مفاتيح الجنان

الشيخ عباس القمي

مفاتيح الجنان

المؤلف:

الشيخ عباس القمي


المحقق: الشيخ علي آل كوثر
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
المطبعة: پاسدار إسلام
الطبعة: ١
الصفحات: ٩٠٤

ذكر سائر الزيارات في المدينة الطيبة

نقلاً عن مصباح الزائر وغيره

زيارة إبراهيم ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

تقف عند القبر وتقول :

السَّلامُ عَلى رَسُولِ الله السَّلامُ عَلى نَبِيِّ الله السَّلامُ عَلى حَبِيبِ الله السَّلامُ عَلى صَفِيِّ الله السَّلامُ عَلى نَجِيِّ اللهِ ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الله سَيِّدِ الأَنْبِياءِ وَخاتَمِ المُرْسَلِينَ وَخِيَرَةِ الله مِنْ خَلْقِهِ فِي أَرْضِهِ وَسَمائِهِ ، السَّلامُ عَلى جَمِيعِ أَنْبِيائِهِ وَرُسُلِهِ ، السَّلامُ عَلى الشُّهداء وَالسُّعَداءِ وَالصّالِحِينَ ، السَّلامُ عَلَيْنا وَعَلى عِبادِ الله الصّالِحِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيَّتُها الرُّوحُ الزَّاكِيَةُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيَّتُها النَّفْسُ الشَّرِيفَةُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيَّتُها السُّلالَةُ الطَّاهِرَةُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيَّتُها النَّسَمَةُ الزَّاكِيَةُ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ خَيْرِ الوَرى ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ النَبَيِّ المُجْتَبى (١) ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ المَبْعُوثِ إِلى كافَّةِ الوَرى ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ البَّشِيرِ النَّذِيرِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ السِّراجِ المُنِيرِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ المُؤَيَّدِ بِالقُرْآنِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ المُرْسَلِ إِلى الاِنْسِ وَالجانَّ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ صاحِب الرَّايَةِ وَالعَلامَةِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ الشَّفِيعِ يَوْمَ القِيامَةِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ مَنْ حَباهُ الله بِالكَرامَةِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ. أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدِ اخْتارَ الله لَكَ دارَ إِنْعامِهِ قَبْلَ أَنْ يَكْتُبَ عَلَيْكَ أَحْكامَهُ وَيُكَلِّفَكَ حَلالَهُ وَحَرامَهُ فَنَقَلَكَ إِلَيْهِ طَيِّباً زاكِياً مَرْضِياً طاهِراً مِنْ كُلِّ نَجَسٍ مُقَدَّساً مِنْ كُلِّ دَنَسٍ وَبَوَّأَكَ جَنَّةَ المَأْوى وَرَفَعَكَ إِلى الدَّرَجاتِ العُلى ، وَصَلّى الله عَلَيْكَ صَلاةً تَقَرُّ بِها عَيْنُ رَسُولِهِ وَتُبَلِّغُهُ أَكْبَرَ

_________________

١ ـ من «السلام عليك يابن خير الورى» ؛لد هنا ف نسخة.

٤٢١

مَأْمُولِهِ ، اللّهُمَّ اجْعَلْ أَفْضَلَ صَلَواتِكَ وَأَزْكاها وَأَنْمى بَرَكاتِكَ وَأَوْفاها عَلى رَسُولِكَ وَنَبِيِّكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَعَلى مَنْ نَسَلَ مِنْ أَوْلادِهِ الطَيِّبِينَ وَعَلى مَنْ خَلَّفَ مِنْ عُتْرَتِهِ الطَّاهِرِينَ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ صَفِيِّكَ وَإِبْراهِيمَ نَجْلِ نَبِيِّكَ أَنْ تَجْعَلَ سَعْيي بِهِمْ مَشْكُوراً وَذَنْبِي بِهِمْ مَغْفُوراً وَحَياتِي بِهِمْ سَعِيدَةً وَعاقِبَتِي بِهِمْ حَمِيدَةً وَحَوائِجِي بِهِمْ مَقْضِيَّةً وَافْعالِي بِهِمْ مَرْضِيَّةً وَأُمُورِي بِهِمْ مَسْعُودَةً وَشُؤُونِي بِهِمْ مَحْمُوَدةً ، اللّهُمَّ وَ (١) أحْسِنْ لِيَ التَّوْفِيقَ وَنَفِّسْ عَنِّي كُلَّ هَمٍّ وَضِيقٍ ، اللّهُمَّ جَنِّبْنِي عِقابَكَ وَامْنَحْنِي ثَوابَكَ وَأسْكِنِّي جِنانَكَ وَارْزُقْنِي رِضوانَكَ وَأَمانَكَ وَأَشْرِكْ لِي فِي صالِحِ دُعائِي والِدَيَّ وَوَلَدِي وَجَمِيعَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ الاَحْياءِ مِنْهُمْ وَالاَمْوات إِنَّكَ وَلِيُّ الباقِياتِ الصالِحاتِ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ. ثم تسأل حوائجك وتصلي ركعتين (٢).

زيارة فاطمة بنت أسد

والدة أمير المؤمنين عليه‌السلام

تقف عند قبرها وتقول :

السَّلامُ عَلى نَبِيِّ اللهِ ، السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ المُرْسَلِينَ ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الأوّلِينَ ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الآخِرِينَ ، السَّلامُ عَلى مَنْ بَعَثَهُ الله رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها النَبِيُّ وَرَحْمَةَ الله وَبَرَكاتُهُ ، السَّلامُ عَلى فاطِمَةَ بِنْتِ أَسَدٍ الهاشِمِيَّةِ ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها الصِدِّيقَةُ المَرْضِيَّةُ ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها التَّقِيَّةُ النَّقِيَّةُ ، السَّلامُ عَلَيْكِ أَيَّتُها الكَرِيمَةُ الرَّضِيَّةُ (٣) ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا كافِلَةَ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا والِدَةَ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا مَنْ ظَهَرَتْ شَفقَتُها عَلى

_________________

١ ـ و: نسخة.

٢ ـ مصباح الزائر : ٥٦.

٣ ـ المرضية ـ خ ـ.

٤٢٢

رَسُولِ الله خاتَمِ النَّبِيِّينَ ، السَّلامُ عَلَيْكِ يا مَنْ تَرْبِيَتُها لِوَلِيِّ اللهِ الأمِينِ ، السَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلى رُوحِكِ وَبَدَنِكِ الطَّاهِرِ ، السَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلى وَلَدِكِ وَرَحْمَةَ الله وَبَرَكاتُهُ.

أَشْهَدُ أَنَّكِ أَحْسَنْتِ الكِفالَةَ وَأَدَّيْتِ الاَمانَةَ وَاجْتَهَدْتِ فِي مَرْضاةِ اللهِ ، وَبالَغْتِ فِي حِفْظِ رَسُولِ الله عارِفَةً بِحَقِّهِ مُؤْمِنَةً بِصِدْقِهِ مُعْتَرِفَةً بِنُبُوَّتِهِ مُسْتَبْصِرَةً بِنِعْمَتِهِ كافِلَةً بِتَرْبِيَتِهِ مُشْفِقَةً عَلى نَفْسِهِ وَاقِفَةً عَلى خِدْمَتِهِ مُخْتارَةً رِضاهُ [مؤثرةً هواه] (١) ، وَأَشْهَدُ أَنَّكِ مَضَيْتِ عَلى الإيْمانِ وَالتَّمَسُّكِ بِأَشْرَفِ الأدْيانِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً طاهِرَةً زَكِيَّةً تَقِيَّةً نَقِيَّةً فَرَضِيَّ الله عَنْكِ وأَرْضاكِ وَجَعَلَ الجَنَّةَ مَنْزِلَكِ وَمَأْواكِ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَانْفَعْنِي بِزِيارَتِهِا وَثَبِّتْنِي عَلى مَحَبَّتِها وَلاتَحْرِمْنِي شَفاعَتَها وَشَفاعَةَ الأَئِمَّةِ مِنْ ذُرِّيَّتِها وَارْزُقْنِي مُرافَقَتَها وَاحْشُرْنِي مَعَها وَمَعَ أَوْلادِها الطَّاهِرِينَ.

اللّهُمَّ لا تَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ زِيارَتِي إِيَّاها وَارْزُقْنِي العَوْدَ إِلَيْها أَبَداً ما أَبْقَيْتَنِي ، وَإِذا تَوَفَّيْتَنِي فَاحْشُرْنِي فِي زُمْرَتِها وَأَدْخِلْنِي فِي شَفاعَتِها بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، اللّهُمَّ بِحَقِّها عِنْدَكَ وَمَنْزِلَتِها لَدَيْكَ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَلِجَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الآخِرةِ حَسَنَةً وَقِنا بِرَحْمَتِكَ عَذابَ النَّارِ. ثم تصلي ركعتين للزيارة وتدعو بما تشاء وتنصرف (٢).

