أنصار الحسين

محمّد مهدي شمس الدين

أنصار الحسين

المؤلف:

محمّد مهدي شمس الدين


الموضوع : التراجم
الناشر: الدار الإسلاميّة
الطبعة: ٢
الصفحات: ٢٣٨

إن هذه الاختلافات تدل ـ في نظرنا ـ على أن المسألة كما يعرضها الرواة ، لو أردنا الاخذ بأرقامهم ، ليست بسيطة كما تبدو ، وإنما هي ذات تعقيدات تتصل بعلاقات القبائل بالقتلى من جهة ، وتتصل بمركز القبيلة السياسي من جهة أخرى.

وعلى أي حال فسندرس هذه المسألة فيما يأتي.

* * *

ويثير الحديث عن عدد الرؤوس سوالا آخر هو : هل قتل الجميع أو بقيت منهم بقية؟

ذكر أبو مخنف عن محمد بن مسلم (وهو شاهد عيان من الجيش الاموي).

(.. فقتل من أصحاب الحسين عليه السلام إثنان وسبعون رجلا .. وقتل من أصحاب عمر بن سعد ثمانية وثمانون رجلا سوى الجرحى.) (١).

وهذه الرواية تعبر عن عدد الشهداء من غير الهاشميين. وهي كاذبة بلا شك فيما يتصل بتقدير عدد قتلى الجيش الاموي ، فإن أقل التقديرات بالنسبة إلى قتلى الجيش الاموي تتجاوز العدد الذي ورد في هذه الرواية بكثير.

___________________

(١) الطبري : ٥ / ٤٥٥. وقد وافق المسعودي على العدد الذي ذكره محمد بن مسلم لقتلى الجيش الاموي فقال : (وكان عدد من قتل من أصحاب عمر بن سعد في حرب الحسين عليه السلام ثمانية وثمانين (كذا) رجلا ـ مروج الذهب ٣ / ٧٢)

٦١

وقال المسعودي :

(.. وكان جميع من قتل مع الحسين في يوم عاشوراء بكربلاء سبعة وثمانون ، منهم إبنه علي بن الحسين) (١).

وظاهر هذه الرواية أن هذا العدد يشمل الهاشميين وغيرهم بقرينة ذكر على بن الحسين.

وفي رواية هشام بن الوليد الكلبي وأبي مخنف عن استقبال يزيد بن معاوية لرسول عبيد الله بن زياد الذي أرسله بشيرا بالقضاء على الثورة :

(.. إذا أقبل زحر بن قيس حتى دخل على يزيد بن معاوية ، فقال له يزيد : ويلك ما وراءك وما عندك؟ فقال : أبشر يا أمير المؤمنين بفتح الله ونصره ، ورد علينا الحسين بن علي في ثمانية عشر من أهل بيته ، وستين من شيعته فأحطنا بهم من كل ناحية حتى أتينا على آخرهم ..) (٢).

إن قبول إي واحدة من هذه الروايات يعني أن أصحاب الحسين لم يقتلوا جميعا ، وأن بقية كبيرة منهم سلمت من القتل.

ولكننا لا يمكن أن نقبل هذه النتيجة ، كما لا نستطيع أن نقبل الروايات في أنفسها وإن قبلنا النتيجة المذكورة.

لا نستطيع أن نقبل الروايات في أنفسها ، بل نرجح رفضها لان المفروض في حالة كهذه أن يكون العدد مبينا على الاحصاء ، لان القتلى

___________________

(١) مروج الذهب : ٣ / ٧١.

(٢) الطبري : ٥ / ٤٦٠ ٤٥٩.

٦٢

مادة ساكنة ، ولانه ـ في حالتنا لا يوجد خطر من الاحصاء ، لان المنتصر قد قضى على كل مقاومة ، وقد سيطر بشكل مطلق على ساحة المعركة ، وإذا كانت الحال هكذا وكان القتلى مادة ساكنة فإن عملية الاحصاء يجب أن تتم بسهولة ، خاصة إذا لا حظنا أن العدد على جميع الفروض محدود للغاية.

