مفاتيح الجنان

الشيخ عباس القمي

مفاتيح الجنان

المؤلف:

الشيخ عباس القمي


المحقق: الشيخ علي آل كوثر
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
المطبعة: پاسدار إسلام
الطبعة: ١
الصفحات: ٩٠٤

إِلى غَيْرِكَ (١) وَمَنْجاهُ مِنْ مَخْلُوقٍ غَيْرِكَ. فَأَنْتَ ثِقَتِي وَرَجائِي وَمَفْزَعِي وَمَهْرَبِي وَمَلْجَأي وَمَنْجايَ فَبِكَ اسْتَفْتِحُ وَبِكَ اسْتَنْجِحُ وَبِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ وَأَتَوَسَّلُ وَأَتَشَفَّعُ ، فَأَسْأَلُكَ يا الله يا الله يا الله فَلَكَ الحَمْدُ وَلَكَ الشُّكْرُ وَإِلَيْكَ المُشْتَكى وَأَنْتَ المُسْتَعانُ ، فَأَسْأَلُكَ يا الله يا الله يا الله بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَكْشِفَ عَنِّي غَمِّي وَهَمِّي وَكَرْبِي فِي مَقامِي هذا كَما كَشَفْتَ عَنْ نَبِيِّكَ هَمَّهُ وَغَمَّهُ وَكَرْبَهُ وَكَفَيْتَهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ ، فَاكْشِفْ عَنِّي كَما كَشَفْتَ عَنْهُ وَفَرِّجْ عَنِّي كَما فَرَّجْتَ عَنْهُ وَاكْفِنِي كَما كَفَيْتَهُ وَاصْرِفْ عَنِّي (٢) هَوْلَ ماأَخافُ هَوْلَهُ وَمُؤُونَةَ ماأَخافُ مَؤُونَتَهُ وَهَمَّ ما أَخافُ هَمَّهُ بِلا مُؤُونَةٍ عَلى نَفْسِى مِنْ ذلِكَ ، وَاصْرِفْنِي بِقَضاء حَوائِجِي وَكِفايَةِ ماأَهَمَّنِي هَمُّهُ مِنْ أَمْرِ آخِرَتِي وَدُنْيايَ. يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ وَيا أَبا عَبْدِ الله عَلَيْكَما (٣) مِنِّي سَلامُ الله أَبَداً مابَقِيتُ وَ (٤) بَقِيَ اللَيْلُ وَالنَّهارُ وَلا جَعَلَهُ الله آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَتِكُما وَلافَرَّقَ الله بَيْنِي وَبَيْنَكُما ، اللّهُمَّ أَحْيِنِي حَياةَ مُحَمَّدٍ وَذُرِّيَّتِهِ وَأَمِتْنِي مَماتَهُمْ وَتَوَفَّنِي عَلى مِلَّتِهِمْ وَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِهِمْ وَلاتُفَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ طُرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ ، يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ وَيا أَبا عَبْدِ الله أَتَيْتُكُما زائِراً وَمُتَوَسِّلاً إِلى الله رَبِّي وَرَبِّكُما وَمُتَوَجِّها إِلَيْهِ بِكُما وَمُسْتَشْفِعاً بِكُما (٥) إِلى الله تَعالى (٦) فِي حاجَتِي هذِهِ فاشْفَعاً لِي فَإِنَّ لَكُما عِنْدَ الله المَقامَ المَحْمُودَ وَالجاهَ الوَجِيهَ وَالمَنْزِلَ الرَّفِيعَ وَالوَسِيلَةَ ، إِنِّي أَنْقَلِبُ عَنْكُما مُنْتَظِراً لِتَنَجُّزِ الحاجَةِ وَقَضائِها وَنَجاحِها مِنَ الله بِشَفاعَتِكُما لِي إِلى الله فِي ذلِكَ ، فَلا أَخِيبُ وَلايَكُونُ مُنْقَلَبِي مُنْقَلَباً خائِباً خاسِراً بَلْ يَكُونُ مُنْقَلَبِي مُنْقَلَباً راجِحاً (٧) مُفْلِحاً مُنْجِحاً مُسْتَجاباً بِقَضاء جَمِيعِ

_________________

١ ـ سواك ـ خ ـ.

٢ ـ واصرف عنّي : نسخة.

٣ ـ في نسخة : يا اميرالمؤمنين عليك منّي سلام الله.

٤ ـ بقيت و: نسخة.

٥ ـ بكما : خ.

٦ ـ تعالى : خ.

٧ ـ راجياً ـ خ ـ.

٥٦١

حَوائِجِي (١) ، وَتَشَفَّعاً لِي إِلى اللهِ. انْقَلَبْتُ عَلى ماشاءِ الله وَلاحَوْلَ وَلاقُوَّةَ إِلاّ بِالله مُفَوِّضا أَمْرِي إِلى الله مُلْجِئا ظَهْرِي إِلى الله مُتَوَكِّلاً عَلى اللهِ ، وَأَقُولُ : حَسْبِيَ الله وَكَفى سَمِعَ الله لِمَنْ دَعا لَيْسَ لِي وَراءَ الله وَوَرأَكُمْ يا سادَتِي مُنْتَهى ، ماشاءَ رَبِّي كان وَما لَمْ يَشَاءْ لَمْ يَكُنْ وَلاحَوْلَ وَلاقُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ. اسْتَودِعُكُما الله وَلاجَعَلَهُ الله آخِرَ العَهْدِ مِنِّي إِلَيْكُما انْصَرَفْتُ يا سَيِّدِي يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ ومَوْلايَ وَأَنْتَ (٢) يا أَبا عَبْدِ الله يا سَيِّدِي ، وَسَلامِي (٣) عَلَيْكُما مُتَّصِلٌ مااتَّصَلَ اللَيْلُ وَالنَّهارُ واصِلٌ ذلِكَ إِلَيْكُما غَيْرُ مَحْجُوبٍ عَنْكُما سَلامِي إِنْ شاءَ اللهِ ، وَأَسْأَلُهُ بِحَقِّكُما أَنْ يَشاءَ ذلِكَ وَيَفْعَلَ فَإِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ انْقَلَبْتُ يا سَيِّدِيَّ عَنْكُما تائِباً حامِداً للهِ شاكِراً راجِيا لِلاِجابَةِ غَيْرَ آيِسٍ وَلاقانِطٍ آيِباً عائِداً راجِعاً إِلى زِيارَتِكُما غَيْرَ راغِبٍ عَنْكُما وَلا مِنْ (٤) زِيارَتِكُما بَلْ راجِعٌ عائِدٌ إِنْ شاءَ الله وَلاحَوْلَ وَلاقُوَّةَ إِلاّ بِاللهِ ، يا سادَتِي رَغِبْتُ إِلَيْكُما وَإِلى زِيارَتِكُما بَعْدَ أَنْ زَهِدَ فِيكُما وَفِي زِيارَتِكُما أَهْلُ الدُّنْيا فَلا خَيَّبَنِيَ الله ما (٥) رَجَوْتُ وَما أَمَّلْتُ فِي زِيارَتِكُما إِنَّهُ قَرِيبٌ مُجِيبٌ (٦).

قال سيف بن عميرة فسألت صفوانا فقلت له : إن علقمة بن محمد لَم يأتنا بهذا عن الباقر عليه‌السلام إنّما أتانا بدعاء الزيارة فقال صفوان : وردت مع سيّدي الصادق صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ إلى هذا المكان ففعل مثل الذي فعلناه في زيارتنا ودعا بهذا الدعاء عند الوداع بعد أن صلّى كما صلّينا وودّع كما ودّعنا. ثم قال صفوان : قال الصادق عليه‌السلام تعاهد هذه الزيارة وادع بهذا الدعاء وزر به فإنِّي ضامن على الله لكل من زار بهذه الزيارة ودعا بهذا الدعاء من قرب أو بعد أن زيارته مقبولة وسعيه مشكورٌ وسلامه واصلٌ غير محجوب وحاجته مقضيّة من الله تعالى بالغة ما بلغت ولايخيّبه يا صفوان وجدت هذه الزيارة مضمونة بهذا الضمان عن أبي وأبي عن أبيه عليّ بن الحُسَين عليه‌السلام مضمونا بهذا الضمان عن الحسين عليه‌السلام والحسين عليه‌السلام عن أخيه

_________________

١ ـ الحوائج ـ خ ـ.

٢ ـ وابت يا ابا عبدالله ـ خ ـ.

٣ ـ سلامي ـ خ ـ.

٤ ـ عن : خ.

٥ ـ ممّا : خ.

٦ ـ مصباح المتهجّد : ٧٧٧ ـ ٧٨١.

