فلاح السائل

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]

فلاح السائل

المؤلف:

السيّد رضي الدين أبو القاسم علي بن موسى بن جعفر بن طاووس الحسني الحلّي [ السيّد بن طاووس ]


الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٩٤

في كتاب جدى ورام قدس الله جل جلاله روحه ونور ضريحه حديثا معناه ان عبدا ممن يراقب الله جل جلاله ويخشاه قال قضيت صلوة ثلثين سنة وما كنت تركت فريضة منها ولقد كنت اصليها في الصف الاول ولكن لمصيبة وجدتها كنت قد غفلت عنها فقيل له ما معناه وما تلك المصيبة قال كنت اصليها في الصف الاول مع الامامر فجئت يوما فما وجدت لى في الصف الاول موضعا فصليت في الاصف الاخر فوجدت نفسي قد خجلت واستحيت من الانام ان يرونى وانا في ذلك المقام فعلمت ان ذلك التقدم في الصف الاول ما كان لله جل جلاله على اليقين وانما كنت اقصد به التمييز عند الحاضرين.

اقول وما ينبغى ان تحفظ اعمالك كلها وصلواتك منه وتنزهها عنه لتعرض على الله جل جلاله في جملة ما يعرضه الملكان من صالح العمل ما رويناه باسنادنا عن معاذ بن جبل بالاسناد الذى ذكرته في خطبة الكتاب إلى الشيخ الصدوق هرون بن موسى جمع الله الشمل به في ديار الثواب قال حدثنا الشيخ الصدوق هرون بن موسى المشار إليه رضوان الله عليه قال حدثنا احمد بن محمد بن عقدة قال حدثنا محمد بن سالم بن جبهان بن عبد العزيز عن الحسن بن على عن سنان عن عبد الواحد عن رجل عن معاذ بن جبل قال قلت حدثنى بحديث سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله حفظته وذكرته كل يوم من دقة ما حدثك به قال نعم وبكى معاذ فقال اسكت فسكت ثم قال بابى وامى حدثنى وانا رديفه قال فبينا نسير إذ رفع بصره إلى السماء فقال الحمد لله يقضى في خلقه ما احب قال يا معاذ قلت لبيك يارسول الله امام الخير ونبى الرحمة فقال احدثك ما حدث نبى امته ان حفظته نفعك عيشك وان سمعته ولم تحفظه انقطعت

١٢١

حجتك عند الله.

ثم قال ان الله خلق سبعة املاك قبل ان يخلق السماوات فجعل في كل سماء ملكا قد جللها بعظمته وجعل على كل باب منها ملكا بوابا فتكتب الحفظة عمل العبد من حين يصبح إلى حين يمسى.

ثم ترتفع الحفظة بعمله له نور كنور الشمس حتى إذا بلغ سماء الدنيا فيزكيه ويكثره فيقول له قف فاضرب بهذا العمل على وجه صاحبه انا ملك الغيبة فمن اغتاب لاادع عمله يجاوزني إلى غيرى امرني بذلك ربى.

ثم يجئى من الغد ومعه عمل صالح فيمر به ويزكيه ويكثره حتى يبلغ السماء الثانية فيقول الملك الذى في السماء الثانية قف فاضرب بهذا العمل على وجه صاحبه انما اراد بهذا العمل عرض الدنيا انا صاحب الدنيا لاادع عمله يتجاوز إلى غيرى.

قال ثم يصعد بعمل العبد متبهجا بصدقة وصلوة فتعجب الحفظة وتجاوزه إلى السماء الثالثة فيقول الملك قف فاضرب بهذا العمل وجه صاحبه وظهره انا ملك صاحب الكبر فيقول انه عمل تكبر فيه على الناس في مجالسهم امرني ربى ان لاادع عمله يتجاوزني إلى غيرى.

قال وتصعد الحفظة بعمل العبد يزهر كالكوكب الذى في السماء له دوى بالتسبيح والصوم والحج فيمر به إلى ملك السماء الرابعة فيقول له قف فاضرب بهذا العمل وجه صاحبه وبطنه انا ملك العجب فانه كان يعجب بنفسه وانه عمل وادخل نفسه العجب امرني ربى الا ادع عمله يتجاوزني إلى غيرى فاضرب به وجه صاحبه.

قال وتصعد الحفظة بعمل العبد كالعروس المرفوعة إلى اهلها فيمر به ملك السماء الخامسة بالجهاد والصلوة ما بين الصلوتين

١٢٢

ولذلك رنين كرنين الابل عليه ضوء كضوء الشمس فيقول الملك قف انا ملك الحسد فاضرب بهذا العمل وجه صاحبه ويحمله على عاتقه انه كان يحسد من يتعلم ويعمل لله بطاعته فإذا راى لاحد فضلا في العمل والعبادة حسده ووقع فيه فيحمله على عاتقه ويلعنه عمله.

قال ويصعد الحفظة فيمر به إلى السماء السادسة فيقول الملك قف انا صاحب الرحمة اضرب بهذا العمل وجه صاحبه واطمس عينيه لان صاحبه لم يرحم شيئا إذا اصاب عبدا من عباد الله ذنب للاخرة أو ضر في الدنيا شمت به امرني ربى ان لاادع عمله يجاوزني إلى غيرى.

