فلاح السائل

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

فلاح السائل

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٩٤

وجلس مجلسنا متوسطا فنظر يمينا وشمالا وقال اتدرون ما كان امير المؤمنين عليه السلام يقول بعد الصلاة الفريضة فقلنا وما كان يقول قال كان يقول اليك رفعت الاصوات وعنت الوجوه ولك خضعت الرقاب واليك التحاكم في الاعمال ياخير من سئل وخير من اعطى يا صادق يا بار يامن لا يخلف الميعاد يامن امر بالدعاء ووعد بالاجابة يامن قال ادعوني استجب لكم يامن قال وإذا سئلك عبادي عنى فانى قريب اجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا إلى وليؤمنوا بى لعلهم يرشدون ويامن قال يا عبادي الذين اسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم لبيك وسعديك ها انا ذا بين يديك المسرف وانت القائل لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا.

ثم نظر يمينا وشمالا بعد هذا الدعاء فقال اتدرون ما كان امير المؤمنين عليه افضل السلام يقول في سجدة الشكر فقلنا وما كان يقول قال كان يقول يامن لا يزيده كثرة الدعاء الا سعة عطاء يامن لا تنفذ خزائنه يامن له خزائن السماء والارض يامن له خزائن ما دق وجل لا تمنعك اسائتى من احسانك ان تفعل بى الذى انت اهله فانت اهل الجود والكرم والعفو والتجاوز يا رب يا الله لا تفعل بى الذى انا اهله فانى اهل العقوبة وقد استحققتها لا حجة لى ولا عذر لى عندك ابوء لك بذنوبى كلها واعترف بها كى تعفو عنى وانت اعلم بها منى ابوء لك بكل ذنب اذنبته وكل خطيئة احتملتها وكل سيئة عملتها رب اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم انك انت الاعز الاكرم.

وقام فدخل الطواف فقمنا لقيامه وعاد من الغد في ذلك الوقت فقمنا لاقباله كفعلنا فيما مضى فجلس متوسطا ونظر يمينا وشمالا فقال

١٨١

كان على بن الحسين سيد العابدين يقول في سجوده فيهذا الموضع واشار بيده إلى الحجر تحت الميزاب عبيدك بفنائك مسكينك بفنائك فقيرك بفنائك سائلك بفنائك يسئلك ما لا يقدر عليه غيرك ثم نظر يمينا وشمالا ونظر إلى محمد بن القاسم من بيننا فقال يا محمد بن القاسم انت على خير ان شاء الله وكان محمد بن القاسم يقول بهذا الامر.

ثم قام فدخل الطواف فما بقى منا احد الا وقد الهم ما ذكره من الدعاء وانسينا ان نتذاكر امره الا في اخر يوم فقال لنا أبو على المحمودى يا قوم اتعرفون هذا هذا والله صاحب زمانكم فقلنا وكيف علمت يا ابا على فذكر انه مكث سبع سنين يدعو ربه ويسئله معاينة صاحب الزمان قال فبينا نحن يوما عشية عرفة فإذا بالرجل بعينه يدعو بدعاء وعيته فسئلته من هو قال من الناس قلت من أي الناس قال من عربها قلت من أي عربها قال من اشرفها قلت ومن هم قال بنو هاشم قلت من أي بنى هاشم فقال من اعلاها ذروة واصفاها قلت ممن قال ممن فلق الهام واطعم الطعام وصلى بالليل والناس ينام قال فعلمت انه علوى فاحببته على العلوية ثم افتقدته من بين يدى فلم ادر كيف مضى فسئلت القوم الذين كانوا حوله تعرفون هذا العلوى قالوا نعم يحج معنا كل سنة ما شيئا فقلت سبحان الله والله ما نرى اثر شئ قال فانصرفت إلى المزدلفة كثيبا حزينا على فراقه فنمت في ليلتى تلك فإذا انا برسول الله صلى الله عليه وآله فقال لى يا احمد رأيت طلبتك فقلت ومن ذلك يا سيدي فقال الذى رأيته في عشيتك هو صاحب زمانك قال فلما سمعنا ذلك منه عاتبناه الا يكون اعلمنا ذلك فذكر انه كان ينسى امره إلى وقت ما حدثنا به.

١٨٢

يقول السيد الامام العالم العامل الفقيه العلامة رضى الدين ركن الاسلام أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس قوله في الحديث عليه ازاران ناصح سئلت عنه بعض اهل الحجاز فذكر انه يجلب من اليمن ثياب يقال لها ناصح تعمل تارة بيضاء وتارة ملونة.

قال صاحب الصحاح في اللغة الناصح الخالص ناصح بالنون والالف والصاد والحاء غير معجمتين.