والاحصاء يقتضي أن يكون الرواة متحدين في رواية العدد ، آخذين بنظر الاعتبار أنهم شهود عيان ، مع أننا نرى أنهم مختلفون في هذه المسألة اختلافا كبيرا يبعث على الشك في دقتهم ، ويحمل على الظن بأنهم بنوا تقديراتهم الظنية على استبعاد الشهداء من الموالي.

وإذا أردنا أن نحسن الظن برواياتهم فلا بد من افتراض أن بعض القتلى قد دفنوا قبل نهاية المعركة ، وإن كنا نعترف بأننا لا نملك الآن بينة على هذا الافتراض.

ولا نستطيع أن نقبل النتيجة ، لان جميع المصادر من غير استثناء تنص على أن الحسين بقي ـ بعد استشهاد جميع أصحابه ـ من غير الهاشميين ـ مع الهاشميين وحدهم ، وأنه ، في النهاية ، بعد استشهاد الهاشميين ، بقي وحيدا ، واستشهد وهو وحيد.

ولا تذكر المصادر الرئيسة والثانوية أن أحدا من أصحابه تخلى عنه أبدا.

ولا تذكر المصادر أن أحدا من الذكور بقي حيا سوى الذين نذكرهم فيما يلي :

٦٣

من الهاشميين

١ ـ الامام علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، زين العابدين.

٢ ـ الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب.

٣ ـ عمر بن الحسن بن علي بن أبي طالب (١).

من غير الهاشميين :

١ ـ الضحاك بن عبد الله المشرقي :

كان قد أعطى الحسين (ع) عهدا أن يقاتل معه ما كان قتاله معه نافعا ، فإذا لم يجد مقاتلا معه كان في حل من الانصراف (٢).

٢ ـ عقبة بن سمعان مولى الرباب زوجة الامام الحسين (ع) :

قال لعمر بن سعد حين أراد قتله : أنا عبد مملوك ، فخلى سبيلة (٣).

٣ ـ المرقع بن ثمامة الاسدي :

كان قد نثر نبله ، وجثا على ركبتيه ، فقاتل ، فجاءه نفر من قومه فقالوا له أنت آمن ، أخرج إلينا ، فخرج إليهم (٤).

هؤلاء هم الذين ثبت أنهم سلموا من المذبحة من الذكور ، ولو كان

___________________

(١) الطبري : ٥ / ٤٦٩. وغيره.

(٢) الطبري : ٥ / ٤١٨ و ٤٤٥ ٤٤٤.

(٣) الطبري : ٥ / ٤٥٤ : (فلم ينج منهم أحد غيره ، إلا أن المرقع بن ثمامة الاسدي نثر نبله ... الخ) وعقبة بن سمعان هذا روى كثيرا من مشاهد كربلاء ، وتجد رواياته في الطبري.

(٤) الطبري : ٥ / ٤٥٤.

٦٤

ثمة من تخلى عن الحسين قبيل المعركة أو أثنائها أو بقي بعدها لحفظ ذكره.

وإن إجماع المصادر على ما ذكرنا ، بالاضافة إلى عدم استقامة الروايات في أنفسها يحملاننا على عدم العناية بها ، وتجريدها من أي دلالة مدعاة على عدد الاصحاب ، أو العدد الحقيقي للشهداء.

إن رواية عمار الدهني صادقة من هذه الجهة إلى حد بعيد :

(فقتل أصحاب الحسين كلهم ، وفيهم بضعة عشر شابا من أهل بيته) (١).

* * *

وثمة سؤال يتعلق بموقع الهاشميين من القوة المحاربة مع الحسين في صبيحة اليوم العاشر من المحرم.

