرا واما على ما هو واقع في النسخة من لفظة يعين مضارع اعان فلعل المراد انه بحيث لايرد احدا برجاء منه اعانة واحسانا خائبا ولا يعطى رجاء من رجاه والله العالم محمد حسين عفى عنه.

(١) الطخياء الليلة المظلمة ومن الكلام ما لا يفهم كذا في القاموس والظاهر ان المراد في المقام هو الثاني يعنى بنور بيانك ينكشف المراد من الكلام الغير واضح الدلالة على المراد محمد حسين عفى عنه.

(٢) العوام السباحة

٢٥

الفصل الثالث

فيما نذكره من فضيلة الدعاء من صريح القرآن

فمن قول الله جل جلاله قل ما يعبؤ بكم ربى لولا دعاؤكم فقد كذبتم فسوف يكون

لزاما اقول فلم يجعل لهم لولا الدعاء محلا ولا مقاما فقد صار مفهوم ذلك ان محل الانسان ومنزلته عند الله جل جلاله على قدر دعائه وقيمته بقدر اهتمامه بمناجاته وندائه وعساك تجد من يقول لك ان المراد بالدعاء في هذه الاية العبادة والحق ما رواه الثقات عن اهل الامانة والسيادة من ان المراد بالدعاء فيهذه الاية هو الدعاء المفهوم بعرف الشرع من غير زيادة.

ومن الايات قول الله جل جلاله فلولا إذ جائهم باسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم فنبه الله جل جلاله على انهم لو تضرعوا ازال بأسه وغضبه وعقابه عنهم وكشف كروبهم وما قال ولو انهم إذ جائهم باسنا صلوا أو صاموا أو حجوا أو قرئوا القرآن وفى ذلك بيان لاهل الافهام من الاعيان.

ومن ذلك وعده المقدس بان الدعاء مفتاح بلوغ الامال والاماني في قوله جل جلاله وإذا سألك عبادي عنى فانى قريب اجيب دعوة الداع إذا دعاني.

ومن ذلك قوله جل جلاله ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين فنبه جل جلاله

٢٦

على ان ترك الدعاء استكبار عن عبادته وسبب لدخول النار والعذاب المهين.

وقد روى الحسين بن سعيد باسناده عن الصادق عليه السلام ان المراد بالعبادة يستكبر الانسان عنها في هذه الاية هو الدعاء وان تاركه مع هذا الامر به من المستكبرين. وفى بعض ذلك كفاية للعارفين ولو لم يكن في فضيلة الدعاء الا قول الله جل جلاله لسيد الانبياء صلوات الله عليه وآله واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغدوة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم وهذا عظيم لان صدر على مقتضى المدح لهم وكان دعاهم بالغدوة والعشي سبب امر الله جل جلاله لرسوله عليه السلام بملازمتهم والا تعد وعيناه الشريفتان عن صحبتهم.

الفصل الرابع

فيما نذكره من اخبار في فضيلة الدعاء صريحة البيان

هذا الفصل يشتمل على عدة معان من فوايد الدعوات منها انه احب الاعمال إلى الله جل جلاله.

كما رواه محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن احمد بن محمد بن عيسى عن جعفر بن محمد عن ابيه عن على عليه عليه السلام قال احب الاعمال إلى الله سبحانه في الارض الدعاء وافضل العبادة العفاف ومنها انه ينجى من الاعداء واهل الشقاق ويفتح ابواب الارزاق كما رواه محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن ابراهيم بن هاشم واحمد بن ابي عبد الله والحسين بن على بن عبد الله المغيرة عن

٢٧

الحسين بن يزيد النوفلي عن السكوني عن جعفر عن ابيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله الا ادلكم على سلاح ينجيكم من عدوكم ويدر ارزاقكم قالوا بلى قال تدعون ربكم بالليل والنهار فان الدعاء سلاح المؤمنين

وفى حديث اخر عن الصادق عليه السلام ان الدعاء انفذ من السلاح الحديد ومنها ان الدعاء عمود الدين ونور السموات والارضين كما رواه محمد بن الحسن بن الوليد بهذا الاسناد عن جعفر بن محمد عن ابيه قال رسول الله صلى الله عليه وآله الدعاء سلاح المؤمنين وعمود الدين ونور السموات والارض.

