مفاتيح الجنان

الشيخ عباس القمي

مفاتيح الجنان

المؤلف:

الشيخ عباس القمي


المحقق: الشيخ علي آل كوثر
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
المطبعة: پاسدار إسلام
الطبعة: ١
الصفحات: ٩٠٤

اليوم السادس عَشر : اللَّهُمَّ وَفِّقْنِي فِيْهِ لِمُوافَقَةِ الاَبْرارِ ، وَجَنِّبْنِي فِيهِ مُرافَقَةَ الاَشْرارِ ، وَآوِنِي فِيْهِ بِرَحْمَتِكَ إِلى دارِ (١) القَرارِ ، بِإِلهِيَّتِكَ يا ألهَ العالَمِينَ.

اليوم السابع عَشر : اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيْهِ لِصالِحِ الاَعْمالِ ، وَاقْضِ لِي فِيْهِ الحَوائِجَ وَالامالِ يا مَنْ لا يَحْتاجُ إِلى التَّفْسِيرِ وَالسُّؤالِ ، يا عالِماً بِما فِي صُدُورِ العالَمِينَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطِّاهِرِينَ (٢).

اليوم الثامِن عَشر : اللَّهُمَّ نَبِّهْنِي فِيْهِ لِبَرَكاتِ أَسْحارِهِ ، وَنَوِّرْ فِيْهِ قَلْبِي بِضِياءِ أَنْوارِهِ ، وَخُذْ بِكُلِّ أَعْضائِي إِلى اتِّباعِ آثارِهِ ، بِنُورِكَ يا مُنِّورَ قُلُوبِ العارِفِين.

اليوم التاسع عَشر : اللَّهُمَّ وَفِّرْ فِيْهِ حَظِّي مِنْ بَرَكاتِهِ ، وَسَهِّلْ سَبِيلِي إِلى خَيْراتِهِ ، وَلا تَحْرِمْنِي قَبُولَ حَسَناتِهِ ، يا هادِيا إِلى الحَقِّ المُبِينِ.

اليَوم العشرون : اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي فِيْهِ أَبْوابَ الجِنانِ ، وَأَغْلِقْ عَنِّي فِيْهِ أَبْوابَ النِّيْرانِ ، وَوَفِّقْنِي فِيْهِ لِتِلاوَةِ القُرْآنِ ، يا مُنْزِلَ السَّكِينَةِ فِي قُلُوبِ المُؤْمِنِينَ.

اليَوم الحادي والعشرون : اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي فِيْهِ إِلى مَرْضاتِكَ دَلِيلا ، وَلا تَجْعَلْ لِلْشَّيْطانِ فِيْهِ عَلَيَّ سَبِيلاً وَاجْعَلْ الجَنَّةَ لِي مَنْزِلاً وَمَقِيلاً ، يا قاضِيَ حَوائِج الطَّالِبِينَ.

اليوم الثاني والعِشرون : اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي فِيْهِ أَبْوابَ فَضْلِكَ ، وَأَنْزِلْ عَلَيَّ فِيْهِ بَرَكاتِكَ ، وَوَفِّقْنِي فِيْهِ لِمُوجِباتِ مَرْضاتِكَ ، وَأَسْكِنِّي فِيْهِ بَحْبُوحاتِ جَنَّاتِكَ ، يا مُجِيبَ دَعْوَةِ المُضْطَرِّينَ.

اليوم الثالث والعِشرون : اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي فِيْهِ مِنَ الذُّنُوبِ ، وَطَهِّرْنِي فِيْهِ مِنَ العُيُوبِ ، وَامْتَحِنْ قَلْبِي فِيْهِ بِتَقْوى القُلُوبِ ، يا مُقِيلَ عَثَراتِ المُذْنِبِينَ.

اليَوم الرابع والعِشرون : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ فِيْهِ ما يُرْضِيكَ ، وَأَعُوذُ بِكَ (٣) مِمّا يُؤْذِيكَ ،

_________________

١ ـ في دار ـ خ ـ.

٢ ـ في نسخة بين الخطين.

٣ ـ في المصدر : فيه ممّا يؤذيك.

٣٢١

وَأَسْأَلُكَ التَّوْفِيقَ فِيْهِ لاَنْ اُطِيعَكَ وَلا أَعْصِيكَ ، يا جَوادَ السَّائِلِينَ.

اليَوم الخامس والعِشرون : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي فِيْهِ مُحِبّا لاَوْلِيآئِكَ ، وَمُعادِيا لاَعْدائِكَ ، مُسْتَنّا بِسُنَّةِ خاتَمِ أَنْبِيائِكَ ، يا عاصِمَ قُلُوبِ النَّبِيِّينَ.

اليَوم السادس والعِشرون : اللَّهُمَّ اجْعَلْ سَعْيِي فِيْهِ مَشْكُوراً ، وَذَنْبِي فِيْهِ مَغْفُوراً ، وَعَمَلِي فِيْهِ مَقْبُولاً ، وَعَيْبِي فِيْهِ مَسْتُوراً ، يا أسْمَعَ السَّامِعِينَ.

اليَوم السابع والعِشرون : اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي فِيْهِ فَضْلَ لَيْلَةِ القَدْرِ ، وَصَيِّرْ اُمُورِي فِيْهِ مِنَ العُسْرِ إِلى اليُسْرِ ، وَاقْبَلْ مَعاذِيرِي ، وَحُطَّ عَنِّي الذَّنْبَ وَالوِزْرَ ، يا رَؤُوفاً بِعِبادِهِ الصَّالِحِينَ.

اليَوم الثامِن والعِشرون : اللَّهُمَّ وَفِّرْ حَظِّي فِيْهِ مِنَ النَّوافِلِ ، وَأَكْرِمْنِي فِيْهِ بِإِحْضارِ المَسائِلِ ، وَقَرِّبْ فِيْهِ (١) وَسِيلَتِي إِليكَ مِنْ بَيْنِ الوَسائِلِ ، يا مَنْ لا يَشْغَلُهُ إِلْحاحُ المُلِحِّينَ.

اليَوم التاسع والعِشرون : اللَّهُمَّ غَشِّنِّي فِيْهِ بِالرَّحْمَةِ ، وَارْزُقْنِي فِيْهِ التَّوْفِيقَ وَالعِصْمَةَ وَطَهِّرْ قَلْبِي مِنْ غَياهِبِ التُّهْمَةِ ، يا رَحِيماً بِعِبادِهِ المُؤْمِنِينَ.

اليَوم الثلاثون : اللَّهُمَّ اجْعَلْ صِيامِي فِيْهِ بِالشُّكْرِ وَالقَبُولِ عَلى ما تَرْضاهُ وَيَرْضاهُ الرَّسُولُ مُحْكَمَةً فُرُوعَهُ بِالاُصُولِ ، بِحَقِّ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرِينَ ، وَالحَمْدُ للهِ رَبِّ العالَمِين.

أقول : اختلفت كتبَ الدعوات في تقديم بعض الدعوات والعبادات عَلى بعض ، والرواية في ذلِكَ غير معتبرة عِندَي لذلِكَ لَمْ اتعّرض لشي مِنهُ وقَد ذكر الكفعمي دعاء اليَوم السابع والعِشرين لليوم التاسع والعِشرين ولا يبعد أن يكون الأنسب عَلى مذهب الشيعة الدُّعاء بهِ في اليَوم الثالث والعشرين (٢).

_________________

١ ـ فيه : خ.

٢ ـ زاد المعاد : ٢١٣ ـ ٢٢٠.

٣٢٢

الفصل الرابع

في أعمال شَهر شّوال

اللّيلة الأولى : هِيَ مِن الليالي الشريفة وقَد وردت في فضل العبادة فيها واحيائها أحاديث كثيرة ، وَروي أنّها لا تقل عَن لَيلَة القَدر (١) ولها عدة أعمال :

الأول : الغسل إذا غربت الشمس (٢).

الثاني : احياؤها بالصلاة والدُّعاء والاستغفار والبيتوتة في المسجد (٣).

الثالث : أن يَقول في أعقاب صلوات المغرب والعشاء والصبح وعقيب صلاة العيد : الله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ لا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ الله أَكْبَرُ وَللهِ الحَمْدُ ، الحَمْدُ للهِ عَلى ما هَدانا ، وَلهُ الشُّكْرُ عَلى ما أَوْلانا (٤).

الرابع : أن يرفع يديه إلى السّماء إذا فرغ مِن فريضة المغرب ونافلته ويقول : يا ذا المَنِّ وَالطَّوْلِ ، يا ذا الجُودِ ، يا مُصْطَفِيَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَناصِرَهُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِي كُلَّ ذَنْبٍ أَحْصَيْتَهُ وَهُوَ عِنْدَكَ فِي كِتابٍ مُبِينٍ. ثم يسجد ويَقول في سجوده مائةَ مرةٍ : أتُوبُ إِلى اللهِ. ثم يسأل الله تَعالى ما يشاء يقضي إن شاء الله تَعالى (٥).

وعَلى رواية الشَيخ يسجد بَعد صلاة المغرب ويَقول : يا ذا الحَوْلِ ، يا ذا الطَّوْلِ ، يا مُصْطَفِيا مُحَمَّداً وَناصِرَهُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاغْفِرْ لِي كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ وَنَسِيتُهُ أَنا وَهُوَ عِنْدَكَ فِي كِتابٍ مُبِينٍ ، ثم قل مائةَ مرةٍ : أَتُوبُ إِلى اللهِ (٦).

