التحصين

الشيخ جمال الدين أحمد بن محمد بن فهد الحلّي

التحصين

المؤلف:

الشيخ جمال الدين أحمد بن محمد بن فهد الحلّي


المحقق: مدرسة الإمام المهدي « عج »
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مدرسة الامام المهدي « عج »
المطبعة: مطبعة أمير
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٢

وعموده وذروه سنامه (١).

واحذر يا أسامة دعاء عباد الله أنهكوا الأبدان وصاحبوا الأحزان وأزالوا (٢) اللحوم وأذابوا الشحوم وأظمأوا الكبود وأحرقوا الجلود بالأرياح والسمائم حتى غشيت منهم الابصار شوقا الواحد القهار فإن الله إذا نظر إليهم باهى بهم الملائكة وغشاهم بالرحمة بهم يدفع الله الزلازل والفتن.

ثم بكى رسول الله (ص) حتى علا بكاؤه واشتد نحيبه وزفيره وشهيقه وهاب القوم ان يكلموه فظنوا لأمر قد حدث من السماء.

ثم إنه رفع رأسه فتنفس الصعداء ثم قال :

اوه اوه بؤسا لهذه الامه ما ذا يلقى من أطاع الله كيف يطردون ويضربون ويكذبون اجل انهم أطاعوا الله فأذلوهم بطاعة الله.

إلا ولا تقوم الساعة حتى يبغض الناس من أطاع الله ويحبون من عصى الله.

فقال عمر : يا رسول الله والناس يومئذ الاسلام؟

قال وأين الاسلام يومئذ يا عمر ان المسلم يومئذ كالغريب الشريد ذلك زمان يذهب فيه الاسلام ولا يبقى إلا اسمه ويندرس (٣) فيه القرآن فلا يبقى إلا رسمه.

قال عمر : يا رسول الله وفيما يكذبون من أطاع ويطردونهم ويعذبونهم؟

فقال : يا عمر ترك القوم الطريق وركنوا إلى الدنيا ورفضوا الآخرة واكلوا الطيبات ولبسوا الثياب المزينات وخدمتهم أبناء فارس والروم فهم يغتذون (٤) في طيب الطعام ولذيذ الشراب وزكى الريح ومشيد البنيان ومزخرف البيوت ومجد (٥) المجالس (٦) يتبرج الرجل منهم كما تتبرج الزوجة لزوجها وتتبرج

__________________

١ ـ عنه في المستدرك : ١ / ١٨٣ ح ٣٢.

٢ ـ أهزلوا / خ.

٣ ـ يدرس / خ.

٤ ـ في المستدرك : يعبدون.

٥ ـ في المستدرك : منجدة.

٦ ـ من قوله : ترك القوم الطريق الى هنا في المستدرك : ١ / ٢٤٦ ح ٢.

٢١

النساء بالحلي والحلل المزينة رايتهم (١) يومئذ بزي الملوك الجبابرة يتباهون بالجاه وأولياء الله عليهم العناء مشحبة ألوانهم من السهر (٢) ومنحنية أصلابهم من القيام قد لصقت بطونهم بظهورهم طول الصيام (قد أذهلوا أنفسهم وذبحوها بالعطش طلبا لرضى الله وشوقا إلى جزيل ثوابه وخوفا اليم عقابه).

فإذا تكلم منهم متكلم بحق أو تفوه بصدق قيل له اسكت فأنت قرين الشيطان ورأس الضلالة يتأولون الله على غير تأويله ويقولون (من حرم زينه التي اخرج لعباده والطيبات من الرزق) (٣).

واعلم يا أسامة ان أكثر الناس عند الله منزله يوم القيامة وأجزلهم ثوابا وأكرمهم مآبا من طال في حزنه وكثر فيها همه ودام فيها غمه وكثر جوعه وعطشه أولئك الأبرار الأتقياء الأخيار (٤) ان شهدوا يعرفوا وان غابوا لم يفتقدوا.