هل كان الهاشميون صبيحة اليوم العاشر من المحرم ، عند نشوب القتال ، جزءا من القوة المحاربة التي عبأها الحسين (ع) فجعل زهير بن القين في الميمنة ، وحبيب بن مظاهر في الميسرة ، وأعطى الراية أخاه العباس ، أو أنهم كانوا خارج هذه القوة؟

إننا نرى أن الافتراض الاول هو الصحيح ، فإننا لا نستطيع أن نقبل فكرة أن غير الهاشميين قد باشروا الحرب بينما كان هؤلاء جالسين في خيامهم ، الشئ المؤكد هو أن غير الهاشميين قاتلوا وقتلوا قبل الهاشميين ، ولكن هذا لا يعني أن الهاشميين كانوا خارج القوة المعبأة ،

___________________

(١) الطبري : ٥ / ٣٨٩.

٦٥

وإذن فلا بد أن الجميع كانوا في حالة تهيئة للقتال في وقت واحد وفي موقف واحد.

ولدينا نص نقله الخوارزمي قال فيه :

(.. ولما أصبح الحسين عليه السلام .. عبأ أصحابه .. فجعل على ميمنته زهير بن القين ، وعلى ميسرته حبيب بن مظاهر ، ودفع اللواء إلى أخيه العباس بن علي ، وثبت عليه السلام مع أهل بيته في القلب) (١).

ويبدو أن موقع الراية ـ في نظام التعبئة ـ في القلب ، وإذن فكل من ذكر أن الراية كانت في يد العباس بن علي عنى أن بني هاشم كانوا في القلب مع الحسين (٢).

نستثني منهم الشبان الصغار الذين لم يكونوا في سن مناسبة للقتال ، وهم بضعة أفراد استشهدوا حين لم يبق مع الحسين أحد من المقاتلين الهاشميين فاندفع هؤلاء الشبان إلى القتال ، وقتلوا.

* * *

لقد كان من الممكن أن يزيد عدد أصحاب الحسين عليه السلام زيادة كبيرة ، لم تكن لتؤثر وحدها على نتيجة المعركة بنفسها ، ولكنها

___________________

(١) مقتل الحسين : ٢ / ٤.

(٢) من هؤلاء الدينوري في الاخبار الطوال : ٢٥٦ ، والطبري : ٥ / ٤٢٢ والشيخ المفيد في الارشاد : ٢٣٣ ، ونذكر هنا بما ورد في رواية الحصين بن عبد الرحمن من التصريح بوجود بني هاشم في مجموع القوة المحاربة في صباح اليوم العاشر من المحرم ـ طبري : ٥ / ٣٩٢ ـ ٣٩٣.

٦٦

كانت تجعلها أطول وأشد مرارة بالنسبة إلى الجيش الاموي ، مما كان من الممكن أن يمكن قوات أخرى أن تتدخل إلى جانب الثورة ، وعوامل مساعدة ذات طبيعة سياسية أن تحدث فتؤثر على نتيجة المعركة.

كان من الممكن أن يحدث هذا لولا حدوث بعض المعوقات.

فقد استأذن حبيب بن مظاهر الاسدي الامام الحسين قبل المعركة بأيام في أن يأتي قومه من بني أسد الذين كانوا قريبين من موقع المعركة فيدعوهم إلى نصرة الحسين ، فأذن له.

وقد استجاب لدعوة حبيب بن مظاهر من هذا الحي من بني أسد تسعون مقاتلا جاءوا معه يريدون معسكر الحسين ، ولكن عمر بن سعد علم بذلك فوجه إليهم قوة من أربعمئة فارس ، (فبينما أولئك القوم من بني أسد قد أقبلوا في جوف الليل مع حبيب يريدون عسكر الحسين ، إذا استقبلتهم خيل ابن سعد على شاطئ الفرات ، وكان بينهم وبين معسكر الحسين اليسير ، فتناوش الفريقان واقتتلوا ، فصاح حبيب بالازرق بن الحرث : مالك ولنا ، انصرف عنا ، يا ويلك دعنا واشق بغيرنا ، فأبى الازرق ، وعلمت بنو أسد ألا طاقة لهم بخيل ابن سعد ، فانهزموا راجعين إلى حيهم ، ثم تحملوا في جوف الليل جوفا من ابن سعد أن يكسبهم ، ورجع حبيب إلى الحسين فأخبره) (١).

