فلاح السائل

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

فلاح السائل

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٩٤

للسيئات ما رواه أبو محمد هرون بن موسى رضى الله عنه قال حدثنا محمد بن همام قال حدثنا الحسن بن محمد بن جمهور القمى قال حدثنا ابى عن فضالة بن ايوب عن السكوني عن ابي عبد الله عليه السلام عن ابيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله من قال بعد صلوة العصر في كل يوم مرة واحدة استغفر الله الذى لا اله الا هو الحى القيوم ذا الجلال والاكرام واسئله ان يتوب على توبة عبد ذليل خاضع فقير بائس مسكين مستكين مستجير لا يملك لنفسه نفعا ولاضرا ولا موتا ولا حيوة ولا نشورا امر الله تعالى بتخريق صحيفته كاينة ما كانت.

يقول السيد الامام العالم العامل الفقيه رضى الدين ركن الاسلام أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسينى قدس الله ذكره قد نبهناك على صفة المستغفرين وروينا لك حديث مولينا امير المؤمنين على صلوات الله عليه وسلامه وتادب بغاية الامكان وكن صادقا بقولك انك تتوب توبة عبد ذليل فليظهر الذل على سؤالك وعلى لسان حالك وقلت خاضع فليكن الخضوع على وجه مقالك وفعالك وقلت فقير فليكن صورة مسئلتك صورة عبد فقير لمولى غنى كبير وقلت بائس فلتكن صفتك من اهل البأساء إذا تعرضوا لسؤال اعظم العظماء وقلت مسكين فليكن على قلبك ووجهك وجوارحك اثر المسكنة والاستكانة بالصدق والامانة وقلت مستجير فليكن هربك إلى الله جل جلاله في تلك الحال هرب من قد احاطت به عظايم الاهوال فهرب إلى موليه واستجار به استجارة من لا يملك لنفسه نفعا ولا دفعا وانقطع إليه على كل حال بالقلب والقالب والمقال والفعال فانك ايها العبد إذا صدقت في هذه المقامات كان الله جل جلاله اهلا ان يامر الملكين بتخريق

٢٠١

صحيفتك من الجنايات فلا تحسب انك إذا قلت ذلك وانت غافل وكاذب في هذه الدعاوى والاستغفارات انك تكون قد سلمت من زيادة الجنايات.

ومن المهمات الاقتداء بمولينا امير المؤمنين عليه السلام في الدعاء عقيب الخمس الصلوات فمن دعائه عقيب صلوة العصر سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم سبحان الله بالغدو والاصال سبحان الله بالعشى والابكار فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات والارض وعشيا حين تظهرون سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين سبحان ذى الملك والملكوت سبحان ذى العز والجبروت سبحان الحى الذى لا يموت سبحان الله القائم الدائم سبحان الحى القيوم سبحان العلى الاعلى سبحانه وتعالى سبوح قدوس رب الملائكة والروح اللهم ان ذنبي امسى مستجيرا بعفوك وخوفي مستجيرا بامنك وفقرى امسى مستجيرا بغناك وذلى امسى مستجيرا بعزك اللهم صل على محمد وآل محمد واغفر لى وارحمني انك حميد مجيد اللهم تم نورك فهديت فلك الحمد وعظم حلمك فعفوت فلك الحمد وبسطت يدك فاعطيت فلك الحمد وجهك ربنا اكرم الوجوه وجاهك اعظم الجاه وعطيتك افضل العطاء تطاع ربنا فتشكر وتعصى فتغفر وتجيب المضطر وتكشف الضر وتنجى من الكرب وتغنى الفقير وتشفى السقيم ولا يجازى الاؤك احد وانت ارحم الراحمين.

ومن المهمات الدعاء عقيب العصر بما كانت الزهراء فاطمة سيدة النساء عليها السلام تدعو به في جملة دعائها للخمس الصلوات وهو سبحان من

٢٠٢

يعلم جوارح القلوب سبحان من يحصى عدد الذنوب سبحان من لا يخفى عليه خافية في الارض ولا في السماء والحمد لله الذى لم يجعلني كافرا لانعمه ولا جاحدا لفضله فالخير منه وهو اهله والحمد لله على حجته البالغة على جميع من خلق ممن اطاعه وممن عصاه فان رحم فمن منه وان عاقب فيما قدمت ايديهم وما الله يريد ظلما للعبيد والحمد لله العلى المكان الرفيع البنيان الشديد الامكان العزيز السطان العظيم الشأن الواضح البرهان الرحيم الرحمن المنعم المنان الحمد لله الذى احتجب عن كل مخلوق يراه بحقيقة الربوبية وقدرة الوحدانية فلم تدركه الابصار ولم تحط به الاخبار ولم يقسه مقدار ولم يتوهمه اعتبار لانه الملك الجبار اللهم قد ترى مكاني وتسمع كلامي وتطلع على امرى وتعلم ما في نفسي وليس يخفى عليك شئ من امرى وقد سعيت اليك في طلبتي وطلبت اليك في حاجتى وتضرعت اليك في مسئلتي وسئلتك لفقر وحاجة وذلة وضيقة وبؤس ومسكنة وانت الرب الجواد بالمغفرة تجد من تعذب غيرى ولا اجد من يغفر لى غيرك وانت عن عذابي وانا فقير إلى رحمتك فاسئلك بفقري اليك وغناك عنى وبقدرتك على وقلة امتناعي منك وان تجعل دعائي هذا دعاء وافق منك اجابة ومجلسي هذا مجلسا وافق منك رحمة وطلبتي هذه طلبة وافقت نجاحا وما خفت عسرته من الامور فيسره وما خفت عجزه من الاشياء فوسعه ومن ارادني بسوء من الخلايق كلهم فاغلبه آمين يا ارحم الراحمين وهون على ما خشيت شدته واكشف عنى ما خشيت كربته ويسر لى ما خشيت عسرته آمين يا رب العالمين اللهم انزع العجب والرياء والكبر والبغى والحسد والضعف والشك والوهن والضر والاسقام والخذلان والمكر

