مفاتيح الجنان

الشيخ عباس القمي

مفاتيح الجنان

المؤلف:

الشيخ عباس القمي


المحقق: الشيخ علي آل كوثر
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
المطبعة: پاسدار إسلام
الطبعة: ١
الصفحات: ٩٠٤

المقام الثاني :

فيما يدعى به عقيب زيارات الأئمة عليهم‌السلام

قال السيد ابن طاووس يستحب أن يدعى بهذا الدعاء عقيب زيارات الأئمة عليهم‌السلام ، :

اللّهُمَّ إِنْ كانَتْ ذُنُوبِي قَدْ أَخْلَقَتْ وَجْهِي عِنْدَكَ وَحَجَبَتْ دُعائِي عَنْكَ وَحالَتْ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُقْبِلَ عَلَيَّ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ وَتَنْشُرَ عَلَيَّ رَحْمَتَكَ وَتُنْزِّلَ عَلَيَّ بَرَكاتِكَ ، وَإِنْ كانَتْ قَدْ مَنَعَتْ أَنْ تَرْفَعَ لِي إِلَيْكَ صَوْتا أَوْ تَغْفِرَ لِي ذَنْباً أَوْ تَتَجاوَزَ عَنْ خَطِيئَةٍ مُهْلِكَةٍ فَها أَنَذا مُسْتَجِيرٌ بِكَرَمِ وَجْهِكَ وَعِزِّ جَلالِكَ ، مُتَوَسِّلٌ إِلَيْكَ مُتَقَرِّبٌ إِلَيْكَ بِأَحَبِّ خَلْقِكَ إِلَيْكَ وَأَكْرَمِهِمْ عَلَيْكَ وَأَوْلاهُمْ بِكَ وَأَطْوَعِهِمْ لَكَ وَأَعْظَمِهِمْ منْزِلَةً وَمَكانا عِنْدَكَ مُحَمَّدٍ وَبِعِتْرَتِهِ الطَّاهِرِينَ الأَئِمَّةِ الهُداةِ المَهْدِيِّينَ ، الَّذِينَ فَرَضْتَ عَلى خَلْقِكَ طاعَتَهُمْ وَأَمَرْتَ بِمَوَدَّتِهِمْ وَجَعَلْتَهُمْ وُلاةَ الأمر مِنْ بَعْدِ رَسُولِكَ صلى‌الله‌عليه‌وآله. يا مُذِلَّ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ وَيامُعِزَّ المُؤْمِنِينَ بَلَغَ مَجْهُودِي فَهَبْ لِي نَفْسِيَ السَّاعَةَ وَرَحْمَةً مِنْكَ تَمُنُّ بِها عَلَيَّ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

ثُمَّ قبل الضريح وضع خدّيك عليه وقل : اللّهُمَّ إِنَّ هذا مَشْهَدٌ لا يَرْجُو مَنْ فاتَتْهُ فِيهِ رَحْمَتُكَ أَنْ يَنالَها فِي غَيْرِهِ وَلا أَحَدٌ أَشْقى مِنْ امْرِيٍ قَصَدَهُ مُؤَمِّلا فَآبَ عِنْهُ خائِباً ، اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ الإيّابِ وَخَيْبَةِ المُنْقَلَبِ وَالمُناقَشَةِ عِنْدَ الحِسابِ ، وَحاشاكَ يا رَبِّ أَنْ تُقْرِنَ طاعَةَ وَلِيِّكَ بِطاعَتِكَ وَمُوالاتَهُ بِمُوالاتِكَ وَمَعْصِيَتَهُ بِمَعْصِيَتِكَ ثُمَّ تُؤْيِسَ زَائِرَهُ وَالمُتَحَمِّلَ مِنْ بُعْدِ البِلادِ إِلى قَبْرِهِ ، وَعِزَّتِكَ يا رَبِّ لا يَنْعَقِدُ عَلى ذلِكَ ضَمِيرِي إِذْ كانَتْ القُلُوبُ إِلَيْكَ بِالجَمِيلِ تُشِيرُ. ثُمَّ صل للزيارة فإذا شئت أن تودع وتنصرف فقل :

٦٦١

السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أهْلَ بَيْتِ النُّبُوَّةِ وَمَعْدِنَ الرِّسالَةِ سَلامَ مُوَدِّعٍ لا سَئِمٍ وَلا قالٍ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ... الخ (١).

والشيخ المفيد (رض) أيضاً قد ذكر هذا الدعاء ولكنه بعد كلمة (بالجميل تشير) قال : ثُمَّ قل :

يا وَلِيَّ الله إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَ الله عَزَّوَجَلَّ ذُنُوباً لا يَأْتِي عَلَيْها إِلاّ رِضاكَ ، فَبِحَقِّ مَنِ ائْتَمَنَكَ عَلى سِرِّهِ وَاسْتَرْعاكَ أَمْرَ خَلْقِهِ وَقَرَنَ طاعَتَكَ بِطاعَتِهِ وَمُوالاتَكَ بِمُوالاتِهِ تَوَلَّ صَلاحَ حالِي مَعَ الله عَزَّوَجَلَّ ، وَاجْعَلْ حَظِّي مِنْ زِيارَتِكَ تَخْلِيطِي بِخالِصِي زُوَّارِكَ الَّذِينَ تَسْأَل الله عَزَّوَجَلَّ فِي عِتْقِ رِقابِهِمْ وَتَرْغَبُ إِلَيْهِ فِي حُسْنِ ثَوابِهِمْ ؛ وَها أَنا اليَوْمَ بِقَبْرِكَ لائِذٌ وَبِحُسْنِ دِفاعِكَ عَنِّي عائِذٌ فَتَلافَنِي يا مَوْلايَ وَأدْرِكْنِي وَاسْأَلِ الله عَزَّوَجَلَّ فِي أَمْرِي فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ الله مَقاماً كَرِيماً وَجاهاً عَظِيماً صَلّى الله عَلَيْكَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً (٢).

أقول : الأفضل للزائر إذا أراد أن يدعو في مشهد من المشاهد الشريفة بل الأفضل للداعي أينما كان وأيّا ما كانت حاجته أن يبدأ بالدّعاء لصحّة حجّة العصر وصاحب الأمر عليه‌السلام وهذا أمرٌ هامٌ ذو فوائد هامّة لا يناسب المقام شرحها والشيخ (رض) قد بسط الكلام في ذلك في الباب العاشر من كتاب النجم الثاقب وذكر أدعية تخص المقام فليراجعه من شاء. وأخصر تلك الدعوات هو ما مرّ في أعمال الليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان في خلال أدعية العشر الأواخر. ونحن قد أوردنا في خلال آداب زيارة الحسين عليه‌السلام ، ص ٧٠٤ دعاءً يدعى به في كافة المشاهد الشريفة (٣).

المقام الثالث :

في ذكر الصلوات على الحجج الطاهرين عليهم‌السلام

قال الطوسي في المصباح في خلال أعمال يوم الجمعة : أخبرنا جماعة من أصحابنا عن أبي المفضل الشيباني قال : حدثنا أبو محمد عبد الله بن محمد العابد بالدالية لفظا قال : سألت مولاي

_________________

١ ـ مصباح الزائر : ٤٧١ ـ ٤٧٢.

٢ ـ المزار للمفيد : ٩٦ مخطوط ، وعنه البحار ١٠٢ / ١٧٣.

٣ ـ ص ٥١٤ أوّله : اللّهمّ قد ترى مكاني.

٦٦٢

الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام في منزله بسر من رأى سنة خمس وخمسين ومائتين يملي عليّ الصَّلاة على النبي وأوصيائه عليه وعليهم السلام وأحضرت معي قرطاساً كَبِيراً ، فأملى عليّ لفظا من غير كتاب وقال : أكتب.