الخامس : زيارة الحسين عليه‌السلام فإن لها فضلا عظيماً وسيأتي في باب الزيارات ما يخّص هذه اللّيلة من الزيارة ص ٥٤٥.

السادس : أن يدعو عَشر مرات بالدعاء : يا دائِمَ الفَضْلِ (٧) ، الَّذي مضى في اعمال لَيلَة الجمعة ص ٧٩.

السابع : أن يصّلي العشر ركعات الَّتي مضت في أعمال اللّيلة الاخَيرة مِن شَهر رَمَضان.

_________________

١ ـ الاقبال ١ / ٤٦٣ باب ٣٦.

٢ ـ الاقبال ١ / ٤٥٧ باب ٣٦.

٣ ـ الاقبال ١ / ٤٦٣ باب ٣٦.

٤ ـ الاقبال ١ / ٤٥٩ باب ٣٦.

٥ ـ الاقبال ١ / ٤٥٨ باب ٣٦.

٦ ـ مصباح المتهجّد : ٦٤٨.

٧ ـ مصباح الكفعمي : ٦٤٧ ، فصل ٤٦.

٣٢٣

الثامِن : يصلّي ركعتين يقرأ في الأوّلى وبَعد الحَمد التَوحيد ألف مرةٍ ويقرأها في الثّانِيَة مرةٍ واحدة ويسجد بعد السلام فيقول : أَتُوبُ إِلى اللهِ.

ثم يَقول : يا ذا المَنِّ وَالجُودِ ، يا ذا المَنِّ وَالطَّوْلِ ، يا مُصْطَفِيَ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَافْعَلْ بِي كَذا وَكَذا ، ويسأل حاجته. وَروي أنَّ أمير المؤمنين عليه‌السلام كانَ يصلّيها كما ذكر فإذا رفع رأسه يَقول : والَّذي نفسي بيده لا يفعلها أحد يسأل الله تَعالى شيئاً إلاّ أعطاه ولو اتاه مِن الذُّنوب عدد رمل الصحراء غفر الله تعالى لَهُ (١).

ووردت التَوحيد في رواية أخرى مائةَ مرةٍ عوض الألف مرةٍ ولكن عَلى هذه الرواية يصلّي هذه الصلاة بَعد فريضة المغرب ونافلته (٢).

وقَد روى الشَيخ والسيّد بَعد هذه الصلاة هذا الدُّعاء :

يا الله يا الله يا أللهُ ، يا رَحْمنُ يا أللهُ ، يا رَحِيمُ يا أللهُ ، يا مَلِكُ يا أللهُ ، يا قُدُّوسُ يا أللهُ ، يا سَلامُ يا أللهُ ، يا مُؤْمِنُ يا الله يا مُهَيْمِنُ يا أللهُ ، يا عَزِيزُ يا أللهُ ، يا جَبَّارُ يا أللهُ ، يا مُتَكَبِّرُ يا أللهُ ، يا خالِقُ يا أللهُ ، يا بارِيُ يا أللهُ ، يا مُصَوِّرُ يا أللهُ ، يا عالِمُ يا أللهُ ، يا عَظِيمُ يا أللهُ ، يا عَلِيمُ يا أللهُ ، يا كَرِيمُ يا أللهُ ، يا حَلِيمُ يا أللهُ ، يا حَكِيمُ يا أللهُ ، يا سَمِيعُ يا أللهُ ، يا بَصِيرُ يا أللهُ ، يا قَرِيبُ يا أللهُ ، يا مُجِيبُ يا أللهُ ، يا جَوادُ يا أللهُ ، يا ماجِدُ يا أللهُ ، يا مَلِيُّ يا أللهُ ، يا وَفِيُّ يا أللهُ ، يا مَوْلى يا أللهُ ، يا قاضِي يا أللهُ ، يا سَرِيعُ يا أللهُ ، يا شَدِيدُ يا أللهُ ، يا رَؤُوفُ يا أللهُ ، يا رَقِيبُ يا أللهُ ، يا مَجِيدُ يا أللهُ ، يا حَفِيظُ يا أللهُ ، يا مُحِيطُ يا أللهُ ، يا سَيِّدَ السَّاداتِ يا أللهُ ، يا أوَّلُ يا أللهُ ، يا أخِرُ يا أللهُ ، يا ظاهِرُ يا أللهُ ، يا باطِنُ يا أللهُ ، يا فاخِرُ يا أللهُ ، يا قاهِرُ يا أللهُ ، يا رَبَّاهُ يا أللهُ ، يا رَبَّاهُ يا أللهُ ، يا رَبَّاهُ يا أللهُ ، يا وَدُودُ يا أللهُ ، يا نُورُ يا أللهُ ، يا رافِعُ يا أللهُ ، يا مانِعُ يا أللهُ ، يا دافِعُ يا أللهُ ، يا فاتِحُ يا أللهُ ، يا نَفَّاحُ (٣) يا أللهُ ، يا جَلِيلُ يا أللهُ ، يا جَمِيلُ يا أللهُ ، يا شَهِيدُ يا أللهُ ، يا شاهِدُ يا أللهُ ،

_________________

١ ـ الاقبال ١ / ٤٦٠ باب ٣٦ وفيه : بعدد رمل عالج. في معجم الوسيط : العالج : ما تراكم من الرمل ودخل بعضه في بعض.

٢ ـ الاقبال ١ / ٤٥٩ باب ٣٦ عن أمير المؤمنين عليه‌السلام.

٣ ـ يا نفّاع ـ خ ـ.

٣٢٤

يا مُغِيثُ يا أللهُ ، يا حَبِيبُ يا أللهُ ، يا فاطِرُ يا أللهُ ، يا مُطَهِّرُ يا أللهُ ، يا مَلِكُ (١) يا أللهُ ، يا مُقْتَدِرُ يا أللهُ ، يا قابِضُ يا أللهُ ، يا باسِطُ يا أللهُ ، يا مُحْييُ يا أللهُ ، يا مُمِيتُ يا أللهُ ، يا باعِثُ يا أللهُ ، يا وارِثُ يا أللهُ ، يا مُعْطِيُ يا أللهُ ، يا مُفْضِلُ يا أللهُ ، يا مُنْعِمُ يا أللهُ ، يا حَقُ يا أللهُ ، يا مُبِينُ يا أللهُ ، يا طَيِّبُ يا أللهُ ، يا مُحْسِنُ يا أللهُ ، يا مُجْمِلُ يا أللهُ ، يا مُبْدِيُ يا أللهُ ، يا مُعِيدُ يا أللهُ ، يا بارِيُ يا أللهُ ، يا بَدِيعُ يا أللهُ ، يا هادِي يا أللهُ ، يا كافِي يا أللهُ ، يا شافِي يا أللهُ ، يا عَلِيُّ يا أللهُ ، يا عَظِيمُ يا أللهُ ، يا حَنَّانُ يا أللهُ ، يا مَنَّانُ يا أللهُ ، يا ذا الطَوْلِ يا أللهُ ، يا مُتَعالِي يا أللهُ ، يا عَدْلُ يا أللهُ ، يا ذا المَعارِجِ يا أللهُ ، يا صادِقُ يا أللهُ ، يا صَدُوقُ يا أللهُ ، يا دَيَّانُ يا أللهُ ، يا باقِي يا أللهُ ، يا واقِي يا أللهُ ، يا ذا الجَلالِ يا أللهُ ، يا ذا الاِكْرامِ يا أللهُ ، يا مَحْمُودُ يا أللهُ ، يا مَعْبُودُ يا أللهُ ، يا صانِعُ يا أللهُ ، يا مُعِينُ يا أللهُ ، يا مُكَوِّنُ يا أللهُ ، يا فَعَّالُ يا أللهُ ، يا لَطِيفُ يا أللهُ ، يا غَفُورُ (٢) يا الله ، يا شَكُورُ يا أللهُ ، يا نُورُ يا أللهُ ، يا قَدِيرُ (٣) يا أللهُ ، يا رَبَّاهُ يا أللهُ ، يا رَبَّاهُ يا أللهُ ، يا رَبَّاه يا أللهُ ، يا رَبَّاهُ يا أللهُ ، يا رَبَّاهُ يا أللهُ ، يا رَبَّاهُ يا أللهُ ، يا رَبَّاهُ يا أللهُ ، يا رَبَّاهُ يا أللهُ ، يا رَبَّاهُ يا أللهُ ، يا رَبَّاه يا أللهُ ، أَسأَلُكَ أَنْ تُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَتَمُنَّ عَلَيَّ بِرِضاكَ ، وَتَعْفُو عَنِّي بِحِلْمِكَ ، وَتُوَسِّعَ عَلَيَّ مِنْ رِزْقِكَ الحَلالِ الطَّيِّبِ وَمِنْ (٤) حَيْثُ أَحْتَسِبُ وَمِنْ حَيْثُ لا أَحْتَسِبُ فَإِنِّي عَبْدُكَ لَيْسَ لِي أَحَدٌ سِواكَ ، وَلا أَحَدٌ أَسْأَلُهُ غَيْرُكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، ما شاءَ الله لا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ. ثم تسجد وتقول : يا أللهُ ، يا أللهُ ، يا أللهُ ، يا رَبُّ يا رَبُّ يا رَبُّ ، يا مُنْزِلَ البَرَكاتِ بِكَ تُنْزَلُ كُلُّ حاجَةٍ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ فِي مَخْزُونِ الغَيْبِ عِنْدَكَ وَالاَسَّماء المَشْهُورَةِ عِنْدَكَ المَكْتُوبَةِ عَلى سُرادِقِ عَرْشِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ

_________________

١ ـ يا مليك ـ خ ـ.

