مفاتيح الجنان

الشيخ عباس القمي

مفاتيح الجنان

المؤلف:

الشيخ عباس القمي


المحقق: الشيخ علي آل كوثر
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
المطبعة: پاسدار إسلام
الطبعة: ١
الصفحات: ٩٠٤

* (سورة الجمعة) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

يُسبِّحُ للهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الاَرْضِ المَلِكِ القُدُّوسِ العَزِيزِ الحَكِيمِ (١) هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الاُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمْ الكِتابَ وَالحِكْمَةَ وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢) وَآخَرِينَ مِنْهُم لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (٣) ذلِكَ فَضْلُ الله يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَالله ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ (٤) مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً بِئْسَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ الله وَالله لايَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ (٥) قُلْ يا أيُّها الَّذِينَ هادُواْ إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياء للهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوا المَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (٦) وَلايَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداًبِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَالله عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ (٧) قُلْ إِنَّ المَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الغَيْبِ وَالشَّهادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٨) يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا إِذا نُودِيَ لِلْصَّلاةِ مِنَ يَوْمِ الجُمُعَةِ

٤١

فَاسْعَوا إِلى ذِكْرِ الله وَذَرُوا البَيْعَ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (٩) فَإِذا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِروا فِي الاَرْضِ وَابْتَغُواْ مِنْ فَضْلِ الله وَاذْكُرُوا الله كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (١٠) وَإِذا رأَوا تِجارَةً أَوْ لَهْواً انْفَضُّوا إِلَيْها وَتَرَكُوكَ قائِما قُلْ ما عِنْدَ الله خَيْرٌ مِنَ اللَّهْوِ وَمِنَ التِّجارَةِ وَالله خَيْرُ الرَّازِقِينَ (١١).

فضل سورة الجمعة : عن الصادق (ع) قال : من الواجب على كل مؤمن إذا كان لنا شيعة أن يقرأ في صلاة الليل من ليلة الجمعة ، سورة الجمعة وسبح اسم ربك الأعلى ، وفي صلاة الظهر يوم الجمعة ، سورة الجمعة والمنافقين ، فإذا فعل ذلك فكأنما يعمل بعمل رسول الله (ص) وكان جزاؤه وثوابه على الله الجنة (١).

* (سورة الملك) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

تَبارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ المُلْكُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ (١) الَّذِي خَلَقَ المَوْتَ وَالحَياةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَهُوَ العَزِيزُ الغَفُورُ (٢) الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً ماتَرى فِي خَلْقِ الرَّحْمنِ مِنْ تَفاوُتٍ فَارْجِعِ البَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ (٣) ثُمَّ ارْجِعِ البَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبُ إِلَيْكَ البَصَرُ خاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ (٤) وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّماء

_________________

(١) ثواب الأعمال : ١١٨ في ثواب سورة الجمعة.

٤٢

الدُّنْيا بِمَصابِيحَ وَجَعَلْناها رُجُوماً لِلْشَّياطِينِ وَأَعْتَدْنا لَهُمْ عَذابَ السَّعِيرِ (٥) وَلِلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ عَذابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ المَصِيرُ (٦) إِذا اُلْقُواْ فِيها سَمِعُواْ لَها شَهِيقاً وَهِي تَفُورُ (٧) تَكادُ تَمَيَّزُ مِنَ الغَيْظِ كُلَّما أُلْقِيَ فِيها فَوْجٌ سأَلَهُمْ خَزَنَتُها أَلَمْ يأَتِكُمْ نَذِيرٌ (٨) قالُوا بَلى قَدْ جائَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا مانَزَّلَ الله مِن شَيٍْ إِنْ أَنْتُمْ إِلاّ فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ (٩) وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ (١٠) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لاَصْحابِ السَّعِيرِ (١١) إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبُّهُمْ بِالغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (١٢) وَأَسِرُّوا قَوْلَكُم أَوْ اجْهَرُواْ بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (١٣) أَلاَ يَعْلَمُ مَنَ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِيرُ (١٤) هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الاَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِن رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (١٥) أَمِنْتُمْ مَن فِي السَّماء أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ أَلاَرْضَ فَإِذا هِي تَمُورُ (١٦) أَمْ أَمِنْتُم مَنَ فِي السَّماء أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُم حاصِباً فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ (١٧) وَلَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ (١٨) أَوَلَمْ يَرُواْ إِلى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ ما

٤٣

يُمْسِكُهُنَّ إِلاّ الرَّحْمنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيٍْ بَصِيرٌ (١٩) أَمَّنْ هذا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُم يَنْصُرْكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ إِنَّ الكافِرُونَ إِلاّ فِي غُرُورٍ (٢٠) أَمَّن هذا الَّذِي يَرْزُقُكُم إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَلْ لَّجُّوا فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ (٢١) أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّن يَمْشي سَوِياً عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (٢٢) قُلْ هُوَ الَّذِي أَنْشَأَكُم وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالاَبْصارَ وَالاَفْئِدَةَ قَلِيلا ما تَشْكُرُونَ (٢٣) قُلْ هُوَ الَّذِي ذَرَأَكُم فِي الاَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (٢٤) وَيَقُولُونَ مَتى هذا الوَعْدُ إِنْ كُنْتُم صادِقِينَ (٢٥) قُلْ إِنَّما العِلْمُ عِنْدَ الله وَإِنَّما أَنا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٢٦) فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلفَةً سِيئَتْ وَُجُوهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَقِيلَ هذا الَّذِي كُنْتُم بِهِ تَدَّعُونَ (٢٧) قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِي الله وَمَنْ مَعِي أَوْ رَحِمَنا فَمَنْ يُجِيرُ الكافِرِينَ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ (٢٨) قُلْ هُوَ الرَّحْمنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنا فَسَتَعْلَمُونَ مَنَ هُوَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (٢٩) قُلْ أَرَأَيْتُم إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُم بِماء مَعِين (٣٠).