الصَّلاة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما حَمَلَ وَحْيَكَ وَبَلَّغَ رِسالاتِكَ وصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما أَحَلَّ حَلالَكَ وَحَرَّمَ حَرامَكَ وَعَلَّمَ كِتابَكَ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما أقامَ الصَّلاةَ وَآتى الزَّكاةَ وَدَعا إِلى دِينِكَ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما صَدَّقَ بِوَعْدِكَ وَأَشْفَقَ مِنْ وَعِيدِكَ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما غَفَرْتَ بِهِ الذُّنُوبَ وَسَتَرْتَ بِهِ العُيُوبَ وَفَرَّجْتَ بِهِ الكُرُوبَ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما دَفَعْتَ بِهِ الشَّقاءَ وَكَشَفْتَ بِهِ الغَمّاءِ وَأَجَبْتَ بِهِ الدُّعاءَ وَنَجَّيْتَ بِهِ مِنَ البَلاءِ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما رَحِمْتَ بِهِ العِبادَ وَأَحْييْتَ بِهِ البِلادَ وَقَصَمْتَ بِهِ الجَبابِرَةَ وَأَهْلَكْتَ بِهِ الفَراعِنَةَ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما أضْعَفْتَ بِهِ الاَمْوالَ وَأَحْرَزْتَ بِهِ مِنَ الاَهْوالِ وَكَسَرْتَ بِهِ الاَصْنامَ وَرَحِمْتَ بِهِ الأنامَ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ كَما بَعَثْتَهُ بِخَيْرِ الاَدْيانِ وَأَعْزَزْتَ بِهِ الإيْمانَ وَتَبَّرْتَ بِهِ الأوْثانَ وَعَظَّمْتَ بِهِ البَيْتَ الحَرامَ وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ الاَخْيارِ وَسَلِّم تَسْلِيماً (١).

الصَّلاة على أمير المؤمنين عليه‌السلام :

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ أَخِي نَبِيِّكَ وَوَلِيِّهِ وَصَفِيِّهِ (٢) وَوَزِيرِهِ وَمُسْتَوْدَعِ عِلْمِهِ وَمَوْضِعِ سِرِّهِ وَبابِ حِكْمَتِهِ وَالنَّاطِقِ بِحُجَّتِهِ وَالداعِي إِلى شَرِيعَتِهِ وَخَلِيفَتِهِ فِي أُمَّتِهِ وَمُفَرِّجَ الكَرْبِ عَنْ وَجْهِهِ ، قاصِمِ الكَفَرَةِ وَمُرْغِمِ الفَجَرَةِ الَّذِي جَعَلْتَهُ مِنْ نَبِيِّكَ بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ مُوسى ، اللّهُمَّ وآلِ مَنْ والآهُ وَعادِ مَنْ عاداهُ ،

_________________

١ ـ مصباح المتهجّد : ٣٩٩ ـ ٤٠٠.

٢ ـ ووصيّه ـ خ ـ.

٦٦٣

وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ وَالْعَنْ مَنْ نَصَبَ لَهُ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ ، وَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَوْصِياء أَنْبِيائِكَ يا رَبَّ العالَمِينَ (١).

الصَّلاة على سيدة النساء فاطمة عليه‌السلام :

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الصِّدِّيقَةِ فاطِمَةَ الزَّكِيَّةِ حَبِيبَةِ حَبِيبِكَ وَنَبِيِّكَ وَأُمِّ أَحِبَّائِكَ وَأَصْفِيائِكَ الَّتِي انْتَجَبْتَها وَفَضَّلْتَها وَاخْتَرْتَها عَلى نِساءِ العالَمِينَ.

اللّهُمَّ كُنْ الطَّالِبَ لَها مِمَّنْ ظَلَمَها وَاسْتَخَفَّ بِحَقِّها وَكُنْ الثَّائِرَ اللّهُمَّ بِدَمِ أَوْلادِها ، اللّهُمَّ وَكَما جَعَلْتَها أُمَّ أَئِمَّةِ الهُدى وَحَلِيلَةَ صاحِبِ اللِّواءِ وَالكَرِيمَةَ عِنْدَ المَلاء الأعْلى فَصَلِّ عَلَيْها وَعَلى أُمِّها صَلاةً تُكْرِمُ بِها وَجْهَ (٢) مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَتُقِرُّ بِها أَعْيُنَ ذُرِّيَّتِها ، وَأبْلِغْهُمْ عَنِّي فِي هذِهِ السَّاعَةِ أَفْضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ (٣).

الصَّلاة على الحسن والحسين عليهما‌السلام :

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ عَبْدَيْكَ وَوَلِيَّيْكَ وَابْنَيْ رَسُولِكَ وَسِبْطَي الرَّحْمَةِ وَسَيِّدَي شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَوْلادِ النَّبِيِّينَ وَالمُرْسَلِينَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الحَسَنِ بْنِ سَيِّدِ النَّبِيِّينَ وَوَصِيِّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ رَسُولِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّيَنَ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ يا بْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ أَمِينُ الله وَابْنُ أَمِينِهِ عِشْتَ مَظْلُوماً وَمَضْيَت شَهِيداً ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ الإمام الزَّكِيُّ الهادِي المَهْدِيُّ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَبَلِّغْ رُوحَهُ وَجَسَدَهُ عَنِّي فِي هذِهِ السَّاعَةِ أَفْضَلَ التَّحِيَّةِ وَالسَّلامِ اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ المَظْلُومِ الشَّهِيدِ قَتِيلِ الكَفَرَةِ وَطَرِيحِ الفَجَرَةِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ رَسُولِ الله السَّلامُ

_________________

١ ـ مصباح المتهجّد : ٤٠٠.

٢ ـ أبيها : خ.

٣ ـ مصباح المتهجّد : ٤٠١.

٦٦٤

عَلَيْكَ يا بْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ ، أَشْهَدُ مُوقِنا أَنَّكَ أَمِينُ الله وَابْنُ أَمِينِهِ قُتِلْتَ مَظْلُوما وَمَضْيَت شَهِيداً ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الله تَعالى الطَّالِبُ بِثأرِكَ وَمُنْجِزٌ ما وَعَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وَالتَّأْيِيدِ فِي هَلاكِ عَدُوِّكَ وَإِظْهارِ دَعْوَتِكَ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ الله وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِ الله وَعَبَدْتَ الله مُخْلِصاً حَتى أَتاكَ اليَّقِينُ. لَعَنَ الله أُمَّةً قَتَلَتْكَ وَلَعَنَ الله أُمَّةً خَذَلَتْكَ وَلَعَنَ الله أُمَّةً أَلَّبَتْ عَلَيْكَ ، وَأَبْرأُ إِلى الله تَعالى مِمَّنْ أَكْذَبَكَ وَاسْتَخَفَّ بِحَقِّكَ وَاسْتَحَلَّ دَمَّكَ ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يا أبا عَبْدِ الله لَعَنَ الله قاتَلَكَ وَلَعَنَ الله خاذِلَكَ وَلَعَنَ الله مَنْ سَمِعَ واعِيَتَكَ فَلَمْ يُجِبْكَ وَلَمْ يَنْصُرْكَ وَلَعَنَ الله مَنْ سَبى نِسأَكَ ؛ أَنا إِلى الله مِنْهُمْ بَرِيٌ وَمِمَّنْ وَالاهُمْ وَمالاَهُمْ وَأَعانَهُمْ عَلَيْهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَالأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى وَبابُ الهُدى وَالعُرْوَةُ الوُثْقى وَالحُجَّةُ عَلى أَهْلِ الدُّنْيا ، وَأَشْهَدُ أَنِّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَبِمَنْزِلَتِكُمْ مُوقِنٌ وَلَكُمْ تابِعٌ بِذاتِ نَفْسِي وَشَرائِعِ دِينِي وَخَواتِيمِ عَمَلِي وَمُنْقَلَبِي فِي دُنْيايَ وَآخِرَتِي (١).