ومن المهمات بعد فراغه من الصلوات لتلافي ما يكون حصل فيها من الغفلات والجنايات من كتاب احمد بن عبد الله بن خابنه وقد ذكر جدى السعيد أبو جعفر الطوسى في كتاب الفهرست انه من اصحابنا الثقات وروى لنا العمل بما تضمنه كتابه في الدعوات حدث أبو محمد هرون بن موسى رحمة الله عليه قال حدثنا أبو على الاشعري وكان قايدا من القواد عن سعيد بن عبد الله الاشعري قال عرض احمد بن عبد الله بن خانبه كتابه على مولينا ابى محمد الحسن بن على بن محمد صاحب العسكري الاخر فقرئه وقال صحيح فاعملوا به فقال احمد بن خانبه في كتابه المشار إليه في الدعاء والمناجاة بعد الفراغ من الصلوة يقول اللهم لك صليت واياك دعوت وفى صلوتى ودعائي ما عملت من النقصان والعجلة والسهو والغفلة والكسل والفترة والنسيان والمدافعة والرياء والسمعة والريب والفكر والشك والمشغلة واللحظة الملهية عن اقامة فرايضك فصل على محمد وآله واجعل مكان نقصانها تماما وعجلتي تثبيتا وتمكنا وسهوى تيقظا وغفلتي تذكرا وكسلى نشاطا وفتورى قوة ونسياني محافظة ومدافعتي مواظبة وريائ اخلاصا وسمعتي تسترا وريبى بيانا

١٨٣

وفكري خشوعا وشكى يقينا وتشاغلى فراغا ولحاظي خشوعا فانى لك صليت واياك دعوت ووجهك اردت واليك توجهت وبك امنت وعليك توكلت وما عندك طلبت فصل على محمد وآل محمد واجعل لى في صلوتى ودعائي رحمة وبركة تكفر بها سيئاتي وتضاعف بها حسناتي وترفع بها درجتي وتكرم بها مقامي وتبيض بها وجهى وتحط بها وزرى واجعل ما عندك خير إلى مما ينقطع عنى الحمد لله الذى قضى عنى صلوتى ان الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا يا ارحم الراحمين الحمد لله الذى هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا ان هدانا الله الحمد لله الذى اكرم وجهى عن السجود الا له اللهم كما اكرمت وجهى عن السجود الا لك فصل على محمد وآله وصنه عن المسألة الا لك اللهم صل على محمد وآله وتقبلها منى باحسن قبولك ولا تؤاخذني بنقصانها وما سهى عنه قلبى منها فتممه لى برحمتك يا ارحم الراحمين اللهم صل على محمد وآل محمد اولى الامر الذين امرت بطاعتهم واولى الارحام الذين امرت بصلتهم وذوى القربى الذين امرت بمودتهم واهل الذكر الذين امرت بمسئلتهم والموالي الذين امرت بموالاتهم ومعرفة حقهم واهل البيت الذين اذهبت عنهم الرجس وطهرتهم تطهيرا اللهم صلى على محمد وآل محمد واجعل ثواب صلوتى وثواب منطقى وثواب مجلسي رضاك والجنة واجعل ذلك كله خالصا مخلصا يوافق (يوافي) منك رحمة واستجابة وافعل في جميع ما سئلتك من خير وزدنى من فضلك انى اليك من الراغبين يا ارحم الراحمين يا ذا المن الذى لا ينقطع ابدا يا ذا النعماء التى لا تحصى ابدا يا كريم يا كريم يا كريم صل على محمد وآل محمد واجعلني ممن امن بك فهديته وتوكل عليك فكفيته وسئلك فاعطيته

١٨٤

ورغب اليك فارضيته واخلص لك فانجيته اللهم صل على محمد وآل محمد واحللنا دار المقامة من فضلك لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب اللهم انى اسئلك مسألة الفقير الذليل ان تصلى على محمد وآله وان تغفر لى جميع ذنوبي وتقلبنى بقضاء جميع حوائجى اليك انك على كل شئ قدير اللهم ما قصرت عنه مسئلتي وعجزت عنه قوتي ولم تبلغه فطنتي من امر تعلم فيه صلاح امر دنياى وآخرتي فصل على محمد وآل محمد وافعله بى يا لا اله الا انت بحق لا اله الا انت برحمتك في عافية ما شاء الله ولا حول ولا قوة الا بالله.

يقول السيد الامام العالم العامل الفقيه العلامة رضى الدين ركن السلام أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس وروى هذا الدعاء عن مولينا على بن ابى طالب عليه السلام من اوله إلى اخره في الدعاء كانت على المؤمنين كتابا موقوتا ثم قال يا ارحم الراحمين وفى الروايتين اختلاف ثم قل يا الله المانع قدرته خلقه والمالك بها سلطانه والمتسلط بها في يديه كل مرجو دونك يخيب رجاء راجيه وراجيك مسرور لا يخيب اسئلك بكل رضا لك من كل شئ انت فيه وبكلشئ تحب ان تذكر به وبك يا الله فليس يعد لك شئ ان تصلى على محمد وآله وان تحوطني واخواني وولدى وتحفظني بحفظك وان تقضى حاجتى في كذا وكذا وتذكر ما تريد فقد روى عن النبي صلى الله عليه وآله انه إذا قال ذلك قضيت حاجته من قبل ان يزول.