فضل سورة الملك : عن أبي عبد الله عليه‌السلام : من قرأ سورة تبارك الذي بيده الملك ، في المكتوبة قبل أن ينام لم يزل في أمان الله حتى يصب ، وفي أمانة يوم القيامة حتى يدخل الجنة (١).

________________

(١) ثواب الأعمال : ١١٩ ثواب سورة تبارك.

٤٤

وروى القطب الرواندي عن ابن عباس أن رجلا ضرب خباءه على قبر ، فقرأ تبارك الذي بيده الملك فسمح صائحا يقول : هي المنجية ، فذكر ذلك لرسول الله (ص) فقال : هي المنجية من عذاب القبر (١).

* (سورة النبأ) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

عَمَّ يَتَسأَلُونَ (١) عَنِ النَّبَإِ العَظِيمِ (٢) الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ (٣) كَلا سَيَعْلَمُونَ (٤) ثُمَّ كَلا سَيَعْلَمُونَ (٥) أَلَمْ نَجْعَلِ الاَرْضَ مهاداً (٦) وَالجِبالَ أَوْتاداً (٧) وَخَلَقْناكُمْ أَزْواجاً (٨) وَجَعَلْنا نَوْمَكُم سُباتاً (٩) وَجَعَلْنا اللَّيْلَ لِباساً (١٠) وَجَعَلْنا النَّهارَ مَعاشاً (١١) وَبَنَيْنا فَوْقَكُم سَبْعاً شِداداً (١٢) وَجَعَلْنا سِراجاً وَهَّاجاً (١٣) وَأَنْزَلْنا مِنَ المُعْصِراتِ ماء ثَجَّاجاً (١٤) لِنُخْرِجَ بِهِ حَبّاً وَنَباتاً (١٥) وَجَناتٍ أَلفافاً (١٦) إِنَّ يَوْمَ الفَصْلِ كانَ مِيقاتاً (١٧) يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً (١٨) وَفُتِحَتِ السَّماء فَكانَتْ أَبْواباً (١٩) وَسُيِّرَتِ الجِبالُ فَكانَتْ سَراباً (٢٠) إِنَّ جَهَنَّمَ كانَتْ مِرْصاداً (٢١) لِلطّاغِينَ مَآباً (٢٢) لابِثِينَ فِيها أَحْقاباً (٢٣) لا يَذُوقُونَ فِيها بَرْداً وَلا شَراباً (٢٤) إِلاّ حَمِيماً وَغَسّاقاً (٢٥) جَزاءً وَِفاقاً (٢٦) إِنَّهُم كانُوا

__________________

(١) بحار الأنوار ٩٢ / ٣١٣ و ١٠٢ / ٢٩٦ عن دعوات الراوندي.

٤٥

لايَرْجُونَ حِساباً (٢٧) وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذَّاباً (٢٨) وَكُلَّ شَيٍْ أَحْصَيْناهُ كِتاباً (٢٩) فَذُوقُواْ فَلَنْ نَزِيدَكُم إِلاّ عَذاباً (٣٠) إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ مَفازاً (٣١) حَدائِقَ وَأَعْناباً (٣٢) وَكَواعِبَ أَتْراباً (٣٣) وَكَأْساً دِهاقاً (٣٤) لايَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا كِذَّاباً (٣٥) جَزاءً مِنْ رَبِّكَ عَطاءً حِساباً (٣٦) رَبِّ السَّماواتِ وَالاَرْضِ وَما بَيْنَهُما الرَّحْمنِ لايَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطاباً (٣٧) يَومَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالمَلائِكَةُ صَفّاً لايَتَكَلَّمُونَ إِلاّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَقالَ صَواباً (٣٨) ذلِكَ اليَوْمَُ الحَقُّ فَمَنْ شاء اَّخَذَ إِلى رَبِهِ مَآباً (٣٩) إِنَّا أَنْذَرْناكُم عَذاباً قَرِيباً يَوْمَ يَنْظُرُ المَرُْ ماقَدَّمَتْ يَداهُ وَيَقُولُ الكافِرُ يا لَيتَنِي كُنْتُ تُراباً (٤٠).

فضل سورة النبأ : روي الصدوق عن الصادق (ع) قال : من قرأ سورة عم يتسائلون ، لم يخرج سنته ، إذا كان يدمنها في كل يوم ، حتى يزور بيت الله الحرام إن شاء الله (١).

وروى الشيخ الطبرسي في مجمع البيان عن أبي بن كعب قال ، قال رسول الله (ص) : من قرأ سورة عم يتسائلون ، رواه الله برد الشراب في القيامة (٢).

واعلم أنه قد ورد في الروايات أن النبأ العظيم هو الولاية ، وورد أنه أمير المؤمنين (ع) (٣).

هو النبأ العظيم وفلك نوح

وباب الله وانقطع الخطاب

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٢١ في ثواب سورة عمّ يتساءلون.

(٢) مجمع البيان ١٠ / ٦٣٧ في فضل سورة عمّ يتساءلون.

(٣) انظر تفسير كنز الدقائق للقمّي ١٤ / ٩٤ ذيل سورة النبأ.

(٤) الشاعر هو أبو الحسن عليّ بن عبدالله الوصيف الناشي الصغير متوفي ٣٦٥ كما في الغدير ٤ / ٢٧.