ويبدو أن السلطة كانت تخشى أن يتسامع الناس بما يحدث في كربلاء فيؤدي ذلك إلى تدفق الانصار على الحسين ، ولذا استعجلت إنهاء المعركة والقضاء على الحسين وآله وصحبه ، فرفضت المضي في

___________________

(١) الخوارزمي : مقتل الحسين : ١ / ٢٤٣ ـ ٢٤٤ ، وبحار الانوار : ٤٤ / ٣٨٦ ـ ٣٨٧.

٦٧

المفاوضات ، ووجهت تأنيبا إلى عمر بن سعد لانه يحاور الحسين ، واستخدمت سلاح العطش لا لمجرد التعذيب الجسدي ، وإنما لغاية أخرى أيضا هي خفض القدرة القتالية لدى الحسين وقوته الصغيرة ، وإضعاف خيلهم ، وخلق مشكلة موجعة تنشأ من عطش النساء والاطفال.

ويبدو أن محاولة حبيب بن مظاهر قد نبهت قيادة الجيش الاموي إلى إمكانية تسرب قوات موالية للحسين من جانب الفرات ، فعززت ، إثر هذه المحاولة ، حصار العطش لحماية الضفة من تسرب أي إنسان موال للحسين من خلالها (١).

ويعزز هذا الرأي ملاحظة وردت عرضا في رواية للطبري على لسان أحد المقاتلين في الجيش الاموي ، تصور مشهدا أليما وفاجعا من مشاهد اليوم العاشر من المحرم ، جاء فيها :

(حدثني من شهد الحسين في عسكره أن حسينا حين غلب على عسكره ركب المسناة يريد الفرات ، قال : فقال رجل من بني أبان بن دارم : ويلكم حولوا بينه وبين الماء ، لا تتام إليه شيعته) (٢).

إن ذكر هذه الملاحظة (لا تتام إليه شيعته) سببا للحيلولة بين

___________________

(١) (.. ورجعت تلك الخيل (التي منعت الاسديين من الوصول إلى معسكر الحسين) حتى نزلت على الفرات ، وحالوا بين الحسين وأصحابه وبين الماء ، فأضر العطش بالحسين وبمن معه) المصدران المذكوران في هامش رقم (١).

(٢) لطبري : ٥ / ٤٤٩. وقد أورد ابن نما الحلي إسم هذا المقاتل في (مثير الاحزان ص ٥٣) وهو (زرعة بن أبان بن دارم) وأنه قال : حولوا بينه وبين الماء ، ولم يذكر ابن نما عبارة (لا تتام إليه شيعته).

٦٨

الحسين وبين الماء تدل على أن قيادة الجيش الاموي كانت تتوقع قدوم نجدات موالية للحسين ، وكانت تقوم على الشاطئ بحصار حقيقي يتجاوز الحيلولة دون الماء إلى الحيلولة دون عبور قوات موالية للحسين كانت فيما يبدو جاهزة للعبور ، ولعلها كانت من الاسديين الذين فشلوا في الوصول إلى معسكر الحسين حين قادهم حبيب بن مظاهر.

٦٩
٧٠

من هم؟

فيما يلي نستعرض أسماء الشهداء الذين حفظ التاريخ أسماءهم ، باذلين كل جهد ممكن في سبيل التعرف على شخصياتهم ، وقبائلهم ، وأوضاعهم الاجتماعية.

هذا مع التنبيه إلى أن العدد قد لا يكون دقيقا تماما ، فقد تكون ثمة أسماء لم تصل إلينا نتيجة لاهمال المؤرخين والرواة ، وقد يكون ثمة رجال تكرر ذكرهم مرتين نتيجة لذكرهم مرة بالاسم وأخرى بالكنية أو باللقلب ، دون أن تكون لدينا وسيلة لمعرفة إسم صاحب اللقب أو النية أو كنية ولقب صاحب الاسم ، ولكننا واثقون من أن إمكانية الخطأ من هذه الجهة محدودة جدا.

