مفاتيح الجنان

الشيخ عباس القمي

مفاتيح الجنان

المؤلف:

الشيخ عباس القمي


المحقق: الشيخ علي آل كوثر
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
المطبعة: پاسدار إسلام
الطبعة: ١
الصفحات: ٩٠٤

وَالمُنْكَرِ وَلِذِكْرِ الله أَكْبَرُ وَالله يَعْلَمُ ماتَصْنَعُونَ (٤٥) وَلا تُجادِلُوا أَهْلَ الكِتابِ إِلاّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلاّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلهُنا وَإِلهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (٤٦) وَكذلِكَ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ الكِتابَ فَالَّذِينَ آتَيْناهُمُ الكِتابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمِنْ هؤُلاءِ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاّ الكافِرُونَ (٤٧) وَما كُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ كِتابٍ وَلا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذا لارْتابَ المُبْطِلُونَ (٤٨) بَلْ هُوَ آياتٌ بَيِّناتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ وَما يَجْحَدُ بِآياتِنا إِلاّ الظَّلِمُونَ (٤٩) وَقالوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آياتٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّما الاياتُ عِنْدَ الله وَإِنَّما أَنا نَذِيرٌ مُبِينٌ (٥٠) أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الكِتابَ يُتْلى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرى لِقَوْمٍ يُوْمِنُونَ (٥١) قُلْ كَفى بِالله بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ شَهِيداً يَعْلَمُ مافِي السَّماواتِ وَالاَرْضِ وَالَّذِينَ آمَنُوا

٢١

بِالباطِلِ وَكَفَرُوا بِالله أُولِئَك هُمُ الخاسِرُونَ (٥٢) وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالعَذابِ وَلَوْلا أَجَلٌ مُسَمّىً لَجائَهُمُ العَذابُ وَلَيَأْتِيَنَّهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لايَشْعُرُونَ (٥٣) يَسْتَعْجِلُونَكَ بِالعَذابِ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالكافِرِينَ (٥٤) يَوْمَ يَغْشَاهُمُ العَذابَ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ ذُوقُوا ماكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٥٥) يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فِايَّايَ فَاعْبُدُونِ (٥٦) كُلْ نَفْسٍ ذائِقَةُ المَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنا تُرْجَعُونَ (٥٧) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَنُبوَِّنَّهُمْ مِنَ الجَنَّةِ غُرَفا تَجْرِي مِنْ تَحْتِها الاَنْهارُ خالِدِينَ فِيها نِعْمَ أَجْرُ العامِلِينَ (٥٨) الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (٥٩) وَكَأَيِّنَ مِنْ دابَّةٍ لاتَحْمِلُ رِزْقَها الله يَرْزُقُها وَإِيَّاكُمْ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ (٦٠) وَلِئَنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالاَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالقَمَرَ لَيَقُولُنَّ الله فَأَنَّى يُوْفَكُونَ (٦١) الله يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاء مِنْ عِبادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ الله بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (٦٢) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ نَزَّلَ مِنَ السَّماء ماء فَأَحْيا بِهِ الاَرْضَ مِنْ بَعْدِ مَوْتِها

٢٢

لَيَقُولُنَّ الله قُلِ الحَمْدُ للهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لايَعْقِلُونَ (٦٣) وَما هذِهِ الحياةُ الدُّنْيا إِلاّ لَهْوٌ وَلَعِبٌ وَإِنَّ الدَّارَ الآخرَةَ لَهِيَ الحَيَوانُ لَوْ كانُوا يَعْلَمُونَ (٦٤) فَإِذا رَكِبُوا فِي الفُلْكِ دَعَوا الله مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّيهُمْ إِلى البَرِّ إِذا هُمْ يُشْرِكُونَ (٦٥) لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٦٦) أَوَلَمْ يَرُوا أَنَّا جَعَلْنا حَرَما آمِنا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ أَفِبِالباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ الله يَكْفُرُونَ (٦٧) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلى الله كَذِبا أَوْ كَذَّبَ بِالحَقِّ لَمّا جائَهُ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوىً لِلْكافِرِينَ (٦٨) وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا وَإِنَّ الله لَمَعَ المُحْسِنِينَ (٦٩).

فضل سورة العنكبوت : أُبيّ بن كعب ، عن النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : من قرأ سورة العنكبوت كان له من الأجر عشر حسنات بعدد كلّ المؤمنين والمنافقين (١).