٥٦٢

الحسن عليه‌السلام مضمونا بهذا الضمان ، والحسن عليه‌السلام عن أبيه أمير المؤمنين عليه‌السلام ضمونا بهذاالضمان ، وأمير المؤمنين عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مضمونا بهذا الضمان ، ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن جبرائيل عليه‌السلام مضمونا بهذا الضمان ، وجبرائيل عن الله تعالى مضمونا بهذا الضمان. وقد آلى الله على نفسه عزَّ وجلَّ أنّ من زار الحُسَين عليه‌السلام بهذه الزيارة من قرب أو بعد ودعا بهذا الدعاء قبلت منه زيارته وشفعته في مسألته بالغةً ما بلغت وأعطيته سؤله ثم لا ينقلب عنّي خائباً وأقلبه مسروراً قريراً عينه بقضاء حاجته والفوز بالجنّة والعتق من النار وشفّعته في كل من شفع خلا ناصب لنا أهل البيت ، آلى الله تعالى بذلك على نفسه وأشهدنا بما شهدت به ملائكة ملكوته ثم قال جبرائيل : يا رسول الله أرسلني الله إليك سروراً وبشرى لك ولعلي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولدك وشيعتكم إلى يوم البعث لا زلت مسروراً ولازال عليّ وفاطمة والحسن والحسين وشيعتكم مسرورين إلى يوم البعث. قال صفوان : قال لي الصادق عليه‌السلام : يا صفوان إذا حدث لك إلى الله حاجة فزر بهذا الزيارة من حَيث كنت وأدع بهذا الدعاء وسل ربك حاجتك تأتك من اللهِ ، والله غير مخلف وعده رسوله بجوده وبمنّه والحمد للهِ (١).

أقول : ورد في كتاب (النجم الثاقب) قصة تشرف الحاج أحمد الرشتي بالحضور عند إمام العصر أرواحنا فداه في سفر الحج وقوله عليه‌السلام له : لماذا لا تقرأ زيارة عاشوراء عاشوراء عاشوراء عاشوراء؟ ونحن سنرويها بعد الزيارة الجامعة الكبيرة إن شاء الله. وقال شيخنا ثقة الإسلام النوري (رض) : أما زيارة عاشوراء فكفاها فضلاً وشرفاً أنّها لا تسانخ سائر الزيارات التي هي من إنشاء المعصوم وإملائه في ظاهر الأمر وإن كان لايبرز من قلوبهم الطاهرة إِلاّ ما تبلغها من المبدأ الاعلى بل تسانخ الأحاديث القدسية التي أوحى الله جلّت عظمته بها إلى جبرائيل بنصها بما فيها من اللعن والسَّلام والدعاء فأبلغها جبرائيل إلى خاتم النبيين صلى‌الله‌عليه‌وآله وهي كما دلّت التجارب فريدة في آثارها من قضاء الحوائج ونيل المقاصد ودفع الأعادي لو واظب عليها الزائر أربعين يوما أو أقل. ولكن أعظم ماأنتجته من الفوائد ما في كتاب (دار السلام) وملخّصه : أنّه حدّث الثقة الصالح التقي الحاج المولى حسن اليزدي المجاور للمشهد الغرويّ وهو من الذين وفوا بحقّ المجاورة وأتعبوا أنفسهم في العبادة. عن الثقة الأمين الحاج محمد علي اليزدي قال : كان في يزد رجل صالح فاضل مشتغل بنفسه ومواظب لعمارة رمسه (٢) يبيت في الليالي بمقبره خارج بلدة يزد تعرف بالمزار وفيها جملة من الصلحاء وكان له جار نشاء معه من صغر سنّه عند المعلم وغيره

_________________

١ ـ مصباح المتهجّد : ٧٨١ ـ ٧٨٢.

٢ ـ أي قبره.

٥٦٣

إلى أن صار عشّاراً وكان كذلك إلى أن مات ودفن في تلك المقبرة قَرِيباً من المحل الذي كان يبيت فيه الرجل الصالح المذكور فرآه بعد موته بأقلّ من شهر في المنام في زي حسن وعليه نضرة النعيم فتقدّم إليه وقال له : إنِّي عالم بمبدئك ومنتهاك وباطنك وظاهرك ولم تكن ممّن يحتمل في حقه حسن الباطن ولَم يكن عملك مقتضيا إِلاّ للعذاب والنكال ، فبم نلت هذا المقام؟ قال : نعم الأمر كما قلت كنت مقيما في أشدّ العذاب من يوم وفاتي إلى أمس ، وقد توفيت فيه زوجة الأسْتاذ أشرف الحداد ودفنت في هذا المكان وأشار إلى طرف بينه وبينه قريب من مائة ذراع ، وفي ليلة دفنها زارها أبو عبد الله عليه‌السلام ثلاث مرّات وفي المرة الثالثة أمر برفع العذاب عن هذه المقبرة فصرت في نعمة وسعة وخفض عيش ودعة. فانتبه متحيراً ولَم تكن له معرفة بالحدّاد ومحلّه فطلبه في سوق الحدّادين فوجده فقال له : ألك زوجة؟ قال : نعم توفيت بالأمس ودفنتها في المكان الفلاني وذكر الموضع الذي أشار إليه. قال : فهل زارت أبا عبد الله عليه‌السلام قال : لا. قال : فهل كانت تذكر مصائبه؟ قال : لا. قال : فهل كان لها مجلس تذكر فيه مصائبه. قال : لا. فقال الرجل : وما تريد من السؤال؟ فقص عليه رؤياه قال : كانت مواظبة على زيارة عاشوراء (١).

الثانية : زيارة عاشوراء الغير المشهورة : وهي تناظر الزيارة المشهورة المتداولة في الأجر والثواب خلوّا من عناء اللّعن والسَّلام مائة مرة وهي فوز عظيم لمن يشغله عن تلك الزيارة شاغل هام. وكيفيتها على ما في كتاب (المزار القديم) من دون الشرح كمايلي : من أحب أن يزوره عليه‌السلام من بعد البلاد أو قربها فليغتسل ويبرز إلى الصحراء أو يصعد إلى سطح داره فيصلّي ركعتين يقرأ فيهما سورة (قل هو الله أحد) ، فإذا سلّم أومأ إليه بالسلام وليتوجه بالسلام والايماء والنّية إلى جهة قبر أبي عبد الله الحسين عليه‌السلام ثم يقول بخشوع واستكانة :

السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ رَسُولِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ البَشِيرِ النَّذِيرِ وَابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خِيَرَةَ الله وَابْنَ خِيَرَتِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَ الله وَابْنَ ثارِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الوِتْرُ المَوْتُورُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهاالإمام الهادِي الزَّكِيُّ وَعَلى أَرْواحٍ حَلَّتْ بِفنائِكَ وَأَقامَتْ فِي جِوارِكَ وَوَفَدَتْ مَعَ زُوّارِكَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ مِنِّي مابَقِيتُ وَبَقِيَ اللَيْلُ وَالنَّهارُ ، فَلَقَدْ عَظُمَتْ بِكَ الرَزِيَّةُ وَجَلَّتْ

_________________

١ ـ دارالسلام ٢ / ٢٧٩ ـ ٢٨٠.

٥٦٤

فِي المُؤْمِنِينَ وَالمُسْلِمِينَ وَفِي أَهْلِ السَّماواتِ وأَهْلِ الأَرضِيينَ أَجْمَعِينَ ، فَإِنّا للهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ. صَلَواتُ الله وَبَرَكاتُهُ وَتَحِيّاتُهُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ الله الحُسَيْنِ وَعَلى آبائِكَ الطَّيِّبِينَ المُنْتَجَبِينَ وَعلى ذُرِّياتِكُمْ الهُداةِ المَهْدِيِّينَ ، لَعَنَ الله اُمَّةً خَذَلَتْكَ وَتَرَكَتْ نُصْرَتَكَ وَمَعُونَتَكَ ، وَلَعَنَ الله اُمَّةً أَسَّسَتْ أَساسَ الظُّلْمِ لَكُمْ وَمَهَّدَتْ الجَوْرَ عَلَيْكُمْ وَطَرَّقَتْ إِلى أَذِيَّتِكُمْ وَتَحَيُّفِكُمْ وَجارَتْ (١) ذلِكَ فِي دِيارِكُمْ وَأَشْ يا عِكُمْ ، بَرِئْتُ إِلى الله عَزَّوَجَلَّ وَإِلَيْكُمْ يا سادَتِي وَمَوالِيَّ وَأَئِمَّتِي مِنْهُمْ وَمِنْ أَشْ يا عِهِمْ وَأَتْباعِهِمْ ، وَأَسْأَلُ الله الَّذِي أَكْرَمَ يا مَوَالِيَّ مَقامَكُمْ وَشَرَّفَ مَنْزِلَتَكُمْ وَشَأْنَكُمْ أَنْ يُكْرِمَنِى بِوِلايَتِكُمْ وَمَحَبَّتِكُمْ وَالاِئْتِمامِ بِكُمْ وَبِالبَرائةِ مِنْ أَعْدائِكُمْ ، وَأَسْأَلُ الله البَرَّ الرَّحِيمَ أَنْ يَرْزُقَنِي مَوَدَّتَكُمْ وَأَنْ يُوَفِّقَنِي لِلْطَلَبِ بِثَأْركم مَعَ الإمام المُنْتَظَرِ الهادِي مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ يَجْعَلَنِي مَعَكُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَأَنْ يُبَلِّغَنِي المَقامَ المَحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَ اللهِ ، وَأَسْأَلُ الله عَزَّوَجَلَّ بِحَقِّكُمْ وَبِالشَّأْنِ الَّذِي جَعَلَ الله لَكُمْ أَنْ يُعْطِيَنِي بِمُصابِي بِكُمْ أَفْضَلَ ما أَعْطى مُصاباً بِمُصِيبَتِهِ. إِنّا للهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ يا لَها مِنْ مُصِيبَةٍ ماأَفْجَعَها وَأَنْكاها لِقُلُوبِ المُؤْمِنِينَ وَالمُسْلِمِينَ! فَإِنّا للهِ وَإِنّا إِلَيْهِ راجِعُونَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي فِي مَقامِي مِمَّنْ تَنالُهُ مِنْكَ صَلَواتٌ وَرَحَمْةٌ وَمَغْفِرَهٌ واجْعَلْنِي عِنْدَكَ وَجِيها فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ ، فَإِنِّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ، اللّهُمَّ وَإِنِّي أَتَوَسَّلُ وَأَتَوَجَّهُ بِصَفْوَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ وَخِيرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَالطَّيِّبِينَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِما ، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْ مَحْيايَ مَحْياهُمْ وَمَماتِي مَماتَهُمْ وَلاتُفَرِّقْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ ، اللّهُمَّ وَهذا يَوْمٌ تَجَدَّدُ فِيهِ النِّقْمَةُ وَتَنَزَّلُ فِيهِ اللّعْنَةُ عَلى اللّعِينِ يَزِيدَ وَعلى آلِ

_________________

١ ـ وحادت ـ خ ـ.