٤٦

* (سورة الاعلى) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

سَبِّح اسْمَ رَبِّكَ الاَعْلى (١) الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى (٢) وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدى (٣) وَالَّذِي أَخرَجَ المَرْعى (٤) فَجَعَلَهُ غُثاءً أَحْوى (٥) سَنُقْرِئُكَ فَلا تَنْسى (٦) إِلاّ ما شاء الله إِنَّهُ يَعْلَمُ الجَهْرَ وَما يَخْفى (٧) وَنُيَسِّرُكَ لِلْيُسْرى (٨) فَذَكِّرْ إِنْ نَّفَعَتِ الذِّكْرى (٩) سَيَذَّكَرُ مَنْ يَخْشى (١٠) وَيَتجَنَّبُها الاَشْقى (١١) الَّذِي يَصْلى النَّارَ الكُبْرى (١٢) ثُمَّ لايَمُوتُ فِيها وَلايَحْيى (١٣) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكّى (١٤) وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى (١٥) بَلْ تُؤْثِرُونَ الحَياةَ الدُّنْيا (١٦) وَالآخرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقى (١٧) إِنَّ هذا لَفِي الصُّحُفِ الأوّلى (١٨) صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى (١٩).

فضل سورة الأعلى : روى الصدوق عن الصادق (ع) قال : من قرأ سبح اسم ربك الأعلى في فريضة أو نافلة قيل له يوم القيامة ، أدخل من أي أبواب الجنة شئت إن شاء الله (١).

* (سورة الشمس) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وَالشّمْسِ وَضُحاها (١) وَالقَمَرِ إِذا تَلاها (٢) وَالنَّهارِ إِذا جَلاّ ها (٣)

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١٢٢ في ثواب سورة الأعلي.

٤٧

وَاللَّيْلِ إِذا يَغْشاها (٤) وَالسَّماء وَما بَناها (٥) وَالاَرْضِ وَما طَحاها (٦) وَنَفْسٍ وَما سَوّاها (٧) فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَتَقْواها (٨) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكّاها (٩) وَقَدْ خابَ مَنْ دَسّاها (١٠) كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها (١١) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقاها (١٢) فَقالَ لَهُمْ رَسُولُ الله ناقَةَ الله وَسُقْياها (١٣) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوها فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوّاها (١٤) وَلايَخافُ عُقْباها (١٥).

فضل سورة الشمس : وفي مجمع البيان عن أبي بن كعب عن النبي (ص) قال : من قرأ سورة الشمس فكأنما تصدق بما أشرقت عليه الشمس والقمر (١).

* (سورة القدر) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ (١) وَما أَدْراكَ ما لَيّلَةُ القَدْرِ (٢) لَيلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِن أَلْفِ شَهْرٍ (٣) تَنَزَّلُ المَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِن كُلِّ أَمْرٍ (٤) سَلامٌ هِي حَتَّى مَطْلَع الفَجْرِ (٥).

فضل سورة القدر : عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من قرأ سورة إنا أنزلناه في الفريضة ناداه مناد يا عبد الله غفر الله ما مضى فاستأنف العمل (٢).

__________________

(١) مجمع البيان ١٠ / ٧٥٢ في فضل سورة الشمس.

(٢) ثواب الأعمال : ١٢٤ في ثواب قراءة إنّا أنزلناه.

٤٨

* (سورة الزلزلة) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِذا زُلْزِلَتِ الاَرْضُ زِلْزالَها (١) وَأَخْرَجَتِ الاَرْضُ أَثْقالَها (٢) وَقَالَ الاِنْسانُ مَالَها (٣) يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبارَها (٤) بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحى لَها (٥) يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُم (٦) فَمَنْ يَعْمَلُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ (٧) وَمَنْ يَعْمَلُ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ (٨).

فضل سورة الزلزلة : وعن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : من قرأ سورة إذا زلزلت أربع مرات فكأنما قرأ القرآن كله (١).

* (سورة العاديات) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

وَالعادِياتِ ضَبْحاً (١) فَالمُورِياتِ قَدْحاً (٢) فَالمُغِيراتِ صُبْحاً (٣) فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعاً (٤) فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعاً (٥) إِنَّ الاِنْسانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ (٦) وَإِنَّهُ عَلَى ذلِكَ لَشَهِيدٌ (٧) وَإِنَّهُ لِحُبِّ الخَيْرِ لَشَدِيدٌ (٨) أَفَلا يَعْلَمُ إِذا بُعْثِرَ ما فِي القُبُورِ (٩) وَحُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ (١٠) إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ (١١).

_________________

(١) انظر مجمع البيان ١٠ / ٧٩٦ في فضل سورة الزلزلة.

٤٩

فضل سورة العاديات : في الحديث ، إن من واظب على قراءتها حشر مع أمير المؤمنين (ع) (١).

* (سورة الكافرون) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قُلْ يا أيُّها الكافِرُونَ (١) لا أَعْبُدُ ماتَعْبُدُونَ (٢) وَلا أَنْتُمْ عابِدُونَ ما أَعْبُدُ (٣) وَلا أَنا عابِدٌ مّا عَبَدْتُّم (٤) وَلا أَنْتُم عابِدُونَ ماأَعْبُدُ (٥) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (٦).

* (سورة النصر) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِذا جاء نَصْرُ الله وَالفَتْحُ (١) وَرَأيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ الله أَفْواجاً (٢) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابا (٣).

* (سورة التوحيد) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قُلْ هُوَ الله أَحدٌ (١) الله الصّمَدُ (٢) لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (٣) وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ (٤).

