مفاتيح الجنان

الشيخ عباس القمي

مفاتيح الجنان

المؤلف:

الشيخ عباس القمي


المحقق: الشيخ علي آل كوثر
الموضوع : العرفان والأدعية والزيارات
الناشر: مجمع إحياء الثقافة الإسلاميّة
المطبعة: پاسدار إسلام
الطبعة: ١
الصفحات: ٩٠٤

العُداةِ لا يَرْحَمُونَهُ ، فَقِيداً مِنْ أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ مُنْقَطِعاً عَنْ اخْوانِهِ وَبَلَدِهِ يَتَوَقَّعُ كُلَّ ساعَةٍ بِأَيِّ قَتْلَةٍ يُقْتَلُ وَبِأَيِّ مُثْلَةٍ يُمَثَّلُ بِهِ ، وَأَنا فِي عافِيَةٍ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ ، فَلَكَ الحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لايُغْلَبُ ، وَذِي أَناةٍ لا يَعْجَلُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي لِنَعْمائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، وَلآلآئِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ. إِلهِي وَكَم مِنْ عَبْدٍ أَمْسى وَأَصْبَحَ يُقاسِي الحَرْبَ وَمُباشَرَةَ القِتالِ بِنَفْسِهِ قَدْ غَشِيَتْهُ الأَعْداء مِنْ كُلِّ جانِبٍ بِالسُّيُوفِ وَالرِّماحِ وَآلَةِ الحَرْبِ ، يَتَقَعْقَعُ فِي الحَدِيدِ قَدْ بَلَغَ مَجْهُودَهُ لا يَعْرِفُ حِيلَةً ، وَلا يَجِدُ مَهْرَباً قَدْ أُدْنِفَ بِالجِراحاتِ ، وَمُتَشَحِّطاً بِدَمِهِ تَحْتَ السَّنابِكِ وَالأَرْجُلِ ، يَتَمَنَّى شُرْبَةً مِنْ ماءٍ أَوْ نَظْرَةً إِلى أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ لا (١) يَقْدِرُ عَلَيْها ، وَأَنا فِي عافِيَةٍ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ ، فَلَكَ الحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ ، وَذِي أَناةٍ لا يَعْجَلُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي لِنَعْمائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، وَلآلآئِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ. إِلهِي وَكَم مِنْ عَبْدٍ أَمْسى وَأَصْبَحَ فِي ظُلُماتِ البِحارِ وَعَواصِفِ الرِّياحِ وَالأَهْوالِ وَالأمْواجِ ، يَتَوَقَّعُ الغَرَقَ وَالهَلاكَ ، لا يَقْدِرُ عَلى حِيلَةٍ ، أَوْ مُبْتَلى بِصاعِقَةٍ أَوْ هَدْمٍ أَوْ حَرْقٍ أَوْ شَرقٍ أَوْ خَسْفٍ أَوْ مَسْخٍ أَوْ قَذْفٍ ، وَأَنا فِي عافِيَةٍ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ ، فَلَكَ الحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ ، وَذِي أَناةٍ لا يَعْجَلُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي لِنَعْمائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، وَلآلآئِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ. إِلهِي وَكَم مِنْ عَبْدٍ أَمْسى وَأَصْبَحَ مُسافِراً شاخِصا عَنْ أَهْلِهِ وَوَلَدِهِ ، مُتَحَيِّراً فِي المَفاوِزِ ، تائِهاً مَعَ الوُحُوشِ وَالبَهائِمِ وَالهَوامِّ ، وَحِيداً فَرِيداً لايَعْرِفُ حِيْلَةً وَلايَهْتَدِي سَبِيلاً ، أَوْ مُتَأَذِّياً (٢) بِبَرْدٍ أَوْ حَرِّ أَوْ جُوعٍ أَوْ عُرْيٍ أَوْ غَيْرِهِ مِنَ الشَدائِدِ مِمَّا أَنا مِنْهُ خِلْوٌ فِي عافِيَةٍ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ ، فَلَكَ الحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ ، وَذِي أَناةٍ لا يَعْجَلُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي لِنَعْمائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، وَلآلآئِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ. إِلهِي وَسَيِّدِي وَكَم مِنْ عَبْدٍ

_________________

١ ـ ولا : خ ونسخة.

