مفاتيح الجنان

الشيخ عباس القمي

مفاتيح الجنان

المؤلف:

الشيخ عباس القمي


المحقق: الشيخ علي آل كوثر
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
المطبعة: پاسدار إسلام
الطبعة: ١
الصفحات: ٩٠٤

السابع : روى السيد بن طاووس بسند معتبر عن الرضا عليه‌السلام قال : من قال بعد صلاة الفجر مائة مرة : بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَليّ العَظيمِ. كان أقرب إلى اسم الله الأعظم من سواد العين إلى بياضها (١).

وبأسناد معتبرة عن الصادق والكاظم عليه‌السلام : إنّ من دعا بهذا الدعاء في دبر صلاة الصبح وصلاة المغرب قبل أن يتكلم أو يتحول من مكانه سبع مرات دفع الله عنه سبعين نوعا من أنواع البلاء أهونها الجذام والبرص وكيد الشيطان وشرّ السلطان. وعلى بعض الروايات المعتبرة يقوله ثلاث مرات ، وفي بعضها يقوله عشر مرّات ، وأقله ثلاث مرّات ، وأكثره مائة مرة ، وإن زاد زيد له في ثوابه (٢).

الثامن : روى أحمد بن فهد وغيره أنّه أتى رجل أبا الحسن الكاظم عليه‌السلام فشكا إليه حرفته وأنّه لا يتوجه في حاجاته فتقضى له ، فقال أبو الحسن عليه‌السلام : قل بعد صلاة الفجر عشرا : سُبْحانَ الله العَظيمِ وبِحَمْدِهِ اسْتَغْفِرُ الله وَأسْئَلُهُ مِنْ فَضْلِهِ. قال الراوي : فلزمت ذلك فوالله ما لبثت إِلاّ قليلاً حتى ورد عليّ قوم من البادية فأخبروني أنّ رجلاً من قومي مات ولم يعرف له وارث غيري فانطلقت وقبضت ميراثه ولم أزل مستغنيا (٣).

وفي كتابي (الكافي) و (المكارم) : أن رجلاً يدعى حلقام قال له عليه‌السلام جعلت فداك علمني دعاءً جامعاً للدنيا والآخرة وأوجز ، فعلّمه هذا الدعاء ليدعو به في دبر الفجر إلى أن تطلع الشمس ، فواظب عليه وحسن حاله (٤).

التاسع : روى العياشي عن عبد الله بن سنان قال : ذهبت إلى الصادق عليه‌السلام فقال : ألا أعلمك شَيْئاً إذا قلته قضى اللّه دينك وأنعش حالك. فقلت : ماأحوجني إلى ذلك ، فقال : قل في دبر صلاة الفجر : تَوَكَلْتُ عَلى الحَيّ القَيّومِ (٥) الَّذِي لايَمُوتُ وَالحَمْدُ لله الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَليُّ مِنَ الذِّلِ وَكَبِرْهُ تَكْبيراً ، اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ مِنَ البؤسِ وَالفَقْرِ وَمِنْ غَلَبَةِ الدَّينِ وَالسَقْمِ ، وَأَسْأَلُكَ أَنْ تُعينَني

_________________

١ ـ مهج الدعوات : ٣١٦.

٢ ـ المحاسن للبرقي ١ / ١١١ ح ١٠٤ و ١٠٥ عن الكاظم عليه‌السلام ، الكافي ٨ / ١٠٩ ح ٨٩ عن الباقر عليه‌السلام ، فلاح السائل : ٤٠٩ ، ح ٢٧٩ عن اميرالمؤمنين عليه‌السلام.

٣ ـ البحار ٨٦ / ١٣٠ عن عدّة الداعي.

٤ ـ الكافي ٢ / ٥٥٠ ، مكارم الاخلاق ٢ / ٣٤ ح ٢٠٧٥.

٥ ـ القيّوم : خ.

٧٤١

عَلى أداءِ حَقِّكَ إلَيْكَ وإِلى النّاسِ (١).

وعلى رواية الطوسي وغيره : ومِنْ غَلَبَةِ الدَّينِ فصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَأَعِنّي عَلى أداءِ حَقِّكَ إلَيْكَ وإِلى النّاسِ (٢).

العاشر : روى الكفعمي أنّ رجلاً شكا إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الفقر والبؤس والمرض فوصاه بأن يدعو بهذا الدعاء في كل صباح ومساء عشر مرات. فواظب عليه ثلاثة أيام ونفي عنه الفقر والسقم. وأتى الطوسي وغيره بهذا الدعاء لتعقيب فريضة الصبح وهو هذا الدعاء : لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله تَوَكَلْتُ عَلى الحَيّ القَيّومِ الَّذِي لايَمُوتُ وَالحَمْدُ لله الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَليُّ مِنَ الذِّلِ وَكَبِرْهُ تَكْبيراً (٣).

الحادي عشر : روى الطوسي والكفعمي وغيرهما عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال لأصحابه : أيعجز أحدكم أن يتخذ كل صباح ومساء عهداً عند الله تعالى ، قالوا : وكيف ذلك؟ قال : يدعو بهذا الدعاء فإذا دعا به طبع عليه بطابع ، ووضع تحت العرش ، فإذا كان يوم القيامة نادى منادٍ أين الذين لهم عند الرحمن عهداً فيعطون ذلك العهد ويدخلون الجنة. وقد ذكر الطوسي هذا الدعاء لتعقيب فريضة الصبح : اللَّهُمَّ فاطِرَ السَّماواتِ وَالارضِ عالِمَ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ أعْهَدُ إلَيْكَ في هِذِهِ الدُّنْيا أنَّكَ انْتَ الله لا إِلهَ إِلاّ أنْتَ وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكْ وَأنَّ مُحَمَّدا صلى‌الله‌عليه‌وآله عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ ، اللَّهُمَّ فصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ولاتَكِلْني إِلى نَفْسي طُرْفَةَ عَيْنٍ أبَدا وَلا إِلى أحَدٍ مَنْ خَلْقِكَ فإِنَّكَ إنْ وَكَلْتَني إلَيْها تُباعِدْنِي مِنَ الخَيْرِ وَتُقَرِّبْني مِنَ الشَّرِّ. رَبِّ لا أثِقُ إِلاّ بِرَحْمَتِكَ فصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبينَ وَاجْعَلْ لي عِنْدَكَ عَهْداً تؤدِّيهِ إِلى يَوْمِ القيامَةِ إنَّكَ لاتُخْلِفُ الميعادَ (٤).

الثاني عشر : في كتاب (عدة الداعي) عن الصادق عليه‌السلام قال : إنّ من دعا بهذا الدعاء في دبر صلاة الفجر قبل أن يتكلم بشيٍ : رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأهْلِ بَيْتِ محمّد وقى الله

_________________

١ ـ تفسير العياشي ٣ / ٨٦ ح ٢٦٢٤ في آخر سورة الاسراء.

٢ ـ مصباح المتهجّد : ٢١٥.

٣ ـ مصباح الكفعمي : ٨٤ ، فصل ١٦ ذكر الدعاء فقط ، مصباح المتهجّد : ٢٠٩ ، أمالي المفيد : المجلس ٢٧ ، ح ٢ ، الكافي ٢ / ٥٤٩ ح ١١.

٤ ـ مصباح المتهجّد : ٢١٤ ، مصباح الكفعمي : ٨ و ٨٥ في الهامش والمتن مع زيادات.

٧٤٢

وجهه من نار جهنم (١).

وروى ابن بابويه في كتاب (ثواب الأعمال) بسند معتبر : قل بعد فريضة الفجر مائة مرة : اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ. لكي يقي الله تعالى وجهك من نار جهنم (٢).

وعلى رواية أخرى قل مائة مرة قبل أن تتكلم بشي : يا رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَاعْتِقْ رَقَبَتي مِنَ النّار.

في سجدة الشكر

فإذا فرغت من التعقيب فاسجد سجدة الشكر ، وهي بإجماع من علماء الشيعة سنّة عند تجدد نعمة أو دفع بلا. والأفضل من هذه السجدة ما كانت بعد الصلاة شكراً لتوفيق الله تعالى لأدائهما.

وبسند معتبر عن الباقر عليه‌السلام قال : إن علي بن الحسين عليهما‌السلام ما ذكر لله عزَّ وجلَّ نعمة عليه إِلاّ سجد ، ولا قرأ آية من كتاب الله عزَّ وجلَّ فيها سجود إِلاّ سجد ، ولا دفع الله عزَّ وجلَّ عنه سوءاً يخشاه إِلاّ سجد ، ولا فرغ من صلاة مفروضة إِلاّ سجد ، ولا وفق لاصلاح بين اثنين إِلاّ سجد. وكان أثر السجود في جميع مواضع سجوده فسمّي السّجاد لذلك (٣).

وأيضاً بسند صحيح عن الصادق عليه‌السلام قال : أيّما مؤمن سجد لله سجدة لشكر نعمة في غير صلاة كتب الله له بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات في الجنان (٤).