وروى أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه‌السلام ، قال : «من قرأ سورة العنكبوت والروم في شهر رمضان ليلة ثلاث وعشرين فهو ـ والله يا أبا محمد ـ من أهل الجنة ، لا أستثني فيه أبدا ، ولا أخاف أن يكتب علي في يميني إثما ، وإن لهاتين السورتين عند الله مكاناً» (٢).

__________________

(١) رواه الطبرسي في مجمع البيان : ج ٨ / ٤٢٥ في أوّل سورة العنكبوت.

(٢) رواه الصدوق في ثواب الأعمال : ١٠٩ في ثواب من قرأ سورة العنكبوت والروم.

٢٣

* (سورة الروم) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الَّمَّ (١) غُلِبَتِ الرُّومُ (٢) فِي أَدْنى الاَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (٣) فِي بِضْعِ سِنِينَ للهِ الاَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُوْمِنُونَ (٤) بِنَصْرِ الله يَنْصُرُ مَنْ يَشاء وَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ (٥) وَعَدَ الله لايُخْلِفُ الله وَعْدَهُ وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لايَعْلَمُونَ (٦) يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الآخرَةِ هُمْ غافِلُونَ (٧) أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ ماخَلَقَ الله السَّماواتِ وَالاَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلاّ وَأَجَلٍ مُسَمَّى وَإِنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ بِلِقاء رَبِّهِمْ لَكافِرُونَ (٨) أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الاَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كانُوا أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَأَثارُوا الاَرْضَ وَعَمَّرُوها أَكْثَرَ مِمَّا عَمَّرُوها وَجائَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالبَّيِّناتِ فَما كانَ الله لِيَظْلِمَهُمْ وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٩) ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أساءوُا السُّوأَى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ الله وَكانُوا بِها يَسْتَهْزِئُونَ (١٠) الله

٢٤

يَبْدَؤُا الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (١١) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَبْلِسُ المُجْرِمُونَ (١٢) وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ مِنْ شُرَكائِهِمْ شُفَعاؤُا وَكانُوا بِشُرَكائِهِمْ كافِرِينَ (١٣) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَتَفَرَّقُونَ (١٤) فَأَمّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ (١٥) وَأَمّا الَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاء الآخرَةِ فَأُولئِكَ فِي العَذابِ مُحْضَرُونَ (١٦) فَسُبْحانَ الله حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (١٧) وَلَهُ الحَمْدُ فِي السَّماواتِ وَالاَرْضِ وَعَشِيّا وَحِينَ تُظْهِرُونَ (١٨) يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَيُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وَيُحْيِ الاَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَكَذلِكَ تُخْرَجُونَ (١٩) وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ إِذا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنْشَرِوُنَ (٢٠) وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لاياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (٢١) وَمِنْ آياتِهِ خَلَقَ السَّماواتِ وَالاَرْضَ وَاخْتِلافُ إِلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوانِكُمْ إِنَّ

٢٥

فِي ذلِكَ لاياتٍ لِلْعالَمِينَ (٢٢) وَمِنْ آياتِهِ مَنامُكُمْ بِاللَيْلِ وَالنَّهارِ وَابْتِغاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذلِكَ لاياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (٢٣) وَمِنْ آياتِهِ يُرِيكُمْ البَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّماء ماء فَيُحْي بِهِ الاَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِي ذلِكَ لاياتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٢٤) وَمِنْ آياتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماء وَالاَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذا دَعاكُمْ دَعْوَةً مِنَ الاَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (٢٥) وَلَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالاَرْضِ كُلُّ لَهُ قانِتُونَ (٢٦) وَهُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ المَثَلُ الاَعْلى فِي السَّماواتِ وَالاَرْضِ وَهُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (٢٧) ضَرَبَ لَكُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِكُمْ هَلْ لَكُمْ مِنْ مّا مَلَكَتْ أَيْمانِكُمْ مِنْ شُرَكاء فِي مارَزَقْناكُمْ فَأَنْتُمْ فِيهِ سَواءٌ تَخافُونَهُمْ كَخَيْفَتِكُمْ أَنْفُسَكِمْ كذلِكَ نُفَصِّلُ الاياتِ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (٢٨) بَلْ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوائَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَنْ يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ الله وَمالَهُمْ مِنْ ناصِرِينَ (٢٩) فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلْدِينِ

٢٦

حَنِيفا فِطْرَتَ الله الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها لاتَبْدِيلَ لِخَلْقِ الله ذلِكَ الدِّينِ القَيِّم وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لايَعْلَمُونَ (٣٠) مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلاتَكُونُوا مِنَ المُشْرِكِينَ (٣١) مِنْ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِما لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (٣٢) وَإِذا مَسَّ النَّاسَ ضُرُّ دَعُوا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا أَذاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذا فَرِيقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ (٣٣) لِيَكْفُرُوا بِما آتَيْناهُمْ فَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (٣٤) أَمْ أَنْزَلْنا عَلَيْهِمْ سُلْطانا فَهُوَ يَتَكَلَّمُ بِما كانُوا بِهِ يُشْرِكُونَ (٣٥) وَإِذا أَذَقْنا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِها وَإِنْ تُصِيبُهُمْ سَيِّئَةٌ بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذا هُمْ يَقْنَطُونَ (٣٦) أَوَلَمْ يَرُوا أَنَّ الله يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاء وَيَقْدِرُ إِنَّ فِي ذلِكَ لاياتٍ لِقَوْمٍ يَؤْمِنُونَ (٣٧) فَآتِ ذا القُرْبى حَقَّهُ وَالمُسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ الله وَأُوْلئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ (٣٨) وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِبا لِيَرْبُوا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ الله وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ

٢٧

تُرِيدُونَ وَجْهَ الله فَأُوْلئِكَ هُمُ المُضْعِفُونَ (٣٩) الله الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ هَلْ مِنْ شُرَكائِكُمْ مَنْ يَفْعَلُ مِنْ ذلِكُمْ مِنْ شَيٍْ سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمّا يُشْرِكُونَ (٤٠) ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالبَّحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (٤١) قُلْ سِيرُوا فِي الاَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ (٤٢) فَأَقَمْ وَجْهَكَ لِلْدِّينِ القَيِّمِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لامَرَدَّ لَهُ مِنَ الله يَوْمَئِذٍ يَصَّدَّعُونَ (٤٣) مَنْ كَفَرَ فَعَلَيْهِ كُفْرُهُ وَمَنْ عَمِلَ صالِحا فَلاَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ (٤٤) لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ لايُحِبُّ الكافِرِينَ (٤٥) وَمِنْ آياتِهِ أَنْ يُرْسِلُ الرِّياحَ مُبَشِّراتٍ وَلِيَذِيَقُكْم مِنْ رَحْمَتِهِ وَلِتَجْرِيَ الفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (٤٦) وَلَقَدْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ فَجائُوهُمْ بِالبَيِّناتِ فَانْتَقَمْنا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكانَ حَقّاً عَلَيْنا نَصْرُ المُؤْمِنِينَ (٤٧) الله الَّذِي يُرْسِلُ الرِّياحَ فَتَثِيرُ سَحابا فَيَبْسُطُهُ

٢٨

فِي السَّماء كَيْفَ يَشاء وَيَجْعَلُهُ كَسْفا فَتَرى الوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ فَإِذا أَصابَ بِهِ مَنْ يَشاء مِنْ عِبادِهِ إِذا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (٤٨) وَإِنْ كانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ (٤٩) فَانْظُرْ إِلى آثارِ رَحْمةِ الله كَيْفَ يُحْي الاَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ ذلِكَ لَمُحْي المَوْتى وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ (٥٠) وَلَئِنْ أَرْسَلْنا رِيحا فَرَأَوْهُ مُصْفَرّا لَظَلُّوا مِنْ بَعْدِهِ يَكْفُرُونَ (٥١) فَإِنَّكَ لاتُسْمِعُ المُوْتى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعاء إِذا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ (٥٢) وَما أَنْتَ بِهادِ العُمْىِ عَنْ ضَلالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلاّ مَنْ يُؤْمِنُ بِآياتِنا فَهُمْ مُسْلِمُونَ (٥٣) الله الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضُعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضُعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مايَشاء وَهُوَ العَلِيمُ القَدِيرُ (٥٤) وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ المُجْرِمُونَ مالَبِثُوا غَيْرَ ساعَةٍ كذلِكَ كانُوا يُؤْفَكُونَ (٥٥) وَقالَ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ وَالاِيْمانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتابِ الله إِلى يَوْمِ البَّعْثِ فَهذا يَوْمُ البَّعْثِ وَلكِنَّكُمْ كُنْتُمْ لاتَعْلَمُونَ (٥٦) فَيَوْمَئِذٍ لايَنْفَعُ الَّذِينَ