ومن المهمات الدعاء باخر ما يدعى بعد الصلاة حدث أبو غالب احمد بن محمد بن سليمان الرازي رضى الله عنه رفعه قال هذا الدعاء يجب ان يكون اخر ما يدعى به اللهم انى وجهت وجهى اليك واقبلت بدعائي

١٨٥

عليك راجيا اجابتك طامعا في مغفرتك طالبا ما وايت به على نفسك متنجزا وعدك إذ تقول ادعوني استجب لكم فصل على محمد وآل محمد واقبل إلى بوجهك واغفر لى وارحمني واستجب دعائي يا اله العالمين.

يقول السيد الامام العالم العامل رضى الدين ركن الاسلام أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس قدس الله ذكره وشرف قدره فإذا فرغت من ذلك فاسجد سجدة الشكر سجدة من يعرف انه يريد زيادة القرب من المالك المعبود بالخضوع والسجود ولكن متاهبا كما يتاهب العبد الحقير إذا اراد التقرب من مولاه العظيم الكبير فكن على اقل المراتب حاضر القلب مجتمع الخواطر والا فانت سجدت على الغفلة كالهالك أو المخاطر وانظر كيف كان سجود مولينا الكاظم عليه السلام وما تضمن من الذل والعبودية كما نرويه لك وهو قدوة يدعو إلى الله جل جلاله ويهدى إليه ولا تقل ما اقدر على سلوك ذلك السبيل وقل لنفسك ويحك كيف تقولين ما اقدر ولو وقفت بين يدى سلطان جليل كنت على صفة عبد ذليل فمثل ما تذلين للملوك من مماليك مولاك كذا يكون تذللك له فانك ان كنت ما ترينه فانه يراك فلو كنت ما تقدرين على ما عملت ذلك التذلل مع المملوك من مماليك سلطان العالمين ولو قالوا لك ما عليك منا خوف وانت من الامنين ما زادك ذلك الا تذللا لهم وخضوعا في حضرتهم لتتقربى إليهم والى محبتهم فلا تعذر نفسك إذا كانت منزلة المملوك من العباد ارفع عندها من حرمة سلطان الدنيا والمعاد وإذا الخواص يكون سجودهم على ما سيئاتي ذكره من الخضوع فينبغي ان تكون انت أي صاحب الجنايات على اضعاف ذلك من الخوف والخشوع.

١٨٦

ذكر سجدة مولينا الكاظم عليه السلام بعد صلاة الظهر قال محمد بن يعقوب الكليني عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن عيسى عن على بن الحكم عن محمد بن سليمان عن ابيه قال خرجت مع ابى الحسن موسى بن جعفر عليه السلام إلى بعض امواله فقام إلى صلاة الظهر فلما فرغ خر لله ساجدا سمعته يقول بصوت حزين وتغرغر دموعه رب عصيتك بلساني ولو شئت وعزتك لاخر ستني وعصيتك ببصرى ولو شئت وعزتك لكمهتنى وعصيتك بسمعي ولو شئت وعزتك لاصممتنى وعصيتك بيدى ولو شئت وعزتك لكنعتنى وعصيتك برجلي ولو شئت وعزتك لجذمتنى وعصيتك بفرجى ولو شئت وعزتك لعقمتنى وعصيتك بجميع جوارحي التى انعمت بها على وليس هذا جزاؤك منى قال ثم احصيت الف مرة وهو يقول العفو العفو ثم الصق خده الايمن بالارض فسمعته وهو يقول بصوت حزين بؤت اليك بذنبى عملت سوء وظلمت نفسي فاغفر لى فانه لا يغفر الذنوب غيرك يا مولاى يا مولاى ثلث مرات ثم الصق خده الايسر بالارض فسمعته وهو يقول ارحم من اساء واقترف واستكان واعترف ثلث مرات ثم رفع رأسه.

فإذا رفعت رأسك من السجود فقل ما ذكره كردين بن مسمع في كتابه المعروف باسناده فيه إلى النبي صلى الله عليه وآله انه عليه السلام كان إذا اراد الانصراف من الصلاة مسح جبهته بيده اليمنى ثم تقول لك الحمد ولا اله الا انت عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم اذهب عنى الغم والحزن والفتن ما ظهر منها وما بطن وقال ما احد من امتى يقول ذلك الا اعطاه الله ما سئل.

وروى لنا في حديث اخر انك إذا اردت ان تقول هذه الكلمات فامسح

١٨٧

يدك اليمنى على موضع سجودك ثلث مرات وامسح بيدك في كل مرة وجهك وانت تقول في كل مرة الكلمات المذكورة.

وان كانت بك علة فاصنع كما رواه احمد بن محمد بن على الكوفى وغيره عن محمد بن يعقوب الكليني عن احمد بن محمد رفعه إلى ابي عبد الله عليه السلام قال دعاء يدعى به في عقيب كل صلاة تصليها فانكان بك داء من وجع وسقم فإذا قضيت صلوتك فامسح بيدك على موضع سجودك من الارض وادع بهذا الدعاء وامر يدك على موضع وجعك سبع مرات تقول يامن كبس الارض على الماء وسد الهواء بالسماء واختار لنفسه احسن الاسماء صل على محمد وآل محمد وافعل بى كذا وكذا وعافنى من كذا وكذا.