وبأسناد معتبرة عنه عليه‌السلام قال : أقرب ما يكون العبد إلى الله وهو ساجد باكِ (٥).

وقال عليه‌السلام في صحيح اَّخر : سجدة الشكر واجبة على كل مسلم تتم بها صلواتك وترضي بها ربّك وتعجب بها الملائكة منك ، وإنّ العبد إذا صلّى ثم سجد سجدة الشكر فتح الرب تعالى الحجاب بين العبد وبين الملائكة. فيقول : يا ملائكتي انظروا إلى عبدي أدّى فرضي (٦) وأتم عهدي ثم سجد لي شكراً على ما أنعمت به عليه. ملائكتي ماذا له؟ قال : فتقول الملائكة : يا ربنا رحمتك. ثم يقول الرب تبارك وتعالى : ماذا له؟ فتقول الملائكة :

_________________

١ ـ عدّة الداعي : ٢٥٢ ، بحار ٨٢ / ١٢١.

٢ ـ ثواب الاعمال : ١٥٥.

٣ ـ البحار ٨٦ / ٢٠١ عن علل الشرايع.

٤ ـ ثواب الاعمال : ٣٥.

٥ ـ ثواب الاعمال : ٣٥ ، البحار ٨٦ / ٢٠٣ عن كامل الزيارة.

٦ ـ في التهذيب : قربي.

٧٤٣

يا ربنا جنّتك. فيقول الرب تبارك وتعالى : ماذا؟ فتقول الملائكة : يا ربنا كفاية مهمة. فيقول الرب تبارك وتعالى : ماذا له؟ قال : فلا يبقى شي من الخير إِلاّ قالته الملائكة. فيقول الله تبارك وتعالى : يا ملائكتي ثم ماذا؟ فتقول الملائكة : يا ربنا لا علم لنا. قال : فيقول الله تبارك وتعالى : أشكر له كما شكر لي وأقبل إليه بفضلي وأريه رحمتي (١).

وبسند صحيح عن الصادق عليه‌السلام قال : إنما اتخذ الله إبراهيم خليلاً ، لكثرة سجوده على الأرض (٢).

وقال في حديث معتبر آخر : إذا ذكرت نعمة من نعم الله تعالى وكنت حيث لايراك من المخالفين أحد فضع خدّك على الأرض وإن كنت تتقي منهم وكنت بمرأى منهم فاركع تواضعا لله فإنّ ذلك أحب وترى أنّ ذلك غمز وجدته في اسفل بطنك (٣).

وفي روايات عديدة : أنّه أوحى الله عزَّ وجلَّ إلى موسى عليه‌السلام : أتدري لم اصطفيتك لكلامي دون خلقي؟ فقال موسى عليه‌السلام : لا يا رب. فقال : يا موسى إني قلّبت عبادي ظهراً لبطن ، فلم أجد فيهم أحداً أذلّ لي منك يا موسى إنك إذا صليت وضعت خديك على التراب (٤).

وبسند موثق عن الرضا عليه‌السلام قال : السجدة بعد الصلاة المكتوبة شكر لله على توفيقه عبده لاداء فرضه ، وأدنى ما يقال في هذه السجدة : شكراً لله ثلاثاً. فسأل الراوي ما معنى شكراً لله؟ فأجاب عليه‌السلام : إنّ معناه أنّ هذه السجدة هي شكر منّي لله تعالى على أن وفقني لان قمت بخدمته وأدّيت فرضه ، وشكر الله يوجب زيادة النعمة وتوفيق الطاعة ، وإذا كان قد بقي في الصلاة تقصير ولم تتم بالنوافل أتمّتها هذه السجدة (٥).

وصفة هذه السجدة : إنّها لا يشترط فيها شرط فتصح كيفما أتي بها والأحوط أن تكون السجدة على الأرض وأن تسجد على المواضع السبعة كما تفعل في الصلاة وأن تضع جبهتك على ما يصحّ السجود عليه في الصلاة والأفضل أن تلصق ساعديك وبطنك بالأرض عكس ماتعمل في الصلاة وسنة فيها أن تضع جبهتك أولاً على الأرض ثم خدّك الأيمن ثم الأيسر ثم تعود إلى السجود فتضع جبهتك على الأرض ثانيا ولاجل ذلك يقال سجدتا الشكر ، وتصح السجدة على الظاهر إذا خلت من أي دعاء أو ذكر ولكن المسنون أن لا تخلو

_________________

١ ـ تهذيب الاحكام ٢ / ١١٠ ح ٤١٥.

٢ ـ علل الشرايع : ٣٤ ، ح ١ ، باب ٣٢.

٣ ـ تهذيب الاحكام ٢ / ١١٢ ح ٤٢١.

٤ ـ من لا يحضره الفقيه ١ / ٣٣٢ ح ٩٧٥.

٥ ـ البحار ٨٦ / ١٩٨ عن العلل والعيون.

٧٤٤

من شي منهما. والأحسن ان يختار ما يقوله فيها مما سيأتي من الأذكار والأدعية (١).

ويستحب إطالة هذا السجود كما روي عن الكاظم عليه‌السلام أنّه كان يظلّ ساجداً من بعد طلوع الفجر إلى الزوال ومن بعد العصر إلى المساء (٢).

وفي حديث آخر : إنه كانت له عليه‌السلام بضع عشرة سنة كل يوم يسجد بعد ابيضاض الشمس إلى وقت الزوال (٣).

وروي بسند صحيح أن الرضا عليه‌السلام كان يطيل سجوده حتى يبتل حصى المسجد من عرقه ، وكان يلصق خديه بالمسجد (٤).

وفي كتاب الرجال للكشّي : إن الفضل بن شاذان قال : دخلت على محمد بن أبي عمير وهو ساجد فأطال السجود فلما رفع رأسه وذكر له طول سجوده قال : كيف لو رأيت سجود جميل بن درّاج. ثم حدّث أنّه دخل على جميل بن درّاج فوجده ساجداً فأطال السجود جداً فلما رفع رأسه قال له محمد بن أبي عمير : أطلت السجود فقال : فكيف لو رأيت سجود معروف بن خرّبوذ (٥)؟

وروي أيضاً عن الفضل بن شاذان قال : إن حسن بن علي بن فضال كان يخرج إلى الصحراء للعبادة فيسجد السجدة فتجي الطير فتقع عليه فما يظنّ إِلاّ أنّه ثوب أو خرقة وإنّ الوحوش لترعى حوله فلاتنفر منه لما قد اَّنست به (٦).

وروي أيضاً : أن عليّ بن مهزيار كان إذا طلعت الشمس سجد وكان لا يرفع رأسه حتي يدعو لألف من إخوانه المؤمنين بمثل ما دعا به لنفسه ، وكان علي جبهته سجادة مثل ركبة البعير (٧).

وروي أيضاً أن ابن أبي عمير يسجد بعد صلاة الصبح فلا يرفع رأسه إِلاّ عند الظهر (٨).

والأفضل أن تكون سجدة الشكر عقيب التعقيبات وقبل النوافل. وأما لصلاة المغرب

_________________

١ ـ انظر من لا يحضره الفقيه ١ / ٣٣٣ ذيل ح ٩٧٧ والكافي ٣ / ٣٢٤ ح ١٤ و ١٥.

٢ ـ انظر ارشاد المفيد ٢ / ٢٣١.

٣ ـ البحار ٨٦ / ٢٣٠ عن العيون.

٤ ـ انظر البحار ٤٩ / ٩٢ ـ ٩٣.

٥ ـ رجال الكشي ٢ / ٥٢٢ برقم ٤٦٩ في ترجمة جميل بن درّاج.

٦ ـ رجال الكشي ٢ / ٨٠١ برقم ٩٩٣ في ترجمة حسن بن علي بن فضال.

٧ ـ رجال الكشي ٢ / ٨٢٥ برقم ١٠٣٨.

٨ ـ رجال الكشي ٢ / ٨٥٥ برقم ١١٠٦ في ترجمة محمد بن ابي عمير.

٧٤٥

فمذهب الأكثر تأخيرها عن النوافل أيضا ، ومذهب البعض تقديمها عليها ، والعمل بأيهما كان فهو حسن ، ولكن تقديمها على النوافل أفضل كما رواه الحميري عن الحجّة المنتظر عجل الله تعالى فرجه ، ولعل العمل بهما معا هو الأحسن (١).

الدعوات في سجدة الشكر

وما يدعى به في هذه السجدة كثير وأيسره ما يلي :

الأول : روي بسند معتبر عن الرضا عليه‌السلام : أنك إذا شئت فقل مائة مرة : شُكراً شُكراً ، وإن شئت فقل مائة مرة : عَفْوا عَفْوا (٢).

وفي كتاب (عيون أخبار الرضا ع) عن رجاء بن أبي الضحّاك : إنّ الرضا عليه‌السلام في طريقه إلى خراسان كان يسجد بعد الفراغ من تعقيب العصر سجدة يقول فيها مائة مرة : حَمْداً لله (٣).