_________________

(١) عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : من قرأ سورة «والعاديات» وأدمن قراءتها بعثه الله عزّوجّل مع أمير المؤمنين عليه‌السلام يوم القيامة خاصّة ، وكان في حجره ورفقائه. ثواب الأعمال : ١٢٥ في ثواب قراءة سورة العاديات.

٥٠

* (سورة الفلق) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفَلَقِ (١) مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ (٢) وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ (٣) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثاتِ فِي العُقَدِ (٤) وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ (٥).

* (سورة الناس) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِ النّاسِ (١) مَلِكِ النّاسِ (٢) إِلهِ النّاسِ (٣) مِنْ شَرِّ الوَسْواسِ الخَناسِ (٤) الَّذِي يُوَسْوسُ فِي صُدُورِ النّاسِ (٥) مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ (٦).

فضل سورة الكافرون والنصر والتوحيد والمعوذتين : قد ورد في أاديث كثيرة فضل قراءة سورة (قل يا أيها الكافرون) في الفرائض والنوافل وأنها تعدل ربع القرآن ، وأن سورة التوحيد تعدل ثلث القرآن ، وأن قراءة سورة النصر في الفرائض والنوافل توجب النصر على الأعداء ، وأنه من قرأ المعوذتين حين يخرج من داره لم يضره العين وأن من يخاف في المنام فليقرأ عند النوم هاتين السورتين وآية الكرسي إن شاء الله تعالى (١).

_________________

(١) انظر تفسير كنز الدقائق للقمّي المشهدي في فضل كلّ سورة قبل تفسيرها.

٥١

مقدمة المؤلف

الحَمدُ للهِ الذي جَعلَ الحَمدَ مِفتاحاً لِذِكْرِهِ وَخَلَقَ الاَشْياء ناطِقَةً بِحَمْدِهِ وَشُكْرِهِ ، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ على نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ المُشْتَقِّ اسْمُهُ مِن اسْمِهِ المَحْمُودِ ، وَعَلى آلِهِ الطَّاهِرينَ أُولِي المَكارِمِ وَالجُودِ.

وَبعد : يقول البائس الفقير المُتمسِّك بأحاديث أهل البيت عليه‌السلام ، عبّاس بن محمّد رضا القمّي ختم الله لَهُما بالحسنى والسعادة : قد سَألني بَعض الآخوان مِنَ المؤمنين أن أراجع كتاب مفتاح الجنان المُتداول بين النّاس فَأُؤلّف كتاباً على غراره خلوّا ممّا احتواه ممّا لم أعثر على سَنده مقتطفاً منهُ ما كانَ لَهُ سَند يَدعَمهُ مضيفاً إلى ذلك أدعية وَزيارات معتبرة لَم تَرد في ذلك الكتاب ، فأجبتهم إلى سؤلهم ، فكان هذا الكتاب وسَميته «مفاتيح الجنان» وَرَتّبتَه على ثلاثةِ أبواب :

البابُ الأوّل : في تَعقيبِ الصّلوات ، ودعوات أيّام الأسبوع ، وأعمال لَيلَة الجُمعة وَنهارَها وعدّة أدعية مَشهورة والمناجيات الخمس عشرة وَغيرها.

البابُ الثاني : في أعمال أشهر السّنة ، وفضل عيد النيروز وأعمالهُ وأعمال الاَشهر الرومية.

الباب الثّالث : في الزّيارات وما ناسبها ، راجياً أن يجري عليه الاخوان المؤمنون وأن لاينسوا الدعاء والزّيارة والاستغفار لي وأنا العاصي الذي سوّدت وجهه الذّنوب.

٥٢

في تعقيب الصلوات ودعوات أيام الأسبوع

وأعمال ليلة الجمعة ونهارها وعدة أدعية مشهورة ،

والمناجيات الخمس عشرة وغيرها ويحتوي على عدة فصول :

الفصل الأول

في التعقيبات العامّة عَن كتاب (مصباح المُتهجّد) وغيره

فإذا سَلّمت وفرغت من الصلاة فَقُل : الله أَكبرُ ثلاث مَرّات رافعاً عند كلّ تكبيرة يديك إلى حيال أُذنيك ثُمَّ قل :

لا إِلهَ إِلاّ الله إِلهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ ، لا إِلهَ إِلاّ الله وَلا نَعبُدُ إِلاّ إِياهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ المُشْرِكُونَ ، لا إِلهَ إِلاّ الله ربُّنا وَرَبُّ آبائِنا الأوّلِينَ ، لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ أَنْجَزَ وَعْدَهُ وَنَصَرَ عَبْدَه وأَعَزَّ جُنْدَهُ وَهَزَمَ الاَحْزابَ وَحْدَهُ ، فَلَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيْتُ وَيُمِيْتُ وَيُحْيِي وَهُوَ حَيُّ لايَمُوتُ ، بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَدِيرٌ.

ثُمَّ قُل : أَسْتَغْفِرُ الله الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ ، وَأَتُوبُ إِلَيْهِ.

ثُمَّ قُل : اللّهُمَّ اهْدِنِي مِنْ عِنْدِكَ وَأَفِضْ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ ، وَانْشُرْ عَلَيَّ مِنْ رَحْمَتِكَ ، وَأَنْزِلْ عَلَيَّ مِنْ بَرَكاتِكَ ، سُبْحانَكَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي كُلَّها جَمِيعاً ، فَإنَّهُ لايَغْفِرُ الذُّنُوبَ كُلَّها جَمِيعاً إِلاّ أَنْتَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ كُلِّ شَرٍّ أَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ عافِيَتَكَ فِي أُمُورِي كُلِّها ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ خِزْي الدُّنْيا وَعَذابِ الآخرَةِ ، وَأَعُوذُ بِوَجْهكَ الكَرِيمْ وَعِزَّتِكَ الَّتِي لاتُرامُ وَقَدْرَتِك

__________________

(١) من قوله : «يُحيي ويميت ـ بيده الخير» من نسخة.

