فلاح السائل

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

فلاح السائل

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٩٤

الارض ونور السماء ونور الارض وزين السماء وزين الارض وعماد السماء وعماد الارض وبديع السماء وبديع الارض ذى الجلال والاكرام صريخ المستصرخين وغوث المستغيثين ومنتهى غاية العابدين انت المفرج عن المكروبين انت المروح عن المغمومين انت ارحم الراحمين مفرج الكرب ومجيب دعوة المضطرين اله العالمين المنزول به كل حاجة يا عظيما يرجى لكل عظيم صلى على محمد وآل محمد وافعل بى كذا وكذا.

وقل رب صل على محمد وآل محمد واجرني من السيئات واستعملني عملا بطاعتك وارفع درجتي برحمتك يا الله يا رب يا رحمن يا رحيم يا حنان يا منان يا ذا الجلال والاكرام اسئلك رضاك وجنتك واعوذ بك من نارك وسخطك استجير بالله من النار ترفع بها صوتك.

التسليمة الثالثة يا على يا عظيم ياحى يا عليم يا غفور يا رحيم يا سميع يا بصير يا واحد يا احد يا صمد يامن لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا احد يا رحمن يا رحيم يا نور السموات والارض تم نور وجهك اسئلك بنور وجهك الذى اشرقت له السموات والاض وباسمك العظيم الاعظم الاعظم الاعظم الذى إذا دعيت به اجبت وإذا سئلت به اعطيت وبقدرتك على ما تشاء من خلقك فانما امرك إذا اردت شيئا ان تقول له كن فيكون ان تصلى على محمد وآل محمد وان تفعل بى كذا وكذا.

وقل رب صل على محمد وآله واجرني من السيئات واستعملني عملا بطاعتك وارفع درجتي برحمتك يا الله يا رب يا رحمن يا رحيم يا حنان يا منان يا ذا الجلال والاكرام اسئلك رضاك وجنتك واعوذ بك من نارك وسخطك استجير بالله من النار.

١٤١

التسليمة الرابعة اللهم صل على محمد وآل محمد شجرة النبوة وموضع الرسالة ومختلف الملئكة ومعدن العلم واهل بيت الوحى اللهم صل على محمد وآل محمد الفلك الجارية في اللجج الغامرة يأمن من ركبها ويغرق من تركها المتقدم لهم مارق والمتأخر عنهم زاهق واللازم لهم لاحق اللهم صل على محمد وآل محمد الكهف الحصين وغياث المضطر المسكين وملجأ الهاربين وعصمة المعتصمين اللهم صل على محمد وآل محمد صلوة كثيرة تكون لهم رضى ولحق محمد وآله عليهم السلام اداء بحول منك وقوة يا رب العالمين اللهم صل على محمد وآل محمد الذين اوجبت حقهم ومودتهم وفرضت ولايتهم اللهم صل على محمد وآل محمد واعمر قلبى بطاعتك ولا تخزني بمعصيتك وارزقني مواسات من قترت عليه من رزقك بما وسعت على من فضلك الحمد لله على نعمه واستغفر الله من كل ذنب ولا حول ولا قوة الا بالله من كل هول.

ذكر رواية اخرى في الدعاء عقيب كل ركعتين من نافلة الزوال رويتها باسنادى إلى جدى ابى جعفر الطوسى فيما ذكره قدس الله جل جلاله روحه في المصباح الكبير فقال وروى انك تقول عقيب التسليمة الاولى اللهم انى اعوذ بعفوك من عقوبتك واعوذ برضاك من سخطك واعوذ برحمتك من نقمتك واعوذ بمغفرتك من عذابك واعوذ برأفتك من غضبك واعوذ بك منك لا اله الا انت لاابلغ مدحتك ولا الثناء عليك انت كما اثنيت على نفسك اسئلك ان تصلى على محمد وآل محمد وان تجعل حيوتى زيادة في كل خير ووفاتى راحة من كل سوء وتسد فاقتي بهداك وتوفيقك وتقوى ضعفى في طاعتك وترزقني الراحة والكرامة وقرة العين واللذة وبرد العيش من بعد الموت ونفس عنى الكربة يوم المشهد

١٤٢

العظيم وارحمني يوم القاك فردا هذه نفسي سلم لك معترف بذنبى مقر بالذنب على نفسي بفضلك اقبل على بوجهك الكريم اسئلك لما صفحت عنى ما سلف من ذنوبي وعصمتني فيما بقى من عمرى وصل على محمد وآله وافعل بى كذا وكذا.

وقل رب صل على محمد وآله اجرني من السيئات واستعملني عملا بطاعتك وارفع درجتي برحمتك يا الله يا رب يا رحمن يا رحيم يا حنان يا منان يا ذا الجلال والاكرام اسئلك رضاك وجنتك واعوذ بك من نارك وسخطك استجير بالله من النار ثم ترفع بها صوتك.