الثاني : روى الكليني بسند معتبر عن الصادق عليه‌السلام : أن أقرب ما يكون العبد إلى الله هو ما إذا كان ساجداً يدعو ربه فإذا سجدت فقل : يا رَبَّ الارْبابِ وَيامَلِكَ المُلُوكِ وَياسَيِّدَ السّاداتِ وَياجَبّارِ الجَبابِرَةِ ويا ألهِ الالِهَةِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ. ثم سل حاجتك. ثم قل : فَإنّي عَبْدُكَ ناصِيَتي في قَبْضَتِكَ. ثم ادعُ الله فإنَّه غفار للذنوب ولايستعصي عليه مسألة (٤).

الثالث : روى الكليني بسند موثوق عن الصادق عليه‌السلام قال : رأيت أبي ذات ليلة في المسجد ساجداً فسمعت حنينه وهو يقول : سُبْحانَكَ اللَّهُمَّ أنْتَ رَبّي حَقّا حَقّا سَجَدْتُ لَكَ يا رَبِّ تَعَبُّداً وَرِقَّا ، اللَّهُمَّ إنَّ عَمَلي ضَعيفٌ فَضاعِفْهُ لي ، اللَّهُمَّ قِني عَذابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبادَكَ وَتُبْ عَليّ إنَّكَ أنْتَ التَوّابُ الرَّحيمُ (٥).

الرابع : روى الكليني أيضاً بسند معتبر : أن الإمام موسى بن جعفر عليهما‌السلام كان يقول في سجوده : أعُوذُ بِكَ مِنَ نارٍ حَرُّها لايُطْفى وَأعوذُ بِكَ مِنْ نارٍ جَديدُها لايُبْلى وَأعوذُ بِكَ مِنْ نارٍ عَطْشانُها لايُرْوى وأعُوذُ بِكَ مِنْ نارٍ مَسْلُوبُها لايُكْسى (٦).

الخامس : روى الكليني أيضاً بسند معتبر أنّه شكا رجل إلى الصادق عليه‌السلام علّة كانت بأمّ ولدٍ

_________________

١ ـ الاحتجاج كما عنه البحار ٨٦ / ١٩٤.

٢ ـ تهذيب الاحكام ٢ / ١١١ ح ٤١٧ مع اختلاف لفظي.

٣ ـ عيون اخبار الرضا عليه‌السلام ٢٢ / ١٩٤ ذيل حديث مفصّل.

٤ ـ الكافي ٣ / ٣٢٣ ح ٧ مع اختلاف لفظي.

٥ ـ الكافي ٣ / ٣٢٣ ح ٩ مع اضافات.

٦ ـ الكافي ٣ / ٣٢٨ ح ٢٢.

٧٤٦

يملكها فقال عليه‌السلام : قل في سجدة الشكر بعد كل فريضة : يا رَؤوفُ يا رَحيمُ يا رَبِّ يا سَيّدي. ثم سل حاجتك (١).

السادس : روي بأسناد عديدة معتبرة : إن الصادق والكاظم عليهما‌السلام كانا يكثران في سجدة الشكر من قول : أَسْأَلُكَ الرَّاحَةَ عِنْدَ المُوتِ وَالعَفْوَ عِنْدَ الحِسابِ (٢).

السابع : روي بسند صحيح : أن الصادق عليه‌السلام كان يقول في سجوده : سَجَدَ وَجْهي اللَّئيمُ لِوَجْهِ رَبّي الكَريمِ (٣).

الثامن : في بعض الكتب المعتبرة عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : أحب الكلام إلى الله تعالى أن يقول العبد وهو ساجد : إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسي فَاغْفِرْ لي ثلاثاً (٤).

التاسع : روي في (الجعفريات) بسند صحيح عن الصادق عليه‌السلام قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يقول إذا وضع وجهه للسجود : اللَّهُمَّ مَغْفِرَتُكَ أوْسَعُ مِنْ ذَنُوبي وَرَحْمَتُكَ أرْجى عِنْدي مِنْ عَمَلي فَاغْفِرْ لي ذَنُوبِي يا حَيّا لايَموتُ (٥).

العاشر : روى القطب الراوندي عن الصادق عليه‌السلام قال : إذا عرضتك شدة أو غم وتفاقمت فاسجد على الأرض وقل : يا مُذِلَّ كَلِّ جَبّارٍ يا مُعِزَّ كُلِّ ذَليلٍ قَدْ وَحَقِّكَ بَلَغَ مَجْهودي فصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَفَرّجْ عَنِّي (٦).

وفي عدة الداعي عنه عليه‌السلام قال : إذا نزل برجل نازلة أو شديدة أو كرب فليكشف عن ركبتيه وذراعيه إلى مرفقيه ويلصقها بالأرض وليلصق جؤجؤه بالأرض ثم ليدع بحاجته وهو ساجد (٧).

الحادي عشر : روى ابن بابويه بسند معتبر عن الصادق عليه‌السلام قال : إذا قال العبد وهو ساجد : يا الله يا رَبَّاهُ يا سيِّداهُ ثلاث مرات ، أجابه تبارك وتعالى : لبيك عبدي سل حاجتك (٨).

وفي كتاب (مكارم الأخلاق) : إن العبد إذا سجد فقال : يا رَبّاهُ يا سَيّداهُ حتى ينقطع نفسه ، قال له الرب تبارك وتعالى : لبيك ما حاجتك (٩).

_________________

١ ـ الكافي ٣ / ٣٢٨ ح ٢٤ مع اضافات.

٢ ـ الكافي ٣ / ٣٢٣ ح ١٠.

٣ ـ البحار ٨٦ / ٢١٦ عن جامع البزنطي عن خط بعض الافاضل.

٤ ـ البحار ٨٦ / ٢١٧ عن خط الشهيد.

٥ ـ البحار ٨٦ / ٢١٧ عن الجعفريات.

٦ ـ الدعوات للراوندي : ٥١.

٧ ـ عدّة الداعي : ٣١٨.

٨ ـ أمالي الصدوق : المجلس ٦٤ ، ح ٦.

٩ ـ مكارم الاخلاق ٢ / ٤٠ ح ٢٠٨٩.

٧٤٧

الثاني عشر : في مكارم الأخلاق عن الصادق عليه‌السلام : إن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مر برجل ساجد وهو يقول في سجوده : يا رَبِّ ماذا عَلَيكَ أنْ تُرْضيَ عَنِّي (١) كُلَّ مَنْ كانَ لَهُ عِنْدي تَبِعَةٌ وَأنْ تَغْفِرَ لي ذُنُوبي وَأنْ تُدْخِلَني الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ؟ فإنَّما عَفْوُكَ عَنْ الظّالِمينَ وَأنا مِنَ الظّالِمينَ فَلْتَسَعْنِي رَحْمَتُكَ يا أرْحَمَ الرّاحِمينَ. فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ارفع رأسك فقد استجيب لك ، إنّك دعوت بدعاء نبي كان علي عهد عاد (٢).

أقول : قد أوردنا دعوات يدعى بها في السجود في ضمن أعمال جامع الكوفة ومسجد زيد من كتاب مفاتيح الجنان ص ٤٨٨ و ٤٩١ و ٤٩٣ و ٤٩٤ و ٥٠٥.

وقال الطوسي في كتاب (مصباح المتهجد) عند ذكر سجدة الشكر : ويستحب أن يدعو لاخوانه المؤمنين في السجود فيقول : اللَّهُمَّ رَبَّ الفَجْرِ وَاللّيالي العَشْرِ وَالشَفْعِ وَالوَتْرِ وَاللّيلِ إذا يَسْرِ وَرَبِّ كُلَّ شَيٍ ، وإله كلّ شيء ، وخالق كلّ شيء ، وَمَلِيكَ (٣) كُلِّ شَيٍ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وافْعَلْ بي وَبِفُلانٍ وَفُلانٍ ماأنْتَ أهْلُهُ وَلاتَفْعَلْ بِنا مانَحْنُ أهْلَهُ فإنَّكَ أهْلُ التَّقْوى وَأهْلِ المَغْفِرَةِ (٤). فإذا رفعت رأسك من السجود مسحت بيدك على موضع السجود فمررت بها على وجهك تمسح بها جانب وجهك الأيمن ثم جبهتك ثم جانب وجهك الأيسر ثلاث مرات وتقول في كل مرة : اللَّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ لا إلهَ إِلاّ أنْتَ عالِمُ الغَيبِ والشَّهادَةِ الرَّحْمنُ الرَّحيمِ ، اللَّهُمَّ أذْهِبْ عَنّي الهَمَّ وَالحُزْنَ وَالغِيَرَ وَالفِتَنَ (٥) ماظَهَرَ مِنْها وَمابَطِنَ (٦).

الفصل الثاني

في نزر مما يعمل في النهار ما بين طلوع الشمس وغروبها

تدعو قبيل طلوع الشمس بما سيأتي في الفصل الخامس إن شاء الله ، وينبغي أن تتصدق في أوّل النهار ولو بشي يسير.