٢٩

ظَلَمُوا مَعْذِرَتُهُمْ وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ (٥٧) وَلَقَدْ ضَرَبْنا لِلنَّاسِ فِي هذا القُرآنِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَلَئِنْ جِئْتَهُمْ بِآيَةٍ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ أَنْتُمْ إِلاّ مُبْطِلُونَ (٥٨) كذلِكَ يَطْبَعُ الله عَلى قُلُوبِ الَّذِينَ لايَعْلَمُونَ (٥٩) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ الله حَقُّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لايُوقِنُونَ (٦٠).

فضل سورة الروم : أُبيّ بن كعب ، عن النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : من قرأها كان له من الأجر عشر حسنات بعدد كل ملك سبح الله ما بين السماء والأرض وأدراك ما ضيع في يومه وليلته (١).

* (سورة الدخان) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

حَّم (١) وَالكِتابِ المُبِينِ (٢) إِنّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ إِنّا كُنّا مُنْذِرِينَ (٣) فِيها يُفَرَّقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (٤) أَمْراً مِنْ عِنْدَنا إِنّا كُنّا مُرْسِلِينَ (٥) رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ (٦) رَبِّ السَّماواتِ وَالاَرْضِ وَما بَيْنَهُما إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ (٧) لا إِلهَ إِلاّ هُوَ يُحِْي وَيُمِيتُ رَبُّكُمْ

__________________

١ ـ رواه الطبرسي في مجمع البيان : ج ٨ / ٤٥٩ في أوّل سورة الروم.

٣٠

وَرَبُّ آبائِكُمُ الأوَّلِينَ (٨) بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ يَلْعَبُونَ (٩) فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِيَ السَّماء بِدُخانٍ مُبِينٍ (١٠) يَغْشى النَّاسَ هذا عَذابٌ أَلِيمٌ (١١) رَبَّنا اكْشِفْ عَنّا العَذابَ إِنّا مُؤْمِنُونَ (١٢) إِنّى لَهُمُ الذِّكْرى وَقَدْ جائَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ (١٣) ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ (١٤) إِنّا كاشِفُوا العَذابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عائِدُونَ (١٥) يَوْمَ نَبْطِشُ البَطْشَةَ الكُبْرى إِنّا مُنْتَقِمُونَ (١٦) وَلَقَدْ فَتَنّا قَبْلَهُمْ قَوْمَ فِرْعَوْنَ وَجائَهُمْ رَسُولٌ كَرِيمٌ (١٧) أَنْ أَدُّوا إِلى عِبادَ الله إِنِّي لَكُمْ رَسُولٌ أَمِينٌ (١٨) وَأَنْ لا تَعْلُوا عَلى الله إِنِّي آتِيكُمْ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ (١٩) وَإِنِّي عُذْتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُمْ أَنْ تَرْجُمُونِ (٢٠) وَإِنْ لَمْ تُؤْمِنُوا لي فَاعْتَزِلُونِ (٢١) فَدَعا رَبَّهُ أَنَّ هؤلاءِ قَوْمٌ مُجْرِمُونَ (٢٢) فَأَسْرِ بِعِبادِيَ لَيْلاً إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ (٢٣) وَاتْرُكِ البَحْرَ رَهْوا إِنَّهُمْ جُنْدٌ مُغْرَقُونَ (٢٤) كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٢٥) وَزُرُوعٍ وَمَقامٍ كَرِيمٍ (٢٦) وَنَعْمَةٍ كانُوا فِيها فاكِهِينَ (٢٧) كذلِكَ وَأَوْرَثناها قَوْما آخَرِينَ (٢٨) فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماء وَالاَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ (٢٩) وَلَقَدْ