قال وتصعد الحفظة بعمل العبد اعمالا بفقه واجتهاد وورع له صوت كالرعد وضوء كضوء البرق ومعه ثلثة الف ملك فيمر به إلى ملك السماء السابعة فيقول قف واضرب بهذ العمل وجه صاحبه انا ملك الحجاب احجب كل عمل ليس لله انه اراد رفعة عند القواد وذكرا في المجالس وصوتا في المداين امرني ربى ان لاادع عمله يجاوزني إلى غيرى ما لم يكن خالصا.

قال وتصعد الحفظة بعمل العبد مبتهجا به من حسن خلق وصمت وذكر كثير تشيعه ملئكة السموات والملئكة السبعة بجماعتهم فيطئون الحجب كلها حتى يقوموا بين يديه فيشهدوا له بعمل صالح ودعاء فيقول الله انتم حفظة عمل عبدى وانا رقيب على ما في نفسه ولم يردنى بهذا العمل عليه لعنتي فيقول الملئكة عليه لعنتك ولعنتنا.

قال ثم بكى معاذ قال قلت يارسول الله صلى الله عليه وآله ما اعمل قال اقتد بنبيك يا معاذ في اليقين قال قلت انت رسول لله وانا معاذ بن جبل.

١٢٣

قال وان كان في عملك تقصير يا معاذ فاقطع لسانك عن اخوانك وعن حملة القرآن ولتكن ذنوبك عليك لا تحملها على اخوانك ولا تزك نفسك بتذميم اخوانك ولا ترفع نفسك بوضع اخوانك ولا تراء بعملك ولا تدخل من الدنيا في الاخرة ولا تفحش في مجلسك لكيلا يحذروك بسوء خلقك ولا تناج مع رجل وعندك اخر ولا تتعظم على الناس فيقطع عنك خيرات الدنيا ولا تمزق الناس فيمزقك كلاب اهل النار قال الله والناشطات نشطا اتدرى ما الناشطات كلاب اهل النار تنشط اللحم والعظم قلت من يطيق هذه الخصال قال يا معاذ اما انه يسير على من يسر الله عليه قال وما رأيت معاذا يكثر تلاوة القرآن كما يكثر تلاوة هذا الحديث.

ذكر المعنى الثاني في ان نوافل الزوال صلوة الاوابين روى محمد بن يعقوب الكليني باسناده في كتاب الكافي عن مولينا على عليه لسلام قال صلوة الزوال صلوة الاوابين.

اقول ورأيت في الاحاديث المأثورة ما معناه إذا زالت الشمس فتحت ابواب السماء لاجابة الدعوات المبرورة وان نوافل الزوال هي صلوة الاوابين وان لها عند الله جل جلاله مقاما مشكورا في قوله عزوجل انه كان للاوابين غفورا.

ذكر المعنى الثالث في الاستخارة عند نوافل الزوال روى الحسن بن محبوب عن العلا عن محمد بن مسلم عن ابي جعفر عليه السلام الاستخارة في كل ركعة من الزوال.

اقول وروينا هذه الرواية باسنادى إلى جدى ابى جعفر الطوسى باسناده إلى الحسين بن سعيد الاهوازي فيما ذكره في كتاب الصلوة.

١٢٤

اقول واذ قد اتينا على ما اردنا ذكره من اسرار الصلوات فلنذكر الان ما نريد تقديمه عليها من طريق الروايات فمن ذلك معرفة الاوقات للصلوات.

واعلم ان اوقات النوافل والفرايض تأتى عند شرح الدخول فيها كما سيأتي ذكره وانما نذكر هيهنا رواية تتضمن سبب تعيين اوقات الفرايض لينكشف بذلك وجهه وسره وهو مما ارويه باسنادى إلى ابى جعفر محمد بن بابويه فيما رواه باسناده في اماليه عن الحسن بن عبد الله عن ابيه عن جده الحسن بن على بن ابى طالب عليهم السلام في حديث طويل يتضمن سؤال اليهود عن النبي صلى الله عليه وآله عن مهمات.

ومن جملتها سؤالهم له صلوات الله عليه وآله عن سبب اوقات الصلوات الخمس في خمس مواقيت على امتك في ساعت الليل والنهار قال النبي صلى الله عليه وآله ان الشمس إذا بلغت عند الزوال لها حلقة تدخل فيها فإذا دخلت فيها زالت فيسبح كلشئ دون العرش لوجه ربى وهى الساعة التى يصلى على فيها ربى ففرض الله عزوجل على وعلى امتى فيها الصلوة وقال اقم الصلوة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وهى الساعة التى يؤتى فيها بجهنم يوم القيمة فما مؤمن يوفق تلك الساعة ان يكون ساجدا أو راكعا أو قائما الا حرم الله جسده على النار.

واما صلوة العصر فهى الساعة التى اكل فيها آدم من الشجرة فاخرجه الله من الجنة فامر الله ذريته بهذه الصلوات إلى يوم القيمة واختارها لامتي وهى من احب الصلوات إلى الله عز وجل واوصاني ان احفظها من بين الصلوات.