ومنها انه المراد بقوله جل جلاله ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها.

كما رواه محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن بن الصفار عن محمد بن عيسى عن زياد العبدى عن حماد بن عثمان رفعه إلى ابي عبد الله عليه السلام في قول الله ما يفتح الله للناس من رحمة فلا ممسك لها قال الدعاء.

ومنها ان الدعاء شفاء من كل داء كما رواه ايضا محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحصين بن سعيد عن على بن اسمعيل الميثمى عن ربعى عن محمد بن مسلم قال قلت لابيجعفر عليه السلام قال رسول الله صلى الله عليه وآله في هذه الحبة السوداء منها شفاء من كل داء الا السام فقال نعم ثم قال الا اخبرك بما فيه شفاء من كل داء حتى السام قلت بلى قال الدعاء.

ومنها ان الدعاء يرد القضاء المبرم كما رواه الحصين بن سعيد عن النضر بن سويد عن ابن سنان وابن فضال عن على بن عقبه قال سمعت

٢٨

ابا عبد الله عليه السلام يقول ان الدعاء يرد القضاء المبرم بعد ما ابرم ابراما فاكثر من الدعاء فانه مفتاح كل رحمة ونجاح كل حاجة ولا ينال ما عند الله الا بالدعاء فانه ليس من باب يكثر قرعه الا اوشك ان يفتح لصاحبه

ومنها ان من تخوف من نزول البلاء فدفعه بالدعاء بلغه الله جل جلاله ما اراده من الرجاء كما رواه الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان عن عنبسه قال سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول من تخوف بلاء يصيبه فيقوم فيه بالدعاء لم يره الله ذلك البلاء ابدا.

يقول السيد الامام العالم العامل الفقيه العلامة الورع رضى الدين ركن الاسلام أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسينى وفقه الله جل جلاله لما يريد منه ويرضى به عنه كلما تضمنته هذه الاخبار من فوايد الدعاء وجدناه على العيان مما تفضل الله جل جلاله به علينا من انعامه والاحسان فمن كان يحسن ظنه في صدق المقال فلا يشك فيما ذكرناه من حقيقة هذه الحال.

ومنها ان الدعاء يستقبل نزول البلاء فيمنعه ويدفعه إلى يوم الجزاء كما رواه الحسين بن سعيد بهذا الاسناد عن الحسين عن ابن بنت الياس قال سمعت الرضا عليه السلام يقول سمعت ابى عليه السلام يقول ان الدعاء يستقبل البلاء فيتوافقان إلى يوم القيمة.

ومنها ان يد الداعي لا ترجع فارغة من فضل رحمة الله جل جلاله كما رويناه باسنادنا عن محمد بن يعقوب الكليني عن ابن القيداح عن ابي عبد الله عليه السلام قال ما ابرز عبد يده إلى الله العزيز الجبار الا استحيا الله عزوجل ان يردها صفرا حتى يحصل فيها من فضل رحمته فإذا دعى احدكم فلا يرد يده حتى يمسح على وجهه ورأسه.

٢٩

الفصل الخامس

فيما نذكره من ان الدعاء ومناجاة الرحمن افضل من تلاو كلام الله جل جلاله العظيم الشأن

فمن ذلك ما رواه الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى وفضالة بن معوية بن عمار قال قلت لابي عبد الله عليه السلام رجلان افتتحا الصلوة في ساعة واحدة فتلا هذا من القرآن فكانت تلاوته اكثر من دعائه ودعا هذا فكان دعاؤه اكثر من تلاوته ثم انصرفا في ساعة واحدة ايهما افضل فقال كل فيه فضل كل حسن قال قلت قد علمت ان كلا حسن وان كلا فيه فضل فقال الدعاء افضل اما سمعت قول الله تعالى وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين هي والله العبادة اليست هي العبادة هي والله العبادة هي والله العبادة اليست اشدهن هي والله اشدهن والله اشدهن.