٣١

نَجَّيْنا بَنِي إِسْرائِيلَ مِنْ العَذابِ المُهِينِ (٣٠) مِنْ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ كانَ عالِيا مِنَ المُسْرِفِينَ (٣١) وَلَقَدْ اخْتَرْناهُمْ عَلى عِلْمٍ عَلى العالَمِينَ (٣٢) وَآتَيْناهُمْ مِنَ الاياتِ ما فِيهِ بَلاٌء مُبِينٌ (٣٣) إِنَّ هؤلاءِ لَيَقُولُونَ (٣٤) إِنْ هِيَ إِلاّ مَوْتَتُنا الأوّلى وَما نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ (٣٥) فَأْتُوا بِآبائِنا إِنْ كُنْتمْ صادِقِينَ (٣٦) أَهُمْ خَيْرٌ أَمْ قَوْمُ تُبَّعٍ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ أَهْلَكْناهُمْ إِنَّهُمْ كانُوا مُجْرِمِينَ (٣٧) وَما خَلَقْنا السَّماواتِ وَالاَرْضِ وَما بَيْنَهُما لاعِبِينَ (٣٨) ماخَلَقْناهُما إِلاّ بِالحَقِّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لايَعَلَمُونَ (٣٩) إِنَّ يَوْمَ الفَصْلِ مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (٤٠) يَوْمَ لايُغْنِي مَولىً عَنْ مَوْلىً شَيْئاً وَلاهُمْ يُنْصَرُونَ (٤١) إِلاّ مِنْ رَحِمَ الله إِنَّهُ هُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ (٤٢) إِنَّ شَجَرَتَ الزَّقُومِ (٤٣) طَعامُ الاَثِيمِ (٤٤) كَالمُهْلِ يَغْلِي فِي البُطُونِ (٤٥) كَغَلْي الحَمِيمِ (٤٦) خُذُوهُ فَاعْتِلُوهُ إِلى سَواء الجَّحِيمِ (٤٧) ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذابِ الحَمِيمِ (٤٨) ذُقْ إِنَّكَ أَنْتَ العَزِيزُ الكَرِيمُ (٤٩) إِنَّ هذا ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ

٣٢

(٥٠) إِنَّ المُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ (٥١) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (٥٢) يَلْبَسُونَ مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقابِلِينَ (٥٣) كذلِكَ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (٥٤) يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ آمِنِينَ (٥٥) لا يَذُوقُونَ فِيها المَوْتَ إِلاّ المَوْتَةَ الأوّلى وَوَقاهُمْ عَذابَ الجَحِيمِ (٥٦) فَضَلاً مِنْ رَبِّكَ ذلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ (٥٧) فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٥٨) فَارْتَقِبْ إِنَّهُمْ مُرْتَقِبُونَ (٥٩).

فضل سورة الدخان : أُبيّ بن كعب ، عن النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من قرأها في ليلة الجمعة غفر له (١).

وأبو هريرة ، عن النبيِّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : من قرأ سورة الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك (٢).

وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال : من قرأ سورة الدخان ليلة الجمعة ويوم الجمعة بنى الله له بيتا في الجنة (٣).

وروى أبو حمزة الثمالي عن أبي جعفر (ع) قال : من قرأ سورة الدخان في فرائضه ونوافله بعثه الله من الآمنين يوم القيامة ، وأظله تحت عرشه وحاسبه حسابا يسيرا وأعطي كتابه بيمينه (٤).

* (سورة الرَّحْمن) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

الرَّحْمنُ (١) عَلَّمَ القُرْآنَ (٢) خَلَقَ الاِنْسانَ (٣)

__________________

(١) مجمع البيان ٩ / ٩١ في أوّل سورة الدخان.

(٢) مجمع البيان ٩ / ٩١ في أوّل السورة.

(٣) مجمع البيان ٩ / ٩١ في أوّل سورة.

(٤) مجمع البيان ٩ / ٩١ في أوّل السورة.

٣٣

عَلَّمَهُ البَيانَ (٤) الشَّمْسُ وَالقَمَرُ بِحُسْبانٍ (٥) وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدانِ (٦) وَالسَّماء رَفَعَها وَوَضَعَ المِيزانَ (٧) أَلاّ تَطْغَوا فِي المِيزانِ (٨) وَأَقِيمُوا الوَزْنَ بِالقِسْطِ وَلا تُخْسِرواْ المِيزانَ (٩) وَالاَرْضَ وَضَعَها لِلاَنَامِ (١٠) فِيها فاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الاَكْمامِ (١١) وَالحَبُّ ذُو العَصْفِ وَالرَّيْحانُ (١٢) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (١٣) خَلَقَ الاِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ كَالفَخَّارِ (١٤) وَخَلَقَ الجانَّ مِن مارِجٍ مِن نارٍ (١٥) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (١٦) رَبُّ المَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ المَغْرِبَيْنِ (١٧) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (١٨) مَرَجَ البَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ (١٩) بَيْنَهُما بَرْزَخُّ لايَبْغِيانِ (٢٠) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٢١) يَخْرُجُ مِنْهُما اللُّؤْلُؤُ وَالمَرْجانُ (٢٢) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٢٣) وَلَهُ الجَوَارِ المُنْشَئاتُ في البَحْرِ كَالاَعْلامِ (٢٤) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٢٥) كُلُّ مَن عَلَيْها فَانٍ (٢٦) وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الجَلالِ وَالاِكْرامِ (٢٧) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٢٨) يَسْئَلُهُ مَن فِي السَّماواتِ وَالاَرْضِ كُلَّ يَومٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (٢٩) فَبِأَيِّ