الصَّلاة على علي بن الحسين عليهما‌السلام :

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ الحُسَيْنِ سَيِّدِ العابِدِينَ الَّذِي اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ وَجَعَلْتَ مِنْهُ أَئِمَّةَ الهُدى الَّذِينَ يَهْدُونَ بِالحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ ، اخْتَرْتَهُ لِنَفْسِكَ وَطَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ وَاصْطَفَيْتَهُ وَجَعَلْتَهُ هادِياً مَهْدِيّاً ، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ ذُرِّيَّةِ أَنْبِيائِكَ حَتى تَبْلُغَ بِهِ ما تَقَرُّ بِهِ عَيْنُهُ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ إِنَّكَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٢).

الصَّلاة على محمد بن علي عليه‌السلام :

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ باقِرِ العِلْمِ وَإِمامِ الهُدى وَقائِدِ أَهْلِ التَّقْوى ،

_________________

١ ـ مصباح المتهجّد : ٤٠١ ـ ٤٠٢.

٢ ـ مصباح المتهجّد : ٤٠٢.

٦٦٥

وَالمُنْتَجَبِ مِنْ عِبادِكَ ، اللّهُمَّ وَكَما جَعَلْتَهُ عَلَما لِعِبادِكَ وَمَناراً لِبِلادِكَ وَمُسْتَوْدَعاً لِحِكْمَتِكَ وَمُتَرْجِما لِوَحْيِكَ وَأَمَرْتَ بِطاعَتِهِ وَحَذَّرْتَ مِنْ مَعْصِيَتِهِ ، فَصَلِّ عَلَيْهِ يا رَبِّ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ ذُرِّيَّةِ أَنْبِيائِكَ وأَصْفِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَأُمَنائِكَ يا رَبَّ العالَمِينَ (١).

الصَّلاة على جعفر بن محمد عليه‌السلام :

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ خازِنِ العِلْمِ الدَّاعي إِلَيْكَ بِالحَقِّ النُّورِ المُبِينِ ، اللّهُمَّ وَكَما جَعَلْتَهُ مَعْدِنَ كَلامِكَ وَوَحْيِكَ وَخازِنَ عِلْمِكَ وَلِسانَ تَوْحِيدِكَ وَوَلِيَّ أَمْرِكَ وَمُسْتَحْفِظَ دِينِكَ فَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَصْفِيائِكَ وَحُجَجِكَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ (٢).

الصَّلاة على موسى بن جعفر عليه‌السلام :

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الاَمِينِ المُؤْتَمَنِ مُوسى بْنِ جَعْفَرٍالبَرِّ الوَفِيِّ الطَّاهِرِ الزَّكِيّ النُورِ المُبِينِ (٣) المُجْتَهِدِ المُحْتَسِبِ الصَّابِرِ عَلى الاَذى فِيكَ ، اللّهُمَّ وَكَما بَلَّغَ عَنْ آبائِهِ ما اسْتُودِعَ مِنْ أَمْرِكَ وَنَهْيِكَ وَحَمَلَ عَلى المَحَجَّةِ وَكابَدَ أَهْلَ العِزَّةِ وَالشِّدَّةِ فِيما كانَ يَلْقى مِنْ جُهَّالِ قَوْمِهِ رَبِّ ، فَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ وَأَكْمَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِمَّنْ أَطاعَكَ وَنَصَحَ لِعِبادِكَ إِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (٤).

الصلاة على علي بن موسى عليه‌السلام :

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُوسى الَّذِي ارْتَضَيْتَهُ وَرَضَّيْتَ بِهِ مَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِكَ ، اللّهُمَّ وَكَما جَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلى خَلْقِكَ وَقائِما بِأَمْرِكَ وَناصِراً لِدِينِكَ وَشاهِداً عَلى

_________________

١ ـ مصباح المتهجّد : ٤٠٣.

٢ ـ مصباح المتهجّد : ٤٠٣.

٣ ـ المنير ـ خ ـ.

٤ ـ مصباح المتهجّد : ٤٠٣.

٦٦٦

عِبادِكَ ، وَكَما نَصَحَ لَهُمْ فِي السِّرِّ وَالعَلانِيَةِ وَدَعا إِلى سَبِيلِكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ فَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ ماصَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ إِنَّكَ جَوادٌ كَرِيمٌ (١).

الصَّلاة على محمد بن علي بن موسى عليه‌السلام :

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسى عَلَمِ التُّقى وَنُورِ الهُدى وَمَعْدِنِ الوَفاءِ وَفَرْعِ الاَزْكِياءِ وَخَلِيفَةِ الأَوْصِياء وَأَمِينِكَ عَلى وَحْيِكَ ، اللّهُمَّ فَكَما هَدَيْتَ بِهِ مِنَ الضَّلالَةِ وَاسْتَنْقَذْتَ بِهِ مِنَ الحِيرَةِ وَأَرْشَدْتَ بِهِ مَنِ اهْتَدى وَزَكَّيْتَ بِهِ مَنْ تَزَكّى فَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ وَبَقِيَّةِ أَوْصِيائِكَ إِنَّكَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (٢).

الصَّلاة على علي بن محمد عليه‌السلام :

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَصِيِّ الأَوْصِياء وَإِمامِ الأَتْقِياءِ وَخَلَفِ أَئِمَّةِ الدِّينِ وَالحُجَّةِ عَلى الخَلائِقِ أَجْمَعِينَ ، اللّهُمَّ كَما جَعَلْتَهُ نُوراً يَسْتَضِييُ بِهِ المُؤْمِنُونَ فَبَشَّرَ بِالجَزِيلِ مِنْ ثَوابكَ وَأَنْذَرَ بِالاَلِيمِ مِنْ عِقابِكَ وَحَذَّرَ بَأسَكَ وَذَكَّرَ بآياتِكَ ، وَأَحَلَّ حَلالَكَ وَحَرَّمَ حَرامَكَ وَبَيَّنَ شَرائِعَكَ وَفَرائِضَكَ وَحَضَّ عَلى عِبادَتِكَ وَأَمَرَ بِطاعَتِكَ وَنَهى عَنْ مَعْصِيَتِكَ ، فَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ وَذُرِّيَّةِ أَنْبِيائِكَ يا ألهَ العالَمِينَ. قال الراوي أبو محمد اليمني : فلما انتهيت إلى الصَّلاة عليه أمسك فقلت له في ذلك. فقال : لولا أنّه دين أُمرنا أن نبلِّغه ونؤدّيه إلى أهله لأحببت الامساك ولكنه الدّين أكتب (٣).

_________________

١ ـ مصباح المتهجّد : ٤٠٤.

٢ ـ مصباح المتهجّد : ٤٠٤.

٣ ـ مصباح المتهجّد : ٤٠٤ ـ ٤٠٥.

٦٦٧

الصَّلاة على الحسن بن علي بن محمد عليه‌السلام :

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ (١) البَرِّ التَّقِيِّ الصَّادِقِ الوَفِيِّ النُورِ المُضِيِ ، خازِنِ عِلْمِكَ وَالمُذَكِّرَ بِتَوْحِيدِكَ وَوَلِيَّ أمْرِكَ وَخَلَفِ أئِمَّةِ الدِّينِ الهُداةِ الرَّاشِدِينَ وَالحُجَّةِ عَلى أهْلِ الدُّنْيا ، فَصَلِّ عَلَيْهِ يا رَبِّ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَصْفِيائِكَ وَحُجَجِكَ وَأَوْلادِ رُسُلِكَ يا ألهَ العالَمِينَ (٢).