وتقول عقيب الرابعة اللهم مقلب القلوب والابصار صل على محمد آله وثبت قلبى على دينك ودين نبيك ولا تزغ قلبى بعد إذ هديتني وهب لى من لدنك رحمة انك انت الوهاب واجرني من النار برحمتك اللهم صل على محمد وآله واجعلني سعيدا فانك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك ام الكتاب.

وتقول عقيب السادسة اللهم انى اتقرب اليك بجودك وكرمك واتقرب اليك بمحمد عبدك ورسولك واتقرب اليك بملائكتك المقربين وانبيائك المرسلين اللهم انت الغنى عنى وبى الفاقة اليك انت الغنى وانا الفقير اليك اقلتني عثرتي وسترت على ذنوبي فاقض يا الله حاجتى ولا تعذبني بقبيح ما تعلم منى فان عفوك وجودك يسعانى.

وتقول عقيب الثامنة يا اول الاولين ويا آخر الاخرين وياذا القوة المتين ويارزاق المساكين ويا ارحم الراحمين صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين واغفر لى جدى وهزلى وخطاى وعمدي واسرافي على نفسي وكل ذنب اذنبته واعصمني من اقتراف مثله انك على ما

١٤٣

تشاء قدير.

ثم تخر ساجدا وتقول يا اهل التقوى ويا اهل المغفرة يابر يا رحيم انت ابر بى من ابى وامى ومن جميع الخلائق اجمعين اقلبني بقضاء حاجتى مجابا دعائي مرحوما صوتي قد كشفت انواع البلاء عنى.

الفصل الثامن عشر

فيما نذكره من صفة الاذان والاقامة وبعض اسرارهما

يقول السيد الامام العالم العامل الفقيه العلامة رضى الدين ركن الاسلام جمال العارفين أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس شرف الله قدره وقدس ذكره قد كنا ذكرنا في كتاب غياث سلطان الورى لسكان الثرى اسرارا جليلة للاذان فتطلب من ذلك المكان ونحن نذكر الان طرفا مما رويناه من اسراره بحسب ما نوثره من الامكان.

قال الشيخ السعيد أبو جعفر محمد بابويه رضوان الله عليه حدثنا احمد بن محمد بن عبد الرحمن المؤذن بن الحاكم المقرى قال حدثنا أبو عمرو جعفر بن محمد المقرى الجرجاني قال حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن الموصلي ببغداد قال حدثنا محمد بن عاصم الطريفي قال حدثنا أبو زيد عياش بن يزيد بن الحسن الكحال مولى زيد بن على قال اخبرني ابى زيد بن الحسن قال حدثنى موسى بن جعفر عن ابيه جعفر بن محمد عن ابيه محمد بن على عن ابيه على بن الحسين عن ابيه حسين بن على عن ابيه على بن ابى طالب عليهم السلام قال كنا جلوسا في المسجد إذ صعد المؤذن المنارة فقال الله اكبر الله اكبر فبكى امير المؤمنين على ابي طالب عليه السلام

١٤٤

وبكينا لبكائه فلما فرغ المؤذن قال اتدرون ما يقول المؤذن قلنا الله ورسوله ووصيه اعلم قال لو تعلمون ما يقول لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا فلقوله الله اكبر معان كثيرة.

ومنها ان قول المؤذن الله اكبر يقع على قدمه وازليته وابديته وعلمه وقوته وحلمه وكرمه وجوده وعطائه وكبريائه فإذا قال المؤذن الله اكبر فانه يقول الله الذى خلق وله الامر وبمشيته كان الخلق ومنه كل شئ للخلق واليه يرجع الخلق وهو الاول قبل كل شئ لم يزل والاخر بعد كل شئ لا يحد فهو الباقي وكل شئ دونه فان.

والمعنى الثاني الله اكبر أي العليم الخبير علم ما كان وما يكون قبل ان يكون.

والثالث الله اكبر أي القادر على كلشئ يقدر على ما يشاء القوى لقدرته المقتدر على خلقه القوى لذاته قدرته قائمة على الاشياء كلها إذا قضى امرا فانما يقول له كن فيكون.

والرابع الله اكبر على معنى حلمه وكرمه يحلم حتى كانه لا يعلم ويصفح حتى كانه لا يرى ويستر كانه لا يعصى لا يعجل بالعقوبة كرما وصفحا وحلما.

والوجه الاخر في معنى الله اكبر أي الجواد جزيل العطاء كريم الفعال.

والوجه الاخر في معنى الله اكبر فيه نفى كيفيته كانه يقول الله اجل من ان يدرك الواصفون قدر وصفه الذى هو موصوف به وانما يصفه الواصفون على قدرهم لاعلى قدر عظمته وجلاله تعالى الله عن ان يدرك الواصفون صفته علوا كبيرا.

١٤٥

والوجه الاخر الله اكبر كانه يقول الله اعلى واجل وهو الغنى عن عباده لا حاجة به إلى اعمال خلقه.