٣٤

آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٣٠) سَنَفْرُغُ لَكُم أَيُّهَ الثَّقَلانِ (٣١) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٣٢) يا مَعْشَرَ الجِنِّ وَالاِنْسِ إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُواْ مِن أَقْطارِ السَّماواتِ وَالاَرْضِ فَانْفُذُواْ لا تَنْفُذُونَ إِلاّ بِسُلْطانٍ (٣٣) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٣٤) يُرْسَلُ عَلَيْكُما شُواظٌ مِن نَّارٍ وَنُحاسٌ فَلا تَنْتَصِرانِ (٣٥) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٣٦) فإِذا انْشَقَّتِ السَّماء فَكانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهانِ (٣٧) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٣٨) فَيَوْمَئِذٍ لايُسْأَلُ عَن ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جانُّ (٣٩) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٤٠) يُعْرَفُ الُمْجرِمُونَ بِسِيْماهُم فَيُؤْخَذُ بِالنَّواصِي وَالاَقْدامِ (٤١) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٤٢) هذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي يُكَذِّبُ بِها المُجْرِمُونَ (٤٣) يُطُوفُونَ بَيْنَها وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ (٤٤) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٤٥) وَلِمَنْ خَافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ (٤٦) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٤٧) ذَواتا أَفْنانٍ (٤٨) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٤٩) فِيهُما عَيْنانِ تَجْرِيانِ (٥٠) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٥١) فِيهُما مِن كُلِّ فاكِهَةٍ زَوْجانِ (٥٢) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٥٣) مُتَّكِئِينَ عَلى فُرُشٍ

٣٥

بَطائِنُها مِن إِسْتَبْرَقٍ وَجَنَى الجَنَّتَينِ دَانٍ (٥٤) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٥٥) فِيهُنَّ قاصِراتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ انْسٌ قَبْلَهُم وَلاجانُّ (٥٦) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٥٧) كَأَنَّهُنَّ الياقُوتُ وَالمَرْجانُ (٥٨) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٥٩) هَلْ جَزاُء الاِحْسانِ إِلاّ الاِحْسانُ (٦٠) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٦١) وَمِن دُونِهِما جَنَّتانِ (٦٢) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٦٣) مُدْهامَّتانِ (٦٤) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٦٥) فِيهِما عَيْنانِ نَضَّاخَتانِ (٦٦) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٦٧) فِيهِما فاكِهةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (٦٨) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٦٩) فِيهِنَّ خَيْراتٌ حِسانٌ (٧٠) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٧١) حُورٌ مَّقْصُوراتٌ فِي الخِيامِ (٧٢) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٧٣) لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جانُّ (٧٤) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٧٥) مُتَّكِئِينَ عَلى رَفْرَفٍ خُضْرٍ وَعَبْقَرِيٍّ حِسانٍ (٧٦) فَبِأَيِّ آلاِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ (٧٧) تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الجَلالِ وَالاِكْرامِ (٧٨).

فضل سورة الرحمن : عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : لا تدعوا قراءة سورة الرحمن والقيام بها فإنها لا تقر في قلوب المنافقين ويأتي بها ربها يوم القيامة في صورة آدمي في أحسن

٣٦

صورة وأطيب ريح حتى يقف من الله موقفا لا يكون أحد أقرب إلى الله منها فيقول لها من الذي كان يقوم بك في الحياة الدنيا يدمن قراءتك فتقول يا رب فلان وفلان فتبيض وجوههم فيقول لهم اشفعوا فيمن أحببتهم فيشفعون حتى لا يبقى لهم غاية ولا أحد يشفعون له فيقول لهم ادخلوا الجنة وأسكنوا فيها حيث شئتم (١).