الصَّلاة على ولي الأمر المنتظر عليه‌السلام :

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى وَلِيِّكَ وَابْنِ أَوْلِيائِكَ الَّذِينَ فَرَضْتَ طاعَتَهُمْ وَأَوْجَبْتَ حَقَّهُمْ وَأَذْهَبْتَ عَنْهُمْ الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهِيراً ، اللّهُمَّ انْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ لِدِينِكَ وَانْصُرْ بِهِ أَوْلِيائَكَ وَأَوْلِيائَهُ وَشِيعَتَهُ وَأَنْصارَهُ وَاجْعَلْنا مِنْهُمْ ، اللّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ كُلِّ باغٍ وَطاغٍ وَمِنْ شَرِّ جَمِيعِ خَلْقِكَ وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ وَاحْرُسْهُ وَامْنَعْهُ أَنْ يُوصَلَ إِلَيْهِ بِسُوءٍ وَاحْفَظْ فِيهِ رَسُولَكَ وَآلَ رَسُولِكَ وَأَظْهِرْ بِهِ العَدْلَ وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ وَانْصُرْ ناصِرِيهِ وَاخْذُلْ خاذِلِيهِ وَاقْصِمْ بِهِ جَبابِرَةَ الكُفْرِ وَاقْتُلْ بِهِ الكُفَّارَ وَالمُنافِقِينَ وَجَمِيعَ المُلْحِدِينَ حَيْثُ كانُوا (٣) مِنْ مَشارِقِ الاَرْضِ وَمَغارِبِها وَبَرِّها وَبَحْرِها ، وَامْلأ بِهِ الاَرْضَ عَدْلاً وَأَظْهِرْ بِهِ دِينَ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ ، وَاجْعَلْنِي مِنْ أَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ وَأَتْباعِهِ وَشِيعَتِهِ وَأَرِنِي فِي آل مُحَمَّدٍ ما يَأْمَلُونَ وَفِي عَدُوِّهِمْ ما يَحْذَرُونَ إِلهَ الحَقِّ آمِينَ (٤).

_________________

١ ـ بن محمد : خ.

٢ ـ مصباح المتهجّد : ٤٠٥.

٣ ـ في نسخة من المصدر : حيث كانوا وأين كانوا.

٤ ـ مصباح المتهجّد : ٤٠٥ ـ ٤٠٦.

٦٦٨

الخاتمة

في زيارة الأنبياء العظام عليهم‌السلام وأبناء الأئمة الكرام

وقبور المؤمنين أسكنهم الله دار السلام

وتحتوي على مطالب ثلاثة :

المطلب الأول

في زيارة الأنبياء العظام عليهم‌السلام

إعلم أن تكريم الأنبياء عليهم‌السلام وتعظيمهم واجب عقلا وشرعاً لا نفرق بين أحد من رسله ، وزيارتهم راجحة مستحسنة ، والعلماء قد صرّحوا باستحباب زيارتهم. وليس في الأنبياء عليهم‌السلام وإن كثروا من يعرف موضع قبره إِلاّ القليلون وهم على ما أعهد آدم عليه‌السلام ونوح عليه‌السلام وهما مدفونان عند مرقد أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وإبراهيم عليه‌السلام وقبره في القدس الخليل قرب بيت المقدس ، وبجواره مراقد سارة زوجته واسحق ويعقوب ويوسف عليه‌السلام ، وإسماعيل عليه‌السلام وأُمه هاجر مدفونان في الحجر في المسجد الحرام وفيه قبور الأنبياء عليهم‌السلام.

وعن الباقر (صلوات الله عليه) قال : ما بين الركن والمقام مكتظ بقبور الأنبياء عليهم‌السلام (١).

وعن الصادق عليه‌السلام قال : ما بين الركن اليماني والحجر الأسود مراقد سبعين نبيا من الأنبياء عليهم‌السلام (٢).

وفي بيت المقدس قبور عدّة من الأنبياء كداود عليه‌السلام وسليمان وغيرهما من الأنبياء المعروفين هناك سلام الله عليهم أجمعين ، وقبر زكريا عليه‌السلام معروف في حلب ، وليونس عليه‌السلام على شريعة الكوفة بقعة ذات قبّة معروفة ، وقبراً هود عليه‌السلام وصالح عليه‌السلام في النجف الأشرف مشهوران ، ومرقد ذي الكفل على شاطئ الفرات مشهور وهو يبعد عن الكوفة ، والنبي جرجيس قبره مدينة الموصل ، وفي خارج المدينة قبر شيت هبة الله وقبر النبي دانيال في شوش ، وقبر يوشع (٣) مقابل مسجد براثا وغيرهم سلام الله عليهم أجمعين.

_________________

١ ـ الكافي ٤ / ٢١٤ ح ٧.

٢ ـ الكافي ٤ / ٢١٤ ح ١٠.

٣ ـ ليس هنالك الآن مرقد معروف وإنّما قلنا ذلك طبقا لما مرّ عند ذكر جامع براثا.

٦٦٩

وأما كيفية زيارتهم عليهم‌السلام فلم أظفر بزيارة مأثورة تخصهم عداً ما سلف في باب زيارة أمير المؤمنين عليه‌السلام من زيارة آدم ونوح عليه‌السلام ولكن ماجعلناها الاُولى من الزيارات الجامعة يزار بها الأنبياء أيضاً عليه‌السلام كما يبدو من روايتها ، ويشهد لذلك أن الشيخ الجليل محمد ابن المشهدي والسيد الاجل عليّ بن طاووس في مصباح الزائر وغيرهما (رضوان الله عليهم) قد أوردوا هذه الزيارة لمشهد يونس عليه‌السلام عند بيانهم آداب دخول مدينة الكوفة (١) والمظنون أنّ ذكرهم هذه الزيارة لهذا المشهد ليس إِلاّ لما يبدو من العموم من روايتها. وكيف كان فمن المناسب الزيارة بها في المراقد الشريفة للأنبياء عليهم‌السلام. وقد أثبتنا الزيارة فيما سلف فلا حاجة إلى إعادتها هنا فمن شاء فليرجع إلى زيارة الجامعة الأولى وينتفع بفضلها العظيم.

المطلب الثاني

في زيارة الأبناء العظام للأئمة عليهم‌السلام

وهم أبناء الملوك بالحق وقبورهم منابع الفيض والبركة ومهابط الرحمة والعناية الإلهية والعلماء قد صرّحوا باستحباب زيارة قبورهم وهي والحمد للهِ منتشرة في غالب بلاد الشيعة بل وفي القرى والبراري وأطراف الجبال والأودية وهي دائماً ملاذ المضطرين وملجأ البائسين وغياث المظلومين وتسلية للقلوب الذابلة وستظّل كذلك إلى يوم القيامة وقد برز في كثير من هذه المراقد الشريفة كرامات وخوارق للعادات. ولكن لا يخفى أنّ الزائر إذا شاء أن يشدّ الرحل إلى شي من هذه المراقد موقنا ببلوغه فيض رحمة الله وبكشف كروبه فينبغي أن يحرز فيه شرطين :

الشرط الأول : جلالة صاحب ذلك المرقد وعظمة شأنه إضافة إلى ماحازه من شرافة النسب وتعرف هذه من كتب الأحاديث والأنساب والتواريخ.

الشرط الثاني : التأكد من صحة نسبة هذا المرقد إليه وما حاز كلا الشرطين من المشاهد قليل جداً ونحن قد أشرنا في كتاب هدية الزائر إلى عدّة مراقد قد اجتمع فيها الشرطان وأشرنا في كتاب نفثة المصدور وكتاب منتهى الآمال إلى مرقد محسن بن الحسين عليه‌السلام وهذا الكتاب لا يسع التفصيل فنقتصر على ذكر اثنين منها :

_________________

١ ـ مصباح الزائر : ٧٥ في ذكر ورود شريعة الكوفة ، والمزار للشهيد : ٢٤٧.

٦٧٠

[زيارة المعصومة عليها‌السلام في قم]

الأول : مشهد السيدة الجليلة العظيمة فاطمة بنت موسى بن جعفر عليه‌السلام وقبرها الشريف في بلدة قم الطيّبة معروف مشهور وله قبّة شامخة وضريح وصحون وخدم كثيرون وأوقاف وافرة وهو قرة العين لأهالي قم وملاذ لعامّة الخلق يشدّ إليه الرحال في كل سنة خلق كثير من أقاصي البلاد فيتحمّلون متاعب السفر ابتغاء فضيلة زيارتها وفضلها وجلالها يعرف من كثير من الاخبار. روى الصدوق بسند كالصحيح عن سعد بن سعد قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن فاطمة بنت موسى بن جعفر عليه‌السلام فقال : من زارها فله الجنة (١).