يا أسامة أولئك تعرفهم بقاع وتبكى إذا فقدتهم محاريبها فاتخذهم لنفسك كنزا وذخرا لعلك تنجو بهم من زلازل الدنيا وأهوال القيامة وإياك ان تدع ما هم فيه وعليه فتزل قدمك وتهوى في النار فتكون من الخاسرين.

واحذر يا أسامة ، أن تكون من الذين قالوا سمعنا وهم لا يسمعون.

وللحاجة إلى بعض هذه الوصية ولحسنها كرهت أحذف منها شيئا.

__________________

١ ـ من قوله : ترك القوم الطريق ـ الى هنا في المستدرك : ١ / ٢٤٦ ح ٢.

٢ ـ السهاد / خ.

٣ ـ الاعراف : آية ٣٢ ، قطعة من صدره الى قوله : وزائل عيشها ، ومن قوله : ألا ولا تقوم الساعة ـ الى هنا في المستدرك : ٢ / ٣٣٥ ح ١٢. ما بين القوسين ليس في المستدرك.

٤ ـ عنه في المستدرك : ٣ / ٨١ ح ١١.

٢٢

«ولرسول الله (ص) كلام في مثل هذا في صفه أولياء سبحانه أحببت ايراده هنا»

٤٠ ـ من الكتاب المذكور مرفوعا إلى النبي (ص) أنه قال :

أ تدرون غمي؟ وفي أي شئ تفكري؟ والى أي شئ اشتاق؟

قال أصحابه يا رسول الله ما علمنا بهذه من شئ أخبرنا بغمك وتفكرك وتشوقك؟

قال النبي صلى الله عليه وآله : أخبركم شاء الله ثم تنفس وقال هاه شوقا إلى إخواني من بعدي فقال أبو ذر يا رسول الله السنا إخوانك؟

قال : لا أنتم أصحابي وإخواني يجيئون من بعدي شانهم شان الأنبياء قوم يفرون من الاباء والأمهات ومن الاخوة والأخوات ومن القرابات كلهم ابتغاء مرضات الله يتركون المال ويذلون أنفسهم بالتواضع لله لا يرغبون في الشهوات وفضول الدنيا مجتمعون في بيت من بيوت الله كأنهم غرباء محزونين لخوف النار وحب الجنة فمن يعلم قدرهم الله ليس بينهم قرابه ولا مال يعطون بها بعضهم لبعض أشفق الابن على الوالد ومن الوالد على الولد ومن الأخ على الأخ.

هاه شوقا إليهم يفرغون أنفسهم من كد الدنيا ونعيمها بنجاة أنفسهم من عذاب الأبد ودخول الجنة لمرضاة الله.

واعلم يا أبا ذر : ان للواحد منهم اجر سبعين بدريا.

يا أبا ذر ، واحد منهم أكرم على الله من كل خلق الله على وجه الأرض.

يا أبا ذر ، قلوبهم الله وعملهم لله لو مرض أحدهم له فضل عباده الف سنه صيام نهارها وقيام ليلها.

وان شئت حتى أزيدك أبا ذر قال (١) : نعم يا رسول الله زدني.

__________________

١ ـ قلت / خ.

٢٣

قال : لو أن أحدا منهم مات فكأنما مات من في السماء من فضله على الله.

وان شئت أزيدك؟ قال (١) نعم رسول الله زدني.

قال : يا أبا ذر ، لو أن أحدهم تؤذيه قمله ثيابه فله عند الله اجر أربعين حجه وأربعين عمره وأربعين غزوه وعتق أربعين نسمه من ولد إسماعيل ويدخل واحد منهم اثنى عشر ألفا في شفاعته.

قال : فقلت سبحان الله ، وقالوا مثل قولي سبحان الله ، ما أرحمه بخلقه وألطفه وأكرمه على خلقه!

فقال النبي صلى الله عليه وآله : أتعجبون من قولي؟ وان شئتم حتى أزيدكم.

قال أبو ذر : نعم يا رسول الله زدنا؟

فقال النبي صلى الله عليه وآله : يا أبا ذر ، لو أن أحدا منهم اشتهى شهوة من شهوات فيصبر ولا يطلبها (٢) كان له من الاجر بذكر أهله يغتم ويتنفس كتب الله له بكل نفس الفي الف حسنه ومحا عنه الفي الف سيئه ورفع له الفي الف درجه (٣).