٢ ـ يا جليل يا الله ـ خ ـ.

٣ ـ يا قديم ـ خ ـ.

٤ ـ من : خ.

٣٢٥

وَآلِ مُحَمَّدٍ وأَنْ تَقْبَلَ مِنِّي شَهْرَ رَمَضانَ وَتَكْتُبَنِي مِنَ الوافِدِينَ إِلى بَيْتِكَ الحَرامِ وَتَصْفَحَ لِي عَنِ الذُّنُوبِ العِظامِ وَتَسْتَخْرِجَ لي (١) يا رَبِّ كُنُوزَكَ يا رَحْمنُ (٢).

التاسع : يصلّي أربع عَشرة ركعة يقرأ في كُل ركعة الحَمد وآية الكرسي وثلاث مرات سورة قل هُوَ الله أحد ليكون لَهُ بكل ركعة عبادة أربعين سنة وعبادة كُل من صام وصلّى في هذا الشّهر (٣).

العاشر : قالَ الشَيخ في المصباح اغتسل في آخر الليل واجلس في مصّلاك إلى طلوع الفَجر (٤).

اليَوم الأوّل : يوم عيد الفطر وأعمالهُ عديدة.

الأول : أن تكّبر بَعد صلاة الصبح وبَعد صلاة العيد بما مّر من التكبيرات في لَيلَة العيد بَعد الفَريضَة (٥).

الثاني : أن تدعو بَعد فريضة الصبح بما رواه السيّد رض مِن دعاء : اللَّهمَّ إِنِّي تَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِمُحَمَّدٍ أَمامِي ... (٦) الخ. وقَد أورد الشَيخ هذا الدُّعاء بَعد صلاة العيد (٧).

الثالث : اخراج زكاة الفطرة صاعاً عَن كُل نسمة قَبلَ صلاة العيد عَلى التفصيل المبين في الكتب الفقهية واعلم أن زكاة الفطرة مِن الواجبات المؤكدة وهِيَ شرط في قَبول صيام شَهر رَمَضان وهِيَ أمان عَن الموت إلى السنة القابلة وقَد قّدم الله تَعالى ذكرها على الصلاة في الآية الكريمة : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى) (٨).

الرابع : الغسل ، والأحسن أن يغتسل مِن النهر إذا تمكّن ووقت الغسل مِن الفَجر إلى حين أداء صلاة العيد كما قالَ الشيخ وفي الحديث ليكن غسلك تَحتَ الظلال أو تَحتَ حائط فإذا هممت بذلِكَ فقل : اللَّهُمَّ إِيْماناً بِكَ وَتَصْدِيقاً بِكِتابِكَ وَاتِّباعَ سُنَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله. ثم سّم باسم الله واغتسل فإذا فرغت مِن الغسل فقل : اللَّهمَّ اجْعَلْهُ كُفَّارَةً لِذُنُوبِي ، وَطَهِّرْ دِيْنِي. اللَّهمَّ اذْهِبْ عَنِّي الدَّنَسَ (٩).

الخامس : تحسين الثياب واستعمال الطّيب والاصحار في غير مكة للصلاة تَحتَ السّماء (١٠).

السادس : الافطار أول النَّهار قَبلَ صلاة العيد والأفضل أن يفطر عَلى التمر أو عَلى شَيٍ مِن

_________________

١ ـ لي : خ.

٢ ـ مصباح المتهجّد : ٦٤٩ ، والاقبال ١ / ٤٦١ باب ٣٦.

٣ ـ الاقبال ١ / ٤٦١ باب ٣٦.

٤ ـ مصباح المتهجّد : ٦٥١.

٥ ـ الاقبال ١ / ٤٦٨ فصل ٢ من باب ٣٧.

٦ ـ الاقبال ١ / ٤٦٨ فصل ٢ من باب ٣٧.

٧ ـ مصباح المتهجّد : ٦٥٥.

٨ ـ الاعلى : ٨٧ / ١٤ و ١٥.

٩ ـ الاقبال ١ / ٤٧٥ باب ٣٧.

١٠ ـ مسارّ الشيعة : ٣١.

٣٢٦

الحلوى (١).

وقالَ الشَيخ المفيد يُستَحب أن يبتلع شيئاً مِن تربة الحسين عليه‌السلام فإنها شفاء من كل داء (٢).

السابع : أن لا تخرج لصلاة العيد إِلاّ بَعد طلوع الشمس وأن تدعو بما رواه السيّد في (الاقبال) مِن الدّعوات منها ما رواه عَن أبي حمزة الثمالي عَن الباقر عليه‌السلام قالَ : أدع في العيدين والجمعة إذا تهيأت للخروج بهذا الدُّعاء :

اللَّهُمَّ مَنْ تَهيَّأَ فِي هذا اليَوْمِ أَوْ تَعَبَّأ أَوْ أَعَدَّ وَاسْتَعَدَّ لِوِفادَةٍ إِلى مَخْلُوقٍ رَجاءَ رِفْدِهِ وَنَوافِلِهِ وَفَواضِلِهِ وَعطاياهُ فَإِنَّ إِلَيْكَ يا سَيِّدِي تَهْيِئَتِي وَتَعْبِئَتِي وَإِعْدادِي وَاسْتِعْدادِي رَجاءَ رَفْدِكَ وَجَوائِزِكَ وَنَوافِلِكَ وَفَواضِلِكَ وَفَضائِلِكَ وَعَطاياكَ وَقَدْ غَدَوْتُ إِلى عِيْدٍ مِنْ أَعْيادِ اُمَّةِ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُ الله عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ وَلَمْ أَفِدْ إِلَيْكَ اليَوْمَ بِعَمَلٍ صالِحٍ أَثِقُ بِهِ قَدَّمْتُهُ ، وَلا تَوَجَّهْتُ بِمَخْلُوقٍ أَمَّتُه ، وَلكِنْ أَتَيْتُكَ خاضِعاً مُقِرّاً بِذُنُوبِي وَإِسآَتِي إِلى نَفْسِي ، فَ يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ يا عَظِيمُ إِغْفِرْ لِيَ العَظِيمَ مِنْ ذُنُوبِي ، فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ العِظامَ إِلاّ أَنْتَ يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (٣).

الثامِن : صلاة العيد : وهِيَ ركعتان يقرأ في الأوّلى الحَمد وسورة الاعَلى ويكبّر بَعد القراءة خمس تكبيرات وتقنت بَعد كُل تكبيرة فتقول :

اللَّهُمَّ (٤) أَهْلَ الكَبْرِياءِ وَالعَظَمَةِ ، وَأَهْلَ الجُودِ وَالجَبَرُوتِ ، وَأَهْلَ العَفْوِ وَالرَّحْمَةِ ، وَأَهْلَ التَّقوى وَالمَغْفِرَةِ ، أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هذا اليَوْمِ الَّذِي جَعَلْتَهُ لِلْمُسْلِمِينَ عِيْداً ، وَلِمُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله ذُخْراً (٥) وَمَزِيداً ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمّدٍ ، وَأَنْ تُدْخِلَنِي فِي كُلِّ خَيْرٍ أَدْخَلْتَ فِيْهِ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تُخْرِجَنِي مِنْ كُلِّ سُوءٍ أَخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ (٦). اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ ما سَأَلَكَ (٧) عِبادُكَ

_________________

١ ـ الاقبال ١ / ٤٧٧ ـ ٤٧٨ فصل ٥ و ٦ من باب ٣٧.

٢ ـ مسارّ الشيعة : ٣١.

٣ ـ الاقبال ١ / ٤٧٧ فصل ٤ من باب ٣٧.

٤ ـ اللّهم أنت ـ خ ـ.

٥ ـ ذخراً وشرفاً ـ خ ـ.

٦ ـ وعليهم أجمعين ـ خ ـ.

٧ ـ ما سألك منه ـ خ ـ.

٣٢٧

الصَّالِحُونَ ، وَأَعُوذُ بِكَ (١) مِمّا اسْتَعاذَ مِنْهُ عِبادُكَ الصَّالِحُونَ (٢). ثّم تكبّر السّادِسَة وتركع وتسجد ثم تنهض للركعة الثّانِيَة فتقرأ فيها بَعد الحَمد سورة الشمس ثم تكبّر أربع تكبيرات تقنت بَعد كُل تكبيرة وتقرأ في القنوت ما مر فإذا فرغت كبّرت الخامِسَة فركعت وأتممت الصلاة وسبّحت بَعد الصلاة تسبيح الزهراء عليها‌السلام (٣).

وقَد وردت دعوات كثيرة بَعد صلاة العيد ولعل أحسنها هُوَ الدُّعاء السادس والأَرْبعون مِن الصحيفة الكاملة (٤). ويُستَحب أن يبرز في صلاة العيد تَحتَ السماء وأن يصلي عَلى الأَرْض مِن دون بساط ولا بارية (٥) وأن يرجع عن المصلي مِن غير الطريق الَّذي ذَهَبَ مِنهُ (٦) وأن يدعو لاخوانه المؤمنين بقبول أعمالهم.

التاسع : أن يزور الحسين عليه‌السلام (٧).