وروي بسند معتبر آخر عن محمد التقي بن الرضا عليه‌السلام قال : من زار قبر عمّتي بقم فله الجنة (٢). وروى العلامة المجلسي (رض) عن بعض كتب الزيارات عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن سعد الأشعري القمّي عن الرضا صلوات الله عليه قال : قال : يا سعد عندكم لنا قبر. قلت : جعلت فداك قبر فاطمة عليها‌السلام بنت موسى بن جعفر عليه‌السلام. قال : بلي ، من زارها عارفاً بحقّها فله الجنّة. فإذا أتيت القبر فقم عند رأسها مستقبلاً القبلة وقل : أربعاً وثلاثين مرة : الله أكبَرُ ، وثلاثاً وثلاثين مرة : سُبْحانَ اللهِ ، وثلاثاً وثلاثين مرّة : الحَمْدُ لله ، وقل :

السَّلامُ عَلَى آدَمَ صَفْوَةِ الله السَّلامُ عَلَى نُوحٍ نَبِيِّ الله السَّلامُ عَلَى إِبْراهِيمَ خَلِيلِ الله السَّلامُ عَلَى مُوسى كَلِيمِ الله السَّلامُ عَلَى عِيسى رُوحِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَيْرَ خَلْقِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّد بْنَ عَبْدِ الله خاتَمِ النَّبِيِّينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ وَصِيَّ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُ سَيِّدَةَ نِساءِ العالَمِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكُما يا سِبْطَي نَبِيّ الرَّحْمَةِ وَسَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلِيَّ بْنَ الحُسَيْنِ سَيِّدَ العابِدِينَ وَقُرَّةَ عَيْنِ النَّاظِرِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ باقِرَ العِلْمِ بَعْدَ النَّبِيِّ السَّلامُ عَلَيْكَ يا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ البارَّ الاَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُوسى بْنَ جَعْفَرٍ

_________________

١ ـ عيون اخبار الرضا ٢ / ٢٩٩ ح ١ من باب ٦٧ ، كامل الزيارات : ٥٣٦ ، ح ١ ، من باب ١٠٦.

٢ ـ كامل الزيارات : ٥٣٦ ، ح ٢ من باب ١٠٦.

٦٧١

الطَّاهِرَ الطُّهْرَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلِيَّ بْنَ مُوسى الرِّضا المُرْتَضى السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ التَّقِيَّ السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ النَّقِيَّ النَّاصِحَ الاَمِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ السَّلامُ عَلى الوَصِيِّ مِنْ بَعْدِهِ اللّهُمَّ صَلِّ عَلى نُورِكَ وَسِراجِكَ وَوَلِيِّ وَلِيِّكَ وَوَصِيِّ وَصِيِّكَ وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ رَسُولِ الله السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ فاطِمَةَ وَخَدِيجَةَ السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ أَمِيرِ المُوْمِنِينَ السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ وَلِيِّ الله السَّلامُ عَلَيْكِ يا أخْتَ وَلِيِّ الله السَّلامُ عَلَيْكِ يا عَمَّةَ وَلِيِّ الله السَّلامُ عَلَيْكِ يا بِنْتَ مُوسى بْنَ جَعْفَرٍ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ. السَّلامُ عَلَيْكِ عَرَّفَ الله بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ فِي الجَنَّةِ وَحَشَرَنا فِي زُمْرَتِكُمْ وَأَوْرَدَنا حَوْضَ نَبِيِّكُمْ وَسَقانا بِكَأْسِ جَدِّكُمْ مِنْ يَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ. أَسْأَلُ الله أَنْ يُرِينا فِيكُمُ السُّرُورَ وَالفَرَجَ وَأَنْ يَجْمَعَنا وَإِيَّاكُمْ فِي زُمْرَةِ جَدِّكُمْ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَأَنْ لايَسْلُبَنا مَعْرِفَتَكُمْ إِنَّهُ وَلِيُّ قَدِيرٌ ، أَتَقَرَّبُ إِلى الله بِحُبِّكُمْ وَالبَرائةِ مِنْ أَعْدائِكُمْ وَالتَّسْلِيمِ إِلى الله راضِيا بِهِ غَيْرَ مُنْكِرٍ وَلامُسْتَكْبِرٍ وَعَلى يَقِينٍ ماأَتى بِهِ مُحَمَّدٌ وَبِهِ راضٍ نَطْلُبُ بِذلِكَ وَجْهَكَ يا سَيِّدِي ، اللّهُمَّ وَرِضاكَ وَالدَّارَ الآخِرةَ يا فاطِمَةُ اشْفَعِي لِي فِي الجَنَّةِ فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ الله شَأْنا مِنَ الشَّأْنِ ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَخْتِمَ لِي بِالسَّعادَةِ فَلا تَسْلُبْ مِنِّي ما أَنا فِيهِ ، وَلاحَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ ، اللّهُمَّ اسْتَجِبْ لَنا وَتَقَبَّلْهُ بِكَرَمِكَ وَعِزَّتِكَ وَبِرَحْمَتِكَ وَعافِيَتِكَ وَصَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (١).

[زيارة الشاه عبد العظيم الحسني عليه‌السلام]

الثاني : عبد العظيم ـ شاه زاده عبد العظيم ـ اللازم التعظيم وينتهي نسبه الشريف بوسائط

_________________

١ ـ البحار ١٠٢ / ٢٦٥ ـ ٢٦٦.

٦٧٢

أربع إلى سبط خير الورى الإمام الحسن المجتبى عليه‌السلام فهو عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، ومرقده الشريف في الري معروف مشهور وملاذ ومعاذ لعامّة الخلق وعلو مقامه وجلالة شأنه أظهر من الشمس فإنّه من سلالة خاتم النبيّين وهو مع ذلك من أكابر المحدّثين ، وأعاظم العلماء والزهّاد والعبّاد وذوي الورع والتقوى. وهو من أصحاب الجواد والهادي عليه‌السلام وكان متوسّلا بهما أقصى درجات التوسّل ومنقطعاً إليهما غاية الانقطاع. وقد روى عنهما أحاديث كثيرة (١) وهو المؤلف لكتاب خطب أمير المؤمنين عليه‌السلام ، وكتاب اليوم والليلة (٢) ، وهو الذي عرض دينه على إمام زمانه الإمام الهادي عليه‌السلام فأقره وصدّقه وقال : يا أبا القاسم ، هذا والله دين الله الذي ارتضاه فأثبت عليه ثبتك الله بالقول الثابت في الدنيا والآخِرة (٣). وقد ألّف الصاحب بن عبّاد رسالة وجيزة في أحواله ، وشيخنا ثقة الإسلام النوري قد أورد الوجيزة في خاتمة كتاب المستدرك (٤).

وروى هناك وفي كتاب الرجال للنجاشي أنه خاف من السلطان فطاف بالبلدان على أنّه فيج الرسول) ثم ورد الريّ وسكن بساربانان. وعلى رواية النجاشي سكن سربا في دار رجل من الشيعة في سكة المولى وكان يعبد الله في ذلك السرب ويصوم نهاره ويقوم ليله وكان يخرج مستتراً يزور القبر المقابل لقبره وبينهما الطريق ويقول هو رجل من ولد موسى بن جعفر عليه‌السلام. فلم يزل يأوي إلى ذلك السرب ويقع خبره إلى الواحد بعد الواحد من شيعة آل محمد عليه وعليهم السلام حتى عرفه أكثرهم فرأى رجل من الشيعة في المنام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال له : إن رجلا من ولدي يحمل من سكة الموالي ويدفن عند شجرة التفاح في باغ (بستان) عبد الجبار بن عبد الوهاب وأشار إلى المكان الذي دفن فيه فذهب الرجل ليشتري الشجرة ومكانها من صاحبها فقال له : لأي شي تطلب الشجرة ومكانها فأخبره بالرؤيا فذكر صاحب الشجرة ، أنّه كان رأى مثل هذه الرؤيا وأنه جعل موضع الشجرة مع جميع الباغ (البستان) وقفاً على الشريف والشيعة يدفنون فيه. فمرض عبد العظيم ومات (رض) فلما جرّد ليغسّل وجد في جيبه رقعة فيها ذكر نسبه فإذا فيها : أنا أبو القاسم عبد العظيم بن عبد الله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٥).

