مفاتيح الجنان

الشيخ عباس القمي

مفاتيح الجنان

المؤلف:

الشيخ عباس القمي


المحقق: الشيخ علي آل كوثر
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
المطبعة: پاسدار إسلام
الطبعة: ١
الصفحات: ٩٠٤

فتعرض عَليهِ ما قَدر لكلّ أحد من المقدّرات. وأعمال ليالي القَدر نوعان : فقسم منها عام يؤدّى في كُلِّ لَيلَة من الّليالي الثّلاثة وقسم خاص يؤتي فيما خصَّ بهِ مِن هذه الّليالي. والقسم الأوّل عدّة اعمال :

الأول : الغسل ، قالَ العّلامة المجلسي (رض) : الأفضل أن يغتسل عِندَ غروب الشّمس ليكون عَلى غسل لصلاة العشاء (١).

الثاني : الصلاة ركعتان يقرأ في كُلِّ ركعة بَعد الحَمد التَّوحيد سبع مرَّات ويَقول بَعد الفراغ سبعين مرَّة : أسْتَغْفِرُ الله وَأَتُوبُ إِلَيْهِ. وفي النّبوي : مَن فعل ذلِكَ لا يقوم مِن مقامِهِ حتّى يَغفر الله لَهُ ولأبويه ... الخبر (٢).

الثالث : تأخذ المصحف فتنشره وتضعه بين يديك وتقول :

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِكِتابِكَ المُنْزَلِ وَما فِيْهِ وَفِيْهِ اسْمُكَ الاكْبَرُ وَأَسْماؤُكَ الحُسْنى وَمايُخافُ وَيُرْجى أَنْ تَجْعَلَنِي مِنْ عُتَقائِكَ مِنَ النّارِ. وتدعو بما بداً لَكَ من حاجة (٣).

الرّابع : خذ المُصحف فدعه عَلى رأسك وَقُلْ :

اللَّهُمَّ بِحَقِّ هذا القُرْآنِ وَبِحَقِّ مَنْ أَرْسَلْتَهُ بِهِ ، وَبِحَقِّ كُلِّ مُؤْمِنٍ مَدَحْتَهُ فِيْهِ ، وَبِحَقِّكَ عَلَيْهِمْ فَلا أَحَدَ أَعْرَفُ بِحَقِّكَ مِنْكَ. ثم قل عَشر مرِّات : بِكَ يا أللهُ ، وعَشر مرّات : بِمُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعَشر مرّات : بِعَليٍّ عليه‌السلام ، وعَشر مرّات : بِفاطِمَةَ عليه‌السلام ، وعَشر مرّات : بِالحَسَنِ عليه‌السلام ، وعَشر مرّات : بِالحُسَيْنِ عليه‌السلام ، وعَشر مرّات : بِعَليٍّ بْنِ الحُسَيْنِ عليه‌السلام ، وعَشر مرّات : بِمُحَمَّدِ بْنِ عَليٍّ عليه‌السلام ، وعَشر مرّات : بِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليه‌السلام ، وعَشر مرّات : بِمُوسَى بْنِ جَعْفرٍ عليه‌السلام ، وعَشر مرّات : بِعَليٍّ بْنِ مُوسى عليه‌السلام ، وعَشر مرّات : بِمُحَمَّدِ بْنِ عَليٍّ عليه‌السلام ، وعَشر مرّات : بِعَليِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عليه‌السلام ، وعَشر مرّات : بالحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عليه‌السلام ، وعَشر مرّات : بِالحُجَّةِ (عجل الله تعالى فرجه) ، وتسأل حاجتك (٤).

الخامس : زيارة الحسين عليه‌السلام في الحديث : إنَّه إذا كانَ لَيلَة القَدر نادى مناد مِن السّماء السّابِعَة مِن بطنان العَرشِ أنَّ الله قَد غفر لمن زار قبر الحسين عليه‌السلام (٥).

_________________

١ ـ زاد المعاد : ١٨٥.

٢ ـ زاد المعاد : ١٨٥.

٣ ـ الاقبال ١ / ٣٤٦ باب ٢٣.

٤ ـ الاقبال ١ / ٣٤٦ باب ٢٣.

٥ ـ رواه الطوسي في التهذيب ٦ / ٤٩ ح ١١١ عن الصادق عليه‌السلام مع زيادات.

٣٠١

السادس : إحياء هذه الّليالي الثّلاثة ففي الحديث مَنْ أحيا لَيلَة القَدر غفرت لَهُ ذنوبه ولو كانَت ذنوبه عدد نجوم السّماء ومثاقيل الجبال ومكاييل البحار (١).

السّابع : الصلاة مائةَ ركعة فأنّها ذات فضل كثير والأفضل أن يقرأ في كُلّ ركعة بَعد الحَمد التَّوحيد عَشر مرّات (٢).

الثامِن : تقول : اللَّهُمَّ إِنِّي أَمْسَيتُ لَكَ عَبْداً داخِراً لا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلا ضَرّاً (٣) وَلا أَصْرِفُ عَنْها سُوءً ، أَشْهَدُ بِذلِكَ عَلى نَفْسِي ، وَأَعْتَرِفُ لَكَ بِضَعْفِ قُوَّتِي ، وَقِلَّةَ حِيلَتِي ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْجِزْ لِي ما وَعَدْتَنِي وَجَمِيعَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ مِنَ المَغْفِرَةِ فِي هذِهِ اللَّيْلَة ، وَأَتْمِمْ عَلَيَّ ما آتَيْتَنِي فَإِنِّي عَبْدُكَ المِسْكِينُ المُسْتَكِينُ الضَّعِيفُ الفَقِيرُ المَهِينُ. اللَّهُمَّ لا تَجْعَلْنِي ناسِيا لِذِكْرِكَ فِيما أَوْلَيْتَنِي ، وَلا لاِحْسانِكَ (٤) فِيما أَعْطَيْتَنِي وَلا آيساً مِنْ إِجابَتِكَ وَإِنْ أَبْطَأْتَ عَنِّي فِي سَرَّاءَ (٥) أَوْ ضَرَّاءَ أَوْ شِدَّةٍ أَوْ رَخاءٍ أَوْ عافِيَةٍ أَوْ بَلاءٍ أَوْ بُؤْسٍ أَوْ نَعَماءَ إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعاءِ (٦).

وقَد روى الكفعمي هذا الدُّعاء عَن الإمام زين العابدين عليه‌السلام ، كانَ يدعو بِهِ في هذه الليالي قائماً وقاعداً وراكعاً وساجداً (٧).

وقالَ العّلامة المجلسي (رض) : إنَّ أفضَل الاعمال في هذه الليالي هُوَ الاستغفار والدُّعاء لمطالب الدُّنيا وَالآخرَة للنفس وللوالدين والاقارَب وللاخوان المؤمنين والاحياء منهم والأموات والذِّكر والصلاة عَلى مُحَمَّدٍ وآل مُحَمَّدٍ ما تيسر. وقَد ورد في بعض الأحاديث استحباب قراءة دعاء الجوشن الكبير في هذه الليالي الثلاث (٨).

أقول : قَد أوردنا الدُّعاء فيما مضى (٩) وقَد روي أنَّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قيل لَهُ ماذا أسأل الله تعالى إذا أدركت لَيلَة القَدر؟ قالَ : العافية (١٠).

_________________

١ ـ زاد المعاد : ١٨٥ عن الباقر عليه‌السلام.

٢ ـ الاقبال ١ / ٣١٣ باب ٢٣.

٣ ـ في الاقبال : ضرّاً ولا نفعاً.

٤ ـ ولا لإحسانك ـ خ ـ.

٥ ـ في سرّاءَ كنت ـ خ ـ.

٦ ـ الاقبال ١ / ٣٤٨ باب ٢٣.

٧ ـ البلد الامين : ٢٠٣.

٨ ـ زاد المعاد : ١٨٦.

٩ ـ ص ١٤٤.

١٠ ـ مستدرك الوسائل ٧ / ٤٥٨ برقم ٨٦٥٤ عن لبّ اللباب مخطوط.

٣٠٢

أمّا القسم الثاني أي ملخّص كُل لَيلَة مِن ليالي القَدر فهو كما يلي :

أعمال اللّيلة التّاسِعَة عَشرة

الأول : أن يَقول مائةَ مرةٍ : اسْتَغْفِرُ الله رَبِّي وأَتُوبُ إِلَيْهِ (١).

الثاني : مائةَ مرةٍ : اللَّهُمَّ الْعَنْ قَتَلَةَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ.

الثالث : دعاء : يا ذا الَّذِي كانَ ... ، وقَد مضى الدُّعاء في القسم الرابع مِن الكتاب.