٢٠٣

والخديعة والبلية والفساد من سمعي وبصرى وجميع جوارحي وخذ بناصيتى إلى ما تحب وترضى يا ارحم الراحمين اللهم صلى على محمد وآل محمد واغفر ذنبي واستر عورتى وآمن روعتي واجبر مصيبتي واغن فقرى ويسر حاجتى واقلني عثرتي واجمع شملى واكفنى ما اهمنى وما غاب عنى وما حضرني وما اتخوفه منك يا ارحم الراحمين اللهم فوضت امرى اليك والجأت ظهرى اليك واسلمت نفسي اليك بما جنيت عليها فرقا منك خوفا وطمعا وانت الكريم لا يقطع الرجاء ولا يخيب الدعاء فاسئلك بحق ابراهيم خليلك وموسى كليمك وعيسى روحك ومحمد صفيك ونبيك صلى الله عليه وآله الا تصرف وجهك الكريم عنى حتى تقبل توبتي وتغفر لى خطيئتي يا ارحم الراحمين ويا احكم الحاكمين اللهم اجعل ثارى على من ظلمنى وانصرني على من عاداني اللهم لا تجعل مصيبتي في دينى ولا تجعل الدنيا اكبر همى ولا مبلغ علمي اللهم اصلح لى دينى الذى هو عصمة امرى واصلح لى دنياى التى فيها معاشى واصلح لى آخرتي التى إليها معادى واجعل الحيوة زيادة لى في كل خير واجعل الموت راحة من كل شر اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنى اللهم احينى ما علمت الحيوة خير إلى وتوفنى إذا كانت الوفاة خير إلى واسئلك خشيتك في الغيب والشهادة والعدل في الغضب والرضا واسئلك القصد في الفقر والغنى واسئلك نعيما لا يبيد وقرة عين لا تنقطع واسئلك الرضا بعد القضا واسئلك لذة النظر إلى وجهك اللهم انى استهديك لارشاد امرى واعوذ بك من شر نفسي اللهم عملت سوء وظلمت نفسي فاغفر لى انه لا يغفر الذنوب الا انت اللهم انى اسئلك تعجيل عافيتك وصبرا على بليتك وخروجا من الدنيا إلى رحمتك اللهم انى اشهدك واشهدك ملائكتك وحملة

٢٠٤

عرشك واشهد من في السموات ومن في الارض انك انت الله لا اله الا انت وحدك لا شريك لك وان محمدا عبدك ورسولك صلى الله عليه وآله واسئلك بان لك الحمد لا اله الا انت بديع السموات والارض يا كائن قبل ان يكون شئ والمكون لكل شئ والكائن بعد ما لا يكون شئ اللهم إلى رحمتك رفعت بصرى والى جودك بسطت كفى فلا تحرمني وانا اسئلك فلا تعذبني وانا استغفرك اللهم فاغفر لى فانك بى عالم ولا تعذبني فانك على قادر برحمتك يا ارحم الراحمين اللهم ذا الرحمة الواسعة والصلاة النافعة الرافعة الزاكيه صل على اكرم خلقك عليك واحبهم اليك واوجههم لديك محمد عبدك ورسولك المخصوص بفضائل الوسائل اشرف واكرم وارفع واعظم واكمل ما صليت على مبلغ عنك ومؤتمن على وحيك اللهم كما سددت به العمى وفتحت به الهدى فاجعل مناهج سبله لنا سننا وحجج برهانه لنا سببا نأتم به إلى القدوم عليك اللهم لك الحمد ملا السموات السبع وملا طباقهن وملا الارض السبع وملا ما بينهما وملاء عرش ربنا الكريم وميزان ربنا الغفار ومداد كلمات ربنا القهار وملا الجنة وملا النار وعدد الترى والماء وعدد ما يرى وما لا يرى اللهم واجعل صلواتك وبركاتك ومنك ومغفرتك ورحمتك ورضوانك وفضلك وسلامتك وذكرك ونورك وشرفك ونعمتك وخيرتك على محمد وعلى آل محمد كما صليت وباركت وترحمت على ابراهيم وآل ابراهيم انك حميد مجيد اللهم اعط محمدا الوسيلة العظمى وكريم جزائك في العقبى حتى تشرفه يوم القيمة يا اله الهدى اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد وعلى جميع ملائكتك ورسلك سلام على جبرئيل وميكائيل واسرافيل وحملة العرش وملائكتك والكرام الكاتبين والكروبين وسلام على