وان شئت حتى أزيدك يا أبا ذر قال حبيبي الله زدني؟

قال : لو أن أحدا منهم يصبر مع أصحابه يقطعهم ويصبر في مثل جوعهم ومثل غمهم كان من الاجر كاجر سبعين ممن غزا معي غزوه تبوك.

وإن شئت حتى أزيدك؟ قال (٤) نعم يا رسول الله زدنا؟

قال : لو أن أحدا منهم وضع (٥) جبينه على الأرض ثم يقول : «آه» فتبكي ملائكة السماوات السبع لرحمتهم عليه.

قال الله تعالى : يا ملائكتي ، ما لكم تبكون؟ فيقولون : الهنا وسيدنا وكيف لا نبكي؟ ووليك على الارض ، يقول في وجعه : «آه» فيقول الله يا ملائكتي

__________________

١ ـ قلت / خ.

٢ ـ يطالبها / خ.

٣ ـ من قوله : يا اباذر لو أن أحد منهم اشتهى ـ الى هنا في المستدرك : ٢ / ٦٤٥ ح ١.

٤ ـ قلت / خ.

٥ ـ يضع / خ.

٢٤

اشهدوا أنتم انى راض عن عبدي بالذي يصبر في الشدة ولا يطلب الراحة فتقول الملائكة يا الهنا وسيدنا تضر الشدة بعبدك ووليك بعد أن تقول هذا القول (١).

فيقول الله : يا ملائكتي ان وليي عندي كمثل نبي أنبيائي ولو دعاني وليي وشفع في خلقي شفعته أكثر من سبعين ألفا ولعبدي ووليي في جنتي ما يتمنى.

يا ملائكتي ، وعزتي وجلالي لأنا ارحم بوليي وانا خير من المال للتاجر والكسب للكاسب وفي الآخرة يعذب وليي ولا خوف عليه.

ثم قال رسول الله : طوبى يا أبا ذر لو أن أحدا منهم يصلى ركعتين في أصحابه أفضل عند الله من رجل يعبد الله في جبل لبنان عمر نوح.

وان شئت حتى أزيدك يا أبا ذر؟ [قال نعم يا رسول الله قال :] (١)

لو أن أحدا منهم يسبح تسبيحه خير له من أن يصير له جبال الدنيا ذهبا ، ونظره إلى واحد (٢) منهم أحب إلى من نظره إلى بيت الله الحرام.

ولو أن أحدا منهم يموت في شده بين أصحابه اجر مقتول (٣) بين الركن والمقام ، وله اجر من يموت حرم الله ، ومن مات في حرم الله آمنه الله من الفزع الأكبر ، وادخله الجنة (٤).

وان شئت حتى أزيدك يا أبا ذر؟ قال (٥) نعم يا رسول الله.

قال : يجلس إليهم قوم مقصرون مثقلون من الذنوب فلا يقومون من عندهم حتى ينظر إليهم فيرحمهم ويغفر لهم ذنوبهم لكرامتهم على الله.

ثم قال النبي صلى الله عليه وآله : المقصر منهم أفضل عند الله من الف مجتهد من غيرهم

__________________

١ ـ من قوله : وان شئت أزيدك قال : نعم ، يا رسول الله زدني ، قال : يا اباذر لو أن أحدهم تؤذيه قملة ـ الى هنا في المستدرك : ٢ / ٣٠٣ ح ١٠.

٢ ـ في المستدرك : واحدة.

٣ ـ في المستدرك : حج مقبول.

٤ ـ من قوله : لو أن أحداً منهم يسبّح ـ الى هنا في المستدرك : ٢ / ١٣٩ ح ٧.

٥ ـ قلت / خ.

٢٥

يا أبا ذر ضحكهم عباده وفرحهم تسبيح ونومهم صدقه وأنفاسهم جهاد وينظر الله إليهم في كل يوم ثلاث مرات.

يا أبا ذر انى إليهم لمشتاق.

(ثم غمض عينيه وبكى شوقاً).