الرابع : يقول : اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِيما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ مِنَ الاَمْرِ المَحْتُومِ وَفِيما تَفْرُقُ مِنَ الاَمْرِ الحَكِيمِ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ وَفِي القَضاء الَّذِي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرامِ المَبْرُورِ حَجُّهُمُ المَشْكُورِ سَعْيُهُمُ ، المَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ ، المُكَفَّرِ عَنْهُم سَيِّئاتُهُمْ ، وَاجْعَلْ فِيْما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ أَنْ تُطِيلَ عُمْرِي ، وَتُوَسِّعَ عَلَيَّ فِي رِزْقِي ، وَتَفْعَلَ بِي كَذا وَكَذا. ويسأل حاجته عوض هذه الكلمة.

اللّيلة الواحدة والعشرون

وفضلها أعظم مِن اللّيلة التّاسِعَة عَشر ، وينبغي أن يؤدي فيها الاعمال العامة لليالي القَدر مِن الغسل والاحياء والزيارة والصلاة ذات التَوحيد سبع مرات ووضع المصحف عَلى الرأس ودعاء الجوشن الكبير وغير ذلِكَ وقَد أكدت الأحاديث استحباب الغسل والاحياء والجّد في العبادة في هذه اللّيلة والليلة الثّالِثَة والعِشرين وإنَّ لَيلَة القَدر هي إحدهما وقَد سئل المعصوم عليه‌السلام في عدة أحاديث عَن لَيلَة القَدر أي الليلتين هي فَلَمْ يعّين بل قالَ : ما أيسر ليلتين فيما تطلب ، أو قالَ : ما عَلَيكَ أن تفعل خَيراً في ليلتين. ونحو ذلِكَ. وقالَ شيخنا الصّدوق فيما املى عَلى المشايخ في مجلس واحد من مذهب الإمامية : ومن أحيا هاتين الليلتين بمذاكرة العلم فهو أفضل.

وليبدأ من هذه الليلة في دعوات العشر الأواخر مِن الشّهر ، منها : هذا الدُّعاء وقَد رواه الكليني في (الكافي) عَن الصادق عليه‌السلام قالَ : تقول في العشرة الأواخر مِن شَهر رَمَضان كُل لَيلَة :

_________________

١ ـ الاقبال ١ / ٣١٢ باب ٢٣.

٢ ـ الاقبال ١ / ٣٤٤ باب ٢٣.

٣ ـ الاقبال ١ / ٣٤٨ باب ٢٣.

٤ ـ انظر الاقبال ١ / ٣٥٦ باب ٢٥.

٥ ـ أمالي الصدوق : المجلس ٩٣ ذيل حديث ١.

٣٠٣

أَعُوذُ بِجَلالِ وَجْهِكَ الكَرِيمِ أَنْ يَنْقَضِيَ عَنِّي شَهْرُ رَمَضانَ أَوْ يَطْلُعَ الفَجْرُ مِنْ لَيْلَتِي هذِهِ وَلَكَ قِبَلِي ذَنْبٌ أَوْ تَبِعَةٌ تُعَذِّبُنِي عَلَيْهِ (١).

وَروى الكفعمي في هامش كتاب (البلد الأمين) : أنَّ الصادق عليه‌السلام كانَ يَقول في كُل لَيلَة مِن العشر الأواخر بَعد الفرائض والنوافل : اللَّهُمَّ أَدِّ عَنّا حَقَّ ما مَضى مِنْ شَهْرِ رَمَضانَ وَاغْفِرْ لَنا تَقْصِيرَنا فِيْهِ ، وَتَسَلَّمْهُ مِنّا مَقْبُولا ، وَلا تُؤاخِذْنا بِإِسْرافِنا عَلى أَنْفُسِنا ، وَاجْعَلْنا مِنَ المَرْحُومِينَ وَلا تَجْعَلْنا مِنَ المَحْرُومِينَ. وقال : مَن قاله غفر الله لَهُ ما صدر عنه فيما سلف من هذا الشهر وعصمه من المعاصي فيما بقي مِنهُ (٢).

ومنها : ما رواه السيّد ابن طاووس في (الاقبال) عَن ابن أبي عمير عن مرازم قالَ : كانَ الصادق عليه‌السلام يَقول في كُل لَيلَة مِن العشر الأواخر :

اللَّهُمَّ إِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتابِكَ المُنْزَلِ : (شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي اُنْزِلَ فِيْهِ القُرْآنَ هُدىً لِلْنَّاسِ وَبَيِّناتٍ مِنَ الهُدى وَالفُرْقانِ) (٣) فَعَظَّمْتَ حُرْمَةَ شَهْرِ رَمَضانَ بِما أَنْزَلْتَ فِيْهِ مِنَ القُرْآنِ (٤) وَخَصَصْتَهُ بِلَيْلَةِ القَدْرِ وَجَعَلْتَها خَيْراً مِنْ أَلْف شَهْرٍ. اللَّهُمَّ وَهذِهِ أَيامُ شَهْرِ رَمَضانَ قَدْ انْقَضَتْ وَلَيالِيهِ قَدْ تَصَرَّمَتْ ، وَقَدْ صِرْتُ يا إِلهِي مِنْهُ إِلى ماأَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي وَأَحْصى لِعَدَدِهِ مِنَ الخَلْقِ أَجْمَعِينَ فأَسْأَلُكَ بما سَأَلَكَ بِهِ مَلائِكَتُكَ المُقَرَّبُونَ ، وَأَنْبِياؤُكَ المُرْسَلُونَ ، وَعِبادُكَ الصّالِحُونَ أَنْ تُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَن تَفُكَّ رَقَبَتِي مِنَ النّارِ ، وَتُدْخِلَنِي الجَنَّةَ بِرَحْمَتِكَ ، وَأَنْ تَتَفَضَّلَ عَلَيَّ بِعَفْوِكَ وَكَرَمِكَ ، وَتَتَقَبَّلَ تَقَرُّبِي ، وَتَسْتَجِيبَ دُعائي ، وَتَمُنَّ عَلَيَّ بِالاَمْنِ يَوْمَ الخَوْفِ مِنْ كُلِّ هَوْلٍ أَعْدَدْتَهُ لِيَوْمِ القِيّامَةِ. إِلْهِي وَأَعُوذُ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ ، وَبِجَلالِكَ العَظِيمِ أَنْ يَنْقَضِيَ أَيّامُ شَهْرِ رَمَضانَ وَليالِيهِ وَلَكَ قِبَلِي تَبِعَةٌ أوْ ذَنْبٌ تُؤأَخِذُنِي بِهِ ، أوْ خَطِيئَةٌ تُرِيدُ أَنْ تَقْتَصَّها مِنِّي لَمْ تَغْفِرْها لِي سَيِّدِي سَيِّدِي سَيِّدِي أَسْأَلُكَ يا لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ إِذْ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ إِنْ كُنْتَ رَضِيْتَ عَنِّي فِي هذا

_________________

١ ـ الكافي ٤ / ١٦٠ باب الدعاء في عشر الاواخر من شهر رمضان ، ح ١.

٢ ـ بل هامش المصباح للكفعمي : ٥٨٢ ، فصل ٤٥ مع اختلاف قليل لفظي.

٣ ـ البقرة : ٢ / ١٨٥.

٤ ـ فيه القرآن : خ.

٣٠٤

الشَّهْرِ فَازْدَدْ عَنِّي رِضىً ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ رَضِيتَ عَنِّي فَمَنْ الانَ فَارْضَ عَنِّي يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، يا الله يا أَحَدُ يا صَمَدُ يا مَنْ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفْوا أَحَدٌ. وأكثر من قول : يا مُلَيِّنَ الحَدِيدِ لِداوُدَ عليه‌السلام ، يا كاشِفَ الضُّرِّ وَالكُرَبِ العِظامِ عَنْ أَيّوبَ عليه‌السلام ، أَي مُفَرِّجَ هَمِّ يَعْقُوبَ عليه‌السلام ، أَيْ مُنَفِّسَ غَمِّ يُوسُفَ عليه‌السلام ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ كَما أَنْتَ أَهْلُهُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ، وَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ ، وَلا تَفْعَلْ بِي ما أَنا أَهْلُهُ (١).

ومنها : ما رواه في (الكافي) مسنداً وفي (المقنعة) و (المصباح) مرسلاً ، تقول أول لَيلَة مِنهُ أي في اللّيلة الحادية والعشرين : يا مُولِجَ اللَّيْلِ فِي النَّهارِ ، وَمُولِجَ النَّهارِ فِي اللَّيْلِ ، وَمُخْرِجَ الحَيِّ مِنَ المَيِّتِ ، وَمُخْرِجَ المَيِّتِ مِنَ الحَيِّ ، يا رازِقَ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ ، يا الله يا رَحْمنُ ، يا الله يا رَحِيمُ ، يا الله يا الله يا الله لَكَ الاَسَّماء الحُسْنى ، وَالاَمْثالُ العُلْيا ، وَالكِبْرِياءُ وَالآلاُء ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هذِهِ اللّيْلَةِ فِي السُّعَداءِ ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهداء ، وَإِحْسانِي فِي عِلِّيِّينَ ، وَإِسائَتِي مَغْفُورَةً ، وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِينا تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي ، وَإِيمانا يُذْهِبُ الشَّكَّ عَنِّي ، وَتُرْضِيَنِي بِما قَسَمْتَ لِي ، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً ، وَفِي الآخرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنا عَذابَ النَّارِ الحَرِيقِ ، وَارْزُقْنِي فِيْها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ ، وَالاِنابَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِ وَعليهم‌السلام (٢).