٢٠٥

ملائكتك اجمعين وسلام على ابينا آدم وعلى امنا حواء وسلام على النبيين اجمعين والصديقين وعلى الشهداء والصالحين وسلام على المرسلين اجمعين والحمد لله رب العالمين ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم وحسبي الله ونعم الوكيل وصلى الله على محمد وآله وسلم كثيرا

ومن المهمات دعوات قدمناها عن الصادق عليه السلام عقيب كل واحدة من الصلوات المفروضات.

ومن المهمات دعاء الصادق عليه السلام بعد العصر وقد قدمنا اسناده عندما يختص بفريضة الظهر برواية معوية بن عمار لكل صلوة من المفروضات.

الدعاء بعد صلاة العصر الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد خاتم النبيين وعلى آله الطاهرين اللهم صل على محمد في الليل إذا يغشى وصل على محمد في النهار إذا تجلى وصل على محمد في الاخرة والاولى وصل على محمد ما لاح الجديدان وما اطرد الخافقان وما حدا الحاديان وما عسعس ليل وما ادلهم ظلام وما تنفس صبح وما اضاء فجر اللهم اجعل محمدا خطيب وفد المؤمنين اليك والمكسو حلل الامان إذا وقف بين يديك والناطق إذا خرست الالسن بالثناء عليك اللهم اعل منزلته وارفع درجته واظهر حجته وتقبل شفاعته وابعثه المقام المحمود الذى وعدته واغفر ما احدث المحدثون من امته بعده اللهم بلغ روح محمد وآل محمد منى التحية والسلام واورد على منهم تحية كثيرة وسلاما يا ذا الجلال والاكرام والافضال والانعام اللهم انى اعوذ بك من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغى بغير الحق وان اشرك بك ما لم تنزل به سلطانا أو اقول عليك ما لم اعلم اللهم انى اسئلك موجبات

٢٠٦

رحمتك وعزائم مغفرتك والغنيمة من كل بر والسلامة من كل اثم واسئلك الفوز بالجنة والنجاة من النار اللهم صل على محمد وآل محمد واجعل لى في صلوتى ودعائي بركة تطهر بها قلبى وتؤمن بها روعتي وتكشف بها كربى وتغفر بها ذنبي وتصلح بها امرى وتغنى بها فقرى وتذهب بها ضرى وتفرج بها همى وتسلى بها غمى وتشفى بها سقمى وتؤمن بها خوفى وتجلو بها حزنى وتقضى بها دينى وتجمع بها شملى وتبيض بها وجهى واجعل ما عندك خير إلى اللهم صل على محمد وآل محمد ولا تدع لى ذنبا الا غفرته ولاكربا الا كشفته ولا خوفا الا امنته ولاسقما الا شفيته ولاهما الا فرجته ولاغما الا اذهبته ولا حزنا الا سليته ولا دينا الا قضيته ولا عدوا الا كفيتنيه ولا حاجة الا قضيتها ولادعوة الا اجبتها ولا مسألة الا اعطيتها ولا امانة الا اديتها ولا فتنة الا صرفتها اللهم اصرف عنى العاهات والافات والبليات وما اطيق وما لااطيق صرفه الا بك اللهم امسى ظلمي مستجيرا بعفوك وامست ذنوبي مستجيرة بمغفرتك وامسي خوفى مستجيرا بامانك وامسي فقرى مستجيرا بغناك وامسي ذلى مستجيرا بعزك وامسي ضعفى مستجيرا بقوتك وامسي وجهى البالى الفاني مستجيرا بوجهك الدائم الباقي يا كائنا قبل كل شئ ويا مكون كل شئ صل على محمد وآل محمد واصرف عنى وعن اهلي ومالى وولدى واهل حزانتى واخواني فيك شر كل ذى شر وشر كل جبار عنيد وشيطان مريد وسلطان جابر وعدو قاهر وحاسد معاند وباغ مراصد ومن شر السامة والهامة وما دب في الليل والنهار ومن شر فساق العرب والعجم وفسقة الجن والانس واعوذ بك بدرعك الحصينة التى لاترام واسئلك ان لا تميتني غما ولاهما ولا مترديا ولاردما ولاغرقا ولا حرقا ولاعطشا

٢٠٧

ولاصبرا ولاقودا ولا اكيل السبع وامتنى على فراشي في عافية أو في الصف الذى نعت اهله في كتابك فقلت كأنهم بنيان مرصوص مقبلين غير مدبرين على طاعتك وطاعة رسولك صلى الله عليه وآله قائما بحقك غير جاحد لا لانك ولا معاند لاوليائك ولا مواليا لاعدائك يا كريم اللهم اجعل دعائي في المرفوع المستجاب واجعلني عندك وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين الذين لاخوف عليهم ولاهم يحزنون واغفر لى ولوالدي وما ولدا وما ولدت وما توالدوا من المؤمنين والمؤمنات ياخير الغافرين والحمد لله الذى قضى عنى صلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا.