٥٣

الَّتِي لايَمْتَنِعُ مِنْها شَيٌ مِنْ شَرِّ الدُّنْيا وَالآخرَةِ ، وَمِنْ (١) شَرِّ الاَوْجاعِ كُلِّها ، وَمِنْ شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ أَنْتَ آخِذٌ بِناصِيتها ، إِنَّ رَبِّي عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ. تَوَكَّلْتُ عَلى الحَيِّ الَّذِي لايَمُوتُ ، وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيْكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيُّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً (٢).

ثُمَّ سبِّحْ تسبيح الزهراء عليها‌السلام وقُل عشر مَرات قَبلَ أَن تتحرك مِنْ موضعك :

أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ إِلها واحِداً أَحَداً فَرْداً صَمَداً لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً (٣).

أقول : روي لهذا التهليل فضل كبير سيَّما إِذا عقب بعده صلاة الصبح والعشاء وإِذا قري عند طلوع الشَمس وغروبها.

ثُمَّ تقول : سُبْحانَ الله كُلَّما سَبَّحَ الله شَيٌ ، وَكَما يُحِبُّ الله أَنْ يُسَبَّحَ ، وَكَما هُوَ أَهْلُهُ ، وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ ، والحَمْدُ للهِ كُلَّما حَمِدَ الله شَيٌ ، وَكَما يُحِبُّ الله أَنْ يُحْمَدَ ، وَكَما هُوَ أَهْلُهُ ، وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ ، وَلا إِلهَ إِلاّ الله كُلَّما هَلَّلَ الله شَيٌ ، وَكَما يُحِبُّ الله أَنْ يُهَلَّلَ ، وَكَما هُوَ أَهْلُهُ ، وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ ، وَالله أَكْبَرُ كُلَّما كَبَّرَ الله شَيٌ ، وَكَما يُحِبُّ الله أنْ يُكَبَّرَ ، وَكَما هُوَ أَهْلُهُ ، وَكَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزِّ جَلالِهِ. سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبرُ ، عَلى كُلِّ نِعْمَةٍ أَنْعَمَ بِها عَلَيَّ وَعَلى كُلِّ أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ مِمَّنْ كانَ أَوْ يَكُونُ إِلى يَومِ القِيامَةِ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَسأَلُكَ مِنْ خَيرِ ما أَرْجُو وَخَيْرِ ما لا أَرْجُو ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما أَحْذَرُ وَمِنْ شَرِّ (٤) ما لا أَحْذَرُ (٥).

__________________

(١) من : خ.

(٢) رواه الطوسي في مصباح المتهجّد : ٥٠.

(٣) مصباح المتهجّد : ٥٩.

(٤) من شرّ : خ.

(٥) مصباح المتهجّد : ٥٢.

٥٤

ثُمَّ تقرأ سورة الحَمد ، وآية الكرسي ، وآيه : (شَهِدَ الله) (١)، وآية : (قُلِ اللّهُمَّ مالِكَ المُلْكِ) (٢)، وآية السَخرة وهي آيات ثلاث مِنْ سورة الاَعْراف أوّلها : (إِنَّ رَبَّكُمُ اللهُ) ، وآخرها : (مِنَ المُحْسِنِينَ) (٣).

ثُمَّ تقول ثلاثاً : سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمّا يَصِفُونَ ، وَسَلامٌ عَلى المُرْسَلِينَ ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ.

ثُمَّ تقول ثلاث مَرات : اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآل مُحَمَّدٍ ، وَاجْعَلْ لِي مِنْ أَمْرِي فَرَجاً وَمَخْرَجاً ، وَارْزُقْنِي مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ وَمِنْ حَيْثُ لا أَحْتَسِبُ (٤). وهذا دعاء عَلَّمَهُ جبرائيل يوسف عليه‌السلام في السجن (٥).

ثُمَّ خذْ لحيتك بيدكَ اليمنى وابسط يدكَ اليسرى إلى السماء وقُل سبع مَرات : يا رَبَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ (٦). وقُل ثلاثاً وأَنتَ على ذلكَ الحال : يا ذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَارْحمْنِي وَأَجِرْنِي مِنَ النَّارِ (٧).

ثُمَّ تقرأ اثنتي عشرة مرّة سورة (قُل هوَ الله أحد). وَتَقول : اللّهُمَّ إِنّي أَسأَلُكَ باسْمِكَ المَكْنُونِ المَخْزُونِ الطَّاهِرِ الطُّهرِ المُبارَكِ ، وَأَسأَلُكَ بِاسْمِكَ العَظِيْمِ وَسُلْطانِكَ القَدِيمِ ، يا واهِبَ العَطايا وَيا مُطْلِقَ الاُسارى ، وَيافَكَّاكَ الرِّقابِ مِنَ النَّارِ ، أَسأَلُكَ أَنْ تُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تُعْتِقَ رَقَبَتِي مِنَ النَّار ، وَأَنْ تُخْرِجَنِي مِنَ الدُّنْيا سالِما وَتُدْخِلَنِي (٨) الجَنَّةَ آمِنا ، وَأَنْ تَجْعَلَ دُعائِي أَوَّلَهُ فَلاحاً وَأَوْسَطَهُ نَجاحاً وَآخِرَهُ صَلاحاً ،

__________________

(١) انظر الباقيات الصالحات ص ٧٣٠.