دعاء الّليلة الثّانية والعِشرين

يا سالِخَ النَّهارِ مِنَ اللَّيْلِ فَإِذا نَحْنُ مُظْلِمُونَ ، وَمُجْري‌َالشَّمْسِ لِمُسْتَقَرِّها بِتَقْدِيرِكَ يا عَزِيزُ يا عَلِيمُ ، وَمُقَدِّرَ القَمَرِ مَنازِلَ حَتَّى عادَ كَالعُرْجُونِ القَدِيمِ ، يا نُورَ كُلِّ نُورٍ ، وَمُنْتَهى

_________________

١ ـ الاقبال ١ / ٣٦٤ باب ٢٥.

٢ ـ الكافي ٤ / ١٦٠ ح ٢ ، مصباح الكفعمي : ٥٨٢.

٣٠٥

كُلِّ رَغْبَةٍ ، وَوَلِيَّ كُلِّ نِعْمَةٍ ، يا الله يا رَحْمنُ ، يا الله يا قُدُّوسُ ، يا أَحَدُ يا واحِدُ يا فَرْدُ ، يا الله يا الله يا أللهُ ، لَكَ الاَسَّماء الحُسْنى ، وَالاَمْثالُ العُلْيا ، وَالكِبْرِياءُ وَالآلاُء ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ (١) بَيْتِهِ وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هذِهِ اللّيْلَةِ فِي السُّعَداءِ ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهداء ، وَإِحْسانِي فِي عِلِّيِّينَ ، وَإِسائَتِي مَغْفُورَةً ، وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِينا تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي ، وَإِيْماناً يُذْهِبُ الشَّكَّ عَنِّي ، وَتُرْضِيَنِي بِما قَسَمْتَ لِي ، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً ، وَفِي الآخرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنا عَذابَ النّارِ الحَرِيقِ ، وَارْزُقْنِي فِيْها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ ، وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ ، وَالاِنابَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلِ مُحَمَّدٍ عليهم‌السلام (٢).

دعاء اللّيلة الثّالِثَة والعِشرين

يا رَبَّ لَيْلَةِ القَدْرِ وَجاعِلَها خَيْراً مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ، وَرَبَّ اللّيْلِ وَالنَّهارِ وَالجِبالِ وَالبِحارِ وَالظُّلَمِ وَالاَنْوارِ وَالأَرْضِ وَالسَّماء ، يا بارِيُ يا مُصَوِّرُ يا حَنّانُ يا مَنّانُ ، يا الله يا رحَمنُ يا الله يا قَيُّومُ يا الله يا بَدِيعُ ، يا الله يا الله يا الله لَكَ الاَسَّماء الحُسْنى ، وَالاَمْثالُ العُلْيا ، وَالكِبْرِياءُ وَالآلاُء أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هذِهِ اللّيْلةِ فِي السُّعَداءِ ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهداء ، وَإِحْسانِي فِي عِلِّيِّينَ ، وَإِسائَتِي مَغْفُورَةً ، وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِينا تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي ، وإِيْمانا يُذْهِبُ الشَّكَّ عَنِّي ، وَتُرْضِيَنِي بِما قَسَمْتَ لِي ، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً ، وَفِي الآخرةِ حَسَنَةً ، وَقِنا عَذابَ النّارِ الحَرِيقِ ، وَارْزُقْنِي فِيْها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ وَالاِنابَةَ وَالتَّوْبَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ عليهم‌السلام (٣).

وَروى مُحَمَّد بن عيسى بسنده عَن الصّالحين عليهم‌السلام قالوا : كرّر في اللّيلة الثّالِثَة والعِشرين مِن شَهر رَمَضان هذا الدُّعاء ساجداً وقائماً وقاعداً وعَلى كُلّ حال وفي الشّهر كُلِّهِ وَكيفَ أمكنك ،

_________________

١ ـ وعلى أهل ـ خ ـ.

٢ ـ مصباح المتهجّد : ٦٢٩.

٣ ـ مصباح المتهجّد : ٦٢٩.

٣٠٦

ومتى حضرك مِن دهرك تقول بَعد تمجيده تَعالى والصلاة عَلى نبيّه صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ فلان بن فلان وتقول عوض فلان بن فلان : الحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِه فِي هذِهِ السّاعَةِ وَفِي كُلِّ ساعةٍ وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَلِيلاً وَعَيْناً حَتّى تُسْكِنَهُ أَرْضَكَ طَوْعاً وَتُمَتِّعَهُ فِيْها طَوِيلاً (١).

وتقول أيضاً : يا مُدَبِّرَ الاُمُورِ ، يا باعِثَ مَنْ فِي القُبُورِ ، يا مُجْرِيَ البُحُورِ يا مُلَيِّنَ الحَدِيدِ لِداوُدَ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ بِي كَذا وَكَذا. وتسأل حاجتك ، اللَّيْلَةَ اللَّيْلَةَ ، وارفع يديك إلى السّماء أي عِندَ قولك يا مُدَبِّرَ الامُورِ ... إلى آخر الدُّعاء وادع بهذا الدُّعاء راكعاً وساجداً وقائماً وقاعداً وكرّره وادع بهِ في اللّيلة الآخيرة أيضاً (٢).

دعاء اللّيلة الرّابعة والعِشرين

يا فالِقَ الاِصْباحِ وَجاعِلَ اللّيْلِ سَكَنا وَالشَّمْسَ وَالقَمَرَ حُسْبانا ، يا عَزِيزُ يا عَلِيمُ يا ذَا المَنِّ وَالطَّوْلِ وَالقُوَّةِ وَالحَوْلِ وَالفَضْلِ وَالاِنْعامِ وَالجَلالِ وَالاِكْرامِ ، يا الله يا رَحْمنُ يا الله يا فَرْدُ يا وِتْرُ يا الله يا ظاهِرُ يا باطِنُ ، يا حَيُّ لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ لَكَ الاَسَّماء الحُسْنى ، وَالاَمْثالُ العُلْيا ، وَالكِبْرِياءُ وَالآلاُء أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هذِهِ اللّيْلَةِ فِي السُّعَداءِ ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهداء ، وَإِحْسانِي فِي عِلِّيِّينَ وَإِسائَتِي مَغْفُورَةً ، وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِينا تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي وَإِيْمانا يَذْهَبُ بِالشَّكِّ عَنِّي ، وَرِضاً بِما قَسمْتَ لِي ، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الآخرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النّارِ الحَرِيقِ ، وَارْزُقْنِي فِيْها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ وَالاِنابَةَ وَالتَّوْبَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ (٣).

دُعاء اللّيلة الخامِسَة والعِشرين

يا جاعِلَ اللَّيْلِ لِباساً ، وَالنَّهارِ مَعاشاً ، وَالأَرْضِ مِهاداً ، وَالجِبالِ أَوْتاداً ، يا الله يا

_________________

١ ـ تهذيب الاحكام ٣ / ١٠٢ ح ٢٦٥ وفيه : عن الصادقين عليهم‌السلام.

٢ ـ الاقبال ١ / ٤١٥ باب ٣٤.

٣ ـ مصباح المتهجّد : ٦٣١.

٣٠٧

قاهِرُ ، يا الله يا جَبَّارُ ، يا الله يا سَمِيعُ ، يا الله يا قَرِيبُ ، يا الله يا مُجِيبُ ، يا الله يا الله يا الله لَكَ الاَسَّماء الحُسْنى ، وَالاَمْثالُ العُلْيا ، وَالكِبْرِياءُ وَالآلاُء أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هذِهِ اللّيْلَةِ فِي السُّعَداءِ ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهداء ، وَإِحْسانِي فِي عِلِّيِّينَ وَإِسائَتِي مَغْفُورَةً ، وَأَنْ تَهَبَ لِي`يَقِينا تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي وَإِيْمانا يَذْهَبُ بِالشَّكِّ عَنِّي ، وَرِضاً بِما قَسمْتَ لِي ، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً ، وَفِي الآخرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنا عَذابَ النّارِ الحَرِيقِ ، وَارْزُقْنِي فِيْها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ وَالاِنابَةَ وَالتَّوْبَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ عليهم‌السلام (١).