ومن المهمات في دعاء مولينا المهدى عليه السلام وقد قدمناه ورويناه لجميع الصلوات.

ومن المهمات دعاء احمد بن عبد الله بن خانبه وقد قدمناه بعد الظهر ومما يدعى به بعد الصلوات لتلافي الجنايات.

فإذا فرغ العبد من جميع ذلك كما ذكرناه أو ما تهياء له مما يوفقه الله جل جلاله ويرضاه فليسجد سجدة الشكر كما تقدم تنبيهنا عليه عند سجدة الشكر في الظهر ويكون كما اشرنا إليه في ذل العبودية للعظمة الالهية فاسجد وقل ما ذكر جدى السعيد أبو جعفر الطوسى رضوان الله عليه ان مولينا على بن الحسين كان يقول صلوات الله عليه إذا سجد يقول مائة مرة الحمد لله شكرا وكلما قال عشر مرات قال شكرا للمجيب ثم يقول يا ذا المن الدائم الذى لا ينقطع ابدا ولا يحصيه غيره غيره وياذا المعروف الذى لا ينفد ابدا يا كريم يا كريم يا كريم ثم يدعو ويتضرع ويذكر حاجته.

ثم يقول لك الحمد ان اطعتك ولك الحجة ان عصيتك لاصنع لى

٢٠٨

ولا لغيري في احسان منك إلى في حالى الحسنة يا كريم يا كريم صل على محمد واهل بيته وصل بجميع ما سئلتك واسئلك من في مشارق الارض ومغاربها من المؤمنين والمؤمنات وابدء بهم وثن بى برحمتك ثم يضع خده الايمن على الارض ويقول اللهم لا تسلبني ما انعمت به على من ولايتك وولاية محمد وآل محمد عليه وعليهم السلام ثم يضع خده الايسر على الارض ويقول مثل ذلك هذا اخر الرواية.

ثم ادع بما احببت وان شئت قلت وانت ساجد اللهم لك قصدت واليك اعتمدت واردت وبك وثقت وعليك توكلت وانت عالم بما اردت فقد روى ان من قال ذلك لم يرفع رأسه حتى تقضى حاجته انشاء الله تعالى فإذا رفعت رأسك فامسح موضع سجودك ثلث مرات بيدك وقل في كل مرة ما قدمناه بعد سجدة الظهر فامسح بذلك وجهك وان كانت بك علة أو مرض فامسح موضع سجودك سبع مرات وقل في كل مرة ما ذكرناه وامسح بها موضع المرض فانه يزول انشاء الله فان كان قد صلى صلوته في مسجد من المساجد المطلقة أو الخاصة أو مسجد صلوته في داره أو مسجد حضوره في تلك الصلوة بين يدى الله جل جلاله باجتماع قلبه وطهارة اسراره واراد الانفصال من تلك الحال فليكن من نيتك انك تقوم من بين يدى الله جل جلاله امتثالا لامر الله جل جلاله فيما يأمرك به جل جلاله من صالح الاعمال خالصا لعبادته جل جلاله لانه اهل للعبادة على كل حال.

وقل ما رواه محمد بن على بن سعد الكوفى البزاز قال حدثنا محمد بن يعقوب الكليني قال حدثنا بذلك الحسين بن محمد بن عامر الاشعري عن عمه عبد الله بن عامر عن على بن مهزيار عن جعفر بن محمد الهاشمي

٢٠٩

بن ابى جعفر العطار شيخ من اهل المدينة عن ابي عبد الله عليه السلام قال سمعته يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله إذا صلى احدكم وخرج من المسجد فليقل اللهم دعوتني فاجبت دعوتك وصليت مكتوبتك وانتشرت في ارضك كما امرتني فاسئلك من فضلك العمل بطاعتك واجتناب معصيتك والكفاف من الرزق برحمتك.

اقول فينبغي له إذا انفصل بعد صلوة العصر من مقام الذل والذكر ان يكون على خاطره انه ما خرج عن ذل العبودية ولا انفصل عن اطلاع احاطة العلوم الربانية ولا اطلقوه من المعاملة فيما يعمله بعد ذلك من سائر حركاته وسكناته وانه يراد منه ان يكون عابد الله جل جلاله في سائر تصرفاته.

ولقد رأيت في حكايات اهل المراقبات ان بعضهم كان له رفيق قد صحبه مدة من الاوقات فنزلا في سفينة مع قوم وفيها حنطة والحنطة ليست لواحد منهما فغفل احدهما واخذ بيده من الحنطة واكل منها حبة واحدة فنظر إليه رفيقه وقال ما هذا قال غفلت عن نفسي فقال له ما معناه تكون بين يدى الله جل جلاله وهو مطلع عليك وهو سبحانه لو كان يصح عليه الشغل كالمشغول بدوام (بادامة) وجودك وحيوتك وعافيتك والاحسان اليك وتشتغل انت عنه لااصاحبك بعدها فاخاف ان اكتسب من غفلتك وقال ايها الملاح قدم إلى الشط فقدم ففارقه وانفصل منه وقيل شعرا.