عن الصادق صلوات الله وسلامه عليه قال : من قرأ سورة الرحمن فقال عند كل فبأي آلاء ربكما تكذبان لا بشئ من آلائك رب أكذب فان قرأها ليلا ثم مات ، مات شهيدا وإن قرأها نهارا ثم مات ، مات شهيدا (٢).

* (سورة الواقعة) *

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِذا وَقَعَتِ الواقِعَةُ (١) لَيْسَ لِوَقْعَتِها كاذِبَةٌ (٢) خافِضَةٌ رافِعَةٌ (٣) إِذا رُجَّتِ الاَرْضُ رَجّاً (٤) وَبُسَّتِ الجِبالُ بَسّاً (٥) فَكانَتْ هَباّءً مُنْبَثّاً (٦) وَكُنْتُمْ أَزْواجاً ثَلاثَةً (٧) فَأَصْحابُ المَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ المَيْمَنَةِ (٨) وَأَصْحابُ الَمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ المَشْئَمَةِ (٩) وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ (١٠) أُولئِكَ المُقَرَّبُونَ (١١) فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (١٢) ثُلَّةٌ مِّنَ الأوَّلِينَ (١٣) وَقَلِيلٌ مِنَ الآخِرِينَ (١٤) عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ (١٥) مُتَّكِئِينَ عَلَيْها مُتَقابِلِينَ (١٦) يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وَِلْدانٌ مُخَلَّدُونَ (١٧) بِأَكْوابٍ وَأَبارِيقَ وَكَأْسٍ مِن مَعِينٍ

__________________

(١) ثواب الأعمال : ١١٦ في ثواب سورة الرحمن ؛ مجمع البيان ٩ / ٢٩٦ في أوّل سورة.

(٢) ثواب الأعمال : ١١٦ في ثواب سورة الرحمن.

٣٧

(١٨) لايُصَدَّعُونَ عَنْها وَلا يُنْزِفُونَ (١٩) وَفاكِهَةٍ مِمَّا يَتَخَيَّرُونَ (٢٠) وَلَحْمِ طَيْرٍ مِمَّا يَشْتَهُونَ (٢١) وَحُورٌ عِينٌ (٢٢) كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤْ المَكْنُونِ (٢٣) جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ (٢٤) لا يَسْمَعُونَ فِيها لَغْواً وَلا تَأْثِيماً (٢٥) إلاّ قِيلاً سَلاماً سَلاماً (٢٦) وَأَصْحابُ اليَمِينِ ما أَصْحابُ اليَمِينِ (٢٧) فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ (٢٨) وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ (٢٩) وَظِلٍّ مَمْدُودٍ (٣٠) وَماء مَسْكُوبٍ (٣١) وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ (٣٢) لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ (٣٣) وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ (٣٤) إِنا أَنْشَأْناهُنَّ إِنشاءاً (٣٥) فَجَعْلْناهُنَّ أَبْكاراً (٣٦) عُرُباً أَتْراباً (٣٧) لاَصْحابِ اليَمِينِ (٣٨) ثُلَّةٌ مِن الأوَّلِينَ (٣٩) وَثُلَّةٌ مِن الآخِرِينَ (٤٠) وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ (٤١) فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ (٤٢) وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ (٤٣) لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ (٤٤) إِنَّهُم كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُتْرَفِينَ (٤٥) وَكانُوا يُصِرُّونَ عَلى الحِنْثِ العَظِيمِ (٤٦) وَكانُوا يَقُولُونَ أَئِذا مِتْنا وَكُنَّا تُراباً وَعِظاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (٤٧) أَوَآباؤُنا الأوّلونَ (٤٨) قُلْ إِنَّ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ (٤٩) لَمَجْمُوعُونَ إِلى مِيقاتِ يَومٍ مَعْلومٍ (٥٠) ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّها الضَّالُونَ المُكَذِّبُونَ (٥١) لاكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (٥٢)