آداب صلاة الظهر : يجب أن تستعد لصلاة الظهر وأن تقدم القيلولة فهي عون على التهجد

_________________

١ ـ عنّي : خ.

٢ ـ مكارم الاخلاق ٢ / ٤٠ ـ ٤١ ، ح ٢٠٩١.

٣ ـ وملك ـ خ ـ.

٤ ـ مصباح المتهجّد : ١٩٧ و ٢٤١.

٥ ـ خ.

٦ ـ مصباح المتهجّد : ٢٤٣ ـ ٢٤٤ وفيه : وامسح بها وجهك من الجانب الايسر وتمرّها على جبينك الى الجانب الايمن ...

٧٤٨

في الليل وعلى الصوم في النهار (١) وتبذل جهدك لان تنتبه عند الظّهر ثم تتوضأ وتذهب إلى المسجد وتصلي التحية وتنتظر الزّوال إن لم يكن قد حان وقته ، ويستحب أداء الصلاة في أوّل وقتها (٢) وأوّل ماتعمل إذا تحقق الزوال هو أن تقول : سُبْحانَ الله وَلا إلهَ إِلاّ الله وَالحَمْدُ لله الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً ولَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلي مِنَ الذُّلِّ وَكَبِرْهُ تَكْبيراً. فقد روي أن الباقر عليه‌السلام وصّى به إلى محمد بن مسلم وقال له : حافظ على هذا الدعاء كما تحافظ على عينيك (٣). وإذا لم تكن متوضئا فبادر إلى الوضؤ وتأدّب بما مضى من اَّدابه.

ثم خذ في النوافل الظهرية وهي ثمان ركعات : فانو للركعتين الأوليين منها وكبّر بالتكبيرات السبع التي ذكرناها وادع بدعواتها واستعذ بالله من الشيطان الرجيم واقرأ في الركعة الأولى : الحمد والتوحيد وفي الثانية : الحمد وسورة (قل يا أيها الكافرون). وبعد الفراغ تكبر التكبيرات الثلاث التي مرّت في التعقيبات العامة وتسبح تسبيح فاطمة عليها‌السلام ثم تقول : اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعيفٌ فَقَوِّ في رِضاكَ ضَعْفي وَخُذْ إِلى الخَيْرِ بِناصِيَتي وَاجْعَلْ الايْمانَ مُنْتَهى رِضاي وَبارِكْ لي فيما قَسَمْتَ لي وَبَلِّغْني بِرَحْمَتِكَ كُلَّ الَّذِي أرْجو مِنْكَ وَاجْعَلْ لي وُداً وَسُروراً لِلمؤمِنينَ وَعَهْداً عِنْدَكَ (٤). ثم تنهض فتصلّي ركعتين أخريين بهذه الصفة غير أنك تحذف ستاً من التكبيرات الافتتاحية وتصلي بعدها ركعتين أخريين مثلهما وتسبح وتدعو بعد الفراغ من هذه الأربع ركعات بما مرّ وتجعل الركعتين الباقيتين من الثماني ركعات بين الأذان والإقامة وتقول بعد الإقامة : اللَّهُمَّ رَبَّ هذِهِ الدَّعْوَةِ التَامّةِ وَالصَلاةِ القائِمَةِ بَلّغْ مُحَمَّداً صلى‌الله‌عليه‌وآله الدَرَجَةَ وَالْوَسيلَةَ وَالفَضْلَ والَفضيلَةَ بِالله أسْتَفْتِحُ وَبِالله أسْتَنْجِحُ وَبِمُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله أتَوَجّهُ ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْني بِهِمْ عِنْدَكَ وَجيهاً في الدُّنيا وَالاخِرَةِ وَمِنَ المُقَرَّبينَ (٥).

ثم تأخذ في فريضة الظهر وتراعي فيها ما مر في فريضة الصبح ، وأخفت بالقراءة فيما سوى التسمية منها ، والأفضل أن تقرأ في الأولى بعد الحمد سورة (إنا أنزلناه) ، وفي الثانية سورة

_________________

١ ـ انظر تهذيب الاحكام ٤ / ١٩٩ ح ٥٧١.

٢ ـ مصباح المتهجّد : ٣١ مع اختلاف.

٣ ـ فلاح السائل : ١٩٣ برقم ١٠٣ فصل ١٦ مع اضافات.

٤ ـ مصباح المتهجّد : ٤٠.

٥ ـ مصباح المتهجّد : ٣٠ و ٧٢.

٧٤٩

التوحيد (١). وتقول عقيب الصلاة على محمد وآله بعد التشهد تلو الركعة الثانية : وَتَقَبَّلْ شَفاعَتَهُ وارْفَعْ دَرَجَتَهُ. ثم انهض فسبح بالتسبيحات الأربع ثلاث مرات ويحسن أن تضيف إليها الاستغفار قربةً إلى الله تعالى ثم تركع وتسجد بما مرّ من اَّدابهما ثم انهض للركعة الرابعة وأدّها كما مر ثم تشهد وسلم ، ثم ابدأ في التعقيبات وكبّر التكبيرات الثلاث التي مرّت في بد بيان التعقيبات ثم تقول : لا إلهَ إِلاّ الله إلها واحداً ... إلى اخر ما مرّ من الدعاء. ثم تسبّح تسبيح الزهراء عليها‌السلام وتعقب بما شئت من التعقيبات العامة التي عقبت بها فريضة الصبح ، ثم تعقب بالتعقيبات الخاصة بفريضة الظهر وهي كثيرة ، ونحن قد أوردنا بعضها في (المفاتيح) وفي (الهديّة) وهذه الوجيزة لاتسعها. ثم تسجد سجدة الشكر فإذا فرغت من تعقيب فريضة الظهر فاستعد لفريضة العصر.

آداب فريضة العصر ونوافلها وتعقيباتها :

وابدأ في نوافل العصر وهي أيضاً ثماني ركعات ، وبعد الفراغ من نوافل العصر تصلي الفريضة بما مرّ من الآداب وينبغي أن تقرأ بعد الحمد في الركعة الأولى سورة (إذا جاء نصر الله والفتح) أو سورة (ألهاكُمُ التكاثر). أو أمثالهما وفي الثانية سورة التوحيد ، وتعقب بعد الفراغ بما شئت من التعقيبات العامة ثم تعقّب بالتعقيبات الخاصّة بفريضة العصر ، ومنها الاستغفار سبعين مرة وسورة (إنا أنزلناه) عشر مرّات ، ثم تسجد سجدة الشكر وتقول إذا أردت أن تخرج من المسجد : اللَّهُمَّ دَعَوْتَني فأجَبْتُ دَعْوَتَكَ وَصَلَّيْتُ مَكْتوبَتَكَ وَانْتَشَرْتُ في أرْضِكَ كَما أمَرْتَني ، فأَسْأَلُكَ مَنْ فَضْلِكَ العَمَلَ بِطاعَتِكَ وَاجْتِنابَ مَعْصيتِكَ وَالكَفافَ مِنَ الرِزْقِ بِرَحْمَتِكَ (٢).

الفصل الثالث

فيما يعمل من حين الغروب إلى حين النوم

إعلم أن ما ينبغي لك عند الغروب هو أن تبادر إلى المسجد وأن تقول عند اصفرار الشمس (٣) : أمْسى ظُلْمي مُسْتَجيراً بِعَفْوِكَ وَامْسَتْ ذُنُوبِي مُسْتَجيرةً بِمَغْفِرَتِكَ وَأمْسى

_________________

١ ـ مصباح المتهجّد : ٤٨.

٢ ـ مصباح المتهجّد : ٧٣ والكافي ٣ / ٣٠٩ عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٣ ـ بحار ٨٢ / ٢٦٧.

٧٥٠

خَوفي مُسْتَجيراً بِأمانِكَ وَأمْسى ذُلّي مُسْتَجيراً بِعِزِّكَ وَأمْسى فَقْري مُسْتَجيراً بِغِناكَ وَأمْسى وَجْهي البالي (١) مُسْتَجيراً بِوجْهِكَ الدّائِمِ الباقي ، اللَّهُمَّ ألبِسْني عافِيَتَكَ وَغَشِّني بِرَحْمَتِكَ وَجَلّلْنِي كَرامَتَكَ وَقِني شَرَّ خَلْقِكَ مِنَ الجِنِّ وَالانْسِ يا الله يا رَحْمنُ يا رَحيمُ (٢). وينبغي الاشتغال حينئذ بالتسبيح والاستغفار ، فهذه الساعة تضاهي الغداة شرفا وفضلاً وقال تعالى : (وسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوع الشَّمس وقَبْلَ الغُروبِ) ، وعن الصادق (صلوات الله وسلامه عليه) قال : إذا تغيّرت الشمس (أي أشرفت على الغروب) فاذكر الله عزَّ وجلَّ. فإذا كنت مع من يشغلك فقم وادع (أي ابتعد عنهم) واشتغل بالدعاء (٤).

والدعاء عند الغروب : يا مَنْ خَتَمَ النُبوّةَ بِمُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله إخْتِمْ لي في يومي هذا بِخَيرٍ وَشَهْري بِخَيرٍ وَسَنَتي بِخَيرٍ وعُمْري بِخَيرٍ (٥).