دعاء اللّيلة السّادِسَة والعِشرين

يا جاعِلَ اللّيْلِ وَالنَّهارِ آيَتَيْنِ ، يا مَنْ مَحا آيَةَ اللّيْلِ وَجَعَلَ آيَةَ النَّهارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فَضْلا مِنْهُ وَرِضْوانا ، يا مُفَصِّلَ كُلِّ شَيٍْ تَفْصِيلاً ، يا ماجِدُ يا وَهّابُ يا الله يا جَوادُ ، يا الله يا الله يا أللهُ ، لَكَ الاَسَّماء الحُسْنى ، وَالاَمْثالُ العُلْيا ، وَالكِبْرِياءُ وَالآلاُء أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هذِهِ اللّيْلَةِ فِي السُّعَداءِ ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهداء ، وَإِحْسانِي فِي عِلِّيِّينَ وَإِسائَتِي مَغْفُورَةً ، وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِينا تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي ، وَإِيْمانا يَذْهَبُ الشَّكِّ عَنِّي ، وَتَرْضِيَنِي بِما قَسمْتَ لِي ، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً ، وَفِي الآخرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنا عَذابَ النّارِ الحَرِيقِ ، وَارْزُقْنِي فِيْها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ وَالاِنابَةَ وَالتَّوْبَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ عَلَيْهِمْ (٢).

دُعاء اللّيلة السّابِعَةِ والعِشرين

يا مآدَّ الظِّلِّ وَلَو شِئْتَ لَجَعَلْتَهُ ساكِنا وَجَعَلْتَ الشَّمْسَ عَلَيْهِ دَلِيلا ثُمَّ قَبَضْتَهُ قَبْضا

_________________

١ ـ مصباح المتهجّد : ٦٣١.

٢ ـ مصباح المتهجّد : ٦٣٢.

٣٠٨

يَسِيراً ، يا ذَا الجودِ وَالطَّوْلِ وَالكِبْرِياءِ وَالآلاِء لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ عالِمُ الغَيْبِ وَالشَّهادَةِ الرَّحْمنُ الرَّحِيمُ ، لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ يا قُدُّوسُ يا سَلامُ يا مُؤْمِنُ يا مُهَيْمِنُ يا عَزِيزُ يا جَبَّارُ يا مُتَكَبِّرُ يا الله يا خالِقُ يا بارِيُ يا مُصَوِّرُ ، يا الله يا الله يا أللهُ ، لَكَ الاَسَّماء الحُسْنى ، وَالاَمْثالُ العُلْيا ، وَالكِبْرِياءُ وَالآلاُء أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هذِهِ اللّيْلَةِ فِي السُّعَداءِ ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهداء ، وَإِحْسانِي فِي عِلِّيِّينَ وَإِسائَتِي مَغْفُورَةً ، وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِينا تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي ، وَإِيْمانا يَذْهَبُ الشَّكِّ عَنِّي ، وَتَرْضِيَنِي بِما قَسمْتَ لِي ، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً ، وَفِي الآخرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنا عَذابَ النّارِ الحَرِيقِ ، وَارْزُقْنِي فِيْها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ وَالاِنابَةَ وَالتَّوْبَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وعَلَيْهِمْ (١).

دُعاء اللّيلة الثّامِنَة والعِشرين

يا خازِنَ اللَّيْلِ فِي‌الهَواءِ ، وَخازِنَ النُّورِ فِي السَّماء ، وَمانِعَ السَّماء أَنْ تَقَعَ عَلى الأَرْضِ إِلاّ بِإِذْنِهِ وَحابِسَهُما أَنْ تَزُولا ، يا عَلِيمُ يا عَظِيمُ يا غَفُورُ يا دائِمُ يا الله يا وارِثُ يا باعِثُ مَنْ فِي القُبُورِ ، يا الله يا الله يا أللهُ ، لَكَ الاَسَّماء الحُسْنى ، وَالاَمْثالُ العُلْيا ، والكِبْرِياءُ وَالآلاُء. أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هذِهِ اللّيْلَةِ فِي السُّعَداءِ ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهداء ، وَإِحْسانِي فِي عِلِّيِّينَ وَإِسائَتِي مَغْفُورَةً ، وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِينا تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي ، وَإِيْمانا يَذْهَبُ الشَّكِّ عَنِّي ، وَتَرْضِيَنِي بِما قَسمْتَ لِي ، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً ، وَفِي الآخرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنا عَذابَ النّارِ الحَرِيقِ ، وَارْزُقْنِي فِيْها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ وَالاِنابَةَ وَالتَّوْبَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ عَلَيْهِمْ (٢).

_________________

١ ـ مصباح المتهجّد : ٦٣٢.

٢ ـ مصباح المتهجّد : ٦٣٣.

٣٠٩

دعاء اللّيلة التّاسِعَة والعِشرين

يا مُكَوّرَ اللَّيْلِ عَلى النَّهارِ ، وَمُكَوّرَ النَّهارِ عَلى اللَّيْلِ ، يا عَلِيمُ يا حَكِيمُ ، يا رَبَّ الأَرْبابِ ، وَسَيِّدَ السَّاداتِ ، لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ ، يا أقْرَبَ إلى مِنْ حَبْلِ الوَرِيدِ ، يا الله يا الله يا أللهُ ، لَكَ الاَسَّماء الحُسْنى ، وَالاَمْثالُ العُلْيا ، وَالكِبْرِياءُ وَالآلاُء أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هذِهِ اللّيْلَةِ فِي السُّعَداءِ ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهداء ، وَإِحْسانِي فِي عِلِّيِّينَ وَإِسائَتِي مَغْفُورَةً ، وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِيناً تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي ، وَإِيْماناً يَذْهَبُ الشَّكِّ عَنِّي ، وَتَرْضِيَنِي بِما قَسمْتَ لِي ، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً ، وَفِي الآخرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنا عَذابَ النّارِ الحَرِيقِ ، وَارْزُقْنِي فِيْها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ وَالاِنابَةَ وَالتَّوْبَةَ وَالتَّوْفِيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وعَلَيْهِمْ (١).

دعاء اللّيلة الثّلاثين

الحَمْدُ للهِ لا شَرِيكَ لَهُ ، الحَمْدُ للهِ كَما يَنْبَغِي لِكَرَمِ وَجْهِهِ وَعِزَّ جَلالِهِ وَكَما هُوَ أَهْلُهُ ، يا قُدِّوسُ يا نُورُ ، يا نُورَ القُدْسِ ، يا سُبُّوحُ ، يا مُنْتَهى التَّسْبِيحِ ، يا رَحْمنُ يا فاعِلُ الرَّحْمَةِ ، يا اللهُ ، يا عَلِيمُ ، يا كَبِيرُ ، يا أللهُ يا لَطِيفُ ، يا جَلِيلُ ، يا أللهُ ، يا سَمِيعُ ، يا بَصِيرُ ، يا الله يا الله يا أللهُ ، لَكَ الاَسَّماء الحُسْنى ، وَالاَمْثالُ العُلْيا ، وَالكِبْرِياءُ وَالآلاُء أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَأَنْ تَجْعَلَ اسْمِي فِي هذِهِ اللّيْلَةِ فِي السُّعَداءِ ، وَرُوحِي مَعَ الشُّهداء ، وَإِحْسانِي فِي عِلِّيِّينَ ، وَإِسائَتِي مَغْفُورَةً ، وَأَنْ تَهَبَ لِي يَقِينا تُباشِرُ بِهِ قَلْبِي ، وَإِيْمانا يَذْهَبُ الشَّكِّ عَنِّي ، وَتَرْضِيَنِي بِما قَسمْتَ لِي ، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً ، وَفِي الآخرَةِ حَسَنَةً ، وَقِنا عَذابَ النّارِ الحَرِيقِ ، وَارْزُقْنِي فِيْها ذِكْرَكَ وَشُكْرَكَ وَالرَّغْبَةَ إِلَيْكَ وَالاِنابَةَ وَالتَّوْبَةَ (٢) وَالتَّوْفِيقَ لِما وَفَّقْتَ لَهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّدٍ صَلَّى الله عَلَيْهِ وعَلَيْهِم (٣).

_________________

١ ـ مصباح المتهجّد : ٦٣٤.

٢ ـ والتوبة : خ.

٣ ـ مصباح المتهجّد : ٦٣٤.