والتصحيف في الاسماء والالقاب والنسب ، والخطأ في ذلك عند المؤلفين القدماء والنساخ هو أكبر الآفات التي تواجهنا في استعراض أسماء الشهداء والتحقق من شخصياتهم. ومن هنا ، فإننا حرصا منا على الدقة وضعنا جدولين أحدهما بأسماء الشهداء رضوان الله عليهم ، والآخر

٧١

بأسماء الرجال الذين يفترض أنهم من شهداء كربلاء. الجدول الاول أثبتنا فيه أسماء الشهداء الذين ورد ذكرهم في الزيارة المنسوبة إلى الناحية المقدسة ، لانها أقدم وثيقة تشتمل على ما يفترض أنه جميع الشهداء ـ ونحن نعتبرها كوثيقة تاريخية فقط ، لان صفتها الدينية غير ثابتة كما ذكرنا ، كما أننا أثبتنا في هذا الجدول أسماء الشهداء الذين لم يرد ذكرهم في الزيارة ، ولكن ذكروا في أحد المصادر الاساسية الاخرى كرجال الشيخ أو الطبري ، وكذلك الذين ذكروا في مصدرين اثنين من الصمادر الثانوية بعد التأكد من عدم أخذ إحداهما عن الآخر أو في مصدرين اثنين نص أحدهما على الاقل على استشهاد المسمى ، وراعينا أن يكون أحد المصدرين من المصادر الاساس في الموضوع. والجدول الثاني يشتمل على ما تفرد به مصدر واحد من المصادر المتأخرة كالزيارة الرجبية أو كتاب ابن شهر اشوب أو كتاب مثير الاحزان ، أو اللهوف وأمثالها.

وسنرى أن المعلومات المتاحة قليلة جدا ، وحتى هذا القليل لا يتيسر الحصول عليه بسهولة نتيجة لاهمال المؤرخين من جهة ولتصحيف النساخ من جهة أخرى ، هذا التصحيف ، الذي يضع إسما مكان إسم ونسبا مكان نسب.

ولكن هذه المعلومات القليلة ستكون عظيمة القيمة إذا أحسنا تبويبها وقراءة دلالاتها ، فسنرى أنها تكشف لنا عن أبعاد جديدة لهذه الثورة ماكنا لنصل إليها لولا دراسة ما يمكن الوصول إليه من حياة هؤلاء الرجال الابطال.

سنتبع في عرض الاسماء الترتيب الابجدي ، ثم نوزعها فيما بعد

٧٢

تبعا للفئات الاجتماعية ، والقبلية ، والجغرافية ، والعنصرية التي تنتمي إليها.

* * *

١ ـ اسلم التركي ، مولى الحسين عليه السلام :

ورد ذكره عند الطبري باسم (سليمان) (١). وفي الزيارة (٢) وعند السيد الامين. وذكره الشيخ في الرجال ، فقال : (سليم ، مولى الحسين عليه السلام ، قتل معه) (٣).

نرجح أن الذي قتل في كربلاء إسمه أسلم وليس سليمان أو سليما.

ذكره الشيخ في الرجال ، ولم ينص على مقتله. وذكره السيد الامين في أعيان الشيعة في جدوله ، وفي المقتل قال : (.. وخرج غلام تركي كان للحسين عليه السلام إسمه أسلم) (٤).

وذكره سيدنا الاستاذ في معجم رجال الحديث (٥).

ومن المؤكد أن هذا هو مراد الذين عبروا ب‍ (.. ثم خرج غلام تركي كان للحسين ..) (٦) دون أن يذكروا إسمه.

___________________

(١) الطبري : ٥ / ٤٦٩.

(٢) بحار الانوار : ٤٥ / ٦٩.

(٣) الرجال : ٧٤.

(٤) أعيان الشيعة ٤ قسم أول / ١٢٦.

(٥) معجم رجال الحديث : ٣ / ٨٦.