زيارة حمزة قدس‌سره في أحد

تقول عند قبره إذا مضيت لزيارته : السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمَّ رَسُولِ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أسَدَ الله وَأَسَدَ رَسُولِهِ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ جاهَدْتَ فِي الله عَزَّوَجَلْ وَجُدْتَ بِنَفْسِكَ وَنَصَحْتَ رَسُولَ اللهِ (ص) (٣) وَكُنْتَ

_________________

١ ـ من خ والمصدر.

٢ ـ مصباح الزائر : ٥٨ ، المزار الكبير للمشهدي : ٩٢ ، باب ٨.

٣ ـ في المصدر لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٤٢٣

فِيما عِنْدَ الله سُبْحانَهُ راغِباً بِأَبِي أَنْتَ وَاُمِّي ، أَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً إِلى الله عَزَّ وَجَلَّ بِزِيارَتِكَ ، وَ (١) مُتَقَرِّباً إِلى رَسُولِ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بِذلِكَ ، راغِباً إِلَيْكَ فِي الشَّفاعَةِ أَبْتَغِي بِزِيارَتِكَ (٢) خَلاصَ نَفْسِي مُتَعَوِّذاً بِكَ مِنَ نارٍ اسْتَحَقَّها مِثْلِي بِما جَنَيْتُ عَلى نَفْسِي هارِباً مِنْ ذُنُوبِي الَّتِي احْتَطَبْتُها عَلى ظَهْرِي فَزِعاً إِلَيْكَ رَجاءَ رَحْمَةِ رَبِّي (٣) مِنْ شُقَّةٍ بَعِيدَةٍ طالِباً فَكاكَ رَقَبَتِي مِنَ النَّارِ ، وَقَدْ اوْقَرَتْ ظَهْرِي ذُنُوبِي وَأَتَيْتُ ما أَسْخَطَ رَبِّي وَلَمْ أَجِدْ أَحَداً أَفْزَعُ إِلَيْهِ خَيْراً لِي مُنْكُمْ أَهْلَ بَيْتِ الرَّحْمَةِ فَكُنْ لِي شَفِيعاً يَوْمَ فَقْرِي وَحاجَتِي ، فَقَدْ سِرْتُ إِلَيْكَ مَحْزُوناً مَكْرُوباً وَسَكَبْتُ عَبْرَتِي عِنْدَكَ باكِياً وَصِرْتُ إِلَيْكَ مُفْرَداً ، وَأَنْتَ مِمَّنْ أَمَرَنِي الله بِصَلَتِهِ وَحَثَّنِي عَلى بِرِّهِ وَدَلَّنِي عَلى فَضْلِهَ وَهَدانِي لِحُبِّهِ وَرَغَّبَنِي فِي الوِفادَةِ إِلَيْهِ وَأَلْهَمَنِي طَلَبَ الحَوائِجِ عِنْدَهُ ، أَنْتُمْ أَهْلُ بَيْتٍ لايَشْقى مَنْ تَوَلا كُمْ وَلايَخِيبُ مَنْ أَتاكُمْ وَلايَخْسَرُ مَنْ يَهْواكُمْ وَلايَسْعَدُ مَنْ عاداكُمْ. ثم تستقبل القبلة وتصلي ركعتين للزيارة وبعد الفراغ تنكب على القبر وتقول :

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ اللّهُمَّ إِنِّي تَعَرَّضْتُ لِرَحْمَتِكَ بِلُزُومِي لِقَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ صلى‌الله‌عليه‌وآله لِيُجِيرَنِي مِنْ نِقْمَتِكَ فِي يَوْمٍ تَكْثَرُ فِيهِ الاَصْواتُ وَتُشْغَلُ كُلُّ نَفْسٍ بِما قَدَّمَتْ وَتُجادِلُ عَنْ نَفْسِها ، فَإِنْ تَرْحَمَنِي اليَوْمَ فَلا خَوْفٌ عَلَيَّ وَلا حُزْنٌ وَإِنْ تُعاقِبْ فَمَوْلىً لَهُ القُدْرَةُ عَلى عَبْدِهِ وَلاتُخَيِّبْنُي بَعْدَ اليَوْمِ وَلاتَصْرِفْنِي بِغَيْرِ حاجَتِي ، فَقَدْ لَصِقْتُ بِقَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ وَتَقَرَّبْتُ بِهِ إِلَيْكَ ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ وَرَجاءَ رَحْمَتِكَ فَتَقَبَّلْ مِنِّي وَعُدْ بِحِلْمِكَ عَلى جَهْلِي وَبِرَافَتِكَ عَلى جِنايَةِ نَفْسِي ، فَقَدْ عَظُمَ جُرْمِي وَما أَخافُ أَنْ تَظْلِمَنِي وَلكِنْ أَخافُ سُوءَ الحِسابِ فانْظُرِ اليَوْمَ تَقَلُّبِي عَلى قَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ (٤) ،

_________________

١ ـ متقرباً الى الله عزّ وجلّ : نسخة.

٢ ـ أبتغي بذلك ـ خ ـ.

٣ ـ زاد في المصدر : أتيتك أستشفع بك إلى مولاي وأتقرب اليه ليقضي بك حوائجي.

٤ ـ زاد في المصدر : عليهما‌السلام.

٤٢٤

فَبِهما فُكَّنِي مِنْ النَّارِ وَلاتُخَيِّبْ سَعْيي وَلا يَهُونَنَّ عَلَيْكَ ابْتِهالِي وَلاتَحْجُبَنَّ عَنْكَ صَوْتِي وَلاتَقْلِبْنِي بِغَيْرِ (١) حَوائِجِي ، يا غِياثَ كُلِّ مَكْرُوبٍ وَمَحْزُونٍ وَيامُفَرِّجاً عَنِ المَلْهُوفِ الحَيْرانِ الغَرِيقِ المُشْرِفِ عَلى الهَلَكَةِ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَانْظُرْ إلى نَظْرَةً لا أَشْقى بَعْدَها أَبَداً ، وَارْحَمْ تَضَرُّعِي وَعَبْرَتِي وَانْفِرادِي فَقَدْ رَجَوْتُ رِضاكَ وَتَحَرَّيْتُ الخَيْرَ الَّذِي لايُعْطِيهِ أَحَدٌ سِواكَ فَلا تَرُدَّ أَمَلِي.

اللّهُمَّ إِنْ تُعاقِبْ فَمَوْلىً لَهُ القُدْرَةُ عَلى عَبْدِهِ وَجَزائِهِ بِسُوءِ فِعْلِهِ (٢) فَلا أَخِيبَنَّ اليَوْمَ ، وَلا تَصْرِفْنِي بِغَيْرِ حاجَتِي (٣) وَلا تُخَيِّبَنَّ شُخُوصِي وَوِفادَتِي فَقَدْ أَنْفَذْتُ نَفَقَتِي وَأَتْعَبْتُ بَدَنِي وَقَطَعْتُ المَفازاتِ وَخَلَّفْتُ الاَهْلَ وَالمالَ وَما خَوَّلْتَنِي وَآثَرْتُ ما عِنْدَكَ عَلى نَفْسِي وَلُذْتُ بِقَبْرِ عَمِّ نَبِيِّكَ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَتَقَرَّبْتُ بِهِ ابْتِغاءَ مَرْضاتِكَ ، فَعُدْ بِحِلْمِكَ عَلى جَهْلِي وَبِرأْفَتِكَ عَلى ذَنْبِي فَقَدْ عَظُمَ جُرْمِي (٤) بِرَحْمَتِكَ يا كَرِيمُ يا كَرِيمُ (٥).

أقول : فضائل حمزة (سلام الله عليه) وفضل زيارته أكثر من أن يذكر.

وقال فخر المحققين (رض) في (الرسالة الفخرية) :

يستحب زيارة حمزة قدس وباقي الشهداء بأحد لما روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنّه قال : من زارني ولم يَزُرْ عمي حمزة فقد جفاني (٦). وأقول : إني قد ذكرت في كتاب (بيت الأحزان) في مصائب سيّدة النسوان أنّ فاطمة صلوات الله عليها كانت تخرج يومي الاثنين والخميس من كل أسبوع بعد وفاة أبيها إلى زيارة حمزة وباقي شهداء أُحد فتصلي هناك وتدعو إلى أن توفيت (٧). وقال محمود بن لبيد : إنها كانت تأتي قبر حمزة وتبكي هناك ، فلما كان في بعض الأيام أتيت قبر حمزة فوجدتها تبكي هناك فأمهلتها حتى سكنت فأتيتها وسلمت عليها وقلت : يا سيّدة

_________________

١ ـ زاد في مصباح الزائر : قضاء.