العاشر : قراءة دعاء الندبة وسيأتي إن شاء الله تَعالى. وقالَ السيّد ابن طاووس (رض) اسجد إذا فرغت مِن الدُّعاء فقل :

أَعُوذُ بِكَ مِنْ نارٍ حَرُّها لايُطْفاء ، وَجَدِيدُها لا يُبْلى ، وَعَطْشانُها لايُرْوى. ثم ضع خدك الأيمن عَلى الأَرْض وَقُلْ : إِلهِي لا تُقَلِّبْ وَجْهِي فِي النَّارِ بَعْدَ سُجُودِي وَتَعْفِيرِي لَكَ بِغَيْرِ مَنٍّ مِنِّي عَلَيْكَ بَلْ لَكَ المَنُّ عَلَيَّ. ثم ضع خدك الأيسر عَلى الأَرْض وَقُلْ : ارْحَمْ مَنْ أَساءَ وَاقْتَرَفَ وَاسْتَكانَ وَاعْتَرَفَ. ثم عد إلى السجود وَقُلْ : إِنْ كُنْتُ بِئْسَ العَبْدُ فَأَنْتَ نِعْمَ الرَّبُّ ، عَظُمَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنِ العَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ يا كَرِيمُ. ثم قل : العَفْوَ العَفْوَ. مائةَ مرةٍ. ثم قالَ السيّد ولا تقطع يومكَ هذا باللعب والاهمال وأنت لاتعلم أمردود أم مقبول الاعمال فان رجوت القَبول فقابل ذلِكَ بالشكر الجميل وإن خفت الرد فكن أسير الحزن الطويل (٨).

اليَوم الخامس والعِشرون : فيهِ عَلى بعض الأقوال توفي الإمام جعفر بن مُحَمَّد الصادق عليه‌السلام في سنة مائةَ وثماني وأربعين (٩) وقَد ارتأى البعض أنَّ وفاته كانَت في النصف مِن رجب وكانَ سَبَب

_________________

١ ـ بك فيه ـ خ ـ.

٢ ـ المخلصون ـ خ ـ.

٣ ـ مصباح المتهجّد : ٦٥٤.

٤ ـ الصحيفة الكاملة السجادية : ٣٩١ ، الدعاء ٤٦ ، أوّله : يا من يرحم من لا يرحمه العباد ...

٥ ـ الاقبال ١ / ٤٨٧ فصل ١٤ من باب ٣٧ عن الصادق عليه‌السلام مع اختلاف لفظي.

٦ ـ الاقبال ١ / ٤٨٣ فصل ١١ من باب ٣٧ عن الرضا عليه‌السلام.

٧ ـ مصباح المتهجّد : ٦٦٥.

٨ ـ مصباح الزائر : ٣٤٥ في آخر فصل : فضل زيارة الحسين عليه‌السلام في ليلة عيد الفطر.

٩ ـ كما رواه الطبرسي في اعلام الورى : ٢٦٦ ، وفي تاج المواليد ضمن مجموعة نفيسة : ١٢٥.

٣٢٨

وفاته سمّا دس لَهُ في العنب (١).

وَروي أنه عليه‌السلام حينما حضرته الوفاة فتح عينيه وقالَ : اجمعوا لي الاقارَب فلمّا اجتمعوا كلّهم نظر إليهم وقالَ : لا يبلغ شفاعتنا من استخف بصلاته ولَمْ يهتم بها (٢).

الفصل الخامس

في أعمال شهر ذي القعدة

إعلم أنّ هذا الشهر هو أول الأشهر الحرم التي ذكرها الله في كتابه المجيد. وروى السيد ابن طاووس في حديث : أنّ شهر ذي القعدة موقع إجابة الدعاء عند الشدة (٣).

وروي عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله صلاة في اليوم الاحد من هذا الشهر ذات فضل كثير وفضلها ملخصا : أنّ من صلاها قبلت توبته ، وغفرت ذنوبه ، ورضي عنه خصماؤه يوم القيامة ، ومات على الايمان وما سلب منه الدين ، ويفسح في قبره وينور فيه ، ويرضى عنه أبواه ويغفر لأبويه ولذريته ويوسّع في رزقه ، ويرفق به ملك الموت عند موته ويخرج الروح من جسده بيسر وسهولة. وصفتها : أن يغتسل في يوم الأحد ويتوضأ ويصلي أربع ركعات يقرأ في كل منها الحمد مرة وقُل هُو الله أحَد ثلاث مرات والمعوّذتين مرّة ، ثم يستغفر سبعين مرة ثم يختم بكلمة : لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ. ثم يقول : يا عَزِيزُ يا غَفَّارُ اغْفِرْ لِي ذُنوبِي وَذُنُوبَ جَمِيعِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ فَإِنَّهُ لا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاّ أَنْتَ (٤).

أقول : الظاهر أنّ هذا الاستغفار والدعاء الذي ورد بعده يؤدّى بعد الصلاة. واعلم أنّ في الحديث أنّ من صام من شهر حرام ثلاثة أيام : الخميس والجمعة والسبت كتب له عبادة تسعمائة سنة (٥). وقال الشيخ الأجل علي بن إبراهيم القمّي إنّ السيئات تضاعف في الأشهر الحرم وكذلك الحسنات.

اليوم الحادي عشر : كان فيه في سنة مائة وثماني وأربعين ولادة الإمام الرضا عليه‌السلام (٦).

الليلة الخامسة عشرة : ليلة مباركة ينظر الله تعالى فيها إلى عباده المؤمنين بالرحمة ، وأجر

_________________

١ ـ أيضاً في اعلام الورى وتاج المواليد.

٢ ـ عقاب الاعمال للصدوق : ٢٢٨ مع اختلاف في الالفاظ.

٣ ـ انظر الاقبال ٢ / ١٧ فصل ١ من باب ٢.

٤ ـ الاقبال ٢ / ٢٠ فصل ٤ من باب ٢ مع اختلاف لفظي.

٥ ـ الاقبال ٢ / ٢١ فصل ٥ من باب ٢ عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٦ ـ بحارالانوار ٤٩ / ٣ عن اعلام الورى. وفي ص ٩ عن مصباح الكفعمي وغيره.

٣٢٩

العامل فيها بطاعة الله أجر مائة سائح ـ أي الصائم الملازم للمسجد ـ لم يعص الله طرفة عين كما في (النبوي) ؛ فاغتنم هذه الليلة واشتغل فيها بالعبادة والطاعة والصلاة وطلب الحاجات من الله. فقد روي أنه من سأل الله تعالى فيها حاجة أعطاه ما سأل (١).

اليوم الثالث والعشرون : من سنة مائتين توفي فيه الإمام الرضا صَلَواتُ الله وسَلامُهُ عَلَيهِ على بعض الأقوال (٢) ، ومن المسنون فيه زيارة الرضا عليه‌السلام من قرب ومن بعد. قال السيد ابن طاووس في الاقبال : ورأيت في بعض تصانيف أصحابنا العجم رضوان الله عليهم : أنه يستحب أن يزار مولانا الرضا عليه‌السلام يوم ثالث وعشرين من ذي القعدة من قرب أو بعد ببعض زياراته المعروفة أو بما يكون كالزيارة من الرواية بذلك (٣).

الليلة الخامسة والعشرون ليلة دحو الأَرْض : انبساط الأَرْض من تحت الكعبة على الماء ـ وهي ليلة شريفة تنزل فيها رحمة الله تعالى ، وللقيام بالعبادة فيها أجر جزيل. وروي عن الحسين بن علي الوشاء قال : كنت مع أبي وأنا غلام فتعشينا عند الرضا عليه‌السلام ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة فقال له : ليلة خمس وعشرين من ذي القعدة ولد فيها إبراهيم عليه‌السلام وولد فيها عيسى بن مريم عليه‌السلام وفيها دحيت الأَرْض من تحت الكعبة ، فمن صام ذلك اليوم كان كمن صام ستين شهراً. وقال على رواية أخرى : ألا إن فيها يقوم القائم عليه‌السلام (٤).

اليوم الخامس والعشرون يوم دحو الأَرْض : وهو أحد الأيام الأَرْبعة التي خصت بالصيام بين أيام السنة. وروى : أن صيامه يعدل صيام سبعين سنة ، وهو كفارة لذنوب سبعين سنة ، على رواية أخرى ، ومن صام هذا اليوم وقام ليلته فله عبادة مائة سنة ويستغفر لمن صامه كل شي بين السماء والأَرْض وهو يوم انتشرت فيه رحمة الله تعالى ، وللعبادة والاجتماع لذكر الله تعالى فيه أجر جزيل (٥).

وقد ورد لهذا اليوم ـ سوى الصيام والعبادة وذكر الله تعالى والغسل ـ عملان :

الأول : صلاة مروية في كتب الشيعة القميّين ، وهي ركعتان تصلى عند الضحى بـ الحمد مرة

_________________

١ ـ الاقبال ٢ / ٢٢ فصل ٦ من باب ٢ مع اختلاف لفظي.

٢ ـ رواه عليّ بن يوسف بن المطهّر الحلّي في العدد القوية : ٢٧٥.

٣ ـ هامش الاقبال ٢ / ٢٣ فصل ٨ من باب ٢ عن بعض نسخ الاقبال.

٤ ـ الاقبال ٢ / ٢٤ فصل ١٠ من باب ٢.