ثم قال اللهم احفظهم وانصرهم على من خالف ولا تخذلهم وأقر عيني بهم يوم القيامة (ألا أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون) (١).

وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : من عرف الله منع فاه من الكلام وبطنه من الطعام وعنى نفسه بالصيام والقيام.

قالوا : بابائنا وأمهاتنا يا رسول الله هؤلاء أولياء الله؟

قال : إن أولياء الله سكتوا فكان سكوتهم ذكرا ونظروا فكان نظرهم عبره ونطقوا فكان نطقهم حكمه ومشوا فكان مشيهم بين الناس بركه لولا الآجال التي كتبت لم تقر أرواحهم في أجسادهم خوفا من العذاب وشوقا الى الثواب.

وقال : أحب عباد الله إلى الأتقياء الأخفياء الذين إذا غابوا لم يفتقدوا وإذا شهدوا لم يعرفوا أولئك أئمة الهدى ومصابيح العلم.

وقال : إن المؤمن قيده القرآن عن كثير من هواء نفسه وشهوته فالصلاة كهفه والصيام جنته والصدقة فكاكه.

٤١ ـ وسئل عنه صلى الله عليه وآله : من أولياء الله قال الذين إذا رأوا ذكروا الله.

٤٢ ـ وعنه صلى الله عليه وآله قال : قال الله تبارك : إذا علمت أن الغالب على عبدي الاشتغال بي نقلت شهوته مسألتي ومناجاتي فإذا كان عبدي كذلك فأراد ان يسهو حلت بينه وبين ان يسهو أولئك أوليائي حقا أولئك الابطال حقا أولئك الذين إذا أردت ان أهلك أهل الأرض عقوبة زويتها عنهم من اجل أولئك الابطال (٣).

__________________

١ ـ يونس / ٦٢.

٢ ـ من البحار.

٣ ـ أخرجه في البحار : ٩٣ / ١٦٢ والجواهر السنيّة : ص ١٦٥ عن عدة الداعي : ص ٢٣٥.

٢٦

«ولنختم كتابنا هذا بذكر شئ من ذم الدنيا»

٤٣ ـ قال رسول الله صلى الله عليه وآله : حب الدنيا رأس كل خطيئه (١).

٤٤ ـ وقال صلى الله عليه وآله : ما تعبد الله بشئ مثل الزهد في الدنيا (٢).

٤٥ ـ وأوحى الله إلى موسى عليه السلام : ان يا موسى لا تركنن إلى حب الدنيا ، فلن تأتين بكبيرة أشد منها (٣).

٤٦ ـ ومر موسى عليه السلام برجل وهو يبكى ، ثم رجع وهو يبكى ، فقال موسى عليه السلام : يا رب عبدك يبكى من مخافتك؟

فقال : يا بن عمران ، لو نزل دماغه مع دموع عينيه ، ورفع يديه حتى تسقطا لم اغفر له وهو يحب الدنيا (٤).

٤٧ ـ وقال ابن عباس : يؤتى يوم القيامة بالدنيا صوره عجوز زرقاء شمطاء ، باديه أنيابها ، مشوهة خلقتها ، وتشرف على الخلائق [فيقول] : تعرفون هذه؟ فيقولون : نعوذ بالله من معرفه هذه.

فيقول : هذه الدنيا التي تفاخرتم (٥) عليها ، وبها تقاطعتم الأرحام ، وبها

__________________

١ ـ اخرجه في البحار : ٧٠ / ٣١٥ عن مصباح الشريعة : ص ١٣٨ عنه (ع) مثله. وفي البحار : ٧٣ / ٧ عن الكافي : ٢ / ٣١٥ ح ١ وفي ص ١٢٧ ح ١٣ عن أمالي الشيخ : ٢ / ٢٧٥ باسنادهما عن أبي عبدالله (ع) مثله مع تقديم وتأخير ، وفي البحار : ٧٣ / ١١٩ عن روضة الواعظين : ص ٥١٠ عن أبي عبدالله (ع) مثله ، وأخرجه في كنزالكراجكي : ص ٩٨ وعنه في اعلام الدين : ص ٨٨ مثله. وأورده في ارشاد القلوب : ص ٢١ عن النبي (ص) مثله.