٢ ـ وجزاوه سوء فعله ـ خ ـ.

٣ ـ في مصباح الزائر : حوائجي.

٤ ـ في مصباح الزائر : فاغفره برأفتك يا كريم.

٥ ـ المزار الكبير : ٩٤ ، مصباح الزائر : ٦٠.

٦ ـ مستدرك الوسائل ١٠ / ١٩٨ عن الشيخ فخر الدين في رسالة النيّة.

٧ ـ بيت الاحزان : ١٤١.

٤٢٥

النسوان قد والله قطعت أنياط‍ قلبي من بكائك فقالت : يا أبا عمرو يحق لي البكاء فلقد أصبت بخير الاباء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. ثم قالت : واشوقاه إلى رسول اللهِ ، ثم أنشدت تقول :

إِذا ماتَ يَوما مَيِّتٌ قَلَّ ذِكْرُه‌ُ

وَذِكْرُ أَبِي مُذْ ماتَ وَالله أَكْثَرُ (١)

وقال الشيخ المفيد : وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمر في حياته بزيارة قبر حمزة عليه‌السلام وكان يُلِمُّ به وبالشهداء ولم تزل فاطمة عليها‌السلام بعد وفاته صلى‌الله‌عليه‌وآله تغدو إلى قبره وتروح والمسلمون ينتابون على زيارته وملازمة قبره (٢).

زيارة قبور الشهداء رضوان الله عليهم بأُحد

تقول في زيارتهم :

السَّلامُ عَلى رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلى نَبِي اللهِ ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، السَّلامُ عَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الطَّاهِرِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَيُّها الشُّهداء المُؤْمِنُونَ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أهْلَ بَيْتِ الإيْمانِ وَالتَّوْحِيدِ ، السَّلامُ عَلَيْكُمْ يا أَنْصارَ دِينِ الله وَأَنْصارِ رَسُولِهِ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ ، سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبى الدَّارِ (٣) أَشْهَدُ أَنَّ الله اخْتارَكُمْ لِدِينِهِ وَاصْطَفاكُمْ لِرَسُولِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ قَدْ (٤) جاهَدْتُمْ فِي‌الله حَقَّ جِهادِهِ وَذَبَبْتُمْ عَنْ دِينِ الله وَعَنْ نَبِيِّهِ وَجُدْتُمْ بِأَنْفُسِكُمْ دُونَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّكُمْ قُتِلْتُمْ عَلى مِنْهاجِ رَسُولِ الله فَجَزاكُمْ الله عَنْ نَبِيِّهِ وَعَنِ الإسلامِ وَأَهْلِهِ أَفْضَلَ الجَزاءِ وَعَرَّفنا وَجُوهَكُمْ فِي مَحَلِّ رِضْوانِهِ وَمَوْضِع إِكْرامِهِ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهداء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ اُولَئِكَ رَفِيقاً. أَشْهَدُ أَنَّكُمْ لَمِنَ المُقَرَّبِينَ الفائِزِينَ الَّذِينَ هُمْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ ، فَعَلى مَنْ قَتَلَكُمْ لَعْنَةُ الله وَالنَّاسِ أَجْمَعِينِ ، أَتَيْتُكُمْ يا أهْلَ التَّوْحِيدِ زائِراً وَبِحَقِّكُمْ (٥) عارِفاً وَبِزِيارَتِكُمْ إِلى الله مُتَقَرِّباً

_________________

١ ـ بيت الاحزان : ١٤١ ، وكفاية الاثر للخرّاز القمي : ١٩٨.

٢ ـ الفصول المختارة : ١٣١.

٣ ـ في مصباح الزائر ثلاث مرّات : سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار.

٤ ـ في مصباح الزائر والمزار الكبير ونسخة : وأشهد أنكم جاهدتم.

٥ ـ في مصباح الزائر والمزار الكبير : ولحقّكم.

٤٢٦

وَبِما سَبَقَ مِنْ شَرِيفِ الاَعْمالِ وَمَرْضِيِّ الاَفْعالِ عالِماً ، فَعَلَيْكُمْ سَلامُ الله وَرَحْمَتُهُ وَبَرَكاتُهُ وَعَلى مَنْ قَتَلَكُمْ لَعْنَةُ الله وَغَضَبُهُ وَسَخَطُهُ ، اللّهُمَّ انْفَعْنِي بِزِيارَتِهِمْ وَثَبِّتْنِي عَلى قَصْدِهِمْ وَتَوَفَّنِي عَلى ماتَوَفَّيْتَهُمْ عَلَيْهِ وَاجْمَعْ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فِي مُسْتَقَرِّ دارِ رَحْمَتِكَ أَشْهَدُ أَنَّكُمْ لَنا فَرَطٌ وَنَحْنُ بِكُمْ لاحِقُونَ. وتكرر سورة (إنا أنزلناه في ليلة) القدر ماتمكنت.

وقال البعض تصلي عند كل مزور ركعتين وترجع إن شاء الله تعالى (١).

ذكر المساجد المعظمة بالمدينة المنورة

منها : مسجد قباء : الذي أُسس على التقوى من أول يوم ، وروى أن من ذهب إليه فصلى فيه ركعتين رجع بثواب العمرة. فإمض إليه وصلِّ فيه ركعتين للتحية وسبّح تسبيح الزهراء عليها‌السلام، ثم زر بالزيارة الجامعة التي تفتح ب‍‍ : السَّلامُ عَلى أَوْلِياءِ اللهِ ... ، وقد جعلناها أُولى الزيارة الجامعة وستأتي في أواخر الباب إن شاء الله ، ثم ادع الله وقل : يا كائِنا قَبْلَ كُلِّ شَيٍْ ، وهو دعاء طويل وإيراده هنا ينافي ما نبغيه من الاختصار فليطلبه من شاء من مزار البحار (٢) وتصلّي في مشربة أُم إبراهيم ، أي غرفة أُم إبراهيم ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد كانت هناك مسكن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومصلاه. وكذلك ـ في مسجد الفضيخ : وهو قريب من قبا ويسمى أيضاً مسجد ردّ الشمس. وفي ـ مسجد الفتح أيضاً : ويسمى أيضاً بمسجد الأحزاب وقل إذا فرغت من الصلاة في مسجد الفتح : يا صَرِيخَ المَكْرُوبِينَ وَيامُجِيبَ دَعْوَةِ المُضْطَرِّينَ وَيامُغِيثَ المَهْمُومِينَ إكْشِفْ عَنِّي ضُرِّي وَهَمِّي وَكَرْبِي كَما كَشَفْتَ عَنْ نَبِيِّكَ صلى‌الله‌عليه‌وآله هَمَّهُ وَكَفَيْتَهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ ، وَاكْفِنِي ماأَهَمَّنِي مِنْ أَمْرِ الدُّنْيا وَالآخِرةِ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. وتصلي ما استطعت في دار الإمام زين العابدين ودار الإمام جعفر الصادق عليه‌السلام. وفي مسجد سلمان. ومسجد أمير المؤمنين عليه‌السلام : المحاذي قبر حمزة. ومسجد المباهلة. وتدعو بما تشاء إن شاء الله تعالى (٣).

_________________

١ ـ المزار الكبير : ٩٧ ، مصباح الزائر : ٦٢.

٢ ـ البحار ١٠٠ / ٢٢٢ عن المزار الكبير : ٩٨.

٣ ـ البحار ١٠٠ / ٢٢٤ عن المزار الكبير : ١٠١ ، مصباح الزائر : ٦٤.

٤٢٧

زيارة الوداع

إذا أردت أن تخرج من المدينة فاغتسل وامضِ إلى قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله واعمل ما كنت تعمله من قبل ثم ودّعه وقل : السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ الله أَسْتَوْدِعُكَ الله وَأَسْتَرْعِيكَ وَأَقْرَاءُ عَلَيْكَ ، السَّلامُ آمَنْتُ بِالله وَبِما جِئْتَ بِهِ وَدَلَلْتَ عَلَيْهِ ، اللّهُمَّ لاتَجْعَلْهُ آخِرَ العَهْدِ مِنِّي لِزِيارَةِ قَبْرِ نَبِيِّكَ فَإِنْ تَوَفَّيْتَنِي قَبْلَ ذلِكَ فَإِنِّي أَشْهَدُ فِي مَماتِي عَلى ماشَهِدْتُ عَلَيْهِ فِي حَياتِي أَنْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ صلى‌الله‌عليه‌وآله (١).

وقال الصادق عليه‌السلام ليونس بن يعقوب : قل في وداع النبي : صَلّى الله عَلَيْكَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ لا جَعَلَهُ الله آخِرَ تَسْلِيمِي عَلَيْكَ (٢).