واما صلوة المغرب فهى الساعة التى تاب الله فيها على آدم وكان

١٢٥

بين ما اكل من الشجرة وبين ما تاب عليه ثلثماته سنة من ايام الدنيا في ايام الاخرة يوم كالف سنة من وقت العصر إلى العشاء فصلى آدم ثلث ركعات ركعة لخطيئته وركعة لخطيئة حواء وركعة لتوبته فافترض الله عزوجل هذه الثلث ركعات على امتى وهى الساعة التى يستجاب فيها الدعاء فوعدني ربى ان يستجيب لمن دعاه فيها من امتى وهذه الصلوة التى امرني بها عزوجل فقال سبحان الله حين تمسون وحين تصبحون.

واما صلاة العشاء الاخرة فان للقبر ظلمة وليوم القيمة ظلمة امرني الله وامتى بهذه الصلاة في ذلك الوقت لتنور لهم القبور وليعطو النور على الصراط وما من قدم مشت إلى صلاة العتمة الا حرم الله جسده على النار وهى الصلاة التى اختارها للمرسلين قبلى ..

واما صلاة الفجر فان الشمس إذا طلعت تطلع على قرنى الشيطان وامرني الله عزوجل ان اصلى صلاة الفجر قبل طلوع الشمس وقبل ان يسجد لها الكافر فتسجد امتى لله وسرعها احب إلى الله وهى الصلوة التى يشهدها ملئكة الليل وملئكة النهار قال صدقت يا محمد ثم ذكر تمام الحديث.

ومما نريد تقديمه قبل الصلاة تعظيم حالها من طريق الروايات ومن ذلك معرفة ما يقرء في النوافل على العموم ومن ذلك ما يقرء في نوافل لزوال خاصة على الوجه المرسوم ومن ذلك ذكر معرفة القبلة ومن ذلك ذكر سبب في ابتداء الصلوة بسبع تكبيرات ومن ذلك صفة نوافل الزوال وما يتعقب كل ركعتين منها من الدعاء والابتهال.

ذكر ما نريد تقديمه من طريق الروايات في تعظيم حال الصلوات.

اقول قد قدمنا في الفصل الاول والثانى ما ينبهك على لزوم

١٢٦

الاهتمام بها والتعظيم لها ولكن رأيناه قد بعد عن هذا المكان فاحببنا ان نزيد الان في البيان.

فمن ذلك ما ارويه باسنادى إلى ابي جعفر محمد بن بابويه باسناده في كتاب مدينة العلم فيما رواه عن الصادق صلوات الله عليه قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله لا ينال شفاعتي غدا من اخر الصلاة المفروضة بعد وقتها.

ومن ذلك ما ذكره ايضا أبو جعفر بن بابويه رضوان الله عليه في كتاب عقاب الاعمال باسناده إلى ابى بصير قال دخلت على ام حميدة اعزيها بابيعبد الله عليه السلام فبكت وبكيت لبكائها ثم قالت لو رأيت ابا عبد الله لرأيت عجبا فتح عينيه ثم قال اجمعوا لى كل من بينى وبينه قرابة فلم نترك احدا الا جمعناه قالت فنظر إليهم ثم قال ان شفاعتنا لا تنال مستخفا بصلاته.

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله ليس منى من استخف بصلاته لايرد على الحوض لا والله. وروى ابن بابويه ايضا في كتاب من لا يحضره الفقيه باسناده إلى النبي صلى الله عليه وآله قال اول ما يحاسب العبد الصلوة فان قبلت قبل ما سواها وان ردت رد ما سواها.

يقول السيد الامام العالم العامل الفقيه العلامة رضى الدين ركن الاسلام أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس وقد ذكرنا طرفا جيدا من ذلك في كتاب غياث سلطان الورى لسكان الثرى وبسطت القول فيه وهناك شفاء العارفين بمعانيه.

ذكر ما يقرء في النوافل على العموم وهو ما رويته باسنادى إلى

١٢٧

الشيخ الجليل ابى محمد هرون بن موسى التلعكبرى رضوان الله جل جلاله عليه عن آخرين قالوا اخبرنا محمد بن يعقوب عن محمد بن الحسن وغيره عن سهل بن زياد عن محمد بن على عن على بن اسباط عن عمه يعقوب بن سالم عن ابى الحسن العبدى قال قال أبو عبد الله عليه السلام من قرء قل هو الله احد وانا انزلناه في ليلة القدر وآية الكرسي في كل ركعة من تطوعه فقد فتح له باعظم اعمال الادميين الا من اشبه أو من زاد عليه.

ذكر ما يقرء في نوافل الزوال خاصة على الوجه المرسوم أبو محمد هرون بن موسى رضى الله عنه قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور قال حدثنا الحسن بن عبد الله بن محمد بن عيسى قال حدثنا ابى عن ابى داود المسترق سليمان بن سفيان عن محسن بن احمد الميثمى عن يعقوب بن شعيب قال قال أبو عبد الله عليه السلام اقرء في صلوة الزوال في الركعتين الاولتين بالاخلاص وسورة الجحد وفى الثالثة بقل هو الله وآية الكرسي وفى الرابعة بقل هو الله احد وآخر البقرة وفى الخامسة بقل هو الله احد والايات التى في آخر آل عمران ان في خلق السموات والارض وفى السادسة بقل هو الله احد وآية السخرة وفى السابعة بقل هو الله احد والايات التى في الانعام وجعلوا لله شركاء الجن وخلقهم وفى الثامنة بقل هو الله احد وآخر الحشر لو انزلنا هذا القرآن على جبل إلى آخرها فإذا فرغت قلت سبع مرات اللهم مقلب القلوب والابصار ثبت قلبى على دينك ودين نبيك ولا تزغ قلبى بعد إذ هديتني وهب لى من لدنك رحمة انك انت الوهاب واجرني من النار برحمتك ثم يستجير بالله من النار سبعين مرة.