٣١٠

بقيّة اعمال الليلة الحادية والعشرين

روى الكفعمي عَن السيّد ابن باقي أنه : تقول في اللّيلة الحادِية والعِشرين :

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاقْسِمْ لِي حِلْما يَسُدُّ عَنِّي بابَ الجَهْلِ ، وَهُدىً تَمُنُّ بِهِ عَلَيَّ مِنْ كُلِّ ضَلالَةٍ ، وَغِنىً تَسُدُّ بِهِ عَنِّي بابَ كُلِّ فَقْرٍ وَقُوَّةً تَرُدُّ بِها عَنِّي كُلَّ ضَعْفٍ ، وَعِزاً تُكْرِمُنِي بِهِ عَنْ كُلِّ ذُلٍّ ، وَرِفْعَةً تَرْفَعُنِي بِها عَنْ كُلِّ ضَعَةٍ ، وَأَمْنا تَرُدُّ بِهِ عَنِّي كُلِّ خَوْفٍ ، وَعافِيَةً تَسْتُرُنِي بِها عَنْ كُلِّ بَلاءٍ ، وَعِلْما تَفْتَحُ لِي بِهِ كُلَّ يَقِينٍ ، وَيَقِينا تُذْهِبُ بِهِ عَنِّي كُلَّ شَكٍّ ، وَدُعاءً تَبْسُطُ لِي بِهِ الاِجابَةَ فِي هذِهِ اللّيْلَةِ وَفِي هذِهِ السَّاعَةِ ، السَّاعَةِ السَّاعَةِ السَّاعَةِ يا كَرِيمُ ، وَخَوْفاً تَنْشُرُ (١) لِي بِهِ كُلَّ رَحْمَةٍ ، وَعِصْمَةً تَحُولُ بِها بَيْنِي وَبَيْنَ الذُّنُوبِ حَتَّى اُفْلِحَ عِنْدَ المَعْصُومِينَ عِنْدَكَ بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (٢).

وروي عَن حماد بن عثمان قالَ : دخلت عَلى الصادق عليه‌السلام لَيلَة احدى وعَشرين مِن شَهر رَمَضان فقالَ لي : يا حماد اغتسلت؟ فقلت : نعم جَعَلتَ فداك ، فدعا بحصير. ثم قالَ إلى لزقي فصّل فَلَمْ يزل يصلي وانا أصلّي إلى لزقه حتى فرغنا مِن جميع صلواتنا ثم أخذ يدعو وأنا أؤمِّن عَلى دعائه إلى أن اعترض الفَجر فأذن وأقامَ ودعا بعض غلمانه فقمنا خلفه فتقدم فصلّى بنا الغداة فقرأ بفاتحة الكتاب و (إنّا أَنزَلناهُ في لَيلَة القَدر) في الأوّلى وفي الركعة الثّانِيَة بفاتحة الكتاب و (قُلْ هُوَ الله أحد) فلمّا فرغنا مِن التسبيح والتحميد والتقديس والثناء عَلى الله تَعالى والصلاة عَلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والدُّعاء لجميع المؤمنين والمُؤمِنات والمسلمين والمسلمات خرَّ ساجداً لا أسمع مِنهُ إِلاّ النّفس ساعة طويلة ثم سمعته يَقول : لا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ مُقَلِّبَ القُلُوبِ وَالاَبْصارِ ... إلى آخر الدُّعاء المروي في الاقبال (٣).

وروى الكليني انه كانَ الباقر عليه‌السلام إذا كانَت لَيلَة احدى وعَشرين وثلاث وعَشرين اخذ في الدُّعاء حتى يزول الليل (ينتصف) فإذا زال الليل صلّى (٤).

_________________

١ ـ تيسّر ـ خ ـ.

٢ ـ البلد الامين : ٢٠٢ في أدعية ليالي شهر رمضان.

٣ ـ الاقبال ١ / ٣٦٦ فصل ١ من باب ٢٥.

٤ ـ الكافي ٤ / ١٥٥ ح ٥ من باب ما يزاد من الصلاة في شهر رمضان.

٣١١

واعلم أنّه يستحب الغسل في كلّ ليلة من هذه الليالي العشر.

وَروي أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كانَ يغتسل في كُل لَيلَة مِن هذا العشر (١).

ويُستَحب الاعتكاف في هذا العشر ولَهُ فضل كثير وهُوَ أفضل الأوقات للاعتكاف ، وَروي أنه يعدل حجتين وعمرتين (٢).

وكانَ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا كانَ العشر الأواخر اعتكف في المسجد وضربت لَهُ قبة مِن شعر وشَمَّر المئزر وطوى فراشه (٣).

واعلم أنَّ هذه لَيلَة تتجدد فيها أحزان آل مُحَمَّد وأش يا عهم ففيها في سنة أربعين مِن الهجرة كانَت شهادة مولانا أمير المؤمنين صَلَواتُ الله عَليهِ (٤).

وَروي أنه ما رفع حجر عَن حجر في تِلكَ اللّيلة إِلاّ وكانَ تحته دما عبيطاً كما كانَ لَيلَة شهادة الحسين عليه‌السلام (٥).

وقالَ المفيد (رض) : ينبغي الاكثار في هذه اللّيلة مِن الصلاة عَلى مُحَمَّد وآل مُحَمَّد والجّد في اللّعن عَلى ظالمي آل مُحَمَّد عليهم‌السلام واللّعن عَلى قاتل أمير المؤمنين عليه‌السلام (٦).

اليَوم الحادي والعِشرون : يَوم شهادة أمير المؤمنين عليه‌السلام وَمِن المناسب أن يزار عليه‌السلام في هذا اليَوم والكلمات الَّتي نطق بها الخضر عليه‌السلام في هذا اليَوم وهِيَ كزيارة لَهُ عليه‌السلام فيهِ (٧).

اللّيلة الثّالِثَة والعِشرون

ذكر في هدية الزائر أنّها أفضل مِن الليلتين السابقتين ويستفاد مِن أحاديث كثيرة أنّها هِيَ لَيلَة القَدر وهي ليلة الجهني وفيها يقدر كُل امر حكيم ولهذه اللّيلة عدة أعمال خاصّة سوى الاعمال الَّتي تشارك فيها الليلتين الماضيتين :

الأول : قراءة سورتي العنكبوت والروم وقَد آلى الصادق عليه‌السلام أنَّ مَن قرأ هاتين السورتين في هذه اللّيلة كانَ مَن أهَل الجَنَّةَ (٨).

_________________

١ ـ الاقبال ١ / ٤١١ في أوّل باب ٣٤.

٢ ـ وسائل الشيعة ٧ / ٣٩٧ كتاب الاعتكاف ح ٣.

٣ ـ التهذيب ٤ / ٢٨٧ ح ٨٦٩.

٤ ـ مسارّ الشيعة : ٢٦ و ٢٧.

٥ ـ رواه ابن أبي الدنيا في مقتل الامام امير المؤمنين عليه‌السلام : ١١٣ ـ ١١٤ ، ح ١٠٧ و ١٠٨ مع اختلاف قليل في الالفاظ.

٦ ـ مسارّ الشيعة : ٢٦ و ٢٧.

٧ ـ الكافي ١ / ٤٥٤ ح ٤ من باب مولد أمير المؤمنين عليه‌السلام من كتاب الحجة.

٨ ـ الاقبال ١ / ٣٨١ باب ٢٧.

٣١٢

الثاني : قراءة سورة حَّم دخان (١).

الثالث : قراءة سورة القَدر ألف مرةٍ (٢).

الرابع : أن يكرر في هذه اللّيلة بل في جَميع الأوقات هذا الدُّعاء : اللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ ... الخ. وقَد ذِكرناه في خلال أدعية العشر الأواخر بَعد دعاء اللّيلة الثّالِثَة والعِشرين.

الخامس : يَقول : اللَّهُمَّ امْدُدْ لِي فِي عُمْرِي ، وَأَوْسِعْ لِي فِي رِزْقِي ، وَأَصِحَّ لِي جِسْمِي ، وَبَلِّغْنِي أَمَلِي ، وَإِنْ كُنْتُ مِنَ الاَشْقِياءِ فَامْحُنِي مِنَ الاَشْقِياءِ وَاكْتُبْنِي مِنَ السُّعَداءِ ، فَإِنَّكَ قُلْتَ فِي كِتابِكَ المُنْزَلِ عَلى نَبِيِّكَ المُرْسَلِ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ : (يَمْحُو الله ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ اُمَّ الكِتابِ) (٣) (٤).

السادس : يَقول : اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِيْما تَقْضِي وَفِيما تُقَدِّرُ مِنَ الاَمْرِ المَحْتُومِ وَفِيما تَفْرُقُ مِنَ الاَمْرِ الحَكِيمِ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ مِنَ القَضاء الَّذِي لا يُرَدُّ وَلا يُبَدَّلُ أَنْ تَكْتُبَنِي مِنْ حُجَّاجِ بَيْتِكَ الحَرامِ فِي عامِي هذا المَبْرُورِ حَجُّهُمُ ، المَشْكُورِ سَعْيُهُمُ ، المَغْفُورِ ذُنُوبُهُمُ ، المُكَفَّرُ عَنْهُمْ سَيِّئاتُهُمْ ، وَاجْعَلْ فِيْما تَقْضِي وَتُقَدِّرُ أَنْ تُطِيلَ عُمْرِي ، وَتُوَسِّعَ لِي فِي رِزْقِي (٥).