٢ ـ ومتأذياً : خ.

١٦١

أَمْسى وَأَصْبَحَ فَقِيراً عائِلاً عارِياً مُمْلِقاً مُخْفِقاً مَهْجُوراً (١) جائِعاً ظَمْآنَ ، يَنْتَظِرُ مَنْ يَعُودُ عَلَيْهِ بِفَضْلٍ ، أَوْ عَبْدٍ وَجِيهٍ عِنْدَكَ هُوَ أَوْجَهُ مِنِّي عِنْدَكَ وَأَشَدُّ عِبادَةً لَكَ ، مَغْلُولاً مَقْهُوراً قَدْ حَمَلَ ثِقْلاً مِنْ تَعَبِ العَناءِ وَشِدَّةِ العُبُودِيَّةِ ، وَكُلْفَةِ الرِّقِّ ، وَثِقْلَ الضَّرِيبَةِ ، أَوْ مُبْتَلىً بِبَلاٍ شَدِيدٍ لاقِبَلَ لَهُ (٢) إِلاّ بِمَنِّكَ عَلَيْهِ وَأَنا المَخْدُومُ المُنَعَّمُ المُعافى المُكَرَّمُ فِي عافِيَةٍ مِمّا هُوَ فِيهِ ، فَلَكَ الحَمْدُ يا رَبِّ مِنْ مُقْتَدِرٍ لايُغْلَبُ ، وَذِي أَناةٍ لا يَعْجَلُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي لِنَعْمائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، وَلآلآئِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ. إِلهِي (٣) وَسَيّدِي وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسى وَأَصْبَحَ عَلِيلاً مَرِيضا سَقِيما مُدْنِفا عَلى فُرُشِ العِلَّةِ وَفِي لِباسِها يَتَقَلَّبُ يَمِينا وَشِمالاً لا يَعْرِفُ شَيْئاً مِنْ لَذَّةِ الطَّعامِ وَلا مِنْ لَذَّةِ الشَّرابِ ، يَنْظُرُ إِلى نَفْسِهِ حَسْرَةً لا يَسْتَطِيعُ لَها ضُرّاً وَلا نَفْعاً وَأَنا خِلْوٌ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ فَلا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ ، وَذِي أَناةٍ لا يَعْجَلُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي لَكَ مِنَ العابِدِينَ ، وَلِنَعْمائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، وَلآلآئِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ ، وَارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. مَوْلايَ وَسَيِّدِي وَكَمْ مِنْ عَبدٍ أَمْسى وَأَصْبَحَ وَقَدْ دَنا يَوْمُهُ مِنْ حَتْفِهِ ، وَأَحْدَقَ بِهِ مَلَكُ المَوْتِ فِي أَعْوانِهِ يُعالِجُ سَكَراتِ المَوْتِ وَحِياضَهُ ، تَدُورُ عَيْناهُ يَمِينا وَشِمالاً يَنْظُرُ إِلى أَحِبّائِهِ وَأَوِدَّائِهِ وَأَخِلائِهِ قَدْ مُنِعَ مِنَ الكَلامِ ، وَحُجِبَ عَنِ الخِطابِ ، يَنْظُرُ إِلى نَفْسِه حَسْرَةً لايَسْتَطِيعُ لَها ضَرّاً وَلا نَفْعاً وَأَنا خِلْوٌ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ فَلا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ مِنْ مُقْتَدِرٍ لا يُغْلَبُ ، وَذِي أَناةٍ لا يَعْجَلُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي لِنَعْمائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، وَلآلآئِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ ، وَارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. مَوْلايَ وَسَيِّدِي وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسى وَأَصْبَحَ فِي مَضائِقِ الحُبُوسِ وَالسُّجُونِ وَكُرّبِها وَذُلِّها وَحَدِيدِها يَتَداوَلُهُ أَعْوانُها وَزَبانِيَتُها فَلا يَدْرِي أَيُّ حالٍ يُفْعَلُ بِهِ ، وَأَيُّ مُثْلَةٍ يُمَثَّلُ بِهِ ، فَهُوَ فِي ضُرٍّ مِنَ العَيْشِ وَضَنْكٍ مِنَ الحَياةِ يَنْظُرُ إِلى نَفْسِهِ حَسْرَةً لايَسْتَطِيعُ لَها ضَرّاً وَلا نَفْعاً ، وَأَنا خِلْوٌ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ فَلا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ مِنْ مُقْتَدِرٍ لايُغْلَبُ ، وَذِي أَناةٍ لا يَعْجَلُ ، صَلِّ