(٦) الخوارزمي ، مقتل الحسين : ٢ / ٢٤ ، وبحار الانوار : ٤٥ / ٣٠ ، والمناقب : ٤ / ١٠٤ ، إلا أنه قال : (ثم برز غلام تركي للحر ...) ومن المؤكد أنه يعني الرجل موضوع بحثنا لان الرجز الذي نسبه إليه هو الرجز المنسوب لمن وصف بأنه غلام تركي للحسين.

٧٣

وأما سليمان فقد كان مولى للحسين أيضا ، وكان رسوله إلى أهل البصرة ، وسلمه أحد من أرسل إليهم من زعماء البصرة ، وهو لمنذر بن الجارود العبدي ، إلى عبيد الله بن زياد ، عامل يزيد بن معاوية على البصرة حينذاك ، فقتله ، وسليمان هذا يكنى أبا رزين (١).

وصف أسلم هذا في المصادر بأنه (قارئ للقرآن ، عارف بالعربية) ووصف بأنه كان كاتبا.

مولى ، لا نعرف عنه شيئا آخر.

٢ ـ أنس بن الحارث الكاهلي :

ذكره الشيخ في الرجال في عداد صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله ونص على أنه قتل مع الحسين.

وذكره في عداد أصحاب الحسين دون أن ينص على مقتله (٢).

وذكره سيدنا الاستاذ (٣) ونرجح أنه متحد مع (أنس بن كاهل الاسدي) الذي ذكر في الزيارة والرجبية وعده سيدنا الاستاذ عنوانا مستقلا (٤) فإن الكاهلي أسدي ، وابن كاهل نسبة إلى العشيرة.

___________________

(١) الطبري : ٥ / ٣٥٧ ـ ٣٥٨ ، وبحار الانوار : ٤٤ / ٣٣٧ ـ ٣٣٩ و ٣٤٠ ، والخوارزمي : مقتل الحسين : ١ / ١٩٩ وقد ذكرت كنيته في بحار الانوار.

(٢) الرجل : ٤ و ٧١. وقد عده ابن حجر في كتاب الاصابة في معرفة الصحابة ، وابن البرفي الاستيعاب ، والجزري في أسد الغابة ونص على مقتله مع الحسين.

(٣) معجم رجال الحديث : ٣ / ٢٣٢.

(٤) معجم رجال الحديث ٣ / ٢٣٣.

٧٤

وذكره ابن شهراشوب والخوارزمي مصحفا ب‍ (مالك بن أنس الكاهلي) (١).

وذكره في البحار مصحفا ب‍ (مالك بن أنس المالكي) وصححه بعد ذلك عن ابن نما الحلي (٢).

الكاهلي : بنو كاهل من بني أسد بن خزيمة. من عدنان ، (عرب الشمال).

شيخ كبير السن : لا بد أن يكون ذا منزلة اجتماعية عالية بحكم كونه صحابيا. ويبدو أنه من الكوفة ، فقد ذكر ابن سعد أن منازل بني كاهل كانت في الكوفة (٣).

٣ ـ أنيس بن معقل الاصبحي :

ذكره ابن شهر اشوب (٤) والخوارزمي (٥) وذكره السيد الامين.

الاصبحي : الاصابح ، من القبائل القحطانية (يمن ، عرب الجنوب لا نعرف عنه شيئا آخر).

٤ ـ أم وهب بنت عبد :

سيدة من النمر بن قاسط. زوجة عبد الله بن عمير الكلبي ، من بني

___________________

(١) المناقب : ٤ / ١٠٢ ، ومقتل الحسين : ٢ / ١٨

(٢) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٤ و ٢٥.

(٣) محمد بن سعد : الطبقات (طبعة ليدن ـ أوفست) ٦ / ٥٨.

(٤) المناقب : ٤ / ١٠٣.

(٥) مقتل الحسين : ٢ / ١٩.

٧٥

عليم. أخبر زوجته أم وهب بعزمه على المصير إلى الحسين ، فقالت له : (أصبت أصاب الله بك أرشد أمورك ، إفعل وأخرجني معك) فخرج بها ليلا حتى أتى حسينا ، فأقام معه.