أقول : قد قلنا في كتاب (هدية الزائرين) عند بيان ما ينبغي أن يصنع زوّار المدينة الطيّبة إن من مهام الأمور أن يغتنموا الفرصة ماأقاموا في المدينة المعظّمة فيكثروا من الصلاة في مسجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فإن الصلاة فيه تعدل عشرة آلاف صلاة في غيره من المواضع ، وأفضل الأماكن فيه مسجد الروضة وهو بين القبر والمنبر.

وإعلم أنّه قال شيخنا في (التحية) : إنّ موضع جسد نبينا والأئمة (صلوات الله عليهم أجمعين) في الأَرض أشرف من الكعبة المعظّمة باتفاق جميع الفقهاء كما صرح به الشهيد في القواعد (٣). وفي حديث حسن عن الحضرمي قال : أمرني الصادق عليه‌السلام أن أكثر من الصلاة في مسجد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ما أمكنتني الصلاة. وقال : إنّه لا يتيسر لك دائماً الحضور في هذه البقعة الشريفة (٤) ... الخ. وروى الشيخ الطوسي (رض) في التهذيب بسند معتبر عن مرازم عن الصادق صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ قال : الصيام في المدينة والقيام عند الأساطين ليس بمفروض ولكن من شاء فليصم فإنه خير له إنما المفروض الصلاة الخمس وصيام شهر رمضان فأكثروا الصلاة في هذا المسجد مااستطعتم فإنه خير لكم. واعلموا أنّ الرجل قد يكون كيّساً في أمر الدنيا فيقال ماأكيس فلانا فكيف من كأس في أمر آخرته (٥). وكرر ماأمكنتك في كل يوم زيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وكذلك زيارة أئمة البقيع عليهم‌السلام وسلم على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله مهما وقع بصرك على حجرته وراقب نفسك ما دمت في المدينة وصن نفسك من المعاصي والمظالم وتدبّر في شرف تلك المدينة ولا سيّما مسجدها مسجد

_________________

١ ـ المزار الكبير : ١٠٨ ، باب ١٣ ، مصباح الزائر : ٦٥.

٢ ـ الكافي ٤ / ٥٦٣.

٣ ـ انظر القواعد والفوائد للشهيد : ١٢٤ ، قاعدة ١٨٩.

٤ ـ البحار ٩٧ / ١٨٢ عن كامل الزيارات : ١٢ مع اختلاف في بعض الالفاظ.

٥ ـ تهذيب الاحكام ٦ / ١٩ باب ٥ ح ٢٣.

٤٢٨

النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فتلك البقاع هي مواضع أقدام النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقد تردد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في مسالك هذه المدينة وأسواقها وصلّى في مسجدها ، وهناك موضع الوحي والتنزيل وكان يهبط فيها جبرائيل والملائكة المقرّبون ولنعم ما قيل :

أَرْضٌ مَشى جَبْرِيلُ فِي عَرَصاتِها

وَالله شَرَّفَ أَرْضَها وَسَّماءها

وتصدق ما استطعت في المدينة ولا سيّما في المسجد وخاصّة على السادة وذرية الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله فإن لها ثواباً جزيلاً وأجراً عظيماً (١). وقال العلامة المجلسي (رض) في رواية معتبرة إنّ درهما يتصدق بها فيها يعدل عشرة آلاف درهم في غيرها (٢) وجاور المدينة الطيّبة إن أمكنتك فإنّها مستحبّة وقد ورد في فضلها أحاديث مستفيضة (٣) :

سَقى الله قَبْراً بِالمَدِينَةِ غَيْثَه‌ُ

فَقَدْ حَلَّ الاَمْنُ بِالبَرَكاتِ

نَبِيُّ الهُدى صَلّى عَلَيْهِ مَلِيكُه‌ُ

وَبَلَّغَ عَنَّا رُوحَهُ التُّحُفاتِ

وَصَلِّى عَلَيْهِ ما ذَرَّء شارِق‌ٌ

وَلاحَتْ نُجُومُ اللَيْلِ مُبْتَدِراتِ (٤)

الفصل الرابع

في فضل زيارة مولانا أمير المؤمنين عليه‌السلام وكيفيتها

وفيه عدة مطالب :

المطلب الأول

في فضل زيارته عليه‌السلام

وروى الشيخ الطوسي (رض) بسند صحيح عن محمد بن مسلم عن الصادق صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ قال : ما خلق الله خلقاً أكثر من الملائكة وإنه لينزل كل يوم سبعون ألف ملك فيأتون البيت المعمور فيطوفون به فإذا هم طافوا به طافوا بالكعبة فإذا طافوا بها أتوا قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فسلّموا عليه ثم أتوا قبر أمير المؤمنين عليه‌السلام فسلموا عليه ثم أتوا قبر الحسين عليه‌السلام فسلّموا عليه

_________________

١ ـ البحار ١٠٠ / ١٣٥ عن الشهيد في الدروس.

٢ ـ مستدرك الوسائل ١٠ / ٢٠٧ ح ١١٨٦٨ مع اضافات.

٣ ـ انظر مستدرك الوسائل ١٠ / ٢٠٢ باب ١٢.

٤ ـ راجع بقية أشعار دعبل في مسند الامام الرضا عليه‌السلام للعطاردي : ١٨٦.

٤٢٩

ثم عرجوا ، وينزل مثلهم أبداً إلى يوم القيامة (١). ثم قال : من زار أمير المؤمنين عليه‌السلام عارفاً بحقه (أي وهو يعترف بإمامته ووجوب طاعته وأنّه الخليفة للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله حقاً) غير متجبر ولامتكبر كتب الله له أجر مائة الف شهيد وغفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وبعث من الآمنين وهوّن عليه الحساب واستقبلته الملائكة. فإذا انصرف إلى منزله فإن مرض عادوه وإن مات تبعوه بالاستغفار إلى قبره (٢).

وروى السيد عبد الكريم بن طاووس (رض) في (فرحة الغري) عنه عليه‌السلام قال : من زار أمير المؤمنين صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ ماشياً كتب الله له بكل خطوة حجة وعمرة فإن رجع ماشياً كتب الله له بكل خطوة حجتين وعمرتين (٣). وروي عنه عليه‌السلام أيضاً أنه قال لابن مارد : يا أبن مارد من زار جدّي عارفاً بحقّه كتب الله له بكل خطوة حجة مقبولة وعمرة مبرورة ، يا بن مارد والله مايُطعم الله النار قدما تغبرت (٤) في زيارة أمير المؤمنين عليه‌السلام ماشياً كان أو راكباً ، يا بن مارد اكتب هذا الحديث بماء الذهب (٥). وروي أيضاً عنه عليه‌السلام قال : نحن نقول بظهر الكوفة قبر لايلوذ به ذو عاهة إِلاّ شفاه اللهِ (٦). أقول : يظهر من أحاديث معتبرة أن الله تعالى قد جعل قبور أمير المؤمنين عليه‌السلام وأولاده الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين معاقل الخائفين وملاجي المضطرين وأمانا لأهل الأَرض مازارها مغموم إِلاّ وفرّج الله عنه وماتمسّح بها سقيم إِلاّ وشفي وما التجأ إليها أحد إِلاّ أمن.

روى السيد عبد الكريم بن طاووس عن محمد بن علي الشيباني قال : خرجت أنا وأبي وعمي حسين ليلاً متخفّين (٧) إلى الغري لزيارة أمير المؤمنين صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ وكان ذلك سنة مائتين وبضع وستين وكنت طفلاً صغيراً فلمّا وصلنا إلى القبر الشريف وكان يومئذ قبراً حوله حجارة سود ولا بناء عنده ، فبينا نحن عنده بعضنا يقرأ وبعضنا يصلّي وبعضنا يزور إذا نحن بأسد مقبل نحونا فلمّا قرب منّا قدر رمح تباعدنا عن القبر الشريف فجاء الأسد فجعل يمرّغ ذراعيه على القبر ، فمضى رجل منا فشاهده فعاد فأعلمنا فزال الرعب عنّا ، فجئناه جميعاً فشاهدناه يمرّغ ذراعه على القبر وفيه جراح فلم يزل يمرّغه ساعة ، ثم انزاح عن القبر ومضي

_________________

١ ـ أمالي الطوسي : المجلس ٨ ، الحديث ٢٢ ، ترتيب الامالي : ٦ / ٣٨ ، ح ٢٦٨٠.

٢ ـ أمالي الطوسي : المجلس ٨ ، الحديث ٢٢ ، ترتيب الامالي : ٦ / ٣٨ ، ح ٢٦٨٠.

٣ ـ فرحة الغري : ٧٥ ، باب ٦.