٥٦٥

يَزِيدَ وَعَلى آلِ زِيادٍ وَعُمَرَ بْنِ سَعْدٍ وَالشِّمْرِ ، اللّهُمَّ العَنْهُمْ وَالعَنْ مَنْ رَضِيَ بِقَوْلِهِمْ وَفِعْلِهِمْ مِنْ أَوَّلٍ وَآخِرٍ لَعْنا كَثِيراً وَأَصْلِهِمْ حَرَّ نارِكَ وَاسْكِنْهُمْ جَهَنَّمَ وَسأَتْ مَصِيراً ، وَأَوْجِبْ عَلَيْهِمْ وَعَلى كُلِّ مَنْ شايَعَهُمْ وَبايَعَهُمْ وَتابَعَهُمْ وَساعَدَهُمْ وَرَضِيَ بِفِعْلِهِمْ وَافْتَحْ لَهُمْ وَعَلَيْهِمْ وَعَلى كُلِّ مَنْ رَضِيَ بِذلِكَ لَعَناتِكَ الَّتِي لَعَنْتَ بِها كُلَّ ظالِمٍ وَكُلَّ غاصِبٍ وَكُلَّ جاحِدٍ وَكُلَّ كافِرٍ وَكُلَّ مُشْرِكٍ وَكُلَّ شَيْطانٍ رَجِيمٍ وَكُلَّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ، اللّهُمَّ العَنْ يَزِيدَ وَآلَ يَزِيدَ وَبَنِي مَرْوانَ جَميعاً ، اللّهُمَّ وَضَعِّفْ غَضَبَكَ وَسَخَطَكَ وَعَذابَكَ وَنَقِمَتَكَ عَلى اَوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ أَهْلَ بَيْتِ نَبِيِّكَ ، اللّهُمَّ وَالعَنْ جَمِيعَ الظَّالِمِينَ لَهُمْ وَانْتَقِمْ مِنْهُمْ إِنَّكَ ذُو نَقْمَةٍ مِنَ المُجْرِمِينَ ، اللّهُمَّ وَالعَنْ أَوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ آلَ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَالعَنْ أَرْواحَهُمْ وَدِيارَهُمْ وَقُبُورَهُمْ ، وَالعَنْ اللّهُمَّ العِصابَةَ الَّتِي نازَلَتِ الحُسَيْنَ بْنَ بِنْتِ نَبِيِّكَ وَحارَبَتْهُ وَقَتَلَتْ أَصحابَهُ وَأَنْصارَهُ وَأَعْوانَهُ وَأَوْلِيائَهُ وَشِيعَتَهُ وَمُحِبِّيهِ وَأَهْلَ بَيْتِهِ وَذُرِّيَّتَهُ ، وَالعَنِ اللّهُمَّ الَّذِينَ نَهَبُوا مالَهُ وَسَلَبُوا (١) حَرِيمَهُ وَلَمْ يَسْمَعُوا كَلامَهُ وَلا مَقالَهُ ، اللّهُمَّ وَالعَنْ كُلَّ مَنْ بَلَغَهُ ذلِكَ فَرَضِيَ بِهِ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَالخَلائِقِ أَجْمَعِينَ إِلى يَوْمِ الدِّينِ. السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ الله الحُسَيْنَ وَعَلى مَنْ ساعَدَكَ وَعاوَنَكَ وَواساكَ بِنَفْسِهِ وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فِي الذَّبِّ عَنْكَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ وَعلَيْهِمْ وَعَلى رُوحِكَ وَعَلى أَرْواحِهِمْ وَعَلى تُرْبَتِكَ وَعَلى تُرْبَتِهِمْ ، اللّهُمَّ لَقِّهِمْ رَحْمَةً وَرِضْواناً وَرَوْحاً وَرَيْحاناً ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا أَبا عَبْدِ الله يا بْنَ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَيابْنَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ وَيابْنَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا شَهِيدُ يا بْنَ الشَّهِيدِ اللّهُمَّ بَلِّغْهُ عَنِّي فِي هذِهِ السَّاعَةِ وَفِي هذا اليَوْمِ وَفِي هذا الوَقْتِ وَكُلِّ وَقْتٍ تَحِيَّةً وَسَلاماً ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ سَيِّدِ العالَمِينَ وَعَلى المُسْتَشْهَدِينَ مَعَكَ سَلاماً مُتَّصِلاً مااتَّصَلَ اللَيْلُ وَالنَّهارُ (٢) ، السَّلامُ عَلى الحُسَيْنِ

_________________

١ ـ وسبوا ـ خ ـ.

٢ ـ بالنّهار ـ خ ـ.

٥٦٦

بْنِ عَلِي الشَّهِيدِ ، السَّلامُ عَلى عَلِيّ بْن الحُسَيْنِ الشَّهِيدِ ، السَّلامُ عَلى العَبَّاسِ بْنِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ الشَّهِيدِ ، السَّلامُ عَلى الشُّهَداء مِنْ وُلْدِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ ، السَّلامُ عَلى الشُّهَداء مِنْ وُلْدِ جَعْفَرٍ وَعَقِيلٍ ، السَّلامُ عَلى كُلِّ مُسْتَشْهَدٍ مِنَ المُؤْمِنِينَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَبَلِّغْهُمْ عَنِّي تَحِيَّةً وَسَلاماً. السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولِ الله وَعَلَيْكَ السَّلامُ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ، أَحْسَنَ الله لَكَ العَزاءَ فِي وَلَدِكَ الحُسَيْنِ عليه‌السلام ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا الحَسَنِ يا أَمِيرَ المُؤْمِنِينَ وَعَلَيْكَ ، السَّلامُ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ، أَحْسَنَ الله لَكَ العَزاءَ فِي وَلَدِكَ الحُسَيْنِ ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا فاطِمَةُ بِنْتَ رَسُولِ رَبِّ العالَمِينَ وَعَلَيْكِ ، السَّلامُ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ، أَحْسَنَ الله لَكِ العَزاءَ فِي وَلَدِكِ الحُسَيْنِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا مُحَمَّدٍ الحَسَنِ وَعَلَيْكَ ، السَّلامُ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ، أَحْسَنَ الله لَكَ العَزاءَ فِي أَخِيكَ الحُسَيْنِ ، السَّلامُ عَلى أَرْواحِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ الاَحْياءِ مِنْهُمْ وَالاَمْواتِ وَعَلَيْهِمُ ، السَّلامُ وَرَحمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ، أَحْسَنَ الله لَهُمُ العَزاءَ فِي مَوْلاهُمُ الحُسَيْنِ ؛ اللّهُمَّ اجْعَلْنا مِنَ الطَّالِبِينَ بِثَأْرِهِ مَعَ إِمامٍ عَدْلٍ تُعِزُّ بِهِ الإسْلامَ وَأَهْلَهُ يا رَبَّ العالَمِينَ. ثم اسجد وقل : اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ عَلى جَمِيعِ (١) مانابَ (٢) مِنْ خَطْبٍ وَلَكَ الحَمْدُ عَلى كُلِّ أَمْرٍ وَإِلَيْكَ المُشْتَكى فِي عَظِيمِ المُهِمَّاتِ بِخِيرَتِكَ وَأَوْلِيائِكَ وَذلِكَ لِما أَوْجَبْتَ لَهُمْ مِنَ الكَرامَةِ وَالفَضْلِ الكَثِيرِ ، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَارْزُقْنِي شَفاعَةَ الحُسَيْنِ عليه‌السلام يَوْمَ الوُرُودِ وَالمَقامِ المَشْهُودِ وَالحَوْضِ المَوْرُودِ ، وَاجْعَلْ لِي قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَكَ مَعَ الحُسَيْنِ وَأَصْحابِ الحُسَيْنِ عليه‌السلام الَّذِينَ وَاسَوْهُ بِأَنْفُسِهِمْ وَبَذَلُوا دُونَهُ مُهَجَهُمْ وَجاهَدُوا مَعَهُ أَعْدائَكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ وَرَجائِكَ وَتَصْدِيقاً بِوَعْدِكَ وَخَوْفاً مِنْ وَعِيدِكَ إِنَّكَ لَطِيفٌ لِما تَشاءُ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (٣).