العمل عند الغروب : وتهلل وتستعيذ بالله بالتهليل والاستعاذة المأثورة التي ستذكر في دعوات الصباح والمساء ، ثم تضع يدك على رأسك وتمرّها على وجهك ، وتأخذ لحيتك بيدك وتقول : أحَطْتُ عَلى نَفْسي وَأهْلي وَمالي وَوَلَدي مِنْ غائِبٍ وَشاهِدٍ بِالله الَّذِي لا إلهَ إِلاّ هُوَ عالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الرَّحْمنُ الرَّحيمُ الحيّ القَيومُ لاتَأخِذَهُ سِنَةٌ وَلانَومٌ. وتقرأ الآية إلى العَليُّ العَظيمُ (٦).

ثم تبادر إلى صلاة المغرب ولا ينبغي تأخيرها عن أوّل وقتها وقد بالغت الأحاديث المأثورة في المنع عن تأخيرها عن أوّل وقتها ، وإذا أردت أن تصلي فأذّن وأقم متأدبا بمامرّ من اَّدابها ، وقل بين الأذان والإقامة : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بإقْبالِ لَيْلِكَ وَإدْبارِ نَهارِكَ وَحُضورِ صَلَواتِكَ وَأصْواتِ دُعاتِكَ وتَسْبيحِ مَلائِكَتِكَ أنْ تُصَلّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ وَأنْ تَتوبَ عَليّ إنَّكَ أنْتَ التَوابُ الرَّحيمُ (٧).

ثم تصلي المغرب بجميع اَّدابه وشرائطه وتكبّر بعد الفراغ من الصلاة بالثلاث تكبيرات

_________________

١ ـ وبعده في المصدرين : الفاني.

٢ ـ فلاح السائل : ٣٨٣ برقم ٢٥٤ فصل ٢٢ وعدّة الداعي : ٣٠٩ عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٣ ـ ق : ٥ / ٣٩.

٤ ـ فلاح السائل : ٣٨٣ ذيل رقم ٢٥٥ باب ٢٢.

٥ ـ مصباح المتهجّد : ٨٣.

٦ ـ فلاح السائل : ٣٨٦ برقم ٢٦١ فصل ٢٢.

٧ ـ مصباح المتهجّد : ٩٧ وفلاح السائل : ٤٠٤ برقم ٢٧٣ فصل ٢٣.

٧٥١

وتسبّح تسبيح الزهراء عليها‌السلام ، ثم تقول : إنَّ الله وَمَلائِكَتَهُ يُصَلّونَ عَلى النَبيّ يا أيُّها الَّذينَ آمَنوا صَلُّوا عَلَيهِ وَسَلِّموا تَسْلِيماً ، اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ النَبيّ وَعَلى ذُرّيَتِهِ وَعَلى أهْلِ بِيْتِهِ (١). وتقول سبع مرات : بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحيمِ وَلا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَليّ العَظيمِ (٢). ثم تقول ثلاثا : الحَمْدُ لله الَّذِي يَفْعَلُ مايَشاءُ وَلايَفْعَلُ مايَشاءُ غَيرَهُ (٣). ثم تقول : سُبْحانَكَ لا إلهَ إِلاّ أنْتَ اغْفِرْ لي ذُنوبي جَميعاً فإنَّهُ لايَغْفِرُ الذُّنوبَ كُلِّها جَميعاً إِلاّ أنْتَ (٤).

وإن شئت أن تزيد في التعقيب فالأفضل أن ترجي الزيادة إلى الفراغ من نافلة المغرب (٥) ، ثم تنهض للنافلة وهي أربع ركعات بسلامين ، ويكره التكلم بين صلاة المغرب ونافلتها ، وتقرأ في الركعة الأولى من النافلة سورة (قل يا أيها الكافرون) ، وفي الثانية التوحيد ، وتقرأ في الركعتين الأخيرتين منها ما شئت ، وينبغي أن تقرأ في الركعة الثالثة سورة الحديد من أوّلها إلى : (عليم بذات الصدور) ، وفي الرابعة اَّخر سورة الحشر من : (لو أنزلنا هذاالقرآن) إلى اَّخر السورة (٦) ، ويجزي في هذه النافلة كما في سائر النوافل الاقتصار على الفاتحة وحدها وينبغي الجهر بالقراءة فيها كسائر نوافل الليل.

فإذا فرغت من نافلة المغرب فلك أن تعقّب بما شئت من‌التعقيبات العامّة ، ثم تسجد سجدة الشكر على نحو ما مرّ ، وأدنى مايجزي في سجدة الشكر أن تقول : شكراً شكراً شكراً (٧).

وروى الكليني عن الصادق عليه‌السلام قال : إذا فرغت من صلاة المغرب فامسح جبينك بيدك وقل ثلاثا : بِسْمِ الله الَّذِي لا إلهَ إِلاّ هُوَ عالِمُ الغَيبِ وَالشَّهادَةِ الرَّحْمنُ الرَّحيمُ ، اللَّهُمَّ اذْهِبْ عَنِّي الهَمَّ وَالحُزْنَ (٨).

وينبغي أن تصلي صلاة الغفيلة وقد وصفناها في كتاب (المفاتيح) وغيره ص ٦٠.

فإذا غاب الشفق تؤذّن للعشاء وتقيم متأدّبا بما مرّ من اَّدابهما ، ثم تأخذ في فريضة العشاء بشرائطها واَّدابها وينبغي أن تطيل قنوتها ، والتعقيب بعدها ، فوقتها يتسع لذلك.

_________________

١ ـ فلاح السائل : ٤٠٨ برقم ٢٧٨ فصل ٢٣.

٢ ـ فلاح السائل : ٤٠٩ برقم ٢٧٩ فصل ٢٣.

٣ ـ مصباح المتهجّد : ٩٨.

٤ ـ فلاح السائل : ٤٠٩ برقم ٢٨٠ فصل ٢٣.

٥ ـ فلاح السائل : ٤١٠.

٦ ـ مصباح المتهجّد : ٩٨.

٧ ـ البحار ٨٦ / ١٩٨ عن العلل والعيون.

٨ ـ الكافي ٣ / ٣٤٥ مع اضافات.

٧٥٢

فتعقب بما يدعى به في كل صباح ومساء ، ثم تعقب بما يدعى به في كل مساء خاصة. وهي كثيرة ، منها : دعاء لطلب الرزق مذكور في (المفاتيح) ويستحب قراءة سورة القدر ست مرات ثم تقول : اللَّهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ السَبْعِ وَما أظَلَّتْ وَرَبَّ الارَضينَ السَبْعِ وَما أقَلَّتْ وَرَبَّ الشَّياطينِ وَما أظَلّتْ وَرَبَّ الرِّياحِ وَما ذَرَّتْ ، اللَّهُمَّ رَبَّ كُلَّ شَيٍ وَإلهَ كُلِّ شَيٍ وَمَليكَ كُلَّ شَيٍ ؛ أنْتَ الله المُقْتَدِرُ عَلى كُلِّ شَيٍ أنْتَ الله الأول فَلا شَيَ قَبْلَكَ وَأنْتَ الاخِرُ فَلا شَيَ بَعْدَكَ وَأنْتَ الظّاهِرُ فَلا شَيَ فَوْقَكَ (١) وَأنْتَ الباطِنُ فَلا شَيَ دونَكَ ، وَرَبَّ جَبْرَئيلَ وَميكائيلَ وَإسرافيلَ وَإلهَ إِبْراهيمَ وَإسْحاقَ وَيَعْقوبَ. أَسْأَلُكَ أنْ تُصَلّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأنْ تَتَولاّ ني بِرَحْمَتِكَ وَلاتُسَلِّطَ عَليَّ أحَداً مِنْ خَلْقِك مِمَّنْ لاطاقَةَ لي بِهِ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أتَحَبَّبُ إلَيكَ فَحَبّبني وَفي النّاسِ فَعَزِّزْني وَمِنْ شَرِّ شَياطينِ الجِنِّ وَالانْسِ فَسَلِّمْني يا رَبِّ العالمينَ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ. ثم تدعو بما تحب (٢) ، ثم تسجد سجدة الشكر ، ثم تصلي الوتيرة ، وهي نافلة تؤتى عن جلوس بعد صلاة العشاء وهي ركعتان ويستحب أن يُتلى فيها مائة آية من القراَّن الكريم ويحسن أن يقرأ بعد الحمد في الركعة الأولى منها سورة الواقعة ، وفي الركعة الثانية سورة التوحيد. وتدعو بعد السلام بما شئت من الدعوات (٣).