٥ ـ الاقبال ٢ / ٢٦ و ٢٧ فصل ١٢ من باب ٢ مع اختلاف في الالفاظ عن امير المومنين وعن رسول الله صلوات الله عليهما وعلى آلهما.

٣٣٠

والشمس خمس مرات ويقول بعد التسليم :

لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِالله العَلِيِّ العَظِيمِ. ثم يدعو وَيقول : يا مُقِيلَ العَثَراتِ أَقِلْنِي عَثْرَتِي يا مُجِيبَ الدَّعَواتِ أَجِبْ دَعْوَتِي يا سامِعَ الاَصْواتِ اسْمَعْ صَوْتِي وَارْحَمْنِي وَتَجاوَزْ عَنْ سَيِّئاتِي وَما عِنْدِي يا ذا الجَلالِ وَالاِكْرام (١).

الثاني : هذا الدعاء الذي قال الشيخ في (المصباح) إنه يستحب الدعاء به :

اللّهُمَّ داحِيَ الكَعْبَةِ وَفالِقَ الحَبَّةِ وَصارِفَ اللَّزْبَةِ وَكاشِفَ كُلِّ كُرْبَةٍ ، أَسأَلُكَ فِي هذا اليَوْمِ مِنْ أَيَّامِكَ الَّتِي أَعْظَمْتَ حَقَّها وَأَقْدَمْتَ سَبْقَها وَجَعَلْتَها عِنْدَ المُؤْمِنِينَ وَدِيعَةً وَإِلَيْكَ ذَرِيعَةً وَبِرَحْمَتِكَ الوَسِيعَةِ ان تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ المُنْتَجَبِ فِي المِيثاقِ القَرِيبِ يَوْمَ التَّلاقِ فاتِقِ كُلِّ رَتْقٍ وَداعٍ إِلى كُلِّ حَقٍّ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الاَطْهارِ الهُداةِ المَنارِ دَعائِمِ الجَبَّارِ وَوُلاةِ (٢) الجَنَّةِ وَالنَّارِ ، وَأَعْطِنا فِي يَوْمِنا هذا مِنْ عَطائِكَ المَخْزُونِ غَيْرَ مَقْطُوعٍ وَلا مَمْنُوعٍ (٣) ، تَجْمَعُ لَنا بِهِ التَّوْبَةَ وَحُسْنَ الاَوْبَةِ ، يا خَيْرَ مَدْعُوٍّ وَأَكْرَمَ مَرْجُوٍّ يا كَفَيُّ يا وَفِيُّ ، يا مَنْ لُطْفُهُ خَفِيُّ أُلطُفْ لِي بِلُطْفِكَ وَاسْعِدْنِي بِعَفْوِكَ وَأَيِّدْنِي بِنَصْرِكَ وَلا تُنْسِنِي كَرِيمَ ذِكْرِكَ بِوُلاةِ أَمْرِكَ وَحَفَظَةِ سِرِّكَ ، وَاحْفَظْنِي (٤) مِنْ شَوائِبِ الدَّهْرِ إِلى يَوْمِ الحَشْرِ وَالنَّشْرِ وَأَشْهِدْنِي أَوْلِياَئكَ عِنْدَ خُرُوجِ نَفْسِي وَحُلُولِ رَمْسِي وَانْقِطاعِ عَمَلِي وَانْقَضاء أَجَلِي اللّهُمَّ وَاذْكُرْنِي عَلى طُولِ البِلى إِذا حَلَلْتُ بَيْنَ أَطْباقِ الثَّرى وَنَسِيَنِي النَّاسُونَ مِنَ الوَرى وَاحْلِلْنِي دارَ المُقامَةِ وَبَوِّئْنِي مَنْزِلَ الكَرامَةِ وَاجْعَلْنِي مِنْ مُرافِقي أَوْلِيائِكَ وَأَهْلِ اجْتِبائِكَ واصْطِفائِكَ ، وَبارِكْ لِي فِي لِقائِكَ وَارْزُقْنِي حُسْنَ العَمَلِ قَبْلَ حُلُوِل الاَجَلِ بَريئاً مِنَ الزَلَلِ وَسُوءِ الخَطَلِ ، اللّهُمَّ وَأَوْرِدْنِي حَوْضَ نَبِيِّكَ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَاسْقِنِي مِنْهُ مَشْرَبا رَوِيا سائِغا هَنِيئاً لا

_________________

١ ـ وسائل الشيعة ٨ / ١٨٢ ح ١٠٣٧١ عن الاقبال.

٢ ـ ولاة : خ.

٣ ـ ولا ممنونٍ ـ خ ـ.

٤ ـ احفظني : خ.

٣٣١

أَظْمأُ بَعْدَهُ وَلا اُحَلا وِرْدَهُ وَلا عَنْهُ أُذادُ ، وَاجْعَلْهُ لِي خَيْرَ زادٍ وَأَوْفى مِيعادٍ يَوْمَ يَقُومُ الاَشْهادُ. اللّهُمَّ وَالْعَنْ جَبابِرَةَ الأوَّلِينَ وَالآخرينَ وَبِحُقُوقِ (١) أَوْلِيائِكَ المُسْتَأْثِرِينَ ، اللّهُمَّ وَاقْصِمْ دَعائِمَهُمْ وَاهْلِكْ أَشْ يا عَهُمْ وَعامِلَهُمْ وَعَجِّلْ مَهالِكَهُمْ وَاسْلُبْهُمْ مَمالِكَهُمْ وَضَيِّقْ عَلَيْهِمْ مَسالِكَهُمْ وَالعَنْ مُساهِمَهُمْ وَمُشارِكَهُمْ ، اللّهُمَّ وَعَجِّلْ فَرَجَ أَوْلِيائِكَ وَارْدُدْ عَلَيْهِمْ مَظالِمَهُمْ وأَظْهِرْ بِالحَقِّ قائِمَهُمْ وَاجْعَلْهُ لِدِينِكَ مُنْتَصِراً وَبِأَمْرِكَ فِي أَعْدائِكَ مُؤْتَمِراً ، اللّهُمَّ احْفُفْهُ بِملائِكَةِ النَّصْرِ وَبِما أَلْقَيْتَ إِلَيْهِ مِنَ الاَمْرِ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ مُنْتَقِما لَكَ حَتَّى تَرْضى وَيَعُودَ دِينُكَ بِهِ وَعَلى يَدَيْهِ جَدِيداً غَضّا وَيَمْحَضَ الحَقَّ مَحْضا وَيَرْفُضَ االباطِلَ رَفْضا ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى جَمِيعِ آبائِهِ وَاجْعَلْنا مِنْ صَحْبِهِ وَاُسْرَتِهِ وَابْعَثْنا فِي كَرَّتِهِ حَتَّى نَكُونَ فِي زَمانِهِ مِنْ أَعْوانِهِ ، اللّهُمَّ أَدْرِكْ بِنا قِيامَهُ وَأَشْهِدْنا أّيَّامَهُ وَصَلِّ عَلَيْهِ (٢) وَارْدُدْ إِلَيْنا سَلامَهُ ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِ (٣) وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ (٤).

إعلم أنّ السيد الداماد رض قال في رسالته المسماة (الأَرْبعة أيام في خلال أعمال يوم دحو الأَرْض) : إنّ زيارة الرضا عليه‌السلام في هذا اليوم هي آكد آدابه المسنونة كذلك ، ويتأكد استحباب زيارته عليه‌السلام في اليوم الأوّل من شهر رجب الفرد وقد حث عليها حثاً بالغاً (٦).

اليوم الأخير من الشهر : في هذا اليوم من سنة مائتين وعشرين على المشهور استشهد الإمام محمد بن علي التقي عليه‌السلام في بغداد ، وقد سمّه المعتصم بالله العباسي (٦) ، وكان شهادته بعد سنتين ونصف من وفاة المأمون كما كان الإمام نفسه يتنبأ بذلك فيقول : الفرج بعد المأمون بثلاثين شهراً (٧) ؛ تشعر هذه الكلمة بما كان يعانيه من الأذى والمحن من سوء معاشرة المأمون له حتى اعتبرالموت فرجه الذي يرتقبه! كما عانى من المحن ماعاناه أبوه العظيم الإمام الرضا عليه‌السلام حينما

_________________

١ ـ ولحقوق ـ خ ـ.

٢ ـ وصلّ على محمّد ـ خ ـ.

٣ ـ عليهم ـ خ ـ.

٤ ـ مصباح المتهجّد : ٦٦٩.

٥ ـ أربعة أيام : ٥٢ ، وتحفة الزائر للمجلسي : ٤٠١.

٦ ـ الكافي ١ / ٤٩٢.

٧ ـ رواه الاربلي في كشف الغمّة في ذكر وفاته عليه‌السلام عن الدلايل.

٣٣٢

ولي العهد ، وكان كلما رجع من الجامع يوم الجمعة رفع يديه إلى السماء وهو عرقان مغبراً فقال : إلهي إن كان فرجي في موتي فعجّل وفاتي لساعتي! وكان دائم الكآبة والغم حتى قضى نحبه (١) ، وقد توفي الإمام محمد بن علي التقي عليه‌السلام وله من العمر خمس وعشرون سنة وبضعة أشهر ، ويقع قبره الشريف خلف قبر جده العظيم الإمام موسى الكاظم عليه‌السلام في الكاظمية (٢).