٤ ـ تغبّرت ، أي ملطّخ بالغبار.

٥ ـ فرحة الغري : ٧٦ ، باب ٦.

٦ ـ فرحة الغري : ٩١ ، باب ٦.

٧ ـ تخفّى : استتر وتوارى.

٤٣٠

فعدنا إلى ماكنّا عليه لاتمام الزيارة والصلاة وقراءة القرآن (١).

وحكى الشيخ المفيد قال : خرج الرشيد يوماً من الكوفة للصيد فصار إلى ناحية الغريين والثّويّة (٢) فرأى هناك ظبأً فأمر بإرسال الصقور والكلاب المعلمة عليها فحاولتها ساعة ثم لجأت الظِّباء إلى أكمة فتراجعت الصقور والكلاب عنها فتعجّب الرشيد من ذلك. ثم إن الظباء هبطت من الأكمة فسقطت الطيور والكلاب عليها فرجعت الظّباء إلى الأكمة فتراجعت الصقور والكلاب عنها مرّة ثانية ثم فعلت ذلك مرة أخرى ، فقال الرشيد : أركضوا إلى الكوفة فأتوا بأكبرها سنّا ، فأُتي بشيخ من بني أسد فقال الرشيد : أخبرني ما هذه الأكمة فقال : وهل أنا آمن إذا أجبت السؤال؟ فقال الرشيد : عاهدت الله على أن لا أؤذيك. فقال : حدثني‌أبي عن آبائه أنّهم كانوا يقولون إن هذه الأكمة قبر عليّ بن أبي طالب صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ ، جعله الله حرما آمنا يأمن من لجأ إليه (٣).

أقول : من أمثال العرب السائرة : (أحمى من مجير الجراد) ، وقصّة المثال أنّ رجلاً من أهل البادية من قبيلة طي يسمّى مُدْلج بن سويد كان ذات يوم في خيمة فإذا هو بقوم من طيء ومعهم أوعيتهم فقال : ماخطبكم؟ قالوا : جراد وقع في فنائك فجئنا لنأخذه. فلما سمع مدلج ذلك ركب فرسه وأخذ رمحه. وقال : أيكون الجراد في جواري ثم تريدون أخذه؟ لا يكون ذلك. فما زال يحرسه حتى حميت الشمس عليه وطار فقال شأنكم الان تحوّل عن جواري (٤).

وقال صاحب (القاموس) : إن ذا الأعواد لقب رجل شريف جداً من العرب قيل هو جدّ أكثم بن الصيفي كانت قبيلة مضر تجبي إليه الخراج ، فلما هرم وبلغ الكبر كان يحمل على سرير فيطاف به بين قبائل العرب ومياهها فيجبى له ، وكان شريفاً مكرَّماً ما لجأ إلى سريره خائف إِلاّ أمِنَ ومادناً من سريره ذليل إِلاّ عزّ وما أتاه جائع إِلاّ شبع (٥) انتهى. فإذا كان سرير رجل من العرب يبلغ من العزة والرفعة هذا المبلغ فلا غرو إذا جعل الله تعالى قبر وليه الذي كان حملة سريره هم جبرائيل وميكائيل عليه‌السلام والإمام الحسن عليه‌السلام والإمام الحسين عليه‌السلام معقلاً للخائفين وملجأ للهاربين وغوثاً للمضطرين وشفاءً للمرضى. فاجتهد أينما كنت لبلوغ قبره الشريف والتصق به ماأمكنك ذلك. وألح في الدعاء كي يغيثك عليه‌السلام وينجيك من الهلاك في الدنيا والآخِرة.

_________________

١ ـ فرحة الغري لابن طاووس : ١٤١.

٢ ـ الثويّة : موضع قريب من الكوفة.

٣ ـ الارشاد ١ / ٢٦ وفيه اضافات.

٤ ـ مجمع الآداب لابن الفوطي ٤ / ٥٦٧ برقم ٤٤٦٨.

٥ ـ ترتيب القاموس ٣ / ٣٣٩ في مادة «عود».

٤٣١

لُذْ إِلى جُودِهِ تَجِدْهُ زَعِيماً

بِنَجاةِ العُصاةِ يَوْمَ لِقاها

عائِذٌ لِلْمُؤَمِّلِينَ مُجِيب

سامِعٌ ماتُسِرُّ مِنْ نَجْواها

وحكي في كتاب (دار السلام) عن الشيخ الديلمي أنه روى جمع من صلحاء النجف الأشرف أن رجلاً شاهد في‌المنام القبة الشريفة لحبل الله المتين أمير المؤمنين صلوات الله عليه وقد امتدّت إليها واتصلت بها خيوط خارجة من القبور التي في داخل ذلك المشهد الشريف وفي خارجة فأنشد الرجل :

إِذا مُتُّ فَادْفِنِّي إِلى جَنْبِ حَيْدَرٍ

أَبِي شُبَّرٍ أَكْرِمْ بِهِ وَشُبَيْرِ

فَلَسْتُ أَخافُ النَّارَ عِنْدَ جِوارِه

وَلا أَتَّقِي مِنْ مُنْكَرٍ وَنَكِيرِ

فَعارعَلى حامِي الحِمى وَهُو فِي الحِمى

إِذا ضَلَّ فِي البِيْداءِ عِقالُ بَعِيرِ (١)

المطلب الثاني

في كيفية زيارته عليه‌السلام

إعلم أنَّ زياراته عليه‌السلام نوعان فزيارات مطلقة لاتخص زمانا خاصاً وزيارات مخصوصة يزار بها في أوقات معينة ونذكر الزيارات في مقصدين :

المقصد الأول

في الزيارات المطلقة

وهي كثيرة نقتصر هنا على عدة منها :

الأولى : مارواها الشيخ المفيد والشهيد والسيد ابن طاووس وغيرهم. وصفتها أنّك إذا أردت زيارته عليه‌السلام فاغتسل والبس ثوبين طاهرين ونَلْ شَيْئاً من الطِّيب ، وإن لم تنل أجزائك ، فإذا خرجت من منزلك فقل : اللّهُمَّ إِنِّي خَرَجْتُ (٢) مِنْ مَنْزِلِي أَبْغِي فَضْلَكَ وَأَزُورُ وَصِيَّ نَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِما ، اللّهُمَّ فَيَسِّرْ ذلِكَ لِي وَسَبِّبْ المَزارَ لَهُ وَاخْلُفْنِي فِي عافِيَتِي وَحُزانَتِي بِأَحْسَنِ الخِلافَةِ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. فَسِرْ وأنت تلهج بهذه الأذكار : الحَمْدُ للهِ ، وَسُبْحانَ الله ، وَلا إِلهَ إِلاّ اللهُ. وإذا بلغت خندق الكوفة فقف عنده وقل : الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ أَهْلَ

_________________

١ ـ دار السلام للطبرسي ١ / ٢٢٣.

٢ ـ توجّهت : خ.

٤٣٢

الكِبْرِياءِ وَالمَجْدِ وَالعَظَمَةِ الله أَكْبَرُ أَهْلَ التَّكْبِيرِ وَالتَّقْدِيسِ وَالتَّسْبِيحِ وَالالاِء الله أَكْبَرُ مِما أَخافُ وَأَحْذَرُ الله أَكْبَرُ عِمادِي وَعَلَيْهِ أَتَوَكَّلُ الله أَكْبَرُ رَجائِي وَإِلَيْهِ انُِيبُ ، اللّهُمَّ أَنْتَ وَلِيُّ نِعْمتِي وَالقادِرُ عَلى طَلِبَتِي تَعْلَمُ حاجَتِي وَما تُضْمِرُهُ هَواجِسُ الصُّدُورِ وَخَواطِرُ النُّفُوسِ ؛ فَأَسْأَلُكَ بِمُحَمَّدٍ المُصْطَفى الَّذِي قَطَعْتَ بِهِ حُجَجَ المُحْتَجِّينَ وَعُذْرَ المُعْتَذِرِينَ وَجَعَلْتَهُ رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ أَنْ لاتَحْرِمْنِي ثَوابَ (١) زِيارَةِ وَلِيِّكَ وَأَخِي نَبِيِّكَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَقَصْدَهُ ، وَتَجْعَلَنِي مِنْ وَفْدِهِ الصَّالِحِينَ وَشِيعَتِهِ المُتَّقِينَ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. فإذا تراءت لك القُبَّة الشريفة فقل : الحَمْدُ للهِ عَلى ما اخْتَصَّنِي بِهِ مِنْ طِيبِ المَوْلِدِ وَاسْتَخْلَصَنِي إِكْراماً بِهِ مِنْ مُوالاةِ الأبْرارِ السَّفَرَهِ الأطْهارِ وَالخِيَرَةِ الأعْلامِ ، اللّهُمَّ فَتَقَبَّلْ سَعْيي إِلَيْكَ وَتَضَرُّعِي بَيْنَ يَدَيْكَ وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي لاتَخْفى عَلَيْكَ إِنَّكَ أَنْتَ الله المَلِكُ الغَفَّارُ (٢).