السابع : يدعو بهذا الدُّعاء المروي في الاقبال : يا باطِنا فِي ظُهُورِهِ ، وَيا ظاهِراً فِي بُطُونِهِ ، وَياباطِنا (٦) لَيْسَ يَخْفَى ، وَياظاهِراً (٧) لَيْسَ يُرى ، يا مَوْصُوفاً لا يَبْلُغُ بِكَيْنُونَتِهِ مَوْصُوفٌ وَلا حَدٌ مَحْدُودٌ ، وَياغائِبا غَيْرَ مَفْقُودٍ ، وَياشاهِداً (٨) غَيْرَ مَشْهُودٍ يُطْلَبُ فَيُصابُ وَلَمْ يَخْلُ مِنْهُ السَّماواتُ وَالأَرْضُ وَمابَيْنَهُما طَرْفَةَ عَيْنٍ ، لا يُدْرَكُ بِكَيْفٍ ، وَلا يُؤَيَّنُ بِأَيْنٍ وَلا بِحَيْثٍ ، أَنتَ نُورُ النُّورُ وَرَبُّ الأَرْبابِ ، أَحَطْتَ بِجَمِيعِ الاُمور ، سُبْحانَ مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيٌْ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ، سُبْحانَ مَن هُوَ هكَذا وَلا هكَذا غَيْرَهُ. ثم تدعو بما

_________________

١ ـ الاقبال ١ / ٣٨٦ باب ٢٧.

٢ ـ الاقبال ١ / ٣٨٢ باب ٢٧.

٣ ـ الرعد : ١٣ / ٣٩.

٤ ـ الاقبال ١ / ٣٧٩ باب ٢٧.

٥ ـ الاقبال ١ / ٣٨١ باب ٢٧ عن أبي عبدالله عليه‌السلام.

٦ ـ يا باطناً : خ.

٧ ـ يا ظاهراً : خ.

٨ ـ ويا غائبٌ .. وشاهدٌ : خ ؛ وغائباً : نسخة.

٣١٣

تَشاء (١).

الثامِن : أن يأتي غسلاً آخر في آخر الليل سوى مايغتسله في أوله (٢).

واعلم أنَّ للغسل في هذه اللّيلة وإحياؤها وزيارة الحسين عليه‌السلام فيها والصلاة مائةَ ركعة فضل كثير وقَد أكّدتها الأحاديث. روى الشَيخ في التهذيب عَن أبي بصير قالَ : قالَ لي الصادق عليه‌السلام : صلّ في اللّيلة الَّتي يرجى أن تكون لَيلَة القَدر مائةَ ركعة تقرأ في كُل ركعة (قل هُوَ الله أحد) عَشر مرات ، قالَ : قُلتَ : جعلت فداك فأن لَمْ أقو عَليها قائماً قالَ : صلّها جالساً قُلتَ فإن لَمْ أقو قالَ : أدها وَأَنْتَ مستلق في فراشك (٣).

وعَن كتاب دعائم الاسلام أنَّ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يطوي فراشه ويشّد مئزره للعبادة في العشر الأواخر مِن شَهر رَمَضان وكان يوقظ أهله لَيلَة ثلاث وعَشرين وكانَ يرش وجوه النيّام بالماء في تِلكَ اللّيلة وكانت فاطمة صلوات الله عَليها لا تدع أهلها ينامون في تِلكَ اللّيلة وتعالجهم بقلَّة الطعام وتتأهَّب لها مِن النَّهار أي كانَت تأمرهم بالنوم نهاراً لئلا يغلب عليهم النعاس ليلا وتقول محروم من حرم خَيرها (٤).

وَروي أنّه مرض ابو عبدالله عليه‌السلام مرضاً شديداً ، فلمّا كان لَيلَة ثلاث وعَشرين أمر مواليه فحملوه الى المسجد ، فكان فيه ليلته (٦).

قالَ العّلامة المجلسي (رض) : عَلَيكَ في هذه اللّيلة أن تقرأ القرآن ما تيسّر لَكَ وأن تدعو بدعوات الصحيفة الكاملة لا سيّما دعاء مكارم الأخلاق ودعاء التَوبة وينبغي أن يراعى حرمة ايّام ليالي القَدر والاشتغال فيها بالعبادة وتلاوة القرآن المجيد والدُّعاء فَقد روي بأسناد معتبرة أنَّ يَوم القَدر مثل ليلته.

اللّيلة السّابِعَة والعِشرين

ورد فيها الغسل ، وَروى أنَّ الإمام زين العابدين عليه‌السلام كانَ يَقول فيها مِن أول اللّيلة إلى آخرها :

اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي التَّجافِي عَنْ دارِ الغُرورِ ، وَالاِنابَةَ إِلى دارِ الخُلُودِ وَالاِسْتِعْدادِ لِلْمَوْتِ

_________________

١ ـ الاقبال ١ / ٣٨٢ باب ٢٧.

٢ ـ الاقبال ١ / ٣٧٥ باب ٢٧.

٣ ـ تهذيب الاحكام ٣ / ٦٤ ح ٢١٦ مع اضافات في أوّله. وفيه : فإذا كانت الليلة التي يُرجى فيها ما يرجى فصلّ مئة ركعة.

٤ ـ دعائم الاسلام ١ / ٢٨٢ ذكر ليلة القدر.

٥ ـ الاقبال ١ / ٣٨٦ باب ٢٧.

٦ ـ زاد المعاد : ١٩٠.

٣١٤

قَبْلَ حُلُولِ الفَوْتِ (١).

آخر لَيلَة مِن الشّهر

هِيَ لَيلَة كثيرة البركات وفيها أعمال :

الأول : الغسل (٢).

الثاني : زيارة الحسين عليه‌السلام (٣).

الثالث : قراءة سورة الأنعام والكهف ويس ومائةَ مرةٍ : أَسْتَغْفِرُ الله وأَتُوبُ إِلَيْهِ (٤).

الرابع : أن يدعو بهذا الدُّعاء الَّذي رواه الكليني عَن الصادق عليه‌السلام : اللَّهُمَّ هذا شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أَنْزَلْتَ فَيْهِ القُرْآنَ وَقَدْ تَصَرَّمَ ، وَأَعُوذُ بِوَجْهِكَ الكَرِيمِ يا رَبِّ أَنْ يَطْلُعَ الفَجْرُ مِنْ لَيْلَتِي هذِهِ أَوْ يَتَصَرَّمَ شَهْرُ رَمَضانَ وَلَكَ قِبَلِي تَبِعَةٌ أَوْ ذَنْبٌ تُرِيدُ أَنْ تُعَذِّبَنِي بِهِ يَوْمَ أَلْقاكَ (٥).

الخامس : أن يدعو بالدعاء : يا مُدَبِّرَ الاُمورِ ... الخ ، الَّذي مضى في أعمال اللّيلة الثّالِثَة والعِشرين ص ٣٠٧.

السادس : أن يودع شَهر رَمَضان بدعوات الوداع التي رواها الكليني والصّدوق والمفيد والطوسي والسيّد ابن طاووس رضوان الله عليهم ، ولعل أحسنها هُوَ الدُّعاء الخامس والأَرْبعون مِن الصحيفة الكاملة (٦).

وَروى السيّد ابن طاووس عَن الصادق عليه‌السلام قالَ : مَن ودع شَهر رَمَضان في آخر لَيلَة مِنهُ وقالَ : اللَّهُمَّ لا تَجْعَلُهُ آخِرَ العَهْدِ مِن صِيامِي لِشَهْرِ رَمَضانَ ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ يَطْلُعَ فَجْرُ هذِهِ اللّيْلَةِ إِلاّ وَقَدْ غَفَرْتَ لِي. غفر الله تعالى له قَبلَ أن يصبح ورزقه الإنابة إِليهِ (٧).

وَروى السيّد والشَيخ الصّدوق عن جابر بن عبد الله الأنصاري قالَ : دخلت عَلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في آخر جمعة مِن شَهر رَمَضان فلما بصر بي قالَ لي يا جابر هذه آخر جمعة مِن شَهر رَمَضان فودعه وَقُلْ : اللَّهُمَّ لا تَجْعَلُهُ آخِرَ العَهْدِ مِنْ صِيامِنا إِيّاهُ فَإِنْ جَعَلْتَهُ فَاجْعَلْنِي مَرْحُوما وَلا تَجْعَلْنِي مَحْرُوماً ، فإنه مَن قالَ ذلِكَ ظفر بأحدى الحسنيين إمّا ببلوغ شَهر رَمَضان

_________________

١ ـ الاقبال ١ / ٤٠٢ باب ٣١.

٢ ـ الاقبال ١ / ٤١١ باب ٣٤.

٣ ـ الاقبال ١ / ٤١١ باب ٣٤.

٤ ـ الاقبال ١ / ٤١٩ باب ٣٤.

٥ ـ الكافي ٤ / ١٦٤ ح ٥ من باب الدعاء في العشر الاواخر.

٦ ـ الصحيفة الكاملة السجادية : ٣٨١ ، الدعاء ٤٥.

٧ ـ الاقبال ١ / ٤٣٦ باب ٣٤.

٣١٥

مَن قابل ، وإمّا بغفران الله ورحمته (١).