وإذا شئت أن ترقد فينبغي لك أن تتأهب لموافاة المنون ، وأن تكون على طهر وأن تتوب من الذنوب ، وتفرغ قلبك من هموم الدنيا ، وتتذكر أجلك واَّونه النوم في اللحد وحدك من دون أنيس يؤانسك ، وأن تضع وصيتك تحت وسادتك ، وأن تعزم على القيام لصلاة الليل فإن فخر المؤمن وزينته في الدنيا والآخرة هي الصلاة في آخر الليل وتقرأ عند النوم سورة : (قل هو الله أحد) ، وسورة (ألهاكم التكاثر) وآية الكرسي. ثم تقول ثلاثا : الحَمْدُ لله الَّذِي عَلا فَقَهَرْ وَالحَمْدُ لله الَّذِي بَطَنَ فَخَبَرَ وَالحَمْدُ لله الَّذِي مَلَكَ فَقَدَرَ وَالحَمْدُ لله الَّذِي يُحْيي المَوتي وَيُميتُ الاحْياءَ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ (٤). ثم تسبح تسبيح الزهراء سلام الله عليها ، وتنام على يمينك على هيئة الميت في اللحد ، وأما أن تنام على هيئة المحتضر فقد

_________________

١ ـ من قوله : وأنت الآخر الى هنا : نسخة.

٢ ـ مصباح المتهجّد : ١١٠ مع زيادة جملات هنا.

٣ ـ مصباح المتهجّد : ١١٤.

٤ ـ انظر تهذيب الاحكام ٢ / ١١٦ ح ٤٣٥ و ٤٣٨ ، قرب الاسناد : ٣٥ ، ح ١١٥ ، من لا يحضره الفقيه ١ / ٤٧٠٠ ح ١٣٥٤ ، وثواب الاعمال : ١٢٥.

٧٥٣

قال فيه شيخنا ثقة الاسلام النوري في كتابه (دار السلام) : إننا لم نعثر عليه في خبر ولا أثر نعم ذكره الغزالي ولاشك إنّ الرشد في خلافه (انتهى).

وإذا شئت ان تنتبه من نومك لصلاة الليل أو غيرها وخشيت غلبة النوم عليك فاقرأ الآية الأخيرة من سورة الكهف وهي : (قُلْ إنَّما أنا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يوحى إلى أَنَّما إلهَكُمْ إلهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجو لِقاءَ رَبِّهِ فَليَعْمَلْ عَمَلاً صالِحا وَلايُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أحَداً) (١).

وروي عن الصادق (صلوات الله وسلامه عليه) : إنّه مامن أحد يقرأ هذه الآية عند النوم إِلاّ وينتبه في الساعة التي يريد (٢) أن ينتبه فيها. وإذا خفت العقرب أو غيره من الهوام فاقرأ هذا الدعاء الذي ضمن الباقر عليه‌السلام لمن دعا به السلامة من العقرب والهوام إلى الصباح :

أعوذُ بِكَلِماتِ الله التّامّاتِ الَّتي لايُجاوِزُهُنَّ بَرُّ وَلا فاجِرٌ مِنْ شَرِّ ماذَرَأَ وَمِنْ شَرِّ مابَرَأَ وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ هوَ آخِذٌ بِناصيَتِها إنَّ رَبّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقيمٍ (٣).

وإذا خشيت أن تحتلم فادع بهذا الدعاء :

اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذُ بِكَ مِنَ الاحْتِلامِ وَمِنْ سوءِ (٤) الاحْلامِ وَمِنْ أنْ يَتَلاعَبَ (٥) بِيَ الشَيْطانُ في اليَقْظَةِ وَالمَنامِ (٦).

وإذا كنت تخشى انهيار الدار أو المكان الذي تنام فيه فاقرأ هذه الآية : (إنَّ الله يُمْسِكُ السَّماواتِ وَالارضَ أنْ تَزولا وَلَئِنْ زالَتا إنْ أمْسَكَهُما مِنْ أحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إنَّهُ كانَ حَلِيماً غَفُوراً) (٧).

وإذا كنت ترهب اللص فاقرأ آخر آية من سورة بني إسرائيل وأولها : (قُلْ ادْعُوا الله أو ادْعوا الرَّحْمنَ) (٨) (٩).

وتكحل عند النوم بسبعة أميال أربعة منها في العين اليمنى وثلاثة في اليسرى (١٠) وقل عند الاكتحال :

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ أنْ تُصَلّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأنْ

_________________

١ ـ الكهف : ١٨ / ١١٠.

٢ ـ من لا يحضره الفقيه ١ / ٤٧١ ح ١٣٥٦.

٣ ـ تهذيب الاحكام ٢ / ١١٧ ح ٤٣٩.

٤ ـ شرّ ـ خ ـ.

٥ ـ وأن يلعب ـ خ ـ.

٦ ـ مصباح المتهجّد : ١٢٢.

٧ ـ تهذيب الاحكام ٢ / ١١٧ مع اختلاف لفظي.

٨ ـ الاسراء : ١٧ / ١١٠ ـ ١١١.

٩ ـ مصباح المتهجّد : ١٢١.

١٠ ـ مكارم الاخلاق ١ / ١٠٩ ح ٢٣٤ عن الرضا عليه‌السلام مع اختلاف لفظي.

٧٥٤

تَجْعَلَ النّورَ في بَصَري وَالبَصيرَةَ في ديني وَاليَقينَ في قَلْبي وَالاخْلاصَ في عَمَلي وَالسَّلامَةَ في نَفْسي والسَّعَةَ في رِزْقي وَالشُكْرَ لَكَ أبَداً ما أبْقَيْتَني إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ (١).

وينبغي أن تترك نوم الغداة والنوم بعد العصر. وإذا أردت أن تنام فأطفي السراج ونم مستقبل القبلة ، ولاتنم على سطح لم يحوّط ولاتحدث بما رأيته في المنام كل أحد إِلاّ من كان عالما ناصحا رَؤُوفاً (٢).

الفصل الرابع

في الانتباه من النوم وصلاة الليل

إعلم أن الروايات المأثورة عن المعصومين عليهم‌السلام في فضل قيام الليل كثيرة ، وروي أن ذلك شرف المؤمن ، وأن صلاة الليل يورث صحة البدن ، وهي كفارة لذنوب النهار ومزيلة لوحشة القبر ، تبيض الوجه وتطيب النكهة وتجلب الرزق (٣) ، وأن المال والبنين زينة الحياة الدنيا ، وثماني ركعات من آخر الليل ، والوتر زينة الآخرة. وقد يجمعهما الله لأقوام (٤) ، وأنه كذب من زعم أنّه يصلّي صلاة الليل وهو يجوع ، إن صلاة الليل تضمن رزق النهار (٥).

وعن الصادق عليه‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في وصيته لعلي عليهما واَّلهما السلام : يا علي أوصيك في نفسك بعدة خصال فاحفظها. ثم قال : اللهم أعنه ، ثم ذكر عدة خصال إلى أن قال : وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الليل وعليك بصلاة الزوال وعليك بصلاة الزوال وعليك بصلاة الزوال (٦).

والظاهر أن المراد بصلاة الليل هو الثلاث عشرة ركعة وبصلاة الزوال الثماني ركعات نافلة الزوال.

وعن أنس قال : سمعت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : صلاة ركعتين في جوف الليل أحب إلى من الدنيا وما فيها (٧).

وروي أنّه سئل الإمام زين العابدين عليه‌السلام ما بال المتهجّدين بالليل من أحسن الناس وجها؟

_________________

١ ـ مكارم الاخلاق ١ / ١١١ ذيل ح ٢٤٦.

٢ ـ بحار ٧٦ / ٩٦.

٣ ـ عوالي اللئالي ١ / ٣٥٢.

٤ ـ معاني الاخبار : ٣٢٤ عن الصادق عليه‌السلام.

٥ ـ المحاسن ١ / ١٢٥ ح ١٤١ باب ٦١.

٦ ـ الكافي ٨ / ٧٩ ح ٣٣ مع اضافات.

٧ ـ علل الشرايع ٢ / ٣٦٣ باب ٨٤ ح ٦.

٧٥٥

قال : لأنهم خلوا بربهم فكساهم الله من نوره (١).

وبالاجمال فالرويات في ذلك جمّة ، ويكره ترك القيام في الليل. وروى الشيخ بسند صحيح عن الصادق عليه‌السلام قال : ما من عبد إِلاّ وهو يتيقظ مرّة أو مرّتين في الليل أو مراراً فإن قام وإِلاّ فحج الشيطان فبال في أذنه ، ألا يرى أحدكم إذا كان منه ذاك قام ثقيلاً وكسلاناً؟ (٢).

وروى البرقي بسند معتبر عن الباقر (صلوات الله وسلامه عليه) قال : إن للّيل شيطانا يقال له (الرّها) فإذا استيقظ العبد وأراد القيام إلى الصلاة قال له : ليست ساعتك ثم يستيقظ مرة أخرى فيقول : لم يئن لك ، فما يزال كذلك يزيله ويحبسه حتى يطلع الفجر فإذا طلع الفجر بال في أذنه ثم انصاع يمصع (٣) بذنبه فخرا ويصيح (٤).