واما قوله اشهد ان لا اله الا الله فاعلام بالشهادة لا تجوز الا بمعرفة من القلب كانه يقول اعلم ان لا معبود الا الله عزوجل وان كل معبود باطل سوى الله عزوجل واقر بلساني بما في قلبى من العلم بانه لا اله الا الله واشهد ان لاملجاء من الله الا إليه ولا منجى من شر كل ذى شر وفتنة كل ذى فتنة الا بالله.

وفى المرة الثانية اشهد ان لا اله الا الله معناه اشهد ان لا هادي الا الله ولا دليل لى الا الله واشهد انى اشهد ان لا اله الا الله سكان السموات وسكان الارضين وما فيهن من الملائكة والناس اجمعين وما فيهن من الجبال والاشجار والدواب والوحوش وكل رطب ويابس انى اشهد ان لا خالق الا الله ولا رزاق ولا معبود ولا ضار ولا نافع ولا قابض ولا باسط ولا معطى ولا مانع ولا دافع ولا ناصح ولا كافى ولا شافي ولا مقدم ولا مؤخر الا الله له الخلق والامر وبيده الخير كله تبارك الله رب العالمين.

واما قوله اشهد ان محمدا رسول الله يقول اشهد ان لا اله الا هو وان محمدا عبده ورسوله ونبيه وصفيه ونجيه ارسله إلى كافة الناس اجمعين بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون واشهد من في السموات والارض من النبيين والمرسلين والملائكة والناس اجمعين ان محمدا سيد الاولين والاخرين.

وفى المرة الثانية اشهد ان محمدا رسول الله يقول اشهد ان لا حاجة لاحد الا إلى الله الواحد القهار الغنى عن عباده والخلائق اجمعين وانه ارسل محمدا إلى الناس بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله باذنه وسراجا منيرا

١٤٦

فمن انكره وجحده ولم يؤمن به ادخله الله عزوجل نار جهنم خالدا مخلدا لا يبدل عنه ابدا.

واما قوله حى على الصلوة أي هلموا إلى خير اعمالكم ودعوة ربكم وسارعوا إلى مغفرة من ربكم واطفاء ناركم التى اوقدتموها وفكاك رقابكم التى رهنتموها ليكفر الله عنكم سيئاتكم ويغفر لكم ذنوبكم ويبدل سيئاتكم حسنات وانه ملك كريم ذو الفضل العظيم وقد اذن لنا معاشر المسلمين بالدخول في خدمته والتقدم بين يديه.

وفى المرة الثانية حى على الصلوة أي قوموا إلى مناجاة ربكم وعرض حاجاتكم على ربكم وتوسلوا إليه بكلامه وتشفعوا به واكثروا الذكر والقنوت والركوع والسجود والخشوع والخضوع وارفعوا إليه حوائجكم فقد اذن لنا في ذلك.

واما قوله حى على الفلاح فانه يقول اقبلوا إلى بقاء لافناء معه ونجاة لاهلاك معها وتعالوا إلى حيوة لاموت معها والى نعيم لانفاد له والى ملك لا زوال عنه والى سرور لاحزن معه والى انس لا وحشة معه والى نور لاظلمة معه والى سعة لاضيق معها والى بهجة لا انقطاع لها والى غناء لافاقة معه والى صحة لاسقم معها والى عز لاذل معه والى قوة لاضعف معها والى كرامة يالها من كرامة واعجلوا إلى سرور الدنيا والعقبى ونجاة الاخرة والاولى.

وفى المرة الثانية حى على الفلاح فانه يقول سابقوا إلى ما دعوتكم إليه والى جزيل الكرامة وعظيم المنة وسنى النعمة والفوز العظيم ونعيم الابد في جوار محمد صلى الله عليه وآله في مقعد صدق عند مليك مقتدر.

١٤٧

فاما قوله الله اكبر فانه يقول الله اعلى واجل من ان يعلم احد من خلقه ما عنده من الكرامة لعبد اجابه واطاعه وعرفه وعبده واشتغل به وبذكره واحبه وانس إليه واطمأن إليه ووثق به وخافه واشتاق إليه ووافقه في حكمه وقضائه فرضى به.

وفى المرة الثانية الله اكبر فانه يقول الله اكبر واعلى واجل من ان يعلم احد مبلغ كرامته لاوليائه وعقوبته لاعدائه ومبلغ عفوه وغفرانه ونعمته لمن اجابه واجاب رسوله ومبلغ عذابه ونكاله وهو انه لمن انكره وجحده.

واما قوله لا اله الا الله معناه لله الحجة البالغة عليهم بالرسول والرسالة والبيان والدعوة وهو اجل من ان يكون لاحد منهم عليه حجة فمن اجابه فله الفوز والكرامة ومن انكره فان الله غنى عن العالمين وهو اسرع الحاسبين.

ومعنى قد قامت الصلوة في الاقامة ان قد حان وقت الزيارة والمناجاة وقضاء الحوائج ودرك المنى والوصول إلى الله عزوجل والى كرامته وعفوه ورضوانه وغفرانه.