ومن ذلك ما رواه الحسين بن محبوب السراد يرفعه إلى ابي جعفر عليه السلام انه سئل ايهما افضل في الصلوة كثرة القرائة أو طول اللبث في الركوع والسجود فقال كثرة اللبث في الركوع والسجود اما تسمع لقول الله تعالى فاقرئوا ما تيسر منه واقيموا الصلوة انما عنى باقامة الصلوة طول اللبث في الركوع والسجود قال قلت فايهما افضل كثرة القرائة أو كثرة الدعاء فقال كثرة الدعاء اما تسمع لقوله تعالى قل ما يعبؤا بكم ربى لولا دعاؤكم.

٣٠

الفصل السادس

فيما نذكره بالعقل من صفات الداعي التى ينبغى ان ينتهى إليها

يقول السيد الامام العالم العامل الفقيه العلامة الورع رضى الدين ركن الاسلام أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس وفقه الله لما يريد منه ويرضى عنه الذى ينبغى ان يكون الداعي عليه ان يعرف انه عبد مملوك لمالك قادر قاهر مطلع عليه وان هذا العبد لا غنا له عن سيده ولا يخلو ابدا من الحاجة إليه وان هذا المالك جل جلاله في اعظم الجلالة والمهابة وعلو الشأن وان هذا العبد في ادون الرذالة والمهانة والنقصان وان اصله من التراب ومن طين ومن حماء مسنون ومن ماء مهين ثم يده صفر من حياته ومن وجوده ومن عافيته ومن تدبير اصول سعادته في دنياه وآخرته فإذا اضاف هذا العبد إلى هذا الاصل الضعيف السقيم المهين الذميم مخالفة مولاه المحسن إليه القادر القاهر المطلع عليه وهون بجلاله واقباله وعارضه في فعاله ومقاله ورأى غير ما يرى من مصالح احواله فيجب ان يكون حاله عند الدعوات والمناجات كما يكون العبد الخائن الذليل بين يدى موليه يخاطب خطاب الذليل العزيز الجليل وخطاب الحقير الفقير للمالك الغنى العلى الكبير وخطاب الضعيف السخيف للمولى المرهوب المخوف وخطاب اهل الجنايات والخيانات لاعظم مالك قادر على الانتقام في ساير الاوقات وان يكون مراده جل جلاله من دعائك له في مقدس حضرة وجوده مقدما على مرادك من رحمته وجوده فيكون تلذذك بحمده وتعظيم شأنه والاعتراف باحسانه احب اليك في اوقات الدعاء من ذكر حوائجك

٣١

ولو كانت من مهماتك في دار الفناء أو لدفع اعظم البلاء فانك ايها العبد لو عرفته جل جلاله على اليقين عرفت ان اشتغالك بحفظ حرمته وحق رحمته ابلغ فيما تريه من اجابته ومساعدته.

كما روينا باسنادنا إلى محمد بن يعقوب الكليني عن على بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابى عمير عن هشام بن سالم عن ابي عبد الله عليه السلام قال ان الله عزوجل يقول من شغل بذكرى عن مسئلتي اعطيته افضل ما اعطى من سئلني.

اقول انا اما عرفت هذا المقام عن اهل القدوة من ائمة الاسلام ان النبي عليه افضل السلام قال افضل الدعاء دعائي ودعاء الانبياء قبلى ثم ذكر تهليلا وتمجيدا وتحميدا فقيل له ما معناه اين هذا من الدعاء فقال صلوات الله عليه وعلى آله وعلى من تقدم وتأخر عنه من الاصفياء ما معناه فايما اعرف بمراد الداعي والسائل واكمل في طلب الفضائل (١) الله جل جلاله أو عبد الله بن جذعان حيث مدحه امية بن ابى الصلت

فقال :