وَروى السيّد ابن طاووس والكفعمي عَن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قالَ : مَن صلى آخر لَيلَة مِن شَهر رَمَضان عَشر ركعات يقرأ في كُل ركعة فاتحة الكتاب مرةٍ واحدة وقُلْ هُوَ الله أحد عَشر مرات ويَقول في ركوعه وسجوده عَشر مرات : سُبْحانَ الله وَالحَمْدُ للهِ وَلا إِلهَ إِلاّ الله وَالله أَكْبَرُ. ويتشهد في كُل ركعتين ثم يسلم فإذا فرغ مِن آخر عَشر ركعات وسلم استغفر الله ألف مرةٍ يقول : أَسْتَغْفِرُ الله وَأَتُوبُ إِلَيْهِ ، فإذا فرغ مِن الاستغفار سجد ويَقول في سجوده : يا حَي يا قَيُّومُ ، يا ذا الجَلالِ وَالاِكْرامِ ، يا رَحْمنَ الدُّنْيا وَالآخرَةِ وَرَحِيمَهُما ، يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، يا ألهَ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ ، إِغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا ، وَتَقَبَّلْ مِنّا صَلاتَنا وَصِيامَنا وَقِيامَنا.

قالَ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : والَّذي بعثني بالحق نبّيا إنَّ جبرائيل أخبرني عَن إسرافيل عَن ربّه تبارك وتَعالى أنّه لا يرفَعُ رأسه من السجود حتى يغفر الله لَهُ ويتقبّل مِنهُ شَهر رَمَضان ويتجاوز عَن ذنوبِهِ (الخبر) (٢).

وقَد رويت هذه الصلاة في لَيلَة عيد الفطر أيضاً ولكن في تِلكَ الرواية أنّه يُستَحب بالتسبيحات الأَرْبع في الركوع والسجود. وورد في دعاء السجود بَعد الصلاة عوض : إِغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إلى آخر الدُّعاء : إِغْفِرْ لِي ذُنُوبِي وَتَقَبَّلْ صَوْمِي وَصَلاتِي وَقِيامِي (٣).

اليوم الثلاثون

روى السيّد لليوم الآخير مِن الشّهر دعاءً أوّله : اللَّهُمَّ إِنَّكَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (٤).

ويختم القرآن غالبا في هذا اليوم فينبغي أن يدعي عِندَ الختم بالدعاء الثاني والأَرْبعين مِن الصحيفة الكاملة (٥) ، ولمن شاء أن يدعو بهذا الدُّعاء والوجيز الَّذي رواه الشَيخ عَن أمير المؤمنين صَلواتُ الله عَليهِ : اللَّهُمَّ اشْرَحْ بِالْقُرْآنِ صَدْرِي ، وَاسْتَعْمِلْ بِالْقُرْآنِ بَدَنِي ، وَنَوّرْ بِالْقُرْآنِ بَصَرِي ، وَاطْلِقْ بِالْقُرْآنِ لِسانِي ، وَأَعِنِّي عَلَيْهِ ما أَبْقَيْتَنِي فَإِنَّهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِكَ.

_________________

١ ـ رواه ابن طاووس في الاقبال ١ / ٤٢٢ باب ٣٤ ، والصدوق في فضائل الاشهر الثلاثة : ١٣٩ ، ح ١٤٩.

٢ ـ الاقبال ١ / ٤١٨ باب ٣٤.

٣ ـ ثواب الاعمال : ٧٥.

٤ ـ الاقبال ١ / ٤٤٦ باب ٣٥.

٥ ـ الصحيفة الكاملة السجادية : ٣٣٣ ، الدعاء ٤٢ ، أوّله : اللّهم إنّك أعنتني على ختم كتابك. وفي مصباح المتهجّد : ٥١٩.

٦ ـ الاقبال ٢ / ٢٩٠ باب ٥ ، مصباح المتهجّد للطوسي كما في مستدرك الوسائل ٤ / ٣٧٨ برقم ٤٩٨٢.

٣١٦

ويدعو أيضاً بهذا الدُّعاء المروي عَن أمير المؤمنين عليه‌السلام : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ إِخْباتَ المُخْبِتِينَ ، وَإِخْلاصَ المُوقِنِينَ ، وَمُرافَقَةَ الاَبْرارِ ، وَاسْتِحْقاقَ حَقائِقِ الاِيْمانِ ، وَالغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ ، وَالسَّلامَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ ، وَوُجُوبَ رَحْمَتِكَ ، وَعَزائِمَ مَغْفِرَتِكَ ، وَالفَوْزَ بِالجَنَّةِ ، وَالنَّجاةَ مِنَ النّار (١).

خاتمة

في صلوات الليالي ودعوات الايّام المشهورة

صلوات الليالي

وقَد ذَكَرها العّلامة المجلسي (رض) في كتاب (زاد المعاد) في الفصل الأخَير مِن أعمال شَهر رَمَضان ، وإنني اقتصر هنا عَلى ما ذكر هناك. قالَ :

صلاة اللّيلة الأولى : أربع ركعات في كُل ركعة بَعد الحَمد التَوحيد خمس عَشرة مرةٍ.

اللّيلة الثّانِيَة : أربع ركعات في كُل ركعة بَعد الحَمد عَشرون مرةٍ (إنّا أَنزَلناهُ).

الثّالثة : عَشر ركعات في كُل ركعة الحَمد والتَوحيد خمسون مرةٍ.

الرّابعة : ثمان ركعات في كُل ركعة الحَمد و (إِنّا أَنزَلناهُ) عَشرون مرةٍ.

الخامِسَة : ركعتان في كُل ركعة منهما الحَمد والتَوحيد خمسون مرةٍ ويَقول بَعد الفراغ مائةَ مرةٍ : اللهُمَّ صَلّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ.

السادسة : أربع ركعات في كُل منها الحَمد وسورة (تبارك الَّذي بيده الملك).

السابعة : أربع ركعات في كُل منها الحَمد وثلاث عَشرة مرةٍ (إنّا أَنزَلناهُ).

الثّامِنَة : ركعتان في كل منها الحَمد والتَوحيد عَشر مرات ويَقول بَعد السّلام ألف مرةٍ : سُبْحانَ اللهِ.

التاسعة : ست ركعات بين المغرب والعشاء في كُل منها الحَمد وآية الكرسي سبع مرات ويَقول بَعد الفراغ خمسين مرةٍ : اللّهُمَّ صَلّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ.

العاشرة : عَشرون ركعة في كُل ركعة الحَمد والتَوحيد ثلاثون مرةٍ.

الحادِية عَشَرة : ركعتان في كُل منها الحَمد وعَشرون مرةٍ (إنّا أعطيناك الكَوثَر).

_________________

١ ـ المناقب للخوارزمي : ٨٦ ، باب ٧ ، ح ٧٦ ، وكفاية الطالب للكنجي : ٣٣٣ ، باب ٨٤.

٣١٧

الثّانية عَشرة : ثمان ركعات في كُل منها الحَمد وثلاثون مرةٍ (إنّا أَنزَلناهُ).

الثّالثة عَشرة : أربع ركعات في كُل منها الحَمد والتَوحيد خمساً وعَشرون مرةٍ.

الرّابعة عَشرة : ست ركعات في كُل ركعة الحَمد وثلاثون مرةٍ سورة (إذا زلزلت).

الخامِسَة عَشرة : أربع ركعات في الأوّليين يقرأ بَعد الحَمد التَوحيد مائةَ مرةٍ وفي الآخريين يقرأها خمسون مرةٍ.

السّادِسَة عَشرة : اثنتا عَشرة ركعة في كُل ركعة الحَمد واثنتا عَشرة مرةٍ سورة (ألهاكم التكاثر).

السّابِعَة عَشرة : ركعتان في الأوّلى يقرأ بَعد الحَمد ما شاء مِن السّور وفي الثّانية يقرأ بَعدها التَوحيد مائةَ مرةٍ ويَقول بَعد السّلام مائةَ مرةٍ : لا إِلهَ إِلاّ الله.

الثّامِنَة عَشرة : أربع ركعات في كل ركعة الحَمد وخمس وعَشرون مرةٍ سورة (إنّا أعطيناك الكَوثَر).

التّاسِعَة عَشرة : خمسون ركعة بـ الحمد وخمسين مرةٍ سورة (إذا زلزلت) والظاهر أن المراد أن تقرأ في كُل ركعة مرة واحدة فإن مِن الصعب أن يقرأ سورة (إذا زلزلت) في لَيلَة واحدة الفين وخمسمائة مرةٍ.

صلاة اللّيلة العشرين والحادِية والعشرين والثّانِيَة والعِشرين والثّالِثَة والعِشرين والرّابعة والعِشرين : في كُل مِن هذه الليالي يصلّي ثمان ركعات بما تيسّر مِن السّور.

الخامِسَة والعشرون : ثمان ركعات في كُل منها الحَمد والتَوحيد عَشر مرات.