قال الشيخ الجليل أبو جعفر بن بابويه رضوان الله عليه انما ترك الراوى حى على خير العمل للتقية وقد روى في خبر اخر عن الصادق عليه السلام انه سئل عن معنى حى على خير العمل فقال خير العمل الولاية وفى خبر آخر خير العمل بر فاطمة وولدها عليهم السلام.

ورواية اخرى في اسرار الاذان مروية عن ابن عباس رضوان الله عليه وهو تلميذ مولينا على عليه السلام ورواياته في مثل هذا اما إلى النبي صلى الله عليه وآله واما إلى مولينا على عليه السلام.

١٤٨

قال السعيد أبو جعفر بن بابويه حدثنى أبو الحسين محمد بن عمرو بن على بن عبد الله البصري قال حدثنا أبو محمد خلف بن محمد البلخى بها عن ابيه محمد بن احمد قال حدثنا عياش بن الضحاك عن مكى بن ابراهيم عن ابن جريح عن عطاء قال كنا عند ابن عباس بالطائف انا وابو العالية وسعيد بن جبير وعكرمة فجاء المؤذن فقال الله اكبر الله اكبر واسم المؤذن قثم بن عبد الرحمن الثقفى قال ابن عباس اتدرون ما قال المؤذن فسئله أبو العالية وقال اخبرنا بتفسيره.

قال ابن عباس إذا قال المؤذن الله اكبر الله اكبر يقول يا مشاغيل الارض قد وجبت الصلوة فتفرغوا لها وإذا قال اشهد ان لا اله الا الله يقول يقوم يوم القيمة ويشهد لى ما في السموات وما في الارض على انى اخبرتكم في اليوم خمس مرات وإذا قال اشهد ان محمدا رسول الله يقول يقوم يوم القيمة ومحمد يشهد لى عليكم ان قد اخبرتكم بذلك في اليوم خمس مرات وحجتي عند الله قائمة وإذا قال حى على الصلوة يقول دينا قيما فاقيموه وإذا قال حى على الفلاح يقول هلموا إلى طاعة الله وخذوا سهمكم من رحمة الله يعنى الجماعة وإذا قال العبد الله اكبر يقول حرمت الاعمال وإذا قال لا اله الا الله يقول امانة سبع سموات وسبع ارضين والجبال والبحار وضعت على اعناقكم ان شئتم فاقبلوا وان شئتم فادبروا.

ذكر بعض ما رويناه من اسرار الاقامة قال الشيخ السعيد أبو جعفر بن بابويه رضوان الله عليه حدثنى على بن عبد الله الوراق وعلى بن محمد بن الحسن المقرى غير المعروف بابن معين قالا حدثنا سعد بن عبد الله بن ابى خلف الاشعري قال حدثنا العباس بن سعد الازرق قال

١٤٩

حدثنا أبو نصر عيسى بن مهران عن الحسن بن عبد الوهاب عن محمد بن هرون عن ابي جعفر عليه السلام قال تدرى تفسير قوله حى على خير العمل قال قلت لا قال دعاك إلى البر اتدرى بر من قال قلت لا قال دعاك إلى بر فاطمة وولدها عليهم السلام.

وقال حدثنى على بن عبد الله الوراق وعلى بن محمد بن الحسن القزويني قالا حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا العباس بن سعيد الازرق قال حدثنا أبو نصر عن عيسى بن محمد بن مهران عن يحيى بن الحسن بن الفرات عن حماد بن يعلى عن على بن الحزور عن الاصبغ بن نباتة عن محمد بن الحنفية رضى الله عنه انه ذكر عنده الاذان قال لما اسرى بالنبي صلى الله عليه وآله إلى السماء وتناهى إلى السماء السادسة نزل ملك من السماء السابعة لم ينزل قبل ذلك اليوم قط فقال الله اكبر الله اكبر فقال الله جل جلاله انا كذلك فقال اشهد ان لا اله الا الله فقال الله جل جلاله انا كذلك لا اله الا انا فقال اشهد ان محمدا رسول الله قال الله عزوجل عبدى واميني على خلقي اصطفيته برسالاتى ثم قال حى على الصلوة قال الله جل جلاله فرضتها على عبادي وجعلتها لى دينا ثم قال حى على الفلاح قال الله جل جلاله افلح من مشى إليها وواظب عليها ابتغاء وجهى ثم قال حى على خير العمل قال الله جل جلاله هي افضل الاعمال وازكاها عندي ثم قال قد قامت الصلوة فتقدم النبي صلى الله عليه وآله فام اهل السماء فمن ثم عرف النبي صلى الله عليه وآله.

يقول السيد الامام العالم العامل الفقيه العلامة رضى الدين ركن الاسلام جمال العارفين افضل السادة أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسنى شرف الله ذكره واجزل له عن اعماله

١٥٠

الصالحة ثوابه واجره واذ قد ذكرنا بعض ما روينا من اسرار الاذان والاقامة فلنذكر ما نريد ذكره مما يحتاج إليه اهل الاستقامة.