الفصل السادس

في أعمال شهر ذي الحجة

وهو شهر شريف وكان صلحاء الصحابة والتابعين يهتمون بالعبادة فيه اهتماما بالغا. والعشر الأوائل من أيامه هي الأيام المعلومات المذكورة في القرآن الكريم ، وهي أيام فاضلة غاية الفضل ، وقد روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : مامن أيامٍ العمل فيها أحبّ إلى الله عزَّ وجلَّ من أيام هذه العشر (٣). ولهذه العشر أعمال :

الأول : صيام الأيام التسعة الأوّل منها ، فإنه يعدل صيام العمر كله (٤).

الثاني : أن يصلي بين فريضتي المغرب والعشاء في كل ليلة من لياليها ركعتين يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب والتوحيد مرة واحدة وهذه الآية : (وَوأعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقالَ مُوسى لأخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وأصْلِحْ وَلا تَتَّبِعَ سَبِيلَ المُفْسِدِينَ) (٥) ، ليشارك الحاج في ثوابهم (٦).

الثالث : أن يدعو بهذا الدعاء من أول يوم من عشر ذي الحجة إلى عشيّة عرفة في دبر صلاة الصبح وقبل المغرب وقد رواه الشيخ والسيد عن الصادق عليه‌السلام :

اللّهُمَّ هذِهِ الأيَّامُ الَّتِي فَضَّلْتَها عَلى الأيامِ وَشَرَّفْتَها وَقَدْ بَلَّغْتَنِيها بِمَنِّكَ وَرَحْمَتِكَ فَأَنْزِلْ عَلَيْنا مِنْ بَرَكاتِكَ وَأَوْسِعْ عَلَيْنا فِيها مِنْ نَعَمائِكَ ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَهْدِينا فِيها لِسَبِيلِ الهُدى وَالعَفافِ وَالغِنى وَالعَمَلِ فِيها بِما تُحِبُّ

_________________

١ ـ البحار ٤٩ / ١٤٠ ح ١٣ عن عيون اخبار الرضا عليه‌السلام.

٢ ـ الكافي ١ / ٤٩٢.

٣ ـ الاقبال ٢ / ٣٥ باب ٣ فصل ٤.

٤ ـ انظر الاقبال ٢ / ٤٨ باب ٣ فصل ٧ ، ثواب الاعمال ٧٤ مع اختلاف لفظي.

٥ ـ الاعراف : ٧ / ١٤٢.

٦ ـ الاقبال ٢ / ٣٥ فصل ٥ من باب ٣ عن الصادق عليه‌السلام.

٣٣٣

وَتَرْضى ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ يا مَوْضِعَ كُلِّ شَكْوى وَيا سامِعَ كُلِّ نَجْوى وَيا شاهِدَ كُلِّ مَلأَ وَيا عالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَكْشِفَ عَنَّا فِيها البَلاءِ وَتَسْتَجِيبَ لَنا فِيها الدُّعاءُ وَتُقَوِّيَنا فِيها وَتُعِينَنا وَتُوَفِّقَنا فِيها لِما تُحِبُّ رَبَّنا وَتَرْضى وَعَلى ما افْتَرَضْتَ عَلَيْنا مِنْ طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ وَأَهْلِ وَلايَتِكَ ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَهَبَ لَنا فِيها الرِّضا إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ ، ولا تَحْرِمْنا خَيْرَ ما تُنْزِلُ فِيها مِنَ السَّماء وَطَهِّرْنا مِنَ الذُّنُوبِ يا عَلاّمَ الغُيُوبِ وَأَوْجِبْ لَنا فِيها دارَ الخُلُودِ اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَلا تَتْرُكْ لَنا فِيها ذَنْبا إِلاّ غَفَرْتَهُ وَلا هَمّا إِلاّ فَرَّجْتَهُ وَلا دَيْنا إِلاّ قَضَيْتَهُ وَلا غائِبا إِلاّ أَدَّيْتَهُ وَلا حاجَةً مِنْ حَوائِجِ الدُّنْيا وَالآخرةِ إِلاّ سَهَّلْتَها وَيَسَّرْتَها إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ ، اللّهُمَّ يا عالِمَ الخَفِيَّاتِ يا راحِمَ العَبَراتِ يا مُجِيبَ الدَّعَواتِ يا رَبَّ الأَرْضِينَ وَالسَّماواتِ يا مَنْ لا تَتَشابَهُ عَلَيْهِ الأصْواتُ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنا فِيها مِنْ عُتَقائِكَ وَطُلَقائِكَ مِنَ النَّارِ وَالفائِزِينَ بِجَنَّتِكَ وَالنَّاجِينَ (١) بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَصَلَّى الله عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ (٢).

الرابع : أن يدعو في كل يوم من أيام العشر بهذه الدعوات الخمس وقد جاء بها جبرائيل إلى عيسى بن مريم هدية من الله تعالى ليدعو بهذا الدعاء في أيام العشر وهذه هي الدعوات الخمس :

١ ـ أَشْهَد أَنْ لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ.

٢ ـ أَشْهَد أَنْ لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ أَحَداً صَمَداً لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً.

٣ ـ أَشْهَد أَنْ لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ أّحَداً صَمَداً لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ

_________________

١ ـ الفائزين ... الناجين : خ.

٢ ـ مصباح المتهجّد : ٦٧٢ وفي آخره : وسلّم عليهم تسليماً.

٣٣٤

لَهُ كُفُوا أَحَدٌ.

٤ ـ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ حَيُّ لا يَمُوتُ بِيَدِهِ الخَيْرُ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ.

٥ ـ حَسْبِيَ الله وَكَفىْ سَمعَ الله لِمَنْ دَعا لَيْسَ وَراءَ الله مُنْتَهى أَشْهَدُ للهِ بِما دَعا وَأَنَّهُ بَرِيٌ مِمَّنْ تَبَرَأَ وَأَنَّ للهِ الآخِرَةَ وَالأوّلى. ثم ذكر عيسى عليه‌السلام أجرَاً جزيلاً للدعاء بكل من هذه الدعوات الخمس مائة مرة ولا يبعد أن يكون الداعي بكل من هذه الدعوات في كل يوم عشر مرات ممتثلاً لما ورد في الحديث كما احتمله العلامة المجلسي (رض) والأفضل أن يُدعى بكل منها في كل يوم مائة مرة (١).

الخامس : أن يهلل في كل يوم من العشر بهذا التهليل المروي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام بأجره الجزيل ، والأفضل التهليل به في كل يوم عشر مرات : لا إِلهَ إِلاّ الله عَدَدَ اللَّيالِي وَالدُّهُورِ لا إِلهَ إِلاّ الله عَدَدَ أَمْواجِ البُحُورِ لا إِلهَ إِلاّ الله وَرَحْمَتُهُ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ لا إِلهَ إِلاّ الله عَدَدَ الشَّوْكِ وَالشَّجَرِ لا إِلهَ إِلاّ الله عَدَدَ الشَّعْرِ وَالوَبَرِ لا إِلهَ إِلاّ الله عَدَدَ الحَجَرِ والمَدَرِ لا إِلهَ إِلاّ الله عَدَدَ لَمْحِ العُيُونِ لا إِلهَ إِلاّ الله فِي اللَّيْلِ إِذا عَسْعَسَ وَالصُّبْحِ (٢) إِذا تَنَفَّسَ لا إِلهَ إِلاّ الله عَدَدَ الرِّياحِ فِي البَرارِي وَالصُّخُورِ لا إِلهَ إِلاّ الله مِنْ اليَوْمِ إِلى يَوْمِ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ (٣).

اليوم الأول : يوم شريف جداً وقد ورد فيه عدة أعمال :

الأول : الصيام فإنه يعدل صوم ثمانين شهراً (٤).

الثاني : صلاة فاطمة عليها‌السلام ، قال الشيخ روي أنها أربع ركعات بسلامين ، وهي كصلاة أمير المؤمنين عليه‌السلام يقرأ في كل ركعة الحمد مرة والتوحيد خمسين مرة ويسبح بعد السلام تسبيحها عليها‌السلام

_________________

١ ـ اقبال الاعمال ٢ / ٤٦ فصل ٦ من باب ٣ وفي آخر ذكر فضل كلّ من الدعوات الخمس.

٢ ـ وفي الصبح ـ خ ـ.

٣ ـ اقبال الاعمال ٢ / ٤٧ فصل ٦ من باب ٣ وفي آخره فضل قرائة الدعاء.

٤ ـ مصباح المتهجّد : ٦٧١ عن الكاظم عليه‌السلام.

٣٣٥

ويقول : سُبْحانَ ذِي العِزِّ الشَّامِخِ المُنِيفِ سُبْحانَ ذِي الجَلالِ الباذِخِ العَظِيمِ سُبْحانَ ذِي المُلْكِ الفاخِرِ القَدِيمِ سُبْحانَ مَنْ يَرى أَثَرَ النَّمَلِة فِي الصَّفا سُبْحانَ مَنْ يَرى وَقْعَ الطَّيْرِ فِي الهَواءِ سُبْحانَ مَنْ هُوَ هكَذا وَلا هكَذا غَيْرُهُ (١).

الثالث : الصلاة ركعتان قبل الزوال بنصف ساعة يقرأ في كل ركعة الحمد مرة وكلاًّ من التوحيد وآية الكرسي والقدر عشر مرات (٢).

الرابع : من خاف ظالماً فقال في هذا اليوم : حَسْبِي حَسْبِي حَسْبِي مِنْ سُؤالِي عِلْمُكَ بِحالِي كفاه الله شره (٣). وإعلم أنّ في هذا اليوم ولد إبراهيم الخليل عليه‌السلام وعلى رواية الشيخين : كان فيه أيضاً تزويج فاطمة من أمير المؤمنين عليه‌السلام (٤).