اما تقومون كذا أو فاقعدوا

ما كل من رام السماء يصعد

عن تعب اورد ساق اولا

ومسحت غرة سياف يد

لو شرف الانسان وهو وادع

لقطع الصمصام وهو مغمد

٢١٠

الفصل الثاني والعشرون

فيما نذكره من دعاء الغروب وتحرير الصحيفة التى اثبتها الملكان وما تختم به لتعرض على علام الغيوب

يقول السيد الامام العالم العامل الفقيه العلامة رضى الدين ركن الاسلام أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسينى شرف الله قدره وقدس في الملاء الاعلى ذكره رويت باسنادى إلى محمد بن يعقوب الكليني فيما رواه في كتاب الايمان والكفر عن على بن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليماني عن ابى الحسن الماضي صلوات الله عليه قال ليس منا من لم يحاسب نفسه في كل يوم فان عمل حسنا استزاد الله وان عمل سيئا استغفر الله وتاب إليه.

اقول انا فإذا قارب غروب الشمس من يومك وانت سليم مما يقتضى استحقاق عقوبتك أو معاتبتك أو لومك وانت ذلك العبد السعيد وهذا المقام لغير المعصوم بعيد فان مولينا امير المؤمنين صلوات الله عليه وسلامه لما وصف الدنيا في نهج البلاغة وذك وذكر ان النبي صلوات الله عليه وسلامه ابغضها وحقرها وصغرها فان الله جل جلاله كذلك ابغضها وكرهها لاوليائه وخاصته واحبائه فقال عليه السلام ولو لم يكن فينا الا حبنا ما ابغض الله وتعظيمنا ما صغر الله لكفى بذلك محادة لله وخروجا عن امره.

قلت انا فكيف إذا زدنا على هذه المصائب بان يكون توكلنا على حولنا وقوتنا والمال والامل الخايب اقوى من سكوننا إلى الله

٢١١

جل جلاله المالك للمواهب وتكون ثقتنا بوعود العباد اقوى في نفوسنا من ثقتنا بوعد سلطان المعاد وخوفنا من وعيد بعض الانام اشق علينا من وعيد سلطان الليالى والايام ومرادنا من حب بعضنا لبعض احلى عندنا واقوى من حبنا لله أو حبه جل جلاله لنا وقرب بعضنا من بعض اهم علينا من تقربنا إليه جل جلاله أو قربه منا واقبال بعضنا على بعض اتم عندنا من اقبالنا عليه جل جلاله أو طلب اقباله علينا ومدح بعضنا لبعض اوقع في نفوسنا من مدحنا له جل جلاله أو طلب مدحه لنا وذم بعضنا لبعض اصعب عندنا من ذمه لنا جل جلاله أو ذم بعض اعدائه له جل جلاله فانا قد نصاحب من الكفار من يذمه ولا نسنا بمصاحبة من يعمل في حقنا ما يعمل اعظم من ذلك في حق الله جل جلاله وانسنا بعضنا ببعض اتم علينا من الانس بجلاله وحضوره واحسان بعضنا إلى بعض اعظم في نفوسنا من احسانه الذى نعجز عن شكر يسيره وطلب الحوائج منا والقيام فيها لعباده اخف علينا من القيام في فروضه أو مندوباته أو اتباع مراده وغير ذلك من سقم الالباب التى يضيق عنها مضمون هذا الكتاب وما هكذا تضمن كتابه جل جلاله فيما بين اهل هذه الملة قال جل جلاله ولا يتخذ بعضنا بعضا اربابا من دون الله.

وروى محمد بن يعقوب الكليني في كتاب الروضة في اول خطبة عن مولينا على عليه السلام اما بعد فان الله تبارك وتعالى بعث محمدا صلى الله عليه وآله بالحق ليخرج عباده من عبادة عباده إلى عبادته ومن عهود عباده إلى عهوده ومن طاعت عباده إلى طاعته ومن ولاية عباده إلى ولايته ولقد رأيت في بعض الاحاديث ان الله جل جلاله شكى إلى بعض انبيائه وخاصته من ظلم عباده لمقدس جلالته.