فنقول إذا فرغ من نوافل الزوال كما شرحناه فليؤذن كما سيأتي ذكره وبيانه بواضح المقال وان شاء قدم الاذان بعد ست ركعات من نوافل الزوال وجعل الركعتين الباقيتين من الثمان ركعات ودعاءهما بعد الاذان والاقامة فقد رويت في ذلك روايات عامة.

منها ما حدث به أبو الفضل محمد بن عبيدالله رحمه الله قال حدثنا محمد بن جعفر بن احمد بن بطة القمى قال حدثنا محمد بن احمد بن يحيى بن عمران قال حدثنا يعقوب بن يزيد عن محمد بن ابى عمير عن ابى الاعلى الانماطى عن ابي عبد الله وابى الحسن عليهما السلام قال تؤذن للظهر على ست ركعات وتؤذن للعصر على ست ركعات بعد الظهر

ذكر ما نريد وصفه من احكام الاذان والاقامة هما مسنونان وفيهما اسرار نذكر بعضها بحسب المصلحة الان وهما فيما يجهر فيه من الصلوات اعظم تأكيدا بمقتضى الروايات وخاصة صلوة الغدوة وصلوة المغرب فانهما فيهما من المهمات ومن كماهما ودلايل حضور قلب العبد مع الرب وانه من المستعدين لخدمة سلطان العالمين ولا يكون من المطرودين كما قال جل جلاله في المجاهدين ولو ارادوا الخروج لاعدوا له عدة ولكن كره الله انبعاثهم فثبطهم وقيل اقعدوا مع القاعدين فيكون العبد على طهارة ومستقبل القبلة وقائما تعظيما للمرسل والرسول وللملة ويرتل الاذان ويحدر الاقامة ويقول كل كلمة منهما بالصدق وموافقة السريرة للعلانية على صفة اهل الاستقامة فيقول الله اكبر الله اكبر الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا

١٥١

رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حى على الصلوة حى على الصلوة حى على الفلاح حى على الفلاح حى على خير العمل حى على خير العمل الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله لا اله الا الله.

ويفصل بين الاذان والاقامة كما رواه أبو محمد هرون بن موسى رضى الله عنه قال اخبرنا أبو محمد الحسن بن حمزة العلوى الطبري عن احمد بن ماينداد عن احمد بن هليل الكرخي عن ابن ابى عمير عن بكر بن محمد الازدي عن ابي عبد لله عليه السلام قال كان امير المؤمنين على بن ابي طالب عليه السلام يقول لاصحابه من سجد بين الاذان والاقامة فقال في سجوده رب لك سجدت خاضعا خاشعا ذليلا يقول الله تعالى ملائكتي وعزتي وجلالى لاجعلن محبته في قلوب عبادي المؤمنين وهيبته في قلوب المنافقين.

رواية اخرى قال حدثنا عبد الله بن الحسين بن محمد قال حدثنا الحسن بن حمزة العلوى قال حدثنا حمزة بن القاسم العلوى قال حدثنا على بن ابراهيم بن هاشم عن يعقوب بن يزيد الانباري عن محمد بن ابى عمير عن ابيه عن ابي عبد الله عليه السلام قال رأيته اذن ثم هوى للسجود ثم سجد سجدة بين الاذان والاقامة فلما رفع رأسه قال يابا عمير من فعل مثل فعلى غفر الله تعالى ذنوبه كلها وقال من اذن ثم سجد فقال لا اله الا انت ربى سجدت لك خاضعا خاشعا غفر الله له ذنوبه.

اقول انا فإذا رفع رأسه من السجدة بين الاذان والاقامة يقول ما رواه أبو عبد الله محمد بن رهبان قال حدثنا على بن حبشي بن قوتي قال حدثنا حميد بن زياد قال حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة قال حدثنا الحسن بن معوية بن وهب عن ابيه قال سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول بين الاذان والاقامة سبحان من لاتبيد معالمه سبحان من لا ينسى ذكره

١٥٢

سبحان من لا يخيب سائله سبحان من ليس له حاجب يغشى ولا بواب يرشى ولا ترجمان يناجى سبحان من اختار لنفسه احسن الاسماء سبحان من فلق البحر لموسى سبحان من لا يزداد على كثرة العطاء الا كرما وجودا سبحان من هو هكذا ولا هكذا غيره.

اقول ثم يدعو بينهما بما يفتح من الله جل جلاله عليه ويبدء بالدعاء لاعظم الخلق في زمانه عند الله جل جلاله واعزهم عليه فانه موضع خاص لاجابة الدعاء ممن يقوم بشروط الدعاء كما ندب إليه ثم يقوم إلى الاقامة.

فيقول الله اكبر الله اكبر اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان لا اله الا الله اشهد ان محمدا رسول الله اشهد ان محمدا رسول الله حى على الصلوة حى على الصلوة حى على الفلاح حى على الفلاح حى على خير العمل حى على خير العمل قد قامت الصلوة قد قامت الصلوة الله اكبر الله اكبر لا اله الا الله.