٢ ـ أخرجه في البحار : ٧٠ / ٣٢٢ عن عدة الداعي : ص ١١١ مرسلا مثله. وفي عدة الداعي : يعبد الله. وفي البحار : تعبدوا الله.

٣ ـ عنه في الجواهر السنية : ص ٧٦.

٤ ـ أخرجه في البحار : ٩٣ / ٣٤١ والجواهر السنية : ص ٧٣ عن عدة الداعي : ص ١٦٤ مرسلا باختلاف يسير.

٥ ـ في التنبيه : تناجزتم.

٢٧

تحاسدتم وتباغضتم ، واغتررتم ثم تقذف في جهنم فتقول : يا رب اتباعى وأشياعي؟

فيقول الله عزوجل : الحقوا بها اتباعها وأشياعها.

قال بعضهم : بلغني رجلا عرج بروحه ، فإذا امراه على قارعه الطريق ، عليها كل زينه الحلى والثياب ، وإذا لا يمر بها أحد جرحته فإذا هي أدبرت ، كانت أحسن شئ رآها  الناس ، وإذا هي أقبلت كانت أقبح شئ رآها الناس ، عجوز شمطاء زرقاء عمشاء.

قال : قلت أعوذ بالله منك.

قالت : لا ، والله لا يعيذك الله منى حتى تبغض الدرهم.

قال : قلت من أنت؟ قالت انا الدنيا (١).

٤٨ ـ وروى عيسى عليه السلام كشف له الدنيا فرآها في صوره عجوزه شمطاء (٢) عليها من كل زينه فقال لها كم تزوجت قالت لا أحصيهم.

قال : فكلهم مات (٣) عنك أو طلقوك؟ قالت : بل كلهم قتلت.

قال عيسى عليه السلام : بؤسا لأزواجك الباقين كيف لا يعتبرون بأزواجك الماضين كيف أهلكتهم واحدا واحدا ولا يكونون منك على حذر (٤).

يا طالب الدنيا يغرك وجهها

ولتندمن إذا رأيت قفاها

٤٩ ـ وروى أن عيسى عليه السلام اشتد به المطر والرعد والبرق يوما ، فجعل يطلب شيئا يلجا إليه ، فرفعت خيمه من بعيد ، (فأتاها) (٥) فإذا فيها امراه ، فحاد عنها ،

__________________

١ ـ أورده في تنبيه الخواطر : ١ / ١٤٦ باختلاف في الفاظه.

٢ ـ في التنبيه : هتماء.

٣ ـ في التنبيه : ماتوا.

٤ ـ أخرجه في البحار : ١٤ / ٣٢٨ ح ٥٦ عن تنبيه الخواطر : ١ / ١٤٦ مرسلا (مثله) باختلاف يسير ، وفي البحار : ١٤ / ٣٣٠ ح ٦٧ عن كتاب الزهد : ص ٤٨ ح ١٢٩ باسناده عن طلحة بن زيد نحوه.

٥ ـ من البحار والمستدرك.

٢٨

فإذا هو بكهف في جبل ، فاتاه فإذا فيه أسد! فوضع يده عليه ، فقال :

الهى جعلت لكل شئ مأوى ، ولم تجعل لي مأوى؟

فأوحى الله إليه : مأواك في مستقر رحمتي ، (وعزتي لأزوجنك) (١) القيامة بمائة حوراء خلقتها بيدي ، ولأطعمن في عرسك أربعة آلاف عام ، كل يوم منها كعمر الدنيا ، ولأمرن مناديا ينادى : أين الزهاد الدنيا؟ هلموا إلى عرس الزاهد : عيسى عليه السلام.

ويل لصاحب كيف يموت ويتركها ، ويأمنها وتغره ويثق وتخذله!؟

ويل للمغترين ، كيف اتتهم (٢) ما يكرهون ، وفارقتهم يحبون ، وجاء بهم ما يوعدون ، ويل لمن كانت همه ، والخطايا عمله ، كيف يفتضح غدا عند الله (٣).