وروى ابن أبي جمهور عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنه قال يوماً لأصحابه : إنّ الشيطان ليعقد على قافية (٥) رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد مكان كل عقدة عليك ليل طويل فأرقد فإذا انتبه وذكر الله حُلّت منها عقدة ، فإذا توضأ حلّت أخرى ، فإذا صلّى حلّت العقدة الثالثة فأصبح نشيطا طيب النفس ، وإِلاّ أصبح خبيث النفس كسلان (٦) ، وهذا الحديث مروي أيضاً في كتب أهل السنّة (٧).

وروى القطب الراوندي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : لاتطمع في نور الوجه مع النوم في الليل كله ، ولا في الأمان من الدنيا مع مصاحبة الفسّاق (٨).

وروى القطب الراوندي أيضاً أن عيسى عليه‌السلام نادى أمه بعد موتها فقال كلّميني يا أمّي هل تريدين العود إلى الدنيا فأجابت بلى لكي أصلي لله في جوف الليل القارس وأصوم في اليوم الشديد الحرّ يا بني فإنّ الطريق مخوف (٩).

وأما صفة صلاة الليل على طريقة سهلة وجيزة يتيسر لكل أحد أداؤها فهي كما يلي :

_________________

١ ـ علل الشرايع ٢ / ٣٦٦.

٢ ـ المحاسن ١ / ١٦٧ ح ٢٤٨ كتاب عقاب الاعمال باب ١٠.

٣ ـ أي يحرّكه.

٤ ـ المحاسن ١ / ١٦٧ ح ٢٤٩.

٥ ـ قافية الرأس : مؤخّره.

٦ ـ درر اللآلي للراوندي كما في مستدرك الوسائل ٦ / ٣٤٠ ح ٦٩٥٦.

٧ ـ سنن النسائي ١ / ٤١١ برقم ١٣٠١.

٨ ـ لب الالباب للراوندي كما عنه مستدرك الوسائل ٦ / ٣٤٠ ح ٦٩٥٥.

٩ ـ لب الالباب للراوندي كما عنه المستدرك ٦ / ٣٣٨ ح ٦٩٤٨.

٧٥٦

إذا انتبهت من النوم فاسجد لله تعالى ، ويحسن أن تقول في سجودك أو عند رفع رأسك منه : الحَمْدُ لله الَّذِي أحْياني بَعْدَ ما أماتَني وَإلِيهِ النُشورُ ، الحَمْدُ لله الَّذِي رَدَّ عَليّ روحي لاحْمَدَهُ وَأعْبُدَهُ (١). فإذا قمت ووقفت فقل : اللَّهُمَّ أعِنّي عَلى هَوْلِ المَطْلَّعِ وَوَسِّعْ عَليَّ المَضْجَعَ وَارْزُقْنِي خَيْرَ ما بَعْدَ المَوتِ (٢).

فإذا سمعت صياح الديك فقل : سُبّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ المَلائِكَةِ وَالرّوحِ ، سَبِقَت رَحْمَتَكَ غَضَبَكَ. لا إلهَ إِلاّ أنْتَ عَمِلْتُ سوءاً وَظَلَمْتُ نَفْسي فَاغْفِرْ لي إنَّهُ لايَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاّ أنْتَ فَتُبْ عَلَيَّ إنَّكَ أنْتَ التَّوابُ الرَّحيمُ.

فإذا نظرت إلى أطراف السماء فقل : اللَّهُمَّ إنَّهُ لايواري مِنْكَ لَيلٌ ساجٍ وَلا سَماءٌ ذاتُ أبْراجٍ وَلا أرْضٌ ذاتُ مِهادٍ وَلا ظُلُماتٌ بَعْضُها فَوْقَ بَعْضٍ وَلا بَحْرٌ لُجّيُّ تُدْلِجُ بَيْنَ يَدَي المُدْلِجِ مِنْ خَلْقِكَ ، تُدْلِجَ الرَّحْمَةَ عَلى مَنْ تَشاءُ مِنْ خَلْقِكَ تَعْلَمُ خائِنَةَ الاعْيُنِ وَما تُخْفي الصُّدورُ ، غَارَتْ النُّجومُ وَنامَتِ العُيونُ وَأنْتَ الحَيُّ القَيومُ لاتأخُذُكَ سِنَةٌ وَلانَوْمٌ ، سُبْحانَ الله رَبِّ العالَمينَ وَإلهِ المُرْسَلينَ وَالحَمْدُ لله رَبِّ العالَمينَ.

ثم اتلو الخمس اَّيات من آل عمران : (إنَّ في خَلْقِ السَّماواتِ وَالارضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ لاياتٍ لأولي الالْبابِ الَّذينَ يَذْكُرونَ الله قياما وَقَعُوداً وَعَلى جُنوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرونَ في خَلْقِ السَّماواتِ وَالارضِ رَبَّنا ماخَلَقْتَ هذا باطِلاً سُبْحانَكَ فَقِنا عَذابَ النّارِ رَبَّنا إنَّكَ مِنْ تُدْخِلْ النّارَ فَقَدْ أخْزَيْتَهُ وَما لِلظالِمينَ مِنْ أنْصارٍ رَبَّنا إنَّنا سَمِعْنا مُنادِيا يُنادي لِلايمانِ أنْ اَّمِنوا بِرَبِّكُمْ فَاَّمَنّا رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنوبَنا وَكَفِّرْ عَنّا سَيئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الابرارِ رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلاتُخْزِنا يَوْمَ القيامَةِ إنَّكَ لاتُخْلِفُ الميعادَ) (٣).

فإذا أردت أن تتوجه إلى العبادة واحتجت التخلّي لقضاء الحاجة فابدأ به ، فإذا خرجت من الخلوة فابدأ بالاستياك وتوضأ بعد ذلك وضؤا تاما وتطيب وانهض لصلاة الليل (٤).

وقتها : ويبدأ وقتها عند انتصاف الليل. وكلما اقترب الوقت من طلوع الفجر الصادق ازدادت فضيلة ، فإذا بان الفجر وكان المصلّي قد أتى منها أربع ركعات فليقتصر الحمد وحدها فيما بقي من الركعات (٥).

_________________

١ ـ مصباح المتهجّد : ١٢٧.

٢ ـ من لا يحضره الفقيه ١ / ٤٨٠ ح ١٣٨٩.

٣ ـ مصباح المتهجّد : ١٢٧ ـ ١٢٩.

٤ ـ مصباح المتهجّد : ١٣٠.

٥ ـ الرسائل العشر للطوسي : ١٥٠.

٧٥٧

كيفيتها : وصلاة الليل ثماني ركعات يسلّم بعد كل ركعتين ، ويحسن أن يقرأ التوحيد ستين مرّة في الثنائية الأولى ، يقرأها بعد الحمد في كل ركعة منهما ثلاثين مرة لكي ينصرف من الصلاة ولم يك بينه وبين الله عزَّ وجلَّ ذنب (١).

أو أن يقرأ بعد الحمد في الأولى التوحيد وفي الثانية (قل يا أيهاالكافرون) ويقرأ في سائر الركعات ما شاء من السور ، ويجزي الحمد والتوحيد في كل ركعة ويجوز الاقتصار على الحمد وحدها (٢).

والقنوت كما هو مسنون في الفرائض مسنون في النوافل في الركعة الثانية من كل ثنائية من ركعاتها ويجزي في القنوت أن تقول : سُبْحانَ الله ثلاث مرات أو أن تقول : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنا وَارْحَمْنا وَعافِنا في الدُّنْيا وَالاخِرَةِ إنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَديرٌ. أو أن تقول : رَبِّ اغْفَرْ وَارْحَمْ وَتَجاوَزْ عَمّا تَعْلَمُ إنَّكَ أنْتَّ الاعَزْ الاكْرَمْ (٣).

وروي أنّ الإمام موسى بن جعفر عليه‌السلام كان إذا قام في محرابه ليلاً قال : اللَّهُمَّ إنَّكَ خَلَقْتَني سَوِيا ، وهذا هو الدعاء الخمسون من أدعية الصحيفة الكاملة.

ركعتا الشفع وركعة الوتر : فإذا فرغت من الثماني ركعات صلاة الليل فصلّ الشفع ركعتين والوتر ركعة واحدة ، واقرأ في هذه الثلاث ركعات بعد الحمد (قل هو الله أحد). حتى يكون لك أجر ختمة كاملة من القرآن ، فإنّ لسورة التوحيد أجر ثلث القرآن (٤).

أو اقرأ في الأولى من الشفع الفاتحة وسورة (قل أعوذ برب الناس) وفي الثانية الحمد و (قل أعوذ برب الفلق) (٥).

الدعاء : ويستحب أن تدعو إذا فرغت من الشفع بدعاء : إلهي تَعَرَّضَ لَكَ في هذا اللّيلِ المُتَعَرِّضونَ (٦) ، وهذا الدعاء قد ذكرناه في (المفاتيح) في أعمال ليلة النصف من شعبان ص ٢٣٧.