أقول : يعرض للزائر إذا وقع نظره على قبته المنيرة النشاط والانبساط ويثور في فؤاده العشق والولاء ، فيحاول أن يتوجه إليه عليه‌السلام بمجامع قلبه وأن يمدحه ويثني عليه بكلّ لسان وبيان ولا سيّما إذا كان الزائر من أهل العلم والكمال فإنه يرغب في شعر بليغ يتمثّل به في ذلك الحال لذلك خطر لي أن أثبت هنا هذه الأبيات المناسبة للمقام من القصيدة الهائية الآزريّة والرجاء الواثق أن يسلّم الزائر عني سلاماً على صاحب القبّة البيضاء وأن لا ينساني من الدعاء وهذه هي الأبيات :

أَيُّها الرَّاكِبُ المُجِدُّ رُوَيْداً

بِقُلُوبٍ تَقَلَّبَتْ فِي جَواها

إِنْ تَراَءتْ أَرْضُ الغَرِيَّينِ فَاخْضَع‌ْ

وَاخْلَعْ النَّعْلَ دُونَ وَادي طُواها

وإذا شِمتَ قُبَّةَ العالَم‌ِ

الأَعلى وَأنوارُ رَبِّها تَغشاها

فَتَواضَعْ فَثَمَّ دارَةُ قُدْس‌ٍ

تَتَمَنّى الأفلاكُ لَثْمَ ثَراها

قُلْ لَهُ وَالدُّموعُ سَفحُ عَقِيق‌ٍ

والحَشا تَصطَلي بنارِ غَضاها

يا بنَ عمِّ النبيّ أَنْتَ يدُ اللهِ

التي عَمَّ كُلَّ شَيءٍ نَداها

أَنْتَ قرآنُه القديمُ وَأوصا

فُكَ آياتُهُ الَّتِي أَوْحاها

خَصَّكَ الله فِي مَآثِرَ شَتَّى

هِيَ مِثلُ الاعدادِ لا تَتَناهى

_________________

١ ـ ثواب : خ.

٢ ـ المزار للشهيد : ٦٧ ، مصباح الزائر : ١١٨ مع اختلاف قليل.

٤٣٣

لَيْتَ عَيناً بِغيرِ رَوضِكَ تَرعى

قَذِيتْ وَاستَمرَّ فِيها قَذاها

أَنْتَ الَّذِي بَعدَ النبِّي خيرُ البَرايا

والسَّماء خَيرُ ما بها قَمَراها

لَكَ ذاتٌ كَذاتِهِ حيثُ لَولا

أنَّها مِثلُها لَما آخاها

قد تراضَعتُما بِثَدْي وِصال‌ٍ

كان مِنْ جَوهرِ التَّجلِّي غِذاها

يا أخا المُصطفى لَديَّ ذنُوب‌ٌ

هِيَ عَينٌ القَذى وَأَنْتَ جَلاها

لكَ فِي مُرتَقى العُلى وَالمَعالي

درَجاتٌ لا يُرتَقى أدْناها

لَكَ نَفسٌ من مَعدِنِ الُّلطفِ صِيغَت‌ْ

جَعَلَ الله كُلَّ نَفسٍ فِداها (١)

فإذا بلغت باب حصن النّجف فقل :

(الحَمْدُ للهِ الَّذِي هَدانا لِهذا وَماكُنَّا لِنَهْتَدِي لَوْلا أَنْ هدانا اللهِ) (٢) ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي سَيَّرَنِي فِي بِلادِه وَحَمَلَنِي عَلى دَوابِّهِ وَطَوى لِي البَعِيدَ وَصَرَفَ عَنِّي المَحْذُورَ وَدَفَعَ عَنِّي المَكْرُوهَ حَتّى أَقْدَمَنِي حَرَمَ أَخِي رَسُولِهِ صلى‌الله‌عليه‌وآله.

ثم ادخل وقل : الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَدْخَلَنِي هذِهِ البُقْعَةَ المُبارَكَهَ الَّتِي بارَكَ الله فِيها وَاخْتارَها لِوَصِيِّ نَبِيِّهِ ، اللّهُمَّ فاجْعَلْها شاهِدَةً لِي.

فإذا بلغت العتبة الأولى فقل : اللّهُمَّ بِبابِكَ وَقَفْتُ وَبِفِنائِكَ نَزَلْتُ وَبِحَبْلِكَ اعْتَصَمْتُ وَلِرَحْمَتِكَ تَعَرَّضْتُ وَبِوَلِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ تَوَسَّلْتُ فَاجْعَلْها زِيارَةً مَقْبُولَةً وَدُعاءاً مُسْتَجاباً.

ثم قف على باب الصحن وقل : اللّهُمَّ إِنَّ هذا الحَرَمَ حَرَمُكَ وَالمَقَامَ مَقامُكَ وَأَنا أَدْخُلُ إِلَيْهِ أُناجِيكَ بِما أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي وَمِنْ سِرِّي وَنَجْوايَ ، الحَمْدُ للهِ الحَنَّانِ المَنَّانِ المُتَطَوِّلِ الَّذِي مِنْ تَطَوُّلِهِ سَهَّلَ لِي زِيارَةَ مَوْلايَ بِإِحْسانِهِ وَلَمْ يَجْعَلْنِي عَنْ زِيارَتِهِ مَمْنُوعاً وَلا عَنْ وِلايَتِهِ مَدْفُوعاً بَلْ تَطَوَّلَ وَمَنَحَ ، اللّهُمَّ كَما مَنَنْتَ عَلَيَّ بِمَعْرِفَتِهِ فَاجْعَلْنِي مِنْ شِيعَتِهِ وَادْخِلْنِي الجَنَّةَ بِشَفاعَتِهِ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

_________________

١ ـ الازرية للشيخ الازري : ٨٦ مع اضافات كثيرة.

٢ ـ الاعراف : ٧ / ٤٣.

٤٣٤

ثُمَّ ادخل الصحن وَقل :

الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَكْرَمَنِي بِمَعْرِفَتِهِ وَمَعْرِفَةِ رَسُولِهِ وَمَنْ فَرَضَ عَلَيَّ طاعَتَهُ رَحْمَةً مِنْهُ لِي وَتطَوُّلاً مِنْهُ عَلَيَّ وَمَنَّ عَلَيَّ بِالإيْمانِ ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي أَدْخَلَنِي حَرَمَ أَخِي رَسُولِهِ وَأَرانِيهِ فِي عافِيَةٍ ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي جَعَلَنِي مِنْ زُوَّارِ قَبْرِ وَصِيِّ رَسُولِهِ. أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ جاءَ بِالحَقِّ مِنْ عِنْدِ الله وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيّاً عَبْدُ الله وَأَخو رَسُولِ اللهِ ، اللهُ أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ لا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ والحَمْدُ للهِ عَلى هِدايَتِهِ وَتَوْفِيقِهِ بِما دَعا إِلَيْهِ مِنْ سَبِيلِهِ ، اللّهُمَّ إِنَّكَ أَفْضَلُ مَقْصُودٍ وَأَكْرَمُ مأْتِيٍّ وَقَدْ أَتَيْتُكَ مُتَقَرِّباً إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمةِ وَبِأَخِيهِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلي بْنِ أَبِي طالِبٍ عَلَيْهِما ، السَّلامُ ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَلا تُخَيِّبْ سَعْيي وَانْظُرْ إلى نَظْرَةً رَحِيمَةً تُنْعِشُنِي بِها وَاجْعَلْنِي عِنْدَكَ وَجِيها فِي الدُّنْيا وَالآخِرةِ وَمِنَ المُقَرَّبِينَ.

ثم امش حتى تقف على باب الرواق وقل : السَّلامُ عَلى رَسُولِ الله أَمِينِ الله عَلى وَحْيِهِ وَعَزائِمِ أَمْرِهِ الخاتِمِ لِما سَبَقَ وَالفاتِحِ لِما اسْتُقْبِلَ وَالمُهَيْمِنِ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ، السَّلامُ عَلى صاحِبِ السَّكِينَةِ ، السَّلامُ عَلى المَدْفُونِ بِالمَدِينَةِ ، السَّلامُ عَلى المَنْصُورِ المُؤَيَّدِ ، السَّلامُ عَلى أَبِّي القاسِمِ مُحَمَّدٍ بْنِ عَبْدِ الله وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ (١).