قال جدى السعيد أبو جعفر الطوسى رضوان الله عليه ويستحب ان يدعو لاخوانه المؤمنين في سجوده ويقول ايضا اللهم رب الفجر والليالي العشر والشفع والوتر والليل إذا يسر ورب كل شئ واله كل شئ وخالق كل شئ ومليك كل شئ صل على محمد وآله وافعل بى وبفلان ما انت اهله ولا تفعل بنا ما نحن اهله فانك اهل التقوى واهل المغفرة ثم ارفع رأسك وقل اللهم اعط محمدا وآل محمد السعادة في الرشد وايمان اليسر وفضيلة في النعم وهنائة في العلم حتى تشرفهم على كل شريف الحمد لله ولى كل نعمة وصاحب كل حسنة ومنتهى كل رغبة لم يخذلني عند شديدة ولم يفضحنى بسريرة فلسيدي الحمد كثيرا.

ثم يقول اللهم لك الحمد كما خلقتني ولم اكن شيئا مذكورا رب اعني على اهوال الدنيا وبوائق الدهر ونكبات الزمان وكربات الاخرة ومصيبات الليالى والايام واكفنى شر ما يعم الظالمون في الارض وفى

١٨٨

سفري فاصحبني وفى اهلي فاخلفني وفيما رزقتني فبارك لى وفى نفسي لك فذللنى وفى اعين الناس فعظمني واليك فحببني وبذنوبي فلا تفضحني وبعملي فلاتبتلنى وبسريرتي فلا تخزني ومن شر الجن والانس فسلمني ولمحاسن الاخلاق فوفقني ومن مساوى الاخلاق فجنبني إلى من تكلني يا رب المستضعفين وانت ربى إلى عدو ملكته امرى ام إلى بعيد فيتجهمنى فان لم تكن غضبت على يا رب فلا أبالي غيران عافيتك اوسع لى واحب إلى اعوذ بوجهك الكريم الذى اشرقت له السماوات والارض وكشفت به الظلمة وصلح عليه امر الاولين والاخرين من ان يحل على غضبك أو ينزل بى سخطك لك الحمد حتى ترضى وبعد الرضا ولا حول ولا قوة الا بك.

ذكر فضل لصلوة الراضين بتدبير الله جل جلاله القائمين بشروط الله جل جلاله اروى ذلك بطرقي إلى الشيخ ابي جعفر محمد بن على بن بابويه رضوان الله عليه فيما وراه في كتاب اماليه قال حدثنا محمد بن ابراهيم بن اسحق رحمه الله قال حدثنا احمد بن محمد الهمداني قال حدثنا محمد بن احمد بن صالح التميمي عن ابيه قال حدثنا منصور بن مجاهد عن الربيع بن بدر عن سوار بن مسيب عن وهب عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله تعالى ملكا يسمى سخائيل (سنحائيل) ياخذ البروات للمصلين عند كل صلاة من رب العالمين جل جلاله فإذا اصبح المؤمنون قاموا وتوضوا وصلوا صلاة الفجر اخذ من الله عزوجل برائة لهم مكتوب فيها انا الله الباقي عبادي وامائي في حرزي جعلتكم وفى حفظى وتحت كنفى صيرتكم وعزتي لاخذلتكم وانتم مغفور لكم ذنوبكم إلى الظهر فإذا كان وقت الظهر وقاموا وتوضوا وصلوا اخذ لهم من الله عزوجل البرائة

١٨٩

الثانية مكتوب فيها انا الله القادر عبادي وامائي بدلت سيئاتكم حسنات وغفرت لكم السيئات واحللتكم برضاى دار الجلال فإذا كان وقت العصر فقاموا وتوضوا اخذ لهم من الله عزوجل البرائة الثالثة مكتوب فيها انا الله الجليل جل ذكرى وعظم سلطاني عبيدى وامائي حرمت ابدانكم على النار واسكنتكم مساكن الابرار ودفعت عنكم برحمتي شر الاشرار فإذا كان وقت المغرب فقاموا وتوضوا وصلوا اخذ لهم من الله عزوجل البرائة الرابعة مكتوب فيها انا الله الجبار الكبير المتعال عبيدى وامائي صعد ملائكتي من عندكم بالرضا وحق على ان ارضيكم واعطيكم يوم القيمة امنيتكم فإذا كان وقت العشاء الاخرة فقاموا وتوضوا وصلوا اخذ من الله عزوجل البرائة الخامسة مكتوب فيها انا الله لا اله غيرى ولا رب سواى عبادي وامائي في بيوتكم تطهرتم والى بيوتي مشيتم وفى ذكرى خضتم وحقى عرفتم وفرايضي اديتم اشهدك ياسنحائيل وساير ملائكتي انى قد رضيت عنهم قال فينادى سنحائيل بثلثة اصوات كل ليلة بعد صلاة العشاء يا ملائكة الله ان الله تبارك وتعالى قد غفر للمصلين الموحدين فلا يبقى ملك في السموات السبع الا استغفر للمصلين ودعا لهم بالمداومة على ذلك فمن رزق صلاة الليل من عبدا وامة قام لله مخلصا فتوضأ وضوأ سابغا وصلى لله عزوجل بنية صادقة وقلب سليم وبدن خاشع وعين دامعة جعل الله تبارك وخلقه خلفه تسعة صفوف من الملائكة في كل صف ما لا يحصى عدده الا الله تبارك وتعالى احد طرفي كل صف بالمشرق والاخر بالمغرب قال فإذا فرغ كتب له بعددهم درجات.