ء اذكر حاجتى ام قد كفانى

حياؤك ان شيمتك الحياء

إذا اثنى عليك المرء يوما

كفاه من تعرضه الثناء

قلت انا فجعل المادح على ثناه على الممدوح يكفى في قضاء حاجته فالله جل جلاله احق بذلك لكمال جوده ورحمته فإذا رأيت قلبك وعقلك ونفسك بين يدى الله جل جلاله على هذه الصفات عند الضراعات فاعلم انك في حضرة وجوده وجوده فيالها من عنايات ومفتاح سعادات وتعجيل اجابات وإذا رأيت قلبك غافلا وعقلك ذاهلا ووجدت نفسك لها عن الله جل جلاله شغلا شاغلا وكانك تدعو ولست بحضرة احد على اليقين

__________________

(١) وفى نسخة الوسائل

٣٢

ولا انت بين يدى مالك عظيم الشأن مالك العالمين ولا على وجهك ذل العبودية ولا خوف خوف الهيبة المعظمة الالهية ولا رعدة الجناة العصاة إذا راى احدم مولاه فاعلم انك محجوب بالذنوب عن علام الغيوب ومعزول بالعيوب عن ذلك المقام المحبوب وممنوع بخراب القلوب عن بلوغ المطلوب واحذر ان يكون الله جل جلاله قد شهد عليك انك لا تؤمن به ومن شهد عليهم الله جل جلاله بعدم الايمان فانهم هالكون اما قال سبحانه انما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم ايمانا وعلى ربهم يتوكلون فابك على نفسك بكاء من اطلع موليه على سوء عبوديته وخبث سريرته وسوء سيرته فطرده عن ابوابه وابعده عن اعتابه وجعل من جملة عقابه ان شغله بدنياه عن شرف رضاه فإذا تأخرت عنك اجابة الدعوات وانت على ما ذممناه من الصفات فالذنب لك على التحقيق وما كنت داعيا لمولاك على التصديق ولا وقفت عنده على باب التوفيق

الفصل السابع

فيما نذكره بالنقل من الصفات التى ينبغى ان يكون الداعي عليها

روى سعيد بن يسار قال قال الصادق عليه السلام هكذا الرغبة وابرز راحتيه إلى السماء وهكذا الرهبة وجعل ظهر كفيه إلى السماء وهكذا التضرع وحرك اصابعه يمينا وشمالا وهكذا التبتل يرفع اصبعه مرة ويضعها مرة وهكذا الابتهال ومد يده تلقاء وجهه إلى القبلة وقال لا تبتهل حتى تجرى الدمعة.

وفى حديث آخر عن الصادق صلوات الله عليه الاستكانة في الدعاء

٣٣

ان يضع يديه على منكبيه حين دعائه.

يقول السيد الامام العالم العامل الفقيه العلامة الورع رضى الدين ركن الاسلام جمال العارفين أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس متعه الله ببلوغ المارب وادراك المطالب.

ومما لعله يمكن ان يكون المراد بهذه الاشارات ان بسط اليد في الرغبة اقرب إلى حال من يكون رجاؤه لله جل جلاله وحسن ظنه بافضاله يزيد على خوفه من جلاله فالراغب يسئل الامان فيبسط كفه لما ينزل فيها من الاحسان واما الرهبة وكون ظهر الكفين إلى السماء فلعل المراد بذلك ان العبد يقول بلسان حال الذلة لمالك دار الفناء ودار البقاء انا ما اقدم على بسط كفى اليك فقد جعلت وجه كفى إلى الارض ذلا وخجلا بين يديك.

ولعل المراد بتحريك الاصابع يمينا وشمالا في المتضرع انه على عادة الثاكل عند المصاب الهلل تقلب يديه وتنوح بها ادبارا واقبالا ويمينا وشمالا.

ولعل المراد بالتبتل يرفع اصبعه مرة ويضعها مرة ان معنى التبتل الانقطاع فكأنه يريد قد انقطعت اليك وحدك لما انت اهله من الالهية ويشير باصبعه وحدها من دون الاصابع على سبيل الوحدانية وهذا مقام جليل فلا يدعيه العبد الا عند العبرة ووقوفه موقف العبد الذليل واشتغاله بصاحب الجلال عن طلب الامال والتعرض للسؤال ولعل المراد بالابتهال ومد يده تلقاء وجهه إلى القبلة نوع من انواع العبودية والذلة ولعل المراد بالاستكانة وترك يديه على منكبيه اننى قد غللت يدى إلى عنقي كما يفعل العبد الجاني إذا حمل إلى مولاه تحت الاسر

٣٤

في القيود والاغلال ووضع بين يديه.