ثم ادخل الرواق وقدم رجلك اليمنى قبل اليسرى وقف على باب القُبَّة وقل : أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ جاءَ بِالحَقِّ مِنْ عِنْدِهِ وَصَدَّقَ المُرْسَلِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا رَسُولَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيب الله وَخِيَرَتَهُ مِنْ خَلْقِهِ ،

_________________

١ ـ عدّ الكفعمي هذه الزيارة الوجيزة الى : (السلام على أبي القاسم محمّد ورحمة الله وبركاته) من زيارات النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله. منه.

٤٣٥

السَّلامُ عَلى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَبْدِ الله وَأَخِي رَسُولِ اللهِ. يا مَوْلايَ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ جائكَ مُسْتَجِيراً بِذِمَّتِكَ قاصِداً إِلى حَرَمِكَ مُتَوَجِّها إِلى مَقامِكَ مُتَوَسِّلاً إِلى الله تَعالى بِكَ ، أَأَدْخُلُ يا مَوْلايَ أَأَدْخُلُ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ أَأَدْخُلُ يا حُجَّةَ الله أَأَدْخُلُ يا أمِينَ الله أَأَدْخُلُ يا مَلائِكَةَ الله المُقِيمِينَ (١) فِي هذا المَشْهَدِ يا مَوْلايَ أَتَأْذَنْ لِي بِالدُّخُولِ أَفْضَلَ ماأَذِنْتَ لاَحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ ، فَإِنْ لَمْ أَكُنْ لَهُ أَهْلاً فَأنْتَ أَهْلٌ لِذلِكَ.

ثم قبل العتبة وقدم رجلك اليمنى على اليسرى وادخل وأنت تقول : بِسْمِ الله وَبِالله وَفِي سَبِيلِ الله وَعَلى مِلَّةِ رَسُولِ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوابُ الرَّحِيمُ.

ثم امش حتى تحاذي القبر واستقبله بوجهك وقف قبل وصولك إليه وقل :

السَّلامُ مِنَ الله عَلى مُحَمَّدٍ رَسُولِ الله أَمِينِ الله عَلى وَحْيِهِ وَرِسالاتِهِ وَعَزائِمِ أَمْرِهِ وَمَعْدِنِ الوَحْيِ وَالتَّنْزِيلِ الخاتِمِ لِما سَبَقَ وَالفاتِحِ لِما اسْتُقْبِل وَالمُهَيْمِنِ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ الشَّاهِدِ عَلى الخَلْقِ السِّراجِ المُنِيرِ ، والسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ المَظْلُومِينَ أَفْضَلَ وَأَكْمَلَ وَأرْفَعَ وَأَشْرَفَ ماصَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَأَصْفِيائِكَ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَبْدِكَ وَخَيْرِ خَلْقِكَ بَعْدَ نَبِيِّكَ وَأَخِي رَسُولِكَ وَوَصِيِّ حَبِيبِكَ الَّذِي انْتَجَبْتَهُ مِنْ خَلْقِكَ وَالدَّلِيلِ عَلى مَنْ بَعَثْتَهُ بِرِسالاتِكَ وَدَيَّانِ الدِّينِ بِعَدْلِكَ وَفَصْلِ قَضائِكَ بَيْنَ خَلْقِكَ ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى الأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ القَوَّامِينَ بِأَمْرِكَ مِنْ بَعْدِهِ المُطَهَّرِينَ الَّذِينَ ارْتَضَيْتَهُمْ أَنْصاراً لِدِينِكَ وَحَفَظَةً لِسِرِّكَ وَشُّهداء عَلى خَلْقِكَ وَأَعْلاما لِعِبادِكَ

_________________

١ ـ المقرّبين ـ خ ـ.

٤٣٦

صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ. السَّلامُ عَلى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَليِّ بْنِ أَبِى طالِبٍ وَصِيِّ رَسُولِ الله وَخَلِيفَتِهِ وَالقائِمِ بِأَمْرِهِ مِنْ بَعْدِهِ سَيِّدِ الوَصِيِّينَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ، السَّلامُ عَلى فاطِمَةَ بِنْتِ رَسُولِ الله صلى‌الله‌عليه‌وآله سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ ، السَّلامُ عَلى الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ سَيِّدَي شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ مِنَ الخَلْقِ أَجْمَعِينَ ، السَّلامُ عَلى الأَئِمَّةِ الرَّاشِدِينَ ، السَّلامُ عَلى الأَنْبِياءِ وَالمُرْسَلِينَ ، السَّلامُ عَلى الأئِمَّةِ المُسْتَوْدَعِينَ ، السَّلامُ عَلى خاصَّةِ الله مِنْ خَلْقِهِ ، السَّلامُ عَلى المُتَوَسِّمِينَ ، السَّلامُ عَلى المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ قامُوا بِأَمْرِهِ وَوازَرُوا أَوْلِياَء الله وَخافُوا بِخَوْفِهِمْ ، السَّلامُ عَلى المَلائِكَةِ المُقَرَّبِينَ ، السَّلامُ عَلَيْنا وَعَلى عِبادِ الله الصَّالِحِينَ.

ثم أدنُ من القبر وإستقبله واجعل القبلة خلفك وقل : السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِيرَ المُؤْمِنِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمامَ الهُدى ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَلَمَ التُّقى ، السَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّها الوَصِيُّ البِرُّ التَّقِيُّ النَقِيُّ الوَفِيُّ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبا الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا عَمُودَ الدِّينِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا سَيِّدَ الوَصِيِّنَ وَأَمِينَ رَبِّ العالَمِينَ وَدَيَّانَ يَوْمِ الدِّينِ وَخَيْرَ المُؤْمِنِينَ وَسَيِّدَ الصِدِّيقِينَ وَالصَفْوَةَ مِنْ سُلالَةِ النَّبِيِّينَ وَبابَ حِكْمَةِ رَبِّ العالَمِينَ وَخازِنَ وَحْيِهِ وَعَيْبَةَ عِلْمِهِ وَالنَّاصِحَ لاُمَّةِ نَبِيِّهِ وَالتَّالِيَ لِرَسُولِهِ وَالمُواسِيَ لَهُ بِنَفْسِهِ وَالنَّاطِقَ بِحُجَّتِهِ وَالدَّاعِيَ إِلى شَرِيعَتِهِ وَالماضِيَ عَلى سُنَّتِهِ ، اللّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ عَنْ رَسُولِكَ ماحُمِّلَ وَرعى ما اسْتُحْفِظَ وَحَفِظَ ما اسْتُودِعَ وَحَلَّلَ حَلالَكَ وَحَرَّمَ حَرامَكَ وَأَقامَ أَحْكامَكَ وَجاهَدَ النَّاكِثِينَ فِي سَبِيلِكَ وَالقاسِطِينَ فِي حُكْمِكَ وَالمارِقِينَ عَنْ أَمْرِكَ صابِراً مُحْتَسِباً لاتأْخُذُهُ فِيكَ لَوْمَةُ لائِمٍ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ

٤٣٧

وَأَصْفِيائِكَ وَأَوْصِياء أَنْبِيائِكَ اللّهُمَّ هذا قَبْرُ وَلِيِّكَ الَّذِي فَرَضْتَ طاعَتَهُ وَجَعَلْتَ فِي أَعْناقِ عِبادِكَ مُبايَعَتَهُ وَخَلِيفَتِكَ الَّذِي بِهِ تَأْخُذُ وَتُعْطِي وَبِهِ تُثِيبُ وَتُعاقِبُ وَقَدْ قَصَدْتُهُ طَمَعاً لِما أَعْدَدْتَهُ لاَوْلِيائِكَ ؛ فَبِعَظِيمِ قَدْرِهِ عِنْدَكَ وَجَلِيلِ خَطَرِهِ لَدَيْكَ وَقُرْبِ مَنْزِلَتِهِ مِنْكَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلَهُ فَإِنَّكَ أَهْلُ الكَرَمِ وَالجُودِ ، وَالسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى ضَجِيعَيْكَ آدَمَ وَنُوحٍ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.