_________________

١ ـ خائفاً : بحار ونسخة.

٢ ـ به : خ.

٣ ـ الهي وسيّدي وكم من عبدٍ أمسى وأصبح شريداً طريداً حيران متحيّراً جائعاً خائفاً خاسراً في الصحاري والبراري قد أحرقه الحر والبرد وهو في ضر من العيش ، وضنك من الحياة ، وذلّ من المقام ، ينظر الى نفسه حسرةً لا يقدر لها على ضرّ ولا نفع وأنا خلو من ذلك كلّه بجودك وكرمك؟ فلا إله إلّا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب ، وذي أناة لا تعجل ، صلّ على محمّد وآل محمّد واجعلني لأنعمك من الشاكرين ولآلائك من الذاكرين ، وارحمني برحمتك يا ارحم الراحمين ـ نسخة المجلسي والبحار ٩٤ / ٣٢٤ ـ.

١٦٢

عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي َلِنَعْمائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، وَلآلآئِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ ، وَارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. مَوْلايَ وَسَيِّدِي وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسى وَأَصْبَحَ في مضائق الحبوس والسجون وكربها وذلها وحديدها يتداوله أعوانها وزبانيتها فلا يدري أيّ حال يُفعل به ، وأيّ مثلة يمثل به ، فهو في ضرٍّ من العيش وضنك من الحياة ينظر الى نفسه حسرة لا يستطيع لها ضرّاً ولا نفعاً وأنا خلو من ذلك كله بجودك وكرمك. فلا إله إلّا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب ، وذي أناةٍ لا يعجل ، صلّ على مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي لك من العابدين وَلِنَعْمائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، وَلآلآئِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ ، وَارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ. سَيِّدِي وَمَوْلايَ وَكَمْ مِنْ عَبْدٍ أَمْسى وَأَصْبَحَ قَدْ اسْتَمَرَّ عَلَيْهِ القَضاءُ ، وَأَحْدَقَ بِهِ البَلاء وَفارَقَ أَوِدَّائهُ وَأَحِبَّائهُ وَأَخِلائهُ ، وَأَمْسى أَسِيراً حَقِيراً ذَلِيلاً فِي أَيْدِي الكُفّارِ وَالأَعْداءِ يَتَداوَلُونَهُ يَمِيناً وَشِمالاً قَدْ حُصِرَ فِي المَطامِيرِ ، وَثُقِّلَ بِالحَدِيدِ ، لا يَرى شَيْئاً مِنْ ضِياءِ الدُّنْيا وَلا مِنْ رَوْحِها ، يَنْظُرُ إِلى نَفْسِهِ حَسْرَةً لايَسْتَطِيعُ لَها ضُرّاً وَلا نَفْعاً وَأَنا خِلْوٌ مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ فَلا إِلهَ إِلاّ أَنْتَ سُبْحانَكَ مِنْ مُقْتَدِرٍ لايُغْلَبُ ، وَذِي أَناةٍ لا يَعْجَلُ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي َكَ مِنَ العابِدِينَ ، وَلِنَعْمائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، وَلآلآئِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ ، وَارْحَمْنِي بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (١). وَعِزَّتِكَ يا كَرِيمُ لاَطْلُبَنَّ مِمّا لَدَيْكَ ، وَلالِحَّنَّ عَلَيْكَ ، وَلاَمُدَّنَ يَدَي نَحْوَكَ