اليوم السابع : يوم حزن الشيعة كان فيه في سنة مائة وأربع عشرة وفاة الإمام محمد بن علي الباقر عليه‌السلام في المدينة (٥).

اليوم الثامن : يوم التروية وللصيام فيه فضل كثير ورُوى أنّه كفارة لذنوب ستّين سنة (٦). وقال الشيخ الشهيد رض : إنه يستحب فيه الغسل (٧).

الليلة التاسعة : ليلة مباركة وهي ليلة مناجاة قاضي الحاجات والتوبة فيها مقبولة والدعاء فيها مستجاب وللعامل فيها بطاعة الله أجر سبعين ومائة سنة وفيها عدة أعمال :

الأول : أن يدعو بهذا الدعاء الذي روي أن من دعا به في ليلة عرفة أو ليالي الجمع غفر الله له : اللّهُمَّ يا شاهِدَ كُلِّ نَجْوى وَمَوْضِعَ كُلِّ شَكْوى وَعالِمَ كُلِّ خَفِيَّةٍ وَمُنْتهى كُلِّ حاجَةٍ يا مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ عَلى العِبادِ يا كَرِيمَ العَفْوِ يا حَسَنَ التَّجاوُزِ يا جَوادُ يا مَنْ لايُواري مِنْهُ لَيْلٌ داجٍ وَلا بَحْرٌ عَجَّاجٌ وَلا سَّماء ذاتُ ابْراجٍ وَلا ظُلَمٌ ذاتُ ارْتِتاجٍ (٨) يا مَنْ الظُّلْمَةُ عِنْدَهُ ضِياءٌ ؛ أَسأَلُكَ بِنُورِ وَجْهِكَ الكَرِيمِ الَّذِي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِلْجَبَلِ فَجَعَلْتَهُ دَكّا وَخَرَّ مُوسى صَعِقا وَبِاسْمِكَ الَّذِي رَفَعْتَ بِهِ السَّماواتِ بِلا عَمَدٍ وَسَطَحْتَ بِهِ الأَرْضَ عَلى وَجْهِ ماءٍ جَمَدٍ ، وَبِاسْمِكَ المَخْزُونِ المَكْنُونِ المَكْتُوبِ الطَّاهِرِ الَّذِي إِذا دُعِيتَ بِهِ

_________________

١ ـ مصباح المتهجّد : ٦٧١.

٢ ـ الاقبال ٢ / ٤٩ فصل ٨ من باب ٣.

٣ ـ الاقبال ٢ / ٤٩ فصل ٩ من باب ٣.

٤ ـ مصباح المتهجّد : ٦٧١.

٥ ـ بحار الانوار ٤٦ / ٢١٧ عن الشهيد في الدروس.

٦ ـ الاقبال ٢ / ٤٩ فصل ١٠ من باب ٣ عن الصادق عليه‌السلام.

٧ ـ ذكرى الشيعه ١ / ١٩٨ فصل ٣.

٨ ـ ارتياجٍ ـ خ ـ.

٣٣٦

أَجَبْتَ وَإِذا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ ، وَبِاسْمِكَ السُّبُّوحِ القُدُّوسِ البُرْهانِ الَّذِي هُوَ نُورٌ عَلى كُلِ نُورٍ وَنُورٌ مِنْ نُورٍ يُضيُ مِنْهُ كُلُّ نُورٍ إِذا بَلَغَ الأَرْضَ انْشَقَّتْ وَإِذا بَلَغَ السَّماواتِ فُتِحَتْ وَإِذا بَلَغَ العَرْشَ اهْتَزَّ ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي تَرْتَعِدُ مِنْهُ فَرائِص مَلائِكَتِكَ ، وَأَسأَلُكَ بِحَقِّ جَبْرَئِيلَ وَمِيكائِيلَ وَإِسْرافِيلَ وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ المُصْطَفى صلى‌الله‌عليه‌وآله وَعَلى جَمِيعِ الأَنْبِياءِ وَجَمَيعِ المَلائِكَةِ ، وَبِالاسْمِ الَّذِي مَشى بِهِ الخِضْرُ عَلى قُلَلِ (١) الماءِ كَما مَشى بِهِ عَلى جَدَدِ الأَرْضِ ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي فَلَقْتَ بِهِ البَحْرَ لِمُوسى وَاغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ وَأَنْجَيْتَ بِهِ مُوسى بْنَ عُمْرانَ وَمَنْ مَعَهُ ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ مُوسى بْنَ عِمْرانَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الأيْمنِ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَأَلْقَيْتَ عَلَيْهِ مَحَبَّةً مِنْكَ وَبِاسْمِكَ الَّذِي بِهِ أَحْيا عِيسى بْنُ مَرْيَمَ المَوْتى وَتَكَلَّمَ فِي المَهْدِ صَبِيّا وَأَبْرَأَ الأكْمَهَ وَالأبْرَصَ بِإِذْنِكَ ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعَاكَ بِهِ حَمَلَةُ عَرْشِكَ وَجَبْرئِيلُ وَمِيكائِيلُ وَإِسْرافِيلُ وَحَبِيبُكَ مُحَمَّدٌ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَمَلائِكَتُكَ المُقَرَّبُونَ وَأَنْبِياؤُكَ المُرْسَلُونَ وَعِبادُكَ الصَّالِحُونَ مِنْ أَهْلِ السَّماواتِ وَالأَرْضِينَ ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ ذُو النُونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِبا فَظَنَّ أَنْ لَنْ تَقْدِرَ (٢) عَلَيْهِ فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سبُحْانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ وَنَجَّيْتَهُ مِنَ الغَمِّ وَكَذلِكَ تُنْجِي (٣) المُؤْمِنِينَ ، وَبِاسْمِكَ العَظِيمِ الَّذِي دَعاكَ بِهِ داوُدُ وَخَرَّ لَكَ ساجِداً فَغَفَرْتَ لَهُ ذَنْبَهُ ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعَتْكَ بِهِ آسِيَةُ امْرأَةُ فِرْعَوْنَ إِذْ قالَتْ : (رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتا فِي الجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ القَوْمِ الظَّالِمِينَ) (٤) فَاسْتَجَبْتَ لَها دُعائَها ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ أَيُّوبُ إِذْ حَلَّ بِهِ البَلاُء فَعافَيْتَهُ وَآتَيْتَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِكَ وَذِكْرى لِلعابِدِينَ ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي

_________________

١ ـ طلل ـ خ ـ.

٢ ـ نقدر ـ خ ـ.

٣ ـ نُنجي ـ خ ـ.

٤ ـ التحريم : ٦٦ / ١١.

٣٣٧

دَعاكَ بِهِ يَعْقُوبُ فَرَدَدْتَ عَلَيْهِ بَصَرَهُ وَقُرَّةَ عَيْنِهِ يُوسُفَ وَجَمَعْتَ شَمْلَهُ ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ سُلَيْمانُ فَوَهَبْتَ لَهُ مُلْكاً لا يَنْبَغِي لأحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّكَ أَنْتَ الوَهابُ ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي سَخَّرْتَ بِهِ البُراقَ لِمُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله إِذْ قالَ تَعالى : (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ المَسْجِدِ الحَرامِ إِلى المَسْجِدِ الأقْصى) (١) ، وَقَوْلُهُ : (سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ) (٢) ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي تَنَزَّلَ بِهِ جَبْرئِيلَ عَلى مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) ، وَبِاسْمِكَ الَّذِي دَعاكَ بِهِ آدَمُ فَغَفَرْتَ لَهُ ذَنْبَهُ وَأَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ. وَأَسأَلُكَ بِحَقِّ القُرْآنِ العَظِيمِ وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيِّينَ وَبِحَقِّ إِبْراهِيمَ وَبِحَقِّ فَضْلِكَ يَوْمَ القَضاء وَبِحَقِّ المَوازِينِ إِذا نُصِبَتْ وَالصُّحُفِ إِذا نُشِرَتْ وَبِحَقِّ القَلَمِ وَما جَرى وَاللَّوْحِ وَما أَحْصى وَبِحَقِّ الاسْمِ الَّذِي كَتَبْتَهُ عَلى سُرادِقِ العَرْشِ قَبْلَ خَلْقِكَ الخَلْقَ وَالدُّنْيا وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ بِأَلْفَي عامٍ ، وَأَشْهَدُ أَن لا إِلهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاشَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَأَسأَلُكَ بِاسْمِكَ المَخْزُونِ فِي خَزائِنِكَ الَّذِي إِسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ لَمْ يَظْهَرْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ لا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا نَبِيُّ مُرْسَلٌ وَلا عَبْدٌ مُصْطَفى ، وَأَسأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي شَقَقْتَ بِهِ البِحارَ وَقامَتْ بِهِ الجِبالُ وَاخْتَلَفَ بِهِ اللَيْلُ وَالنَّهارُ ، وَبِحَقِّ السَّبْعِ المَثانِي وَالقُرْآنِ العَظِيمِ وَبِحَقِّ الكِرامِ الكاتِبِينَ وَبِحَقِّ طهَ وَيَّس وَكهيعص وَحمَّعَّسَّقَّ وَبِحَقِّ تَوْراةِ مُوسى وَإِنْجِيلِ عِيسى وَزَبُورِ داوُدَ وَفُرْقانِ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَعَلى جَمِيعِ الرُّسُلِ وَباهِيّا شَراهيّا ؛ اللّهُمَّ إِنِّي أَسأَلُكَ بِحَقِّ تَلْكَ المُناجاةِ الَّتِي كانَتْ بَيْنَكَ وَبَيْنَ مُوسى بْنِ عُمْرانَ فَوْقَ جَبَلِ طُورِ سَيْناءَ ، وأَسأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي عَلَّمْتَهُ مَلَكَ المَوْتِ لِقَبْضِ الأَرْواحِ ، وَأَسأَلُكَ بِاسْمِكَ

_________________

١ ـ الاسراء : ١٧ / ١.