_________________

١ ـ جميع ـ خ ـ.

٢ ـ ما يأتي ـ خ ل ـ.

٣ ـ المزار القديم كما في مستدرك الوسائل ١٠ / ٤١٢ ـ ٤١٦.

٥٦٧

الثامنة : زيارة الأربعين

أي اليوم العشرين من صفر. روى الشيخ في (التهذيب) و (المصباح) عن الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام قال : علامات المؤمن خمس : صلاة إحدى وخمسين (أي الفرائض اليوميّة وهى سبع عشرة ركعة والنوافل اليومية وهي أربع وثلاثون ركعة) ، وزيارة الأربعين والتختم باليمين وتعفير الجبين بالسجود والجهر ببسم الله الرحمن الرحيم (١).

وقد رويت زيارته في هذا اليوم على نحوين :

أحدهما : ما رواه الشيخ في التهذيب والمصباح عن صفوان الجمّال قال : قال لي مولاي الصادق صلوات الله عليه في زيارة الأربعين : تزور عند ارتفاع النهار وتقول :

السَّلامُ عَلى وَلِيِّ الله وَحَبِيبِهِ ، السَّلامُ عَلى خَلِيلِ الله وَنَجِيبِهِ ، السَّلامُ عَلى صَفِيِّ الله وَابْنِ صَفِيِّهِ ، السَّلامُ عَلى الحُسَيْنِ المَظْلُومِ الشَّهِيدِ ، السَّلامُ عَلى أَسِيرِ الكُرُباتِ وَقَتِيلِ العَبَراتِ ، اللّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُ وَلِيُّكَ وَصَفِيُّكَ وَابْنُ صَفِيِّكَ الفائِزُ بِكَرامَتِكَ أَكْرَمْتَهُ بِالشَّهادَهِ وَحَبَوْتَهُ بِالسَّعادَهِ وَاجْتَبَيْتَهُ بِطِيبِ الوِلادَةِ وَجَعَلْتَهُ سَيِّداً مِنَ السَّادَةِ وَقائِداً مِنَ القادَةِ وَذائِداً مِنَ الذَّادَةِ وَأَعْطَيْتَهُ مَوارِيثَ الأَنْبِياءِ وَجَعَلْتَهُ حُجَّةً عَلى خَلْقِكَ مِنَ الأَوْصِياء ، فَأَعْذَرَ فِي الدُّعاءِ وَمَنَحَ النُّصْحَ وَبَذَلَ مُهْجَتَهُ فِيكَ لِيَسْتَنْقِذَ عِبادَكَ مِنَ الجَهالَةِ وَحَيْرَةِ الضَّلالَهِ ، وَقَدْ تَوازَرَ عَلَيْهِ مَنْ غَرَّتْهُ الدُّنْيا وَباعَ حَظَّهُ بِالاَرْذَلِ الاَدْنى وَشَرى آخِرَتَهُ بِالثَّمَنِ الاَوْكَسِ وَتَغَطْرَسَ وَتَرَدّى فِي هَواهُ وَأَسْخَطَكَ وَأَسْخَطَ نَبِيَّكَ وَأَطاعَ مِنْ عِبادِكَ أَهْلَ الشِّقاقِ وَالنِّفاقِ وَحَمَلَةَ الاَوْزارِ المُسْتَوْجِبِينَ النَّار (٢) ، فَجاهَدَهُمْ فِيكَ صابِراً مُحْتَسِباً حَتّى سُفِكَ فِي طاعَتِكَ دَمُهُ وَاسْتُبِيحَ حَرِيمُهُ ؛ اللّهُمَّ فَالعَنْهُمْ لَعْنا وَبِيلاً وَعَذِّبْهُمْ عَذاباً أَلِيماً. السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ سَيِّدِ الأَوْصِياء ، أَشْهَدُ أَنَّكَ أَمِينُ الله وَابْنُ أَمِينِهِ عِشْتَ سَعِيداً

_________________

١ ـ مصباح المتهجّد : ٧٨٨ ، تهذيب الاحكام ٦ / ٥٢ ح ٣٧ من باب ١٦.

٢ ـ للنار ـ خ ـ.

٥٦٨

وَمَضَيْتَ حَمِيداً وَمُتَّ فَقِيداً مَظْلُوماً شَهِيداً ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الله مُنْجِزٌ ما وَعَدَكَ وَمُهْلِكُ مَنْ خَذَلَكَ وَمُعَذِّبُ مَنْ قَتَلَكَ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ وَفَيْتَ بِعَهْدِ الله وَجاهَدْتَ فِي سَبِيلِهِ حَتّى أَتاكَ اليَّقِينُ ، فَلَعَنَ الله مَنْ قَتَلَكَ وَلَعَنَ الله مَنْ ظَلَمَكَ وَلَعَنَ الله اُمَّةً سَمِعَتْ بِذلِكَ فَرَضِيَتْ بِهِ ، اللّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي وَلِيُّ لِمَنْ وَالاهُ وَعَدُوُّ لِمَنْ عاداهُ. بِأَبِي أَنْتَ وَاُمِّي يا بْنَ رَسُولِ الله أَشْهَدُ أَنَّكَ كُنْتَ نُوراً فِي الاَصْلابِ الشَّامِخَةِ وَالاَرْحامِ المُطَهَّرَةِ (١) لَمْ تُنَجِّسْكَ الجاهِلِيَّةُ بِأَنْجاسِها وَلَمْ تُلْبِسْكَ المُدْلَهِمَّاتِ مِنْ ثِيابِها ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مِنْ دَعائِمِ الدِّينِ وَأَرْكانَ المُسْلِمينَ وَمَعْقِلِ المُؤْمِنِينَ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ الإمام البَرُّ التَّقِيُّ الرَّضِيُّ الزَّكِيُّ الهادِي المَهْدِيُّ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ الأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِكَ كَلِمَةُ التَّقْوى وَأَعْلامِ الهُدى وَالعُرْوَةُ الوُثْقى وَالحُجَّةُ على أَهْلِ الدُّنْيا ، وَأَشْهَدُ أَنِّي بِكُمْ مُؤْمِنٌ وَبِإِيَّابِكُمْ مُوقِنٌ بِشَرايِعِ دِينِي وَخَواتِيمِ عَمَلِي وَقَلْبِي لِقَكْبِكُمْ سِلْمٌ وَأَمْرِي لاَمْرِكُمْ مُتَّبِعٌ وَنُصْرَتِي لَكُمْ مُعَدَّةٌ حَتّى يَأْذَنَ الله لَكُمْ ؛ فَمَعَكُمْ مَعَكُمْ لا مَعَ عَدُوِّكُمْ ، صَلَواتُ الله عَلَيْكُمْ وَعَلى أَرْواحِكُمْ وَأَجسادِكُمْ (٢) وَشاهِدِكُمْ وَغائِبِكُمْ وَظاهِرِكُمْ وَباطِنِكُمْ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ. ثم تصلى ركعتين وتدعو بما أحببت وترجع (٣).

الزيارة الآخِرى : هي ما يروى عن جابر وهي أنه روى عن عطاً قال : كنت مع جابر بن عبد الله الأنصاري يوم العشرين من صفر فلما وصلنا الغاضرية اغتسل في شريعتها ولبس قميصاً كان معه طاهراً ثم قال لي : أمعك شي من الطيب يا عطا؟ قلت : سعد فجعل منه على رأسه وسائر جسده ثم مشى حافياً حتى وقف عند رأس الحُسَين عليه‌السلام وكبّر ثلاثاً ثم خر مغشياً عليه فلمّا أفاق سمعته يقول : ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أل اللهِ ... الخبر (٤). وهي بعينها ما ذكرناه من زيارة النصف من رجب لَم يفترق عنها في شي سوى بضع كلمات ولعلّها من اختلاف النسخ كما احتمله الشيخ (رض) فمن أرادها فليقرأ زيارة النصف من رجب السالفة ص ٥٤٠.

_________________

١ ـ الطّاهرة ـ خ ـ.

٢ ـ وأجسامكم ـ خ ـ.

٣ ـ مصباح المتهجّد : ٧٨٨ ـ ٧٩٠ ، تهذيب الاحكام ٦ / ١١٣ ح ١٧ من باب ٥٢.

٤ ـ مصباح الزائر : ٢٨٦.

٥٦٩

أقول : زيارة الحُسَين عليه‌السلام تزداد فضلاً في الأوقات الشريفة والليالي والأيام المباركة مما لم يخص بالذكر لا سيما فيما انتسب إليه من تلك الأوقات كيوم المباهلة ويوم نزول سورة هل أتى ويوم ميلاده الشريف وليالي الجمعة وغير ذلك من شريف الأزمان. ويستفاد من بعض الروايات أن الله تعالى ينظر إلى الحُسَين عليه‌السلام في كل ليلة من ليالي الجمعة بعين الكرامة فيبعث إلى زيارته كل نبيّ أو وصي نبيّ (١).