٥٠ ـ قيل أوحى الله إلى موسى عليه السلام : يا موسى ما لك ولدار الظالمين انها ليست لك بدار فاخرج منها همك وفارقها بعقلك فليست الدار هي إلا للعامل فيها فنعمت الدار هي يا موسى انى مرصد للظالم آخذ للمظلوم منه (٤).

٥١ ـ وعن النبي صلى الله عليه وآله : موقوفه بين السماء والأرض منذ خلق الله لا ينظر إليها وتقول يوم القيامة يا رب اجعلني لأدنى أوليائك نصيبا اليوم فيقول اسكتي يا لا شئ انى لم ارضك في الدنيا [كيف] (٥) أرضاك لهم اليوم؟! (٦).

٥٢ ـ وقال صلى الله عليه وآله : ليجيئن أقوام يوم القيامة واعمالهم كجبال تهامه فيؤمر بهم إلى النار قالوا يا رسول الله مصلين نعم كانوا يصلون ويصومون

__________________

١ ـ أثبتناه من المستدرك ، وفي الاصل : لازوجك.

٢ ـ أرتهم / خ ، وفي التنبيه والبحار : رهقهم.

٣ ـ صدره في المستدرك : ٢ / ٣٣٣ ح ٢٤ وأخرجه في البحار : ١٤ / ٣٢٨ ح ٥٣ و ٥٤ عن تنبيه الخواطر : ١ / ١٣٢ مرسلاً باختلاف يسير.

٤ ـ أورده في تنبيه الخواطر : ١ / ١٣٢ مرسلا (مثله).

٥ ـ من التنبيه.

٦ ـ أورده في تنبيه الخواطر : ١ / ١٣١ مرسلاً (مثله).

٢٩

ويأخذون وهنا من الليل فإذا عرض لهم من شئ وثبوا عليه (١).

٥٣ ـ وتوفى رسول الله وما وضع لبنه على لبنه ولا قصبه على قصبه.

ورأى بعض أصحابه يبنى بيتا جص فقال ما أرى الامر إلا أعجل من هذا وأنكر ذلك والى هذا أشار عيسى (ع) حيث قال

٥٤ ـ الدنيا قنطره فاعبروها ولا تعمروها وهو مثال واضح فإن الحياة الدنيا معبر الآخرة فالمهد هو المثل الأول على القنطرة واللحد هو المثل الثاني وبينهما مسافه محدوده.

فمن الناس من قطع نصف القنطرة ومنهم من قطع ثلثها ومنهم لم يبق له إلا خطوه واحده وهو غافل عنها وكيف فلا بد من العبور (٤).

وليكن هذا آخر تعلقه في هذه الأوراق.

ونسال الله تعالى ان ينفعنا بما أمليناه ، ويجعلنا من أهل الوصف بما ذكرناه انه أحق مدعو ، وأمل مرجو (وهو الذي ينزل على عبده آيات بينات ليخرجكم من الظلمات إلى النور وان الله بكم لرؤوف رحيم) [سوره الحديد : آية ٩].

وصلى الله على أكرم المرسلين وأشرف الأولين والآخرين محمد وآله الطيبين الطاهرين ، وسلم تسليما كثيرا كثيرا.

«الحمد لله» قد تم كتاب «التحصين» في العزلة لامام المحققين

الشيخ جمال الدين «أحمد بن فهد» الحلي طاب مرقده.

__________________

١ ـ أخرجه في البحار : ٧٧ / ١٨٦ ح ٣٤ عن أعلام الدين : ص ٢١٤ والبحار : ٧٠ / ٢٨٦ عن عدة الداعي : ص ٢٩٥ باسناده عن أبي سعيد الخدري عنه (ص) مثله ، وأورده في تنبيه الخواطر : ١ / ١٣١ و ج ٢ / ٢١٧ مرسلا مثله.

٢ ـ صدره في المستدرك : ١ / ٢٤٥ ح ١ وأورده في تنبيه الخواطر : ١ / ١٤٧.

٣ ـ أخرجه في البحار : ١٤ / ٣١٩ ح ٢١ عن الخصال : ١ / ٦٥ باسناده عن الزهري عن علي ابن الحسين (ع) مثله.