٢١٢

قلت انا وكيف لا يشكو لسان الحال إذا لم يقع الشكوى من بيان المقال ونحن على ما شرحناه بعضه من سوء الاعمال ولقد بلغ جهل مماليكه وعبيده إلى انه خلقهم وحده جل جلاله وما شركه احد في خلقهم وتقديرهم فقال جل جلاله منبها لهم على انفراده جل جلاله بانشائهم وتدبيرهم نحن خلقناكم فلولا تصدقون افرأيتم ما تمنون ء انتم تخلقونه ام نحن الخالقون وقال جل جلاله ما اشهدتهم خلق السموات والارض ولاخلق انفسهم وما خلقهم حتى هيأ لهم الارضين مهادا والسماء سقفا ولم يجعل لها عمادا والجبال للارض اوتادا واجري لهم الانهار وغرس لهم الاشجار ورتب لهم الليل والنهار وبالغ في عمارة هذا المسكن والدار وكلما يحتاجون إليه مدة الاعمار وان تعدوا نعمة الله لا تحصوها ان الانسان لظلوم كفار ثم رباهم بالرفق والاكرام ثم صاحبهم بعد البلوغ بالجميل والاحترام وقال جل جلاله ولقد كرمنا بنى آدم وحملناهم في البر ولبحر ولما اساؤا العبودية عاملهم بالعفو والتستر فلاحق الانشاء عرفوا ولا بحقوق التربية اعترفوا ولا عند حقوق الصحبة الجميلة وقفوا ولا من ستره وحلمه استحيوا أو انصفوا ولا بحق الملكة والسيادة قاموا لجلاله ولا بحق العبودية نهضوا لاقباله ولا لاجل جوده ووعوده ولا لاجل تهديده ووعيده وبلغ الامر إلى ان تصرفوا في انفسهم تصرف الاحرار فلا ترى على الوجوه والحركات والسكنات انهم في حضرة مولاهم الذى يريهم فيكون عليهم ذل العبودية والانكسار وكان هذا من اصعب الاخطار.

ثم اعارهم دارا إلى وقت معلوم وعرفهم انه يخرجها منهم إلى غيرهم بتقدم ورسول ومرسوم فتصرفوا فيها تصرف المالكين ولما جاء

٢١٣

رسوله ملك الموت بتقدم خرجوا منها خروج المنازعين له والكارهين واعارهم مالا لينفقوه في رضاه فتصرفوا فيه تصرف من ليس على يده يد اخرى ولا مولاه يراه وتملكوه عليه حتى بلغ سوء ادبهم بين يديه إلى انه إذا كتب إليهم كتابا وبعث محمدا رسولا يطلب من امواله كثيرا أو قليلا ليصرفها في عمارة دار اخرى كرهوا اخراجها عن ايديهم وكانه يخرجها إلى سواهم وصاروا كأنهم هم المالكون لها وكان الله جل جلاله هو المستعير فكان هذا من الهلاك العظيم الكبير وبلغ سوء العبودية بهم إلى ان صاروا في مقام شركاء لمالك حياتهم ومماتهم ينازعون ارادته وكراهاته جل جلاله باراداتهم وكراهاتهم وزاد سوء العبودية إلى انهم عزلوا مولاهم عن مقام الالهية وصاروا لا يرضون من تدبيره الا ما وافق رضاهم وكانهم يريدون ان يكون التدبير لهم واليهم في دنياهم واخزتهم فمن يكون على هذا السبيل أو دونه بقليل اما يكون وجهه اسود عند المطلع على اسراره وصحيفته سوداء عند الله وعند الملائكة الحفظة له في ليله ونهاره. (اقول ولقد رويت ورأيت من كتاب رواية الانبياء عن الآباء من اهل البيت عليهم السلام تأليف محمد بن محمد بن الاشعث وقد ذكر النجاشي انه ثقة باسناده ان مولانا على عليه السلام قال ما رايت ايمانا مع يقين اشبه منه بشك على هذا الانسان انه كل يوم يودع إلى القبور ويشيع والى غرور الدنيا يرجع وعن الشهوة والذنوب لا يقلع. فلو لم يكن لابن آدم المسكين ذنب يتوكفه ولا حساب يوقف عليه الا الموت يبدد شمله ويفرق جمعه ويؤتم ولده لكان ينبغى له ان يحاذر ما هو فيه باشد النصب والتعب.

٢١٤

ولقد غفلنا عن الموت غفلة اقوام غير نازل بهم وركنا إلى الدنيا وشهواتها ركون اقوام قد ايقنوا بالمقام وغفلنا عن المعاصي والذنوب غفلة اقوام لا يرجعون حسابا ولا يخافون عقابا.

اقول وهذا حالنا قد اشار إليها بهذه الاشارة وواضح العبارة على نحو قولهم اياك اعني واسمعي يا جارة).

ولما عرف الائمة عليهم السلام ما بلغت إليه الحال وكان حديث العباد إليهم واشاروا بما اطلعهم الله جل جلاله ورسوله عليه بان يكون ابتداء الصحيفة واخرها خيرا ليغفر ما بين ذلك من حديث الغفران إليه جل جلاله وتقدس كماله.

اقول فمما رويته بعدة طرق إلى الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان رضوان الله عليه من اماليه قال اخبرني أبو الحسن احمد بن محمد بن الحسن بن الوليد عن ابيه محمد بن الحسن عن محمد بن حسن الصفار عند احمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد عن خلف بن حماد عن ابى جميلة عن جابر ين يزيد عن ابي جعفر الباقر عليه السلام عن ابيه زين العابدين عليه السلام قال ان الملك الموكل بالعبد يكتب في صحيفة اعماله فاملئوا اولها وآخرها خيرا يغفر لكم ما بين ذلك.