فإذا فرغت من ركعتي الشفع فانهض لركعة الوتر واقرأ فيها الحمد وسورة التوحيد. أو اقرأ بعد الحمد سورة قل هو الله أحد ثلاث مرات والمعوذتين أعني (قل أعوذ برب الفلق) ، و (قل

_________________

١ ـ الهداية للصدوق : ١٥٠ ، باب ٥٩.

٢ ـ مصباح المتهجّد : ١٣٩.

٣ ـ انظر مستدرك الوسائل ٤ / ٤٠٠ ح ٥٠١٣ وفي ص ٤٠٣ ، ح ٥٠١٨ عن الصدوق في المقنع.

٤ ـ من لا يحضره الفقيه ١ / ٤٨٥ ح ١٤٠٠.

٥ ـ الرسائل العشر : ١٤٧.

٦ ـ مصباح المتهجّد : ١٥٢.

٧٥٨

أعوذ برب الناس). ثم خذ يديك للقنوت وادع بما شئت (١).

وقال الطوسي رض والأدعية للقنوت لا تحصى وليس في ذلك شي مؤقت لا يجوز خلافه (٢).

ويستحب أن يبكي الانسان في القنوت من خشية الله والخوف من عقابه ، أو يتباكى ويدعو لاخوانه المؤمنين ، ويستحب أن يذكر أربعين نفسا منهم فإنّ من دعا لأربعين نفسا من المؤمنين استجيب دعاؤه إن شاء الله ، ويدعو بما يشاء.

وروى الصدوق في الفقيه أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يقول في الوتر في قنوته : اللَّهُمَّ اهْدِنِي فيمَنْ هَدَيْتَ وَعافِني فيمَنْ عافَيْتَ وَتَوَلَّني فيمَنْ تَوَلَّيْتَ وَبارِكْ لي فيما أعْطَيْتَ وَقِني شَرَّ ما قَضَيْتَ ، فَإنَّكَ تَقْضِي وَلايُقْضى عَلَيكَ ، سُبْحانَكَ رَبَّ البَيْتِ أسْتَغْفِرُكَ وَأتوبُ إلَيكَ وَأُؤْمِنُ بِكَ وَأتَوَكَّلُ عَلَيْكَ ولاحَوْلَ (٣) وَلاقُوَّةَ إِلاّ بِكَ يا رَحيمُ (٤).

وينبغي أن يقول سبعين مرة : أسْتَغْفِرُ الله رَبّي وَأتُوبُ إلَيهِ. وينبغي في ذلك أن يرفع يده اليسرى للاستغفار ويحصي عدده باليمنى.

وروي أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يستغفر في الوتر سبعين مرّة ويقول سبع مرات : هذا مَقامُ العائِذِ بِكَ مِنَ النّارِ (٥).

وروي أيضاً أنّ الإمام زين العابدين عليه‌السلام كان يقول في السحر في صلاة الوتر ثلاثمائة مرة : العَفْوَ العَفْوَ. وليقل بعد ذلك : رَبِّ اغْفِرْ لي وَارْحَمْني وَتُبْ عَليّ إنَّكَ أنْتَ التَّوابُ الغَفُورُ (٦) الرَّحيمُ (٧).

وينبغي أن يطيل القنوت ، فإذا فرغ منه ركع ، فإذا رفع رأسه دعا بهذا الدعاء الذي رواه الشيخ في التهذيب عن موسى بن جعفر عليه‌السلام : هذا مَقامُ مَنْ حَسَناتُهُ نِعْمَةٌ مِنْكَ وَشُكْرُهُ ضَعيفٌ وَذَنْبُهُ عَظيمٌ ، وَلَيْسَ لِذلِكَ إِلاّ رِفْقُكَ وَرَحْمَتُكَ فَإنَّكَ قُلْتَ في كِتابِكَ المُنَزَّلِ عَلى نَبيّكَ المُرْسَلِ صلى‌الله‌عليه‌وآله (كانوا قَليلاً مِنَ اللَّيْلِ مايَهْجَعونَ وَبِالاسْحارِ هُمْ يَسْتَغْفِرونَ) (٨). طالَ هُجوعي وَقَلَّ قيامي وَهذا السَّحَرُ وَأنا اسْتَغْفِرُكَ لِذُنوبِي اسْتِغْفارَ

_________________

١ ـ الرسائل العشر : ١٤٧.

٢ ـ الرسائل العشر : ١٥٠.

٣ ـ ولا حول : خ.

٤ ـ من لا يحضره الفقيه ١ / ٤٨٧ ح ١٤٠٢.

٥ ـ من لا يحضره الفقيه ١ / ٤٨٩ ح ١٤٠٦.

٦ ـ الغفور : خ.

٧ ـ مصباح المتهجّد : ١٥٥.

٨ ـ الذاريات : ٥١ / ١٧ ـ ١٨.

٧٥٩

مَنْ لايَجِدُ لِنَفْسِهِ ضُراً وَلانَفْعا وَلامَوْتا وَلاحَياةً وَلانُشوراً (١).

ثم يسجد ، ويتم الصلاة ويسبح بعد السلام تسبيح الزهراء عليها‌السلام ثم يقول : الحَمْدُ لِرَبِّ الصَّباحِ الحَمْدُ لِفالِقِ الاصْباحِ. ويقول : سُبْحانَ رَبّيَ المَلِكِ القُدّوسِ العَزيزِ الحَكيمِ ثلاثا. ثم يقول : يا حَيُّ يا قَيومُ يا بَرُّ يا رَحيمُ يا غَنيُ يا كَريمُ إرْزُقْنِي مِنَ التِّجارَةِ أعظَمَها فَضْلاً وَأوْسَعَهاً رِزْقاً وَخَيرَها لي عاقِبَةً فإنَّهُ لاخَيْرَ فيما لاعاقِبَةَ لَهُ (٢).

وينبغي أن يدعو بعد هذا بدعاء الحزين : أُناجيكَ يا مَوْجودُ في كُلِّ مَكانٍ ... (٣) الخ. ثم يسجد ويقول خمس مرات : سُبّوحٌ قُدّوسٌ رَبُّ المَلائِكَةِ والرّوحِ (٤). ثم يجلس ويقرأ آية الكرسي. ثم يهوي ثانيا إلى السجود ويكرّر نفس الذكر خمس مرات.

ثم ينهض لنافلة الصبح وهي ركعتان يقرأ بعد الحمد في الأولى سورة (قل يا أيّها الكافرون) ، وفي الثانية سورة التوحيد ، فإذا سلّم نام على يمينه مستقبلاً القبلة على هيئة الميت في اللحد ، ووضع خده الأيمن على يده اليمنى وقال : اسْتَمْسَكْتُ بِعرْوَةِ الله الوِثْقى الَتي لا انْفِصامَ لَها وَاعْتَصَمْتُ بِحَبْلِ الله ، المَتينِ وَأعوذُ بِالله مِنْ شَرِّ فَسَقَةِ العَرَبِ وَالعَجَمِ ، وأعوذُ بِالله مِنْ فَسَقَةِ الجِّنِ وَالانْسِ.

ثم يقول ثلاثا : سُبْحانَ رَبِّ الصَّباحِ فالِقَ الاصْباحِ ، ويقرأ الخمس آيات من آل عمران (٥) (إنَّ في خَلْقِ السَّماواتِ وَالارضِ). ثم يجلس ويسبّح تسبيح الزهراء عليها‌السلام (٦).

وقال في كتاب من (لا يحضره الفقيه) : روي أنّ من صلى على محمد وآل محمد مائة مرة فيما بين نافلة الصبح وفريضته وقى الله وجهه حرّ النار. ومن قال مائة مرة : سُبْحانَ رَبّيَ العَظيمِ وَبِحَمْدِهِ ، أسْتَغْفِرُ الله رَبّي العَظيمِ وبِحَمْدِهِ ، أسْتَغْفِرُ الله رَبّي وأتوبُ إلَيهِ بنى الله له بيتا في الجنة. ومن قرأ إحدى وعشرين مرة سورة (قل هو الله احدٌ) بنى الله له بيتا في الجنة. وإنّ من قرأها أربعين مرة غفر الله له (٧). وينبغي أن يدعى بعد الفراغ من صلاة الليل بالدعاء الثاني والثلاثين من أدعية الصحيفة الكاملة : اللَّهُمَّ يا ذا المُلْكِ المُتَأبِّدِ بِالخُلُودِ (٨). ثم يسجد سجدة الشكر وينبغي أن يدعو فيها لاخوانه

_________________

١ ـ تهذيب الاحكام ٢ / ١٣٢ ح ٥٠٨.

٢ ـ مصباح المتهجّد : ١٦٣.

٣ ـ مصباح المتهجّد : ١٦٣.

٤ ـ مصباح المتهجّد : ١٢٧ مع اضافات.

٥ ـ وهي الآيات من ١٩٠ الى ١٩٤.

٦ ـ مصباح المتهجّد : ١٧٩ ، والرسائل العشر للشيخ الطوسي : ١٥١.

٧ ـ من لا يحضره الفقيه ١ / ٤٩٥ ح ١٤٣٢.

٨ ـ الصحيفة الكاملة السجادية : ٢٨٩.

٧٦٠