ومن صفات الداعي بالمنقول ان يبدء بمدح الله جل جلاله والثناء عليه قبل عرض الحوائج عليه.

روى الحسين بن سعيد عن صفوان عن العيص بن القسم عن ابي عبد الله عليه السلام قال إذا طلب احدكم الحاجة فليثن على ربه وليمدحه فان الرجل إذا طلب الحاجة من السلطان هيا له من الكلام احسن ما يقدر فإذا طلبتم الحاجة فمجدوا الله وامدحوه واثنوا عليه تمام الخير.

وعن الحسين بن سعيد عن ابن بكير عن محمد بن مسلم قال قال أبو عبد الله عليه السلام ان في كتاب على عليه السلام ان المدحة قبل المسألة فإذا دعوتم الله فمجدوه قال قلت كيف نمجده قال تقول يامن هو اقرب إلى من حبل الوريد يامن يحول بين المرء وقلبه يامن هو بالمنظر الاعلى يامن ليس كمثله شئ.

وعن الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان عن معوية بن عمار قال سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول انما هي المدحة ثم الاقرار بالذنب ثم المسألة انه والله ما خرج عبد من ذنب باصرار وما خرج عبد من ذنب الا بالاقرار.

وعن الحسين بن سعيد بن يسار قال قال الحلبي لابي عبد الله عليه السلام ان لى جارية تعجبني فليس يكاد يبقى لى منها ولد ولى غلام وهو يبكى ويفزع بالليل واتخوف عليه ان لا يبقى فقال أبو عبد الله عليه السلام واين انت من الدعاء قم من آخر الليل وتوضأ واسبغ الوضوء وصل واحسن صلوتك فإذا قضيت صلوتك فاحمد الله واياك ان تسئله حتى تمدحه ردد ذلك عليه مرارا يأمره بالمدحة فإذا فرغت من مدحة ربك فصل على

٣٥

نبيك صلى الله عليه وآله ثم سله يعطيك اما بلغك ان رسول الله صلى الله عليه وآله اتى على رجل وهو يصلى فلما قضى الرجل الصلوة اقبل يسئل ربه حاجته فقال النبي صلى الله عليه وآله عجل العبد على ربه واتى على اخر وهو يصلى فلما قضى صلوته مدح ربه فلما فرغ من مدحة ربه صلى على نبيه صلى الله عليه وآله فقال له النبي صلى الله عليه وآله سل تعط سل تعط.

ومن صفات الداعي ان تكون رغبته في الدعاء في السر افضل من رغبته في الدعاء على الجهر إذا كان في حال دعائه غير مفوض إلى مالك امره فيما يقتضيه عل سره من اخفائه أو جهره فانه إذا كان على صفات التفويض على الكمال الهمه الله جل جلاله ما يرضاه له من فعال ومقال وهذا امر عرفناه وجدانا وتحققناه عيانا.

عن الحسين بن سعيد عن اسمعيل بن همام عن ابى الحسن عليه السلام قال دعوة العبد سرا دعوة واحدة تعدل سبعين دعوة علانية وعن محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن ابن ابى عمير عن بعض اصحابنا عن ابي عبد الله عليه السلام قال ما يعلم عظم ثواب الدعاء وتسبيح العبد فيما بينه وبين نفسه الا الله تبارك وتعالى.

وعن محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن عيسى عن على بن اسباط عن رجل عن صفوان الجمال عن ابي عبد الله عليه السلام قال ان الله تبارك وتعالى فرض هذا الامر على اهل هذه العصابة سرا ولن يقبله علانية قال صفوان قال أبو عبد الله عليه السلام إذا كان يوم القيمة نظر رضوان خازن الجنة إلى قوم لم يمروا به فيقول من انتم ومن اين دخلتم قال يقولون ايها (١) عنا فانا قوم عبدنا الله سرا فادخلنا الله الجنة سرا.