قال منصور كان الربيع بن بدر إذا حدثهم بهذا الحديث يقول اين انت يا غافل عن هذا الكرم واين انت عن قيام هذا الليل وعن جزيل

١٩٠

هذا الثواب وعن هذه الكرامة.

يقول السيد الامام العالم العامل رضى الدين ركن الاسلام أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس اياك ان تعتقد ان من صلى صلاة الغفلة عن الله جل جلاله والتهوين بحرمة الله جل جلاله ان هذا العطاء له فقد عرفناك ان صلاة هذا القبيل من جملة السيئات التى يحتاج العبد فيها إلى طلب العفو عند فراغه من تلك الصلوات اما تنظر في هذا الحديث كيف قال عن اصحاب هذه الصلاة التى وعد عليها بهذه الوعود وهذا الجود ان ملائكتي صعدوا من عندكم بالرضا وانت تعلم من نفسك انك ما انت راض بتدبير الله في نفسك وعيالك واما لك واحوالك وقوله في الحديث في ذكرى خضتم وحقى عرفتم وفرايضي اديتم وانت تعرف انك في اكثر وقتك خايض في ذكر الدنيا ولا تعرف حق الله جل جلاله ولا تقوم فيه كقيامك بحق بعض عباده العزيزين عليك وقوله في نافلة الليل بقلب سليم وبدن خاشع وعين دامعة وانت تعلم انك ان كان حالك غير هذا فصلوتك كلها ضايعة أو جناية واقعة.

الفصل العشرون

فيما نذكره من نوافل العصر وادعيتها وبعض اسرارها

يقول السيد الامام العالم العامل الفقيه رضى الدين ركن الاسلام أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسنى شرف الله قدره وقدس في الملاء الاعلى ذكره هذه الادعية التى نذكرها لنوافل العصر ادعية ملحوظات وللداعي بها مقام اجابات فليغتنم عند

١٩١

اواخرها ذكر المهمات فإذا فرغ العبد من تعقيب فريضة الظهر كما شرحناه قام إلى نوافل العصر فابتدء كل ركعتين منهما بنية انه يصليها لوجه ندبها يعبد الله جل جلاله بذلك لانه اهل للعبادة ويكبر تكبيرة الاحرام ويقول اعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثم يقرء الحمد وسورة وان قرء في كل ركعة مع الحمد قل هو الله احد وانا انزلناه وآية الكرسي فقد قدمنا فضيلة ذلك عند ذكرنا نوافل الزوال وسهلناه فإذا سلم من الركعتين الاولتين من نوافل العصر وسبح تسبيح الزهراء عليها السلام كما قررناه قال.

اللهم انه لا اله الا انت الحى القيوم العليم العظيم الحليم الكريم الخالق الرازق المحى المميت البدئ البديع لك الحمد ولك الكرم ولك المن ولك الجود والامر وحدك لا شريك لك يا واحد يا احد يا صمد يامن لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد ولم يتخذ صاحبة ولا ولدا صل على محمد وآله وافعل بى كذا وكذا.

ثم يقول يا عدتي في كربتي يا صاحبي في شدتي يا مونسى في وحشتي ويا ولي نعمتي ويا الهى واله ابائى الاولين ابراهيم واسمعيل واسحق ويعقوب والاسباط ورب موسى وعيسى ومحمد وآله عليه وعليهم السلام صل على محمد وآله وافعل بى كذا وكذا وتذكر ما تريد.

الدعاء بعد التسليمة الثانية

اللهم رب السموات السبع ورب الارضين السبع وما فيهن وما بينهن ورب العرش العظيم ورب جبرئيل وميكائيل واسرافيل ورب السبع المثلانى المثانى والقرآن العظيبم ورب محمد خاتم النبيين صل على محممد وآله واسئلك باسمك الاعظم الذى تقوم به السماء والارض وبه تحى الموتى

١٩٢

وتميت الاحياء وتفرق بين الجميع وتجمع بين المتفرق وبه احصيت عدد الاجال وزن الجبال وكيل البحار اسئلك يامن هو كذلك ان تصلى على محمد وآل محمد وان تفعل بى كذا وكذا.

وسل حاجتك فانه دعاء النجاح ويقال له دعاء الالحاح كما رويت هذا لدعاء باسنادى إلى محمد بن يعقوب الكليني عن محمد بن يحيى عن اخيه عن الحسين بن سعيد عن النفر بن سويد عن ابن سنان عن حفص عن محمد بن مسلم قال قلت له علمني دعاء فقال فاين انت عن دعاء الالحاح قال قلت وما دعاء الالحاح فقال ثم ذكر هذا الدعاء.

الدعاء بعد التسليمة الثالثة.