(٢) انظر الباقيات الصالحات ص ٧٣٠.

(٣) انظر الباقيات الصالحات ص ٨٠٧.

(٤) مصباح المتهجّد : ٥٢.

(٥) رواه الصدوق في الفقيه ١ / ٣٢٤ ح ٩٥٠ باب التعقيب.

(٦) مصباح المتهجّد : ٥٢.

(٧) مصباح المتهجّد : ٥٤.

(٨) وأن تدخلني ـ خ ـ.

٥٥

إِنَّكَ أَنْتَ عَلامُ الغُيُوبِ (١).

وورد في الصحيفة العلويّة لتعقيب الفرائض : يا مَنْ لا يَشْغَلُهُ سَمْعٌ عَنْ سَمْعٍ ، وَيا مَنْ لايُغَلِّطَهُ السَّائِلُونَ ، وَيا مَنْ لايُبْرِمُهُ (٢) إِلحاحُ المُلِحِّينَ ، أَذِقْنِي بَرْدَ عَفْوِكَ وَحَلاوَةَ رَحْمَتِكَ وَمَغْفِرتِكَ.

وَتَقول أيضاً : إِلهِي ، هذِهِ صَلاتِي صَلَّيْتُها لا لِحاجَةٍ مِنْكَ إِلَيْها ، وَلا رَغْبةٍ مِنْكَ فِيها ، إِلاّ تَعْظِيماً وَطاعَةً وَإِجابَةً لَكَ إِلى ما أَمَرْتَنِي بِهِ. إِلهِي إِنْ كانَ فِيها خَلَلٌ أَوْ نَقْصٌ مِنْ رُكُوعِها أو سُجُودِها فَلا تُؤاخِذْنِي وَتَفَضَّلْ عَلَيَّ بِالقَبُولِ وَالغُفْرانِ (٣).

وَتَدعو أيضاً عقيب الصلوات بهذا الدعاء الذي عَلَّمَهُ النَّبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله أميرَ المؤمنين عليه‌السلام للذّاكرة : سُبْحانَ مَنْ لا يَعْتَدِي عَلى أَهْلِ مَمْلَكَتِهِ ، سُبْحانَ مَنْ لايَأْخُذُ أَهْلَ الاَرْضِ بِأَلْوانِ العَذابِ ، سُبْحانَ الرَّؤُوفِ الرَّحِيمِ. اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي فِي قَلْبِي نُوراً وَبَصَراً وَفَهْما وَعِلْماً. إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍ قَدِيرٌ (٤).

وَقالَ الكفعمي في (المصباح) : قُل ثلاث مَرات عقيب الصلوات : أُعِيْذُ نَفْسِي وَدِينِي وَأَهْلِي وَمَالِي وَوَلَدِي وَإِخْوانِي فِي دِينِي وَما رَزَقَنِي رَبِّي وَخَواتِيمَ عَمَلِي وَمَنْ يَعْنِينِي أَمْرُهُ بِالله الواحِدِ (٥) الاَحَدِ الصَّمَدِ ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحدٌ ، وَبِرَبِّ الفَلَقِ ، مِنْ شَرِّ ما خَلَقَ ، وَمِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ ، وَمِنْ شَرِّ النَّفّاثاتِ في العُقَدِ ، وَمِنْ شَرِّ حاسِدٍ إِذا حَسَدَ ، وَبِرَبِّ النَّاسِ ، مَلِكِ النَّاسِ إِلهِ النَّاسِ ، مِنْ شَرِّ الوَسْواسِ الخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ، مِنَ الجِنَّةِ وَالنَّاسِ (٦).

__________________

(١) مصباح المتهجّد : ٥٧.

(٢) لا يبرمه : أي لا يُتعبد.

(٣) الصحيفة العلوية : ٣٦٦ ، دعاؤه في تعقيب كلّ فريضة.

(٤) الصحيفة العلوية : ٣٦٦ ، دعاؤه في تعقيب كلّ فريضة.

(٥) الوَاحِدِ : خ.

(٦) مصباح المتهجّد للطوسي : ٥٦ ؛ المصباح للكفعمي : ٢٢ في الفصل الخامس فيما يقال عقيب كلّ فريضة وفيه : أعيذ نفسي ومالي وولدي وديني وأهلي وإخواني في ديني ...

٥٦

وعن خطّ الشيخ الشهيد : أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قالَ : مَن أراد أن لايطلعه الله يَومَ القيامة على قبيح أعماله ولا يفتح ديوان سيئاته فليقل بَعدَ كُل صلاة :

اللّهُمَّ إِنَّ مَغْفِرَتَك أَرْجى مِنْ عَمَلِي ، وَإِنَّ رَحْمَتَكَ أَوْسَعُ مِنْ ذَنْبِي. اللّهُمَّ إِنْ كانَ ذَنْبِي عِنْدَكَ عَظِيما فَعَفْوُكَ أَعْظَمُ مِنْ ذَنْبِي. اللّهُمَّ إنْ لَمْ أَكُنْ أَهْلاً أَنْ أَبْلُغَ رَحْمَتَكَ فَرَحْمَتُكَ أَهْلٌ أَنْ تَبْلُغَنِي وَتَسَعَنِي ؛ لاَنَّها وَسِعَتْ كُلَّ شَيٍ ، بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (١).