__________________

(١) (أي كف عنا).

٣٦

ومن صفات الداعي ان يكون عند دعائه طاهرا من مظالم العباد كما رواه محمد بن الحسن الصفار عن ايوب بن نوح عن العباس بن عامر القصبابى عن ربيع بن محمد المسلمى عن عبد الاعلى السهمى عن نوف عن امير المؤمنين عليه السلام قال ان الله تبارك وتعالى اوحى إلى عيسى بن مريم عليهما السلام قل للملاء من بنى اسرائيل لا تدخلوا بيتا من بيوتي الا بقلوب طاهرة وابصار خاشعة واكف نقية وقل لهم انى غير مستجيب لاحد منكم دعوة ولاحد من خلقي قبله مظلمة.

ومن صفات الداعي ان لا يكون جبارا لما رواه محمد بن الحسن عن احمد بن ادريس عن سلمة بن الخطاب عن القاسم بن يجيى الراشدي عن جده الحسن عن داود الرقى عن ابى عبد الله عليه السلام قال اوحى الله تبارك وتعالى إلى داود عليه السلام قل للجبارين لا يذكرنى عبد الا ذكرته وان ذكروني ذكرتهم فلعنتهم.

ومن صفات الداعي ان يكون قلبه عند الدعاء نقيا ونيته صادقة لما رواه محمد بن الحسن عن محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين بن ابى الخطاب عن الحسن بن محبوب عن عمر بن مزيد قال سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول ان رجلا كان في بنى اسرائيل فدعى الله ان يرزقه غلاما ثلث سنين فلما راى ان الله لا يجيبه قال يا رب ابعيد انا منك فلا تسمعني ام قريب انت منى فلم لا تجيبني قال فاتاه آت في منامه فقال له انك تدعو الله منذ ثلث سنين بلسان بذى وقلب عات غير نقى ونية غير صادقة فاقلع عن ذلك وليتق الله قلبك وليحسن نيتك قال ففعل الرجل ذلك ثم دعا الله فولد له غلام.

ومن صفات الداعي ان لا يكون داعيا في دفع مظلمة عنه قد ظلم

٣٧

هو عبدا اخر بمثلها لما رواه محمد بن الحسن الصفار عن ابى طالب عن عثمان بن عيسى عن على بن سالم قال سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول قال الله تبارك وتعالى وعزتي وجلالى لا اجيب دعوة مظلوم في مظلمة ظلمها ولاحد عنده مثل تلك المظلمة.

ومن صفات الداعي ان يجتنب الذنوب بعد دعائه لئلا تمنعه ذنوبه من بلوغ رجائه.

لما رواه محمد بن الحسن بن احمد عن محمد بن الحسن الصفار عن محمد بن الحسين بن ابى الخطاب عن الحسن بن محبوب عن ابى ايوب عن محمد بن مسلم عن ابى جعفر عليه السلام قال ان العبد يسئل الله تبارك وتعالى الحاجة من حوائج الدنيا قال فيكون من شأن الله قضاؤها إلى اجل قريب أو وقت بطى قال فيذنب العبد عند ذلك الوقت ذنبا قال فيقول الله للمالك الموكل بحاجته لا تنجز له حاجته واحرمه اياها فانه قد تعرض لسخطى واستوجب الحرمان منى.

ومن صفات الداعي ان يكون عند دعائه آئبا تائبا صالحا صادقا لما رواه محمد بن الحسن بن الوليد عن محمد بن الحسن الصفار عن احمد بن محمد بن عيسى عن موسى بن القاسم عن عثمان بن عيسى عن بعض اصحابنا عن ابى عبد الله عليه السلام قال قلت له آيتان في كتاب الله لاادرى ما تأويلهما فقال وماهما قال قلت قوله تعالى ادعوني استجب لكم ثم ادعو فلا ارى الاجابة قال فقال لى افترى الله تبارك وتعالى اخلف وعده قال قلت لا فقال الاية الاخرى قال قوله تعالى وما انفقتم من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين فانفق فلا ارى خلفا قال افترى الله اخلف وعده قال قلت لا قال فمه قلت لا ادرى لكنى اخبرك ان شاء الله تعالى

٣٨

ما انكم لو اطعتموه فيما امركم به ثم دعوتموه لاجابكم ولكن تخالفونه وتعصونه فلا يجيبكم.