اللهم انى ادعوك بما دعاك به عبدك إذ ذهب مغاضبا فظن ان لن تقدر عليه فنادى في الظلمات ان لا اله الا انت سبحانك انى كنت من الظالمين فاستجبت له ونجيته من الغم وكذلك تنجي المؤمنين فانه دعاك وهو عبدك وانا ادعوك وانا عبدك وسئلك وهو عبدك وانا اسئلك وانا عبدك ان تصلى على محمد وآل محمد وان تستجيب لى كما استجبت له وادعوك بما دعاك به عبدك ايوب إذ مسه الضر فدعاك انى مسنى الضر وانت ارحم الراحمين فاستجبت له وكشفت ما به من ضر وآتيته اهله ومثلهم معهم فانه دعاك وهو عبدك وانا ادعوك وانا عبدك وسئلك وهو عبدك وانا اسئلك وانا عبدك ان تصلى على محمد وآل محمد وان تستجيب لى كما استجبت له وادعوك بما دعاك به يوسف إذ فرقت بينه وبين اهله واذ هو في السجن فانه دعاك وهو عبدك وانا ادعوك وانا عبدك وسئلك وهو عبدك وانا اسألك وانا عبدك ان تصلى على محمد وآل محمد وان تفرج عنى كما فرجت عنه وان تستجيب لى كما استجبت له وصل على محمد

١٩٣

وآل محمد وافعل بى كذا وكذا وتذكر حاجتك.

(اقول ولعل سبب اسقاط لفظ دعا يوسف عليه السلام لانه دعا في السجن ادعية كثيرة كما رويناه باسنادنا عن والدى قدس الله روحه عن الحسين بن رحلبه رحمه الله عن خال والدى ابى على الحسن بن محمد الطوسى عن والده ابي جعفر الطوسى باسناده في اماليه إلى الصادق عليه السلام انه سئل عن دعاء يوسف فقال كان دعائه كثيرا لكنه لما اشتد عليه الحبس خر لله ساجدا وقال اللهم ان كانت الذنوب قدا خلقت وجهى عندك فلن ترفع اليك صوتا فانا اتوجه اليك بوجه الشيخ يعقوب ثم بكى أبو عبد الله عليه السلام وقال صلى الله على يعقوب وعلى يوسف وانا اقول اللهم بالله وبرسوله عليه السلام.

اقول وقد رويت باسنادى إلى جدى ابى جعفر الطوسى من كتاب الربيع بن محمد المسلى باسناده إلى ابن خارجة زيادة في دعاء يوسف فقال شكوت إلى ابى عبد الله عليه السلام تغير حالى فقال لى فاين انت عن دعاء يوسف فقلت وما دعاء يوسف فقال كان يقول سكن جسمي من البلوى وسبقني لساني بالخطيئة فان يكن وجهى خلق عندك وحجبت الذنوب صوتي عنك فانى اتوجه اليك بوجه الشيخ يعقوب قال قلت فان يوسف يقول بوجه الشيخ يعقوب فما اقول انا قال تقول بوجه محمد صلى الله عليه وعلى اهل بيته.

اقول وقد رويت في لفظ دعاء يوسف عليه السلام في الحبس غير ذلك واما قوله سكن جسمي من البلوى فلعله شكا جسمي من البلوى لكنى وجدت اللفظ كما نقلته.

ومن احسن ما رايته من دعائه في الجب ما رويته باسنادى المتقدم

١٩٤

في الجزء الاول من هذا الكتاب إلى سعيد بن هبة الله الراوندي رحمه الله فيما ذكره من كتاب قصص الانبياء عليهم السلام قال اخبرنا الشيخ أبو سعيد الحسن بن على الارآبادى والشيخ أبو القاسم الحسن بن محمد الحديقى عن جعفر بن محمد بن العباس عن ابيه عن ابن بابويه (قال) حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل قال حدثنا عبد الله بن جعفر عن احمد بن محمد عن الحسن محبوب عن الحسن بن عبادة عمن سمع بن سنان عن ابي عبد الله عليه السلام قال لما القى اخوة يوسف يوسف صلوات الله عليه في الجب نزل عليه جبرئيل فقال يا غلام من طرحك في هذا الجب فقال اخوتى من ابى حسدوني قال اتحب ان تخرج من هذا الجب قال ذلك إلى اله ابراهيم واسحق ويعقوب قال جبرئيل فان الله يقول لك قل اللهم انى اسئلك بان لك الحمد لا اله الا انت بديع السموات والارض يا ذا الجلال والاكرام ان تصلى على محمد وآل محمد وان تجعل لى من امرى فرجا ومخرجا وترزقني من حيث احتسب ومن حيث لااحتسب.

اقول وقد كان يوسف عليه السلام ممتحنا بامور مختلفة فلعل قد كان له من كل بلوى دعاء أو ادعية فان الدعائين الاولين الذين قدمناهما ربما كان في سجن عزيز مصر والدعاء الثالث في حبسه في الجب الذى القاه فيه اخوته.

الدعاء بعد التسليمة الرابعة.