وعَن ابن بابويه رض قالَ : إِذا فرغت مِن تسبيح الزهراء (صَلَواتُ الله عَلَيهاِ) فَقُل :

اللّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ وَمِنْكَ السَّلامُ وَلَكَ السَّلامُ وَإِلَيْكَ يَعُودُ السَّلامُ. سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ العِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ، وَسَلامٌ عَلى المُرْسَلِينَ ، واَلحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ. السَّلامُ عَلَيكَ أَيُّها النَّبيُّ وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ، اَلسَّلامُ عَلَى الاَئِمَّةِ الهادِينَ المَهْدِيِّينَ ، السَّلامُ عَلى جَمِيعِ أَنْبِياءِ الله وَرُسُلِهِ وَمَلائِكَتِهِ ، السَّلامُ عَلَيْنا وَعَلى عِبادِ الله الصَّالِحِينَ ، اَلسَّلامُ عَلَى عَلِيٍّ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ ، السَّلامُ عَلى الحَسَنِ وَالحُسَيْنِ سَيِّدَي شَبابِ أَهْلِ الجَنَّةِ أَجْمَعِينَ ، اَلسَّلامُ عَلَى عَلِيٍّ بْنِ الحُسَيْنِ زَيْنِ العابِدِينَ ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَليٍّ باقِرِ عِلْمِ النَّبِيِّينَ ، اَلسَّلامُ عَلَى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ ، السَّلامُ عَلى مُوسى بْنِ جَعْفَرٍ الكاظِمِ ، السَّلامُ عَلَى عَلِيّ بْنِ مُوسى الرِّضا ، السَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ الجَّوادِ ، السَّلامُ عَلى عَلِيّ بْنِ مُحَمَّدٍ الهادِي ، السَّلامُ عَلى الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الزَّكِيِّ العَسْكَرِيِّ ، السَّلامُ عَلَى الحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ القائِمِ المَهْدِيّ ، صَلَواتُ الله عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ. وتدعو بما أحببت (٢).

وَقالَ الكفعمي تقول بَعدَ الصلوات : رَضِيتُ بِالله رَبّاً ، وَبِالاِسْلامِ دِيْناً ، وَبِمُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله نَبِيّاً ، وَبِعَلِّيٍّ إِماماً ، وَبِالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَجَعْفَرٍ وَمُوسى وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَالحَسَنِ وَالخَلَفِ الصَّالِحِ عليهم‌السلام أَئِمَّةً وَسادَةً وَقادَةً. بِهِمْ

__________________

(١) بحار الأنوار ٨٦ / ٣٧ ح ٤٤ عن جنّة الأمان واختيار ابن الباقي والبلد الأمين.

(٢) من لا يحضره الفقيه ١ / ٣٢٢.

٥٧

أَتَوَلّى وَمِنْ أَعْدائِهِمْ أَتَبَرَأ (١).

ثُمَّ تقول ثلاثاً : اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ العَفْوَ وَالعافِيَةِ وَالمُعافاةِ فِي الدُّنْيا وَالآخرَةِ (٢).

الفصل الثاني

في التعقيبات الخاصة

قُل في تعقيب صلاة الظهر كَما في المُتهجد :

لا إِلهَ إِلاّ الله العَظِيمِ الحَلِيمِ ، لا إِلهَ إِلاّ الله رَبِّ العَرْشِ الكَرِيمِ ، الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِينَ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مُوجِباتِ رَحْمَتِكَ وَعَزائِمِ مَغْفِرَتِكَ. وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ ، وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ. اللّهُمَّ لا تَدَعْ لِي ذَنْباً إِلاّ غَفَرْتَهُ ، وَلا هَمّاً إِلاّ فَرَّجْتَهُ ، وَلا سُقْماً إِلاّ شَفَيْتَهُ ، وَلا عَيْباً إِلاّ سَتَرْتَهُ ، وَلا رِزْقاً إِلاّ بَسَطْتَهُ ، وَلا خَوْفاً إِلاّ آمَنْتَهُ ، وَلا سُوْءاً إِلاّ صَرَفْتَهُ ، وَلا حاجَةً هِيَ لَكَ رِضاً وَلِيَ فِيها صَلاحٌ إِلاّ قَضَيْتَها ؛ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ.

وَتَقول عشر مَرات : بِالله اعْتَصَمْتُ وَبِالله أَثِقُ وَعَلى الله أَتَوَكَّلُ.

ثُمَّ تقول : اللّهُمَّ إِنْ عَظُمَتْ ذُنُوبِي فَأَنْتَ أَعْظَمُ ، وَإِنْ كَبُرَ تَفْرِيطِي فَأَنْتَ أَكْبَرُ ، وَإِنْ دامَ بُخْلِي فَأَنْتَ أَجْوَدُ اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي (٣) عَظِيمَ ذُنُوبِي بِعَظِيمِ عَفْوِكَ ، وَكَثِيرِ (٤) تَفْرِيطِي بِظاهِرِ كَرَمِكَ ، وَاقْمَعْ بُخْلِي بِفَضْلِ جُودِكَ. اللّهُمَّ ما بِنا مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ. اسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ (٥).

__________________

(١) البلد الأمين للكفعمي : ١٣.

(٢) المصباح للكفعمي : ٢٥.

(٣) لي : خ.

(٤) وكثرة ـ خ ـ.

(٥) مصباح المتهجّد : ٦١ ـ ٦٣.

٥٨

تعقيب صلاة العصر ـ نقلا عَن المُتهجد ـ :

أَسْتَغْفِرُ الله الَّذِي لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ذُو الجَلالِ وَالاِكْرامِ ، وَأَسْأَلُهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيَّ تَوْبَةَ عَبْدٍ ذَلِيلٍ خاضِعٍ فَقِيرٍ بائِسٍ مِسْكِينٍ مُسْتَكِينٍ مُسْتَجِيرٍ ، لايَمْلِكُ لِنَفْسِهِ نَفْعاً وَلا ضَرّاً وَلا مَوْتاً وَلا حَياةً وَلا نُشُوراً.