ومما ارويه باسنادى إلى جدى ابى جعفر الطوسى مما يرويه عن محمد بن على بن محبوب ونقلته من خطه رضوان الله عليه عن على بن السندي عن جعفر بن محمد بن عبيدالله عن عبد الله بن ميمون عن جعفر عن ابيه قال ما من يوم يأتي على ابن آدم الا قال ذلك اليوم انا يوم جديد وانا عليك شهيد فافعل في خيرا اشهد لك به يوم القيمة فانك لن تراني بعده ابدا.

٢١٥

فاقول فإذا صار اواخر نهار هذا العبد الكثير العثار وهو على ما ذكرناه من سوء العبودية والاصرار فليقبل بقلبه إلى باب رحمة ربه ويتذكر ما جناه في سائر يومه في السرائر والظواهر ويتوب منه توبة عبد ذليل حاضر بين يدى مالك قادر قاهر وان لم يكن يذكر ما اسلفه في نهاره فيدل على قلة اكتراثه بالمطلع على اسراره فيتوب على سبيل الجملة من سائر ذنوبه باطنها وظاهرها اولها وآخرها فان لم توافقه نفسه على مقام التوبة باخلاص الطوية وصدق النية فيكون على صفة اهل الاصرار فإذا خافوا من القصاص ان يهلكوا بالبوار والدمار وخراب الديار ويقف بين يدى الله جل جلاله ويسئله الصفح والعفو عنه فقد يعفو المولى عن عبده وهو غير راض منه.

وان لم تصدق سريرته ولم يكمل ارادته في خلاص طلب العفو بذل المصرين من الجناة وخوف المتمردين من العصاة فليمد رقبته على صفة من قد استسلم لمولاه وحمل نفسه إلى موضع القود مما جناه وليكن على صفات المستسلم الذليل لمالك الاعظم الجليل وليدع على ما كنا وصفناه من آداب اهل المناجاة.

اقول وان كنت مع قوم غافلين فاياك ان تشتغل بهم عن مولاك مالك سعادتك في الدنيا والدين.

(فصل)

(اقول ثم احضر بعقلك وقلبك وقت المحاسبة لعالم الغيب جل جلاله وللملكين الحافظين وكن كما يحاسب العبد أو الساعي في بضاعة لصاحبها أو الشريك لشريكه إذا كان لمن يصاحبه اطلاع على كل ما جرت

٢١٦

الحال عليه وتكون عالما وذاكرا ان الجحود والتغافل لا ينفعك بل يقتضى غضب من تحاسبه ويستقصى عليك.

ثم تستحضر بعقلك ان جوارحك قد كتبت قصصا إلى الله تعالى تشكو من تصريفك لها في غير ما خلقت له وكذلك يشكو منك كل من كلفت القيام له بحق وما قمت له به.

فإذا برزت اليك من باب العدل اكتب معها قصة منك بلسان تشكو إلى الله تعالى منك وتشكو لمن شكى منك واعرضها جميعها من باب الفضل فتقول ما معناه اللهم انى قد حضرت للمحاسبة وما كان عندي قوة منى على حضوري بين يديك لمحاسبتك ولا جرئة على كشف سوء اعمالي فانا ذاكر لحضرتك لكن امرت فاقدمت ممتثلا لامرك وتعظيما لقدرتك واول ما اقول ما معى من عمل ارضاه لك لانني وجدت نفسي انشط لحوائج كثيرة لى ولمن يعز على اكثر من نشاطي لطاعتك ووجدت نفسي اكثر الحوائج التى انشط لها اكثر منك نفعها لغيري كله أو اكثره فانا وقت اشتغالي بها متلف لذلك الوقت من عمرى ومضيع ما كنت قادرا ان اعمله لك ويكون نفعه لى فقد سائنى تدبيرى في معاملتك فما بقى عمل ارضاه لجلالتك ونعمتك.

وانا يا سيدي معسر ايضا عن القوة على عقابك وعتابك وعلى تغير احسانك أو هوانك وقد قلت وان كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وليس لعسري يسار وكرمك وحلمك وعفوك احق بقبول عذر اهل الاعذار وكيف احبس في حبس غضبك أو عقابك وانت غريمي وشاهدي بالاعسار.

ووجدت في عقلي الذى انعمت على بنوره ان العبد إذا هرب

٢١٧

من مولاه إليه أو استسلم بين يديه أو استجار بعفوه من غضبه أو غضب على نفسه لغضب سيده عليه إذا توسل إليه بمن يعز عليه أو دخل من باب قد رحم سيده الداخلين منه إليه فانه جدير بالظفر برحمة مولاه أو عفوه أو رضاه.

وانا قد سلكت إلى حلمك جميع هذه المسالك لاجل ما قد احاط بى من المهالك.

ودخلت من الباب الذى دخل منه قوم ادريس وقوم يونس عليهما السلام فرحمتهم ولم تقف مع غضب نبيك عليهم.