واما قولك تنفقون فلا ترون خلفا اما انكم لو كسبتم المال من حله ثم انفقتموه في حقه لم ينفق رجل درهما الا اخلفه الله عليه ولو دعتموه من جهة الدعاء لاجابكم وان كنتم عاصين قال قلت وما جهة الدعاء قال إذا اديت الفريضة مجدت الله وعظمته وتمدحه بكل ما تقدر عليه وتصلى على النبي صلى الله عليه وآله وتجتهد في الصلوة عليه وتشهد له بتبليغ الرسالة وتصلى على ائمة الهدى عليهم السلام ثم تذكر بعد التحميد لله والثناء عليه والصلوة على النبي صلى الله عليه وآله ما ابلاك واولاك وتذكر نعمه عندك وعليك وما صنع بك فتحمده وتشكره على ذلك ثم تعترف بذنوبك ذنب ذنب وتقر بها أو بما ذكرت منها وتجمل ما خفى عليك منها فتتوب إلى الله من جميع معاصيك وانت تنوى ان لاتعود وتستغفر منها بندامة وصدق نية وخوف ورجاء ويكون من قولك اللهم انى اعتذر اليك من ذنوبي واستغفرك واتوب اليك فاعنى على طاعتك ووفقني لما اوجبت على من كل ما يرضيك فانى لم ار احدا بلغ شيئا من طاعتك الا بنعمتك عليه قبل طاعتك فانعم على بنعمة انال بها رضوانك والجنة ثم تسئل بعد ذلك حاجتك فانى ارجو ان لا يخيبك انشاء الله تعالى.

يقول السيد الامام العالم العامل الفقيه العلامة رضى الدين ركن الاسلام أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس وفقه الله لما يريد منه ويرضى به عنه.

وبيان قول مولينا الصادق صلوات الله عليه إذا دعى الله جل جلاله وهو عاص له وتتاخر اجابة دعائه فان الله جل جلاله يطالبه بالتوبه وترك

٣٩

المعاصي والعبد يطلب من الله ما يدعوه وإذا كان الامركك فان لسان الحال يقول للعبد عن الله جل جلاله انا اطالبك بما هو لى وهو التوبة وانت تطالبني بما ليس لك في دعائك فإذا كان ما تعطيني ما اطلب منك وهو لى فكيف تتعجب إذا منعتك ما تطلبه منى في دعائك مما ليس لك عقوبة على منعك ما طلبته منك.

وبيان قول الصادق عليه السلام عن قول الله جل جلاله لو كسبتم من حله وانفقتم في حقه لاخلفه عليكم لان العبد إذا كسب لاجل شهوة نفسه ولم يكن قصد ذلك معاملة الله جل جلاله بالكسب ولا الانفاق فليس العبد خلص من عقوبة ذلك وانما لو كان قد كسب لله جل جلاله وانفق لله جل جلاله كان ضمانه على الله جل جلاله.

الفصل الثامن

فيما نذكره من الفوائد بالمحافظة على الاكثار من المناجاة

وفضيلة الدعاء للاخوان بظهر الغيب ولائمة النجاة

يقول السيد العالم العامل الفقيه العلامة الورع رضى الدين ركن الاسلام جمال العارفين أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس وفقه الله لما يريد منه ويرضى به عنه. انى رأيت من فوائد المحافظة على المناجاة ان ذكر الله جل جلاله يصير اغلب على العقل فيصير سببا لانس العبد بالرب ويشتغل به عن الخواطر الدنيوية والاسباب الردية فيكون ذلك داعيا إلى المراقبة لمولاه والسلامة من المجانبة والظفر برضاه.

ورأيت من فوائد المحافظة على المناجاة ان العبد يستدل بها

٤٠