ثُمَّ تقول : اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ نَفْسٍ لا تَشْبَعُ ، وَمِنْ قَلْبٍ لا يَخْشَعُ ، وَمِنْ عِلْمٍ لا يَنْفَعُ ، وَمِنْ صَلاةٍ لاتُرْفَعُ ، وَمِنْ دُعاءٍ لا يُسْمَعُ. اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ اليُسْرَ ، بَعْدَ العُسْرِ وَالفَرَجَ بَعْدَ الكَرْبِ وَالرَّخاءِ بَعْدَ الشِّدَّةِ. اللَّهُمَّ ما بِنا مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ. اسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ (١).

وعَن الصادق عليه‌السلام قالَ : مَن اَستَغفِرُ الله تعالى بَعدَ صلاة العصر سَبعين مرَّةً غفر الله لَهُ سبعمائة ذنب.

وروي عَن الإمام محمد التقي قالَ : مَن قرأ (إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ) بَعدَ العصر عشر مَرات ، مرت لَهُ على مثل اعمال الخلائق في ذلك اليوم (٢).

وَيُستحب دعاء العشرات في كُل صباحٍ ومَساء ، وأفضل أوقاته بعد العصر يوم الجمعة (٣). وسيأتي الدعاء فيما بعد (٤).

تعقيب صلاة المغرب ـ عن مصباح المُتهجد ـ :

تقول بَعدَ تسبيح الزهراء عليها‌السلام : إِنَّ الله وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلى النَّبِيِّ ، يا أيُّها الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ وَعَلى ذُرِّيَّتِهِ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ. ثُمَّ تقول سَبع مَرات : بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَلا حَول وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ. وثلاثاً : الحَمْدُ للهِ الَّذِي يَفْعَلُ ما يَشاءُ وَلا يَفْعَلُ ما يَشاءُ غَيْرُه. ثُمَّ قُل : سُبْحانَكَ لا إِلهَ

_________________

(١) مصباح المتهجّد : ٧٥.

(٢) مصباح المتهجّد : ٧٣.

(٣) مصباح المتهجّد : ٨٤.

(٤) سيأتي بعد دعاء كميل مباشرة.

٥٩

إِلاّ أَنْتَ اغْفِرْ لِي ذُنُوبِي كُلَّها جَميعاً ، فَإِنَّهُ لايَغْفِرُ الذُّنُوبَ كُلَّها جَميعاً إِلاّ أَنْتَى (١).

ثم تصلي نافلة المَغرب وهي أربع ركعات بسلامين ولا تتكلم بينهما بشي.

وَقالَ الشيخ روي أنّه يقرأ في الركعة الأولى : سورة : (قُلْ يا ايُّها الكافِرُونَ) ، وفي الثانية : (قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ). وَيَقرأ في الآخريين ما شاء. وروي أنّ الإمام عَليّ النقي عليه‌السلام كانَ يقرأ في الركعة الثالثة سورة الحَمد وأوّل سورة الحديد إلى : (وَهُوَ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ) ، وفي الرابعة الحَمد ، وآخر سورة الحشر أي مِن : (لَوْ أَنْزَلْنا هذا القُرْآنَ) إلى آخر السورة. وَيُستحب ان تقول في السجدة الآخيره مِن النوافل في كُل ليلة سيما لَيلَة الجمعة سَبع مَرات :

اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِوَجْهِكَ الكَرِيْمِ وَاسْمِكَ العَظِيمِ وَمُلْكِكَ القَدِيْمِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذَنْبِي العَظِيْمَ ، إِنَّهُ لايَغْفِرُ العَظِيمَ إِلاّ العَظِيْمُ (٢). فإذا فرغت مِنَ النافلة فعقب بما شئتَ ، وَتَقول عشرا : ماشاءَ الله لاقُوَّةَ إِلاّ بِالله اسْتَغْفِرُ الله (٣). ثُمَّ تقول : اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ مُوجِباتِ رَحْمَتِكَ وَعَزائِمِ مَغْفِرَتِكَ ، وَالنَّجاةِ مِنَ النَّارِ وَمِنْ كُلِّ بَلِيَّةٍ ، وَالفَوْزَ بِالجَنَّةِ وَالرِّضْوان فِي دارِ السَّلامِ وَجِوارِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَآلِهِ السَّلامُ. اللّهُمَّ ما بِنا مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْكَ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ ، اسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ (٤).

وَتُصلي الغفيلة بين المَغرب والعشاء وهي ركعتان تقرأ بَعدَ الحَمد في الأولى : (وَذا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِبا فَظَنَّ أَن لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَن لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي المُؤْمِنِينَ). وفي الثانية : (وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الغَيْبِ لايَعْلَمُها إِلاّ هُوَ وَيَعْلَمُ ما فِي البَرِّ وَالبَحْرِ وَماتَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاّ يَعْلَمُها وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُماتِ الاَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يابِسٍ إِلاّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ). ثُمَّ تأخذ يديك للقنوت وَتَقول :

اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِمَفاتِحِ الغَيْبِ الَّتِي لايَعْلَمُها إِلاّ أَنْتَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ،

________________

(١) مصباح المتهجّد : ٩٨.

(٢) مصباح المتهجّد : ٩٨ ـ ٩٩.

(٣) مصباح المتهجّد : ١٠٢.

(٤) مصباح المتهجّد : ١٠٢.

٦٠