_________________

١ ـ نقد الرجال للتفرشي ٣ / ٧٠.

٢ ـ خاتمة المستدرك ٤ / ٤٠٤ عن رسالة الصاحب بن عبّاد.

٣ ـ كمال الدين ٢ / ٣٧٩ ـ ٣٨٠ ح ١ باب ٣٧ مع اضافات مفيدة في أوّله.

٤ ـ خاتمة مستدرك الوسائل ٤ / ٤٠٤ ذيل رقم ١٧٣.

٥ ـ رجال النجاشي : ٢٤٧ ، رقم ٦٥٣.

٦٧٣

وقال أيضاً الصاحب بن عبّاد في وصف علم عبد العظيم : أنه روى أبو تراب الروياني قال : سمعت أبا حماد الرَّازي يقول : دخلت على الإمام علي النقي عليه‌السلام في سر من رأى فسألته عن أشياء من حلالي وحرامي فأجابني فلما ودّعته قال لي : يا حمّاد إذا أشكل عليك شي من أُمور دينك بناحيتك أي في بلدة الري فسل عنه عبد العظيم بن عبد الله الحسني وأقرئه مني السلام (١). وقال المحقّق الدّاماد في كتاب الرواشح : إن في فضل زيارة عبد العظيم روايات متضافرة. وروي أن من زار قبره وجبت له الجنة (٢).

وهذا الحديث رواه أيضاً الشهيد الثاني (رض) في حواشي الخلاصة عن بعض النسّابين (٣).

وروى ابن بابويه وابن قولويه بسند معتبر عن رجل من أهل الرّي عن الإمام عليّ النقيّ صلوات الله عليه قال : دخلت عليه فقال : أين كنت؟ فقلت : زرت الحسين عليه‌السلام قال : أما لو أنّك زرت قبر عبد العظيم عليه‌السلام عندكم لكنت كمن زار الحسين بن علي عليهما‌السلام (٤).

أقول : لم يذكر العلماء زيارة خاصّة وإنما قال فخر المحققين جمال الدين في مزاره : إنّ من المناسب أن يزار هكذا :

السَّلامُ عَلَى آدَمَ صَفْوَةِ الله السَّلامُ عَلَى نُوحٍ نَبِيِّ الله السَّلامُ عَلَى إِبْراهِيمَ خَلِيلِ الله السَّلامُ عَلَى مُوسى كَلِيمِ الله السَّلامُ عَلَى عِيسى رُوحِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَيْرَ خَلْقِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّد بْنَ عَبْدِ الله خاتَمَ النَّبِيِّينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طالِبٍ وَصِيَّ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُ سَيِّدَةَ نِساءِ العالَمِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكُما يا سِبْطَي الرَّحْمَةِ وَسَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلِيَّ بْنَ الحُسَيْنِ سَيِّدَ العابِدِينَ وَقُرَّةَ عَيْنِ النَّاظِرِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ باقِرَ العِلْمِ بَعْدَ النَّبِيِّ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ البارَّ الاَمِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُوسى بْنَ جَعْفَرٍ

_________________

١ ـ كما في خاتمة مستدرك الوسائل ٤ / ٤٠٦ ذيل رقم ١٧٣.

٢ ـ الرواشح السماوية : ٨٦.

٣ ـ خلاصة الاقوال ضمن رسائل الشهيد : ج ٢ / ١٦١ رقم ٢٩٢.

٤ ـ ثواب الاعمال : ٩٩ ، كامل الزيارات : ٥٣٧ ، ح ١ ، باب ١٠٧.

٦٧٤

الطَّاهِرَ الطُّهْرَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلِيَّ بْنَ مُوسى الرِّضا المُرْتَضى ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيِّ التَّقِيَّ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ النَّقِيَّ النَّاصِحَ الاَمِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ، السَّلامُ عَلى الوَصِيِّ مِنْ بَعْدِهِ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى نُورِكَ وَسِراجِكَ وَوَلِيِّ وَلِيِّكَ وَوَصِيِّ وَصِيِّكَ وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها السَّيِّدُ الزَّكِيُّ وَالطَّاهِرُ الصَّفِيُّ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ السَّادَةِ الاَطْهارِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ المُصْطَفَينَ الاَخْيارِ ، السَّلامُ عَلى رَسُولِ الله وَعَلى ذُرِّيَّةِ رَسُولِ الله وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ، السَّلامُ عَلى العَبْدِ الصَّالِحِ المُطِيعِ للهِ رَبِّ العالَمِينَ وَلِرَسُولِهِ وَلأَمِيرِ المُؤْمِنِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا القاسِمِ ابْنَ السِّبْطِ المُنْتَجَبِ المُجْتَبى السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَنْ بِزِيارَتِهِ ثَوابُ زِيارَةِ سَيِّدِ الشُّهَداءِ يِرْتَجى ، السَّلامُ عَلَيْكَ عَرَّفَ الله بَيْنَنا وَبَيْنَكُمْ فِي الجَنَّةِ وَحَشَرَنا فِي زُمْرَتِكُمْ وَأَوْرَدَنا حَوْضَ نَبِيِّكُمْ وَسَقانا بِكَأْسِ جَدِّكُمْ مِنْ يَدِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ ؛ أَسْأَلُ الله أَنْ يُرِيَنا فِيكُمُ السُّرُورَ وَالفَرَجَ وَأَنْ يَجْمَعَنا وَإِيَّاكُمْ فِي زُمْرَةِ جَدِّكُمْ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَأَنْ لايَسْلُبَنا مَعْرِفَتَكُمْ إِنَّهُ وَلِيُّ قَدِيرٌ. أَتَقَرَّبُ إِلى الله بِحُبِّكُمْ وَالبَرائةِ مِنْ أَعْدائِكُمْ وَالتَّسْلِيمِ إِلى الله راضِياً بِهِ غَيْرَ مُنْكِرٍ وَلامُسْتَكْبِرٍ وَعَلى يَقِينٍ ماأَتى بِهِ مُحَمَّدٌ ، نَطْلُبُ بِذلِكَ وَجْهَكَ يا سَيِّدِي اللّهُمَّ وَرِضاكَ وَالدَّارَ الآخِرةَ ، يا سَيِّدِي وَابْنَ سَيِّدِي اشْفَعْ لِي فِي الجَنَّةِ فَإِنَّ لَكَ عِنْدَ الله شَأْنا مِنَ الشَّأْنِ ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ تَخْتِمَ لِي بِالسَّعادَةِ فَلا تَسْلُبَ مِنِّي ما أَنا فِيهِ وَلاحَوْلَ وَلاقُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ ، اللّهُمَّ اسْتَجِبْ لَنا وَتَقَبَّلْهُ بِكَرَمِكَ وَعِزَّتِكَ وَبِرَحْمَتِكَ وَعافِيَتِكَ وَصَلّى الله عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

ثم قال المحقق المذكور : ورد في الأحاديث أنّ عبد العظيم كان يخرج عند إقامته بالريّ مستتراً يزور القبر المقابل قبره وبينهما الطريق ويقول : هو رجل من ولد موسى بن جعفر عليه‌السلام (١).

_________________

١ ـ انظر البحار ١٠٢ / ٢٦٨ عن فهرست النجاشي.