ذكر القبلة رأيت في الاحاديث المأثورة ان الله تعالى امر آدم ان

١٢٨

يصلى إلى المغرب ونوحا يصلى إلى المشرق وابراهيم ان يجمعهما وهى الكعبة فلما بعث موسى امره ان يحيى دين آدم ولما بعث عيسى امره بان يحيى دين نوح ولما بعث محمدا امره ان يحيى دين ابراهيم فالكعبة قبلة لمن كان في المسجد الحرام فالمسجد الحرم قبلة لمن كان في الحرم ومن كان في خارج الحرم فقبلته الحرم واهل العراق يتوجهون إلى الركن العراقى وهو الركن الذى فيه الحجر واهل اليمن إلى الركن اليماني واهل المغرب إلى الركن الغربي واهل الشام إلى الركن الشامي وينبغى لاهل العرق ان يتياسروا قليلا وليس لغيرهم ذلك واهل العراق يعرفون قبلتهم بعدة اشياء منها إذا كان وقت الزوال فتكون الشمس عند الزوال بلا فصل على الحاجب الايمن لمن يواجهها وإذا كان عند عشاء المغرب فيكون الشفق الاحمر في المشرق في الزمان المعتدل محاذيا للمنكب الايسر للذى يكون مستقبل القبلة وإذا كان عند عشاء الاخرة يكون الشفق في المغرب في الزمان المعتدل محاذيا للمنكب الايمن ممن يكون مستقبل القبلة وإذا كان وقت صلوة الصبح فيكون قبل طلوع الفجر محاذيا في الزمان المعتدل للمنكب الايسر ممن يكون مستقبل القبلة فإذا فقد المصلى هذه الاسباب وكانت السماء مطبقة بالغيم أو ببعض الموانع من تراب أو غيره من تدبير مالك الحساب فان غلب الظن بجهة القبلة فيعمل على غالب ظنه فان تساوت ظنونه أو لم يكن له ظنون متساوية بل شكا محضا في كل الجهات ولم يكن له طريق يقدر عليها ويستعلم بها العلم أو غلبة الظن على ساير الحالات فان كانت الصلوة نافلة فليصل إلى أي جهة شاء وان كانت الصلوة فريضة فيصلى الفريضة اربع دفعات إلى اربع جهات فان تعذر ذلك عليه لبعض الضرورات

١٢٩

ليصلى الفريضة دفعة واحدة إلى أي جهة شاء فان ظهرت القبلة وقد صلى إليها فصلوته صحيحة وكذلك ان كان صلاته بين المغرب والمشرق وكان في ارض العراق وان كان إلى جهة المشرق أو المغرب والوقت باق اعادها وان خرج الوقت فلا اعادة عليه وان كان صلوته إلى استدار القبلة اعادها على كل حال وتجوز الصلوة النافلة على الراحلة والسفينة على حسب حاله في المسير وتمكنه من استقبال القبلة والافضل له ان يستقبل على حسب حاله في المسير القبلة بتكبيرة الاحرام ثم يتمم الصلوة كيف دارت السفينة والراحلة وذلك فيهذا المقام.

ذكر ما يستحب التوجه فيه بسبع تكبيرات وما نرويه في سبب ذلك.

يستحب التوجه بسبع تكبيرات في سبعة مواضع اول ركعة من نوافل الزوال واول ركعة من كل فريضة واول ركعة من نوافل المغرب واول ركعة من الوتيرة واول ركعة من صلوة نافلة الليل واول ركعتي الاحرام وروى تأكيد التوجه والتكبير في ثلثة مواضع منها حديث أبو محمد هرون بن موسى رضى الله عنه قال حدثنا محمد بن همام قال حدثنا عبد الله بن العلا المذارى قال حدثنا محمد بن الحسن بن سمون قال حدثنا حماد بن عيسى الجهنى عن حريز بن عبد الله السجستاني عن زرارة بن اعين قال قال أبو جعفر عليه السلام افتتح في ثلثة مواطن بالتوجه والتكبير في الزوال وصلوة الليل والمفردة من الوتر وقد يجزيك فيما سوى ذلك من التطوع أو تكبر تكبيرة لكل ركعتين.

ذكر ما نرويه في سبب سبع تكبيرات ارويه باسنادى إلى زرارة عن ابى جعفر عليه السلام قال خرج رسول الله صلى الله عليه وآله مرة إلى الصلاة

١٣٠

وقد كان الحسن بن على ابطأ عن الكلام حتى تخوفوا الا يتكلم وان يكون به خرس فخرج به رسول الله حامله على عنقه وصف الناس خلفه فاقامه عن يمينه فكبر رسول الله وافتتح الصلوة بالتكبير فكبر الحسن عليه السلام فلما سمع رسول الله صلى الله عليه واهلبيته تكبيره عاد فكبر وكبر الحسن حتى كبر سبعا فجرت السنة بافتتاح الصلوة بسبع تكبيرات.