ودخلت من الباب الذى سألك ابليس منه الانظار مع علمك بما هو عليه من دوام الاصرار فاجبت سؤاله.

ووقفت على الباب الذى ابتدأت منه سحرة فرعون بالهداية والعناية حتى صاروا من اوليائك وقد كانوا من اعدائك.

وعلى الباب الذى ابتدئت منها امم الانبياء الذين كانوا عاكفين على عبادة الاصنام فبعث إليهم مجلس الغضب عليهم من دلهم حتى صار فيهم خلق كثير اوليائك وعزيزين عليك.

ووقفت على باب رحمة رسولك محمد صلواتك عليه استنجد برحمته ان لااكون اعظم ذنوبا من امة موسى وقد عبدوا العجل وقالوا اذهب انت وربك فقاتلا وقالوا ارنا الله جهرة وان موسى عليه السلام شفع فيهم مع هذه الذنوب حتى رأيت في التورية ان قال جل جلالك ان لم تقبل شفاعتي فيهم فامحنى من الرسالة فقبلت يا لله شفاعته واحييتهم له بعد الموت واثنيت لهم ثناء من عصاك.

فنحن نتوجه إلى رسولك محمد صلى الله عليه وآله بك ان يشفع لنا اليك به

٢١٨

ان لاترد شفاعته فينا ومع هذه الوسائل فانني تائب اليك على قدر ما جنيت وعلى قدر ما انتهكته من حرمتك لما عصيتك وان جهات قدر ذلك وعلى قدر ما كسرت من حرمة رسولك وشريعتك وحرمت خاصتك وحرمت قرآنك والتهوين بعظيم شأنك.

فان قبلت توبتي والا فاعف عنى فقد يعفو المولى عن عبده وهو غير راض عنه أو لا تغضب على فانما يغضب من لا يقدر على العقوبة أو إذا امتنع الجاني عليه وانت قادر وانا مستسلم لك يا سيدي.

وانت تعلم ان الشيطان عدوى وهو عدو لك ومتى اخذتني بتمكينه منى شمت بى وبجنابك فان كان لابد من عقوبتي فمنك إلى لابيد عدوك وعدوى.

ووجدت نفسي منسوبة اليك ومعلقة عليك بمقتضى برك وسترك ورأيت وسمعت الملوك يتجاوزون عمن علقوه عليهم ونسبوه إليهم وتشهد العقول ان ذلك من صفات الكمال وانت احق بصفات الكمال فإذا هانت عليك وسائلي ومسائلى فاذكرني في ديوان وصيتك للمامولين بالآملين للمسئولين بالسائلين وللمحسنين بالمسيئين وللاقوياء بالضعفاء وللاغنياء بالفقراء وللاعزاء بالاذلاء وللحكماء بالسفهاء وللملوك برعيتهم وللسادة بعبيدهم واتباعهم وللكرام باللئام وللمضيفين بالضيوف وللمستجار بهم بمن جاورهم واستجار بهم وعند كل وصية اوصى بها اهل الكمال باحد من اهل النقصان وانا يا سيدي داخل في هموم تلك الوصايا والمراحم ومتشبث بحبال تلك المكارم لانك جل جلالك على ابلغ صفات الكمال وانا على صفات النقصان في الاعمال والاحوال ووجدتك قد اوصيت بالعفو وبذلت البذول على العفو ومدحت

٢١٩

الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس وانت احق بما اوصيت به وعبدك يقول كلمات وجد من قالها منك مراحم واجابات (وهى) ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين ربى انى مسنس الضر وانت ارحم ـ الراحمين ربنا اننا سمعنا مناديا ينادى للايمان ان آمنوا بربكم فامنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع الابرار ربنا وآتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيمة انك لا تخلف الميعاد

وآخر ما اقول سيدى اننى ما كنت اعرف شيئا مما خاطبتك ولا مما تمسكت بسببه انت علمتني على حلمك وكرمك ورحمتك حتى نطق لساني بالتوصل إلى رافتك ومهما كان يحسن بمن لا ينقصه الاحسان ولا يزيده الحرمان إذا علم مماليكه الجناة طرق مسألته وعرفهم كيف يستفتحون به ابواب رحمته وحلم عنهم حتى خاطبوه به واستسلموا له فاصنع بى اولى الامور بكمال صفاتك وجميل عاداتك فانت ارحم الراحمين واكرم الاكرمين واشفق المالكين اللهم وانى قد دعوتك ورجوتك فان كنت مقبلا على فارحمني واجب دعائي وصدق رجائي لتشريفي باقبالك وان كنت معرضا عنى عند خطابي لجلالك فارحمني لتلفى وهلاكي باعراضك عنى مع سعة رحمتك وافضالك اللهم وقد توجهت اليك في تضرعي بين يديك بمن يعز عليك فان كانوا مقبلين على فارحمني لاجلهم وان كانوا معرضين عنى لاجلك فبحرمة وفائهم لك في اعراضهم عنى فارحمني وادخلني تحت ظلك وظلهم).

وافعل ما رواه محمد بن يعقوب في كتاب الدعاء من كتاب الكافي

٢٢٠