وروى ابن قولويه عن الصادق عليه‌السلام : أن من زار قبر الحُسَين عليه‌السلام في كل جمعة غفر الله له ولم يخرج من الدنيا حسراً وكان في الجنة مع الحُسَين عليه‌السلام (٢).

وفي حديث الأعمش أنّه قال له بعض جيرانه : رأيت في المنام رقعاً تتساقط من السماء فيها أمان لمن زار الحُسَين عليه‌السلام ليلة الجمعة (٣). وستأتي إشارة إلى هذا في أعمال الكاظمية عند ذكر قصّة الحاج علي البغدادي ص ٥٨٦.

وروي أن الصادق عليه‌السلام سئل عن زيارة الحُسَين عليه‌السلام هل لها وقت أفضل من غيره؟ قال : زوروه في كل زمان فإنّ زيارته خير مقرّر من أكثر منها كثر نصيبه من الخير. ومن أقلّ منها قلّ نصيبه منه ، واجتهدوا في زيارته في الأوقات الشريفة ففيها يضاعف أجر الصالحات وتنزل فيها الملائكة من السماء لزيارته عليه‌السلام ... الخبر (٤). ولَم نعثر على زيارة خاصة له عليه‌السلام تخص هذه الأوقات المذكورة ، نعم قد خرج من الناحية المقدّسة في اليوم الثالث من شعبان وهو يوم ميلاده عليه‌السلام دعاء ينبغي قراءته ، وقد مضى في خلال أعمال شهر شعبان ص ٥٨٦.

واعلم أيضاً أن لزيارته عليه‌السلام في غير كربلاء من البلاد البعيدة فضلاً كَثِيراً أيضاً ونحن نقتصر في ذلك على ذكر حديثين مرويين في (الكافي) و (الفقيه) و (التهذيب).

الحديث الأول : روى ابن أبي عمير عن هشام عن الصادق عليه‌السلام قال : إذا بعدت بأحدكم الشقة ونأت به الدار فليعل أعلى منزله فيصلّي ركعتين وليومي بالسلام إلى قبورنا فإن ذلك يصير إلينا (٥).

الحديث الثاني : عن حنان بن سدير عن أبيه قال : قال لي الصادق عليه‌السلام : يا سدير تزور قبرالحُسَين عليه‌السلام في كل يوم؟ قلت : جعلت فداك لا. قال : ماأجفاكم فتزوره في كل جمعة؟ قلت :

_________________

١ ـ انظر كامل الزيارات : ٢٢٢ باب ٣٨ ح ٤.

٢ ـ كامل الزيارات : ٣٤١ ح ٤ باب ٧٤.

٣ ـ المزار الكبير : ٣٣١ ح ١١.

٤ ـ اقبال الاعمال ١ / ٤٥ باب ٣ فصل ٥.

٥ ـ من لا يحضره الفقيه ٢ / ٩٩ ح ٣٢٠٢ ، الكافي ٤ / ٥٨٧ ح ١ باب النوادر.

٥٧٠

لا. قال : فتزوره في كل شهر؟ قلت : لا. قال : فتزوره في كل سنة؟ قلت : قد يكون ذلك. قال : يا سدير ماأجفاكم بالحسين عليه‌السلام أما علمتم أنَّ للهِ ألفين من الملائكة ، وفي رواية التهذيب والفقيه ألف ألف ملك شعثاً غبراً يبكون ويزورون لا يفترون؟ وماعليك يا سدير أن تزور قبر الحُسَين عليه‌السلام في كل جمعة خمس مرات وفي كل يوم مرة. قلت : جعلت فداك إنّ بيننا وبينه فراسخ كثيرة. فقال : تصعد فوق سطحك ثم تلتفت يمنة ويسرة ثم ترفع رأسك إلى السماء ثم تتحول نحو قبر الحُسَين عليه‌السلام ثم تقول : السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا عَبْدِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ. تكتب لك زوره ، والزورة حجة وعمرة. قال سدير : فربما فعلته في الشهر أكثر من عشرين مرة (١) وقد مضى في أوّل الزيارة المطلقة الأولى ما يناسب المقام.

تذييل في فضل تربة الحُسَين عليه‌السلام المقدسة وآدابها : إعلم أن لنا روايات متظافرة تنطق بأن تربته عليه‌السلام شفاء من كل سقم وداء إِلاّ الموت وأمان من كل بلاء. وهي تورث الامن من كل خوف. والأحاديث في هذا الباب متواترة ومابرزت من تلك التربة المقدسة من المعجزات أكثر من أن تذكر وإني قد ذكرت في كتاب الفوائد الرضوية في تراجم العلماء الإمامية عند ترجمة السيد المحدّث المتبحر نعمة الله الجزائري أنه كان ممّن جهد لتحصيل العلم جهداً وتحمل في سبيله الشدائد والصعاب وكان في أبّان طلبه العلم لا يسعه الاسراج فقراً فيستفيد للمطالعة ليلاً من ضؤ القمر ، وقد أكثر من المطالعة في ضؤ القمر ومن القراءة والكتابة حتى ضعف بصره فكان يكتحل بتربة الحُسَين عليه‌السلام المقدسة وبتراب المراقد الشريفة للأئمة في العراق عليهم‌السلام فيقوى بصره ببركتها. وإنّي قد حذرت هناك أيضاً أهالي عصرنا أن يعجبوا لهذه الحكاية أثر معاشرتهم الكفّار والملاحدة. فقد قال الدميري في حياة الحيوان أنّ الأفعى إذا عاش مائة سنة عميت عينه فيلهمه الله تعالى أن يمسحها بالرازيانج الرطب لكي يعود إليها بصرها فيقبل من الصحراء نحو البساتين ومنابت الرازيانج وإن طالت المسافة حتّى يهتدي إلى ذلك النبات فيمسح بها عينه فيرجع إليها بصرها. ويروى ذلك عن الزمخشري وغيره أيضاً (٤) فإذا كان الله تعالى قد جعل مثل هذه الفائدة في نبات رطب وتهتدي إليه حيّة عمياء فتأخذ نصيبها منه فأيّ استبعاد واستعجاب في أن يجعل في تربة ابن نبيه صلوات الله عليه الذي استشهد هو وعترته في سبيله

_________________

١ ـ الكافي ٤ / ٥٨٩ ح ٨ ، التهذيب ٦ / ١١٦ ح ٢١ من باب ٥٢ ، الفقيه ٢ / ٥٩٩ ح ٣٢٠٣ مع اختلاف قليل في بعض الالفاظ.

٢ ـ الفوائد الرضوية ٢ / ٦٩٥.

٣ ـ حياة الحيوان ١ / ٤١ في مادة الافعي.

٤ ـ كما في الفوائد الرضوية ٢ / ٦٩٥.

٥٧١

شفاءً من كل داء وغير ذلك من الفوائد والبركات لينتفع بها الشيعة والأحباب! ونحن في المقام نقنع بذكر عدّة روايات :

الأولى : رُوي أن الحور العين إذا ابصرن بواحد من الاملاك يهبط إلى الأرض لامر ما يستهدين منه السبح والتربة من طين قبر الحُسَين عليه‌السلام (١).

الثانية : روي بسند معتبر عن رجل قال : بعث إلى الرضا عليه‌السلام من خراسان رزم ثياب (٢) وكان بين ذلك طين فقلت للرسول ما هذا؟ قال هذا طين قبر الحُسَين عليه‌السلام ما كان يوجّه شَيْئاً من الثياب ولاغيره إِلاّ ويجعل فيه الطين فكان يقول : هو أمان بإذن الله تعالى (٣).

الثالثة : عن عبد الله بن أبي يعقوب قال : قلت للصادق عليه‌السلام يأخذ الإنْسان من طين قبر الحُسَين عليه‌السلام فينتفع به ويأخذ غيره فلا ينتفع به. فقال : لا والله ماياخذه أحد وهو يرى أن الله ينفعه به إِلاّ نفعه الله به (٤).

الرابعة : عن أبي حمزة الثمالي قال : قلت للصادق عليه‌السلام إنّي رأيت أصحابنا يأخذون من طين الحُسَين عليه‌السلام يستشفون به هل في ذلك شي مما يقولون من الشفاء؟ قال يُستشفى بما بينه وبين القبر على راس أربعة أميال وكذا طين قبر جدّى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكذا طين قبر الحسن وعليّ ومحمد فخذ منها فإنها شفاء من كل سقم وجُنّة مما تخاف ولايعدلها شي من الأشياء التي يستشفى بها إِلاّ الدعاء وإنّما يفسدها مايخالطها من أوعيتها وقلّة اليقين ممن يعالج بها ، فأما من أيقن أنّها له شفاء إذا يعالج بها كفته بإذن الله تعالى من غيرها ممّا يتعالج به ، ويفسدها الشياطين والجنّ من أهل الكفر منهم يتمسحون بها وما تمر بشي إِلاّ شمّها.