يقول السيد الامام العالم العامل الفقيه العلامة رضى الدين ركن الاسلام جمال العارفين أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس الحسينى شرف الله قدره وعصم من كل وصمة ذكره ايها العبد الضعيف الذى ينسى من حيث لا يدرى وينام مغلوبا من حيث لا يدرى ويمرض من حيث لا يدرى ويهرم من حيث لا يدرى ويصاب بالنوائب من حيث لا يدرى ويفجع بفقد الحبائب من حيث لا يدرى ويموت في اخر الامر من حيث لا يدرى ما الذى قواك واقدمك على سوء الادب على سلطان العالمين وانت سمعت ندائه مرارا تلويحا لتقوم إلى خدمته فهونت بذلك ولم تلتفت إلى دعوته فاعاد النداء تصريحا وقال

١٥٣

مرارا في الاذان والاقامة حى على الصلوة حى على الفلاح حى على خير العمل وانت مع ذلك تسمع باذنيك أي مسكين فلا تلتفت إلى اجابته فإذا كان اليهود والنصارى يسمعون هذا ولا يلتفتون وانت تسمع مثلهم ولا تلتفت بابلغ ما يكون فما الفرق بينك وبينهم في التحقيق فهل يخفى عليك وعلى عاقل ان صفاتك ما هي صفات اهل التصديق ويحك لو كنت من ذوى البصاير يكفيك في تعجيل القيام والاهتمام بالخواطر والسراير تجويز انه يمكن ان يكون هذا النداء من سلطان الاوايل والاواخر فانك لو سمعت نداء من وراء دارك وقال لك قائل لاتعلم صدقه هذا نداء الخليفة والملك فلان أو من ترجو منه بلوغ شئ من ايثارك اما كنت أي سقيم تترك اشغالك وتقوم إلى النداء فما قام عندك نداء جميع الانبياء والاوصياء وكافة الدعاة إلى سلطان الارض والسماء مقام قول واحد لاتعلم صدقه على اليقين داو نفسك فانك ان كنت من ذوى العقل فانت سقيم وبك داء دفين أو من الهالكين فاياك إذا سمعت هذا النداء ان تتخلف عنه بل تقوم قيام مستبشر قد اهله موليه للدخول إلى حضرة مشافهته والاقبال عليه والقبول منه وما اجد لك عذرا في النصيحة لك والشفقة عليك فاقول لك ان كنت معذورا لانك تعلم ان صاحب هذه الصلوة كلف القيام بها حتى لمن كان محاربا وجريحا وغريقا ومريضا ومأسورا وما عذر فيها صحيح العقل فارحم روحك فان بين يديك يوما عسيرا وخطرا كثيرا.

اقول وان كنت ممن لا ينفع عندك في القيام إلى الصلوة اول الوقت صعوبة التهديد والوعيد فنحن نورد لك بعض ما ورد في تقديمها من الوعود.

١٥٤

فمن ذلك ما رويناه عن ابي جعفر محمد بن بابويه في كتابه مدينة العلم باسناده فيه إلى ابي عبد الله عليه السلام قال فضل الوقت الاول على الاخر كفضل الاخرة على الدنيا.

ومن ذلك باسنادنا إلى الكتاب المذكور عن ابي عبد الله عليه السلام قال لفضل الوقت الاول على الاخر خير للمؤمن من ولده وماله.

اقول فإذا لم تنهض لوعيده ولا وعوده فهل ترى عندك تصديقا لمقدس مقاله أو معرفة بحرمة جلاله فإذا قام العبد للصلوة كما قدمناه وقبل النصيحة والاهتمام كما ذكرناه فليدع بما رويناه بعدة طرق إلى الشيخ ابى محمد هرون بن موسى قال حدثنا محمد بن على بن معمر قال حدثنا محمد بن الحسين بن ابى الخطاب عبد الرحمن بن نجران عن الرضا عليه السلام قال تقول بعد الاقامة قبل الاستفتاح في كل صلوة اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة بلغ محمدا صلى الله عليه وآله الدرجة والوسيلة والفضل والفضيلة بالله استفتح وبالله استنجح وبمحمد رسول الله وآل محمد صلى الله عليه وآله اتوجه اللهم صل على محمد وآل محمد واجعلني بهم عندك وجيها في الدنيا والاخرة ومن المقربين.

وتقول ايضا ما رواه ابن ابى عمير عن بكر بن محمد الازدي عن ابي عبد الله عليه السلام في حديث هذا المراد منه قال كان امير المؤمنين عليه السلام يقول لاصحابه من اقام الصلاة وقال قبل ان يحرم ويكبر يا محسن قد اتاك المسئى وقد امرت المحسن ان يتجاوز عن المسئى وانت المحسن وانا المسئى فبحق محمد وآل محمد صل على محمد وآل محمد وتجاوز عن قبيح ما تعلم منى فيقول الله تعالى ملائكتي اشهدوا انى قد عفوت عنه وارضيت عنه اهل تبعاته.