يامن اظهر الجميل وستر القبيح يامن لم يؤاخذ بالجريرة ولم يهتك الستر يا عظيم العفو يا حسن التجاوز يا باسط اليدين بالرحمة يا صاحب كل نجوى يا واسع المغفرة يا مفرج كل كربة يا مقيل العثرات يا كريم الصفح يا عظيم المن يا مبتدئا بالنعم قبل استحقاقها يا رباه

١٩٥

يا سيداه يا غاية رغبتاه اسئلك بك وبمحمد وبعلى وفاطمة والحسن والحسين وعلى بن الحسين ومحمد بن على وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر وعلى بن موسى ومحمد بن على وعلى بن محمد والحسن بن على والقائم المهدى الائمة الهادية عليه السلام ان تصلى على محمد وآل محمد واسئلك يا الله الا تشوه خلقي بالنار وان تفعل بى ما انت اهله وتذكر ما تريد.

ورويت هذا الدعاء باسنادى إلى محمد بن يعقوب الكليني باسناده إلى على بن زياد قال كتب على بن بصير يسئله ان يكتب له في اسفل كتابه دعاء يعلمه اياه يدعو به فيعتصم به من الذنوب جامعا للدنيا والاخرة فكتب بخطه بسم الله الرحمن الرحيم يامن اظهر الجميل وستر القبيح وذكر تمام الدعاء وفى الرواية الاولى زيادة غير هذه الرواية وقل ايضا الله الله ربى حقا حقا اللهم انت لكل عظيمة وانت لهذه الامور فصل على محمد وآله واكفنيها يا حسن البلاء عندي يا قديم العفو على يامن لاغنى لشئ عنه يامن لابد لكل شئ منه يامن رزق كلشئ عليه يامن مصير كل شئ إليه صل على محمد وآل محمد وتولنى ولا تولني احدا من شرار خلقك وكما خلقتني فلا تضيعني اللهم انى ادعوك لهم لا يفرجه غيرك ولرحمة لا تنال الا بك ولحاجة لا يقضيها الا انت اللهم فكما كان من شأنك الاجابة فيما دعوتك له والنجاة فيما فزعت اليك منه اللهم الا اكن اهلا ان ابلغ رحمتك فان رحمتك اهل ان تبلغني لانها وسعت كل شئ وانا شئ فلتسعني رحمتك يا الهي يا كريم اللهم انيب اسئلك وبوجهك الكريم ان تصلى على محمد ؤاوآله وان تعطيني فكاك رقبتي من النار وتوجب لى الجنة برحمتك وتزوجني من الحور العين

١٩٦

بفضلك وتعيذني من النار بطولك وتجيرنى من غضبك وسخطك على وترضيني بما قسمت لى وتبارك لى فيما اعطيتني وتجعلنى لانعمك من الشاكرين اللهم صل على محمد وآل محمد وامنن على بذلك وارزقني حبك وحب كل من احبك وحب كل عمل يقربني إلى حبك ومن على بالتوكل عليك والتفويض اليك والرضا بفضلك والتعظيم لامرك حتى لااحب تعجيل ما اخرت ولا تأجيل ما عجلت يا ارحم الراحمين وصل على محمد وآله وافعل بى كذا وكذا مما تحب.

الفصل الحادى والعشرون

في صلوة العصر وما نذكره من الاشارة إلى شرحها وتعقيبها

فإذا فرغ من نوافل العصر واغتنم ايام الامكان فليقم بنية خالصة إلى الاذان ويتلوه ويرتله ويدعو ويأتى بالاقامة والدعاء بعدها كما قدمناه ويشرع في الدخول في فريضة صلوة العصر بالسبع التكبيرات وما بينها من سالف الدعوات ويبتديها بنية انه يصلى فريضة العصر واجبة لوجه وجوبها يعبد الله جل جلاله بذلك لانه اهل العبادة ويكبر تكبيرة الاحرام ويصليها كما وصفناه في فريضة الظهر وقررناه فإذا فرغ من صلوة العصر وخرج منها بالتسليم كما ذكرناه فيسبح تسبيح الزهراء عليها السلام ثم يعقب بعد ذلك بما ذكرنا انه يعقب به أو يدعو به عقيب الخمس المفروضات من تلك المهمات.

واما ما نذكره مما يختص بصلوة فريضة العصر من التعقيب والدعوات فمن ذلك انه يستغفر الله جل جلاله سبعين مرة ويكون في حال استغفاره على وجهه وعند قلبه واسراره صفات الجناة واصحاب

١٩٧

الذنوب إذا سئلوا المغفرة من جلالة علام الغيوب فانه ان استغفر الله جل جلاله وقلبه غافل وعقله ذاهل أو متكاسل فان استغفاره على هذه الصفات من جملة الجنايات ويكون كالمستهزئ الذى لا يأمن تعجيل النقمات.

فقد روى عن مولينا امير المؤمنين على بن ابى طالب عليه السلام انه كان يوما جالسا في حشد من الناس من المهاجرين والانصار فقال رجل منهم استغفر الله فالتفت إليه على عليه السلام كالمهغصضب وقال له يا ويلك اتدرى ما الاستغفار الاستغفار اسم واقع على ستة معان : الاول الندم على ما مضى الثاني العزم على ترك العود إليه والثالث ان تعمد إلى كل فريضة ضيعتها فتؤديها الرابع ان تخرج إلى الناس مما بينك وبينهم حتى تلقى الله املس وليس عليك تبعة الخامس ان تعمد إلى اللحم الذى نبت على السحت فتذيبه بالاحزان حتى ينبت لحم غيره السادس ان تذيق الجسم مرارة الطاعة كما اذقته حلاوة المعصية فحينئذ تقول استغفر الله.