٣٨

فَمالِئُونَ مِنْها البُطُونَ (٥٣) فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الحَمِيمِ (٥٤) فَشارِبُونَ شُرْبَ الهِيمِ (٥٥) هذا نُزُلُهُم يَوْمَ الدِّينِ (٥٦) نَحْنُ خَلَقْناكُمْ فَلَوْلا تُصَدِّقُونَ (٥٧) أَفَرَأَيْتُمْ ماتُمْنونَ (٥٨) أَنْتُمْ تَخْلُقُونَهُ أَمْ نَحْنُ الخالِقُونَ (٥٩) نَحْنُ قَدَّرْنا بَيْنَكُمُ المَوْتَ وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (٦٠) عَلى أَنْ نَبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِيما لاتَعْلَمُونَ (٦١) وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ النَّشْأَةَ الأوّلى فَلَوْلا تَذَكَّرُونَ (٦٢) أَفَرأَيْتُمْ ماتَحْرُثُونَ (٦٣) أَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ أَلزَّارِعُونَ (٦٤) لَوْ نَشأُ لَجَعَلْناهُ حُطاماً فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ (٦٥) إِنّا لَمُغْرَمُونَ (٦٦) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (٦٧) أَفَرَأَيْتُمْ الماء الَّذِي تَشْرَبُونَ (٦٨) أَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ المُزْنِ أَمْ نَحْنُ المُنْزِلونَ (٦٩) لَوْ نَشأُ جَعَلْناهُ أُجاجاً فَلَوْلا تَشْكُرونَ (٧٠) أَفَرأَيْتُمْ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ (٧١) أَنْتُمْ أَنْشَأْتُمْ شَجَرَتَها أَمْ نَحْنُ المُنْشِئُونَ (٧٢) نَحْنُ جَعَلْناها تَذْكِرَةً وَمَتاعاً لِلْمُقْوِينَ (٧٣) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ العَظِيمِ (٧٤) فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجومِ (٧٥) وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمونَ عَظِيمٌ (٧٦) إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (٧٧) فِي كِتابٍ مَكْنُونٍ (٧٨) لا يَمَسُّهُ إِلاّ

٣٩

المُطَهَّرُونَ (٧٩) تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ العالَمِينَ (٨٠) أَفَبِهذا الحَدِيثِ أَنْتُمْ مُدْهِنُونَ (٨١) وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُم أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢) فَلَوْلا إِذا بَلَغَتِ الحُلْقُومَ (٨٣) وَأَنْتُم حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ (٨٤) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُم وَلكِنْ لاتُبْصِرُونَ (٨٥) فَلَوْلا إِن كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (٨٦) تَرْجِعُونَها إِن كُنْتُم صادِقِينَ (٨٧) فَأَمّا إِنْ كانَ مِن المُقَرَّبِينَ (٨٨) فَرَوْحٌ وَرَيْحانٌ وَجَنَّتُ نَعِيمٍ (٨٩) وَأَما إِنْ كانَ مِنَ أَصْحابِ اليَمِينِ (٩٠) فَسَلامٌ لَكَ مِن أَصْحابِ اليَمِينِ (٩١) وَأَمّا إِنْ كانَ مِنَ المُكَذِّبِينَ الضَّالِينَ (٩٢) فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ (٩٣) وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (٩٤) إِنَّ هذا لَهُوَ حَقُّ اليَّقِينِ (٩٥) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ العَظِيمِ (٩٦).

فضل سورة الواقعة : حكي أن عثمان بن عفان عاد عبد الله بن مسعود في مرضه الذي توفي فيه فقال له : ماذا تشتكي؟ قال : ذنوبي ، قال : فيم ترغب؟ قال : في رحمة ربي ، قال : ألا ألتمس لك طبيبا؟ قال : أمرضني الطبيب؟ قال : ألا آمر لك بعطية؟ قال : لم تأمر لي بها إذ كنت أحوج إليها ، وتأمر لي الآن وأنا مستغن عنها ، قال : فلتكن هي لبناتك ، قال : لا حاجة لهن بها فإني قد أمرتهن بقراءة سورة الواقعة ، وإني سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاقة يقول : «من قرأ سورة الواقعة كل ليلة لم تصبه الفاقة أبدا» (١).

وعن أبي جعفر عليه‌السلام قال : من قرأ الواقعة كل ليلة قبل أن ينام لقي الله عز وجل ووجهه كالقمر ليلة البدر (١).

وعن الصادق (ع) قال : من اشتاق إلى الجنة وإلى صفتها فليقرأ الواقعة (٣).

___________________

(١) مجمع البيان ٩ / ٣٢١ في أوّل سورة الواقعة.

(٢) ثواب الأعمال : ١١٧ في ثواب سورة الواقعة.

(٣) ثواب الأعمال : ١١٧ في ثواب سورة الواقعة.

٤٠