يقول السيد الامام العامل الفقيه العلامة رضى الدين ركن الاسلام أبو القاسم على بن موسى بن جعفر بن محمد بن محمد الطاوس ضاعف الله سعادته وشرف خاتمته ولا يقال وكيف صار تكبير الحسن عليه السلام هو صبى طفل ومتابعة رسول الله صلى الله عليه وآله سنة في الاسلام لان الجواب عن ذلك ان النبي صلى الله عليه وآله ما ينطق عن الهوى ان هو الا وحى يوحى فيكون الله جل جلاله قد اوحى إليه بان يجعل ذلك سنة له صلوات الله عليه.

صفة نوافل الزوال يقوم العبد على ما تقدم شرح تفصيله من ذله وعبوديته والمراقبة لله جل جلاله في كثير اموره وقليله ويستقبل القبلة ذاكر الله بين يدى موليه وانه يراه ويكون نظره في حال قيامه في الصلاة إلى موضع سجوده بانكسار وخضوع لمعبوده ويكون بين قدميه مقدار اربع اصابع تقريبا يقصد انه يصلى نافلة الزوال لوجه ندبها يعبد الله جل جلاله بها لانه جل جلاله اهل للعبادة ثم يرفع يديه إلى شحمتي اذنيه ويكبر تكبيرة واحدة ويرسل يديه بوقار إلى عند فخذيه ثم يكبر ثانية وثالثة وكذلك يقول بعد الثلث تكبيرات وهو رافع يديه على بعض ما شرحناه من صفات الداعي ما رواه الحلبي وغيره عن الصادق عليه السلام

١٣١

بعد الثلث تكبيرات اللهم انت الملك الحق لا اله الا انت سبحانك وبحمدك عملت سوء وظلمت نفسي فاغفر لى ذنبي انه لا يغفر الذنوب الا انت ثم يكبر تكبيرتين مثل ما ذكرنا ويرفع يديه كما وصفناه ويجيب الله جل جلاله بالثلبية بقلبه ولسانه وجميع جنانه وبغاية امكانه فان مولينا زين العابدين عليه السلام حيث اراد يقول لبيك وقال ذلك غشى عليه فان العبد إذا قال لله جل جلاله لبيك وهو مشغول عن الله بغيره وغير مقبل عليه كان كاذبا في تلبيته فليحذر ذلك كل الحذر ويجمع قلبه وكل ما هو مكلف منه بالتلبية على ابلغ طاقته ويقول لبيك وسعديك والخير في يديك والشر ليس اليك والمهدى من هديت عبدك وابن عبديك منك وبك واليك لاملجأ ولا منجى ولا مفر منك الا اليك سبحانك وحنانيك سبحانك رب البيت ويكبر تكبيرتين اخرتين كما اشرنا إليه.

ثم يتوجه كما نبهنا عليه ويقول وجهت وجهى للذى فطر السموات والارض على ملة ابراهيم ودين محمد ومنهاج على حنيفا مسلما وما انا من المشركين ان صلوتى ونسكى ومحياى ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك امرت وانا من المسلمين اعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

ثم يقرء الحمد وسورة قل هو الله احد اخفاتا ويجهر ببسم الله الرحمن الرحيم في جميع صلواته ثم يكبر تكبيرة الركوع كما شرحناه ويركع خاشعا خاضعا كما اوضحناه ويكون نظره في حال ركوعه إلى بين قدميه ويقول في الركوع بخضوع وخشوع كما حررناه ما رواه محمد بن يعقوب باسناده إلى زران يرويه عن الباقر عليه السلام وفيه زيادة برواية اخرى اللهم لك ركعت ولك خشعت وبك امنت ولك اسلمت وعليك

١٣٢

توكلت وانت ربى خشع لك سمعي وبصرى ومخى وعصبي وعظامي وما اقلت قدماى لله رب العالمين.

ثم يقول سبع مرات سبحان ربى العظيم وبحمده وهى الافضل ويكفيه ان يقول ذلك خمس مرات أو ثلثا ويجوز الاقتصار على واحدة ثم يرفع رأسه وينتصب قائما حتى يرجع كل عضو منه إلى حالكونه قائما وفى كل ذلك يكون ذاكرا انه بين يدى الله جل جلاله وان هذا الركوع والخضوع لعظمته وجلالته وعبادة له لذاته وان هذا رفع رأسه بامره ولاجله ويقول سمع الله لمن حمده الحمد لله رب العالمين اهل الكبرياء والجود والجبروت ثم يرفع يديه بالتكبير على ما ذكرناه ويهوى للسجود بين يدى الله جل جلاله ولله جل جلاله خاضعا خاشعا فيتلقى الارض بيديه ويكون سجوده على سبعة اعظم الجبهة واليدين والركبتين وبعض اطراف اصابع الرجلين ويراغم بطرف انفه ذلا وعبودية ويكون متجافيا لا يضع شيئا من جسده على شئ منه ويقول بصدق نية وخالص طوية وعبودية كما كنا قدمناه ما رواه محمد بن يعقوب وغيره عن الحلبي عن ابي عبد الله عليه السلام وفيه زيادة برواية اخرى اللهم لك سجدت وبك آمنت ولك اسلمت وعليك توكلت وانت ربى سجد لك سمعي وبصرى وشعرى وعصبي ومخى وعظامي سجد وجهى البالى الفاني للذى خلقه وصوره وشق سمعه وبصره تبارك الله احسن الخالقين.