١٥٥

الفصل التاسع عشر

فيما نذكره من فضل صلوة الظهر وصفتها وبعض اسرارها

وجملة من تعقيبها وسجدتي الشكر وما يتبعها

إذا فرغ العبد من الاقامة والدعاء بعدها وكان كما حررناه وهو بين يدى الله جل جلاله بقلبه وقالبه كما يكون العبد بين يدى مولاه إذا كان مولاه يراه.

فينبغي ان يكون على خاطره زيادة على ما قدمناه ان هذه الصلاة يطفى بها نيرانا قد اوقدها على حريق مهجته وحريق كلما يملكه في دنياه وآخرته وانها قد شرعت في الحريق فيكون اهتمامه بالصلاة على اتم التوفيق كما لو وقعت النيران في داره في الدنيا أو قماشه واحرق ولده أو احرق عياله العزيزين عليه وكادت ان يصل حريقها إلى جسده لما رواه جماعة من اصحابنا ورواه الشيخ أبو جعفر بن بابويه فانه ثقة فيما يرويه معتمد عليه.

وقد ذكر شيخنا السعيد أبو جعفر الطوسى قدس الله روحه في الفهرست طرفا من الثناء عليه ونبهنا على زيادة ما اشار إليه في كتاب غياث سلطان الورى لسكان الثرى فقال أبو جعفر بن بابويه في كتاب من لا يحضره الفقيه عن النبي صلى الله عليه وآله انه قال ما من صلاة يحضر وقتها الا نادى ملك بين يدى الناس قوموا إلى نيرانكم التى اوقدتموها على ظهوركم فاطفئوها بصلاتكم.

وروى هذا الحديث جدى أبو جعفر الطوسى في تهذيب الاحكام باسناده عن عبد الله بن عبد الله الدهقان عن واصل بن سليمان عن عبد الله

١٥٦

بن سنان عن ابي عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله ما من صلوة يحضر وقتها الا نادى مناد بين يدى الله ايها الناس قوموا إلى نيرانكم التى اوقدتموها على ظهوركم فاطفئوها بصلوتكم.

ومن مهمات الذى يريد صلاة الفريضة ان يصليها صلاة مودع خائف على انه لا يقدر على مثلها مغتنما لشرف محلها وتحف فضلها كما رواه الحسن بن محبوب في كتاب المشيخة عن العبد الصالح عبد الله بن ابى يعفور رضوان الله عليه قال قال أبو عبد الله عليه السلام يا عبد الله إذا صليت صلوة فريضة فصلها لوقتها صلوة مودع يخاف الا يعود إليها ابدا ثم اضرب ببصرك إلى موضع سجودك فلو تعلم من عن يمينك وشمالك لاحسنت صلوتك واعلم انك قدام من يراك ولا تراه.

ومن مهمات الذى يريد الصلوة الا يدخلها كارها ويخرج عنها مستقيلا فان الله جل جلاله يقول عن بعض من خيب امالهم ومحى اقبالهم ذلك بانهم كرهوا ما انزل الله فاحبط اعمالهم.

ومن جملة ما انزل الله جل جلاله ذكر الصلوة فلا تكن من الريها لكارهين فتكون من الهليكين واياك ان تقبل قول من يقول لك انها تكليف والتكليف ثقيل على القلوب فان هذا القول بعيد من رضا علام الغيوب ايقول هو جل جلاله حبب اليكم الايمان وزينه في قلوبكم وكره اليكم الكفر والفسوق والعصيان فترد انت عليه هذا القول المقدس الصريح في القرآن وتقول انت بخلاف ذلك وتقدم على البهتان ايقبل قولك انه جل جلاله يريد منك ان تحبه جل جلاله وتدعى انك قد احببته جل جلاله تكره خدمته والتقرب إليه فهل يصح في العقل ان المحب يستثقل العمل في طلب رضا محبوبه أو يكره شيئا مما

١٥٧

يقربه إليه.

اقول وقد ورد النقل مزكيا للعقل فيما اشرت إليه فمن ذلك ما ارويه بطرقي التى قدمناها في خطبة هذا الكتاب إلى الشيخ الجليل ابى جعفر محمد بن بابويه رضوان الله جل جلاله عليه مما ذكره ورواه في اماليه قال حدثنا موسى بن المتوكل رحمه الله قال حدثنا على بن ابراهيم عن ابيه ابراهيم بن هاشم عن محمد بن ابى عمير قال حدثنى من سمع ابا عبد الله الصادق عليه السلام يقول ما احب الله من عصاه ثم تمثل فقال :

تعصى الاله وان تظهر حبه

هذا محال في القياس بديع

لو كان حبك صادقا لاطعته

ان المحب لمن يحب مطيع

اقول ولعل قائلا يقول هذا البيتان لمحمود الوراق.

فنقول ان الصادق عليه السلام تمثل بهما ورواة الحديث ثقاة بالاتفاق ومراسيل محمد بن ابى عمير كالمسانيد عن اهل الوفاق.