وأما الشياطين وكفّار الجن فإنهم يحسدون ابن آدم عليها فيمسحون بها فيذهب عامّة طيبها ولا يخرج الطين من الحائر إِلاّ وقد استعدّ له مالا يحصى منهم والله إنها لفي يدي صاحبها وهم يتمسحون بها ولايقدرون مع الملائكة أن يدخلوا الحائر ولو كان من التربة شي يسلم ماعولج به أحد إِلاّ بري من ساعته. فإذا أخذتها فاكتمها وأكثر عليها ذكر الله عزَّ وجلَّ وقد بلغني أن بعض من يأخذ من التربة شَيْئاً يستخف به حتى إن بعضهم ليطرحها في مخلاة الإبل والبغل والحمار أو في وعاء الطعام ومايمسح به الأيدي من الطعام والخرج والجوالق ، فكيف يستشفي به من هذا حالها عنده؟ ولكن القلب الذي ليس فيه اليقين من المستخف بما فيه صلاحه يفسد عمله (٥).

_________________

١ ـ المزار الكبير : ٣٦٨ ، ح ١٦.

٢ ـ الرزم : ما جمع وشدّ معاً في شيءٍ واحد.

٣ ـ المزار للمفيد : ١٤٤ ، ح ٦ ، باب ٦٢.

٤ ـ كامل الزيارات : ٤٦١ ، ح ١ من باب ٩١.

٥ ـ كامل الزيارات : ٤٧٠ ـ ٤٧١ ، ح ٥ من باب ٩٣.

٥٧٢

الخامسة : روي أنّه إذا تناول التربة أحدكم فليأخذ بأطراف أصابعه وقدره مثل الحمّصة فليقبّلها وليضعها على عينه وليمرَّها على سائر جسده وليقل : اللّهُمَّ بِحَقِّ هذِهِ التُّرْبَهِ وَبِحَقِّ مَنْ حَلَّ بِها وَثَوى فِيها وَبِحَقِّ جَدِّهِ وَأَبِيهِ وَاُمِّهِ وَأَخِيهِ وَالأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ وَبِحَقِّ المَلائِكَةِ الحافِّينَ بِهِ إِلاّ جَعَلْتَها شِفاءً مِنْ كُلِّ داءٍ وَبُرْا مِنْ كِلِّ مَرَضٍ وَنَجاةً مِنْ كُلِّ آفَةٍ وَحِرْزاً مِمّا أَخافُ وَأَحْذَرُ. ثم ليستعملها (١).

وروي أن الختم على طين قبر الحُسَين عليه‌السلام أن يقرأ عليه سورة (إنّا أنزلناه في ليلة القدر) (٤).

وروي أيضاً أنك تقول إذا طعمت شَيْئاً من التربة أو أطعمته أحداً : بِسْمِ الله وَبِالله اللّهُمَّ اجْعَلْهُ رِزْقاً وَاسِعاً وَعِلْماً نافِعاً وَشِفاءً مِنْ كُلِّ داءٍ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ (٣).

أقول : لتربته الشريفة فوائد جمة منها : استحباب جعلها مع الميت في اللحد واستحباب كتابة الأكفان بها واستحباب السجود عليها. فقد روي أن السجود عليها يخرق الحجب السبعة (أي يورث قبول الصلاة عند ارتقائها السماوات) ، واستحباب أن يصنع منها السبحة فتستعمل للذِّكر أو تترك في اليد من دون ذكر فلذلك فضل عظيم ، ومن ذلك الفضل أن السبحة تسبّح في يد صاحبها من غير أن يسبّح. ومن المعلوم أنّ هذا التسبيح بمعنى خاص غير التسبيح الذي يسبّحة كل شي كما قال تعالى : (وَإِنْ مِنْ شَيٍْ إِلاّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلكِنْ لاتَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُم) (٤). وقال العارف الرومي في هذا المعنى :

گر تو را از غيب چشمى باز شد

با تو ذرات جهان همراز شد

نطق خاك ونطق آب ونطق گل

هست محسوس حواس أهل دل

جملهء ذرات در عالم نهان

با تو مى گويند روزان وشبان

ما سميعيم وبصير وبا هشيم

با شما نا محرمان ما خامشيم

از جمادى سوى جان جان شويد

غلغل اجزاى عالم بشنويد

فاش تسبيح جمادات آيدت

وسوه تأويلها بزدايدت

_________________

١ ـ مكارم الاخلاق للطبرسي ١ / ٣٦١ ح ١١٧٩ عن الصادق عليه‌السلام.

٢ ـ الكافي ٤ / ٥٨٨ ح ٧.

٣ ـ كامل الزيارات : ٤٧٦ ، ح ١ من باب ٩٤ عن أبي عبدالله عليه‌السلام.

٤ ـ الاسراء : ١٧ / ٤٤.

٥٧٣

وبالاجمال فالتسبيح الوارد في هذه الرواية هو تسبيح خاص بتربة سيد الشهداء أرواحنا له الفداء.

السادسة : عن الرضا عليه‌السلام من أدار السبحة من تربة الحُسَين عليه‌السلام فقال : سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ. مع كل حبّة منها كتب الله له بها ستّة آلاف حسنة ومحا عنه ستة آلاف سيئة ورفع له ستة آلاف درجة وأثبت له من الشفاعة مثلها (١). وعن الصادق عليه‌السلام : إنّ من أدار الحصيات التي تعمل من تربة الحُسَين عليه‌السلام أي السبحة من الخزف ، فاستغفر بها مرة واحدة كتب له سبعون مرّة ، وإن أمسك سبحة في يده ولَم يسبّح كتب له بكل حبة سبع مرّات (٢).

السابعة : في الحديث المعتبر أنّ الصادق صلوات الله عليه لما قدم العراق أتاه قوم فسألوه : عرفنا أنّ تربة الحُسَين عليه‌السلام شفاء من كل داء ، فهل هي أمان أيضاً من كل خوف؟ قال : بلى من أراد أن تكون التربة أمانا له من كل خوف فليأخذ السبحة منها بيده ويقول ثلاثاً : أَصْبَحْتُ (٣) اللّهُمَّ مُعْتَصِما بِذِمامِكَ وَجِوارِكَ المَنِيعِ الَّذِي لايُطاوَلُ وَلا يُحاوَلُ مِنْ شَرِّ كُلِّ غاشِمٍ وَطارِقٍ مِنْ سائِرِ خَلْقِكَ وَماخَلَقْتَ مِنْ خَلْقِكَ وَالصَّامِتِ وَالنَّاطِقِ فِي جُنَّةٍ (٤) مِنْ كُلِّ مَخُوفٍ بِلِباسٍ سابِغَةٍ حَصِينَةٍ ، وَهِيَ وَلاُ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله (٥) مُحْتَجِزاً (٦) مِنْ كُلِّ قاصِدٍ لِي إِلى أَذِيَّةٍ بِجِدارٍ حَصِينِ الاِخْلاصِ فِي الاِعْتِرافِ بِحَقِّهِمْ وَالتَّمسُّكِ بِحَبْلِهِمْ جَميعاً ، مُوِقنا أَنَّ الحَقَّ لَهُمْ وَمَعَهُمْ وَمِنْهُمْ (٧) وَفِيهِمْ وَبِهِمْ ، أُوالِي مَنْ وَالوا وَأُعادِي مَنْ عادَوا وَأُجانِبُ مَنْ جانَبُوا فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَعِذْنِي اللّهُمَّ بِهِمْ مِنْ شَرِّ كُلِّ ماأَتَّقِيهِ ، يا عَظِيُم حَجَزْت الأعادِي عَنِّي بِبِدِيعِ السَّماواتِ وَالاَرْضِ إِنّا جَعَلْنا مِنْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ سَداً وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَداً فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لايُبْصِرُونَ. ثم يقبل السبحة ويمسح بها عينيه ويقول : اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هذِهِ التُّرْبَةِ المُبارَكَةِ وَبِحَقِّ صاحِبِها ،

_________________

١ ـ المزار للمشهدي : ٣٦٧.

٢ ـ مصباح المتهجّد : ٧٣٥.

٣ ـ أمسيت ـ خ ـ. (في المساء يقول : أمسيت ، وفي الصباح يقول : أصبحت).

٤ ـ في جنّة ـ خ ـ.

٥ ـ أهل بيت نبيّك عليهم‌السلام ـ خ ـ.

٦ ـ محتجباً ـ خ ـ.

٧ ـ ومنهم ـ خ ـ.

٥٧٤

وَبِحَقِّ جَدِّهِ وَبِحَقِّ أَبِيهِ وَبِحَقِّ اُمِّهِ وَبِحَقِّ أَخِيهِ وَبِحَقِّ وُلْدِهِ الطَّاهِرِينَ اجْعَلْها شِفاءً مِنْ كُلِّ داءٍ وَأَمانا مِنْ كُلِّ خَوْفٍ وَحِفْظا مِنْ كُلِّ سُوءٍ. ثم يجعلها على جبينه فإن فعل في الغداة فلا يزال في أمان الله تعالى حتى العشاء ، وإن فعل ذلك في العشاء فلا يزال في أمان الله تعالى حتى الغداة (١).

وروي في حديث آخر أنّ من خاف من سلطان أو غيره فليصنع مثل ذلك حين يخرج من منزله ليكون ذلك حرزاً له (٢).