السّادِسَة والعِشرون : ثمان ركعات في كُل منها الحَمد والتَوحيد مائةَ مرةٍ.

السّابِعَة والعِشرون : أربع ركعات في كُل منها الحَمد وسورة تبارك الَّذي بيده الملك فإن لَمْ يتمكن قرأ التَوحيد خمساً وعَشرين مرةٍ.

الثّامِنَة والعِشرون : ست ركعات في كُل منها الحَمد وآية الكرسي مائةَ مرةٍ والتَوحيد مائةَ مرةٍ وسورة الكَوثَر مائةَ مرةٍ وبَعد الصلاة يصلّي عَلى النبي وآلِهِ مائةَ مرةٍ.

أقول : صلاة اللّيلة الثّامِنَة والعِشرين عَلى ما وجدتها في الأحاديث ست ركعات بـ فاتحة الكتاب وآية الكرسي عَشر مرات والكَوثَر عَشراً و (قُلْ هُوَ الله أحد) عَشراً ويصلّي عَلى النبي وآلِهِ مائةَ مرةٍ (١).

_________________

١ ـ كما في مصباح الكفعمي : ٥٦٢ ، فصل ٤٥.

٣١٨

التّاسِعَة والعِشرون : ركعتان في كُل منهما الحَمد والتّوحيد عَشرون مرةٍ.

الثلاثون : اثنتا عَشرة ركعة في كُل ركعة الحَمد والتَوحيد عَشرون مرةٍ ويصلّي بَعد الفراغ عَلى مُحَمَّد وآل مُحَمَّد مائةَ مرةٍ وهذه الصلوات كلّها يفصل بين كُل ركعتين منها بالسلام كما ذكر (١).

دعوات الأيام

وأمّا دعوات الايام : فَقد روي عَن ابن عبّاس عَن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فضلا كَثِيراً لصِّيام كل يَوم مِن شَهر رَمَضان وذكر لكل يَوم مِنهُ دعاءً يخصّه ذا فضل كثير واجر جزيل ونَحنُ نقتصر عَلى إيراد الدّعوات :

دعاء اليَوم الأول : اللَّهُمَّ اجْعَلْ صِيامِي فِيْهِ (٢) صِيامَ الصَّائِمِينَ ، وَقِيامِي فِيْهِ (٣) قِيامَ القائِمِينَ ، وَنَبِّهْنِي فِيْهِ عَنْ نَوْمَةِ الغافِلِينَ ، وَهَبْ لِي جُرْمِي فِيهِ (٤) يا ألهَ العالَمِينَ ، وَاعْفُ عَنِّي يا عافِيا عَنِ المُجْرِمِينَ.

اليَوم الثاني : اللَّهُمَّ قَرِّبْنِي فِيْهِ إِلى مَرْضاتِكَ ، وَجَنِّبْنِي فِيْهِ مِنْ سَخَطِكَ وَنَقِماتِكَ ، وَوَفِّقْنِي فِيْهِ لِقِرأَةِ آياتِكَ ، بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اليَوم الثالث : اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي فِيْهِ الذِّهْنَ وَالتَّنْبِيهَ ، وَباعِدْنِي فِيْهِ مِنَ السَّفاهَةِ وَالتَّمْويهِ ، وَاجْعَلْ لِي نَصِيبا مِنْ كُلِّ خَيْرٍ تُنْزِلُ فِيْهِ بِجُودِكَ ، يا أَجْوَدَ الاَجْوَدِينَ.

اليَوم الرابع : اللَّهُمَّ قَوِّنِي فِيْهِ عَلئ إِقامَةِ أَمْرِكَ ، وَأَذِقْنِي فِيْهِ حَلاوَةَ ذِكْرِكَ ، وَأَوْزِعْنِي فِيْهِ لاَداءِ شُكْرِكَ بِكَرَمِكَ ، وَاحْفَظْنِي فِيْهِ (٥) بِحِفْظِكَ وَسَترِكَ ، يا أبْصَرَ النَّاظِرِينَ.

اليَوم الخامس : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي فِيْهِ مِنْ المُسْتَغْفِرِينَ ، واجْعَلْنِي فِيْهِ مِنْ عِبادِكَ الصَّالِحينَ ، واجْعَلْنِي فِيْهِ (٦) مِنْ أَوْلِيائِكَ المُقَرَّبِينَ ، بَرَأْفَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اليَوم السادس : اللَّهُمَّ لاتَخْذُلْنِي فِيْهِ لِتَعَرُّضِ مَعْصِيَتِكَ ، وَلا تَضْرِبْنِي بِسِياطِ نَقْمَتِكَ ،

_________________

١ ـ زاد المعاد : ٢١٣.

٢ ـ فيه : خ.

٣ ـ فيه : خ.

٤ ـ فيه : خ.

٥ ـ فيه : خ.

٦ ـ فيه : خ.

٣١٩

وَزَحْزِحْنِيِ فِيْهِ مِنْ مُوجِباتِ سَخَطِكَ ، بِمَنِّكَ وَأَيادِيكَ يا مُنْتَهى رَغْبَةِ الرَّاغِبِينَ.

اليَوم السابع : اللَّهُمَّ أَعِنِّي فِيْهِ عَلى صِيامِهِ وَقِيامِهِ ، وَجَنِّبْنِي فِيْهِ مِنْ هَفَواتِهِ وَآثامِهِ ، وَارْزُقْنِي فِيْهِ ذِكْرَكَ بِدَوامِهِ ، بِتَوْفِيقِكَ يا هادِيَ المُضِلِّينَ.

اليَوم الثامِن : اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي فِيْهِ رَحْمَةَ الاَيْتامِ ، وَإِطْعامَ الطَّعامِ ، وَإِفْشاءَ السَّلامُ ، وَصُحْبَةَ الكِرامِ ، بِطَوْلِكَ يا مَلْجَأَ الامِلِينَ.

اليَوم التاسع : اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِي فِيْهِ نَصِيبا مِنْ رَحْمَتِكَ الواسِعَةِ ، وَاهْدِنِي فِيْهِ لِبَراهِينِكَ السَّاطِعَةِ ، وَخُذْ بِناصِيَتِي إِلى مَرْضاتِكَ الجامِعَةِ ، بِمَحَبَّتِكَ يا أَمَلَ المُشْتاقِينَ.

اليَوم العاشر : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي فِيْهِ مِنْ المُتَوَكِّلِينَ عَلَيْكَ ، وَاجْعَلْنِي فِيْهِ مِنْ الفائِزِينَ لَدَيْكَ ، وَاجْعَلْنِي فِيْهِ مِنْ المُقَرَّبِينَ إِلَيْكَ ، بِإحْسانِكَ يا غايَةَ الطَّالِبِينَ.

اليَوم الحادي عَشر : اللَّهُمَّ حَبِّبْ إلى فِيْهِ الاِحْسانَ ، وَكَرِّهْ إلى فِيْهِ الفُسُوقَ وَالعِصْيانَ ، وَحَرِّمْ عَلَيَّ فِيْهِ السَّخَطَ وَالنِّيرانَ ، بِعَوْنِكَ يا غِياثَ المُسْتَغِيثِينَ.

اليَوم الثاني عَشر : اللَّهُمَّ زَيِّنِّي فِيْهِ بِالسِّتْرِ وَالعَفافِ ، وَاسْتُرْنِي فِيْهِ بِلِباسِ القُنُوعِ وَالكَفافِ ، وَاحْمِلْنِي فِيْهِ عَلى العَدْلِ وَالاِنْصافِ ، وَآمِنِّي فِيْهِ مِنْ كُلِّ ما أَخافُ بِعِصْمَتِكَ يا عِصْمَةَ الخائِفِينَ.

اليوم الثالث عَشر : اللَّهُمَّ طَهِّرْنِي فِيْهِ مِنَ الدَّنَسِ وَالاَقْذارِ ، وَصَبِّرْنِي فِيْهِ عَلى كائِناتِ الاَقْدارِ ، وَوَفِّقْنِي فِيْهِ لِلتُّقى وَصُحْبَةِ الاَبْرارِ ، بِعَوْنِكَ يا قُرَّةَ عَيْنِ المَساكِينِ.

اليوم الرابع عَشر : اللَّهُمَّ لا تؤاخِذْنِي فِيْهِ بِالعَثَراتِ ، وَأَقِلْنِي فِيْهِ مِنَ الخَطايا وَالهَفَواتِ ، وَلا تَجْعَلْنِي فِيْهِ غَرَضا لِلْبَلايا وَالآفاتِ ، بِعِزَّتِكَ يا عِزَّ المُسْلِمِينَ.

اليَوم الخامس عَشر : اللَّهُمَّ ارْزُقْنِي فِيْهِ طاعَةَ الخاشِعِينَ ، وَاشْرَحْ فِيْهِ صَدْرِي بِإنابَةِ المُخْبِتِينَ ، بِأَمانِكَ يا أَمانَ الخائِفِينَ.

٣٢٠