اقول ومن ذلك ما رويناه باسنادنا المشار إليه عن محمد بن يعقوب الكليني رضوان الله جل جلاله عليه فيما رواه في كتاب الروضة من كتاب الكافي قال حدثنا على بن ابراهيم عن ابيه ومحمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد جميعا عن ابن ابى عمير عن حسين بن احمد المنقرى عن يونس بن ظبيان قال قلت لابي عبد الله عليه السلام الا تنهى هذين الرجلين عن هذا الرجل فقال من هذا الرجل ومن هذين الرجلين قلت الا تنهى حجر بن زايدة وعامر بن جذاعة عن المفضل بن عمر قال يا يونس قد سألتهما ان يكفا عنه فلم يفعلا فدعوتهما وسئلتهما وجعلته حاجتى اليهما فلم يكفا عنه فلا غفر الله لهما فوالله لكثير عزة اصدق في مودته منهما فيما ينتحلان من مودتي حيث يقول.

١٥٨

لقد علمت بالغيب ان لااحبها

إذا انا لم يكرم على كريمها

ام والله لو احبانى لاحبا من احب.

اقول افلا تسمع قول الصادق صلوات الله عليه المنقول الموافق للمعقول ما احب الله من عصاه فإذا كان العاصى له غير محب لجلاله فكيف يكون المستثقل لما يقرب إليه سبحانه محبا أو عارفا بفوايد اقباله.

اقول وانظر الحديث الاخر وما تضمن من قسمه الباهر بقوله عليه السلام والله لو احبانى لاحبا من احب وهل للعقول مدفع عن هذا الاعتقاد فاياك والمغالطة بالمعاذير الباطلة التى لا تنفعك عند من يعلم السرائر إذا حاسبك عليها وانت قائم بين يديه مكشوف الرأس بمحضر الاوايل والاواخر فكيف يجوز ان تكون كارها أو متثاقلا وتكون عارفا بجلالة من دعاك إليها وحثك عليها اما عرفت انه دعاك بلسان حال المؤذنين والرواة المخبرين حتى تواتروا وبلغ الامر إلى انك كانك سمعت ذلك من لسان سيد المرسلين ثم لم يقنع جل جلاله بذلك حتى شافهك بالدعاء إليها والمحافظة عليها فقال منه جل جلاله اليك مقبلا بالجلالة والحرمة والهيبة عليك حافظوا على الصلوات والصلوة الوسطى وقوموا لله قانتين فإذا لم تفرح وتستبشر وتعرف جملة ما دعاك إليه من سعادة الدنيا والدين فكيف تكون من المسلمين المصدقين.

واما استقالتك منها بطلب تعجيل الخروج عنها ليت شعرى إلى اين تخرج أي معثر أي مسود الوجه والصحايف أي من يرمى نفسه بيده في المتالف تستقيل من سعادتك لتخرج إلى غفلتك وشقاوتك.

ذكر محمد بن يعقوب الكليني في كتاب الكافي قال محمد بن يحيى

١٥٩

عن احمد بن محمد عن على بن الحكم عن هشام بن سالم عن ابي عبد الله عليه السلام قال إذا قام العبد في الصلوة فخفف صلوته قال الله تبارك وتعالى لملئكته اما ترون إلى عبدى كانه يرى قضاء حوائجه بيد غيرى اما يعلم ان قضاء حوائجه بيدى.

وذكر محمد بن يعقوب رضى الله عنه عن محمد بن يحيى عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن صفوان بن يحيى عن العيص بن قاسم قال قال أبو عبد الله عليه السلام والله انه ليأتي على الرجل خمسون سنة وما قبل الله منه صلوة واحدة فاى شئ اشد من هذا انكم لتعرفون من جيرانكم واصحابكم من لو كان يصلى لبعضكم ما قبلها منه لاستخفافه بها ان الله عزوجل لا يقبل الا الحسن فكيف يقبل ما يستخف به.

فإذا سلم العبد من هذه الاخطار وكان عبدا مسلما مؤمنا مصدقا سليم القلب والاسرار ذاكرا انه بين يدى مالك عزيز عظيم قاهر قادر جبار قد اخجله بكثرة المراحم والمكارم والمبار فيوشك ان يكون حاله عند الصلوة كما رواه محمد بن يعقوب تغمده الله جل جلاله بالرحمات محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن ابى حمزة عن ابى جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله إذا قام العبد المؤمن إلى صلاته نظر الله إليه أو قال اقبل الله إليه حتى ينصرف واظلته الرحمة من فوق رأسه إلى افق السماء والملئكة تحفه من حوله إلى افق السماء ووكل الله به ملكا قائما على رأسه يقول ايها المصلى لو تعلم من ينظر اليك ومن تناجى ما التفت ولا زلت من موضعك ابدا.

يقول السيد الامام العالم العامل الفقيه العلامة رضى الدين ركن الاسلام أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس

١٦٠