٦٧٥

ونجد هناك في عصرنا قبراً ينسب إلى حمزة ابن الإمام موسى عليه‌السلام والظاهر أنّه القبر الذي كان يزوره عبد العظيم وينبغي زيارته أيضاً إن شاء اللهِ ، ولا بأس بأن يزار بهذه الزيارة إِلاّ أنه يحذف منها الجملة : السلام عليك يا أبا القاسم ، والجملة التي تليها ، انتهى. لا يخفى عليك أنّ قبر الشيخ الجليل السعيد قدوة المفسرين جمال الدين أبي الفتوح حسين بن علي الخزاعي (رض) صاحب التفسير المعروف واقع في صحن حمزة عليه‌السلام وينبغي زيارته ، والشيخ الصدوق رئيس المحدثين المعروف بابن بابويه قبره بقرب بلدة شاهزاده عبد العظيم فلا تغفل عن زيارته أيضا.

المطلب الثالث

في زيارة قبور المؤمنين رضي‌الله‌عنهم أجمعين

روى الثقة الجليل الشيخ جعفر بن قولويه القمّي عن عمرو بن عثمان الرازي قال : سمعت أبا الحسن الإمام موسى بن جعفر عليه‌السلام يقول : من لم يقدر أن يزورنا فليزر صالحي موالينا يكتب له ثواب زيارتنا ، ومن لم يقدر على صلتنا فليصل صالحي موالينا يكتب له ثواب صلتنا (١).

وروي أيضاً بسند صحيح عن محمد بن أحمد بن يحيى الأشعري قال : كنت بفيد (وهو اسم منزل في طريق مكة) فمشيت مع عليّ بن بلال إلى قبر محمد بن إسماعيل بن بزيع ، قال : فقال لي عليّ بن بلال : قال لي صاحب هذا القبر ـ عن الرضا عليه‌السلام ـ قال : من أتى قبر أخيه المؤمن ثم وضع يده على القبر وقرأ (إنّا أنزلناه في ليلة القدر) سبع مرّات أمن يوم الفزع الأكبر (٢). ومثله حديث آخر ولكن زاد فيه واستقبل القبلة (٣).

أقول : ظاهر الحديث أن الضمير في قوله عليه‌السلام : أمن من الفزع الأكبر راجع إلى القارى نفسه ومن المحتمل رجوعه إلى صاحب القبر ويؤيد هذاالمعنى ما سيأتي من الرواية عن السيد ابن طاووس. وروي أيضاً في كامل الزيارة بسند معتبر عن عبد الرحمن بن أبي عبد الله قال : سألت الصادق عليه‌السلام كيف أضع يدي على قبور المسلمين؟ فأشار بيده إلى الأرض فوضعها عليها وهو مستقبل القبلة (٤).

وروي أيضاً بسند صحيح عن عبد الله بن سنان قال : قلت للصادق عليه‌السلام كيف أسلم على أهل

_________________

١ ـ كامل الزيارات : ٥٢٨ ، ح ١ ، باب ١٠٥.

٢ ـ كامل الزيارات : ٥٢٨ ، ح ٣ ، باب ١٠٥.

٣ ـ كامل الزيارات : ٥٢٩ ، ح ٤ ، باب ١٠٥.

٤ ـ كامل الزيارات : ٥٢٩ ، ح ٥ ، باب ١٠٥.

٦٧٦

القبور؟ قال : نعم ، تقول : السَّلامُ عَلى أَهْلِ الدِّيارِ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالمُسْلِمِينَ أَنْتُمْ لَنا فَرَطٌ وَنَحْنُ إِنْ شاءَ الله بِكُمْ لاحِقُونَ (١).

وعن الحسين عليه‌السلام قال من دخل المقابر فقال : اللّهُمَّ رَبَّ هذِهِ الاَرْواحِ الفانِيَةِ وَالاَجْسادِ البالِيَةِ وَالعِظامِ النَّخِرَةِ الَّتِي خَرَجَتْ مِنَ الدُّنْيا وَهِيَ بِكَ مُؤْمِنَةٌ أَدْخِلْ عَلَيْهِمْ رَوْحا مِنْكَ وَسَلاماً مِنِّي ، كتب الله له بعدد الخلق من لدن آدم إلى أن تقوم الساعة حسنات (٢).

وعن علي عليه‌السلام قال : من دخل المقابر فقال : بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ السَّلامُ عَلى أَهْلِ لا إِلهَ إِلاّ الله مِنْ أَهْلِ لا إِلهَ إِلاّ الله يا أهْلَ لا إِلهَ إِلاّ الله بِحَقِّ لا إِلهَ إِلاّ الله كَيْفَ وَجَدْتُمْ قَوْلَ لا إِلهَ إِلاّ الله مِنْ لا إِلهَ إِلاّ الله يا لا إِلهَ إِلاّ الله بِحَقِّ لا إِلهَ إِلاّ الله اغْفِرْ لِمَنْ قالَ لا إِلهَ إِلاّ الله وَاحْشُرْنا فِي زُمْرَةِ مَنْ قالَ لا إِلهَ إِلاّ الله مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله عَلِيُّ وَلِيُّ اللهِ. أعطاه الله سبحانه وتعالى ثواب خمسين سنة وكفّر عنه وعن أبويه سيئات خمسين سنة ـ ولأبويه أيضاً ـ (٣).

وفي رواية أخرى : إن أحسن ما يقال في المقابر إذا مررت عليها أن تقف وتقول : اللُهُّمَّ وَلِّهِمْ ما تَوَلَّوا وَاحْشُرْهُمْ مَعَ مَنْ أَحَبُّوا (٤).

وقال السيد ابن طاووس في مصباح الزائر : إذا أردت زيارة المؤمنين فينبغي أن يكون يوم الخميس ، وإِلاّ ففي أيّ وقت شئت. وصفتها أن تستقبل القبلة وتضع يدك على القبر وتقول : اللّهُمَّ ارْحَمْ غُرْبَتَهُ وَصِلْ وَحْدَتَهُ وَآنِسْ وَحْشَتَهُ وَآمِنْ رَوْعَتَهُ ، وَأسْكِنْ إِلَيْهِ مِنْ رَحْمَتِكَ رَحْمَةً يَسْتَغْنِي بِها عَنْ رَحْمَةِ مَنْ سِواكَ وَأَلْحِقْهُ بِمَنْ كانَ يَتَوَلاّهُ. ثم اقرأ (إنّا أنزلناه في ليلة القدر) سبع مرات (٥).

وروي في صفة زيارتهم وثوابها حديث آخر عن فضيل (٦) قال : من قرأ (إنّا أنزلناه) عند

_________________

١ ـ كامل الزيارات : ٥٣١ ، ح ٩ ، باب ١٠٥.

٢ ـ البحار ١٠٢ / ٣٠١ ح ٣١ عن بعض مؤلفات أصحابنا ناقلاً عن المفيد.

٣ ـ البحار ١٠٢ / ٣٠١ ح ٣١ عن بعض مؤلفات أصحابنا عن المفيد.

٤ ـ البحار ١٠٢ / ٣٠١ ح ٣٢ عن بعض مؤلفات أصحابنا عن المفيد.

٥ ـ مصباح الزائر : ٥١٢.

٦ ـ في المصدر : المفضّل.

٦٧٧

قبر مؤمن سبع مرّات بعث الله إليه ملكا يعبد الله عند قبره ويكتب للميت ثواب ما يعمل ذلك الملك فإذا بعثه الله من قبره لم يمر على هول إِلاّ صرفه الله عنه بذلك الملك حتى يدخله الله الجنة. ويقرأ مع (إنّا أنزلناه) سورة الحمد والمعوذتين و (قل هو الله أحد) وآية الكرسي ثلاث مرات كل سورة ثلاث مرّات بعد قراءة (إنّا أنزلناه) سبع مرّات (١).