ثم يقول سبحان ربى الاعلى وبحمده سبع مرات ويجوز الاقتصار على خمس أو ثلث أو واحدة ثم يرفع رأسه من السجود بوقار وسكينة ويجلس على وركه الايسر ويكون باطن قدمه الايسر قد تلقى به ظاهر قدمه الايمن ويقول اللهم اعف عنى واغفر لى وارحمني واجبرني واهدنى

١٣٣

انى لما انزلت إلى من خير فقير وله ان يدعو بغير ذلك فإذا فرغ من الدعاء رفع يديه بالتكبير كما ذكرناه ويهوى إلى السجود كما وصفناه ويقول ما شرحناه ثم يجلس بوقار.

ثم يقول ما رواه محمد ين يعقوب الكليني باسناده عن ابى بكر الحضرمي قال قال أبو عبد الله عليه السلام إذا قمت من الركعة فاعتمد على كفيك وقل بحول الله وقوته اقوم واقعد فان عليا عليه السلام كان يفعل ذلك ويبتدئ بقرائة الحمد ثم يقرء سورة قل يا ايها الكافرون مخافتا فإذا فرغ منها رفع يديه بالقنوت على ما تقدم ذكره من الذل والعبودية واستحضاره بخاطره وقلبه انه بين يدى الجلالة المعظمة الالهية.

ويستحب ان يقنت بكلمات الفرج وقد قدمناها عند تلقين المحتضرين ونذكرها الان ليكون اخف على الطالبين يقول في قنوته لا اله الا الله الحليم الكريم لا اله الا الله العلى العظيم سبحان الله رب السموات السبع ورب الارضين السبع وما فيهن وما بينهن وما تحتهن ورب العرش العظيم وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين ثم يدعو لاعظم الخلايق عند الله جل جلاله واعزهم عليه وليكون فاتحا لابواب الدعاء بين يديه والا فانه مستغن عن دعائك له وغير محتاج إليه ويدعو بعد ذلك بما يكون محتاجا إليه بما يدله الله جل جلاله عليه ثم يركع ويسجد السجدتين كما صنع في الركعة الاولى على السواء فإذا رفع رأسه من السجدة الثانية جلس كما وصفناه ثم يقول بسم الله وبالله والاسماء الحسنى كلها لله اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له واشهد ان محمدا عبده ورسوله اللهم صل على محمد وآل محمد وتقبل شفاعته في امته وارفع درجته وان اقتصر على الشهادة لله جل جلاله بالوحدانية

١٣٤

ولمحمد صلى الله عليه وآله بالرسالة وعلى الصلوات عليه وعلى آله عليهم السلام اجزئه ذلك.

ثم يسلم تجاه القبلة يومى بمؤخر عينيه إلى يمينه ويقول السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ثم يكبر ثلث تكبيرات رافعا بها يديه إلى شحمتي اذنيه سنة مؤكدة سنها النبي صلى الله عليه وآله عند بعض البشارات له ثم يشرع في تسبيح الزهراء فاطمة بنت رسول الله صلوات الله جل جلاله عليهما وهو اربع وثلثون تكبيرة وثلث وثلثون تحميدة وثلث وثلثون تسبيحة كما رواه محمد بن يعقوب الكليني عن على بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن عبد الحميد عن صفوان عن ابن مسكان عن ابى بصير عن ابى عبد الله عليه السلام قال في تسبيح فاطمة عليها السلام تبدء بالتكبير اربع وثلثون ثم بالتحميد ثلثا وثلثين ثم بالتسبيح ثلثا وثلثين.

ذكر فضل لهذه الرواية كما رواه محمد بن يعقوب الكليني عن ابى خالد القماط قال سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول تسبيح فاطمة عليها السلام في دبر كل صلوة احب إلى من صلوة الف ركعة في كل يوم وروى في ترتيبه غير ذلك وروى الشيخ أبو الحسين محمد بن هرون التلعكبرى قال اخبرني الشيخ أبو محمد هرون بن موسى رحمه الله تعالى قال حدثنا احمد بن محمد بن يحيى العطار قال حدثنى أبو القاسم سعد بن عبد الله بن ابى خلف قال حدثنى محمد بن عيسى بن عبيد بن يقطين عن الحسن بن محبوب عن وهب بن عبد ربه قال سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول من سبح تسبيح الزهراء فاطمة عليها السلام بدء فكبر الله اربعا وثلثين تكبيرة وسبحه ثلثا وثلثين تسبيحة ووصل التسبيح بالتكبير وحمد الله ثلثا وثلثين مرة ووصل التحميد بالتسبيح وقال بعد ما يفرغ من التحميد لا اله الا الله ان الله وملائكته

١٣٥

يصلون على النبي يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما لبيك ربنا وسعديك اللهم صل على على محمد وآل محمد وعلى اهل بيت محمد وعلى ذرية محمد والسلام عليه وعليهم ورحمة الله وبركاته واشهد ان التسليم منا لهم والايمان (١) بهم والتصديق لهم ربنا آمنا وصدقنا واتبعنا الرسول