ولما شارك زوجها في القتال وقتل رجلين من جند عمرو بن سعد (أخذت أم وهب امرأته عمودا ، ثم أقبلت نحو زوجها تقول له : (فداك أبي وأمي ، قاتل دون الطيبين ذرية محمد). فأقبل إليها يردها نحو النساء ، فأخذت تجاذب ثوبه ، ثم قال : (إني لن أدعك دون أن أموت معك) فناداها حسين ، فقال : (جزيتم من أهل بيت خيرا ، إرجعي رحمك الله إلى النساء فاجلسي معهن ، فإنه ليس على النساء قتال ، فانصرفت إليهن).

وخرجت إلى زوجها بعد أن استشهد حتى جلست عند رأسه تمسح عنه التراب وتقول : (هنيئا لك الجنة). فقال شمر بن ذي الجوشن لغلام يسمى رستم : (أضرب رأسها بالعمود) ، فضرب رأسها فشندخه ، فماتت مكانها).

(الطبري : ٥ / ٤٢٩ ـ ٤٣٠ و ٤٣٦ و ٤٣٨).

٥ ـ برير بن خضير الهمداني :

ذكره الطبري (١) وابن شهر اشوب (٢) وابن طاووس (٣) والمجلسي في بحار الانوار مصحفا ب‍ (بدير بن حفير) (٤) وورد ذكره في الرجبية. وقد

___________________

(١) الطبري : ٥ / ٤٢١ و ٤٢٣ وغيرهما

(٢) المناقب : ٤ / ١٠٠

(٣) اللهوف في قتل الطفوف.

(٤) بحار الانوار : ٤٥ / ١٥ وغيرهما والتصحيف في : ٤٤ / ٣٢٠

٧٦

أورد سيدنا الاستاذ (٣ / ٢٨٩) : (برير بن الحصين) وأسنده إلى الرجبية ، والظاهر أن نسخة السيد مصحفة : خضير = حصين.

بذل محاولة لصرف عمر بن سعد عن ولائه للسلطة الاموية.

وصف في المصادر بأنه (سيد القراء) وكان شيخا ، تابعيا ، ناسكا ، قارئا للقرآن ، ومن شيوخ القراء في جامع الكوفة ، وله في الهمدانيين شرف وقدر.

يبدو أنه كان مشهورا ومحترما في مجتمع الكوفة (١).

همداني : من شعب كهلان ، (اليمن ، عرب الجنوب) موطنه الكوفة.

٦ ـ بشير بن عمرو الحضرمي :

ذكره الطبري. أحد آخر رجلين بقيا من أصحاب الحسين قبل أن يقع القتل في بني هاشم ، والآخر هو (سويد بن عمرو بن أبي المطاع) (٢). وذكر في الرجبية وذكر في الزيارة مصحفا ب‍ (بشر بن عمر الحضرمي) (٣). وعند السيد الامين (بشر بن عبد الله الحضرمي).

وذكره سيدنا الاستاذ مرددا بين بشر وبشير (٤) ومن المؤكد أنه هو (محمد بن بشير الحضري) الذي ورد ذكره عند السيد ابن طاووس بقرينة

___________________

(١) الطبري : ٥ / ٤٣٢.

(٢) الطبري : ٥ / ٤٤٤.

(٣) بحار الانوار : ٤٥ / ٧٠.

(٤) معجم رجال الحديث : ٣ / ٣١٤.

٧٧

ذكره لقصة ابنه (١) وقد وردت القصة في الزيارة مقرونة باسم بشر أو بشير على اختلاف النسخ.

الحضرمي : من حضر موت ، قبيلة من القحطانية ، وبها عرفت مقاطعة حضر موت. أو من بني الحضرمي ، فخذ من الظبي ، من يافع ، إحدى قبائل اليمن. وكان عداد بشير هذا في كندة وهي قبيلة يمنية أيضا (يمن ، عرب الجنوب).

لا نعرف عن شيئا آخر.

٧ ـ جابر بن الحارث السلماني :

هكذا ورد إسمه عند الطبري (٢) وذكره الشيخ الطوسي مصحفا (جنادة بن الحرث السلماني) (٣) وكذلك عند السيد الامين. وعده سيدنا الاستاذ بعنوان جنادة تبعا للشيخ (معجم الرجال ٤ / ١٦٦).