ثم قبل الضريح وقف مما يلي الرأس وقل : يا مَوْلايَ إِلَيْكَ وُفُودِي وَبِكَ أَتَوَسَّلُ إِلى رَبِّي فِي بُلُوغِ مَقْصُودِي وَأَشْهَدُ أَنَّ المُتَوَسِّلِ بِكَ غَيْرُ خائِبٍ وَالطَّالِبَ بِكَ عَنْ مَعْرِفَةٍ غَيْرُ مَرْدُودٍ إِلاّ بِقَضاء حَوائِجِهِ ، فَكُنْ لِي شَفِيعاً إِلى الله رَبِّكَ وَرَبِّي فِي قَضاء حَوائِجي وَتَيْسِيرِ أُمُورِي وَكَشْفِ شِدَّتِي وَغُفْرانِ ذَنْبِي وَسَعَةِ رِزْقِي وَتَطْوِيلِ عُمْرِي وَإِعْطاءِ سُؤْلِي فِي آخِرَتِي وَدُنْيايَ ، اللّهُمَّ العَنْ قَتَلَةَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ اللّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ اللّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ الأَئِمَّةِ وَعَذِّبْهُمْ عَذاباً أَلِيماً لا تُعَذِّبُهُ أَحَداً مِنْ العالَمِينَ عَذاباً كَثِيراً لا انْقِطاعَ لَهُ وَلا أَجَلَ وَلا أَمَدَ بِما شاقُّوا وُلاةَ أَمْرِكَ وَأَعِدَّ لَهُمْ عَذاباً لَمْ تُحِلَّهُ بِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ ، اللّهُمَّ وَأَدْخِلْ عَلى قَتَلَةِ أَنْصارِ رَسُولِكَ وَعَلى قَتَلَةِ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَعَلى قَتَلَةِ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَعَلى قَتَلَةِ أَنْصارِ الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَقَتَلَةِ مَنْ قُتِلَ فِي وِلايَةِ آلِ مُحَمَّدٍ أجْمَعِينَ عَذاباً أليما مُضاعَفاً فِي أَسْفَلِ دَرَكٍ مِنَ الجَّحِيمِ لايُخَفَّفُ عَنْهُمُ العَذابُ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ مَلْعُونُونَ ناكِسُوا رُؤُسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ قَدْ عايَنُوا النَّدامَةَ وَالخِزْيَ الطَّوِيلَ لِقَتْلِهِمْ عِتْرَةَ أَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَأَتْباعِهِمْ مِنْ عِبادِكَ الصَّالِحِينَ ، اللّهُمَّ العَنْهُمْ فِي مُسْتَسِرِّ السِرِّ وَظاهِرِ العَلانِيَةِ فِي أَرْضِكَ وَسَمائِكَ ، اللّهُمَّ اجْعَلْ لِي قَدَمَ صِدْقٍ فِي أَوْلِيائِكَ وَحَبِّبْ إلى مَشاهِدَهُمْ وَمُسْتَقَرَّهُمْ حَتّى تُلْحِقَنِي بِهِمْ وَتَجْعَلَنِي لَهُمْ تَبَعاً فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

٤٣٨

ثم قبل الضريح واستقبل قبرالحسين بن علي عليه‌السلام بوجهك واجعل القبلة بين كتفيك وقل :

السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ رَسُولِ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أبْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا الأَئِمَّةِ الهادِينَ المَهْدِيِّينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَرِيعَ الدَّمْعَةِ السَّاكِبَةِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ المُصِيبةِ الراتِبةِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى جَدِّكَ وَأَبِيكَ وَعَلى اُمِّكَ وَأَخِيكَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى الأَئِمَّةِ مِنْ ذُرِّيَتِكَ وَبَنِيكَ. أَشْهَدُ لَقَدْ طَيَّبَ الله بِكَ التُّرابَ وَأَوْضَحَ بِكَ الكِتابَ وَجَعَلَكَ وَأَباكَ وَجَدَّكَ وَأَخاكَ وَبَنِيكَ عِبْرَةً لاِ ولِي الاَلْبابِ ، يا أبْنَ المَيامِينِ الاَطْيابِ التَّالِينَ الكِتابَ وَجَّهْتُ سَلامِي إِلَيْكَ صَلَواتُ الله وَسَلامُهُ عَلَيْكَ وَجَعَلَ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْكَ ماخابَ مَنْ تَمَسَّكَ بِكَ وَلَجَأَ إِلَيْكَ.

ثم تحول إلى عند الرجلين وقل : السَّلامُ عَلى أَبِي الأَئِمَّةِ وَخَلِيلِ النُّبُوَّةِ وَالمَخْصُوصِ بِالاُخُوَّةِ ، السَّلامُ عَلى يَعْسُوبِ الدِّينِ وَالإيْمانِ وَكَلِمَةِ الرَّحْمنِ ، السَّلامُ عَلى مِيْزانِ الاَعْمالِ وَمُقَلِّبِ الاَحْوالِ وَسَيْفِ ذِي الجَلالِ وَساقِي السَلْسَبِيلِ الزُّلالِ ، السَّلامُ عَلى صالِحِ المُؤْمِنِينَ وَوارِثِ عِلْمِ النَبِيِّنَ وَالحاكِمِ يَوْمَ الدِّينَ ، السَّلامُ عَلى شَجَرَةِ التَّقْوى وَسامِعِ السِّرِّ وَالنَّجْوى ، السَّلامُ عَلى حُجَةَ الله البالِغَةِ وَنِعْمَتِهِ السَّابِغَةِ وَنِقْمَتِهِ الدَّامِغَةِ ، السَّلامُ عَلى الصِّراطِ الواضِحِ وَالنَّجْمِ اللائِحِ وَالإمام النَّاصِحِ وَالزِّنادِ القادِحِ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.

ثم قل : اللّهُمَّ صَلِّ عَلى أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طالِبٍ أَخِى نَبِيِّكَ وَوَلِيِّهِ وَناصِرِهِ وَوَصِيِّهِ وَوَزِيرِهِ وَمُسْتَوْدَعِ عِلْمِهِ وَمَوْضِعِ سِرِّهِ وَبابِ حِكْمَتِهِ وَالناطِقِ بِحُجَّتِهِ وَالدَّاعِي إِلى شَرِيعَتِهِ وَخَلِيفَتِهِ فِي اُمَّتِهِ وَمُفَرِّجِ الكَرْبِ عَنْ وَجْهِهِ ، قاصِمِ الكَفَرَهِ وَمُرْغِمِ الفَجَرَةِ الَّذِي جَعَلْتَهُ مِنْ نَبِيِّكَ بِمَنْزِلَةَ هارُونَ مِنْ مُوسى ، اللّهُمَّ والِ مَنْ والاهُ ،

٤٣٩

وَعادِ مَنْ عاداهُ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ وَالْعَنْ مَنْ نَصَبَ لَهُ مِنَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ وَصَلِّ عَلَيْهِ أَفْضَلَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَوْصِياء أَنْبِيائِكَ يا رَبَّ العالَمِينَ.

ثم عد إلى جانب الرأس لزيارة آدم ونوح عليه‌السلام وقل في زيارة آدم عليه‌السلام : السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبِيَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِينَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا خَلِيفَةَ الله فِي أَرْضِهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا البَشَرِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ (١) وَعَلى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ وَعَلى لطَّاهِرِينَ مِنْ وُلْدِكَ وَذُرِّيَّتِكَ وَصَلّى الله عَلَيْكَ (٢) صَلاةً لايُحْصِيها إِلاّ هُوَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.

وقل في زيارة نوح عليه‌السلام : السَّلامُ عَلَيْكَ يا نَبِيَّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا صَفِيَّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا حَبِيبَ اللهِ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا شَيْخَ المُرْسَلِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا أمِينَ الله فِي أَرْضِهِ ، صَلَواتُ الله وَسَلامُهُ عَلَيْكَ وَعَلى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ وَعَلى الطَّاهِرِينَ مِنْ وُلْدِكَ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ.

ثم صل ست ركعات ركعتان منها لزيارة أمير المؤمنين عليه‌السلام تقرأ في الركعة الأولى فاتحة الكتاب وسورة الرحمن ، وفي الثانية الحمد وسورة يَّس وتشهد وسلم وسبح تسبيح الزهراء عليها‌السلام واستغفر الله عزَّ وجلَّ وادع لنفسك ثم قل :

اللّهُمَّ إِنِّي صَلَّيْتُ هاتَيْنِ الرَّكْعَتَيْنِ هَدِيَّةً مِنِّي إِلى سَيِّدِي وَمَوْلايَ وَلِيِّكَ وَأَخِي رَسُولِكَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ وَسَيِّدِ الوَصِيِّينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِى طالِبٍ صَلَواتُ الله عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ ، اللّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَقَبَّلها مِنِّي وَاجْزِنِي عَلى ذلِكَ جَزاءَ المُحْسِنِينَ ، اللّهُمَّ لَكَ صَلَّيْتُ وَلَكَ رَكَعْتُ وَلَكَ سَجَدْتُ وَحْدَكَ لاشَرِيكَ لَكَ ؛ لاَنَّهُ لاتَكُونُ (٣) الصَّلاةُ وَالرُّكُوعُ

_________________

١ ـ سلام الله عليك ـ خ ـ.

٢ ـ وصلّى الله عليك : خ.

٣ ـ لا تجوز ـ خ ـ.

٤٤٠