فمما روى في الاستغفار سبعين مرة بعد صلوة العصر ما رواه محمد بن الحسن الصفار وسعد بن عبد الله عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحكم بن مسكين الاعمى قال حدثنا أبو جرير عن ابي عبد الله عليه السلام قال من استغفر الله في اثر العصر سبعين مرة غفر الله له ذنوب خمسين سنة عاما فان لم يكن غفر لوالديه فان لم يكن فلقرابته فان لم يكن فلجيرانه.

ومن ذلك ما حدث به أبو الفضل محمد بن عبد الله رحمه الله قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود العباسي قال حدثنا ابى قال حدثنا عبد الله محمد قال حدثنا محمد بن البخترى العطار عن ابى داود المسترق عن بعض رجاله عن ابي عبد الله عليه السلام قال من استغفر الله تعالى بعد صلوة العصر سبعين

١٩٨

مرة غفر الله سبعماة ذنب.

ورواه ايضا احمد بن عثمان الحبائ قال حدثنى ابى قال حدثنا الزيادي قال حدثنا محمد بن الحسين بن مهزيار عن ابيه عن جده عن ابن ابى عمير عن الحكم بن مسكين عن عبد الله بن الوليد عن ابي عبد الله عليه السلام قال من استغفر الله بعد صلوة العصر سبعين مرة غفر الله له سبعماة ذنب.

ومن المهمات من تعقيب العصر قرائة انا انزلناه في ليلة القدر عشر مرات فإذ اردت قرائتها فلتكن انت على صفات من هو بين يدى سلطان الارضين والسماوات يقرء كلامه جل جلاله في حضرته بالهيبة والاحترام والاعظام ويقصد العبادة له جل جلاله لانه اهل للعبادة لا لاجل الثواب في دار المقام.

فمما روى في قرائتها ما ذكره محمد بن على بن محمد اليزدآبادى قال حدثنا احمد بن محمد بن يحيى العطار قال حدثنا ابى عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن العباس بن الحريص الرازي عن ابي جعفر محمد بن على بن موسى بن جعفر عليهم السلام قال من قرء انا انزلناه في ليلة القدر بعد صلوة العصر عشر مرات له على مثل اعمال الخلايق.

ومن المهمات بعد صلوة العصر الاقتداء بمولانا موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام في الدعاء لمولينا المهدى صلوات الله وسلامه وبركاته على محمد جده وبلغ ذلك إليه كما رواه محمد بن بشير الازدي قال حدثنا احمد بن عمر بن موسى الكاتب قال حدثنا الحسن بن محمد بن جمهور القمى عن ابيه محمد بن جمهور عن يحيى بن الفضل النوفلي قال دخلت على ابى الحسن موسى بن جعفر عليه السلام ببغداد حين فرغ من صلوة العصر فرفع يديه

١٩٩

إلى السماء وسمعته يقول انت الله لا اله الا انت الاول والاخر والظاهر والباطن وانت الله لا اله الا انت اليك زيادة الاشياء ونقصانها وانت الله لا اله الا انت خلقت الخلق بغير معونة من غيرك ولا حاجة إليهم انت الله لا اله الا انت منك المشية واليك البدأ انت الله لا اله الا انت قبل القبل وخالق القبل انت الله لا اله الا انت بعد البعد وخالق البعد انت الله لا اله لا انت تمحو ما تشاء وتثبت وعندك ام الكتاب انت الله لا اله الا انت غاية كلشئ ووراثه انت الله لا اله الا انت لا يعزب عنك الدقيق ولا الجليل انت الله لا اله الا انت لا يخفى عليك اللغات ولا تتشابه عليك الاصوات كل يوم انت في شأن لا يشغلك شأن عن شأن عالم الغيب واخفى ديان الدين مدبر الامور باعث من في القبور محى العظام وهى رميم اسئلك باسمك المكنون المخزون الحى القيوم الذى لا يخيب من سئلك به ان تصلى على محمد وآله وان تعجل فرج المنتقم لك من اعدائك وانجز له ما وعدته يا ذا الجلال والاكرام.

قال قلت من المدعو له قال ذلك المهدى من آل محمد صلى الله عليه وآله قال بابى المنبدح (المنفدح) البطن المقرون الحاجبين احمش الساقين بعيد ما بين المنكبين اسمر اللون يعتاده مع سمرته صفرة من سهر الليل بابى من ليله يرعى النجوم ساجدا وراكعا بابى من لا يأخذه في الله لومة لائم مصباح الدجى بابى القائم بامر الله قلت متى خروجه قال إذا رايت العساكر بالانبار على شاطئ الفرات والصراة ودجلة وهدم قنطرة الكوفة واحراق بعض بيوتات الكوفة فإذا رأيت ذلك فان الله يفعل ما يشاء لاغالب لامر الله ولا معقب لحكمه.

ومن المهمات بعد صلوة العصر لمن اراد تخريق صحيفته المتضمنة

٢٠٠