__________________

(١) والايتمام (خ ل) اعلم ان الصحيح في التلفظ بتلك الكلمة اعني قوله والايتمام الذى رأيتها منقولا عن البحار عن فلاح السائل في الاصل لاعلى وجه البدل ان يقرء باسقاط الهمزتين كلتيهما على حد قوله عزوجل بئس الاسم الفسوق وقد نبه على ذلك الحريري في درة الغواص اقول ولكن يبقى شئ اخر مما لم يلتفت ره إليه وهو انه بعد حذف الهمزتين وكسر اللام يجب اعادة الهمزة التى كانت قلبت ياء لاجتماع الهمزتين اللتين اولاهما مكسورة والثانية ساكنة لان اصله الايتمام لانه افتعال من ام مهموز الفاء فيجتمع في ماضى باب الافتعال منه ومصدره همزتان احدهما همزة باب الافتعال التى هي همزة وصل والثانية فاء الفعل من الكلمة فإذا لم يكن هناك لام التعريف تقلب الهمزة الثانية ياء في كل من الماضي والمصدر والامر الحاضر لما سمعت من قاعدة اجتماع الهمزتين اولاهما مكسورة والثانية ساكنة ولكن عند دخول لام التعريف وحذف همزة التعريف وهمزة الافتعال وكسر اللام لرفع التقاء الساكنين ويزول سبب قلب الهمزة الثانية ياء وهو اجتماع الهمزتين المزبورتين فتعود الهمزة إلى حالها فتقول والايتمام بكسر اللام والهمزة الساكنة كما تقول في مثل ايت الذى هو امر حاضر من اتى ياتي عند الوصل وحذف همزة الوصل وائت باعادة الهمزة وكما تقول في مثل اومر الذى هو امر من يأمر وقد كان اصله اءمر بهمزتين اولاهما مضمومة والثانية ساكنة فقلبت الثانية واو المناسبة ضم ما قبلها تقول فيه عند الوصل وامر باعادة الهمزة الثانية التى كانت منقلبة إلى الواو وانما اطنبت الكلام لغفلة غالب اهل العلم عن ذلك فضلا عن غيرهم.

محمد حسين القمشهى عفى عنه

١٣٦

وآل الرسول فاكتبنا مع الشاهدين اللهم صب علينا الرزق صبا صبا بلاغا للاخرة والدنيا من غير كد ولا نكد ولا من من احد من خلقك الا سعة من رزقك وطيبا من وسعك من يدك الملاى عفافا لامن ايدى لئام خلقك انك على كل شئ قدير اللهم اجعل النور في بصرى والبصيرة في دينى واليقين في قلبى والاخلاص في عملي والسعة في رزقي وذكرك بالليل والنهار على لساني والشكر لك ابدا ما ابقيتنى اللهم لا تجدني حيث نهيتني وبارك لى فيما اعطيتني وارحمني إذا توفيتنى انك على كل شئ قدير غفر الله ذنوبه كلها وعافاه من يومه وساعته وشهره وسنته إلى ان يحول الحول من الفقر والفاقة والجنون والجذام والبرص من ميتة السوء ومن كل بلية تنزل من السماء إلى الارض وكتب له بذلك شهادة الاخلاص بثوابها إلى يوم القيمة وثوابها الجنة البتة فقلت له هذا له إذا قال ذلك في كل يوم من الحول إلى الحول فقال ولكن هذا لمن قاله من الحول إلى الحول مرة واحدة يكتب له ذلك واجزأه له إلى مثل يومه وساعته وشهره من الحول إلى الحول الجائى الحايل عليه.

ومما يقول الانسان بعد كل تسليمة من نوافل الزوال اللهم انى ضعيف فقونى في رضاك ضعفى وخذ إلى الخير بناصيتى واجعل الايمان منتهى رضاى وبارك لى فيما قسمت لى وبلغني برحمتك كل الذى ارجو منك واجعل لى ودا وسرورا للمؤمنين وعهدا عندك.

ومما يقال ايضا في جملة تعقيب كل ركعتين من نوافل الزوال رب صلى على محمد وآله واجرني من السيئات واستعملني عملا بطاعتك وارفع درجتي برحمتك يا الله يا رب يا رحمن يا رحيم يا حنان يا منان يا ذا الجلال والاكرام اسئلك رضاك وجنتك واعوذ بك من نارك وسخطك

١٣٧

استجير بالله من النار ترفع بها صوتك.