٢ ـ الزخرف : ٤٣ / ١٣ و ١٤.

٣ ـ من قوله : وباسمك الّذي ... إلى هنا : نسخة.

٣٣٨

الَّذِي كُتِبَ عَلى وَرَقِ الزَّيْتُونِ فَخَضَعَتِ النِّيرانُ لِتِلْكَ الوَرَقَةِ فَقُلْتَ : (يا نارُ كُونِي بَرْداً وَسَلاما) (١) ، وَأَسأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي كَتَبْتَهُ عَلى سُرادِقِ المَجْدِ وَالكَرامَةِ ، يا مَنْ لا يُخْفِيهِ سائِلٌ وَلا يَنْقُصُهُ نائِلٌ يا مَنْ بِهِ يُسْتَغاثُ وَإِلَيْهِ يُلْجَأُ أَسأَلُكَ بِمَعاقِدِ العِزِّ مِنْ عَرْشِكَ وَمُنْتَهى الرَّحْمَةِ مِنْ كِتابِكَ وَبِاسْمِكَ الأَعْظَمِ وَجَدِّكَ الأعْلى وَكَلِماتِكَ التَّامَّاتِ العُلى. اللّهُمَّ رَبَّ الرِّياحِ وَما ذَرَتْ وَالسَّماء وَما أّظَلَّتْ وَالأَرْضِ وَما أَقَلَّتْ وَالشَّياطِينِ وَما أَضَلَّتْ وَالبِحارِ وَما جَرَتْ وَبِحَقِّ كُلِّ حَقٍّ هُوَ عَلَيْكَ حَقُّ وَبِحَقِّ المَلائِكَةِ المُقَرَّبِينَ وَالرَّوْحانِيِّينَ وَالكَرُوبِيِّينَ وَالمُسَبِّحينَ لَكَ بِاللَيْلِ وَالنَّهارِ لا يَفْتُرُونَ وَبِحَقِّ إِبْراهِيمَ خَلِيلِكَ وَبِحَقِّ كُلِّ وَلِيٍّ يُنادِيكَ بَيْنَ الصَّفا وَالمَرْوَةِ وَتَسْتَجِيبُ لَهُ دُعائَه ، يا مُجِيبُ أَسأَلُكَ بِحَقِّ هذِهِ الأسَّماء وَبِهذِهِ الدَّعَواتِ أّنْ تَغْفِرَ لَنا ما قَدَّمْنا وَما أَخَّرْنا وَما أَسْرَرْنا وَما أَعْلَنَّا وَما أَبْدَيْنا وَما أَخْفَيْنا وَما أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِّنا إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. يا حافِظَ كُلِّ غَرِيبٍ يا مُوْنِسَ كُلِّ وَحِيدٍ يا قُوَّةَ كُلِّ ضَعِيفٍ يا ناصِرَ كُلِّ مَظْلُومٍ يا رازِقَ كُلِّ مَحْرُومٍ يا مُوْنِسَ كُلِّ مُسْتَوْحِشٍ يا صاحِبَ كُلِّ مُسافِرٍ يا عِمادَ كُلِّ حاضِرٍ يا غافِرَ كُلِّ ذَنْبٍ وَخَطِيئَةٍ ، يا غِياثَ المُسْتَغِيثِينَ يا صَرِيخَ المُسْتَصْرِخِينَ يا كاشِفَ كَرْبِ المَكْرُوبِينَ يا فارِجَ هَمِّ المَهْمُومِينَ يا بَدِيعَ السَّماواتِ وَالأَرْضِينَ يا مُنْتَهى غايَةِ الطَّالِبِينَ يا مُجِيبَ دَعْوَةِ المُضْطَرِّينَ يا أرْحَمَ الرَّاِحِمينَ يا رَبَّ العالَمِينَ يا دَيَّانَ يَوْمِ الدِّينِ يا أَجْوَدَ الأجْوَدِينَ يا أكْرَمَ الأكْرَمِينَ يا أسْمَعَ السَّامِعِينَ يا أبْصَرَ النَّاظِرِينَ يا أقْدَرَ القادِرِينَ ، اغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تُغَيِّرُ النِّعَمَ وَاغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتِي تُورِثُ النَّدَمَ وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تُورِثُ السَّقَمَ وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تَهْتِكُ العِصَمْ وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تَرُدُّ الدُّعاءَ وَاغْفِرْ لِي

_________________

١ ـ الأنبياء : ٢١ / ٦٩.

٣٣٩

الذُّنُوبَ الَّتِي تَحْبِسُ قَطْرَ السَّماء وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تُعَجِّلُ الفَناءِ وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تَجْلِبُ الشَّقاءِ وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تُظْلِمُ الهَواءَ وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي تَكْشِفُ الغِطاءَ وَاغْفِرْ لِي الذُّنُوبَ الَّتِي لايَغْفِرُها غَيْرُكَ يا أللهُ ، وَاحْمِلْ عَنِّي كُلَّ تَبِعَةٍ لأحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ ، وَاجْعَلْ لِي مِنْ أَمْرِي فَرَجاً وَمَخْرَجاً وَيُسْراً وَأنْزِلْ يَقِينَكَ فِي صَدْرِي وَرَجائَكَ فِي قَلْبِي حَتَّى لا أَرْجُو غَيْرَكَ اللّهُمَّ احْفَظْنِي وَعافِنِي فِي مَقامِي وَاصْحَبْنِي فِي لَيْلِي وَنَهارِي وَمِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمالِي وَمِنْ فَوْقِي وَمِنْ تَحْتِي وَيَسِّرْ لِيَ السَّبِيلَ وَأَحْسِنَ لِي التَّيْسِيرَ وَلا تَخْذُلْنِي فِي العَسِيرِ وَاهْدِنِي يا خَيْرَ دَلِيلٍ وَلا تَكِلْنِي إِلى نَفْسِي فِي الاُمُورِ وَلَقِّنِي كُلَّ سُرُورٍ ، وَاقْلِبْنِي إِلى أَهْلِي بِالفَلاحِ وَالنَّجاحِ مَحْبُوراً فِي العاجِلِ وَالآجِلِ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ وَارْزُقْنِي مِنْ فَضْلِكَ وَأَوْسِعْ عَلَيَّ مِنْ طَيِّباتِ رِزْقِكَ وَاسْتَعْمِلْنِي فِي طاعَتِكَ وَأَجِرْنِي مِنْ عَذابِكَ وَنارِكَ وَاقْلِبْنِي إِذا تَوَفَّيْتَنِي إِلى جَنَّتِكَ بِرَحْمَتِكَ ، اللّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوالِ نِعْمَتِكَ وَمِنْ تَحْوِيلِ عافِيَتِكَ وَمِنْ حُلُولِ نَقِمَتِكَ وَمِنْ نُزُولِ عَذابِكَ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ جَهْدِ البَلاءِ وَدَرَكِ الشَّقاءِ وَمِنْ سُوءِ القَضاء وَشَماتَةِ الأعْداء وَمِنْ شَرِّ ما يَنْزِلُ مِنَ السَّماء وَمِنْ شَرِّ مافِي الكِتاب المُنْزَلِ ، اللّهُمَّ لا تَجْعَلْنِي مِنَ الأشْرارِ وَلا مِنْ أَصْحابِ النَّارِ وَلا تَحْرِمْنِي صُحْبَةَ الأخْيارِ وَأَحْيِنِي حَياةً طَيِّبَةً وَتَوَفَّنِي وَفاةً طَيِّبَةً تُلْحِقُنِي بِالأبْرارِ وَارْزُقْنِي مُرافَقَةَ الأَنْبِياءِ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ ، اللّهُمَّ لَكَ الحَمْدُ عَلى حُسْنِ بَلائِكَ وَصُنْعِكَ وَلَكَ الحَمْدُ عَلى الإسْلامِ وَإِتِّباعِ السُّنَّةِ يا رَبِّ كَما هَدَيْتَهُمْ لِدِينِكَ وَعَلَّمْتَهُمْ كِتابَكَ ، فَاهْدِنا وَعَلِّمْنا وَلَكَ الحَمْدُ عَلى حُسْنِ بَلائِكَ وَصُنْعِكَ عِنْدِي خاصَّةً كَما خَلَقْتَنِي فَأَحْسَنْتَ خَلْقِي وَعَلَّمْتَنِي فَأَحْسَنْتَ تَعْلِيمِي وَهَدَيْتَنِي فَأَحْسَنْتَ هِدايَتِي فَلَكَ الحَمْدُ عَلى إِنْعامِكَ عَلَىَّ قَدِيما وَحَدِيثا ، فَكَمْ مِنْ كَرْبٍ يا سَيِّدِي قَدْ

٣٤٠