وروي أيضاً في صفة زيارتهم رواية أخرى عن محمد بن مسلم قال : قلت للصادق (صلوات الله وسلامه عليه) : نزور الموتى؟ قال : نعم. قلت : فيعلمون بنا إذا أتيناهم؟ قال : إي والله ليعلمون بكم ويفرحون بكم ويستأنسون إليكم. قال قلت : فأيّ شي نقول إذا أتيناهم؟ قال : قل :

اللّهُمَّ جافِ الاَرْضَ عَنْ جُنُوبِهِمْ وَصاعِدْ إِلَيْكَ أَرْواحَهُمْ وَلَقِّهِمْ مِنْكَ رِضْواناً وَأسْكِنْ إِلَيْهِمْ مِنْ رَحْمَتِكَ ما تَصِلُ بِهِ وَحْدَتَهُمْ وَتُؤْنِسُ بِهِ وَحْشَتَهُمْ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيٍْ قَدِيرٌ (٢).

ثم قال السيد فإذا كنت بين القبور فاقرأ (قل هو الله أحد) إحدى عشرة مرة ، وأهد ذلك لهم. فقد روي أن الله يثيبه على عدد الأموات (٣).

وروي في كامل الزيارة عن الصادق عليه‌السلام قال : إذا زرتم موتاكم قبل طلوع الشمس سمعوا وأجابوكم ، وإذا زرتموهم بعد طلوع الشمس سمعوا ولم يجيبوكم (٤).

وقد روي في كتاب الدعوات للراوندي حديث عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في كراهة زيارة الأموات ليلا ، كما قال لأبي ذر ولا تزرهم أحيانا بالليل (٥).

وروي في مجموعة الشيخ الشهيد عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : لا يقول أحد عند قبر ميّت ثلاث مرات : اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَنْ لا تُعَذِّبَ هذا المَيِّتِ. إِلاّ وأقصى الله عنه عذاب يوم القيامة (٦).

_________________

١ ـ مصباح الزائر : ٥١٣ ، كامل الزيارات : ٥٣٣ ، ح ١٤ ، باب ١٠٥.

٢ ـ مصباح الزائر : ٥١٣ ، من لا يحضره الفقيه ١ / ١٨٠ ح ٥٤٠.

٣ ـ مصباح الزائر : ٥١٣.

٤ ـ نوادر علي بن اسباط : الاصول الستة عشر : ١٢٦ وعنه البحار ١٠٢ / ٢٩٧.

٥ ـ الدعوات للراوندي : ٢٧٧ ، ح ٨٠١.

٦ ـ ما عثرت على مجموعة الشهيد ورواه الراوندي في الدعوات : ٢٧٠ ، رقم ٧٧٠.

٦٧٨

وعن جامع الأخبار عن بعض أصحاب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أهدوا لموتاكم فقلنا : يا رسول الله وما نهديه الأموات؟ قال الصدقة والدّعاء (١).

وقال إنّ أرواح المؤمنين تأتي كل جمعة إلى السماء الدنيا بحذاء دورهم وبيوتهم ينادي كل واحد منهم بصوت حزين باكين يا أهلي وياولدي ويا أبي ويا أمي وأقربائي اعطفوا علينا يرحمكم الله بالذي كان في أيدينا والويل والحساب علينا والمنفعة لغيرنا وينادي كل واحد منهم إلى أقربائه اعطفوا علينا بدرهم أو رغيف أو بكسوة يكسوكم الله من لباس الجنّة. ثم بكى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وبكينا معه فلم يستطع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يتكلّم من كثرة بكائه ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : أولئك إخوانكم في الدّين فصاروا تراباً رميماً بعد السرور والنعيم فينادون بالويل والثبور على أنفسهم يقولون يا ويلنا لو أنفقنا ما كان في أيدينا في طاعة الله ورضائه ما كنّا نحتاج إليكم فيرجعون بحسرة وندامة وينادون أسرعوا صدقة الأموات (٢).

وروي عنه أيضاً قال : ماتصدّقت لميت فيأخذها ملك في طبق من نور ساطع ضوؤها يبلغ سبع سماوات ثم يقوم على شفير الخندق فينادي : السلام عليكم يا أهل القبور أهلكم أهدوا إليكم بهذه الهدية فيأخذها ويدخل بها في قبره توسّع عليه مضاجعه. فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله ألا من أعطف لميّت بصدقة فله عند الله من الاجر مثل أُحُد ويكون يوم القيامة في ظل عرش الله يوم لا ظل إِلاّ ظلّ العرش وحيّ وميت نجا بهذه الصدقة (٣).

وحكي أنّ وإلي خراسان شوهد في المنام وهو يقول : إبعثوا إلى ما تطرحونه إلى الكلاب فإني مفتقر إليه. واعلم أنّ لزيارة قبور المؤمنين أَجْراً جزيلاً وهي على مالها من جزيل الاجر ذات فوائد وآثار عظيمة فهي تورث العبرة والانتباه والزهد والاعراض عن الدنيا والرغبة في الآخِرة. وينبغي زيارة المقابر إذا اشتد السرور أو الغم فالعاقل من اتخذ المقابر عبرة ينزع بها حلاوة الدنيا من قلبه ويحوّل شهدها مراً في ذائقته وتفكر في فناء الدنيا وتقلّب أحواله واستحضر بالبال أنّه هو نفسه سيكون عمّا قريب مثلهم ويقصر يده عن الصالحات ويكون عبرة لغيره.

ولقد أجاد الشيخ النظامي في قوله :

_________________

١ ـ جامع الاخبار للسبزواري : ٤٨٢ برقم ١٣٤٧ / ٥.

٢ ـ جامع الاخبار : ٤٨٢ برقم ١٣٤٨ / ٦.

٣ ـ جامع الاخبار : ٤٨٢ برقم ١٣٤٩ / ٧.

٦٧٩

زنده دلي در صف افسردگان

رفت به همسايگ مردگان

حرف فنا خواند ز هر لوح پاک

روح بقا جست زهر روح پاک

کارشناس پ تفتيش حال

کرد از او بر سر راه سؤال

کين همه از زنده رميدن چراست

رخت موي مرده كشيدن چراست

گفت پليدان به مغاک اندرند

پاک نهادان ته خاک اندر ند

مرده دلانند برو زمين

بهر چه با مرده شوم هم نشين

همدم مرده دهد مردگ

صحبت افسرده دل افسردگ

زير گل آنانکه پراکنده اند

گر چه بتن مرده بدل زنده اند

مرده دل بود مرا پيش از اين

بسته هر چون وچرا پيش از اين

زنده شدم از نظر پاکشان

آب حيات است مرا کاشان

روي أنه أوحى الله تعالى إلى عيسى عليه‌السلام : يا عِيسى ، هَبْ لِي مِنْ عَيْنِكَ الدُّمُوعَ وَمِنْ قَلْبِكَ الخُشُوعَ وَاكْحَلْ عَيْنَيْكَ بِمِيلِ الحُزْنِ إِذا ضَحِكَ البَطَّالُونَ وَقُمْ عَلى قُبُورِ الاَمْواتِ فَنادِهِمْ بِالصَّوْتِ الرَّفِيعِ لَعَلَّكَ تَأْخُذُ مَوْعِظَتَكَ مِنْهُمْ وَقُلْ إِنِّي لاحِقٌ بِهِمْ فِي اللآحِقِينَ (١).

الختام

تم ما قدّر تسجيله في هذا الكتاب الشريف ليلة الأحد الموافق عاشر شهر ذي القعدة الحرام سنة ألف وثلاثمائة وأربع وأربعين (١٣٤٤ هجرية) وهي ليلة ميلاد أبي الحسن الرضا (صلوات الله عليه) وقد بلغني اليوم رسالة تنبؤني خبر وفاة والدتي فلذلك أرجو من إخواني المؤمنين من انتفع منهم بهذا الكتاب الدعاء والزيارة لها رحمة الله وغفرانه عليها ولي ولوالدي في الحياة وبعد الممات ، والحمد للهِ أولا وآخراً وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.

_________________

١ ـ مستدرك الوسائل ٢ / ٤٨٣ عن المفيد في الامالي : ٢٣٦ ، ح ٧.

٦٨٠