٤ ـ أورده في تنبيه الخواطر : ص ١٤٧ مرسلا (مثله).

٣٠

«فهرس الكتاب»

الموضوع

عدد الاحاديث

الصفحة

القطب الأول : في تصور العزلة

٥

٤ ـ ٦

القطب الثاني : في الاذن فيها

١٧

٧ ـ ١١

القطب الثالث : في فوائدها

١٧

١٢ ـ ٢٢

كلام رسول الله صلّى الله عليه وآله في صفة أولياء الله

٣

٢٣ ـ ٢٦

ختام الكتاب في ذم الدنيا

١٢

٢٧ ـ ٣٠

«فهرس ذكر الانبياء والائمة (عليهم السلام)»

 موسى عليه السلام

١ ، ٤٥ ، ٤٦ ، ٥٠.

داوود عليه السلام

٣.

عيسى عليه السلام

٢ ، ٣٠ ، ٤٨ ، ٤٩ ، ٥٤.

رسول الله صلّى الله عليه وآله

٥، ١١، ١٥، ١٦، ١٧، ٢٢، ٢٣، ٢٥، ٣٤، ٣٥، ٣٩، ٤٠، ٤١، ٤٢، ٤٣ ، ٤٤ ، ٥١ ، ٥٢ ، ٥٣.

أميرالمؤمنين عليه السلام

٢٨ ، ٣١ ، ٣٣.

أبو جعفر عليه السلام

٧ ، ٩ ، ١٥ ، ٣٢.

ابوعبدالله عليه السلام

٦، ٨، ١٠، ١٢، ١٣، ١٤، ١٨، ١٩، ٢٠، ٢١، ٢٤، ٢٦ ، ٢٩ ، ٣٦ ، ٣٨.

عنهم : «الائمة عليهم السلام»

٢٧.

٣١

الراوي

الحديث

الراوي

الحديث

ابراهيم بن عبدالحميد

٦

سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل

٣٩

ابن أبي عمير

٦

سفيان الثوري

ذ ح ٢٦

ابن بكير

٧

عاصم بن حميد

١٥

ابن عباس

١١ ، ٤٧

عبدالحميد بن أبي الديلم

١٣

ابن فضال

١٠ ، ٢٤

عبدالرحمان بن حمدان

٣٩

ابن مسعود

٢٥

عبدالله بن أبي يعفور

١٠

أبو بصير

٢٩

عبدالله بن سنان

١٢

ابو حمزة

٣٢

عبدالله بن عمرو

١٦

ابو عبدالله [البرقي]

٦ ، ١٣ ، ١٤ ، ١٥ ، ٢٤

عبدالواحد بن المختار الانصاري

٧

أحمد بن علي بن بلال

٣٩

عكرمة

١٦

اسامة بن زيد

٣٩

علي بن أسباط

٣١

اسحاق بن جرير

١٣

علي بن النعمان

٢٤

اسحاق بن نوح

٣٩

فضيل بن يسار

٧ ، ٨ ، ٩

اسماعيل بن جابر

١٣

محمد بن سنان

١٣

أويس القرني

ذ ح ٢٥

محمد بن علي

٣٢ ، ٣٦ ، ٣٩

ابوالحسن بشر بن أبي بشر البصري

٣٩

محمد بن مسلم

١٥

بكر بن محمد الازدي

١٤

معاوية بن عمار

٣٦

جعفر بن أحمد بن علي القمي

٣٩

معروف الكرخي

٢١

جعفر بن الزبير

١٨

معلى بن خنيس

٢٠

الحسن بن محبوب

١٢

موسى بن سعدان

٣٦

الحسن بن محمد

٣٩

النضر بن سويد

١٥

حفص بن غياث

١٩ ، ٣٨

الوليد بن صبيح

٦

حنان البصري

٣٩

الوليد بن عبدالواحد

٣٩

رفاعة بن موسى

١٠

يزيد بن خليفة

٢٤

سعدان بن مسلم

٣٧

أبو يوسف يعقوب بن يزيد

١٨

٣٢