أقول : لا يجوز مطلقاً على المشهور بين العلماء أكل شي من التراب أو الطين إِلاّ تربة الحُسَين عليه‌السلام المقدسة استشفاء من دون قصد الالتذاذ بها بقدر الحمصة والأحوط أن لا يزيد قدرها على العدسة ، ويحسن أن يضع التربة في فمه ثم يشرب جرعة من الماء ويقول : اللّهُمَّ اجْعَلْهُ رِزْقاً وَاسِعاً وَعِلْماً نافِعاً وَشِفاءاً مِنْ كُلِّ داءٍ وَسُقْمٍ (٣). قال العلامة المجلسي : الأحوط ترك التبايع على السبحة من التربة أو ما يصنع منها للسجدة بل تهدى إهدأً ولعلّه مما لا بأس به أن يتراضى عليها المتعاملان تراضيا دون اشتراط سابق. ففي الحديث المعتبر عن الصادق عليه‌السلام قال : من باع تراب قبر الحُسَين عليه‌السلام فكأنّما تبايع على لحمه عليه‌السلام (٤).

أقول : حكى شيخنا المحدّث المتبحر ثقة الإسلام النوري (رض) في كتاب (دار السَّلام) قال : دخل بعض إخواني على والدتي رحمها الله فرأت في جيبه الذي في أسفل قبائه تربة مولانا أبي عبد الله عليه‌السلام فزجرته وقالت هذا من سوء الأدب ولعلها تقع تحت فخذك فتنكسر ، فقال : نعم انكسرت منها إلى الان اثنتان وعهد أن لايضعها بعد ذلك فيه ولما مضى بعض الأيام رأى والدي العلامة رفع الله مقامه في المنام ، ولَم يكن له اطّلاع بذلك ، أن مولانا أبا عبد الله عليه‌السلام دخل عليه زائراً وقعد في بيت كتبه الذي كان يقعد فيه غالباً فلاطفه كَثِيراً وقال ادع بنيك يأتوا إلى لاكرمهم ، فدعاهم وكانوا خمسة معي فوقفوا قدّامه عليه‌السلام عند الباب وكان بين يديه أشياء من الثوب وغيره ، فكان يدعو واحداً بعد واحد ويعطيه شَيْئاً منه ، فلما وصلت النوبة إلى الأخ المزبور سلمه الله نظر إليه شبه المغضب والتفت إلى الوالد قدس وقال : ابنك هذا قد كسر تربتين من تراب قبري تحت فخذه ، ثم طرح إليه شَيْئاً ولَم يدعه إليه. وببالي أن ما أعطاه كان بيت المشط‍ الذي يعمل من الثوب الذي

_________________

١ ـ فلاح السائل : ٣٩٢ ح ٢٢ باب ٢٢ وعنه البحار ٨٦ / ٢٧٦.

٢ ـ جواهر الكلام ١٨ / ١٦٢ في كتاب الحج فيما يستحب استصحابه في السفر.

٣ ـ مصباح الزائر : ٢٦٠ آخر فصل ٩.

٤ ـ كامل الزيارات : ٤٧٩ ح ٧٣٢ مع اختلاف قليل لفظي.

٥٧٥

يقال له بالفارسية ترمه فانتبه وقص ما رآه على الوالدة رحمها الله فأخبرته بما وقع فتعجّب من صدقه ، انتهى (١).

الفصل الثامن :

في فضل زيارة الكاظمين عليهما‌السلام

أي الإمام موسى الكاظم ، والإمام محمد التّقي عليهما‌السلام ، وكيفية زيارتهما ، وفي ذكر مسجد براثا ، وزيارة النواب الأربعة رضي‌الله‌عنهم وزيارة سلمان قدس ويحتوي على عدّة مطالب.

المطلب الأول :

في فضل زيارة الكاظمين عليه‌السلام وكيفيّتها

إعلم أنّه قد ورد لزيارة هذين الإمامين المعصومين فضل كثير. وفي أخبار كثيرة أنّ زيارة الإمام موسى بن جعفر عليه‌السلام هي كزيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله. وفي رواية : من زاره كان كما لو زار رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين عليه‌السلام (٢). وفي حديث آخر : إن زيارته مثل زيارة الحسين عليه‌السلام. وفي حديث آخر : من زاره كان له الجنة (٣).

وروى الشَّيخ الجليل محمد بن شهرآشوب في (المناقب) عن (تاريخ بغداد) للخطيب بإسناده عن علي بن خلال ، قال : ماأهمني أمرٌ فقصدت موسى بن جعفر عليه‌السلام وتوسلت به إِلاّ سهل الله تعالى لي ما أُحبّ (٤).

وقال أيضاً : وروي في بغداد امرائةِ تهرول فقيل لها إلى أين؟ قالت : إلى موسى بن جعفر عليه‌السلام فإنه حبس ابني. فقال لها حنبلي مستهزئا : إنّه قد مات في الحبس. فقالت : بحقّ المقتول في الحبس أن تريني قدرتك ، فإذا بابنها قد أطلق وأُخِذَ ابن المستهزي بجنايته (٥).

وروى الصدوق عن إبراهيم بن عقبه قال : كتبت إلى الإمام علي النقي عليه‌السلام عن زيارة أبي عبد

_________________

١ ـ دارالسلام ٢ / ٢٨٣.

٢ ـ كامل الزيارات : ٤٩٩ ح ٧ باب ٩٩ عن الرضا عليه‌السلام.

٣ ـ كامل الزيارات : ٥٠١ ح ١٤ من باب ٩٩ عن ابي جعفر عليه‌السلام.

٤ ـ مناقب ابن شهر آشوب ٤ / ٣٢٩ عن تاريخ بغداد ١ / ١٢٠.

٥ ـ مناقب ابن شهر آشوب ٤ / ٣٢٩.

٥٧٦

الله الحسين عليه‌السلام وزيارة الإمام موسى بن جعفر والإمام محمد التقي عليه‌السلام أي أسأله عن أيّهما أفضل ، فكتب إلى أبو عبد الله عليه‌السلام المقدَّم ، وزيارتهما أجمع وأعظم أَجْراً (١).

وأمّا كيفية زيارتهما عليهما‌السلام ، فاعلم أنَّ الزيارات الواردة في ذلك الحرم الشريف بعضها مشترك بين هذين الإمامين عليهما‌السلام ، وبعضها يخص أحدهما.

أما ما يخصُّ الإمام موسى عليه‌السلام فهي : على ما رواه السيّد ابن طاووس في المزار كما يلي : إذا أردت زيارته عليه‌السلام فينبغي أن تغتسل ثم تأتي المشهد المقدَّس وعليك السكينة والوقار فإذا أتيته فقف على بابه وقل :

الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ لا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ ، الحَمْدُ للهِ على هِدايَتِهِ لِدِينِهِ وَالتَّوْفِيقِ لِما دَعا إِلَيْهِ مِنْ سَبِيلِهِ ، اللّهُمَّ إِنَّكَ أَكْرَمُ مَقْصُودٍ وَأَكْرَمُ مَأْتِيٍّ وَقَدْ أَتَيْتُكَ مُتّقَرِّباً إِلَيْكَ بِابْنِ بِنْتِ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ الطَّاهِرِينَ وَأَبْنائِهِ الطَيِّبِينَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَلاتُخَيِّبْ سَعْيِي وَلاتَقْطَعْ رَجائِي وَاجْعَلْنِي عِنْدَكَ وَجِيها فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ.

ثم ادخل وقدِّم رجلك اليُمنى وقل :

بِسْمِ الله وَبِالله وَفِي سَبِيلِ الله وَعَلى مِلَّةُ رَسُولِ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِجَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ. فإذا وصلت باب القُبَّه فقف عليه واستأذن تقول :

أَأَدْخُلُ يا رَسُولَ الله أَأَدْخُلُ يا نَبِيَّ الله أَأَدْخُلُ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ الله أَأَدْخُلُ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ؟ أَأَدْخُلُ يا أبا مُحَمَّدٍ الحَسَنَ أَأَدْخُلُ يا أبا عَبْدِ الله الحُسَيْنِ أَأَدْخُلُ يا أبا مُحَمَّدٍ عَلِيَّ بْنَ الحُسَيْنِ أَأَدْخُلُ يا أبا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ ابْنَ عَلِيٍّ أَأَدْخُلُ يا أبا عَبْدِ الله جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ يا أبا الحَسَنِ مُوسى بْنَ جَعْفَرٍ أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ يا أبا جَعْفَرٍ أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ. وادخل وقل أربعاً : الله أَكْبَرُ ، ثم قف مستقبلاً القبر

_________________

١ ـ عيون أخبارالرضا عليه‌السلام ٢ / ٢٩٢ ح ٢٥ باب ٦٦ وفيه : وهذا أجمع وأعظم أجراً.

٥٧٧

واجعل القبلة بين كتفيك وقل : السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ الله وَابْنَ وَلِيِّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله وَابْنَ حُجَّتِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ اللهِ وَابْنَ صَفِيِّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِينَ الله وَابْنَ أَمِينِهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ الله فِي ظُلُماتِ الاَرْضِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمامَ الهُدى السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلَم‌َالدِّينِ وَالتُّقى السَّلامُ عَلَيْكَ يا خازِنَ عِلْمِ النَّبِيِّينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا خازِنَ عِلْمِ المُرْسَلِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا نائِبَ الأَوْصِياء السَّابِقِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَعْدِنَ الوَحْي المُبِينِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ العِلْمِ اليَقِينِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْبَةَ عِلْمِ المُرْسَلِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الإمام الصَّالِحُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الإمام الزَّاهِدُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الإمام العابِدُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الإمام السَيِّدُ الرَّشِيدُ السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها المَقْتُولُ الشَّهِيدُ السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ رَسُولِ الله وَابْنَ وَصِيِّهِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ مُوْسى بْنَ جَعْفَرٍ وَرَحمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.

أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ عَنِ الله ماحَمَّلَكَ وَحَفِظْتَ مااسْتَوْدَعَكَ وَحَلَّلْتَ حَلالَ الله وَحَرَّمْتَ حرامَ الله وَأَقَمْتَ أَحْكامَ الله وَتَلَوْتَ كِتابَ الله وَصَبَرْتَ عَلى الاَذى فِي جَنْبِ الله وَجاهَدْتَ فِي الله حَقَّ جِهادِهِ حَتّى أَتاكَ اليَّقِينُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ مَضَيْتَ عَلى مامَضى عَلَيْهِ آباؤُكَ الطَّاهِرُونَ وَأَجْدادُكَ الطَيِّبُونَ الأَوْصِياء الهادُونَ الأَئِمَّةِ المَهْدِيُّونَ لَمْ تُؤْثِرْ عَمىً عَلى هُدىً وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ إِلى باطِلٍ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ نَصَحْتَ للهِ وَلِرَسُولِهِ وَلأَمِيرِ المُؤْمِنِينَ ، وَأَنَّكَ أَدَّيْتَ الأمانَةَ وَاجْتَنَبْتَ الخِيانَةَ وَأَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَعَبَدْتَ الله مُخْلِصا مُجْتَهِداً مُحْتَسِباً حَتّى أَتاكَ اليَّقِينُ ؛ فَجَزاكَ الله عَنِ الإسْلامِ وَأَهْلِهِ أَفْضَلَ الجَزاءِ وَأَشْرَفَ الجَزاءِ. أَتَيْتُكَ يا بْنَ رَسُولِ الله زائِراً عارِفاً بِحَقِّكَ مُقِرَّاً بِفَضْلِكَ مُحْتَمِلاً لِعِلْمِكَ مُحْتَجِباً بِذِمَّتِكَ عائِذاً بِقَبْرِكَ لائِذاً بِضَرِيحِكَ مُسْتَشْفِعاً بِكَ إِلى اللهِ ، مُوالِيا لاَوْلِيائِكَ مُعادِياً

٥٧٨

لاَعْدائِكَ مُسْتَبْصِراً بِشَأْنِكَ وَبِالهُدى الَّذِي أَنْتَ عَلَيْهِ عالِما بِضَلالَةِ مَنْ خَالَفَكَ وَبِالعَمى الَّذِي هُمْ عَلَيْهِ. بِأَبِي أَنْتَ وَاُمِّي وَنَفْسِي وَأَهْلِي وَمالِي وَوَلَدِي يا بْنَ رَسُولِ الله أَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً بِزِيارَتِكَ إِلى الله تَعالى وَمُسْتَشْفِعاً بِكَ إِلَيْهِ ، فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ لِيَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي وَيَعْفُوَ عَنْ جُرْمِي وَيَتَجاوَزَ عَنْ سَيِّئاتِي وَيَمْحُو عَنِّي خَطِيئاتِي وَيُدْخِلَنِي الجَنَّةَ وَيَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِما هُوَ أَهْلُهُ وَيَغْفِرَ لِي وَلاِ بائِي وَلاِ خْوانِي وَأَخواتِي وَلِجَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ فِي مَشارِقِ الاَرْضِ وَمَغارِبِها بِفَضْلِهِ وَجُودِهِ وَمَنِّهِ.

ثم تنكب على القبر وتقبله وتعفر خدَّيك عليه وتدعو بما تريد ثمّ تتحول إلى الرأس وتقول : السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا مُوسى بْنَ جَعْفَرٍ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ الإمام الهادِي وَالوَلِيَّ المُرْشِدُ وَأَنَّكَ مَعْدِنُ التَّنْزِيلِ وَصاحِبُ التَّأْوِيلِ وَحامِلُ التَّوْراةِ وَالاِنْجِيلِ وَالعالِمُ العادِلُ وَالصَّادِقُ العامِلُ ، يا مَوْلايَ أَنا أَبْرَأُ إِلى الله مِنْ أَعْدائِكَ وَأَتَقَرَّبُ إِلى الله بِمُوالاتِكَ فَصَلّى الله عَلَيْكَ وَعَلى آبائِكَ وَأَجْدادِكَ وَأَبْنائِكَ وَشِيعَتِكَ وَمُحِبِّيكَ وَرَحمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ. ثم تصلِّي ركعتين للزيارة تقرأ فيهما سورة يَّس والرحمن أو ما تيسر من القران ثم ادع بما تريد (١).

زيارة أخرى لموسى بن جعفر عليه‌السلام : قال المفيد والشهيد ومحمد ابن المشهدي : إذا أردت زيارته ببغداد فاغتسل للزيارة واقصد المشهد وقف على الباب الشريف واستأذن ثم ادخل وأنت تقول :

بِسْمِ الله وَبالله وَفِي سَبِيلِ الله وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وَالسَّلام عَلى أَوْلِياء الله.

ثم امضِ حتى تستقبل قبر موسى بن جعفر عليه‌السلام فإذا وقفت عند قبره فقل : السَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ الله فِي ظُلُماتِ الاَرْضِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ الله ،

_________________

١ ـ مصباح الزائر : ٣٧٦ ـ ٣٨٠.

٥٧٩

السَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ اللهِ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ أَقَمْتَ الصَّلاةَ وَآتَيْتَ الزَّكاةَ وَأَمَرْتَ بِالمَعْرُوفِ وَنَهَيْتَ عَنِ المُنْكَرِ وَتَلَوْتَ الكِتابَ حَقَّ تِلاوَتِهِ وَجاهَدْتَ فِي الله حَقَّ جِهادِهِ وَصَبَرْتَ عَلى الاَذى فِي جَنْبِهِ مُحْتَسِباً وَعَبَدْتَهُ مُخْلِصاً حَتّى أَتاكَ اليَّقِينُ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ أَوْلى بِالله وَبِرَسُولِهِ وَأَنَّكَ ابْنُ رَسُولِ الله حَقاً ، أَبْرَأُ إِلى الله مِنْ أَعْدائِكَ وَأَتَقَرَّبُ إِلى الله بِمُوالاتِكَ ؛ أَتَيْتُكَ يا مَوْلايَ عارِفاً بِحَقِّكَ مُوالِياً لاَوْلِيائِكَ مُعادِياً لاَعْدائِكَ فَاشْفَعْ لِي عِنْدَ رَبِّكَ.

ثم انكبَّ على القبر وقبله وضع خدّيك عليه وتحول إلى عند الرأس وقف وقل : السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ رَسُولِ الله أَشْهَدُ أَنَّكَ صادِقٌ أَدَّيْتَ ناصِحا وَقُلْتَ أَمِينا وَمَضَيْتَ شَهِيداً لَمْ تُؤْثِرْ عَمىً عَلى الهُدى وَلَمْ تَمِلْ مِنْ حَقٍّ إِلى باطِلٍ ، صَلّى الله عَلَيْكَ وَعَلى آبائِكَ وَأَبْنائِكَ الطَّاهِرِينَ. ثم قبل القبر وصلّ ركعتين وصلّ بعدهما ما أحببت واسجد وقل :اللّهُمَّ إِلَيْكَ اعْتَمَدْتُ وَإِلَيْكَ قَصَدْتُ وَبِفَضْلِكَ رَجَوْتُ وَقَبْرَ إِمامِي الَّذِي أَوْجَبْتَ عَلَيَّ طاعَتَهُ زُرْتُ وَبِهِ إِلَيْكَ تَوَسَّلْتُ ، فَبِحَقِّهِمْ الَّذِي أَوْجَبْتَ عَلى نَفْسِكَ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يا كَرِيمُ. ثم اقلب خدّك الأيمن وقل : اللّهُمَّ قَدْ عَلِمْتَ حَوائِجِي فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْضِها. ثم اقلب خدَّك الأيسر وقل : اللّهُمَّ قَدْ أَحْصَيْتَ ذُنُوبِي فَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلِّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْها وَتَصَدَّقْ عَلَيَّ بِما أَنْتَ أَهْلُهُ. ثم عُدْ إلى السجود وقل : شُكْراً شُكْراً مائة مرة ثم ارفع رأسك من السجود وادع بما شئت وأحببت (١).

أقول : قد أورد الجليل للسيد علي بن طاووس قدس في كتاب (مصباح الزائر) عند ذكر بعض زيارات الإمام موسى بن جعفر عليه‌السلام صلاة يصلّى بها عليه تحوي ذكر نبذ من فضائله ومناقبه

_________________

١ ـ المزار للشهيد :٢١٢ فصل ٥ ، المزار الكبير للمشهدي : ٥٣٦ باب ٢ ، المزار القديم للمفيد كما في البحار ١٠٢ / ١١ ح ٧.

٥٨٠