وذكر : (حيان بن الحارث السلماني الازدي) بعنوان مستقل (معجم رجال الحديث : ٦ / ٣٠٨).

وذكر إسمه في الزيارة مصحفا ب‍ (حباب بن الحارث السلماني الازدي) (٤) وفي النسخة الاخرى (حيان ...).

وفي الرجبية نسخة البحار (حيان بن الحارث) وفي نسخة الاقبال (حسان بن الحارث) ولعل الجميع واحد. وعند ابن شهر اشوب :

___________________

(١) اللهوف : ٤٠ ٣٩.

(٢) الطبري : ٥ / ٤٤٦.

(٣) الرجال : ٧٢.

(٤) بحار الانوار : ٤٥ / ٧٢.

٧٨

(حباب بن الحارث) في عداد قتلى الحملة الاولى (١).

من شخصيات الشيعة في الكوفة. اشترك في حركة مسلم بن عقيل ، وتوجه إلى الحسين ـ بعد فشل الثورة في الكوفة ـ مع جماعة ، والتقوا مع الحسين قبيل وصوله إلى كربلاء ، فأراد الحر بن يزيد الرياحي منعهم من اللحاق بالحسين ، ولم يفلح في منعهم ، ويأتي ذكر بقيتهم.

السلماني ، من مراد ، ثم مذحج. (يمن ، عرب الجنوب).

لا نعرف عنه شيئا آخر.

٨ ـ جبلة بن علي الشيباني :

ذكر في الزيارة (٢) وذكره ابن شهراشوب في عداد قتلى الحملة الاولى (٣). ولعله متحد مع جبلة بن عبد الله ، الذي ورد ذكره في الرجبية. وقد ذكرهما سيدنا الاستاذ في عنوانين (معجم الرجال ٤ / ٣٤) اشترك في حركة مسلم بن عقيل في الكوفة.

الشيباني : من شيبان ، من العدنانية (عرب الشمال).

٩ ـ جنادة بن الحارث الانصاري :

ذكره ابن شهر اشوب (٤) والخوارزمي. (جنادة بن الحرث) (٥) وبحار الانوار (٦).

___________________

(١) المناقب : ٤ / ١١٣

(٢) بحار الانوار : ٤٥ / ٧٢

(٣) المناقب : ٤ / ١١٣

(٤) المناقب : ٤ / ١٠٤.

(٥) مقتل الحسين : ٢ / ٢١.

(٦) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٨

٧٩

الانصاري : (يمن ، عرب الجنوب).

لا نعرف عنه شيئا آخر.

١٠ ـ جندب بن حجير الخولاني :

ذكره الشيخ دون أن ينص على مقتله (١) ، وذكر في الزيارة (جندب بن حجر الخولاني) (٢).

وذكر في الرجبية (جند بن حجير) وبهذا العنوان ورد عند سيدنا الاستاذ (معجم الرجال ٤ / ١٧٣) وذكره السيد الامين.

خولان : بطن من كهلان ، من القحطانية (يمن ، عرب الجنوب).

لا نعرف عنه شيئا آخر.

١١ ـ جون مولى أبي ذر الغفاري :

ورد ذكره في الرجبية.

وذكر في بحار الانوار والزيادة باسم (جون بن حوي مولى أبي ذر الغفاري (٣) وذكره الشيخ دون أن ينص على مقتله (٤). وذكره الخوارزمي (٥) وذكره الطبري باسم (حوي) (٦). ذكره ابن شهر اشوب

___________________

(١) الرجال : ٧٢.

(٢) بحار الانوار : ٤٥ / ٨٢.

(٣) بحار الانوار : ٤٥ / ٢٢ و ٧١

(٤) الرجال : ٧٢.

(٥) مقتل الحسين : ١ / ٢٣٧ و ٢ / ١٩

(٦) الطبري : ٥ / ٤٢٠

٨٠