ذكر رواية في الدعاء عقيب كل ركعتين من نوافل الزوال قال اخبرنا أبو عبد الله احمد بن محمد بن الحسن بن عباس رحمه الله قال حدثنا احمد بن محمد بن يحيى العطار عن عبد الله بن جعفر الحميرى قال حدثنى محمد بن الحسن عن نصر بن مزاحم عن ابى خالد عن عبد الله بن الحسن بن الحسن عن امهما فاطمة بنت الحسن عليهما السلام عن ابيها الحسن بن على صلوات الله عليهما قال كان رسول الله صلى الله عليه وآله يدعو بهذا الدعاء بين كل ركعتين من صلوة الزوال الركعتان الاولتان اللهم انت اكرم ماتى واكرم مزور وخير من طلب إليه الحاجات واجود من اعطى وارحم من استرحم وارؤف من عفى واعز من اعتمد اللهم بى اليك فاقة ولى اليك حاجات ولك عندي طلبات من ذنوب انا بها مرتهن وقد اوقرت ظهرى واوبقتني والا ترحمني وتغفر لى اكن من الخاسرين اللهم اعتمدتك فيها تائبا اليك فصل على محمد وآله واغفر لى ذنوبي كلها قديمها وحديثها سرها وعلانيتها خطاها وعمدها صغيرها وكبيرها وكل ذنب اذنبته وانا مذنبه مغفرة عزما جزما لا تغادر ذنبا واحدا ولا اكتسب بعدها محرما ابدا واقبل منى اليسير من طاعتك وتجاوزني عن الكبير من معصيتك يا عظيم انه لا يغفر العظيم الا العظيم يسئله من في السموات والارض كل يوم هو في شأن يامن هو كل يوم في شأن صلى على محمد وآله واجعل لى في شأنك شأن حاجتى وحاجتي هي فكاك رقبتي من النار والامان من سخطك والفوز برضوانك وجنتك وصل على محمد وآل محمد وامنن بذلك على وبكل ما فيه صلاحي اسئلك بنورك الساطع في الظلمات ان تصلى على محمد وآل محمد ولا تفرق بينى وبينهم في الدنيا والاخرة انك على

١٣٨

كلشئ قدير اللهم واكتب لى عتقا من النار مبتولا واجعلني من المنيبين اليك التابعين لامرك المخبتين الذين إذا ذكرت وجلت قلوبهم والمستكملين مناسكهم والصابرين في البلاء والشاكرين في الرخاء والمطيعين لامرك فيما امرتهم به والمقيمين الصلاة والمؤتين الزكوة والمتوكلين عليك اللهم اضعفني يا كريم كرامتك واجز لى عطيتك والفضيلة لديك والراحة منك والوسيلة اليك والمنزلة عندك ما تكفيني به كل هول دون الجنة وتظلني في ظل عرشك يوم لاظل الا ظلك وتعظم نوري وتعطيني كتابي بيمينى وتضعف حسناتي وتحشرني في افضل الوافدين اليك من المتقين وتسكننى في عليين واجعلني ممن تنظر إليه بوجهك الكريم وتتوفانى وانت عنى راض والحقني بعبادك الصالحين اللهم صل على محمد وآله واقلبني بذلك كله مفلحا منجحا قد غفرت لى خطاياى وذنوبي كلها وكفرت عنى سيئاتي وحططت عنى وزرى وشفعتني في جميع حوائجى في الدنيا والاخرة في يسر منك وعافية اللهم صل على محمد وآله ولا تخلط بشئ من عملي ولا بما تقربت به اليك رياء ولا سمعة ولا اشرا ولا بطرا واجعلني من الخاشعين لك اللهم صل على محمد وآله واعطني السعة في رزقي والصحة في جسمي والقوة في بدنى على طاعتك وعبادتك واعطني من رحمتك ورضوانك وعافيتك ما تسلمني به من كل بلاء الاخرة والدنيا وارزقني الرهبة منك والرغبة اليك والخشوع لك والوقار والحياء منك والتعظيم لذكرك والتقديس لمجدك ايام حيوتى حتى تتوفانى وانت عنى راض اللهم واسئلك السعة والدعة والامن والكفاية والسلامة والصحة والقنوع والعصمة والهدى والرحمة والعفو والعافية واليقين والمغفرة والشكر والرضا والصبر والعلم والصدق والبر

١٣٩

والتقوى والحلم والتواضع واليسر والتوفيق اللهم صل على محمد وآله واعمم بذلك اهل بيتى وقراباتى واخواني فيك ومن احببت واحبني فيك أو ولدته وولدني من جميع المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات واسئلك يا رب حسن الظن بك والصدق في التوكل عليك واعوذ بك يا رب ان تبتليني ببلية تحملني ضرورتها على التغوث بشئ من معاصيك واعوذ بك يا رب ان اكون في حال عسرا ويسرا ظن ان معاصيك انجح في طلبتي من طاعتك واعوذ بك من تكلف ما لا تقدر لى فيه رزقا وما قدرت لى من رزق فصل على محمد وآله واتنى به في يسر منك وعافية يا ارحم الراحمين.

وقل رب صل على محمد وآله واجرني من السيئات واستعملني عملا بطاعتك وارفع درجتي برحمتك يا الله يا رب يا رحمن يا رحيم يا حنان يا ذا الجلال والاكرام اسئلك رضال وجنتك واعوذ بك من نارك وسخطك استجير بالله من النار ترفع بها صوتك.

ثم تخر ساجدا وتقول اللهم انى اتقرب اليك بجودك وكرمك واتقرب اليك بمحمد عبدك ورسولك واتقرب اليك بملئكتك المقربين وانبيائك المرسلين ان تصلى على محمد وآل محمد وان تقيلنى عثرتي وتستر عنى ذنوبي وتغفرها لى وتقلبنى اليوم بقضاء حاجتى ولا تعذبني بقبيح كان منى يا اهل التقوى واهل المغفرة يابر يا كريم انت ابر بى من ابى وامى ومن نفسي ومن الناس اجمعين بى اليك فاقة وفقر وانت غنى عنى ان تصلى على محمد وآل محمد وان ترحم فقرى وتستجيب دعائي وتكف عنى ابواب البلاء فان عفوك وجودك يسعانى.

التسليمة الثانية اللهم اله السماء واله الارض وفاطر السماء وفاطر

١٤٠