_________________

١ ـ إلهي وسيّدي وكم من عبدٍ أمسى واصبح قد اشتاق الى الدنيا للرغبة فيها الى أن خاطر بنفسه وماله حرصاً منه عليها قد ركب الفلك وكسرت به وهو في آفاق البحار وظلمها ينظر الى نفسه حسرةً لا يقدر لها على ضرٍّ ولا نفع ، وأنا خلو من ذلك كلّه بجودك وكرمك؟ فلا اله إلا أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب ، وذي أناةٍ لا تعجل ، صلّ على محمّد وآل محمّد واجعلني لك من العابدين ، ولنعمائك من الشاكرين ، ولآلائك من الذاكرين ، وارحمني برحمتك يا أرحم الراحمين. إلهي وسيّدي وكم من عبدٍ أمسى وأصبح قد استمرّ عليه القضاء ، وأحدق به البلاء والكفّار والاعداء وأخذته الرماح والسيوف والسهام ، وجدّل سريعاً وقد شربت الارض من دمه ، وأكلت السباع والطير من لحمه وأنا خلو من ذلك كلّه بجودك وكرمك لا باستحقاق منّي؟ يا لا اله إلّا أنت سبحانك من مقتدر لا يُغلب وذي أناة لا تعجل ، صلّ على محمّد وآل محمّد واجعلني لنعمائك من الشاكرين ولآلائك من الذاكرين ، وارحمني برحمتك يا ارحم الراحمين ـ بحار ـ.

٢ ـ ولأُلجنّ إليك ـ نسخة المجلسي والبحار ٩٤ / ٣٢٦ ـ.

١٦٣

مَعَ جُرْمِها إِلَيْكَ يا رَبِّ فَبِمَنْ أَعُوذُ ، وَبِمَنْ أَلُوذُ ، لا أَحَدَ لِي إِلاّ أَنتَ ، أَفَتَرُدَّنِي وَأَنْتَ مُعَوَّلِي وَعَلَيْكَ ، مُتَّكَلِي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذِي وَضَعْتَهُ عَلى السَّماء فاسْتَقَلَّتْ وَعَلى الأَرْضِ فَاسْتَقَرَّتْ ، وَعَلى الجِبالِ فَرَسَتْ وَعَلى اللَيْلِ فَأظْلَمَ ، وَعَلى النَّهارِ فَاسْتَنارَ ، أَنْ تُصَلِّي عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تَقْضِيَ لِي حَوائِجِي كُلَّها ، وَتَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي كُلَّها صَغِيرَها وَكَبِيرَها ، وَتُوَسِّعَ عَلَيَّ مِنَ الرِّزْقِ ماتُبَلِّغُنِي بِهِ شَرَفَ الدُّنْيا وَالآخرةِ يا أرْحَمَ الرّاحِمِينَ. مَوْلايَ بِكَ اسْتَعَنْتَ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَعِنِّي ، وَبِكَ اسْتَجَرْتُ فَأَجِرْنِي ، وَأَغْنِنِي بِطاعَتِكَ عَنْ طاعَةِ عِبادِكَ ، وَبِمَسْأَلَتِكَ عَنْ مَسْأَلَةِ خَلْقِكَ ، وَانْقُلْنِي مِنْ ذُلِّ الفَقْرِ إِلى عِزِّ الغِنى ، وَمِنْ ذُلِّ المَعاصِي إِلى عِزِّ الطَّاعَةِ فَقَدْ فَضَّلْتَنِي عَلى كَثِيرٍ مِنْ خَلْقِكَ جُوداً مِنْكَ وَكَرَماً ، لا بِإِسْتِحْقاقٍ مِنِّي. إِلهِي فَلَكَ الحَمْدُ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي لِنَعْمائِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، وَلالائِكَ مِنَ الذَّاكِرِينَ (١).

ثم اسجد وقل :

سَجَدَ وَجْهِي الذَّلِيلُ لِوَجْهِكَ العَزِيزُ الجَلِيلِ ، سَجَدَ وَجْهِي البالِي الفانِي لِوَجْهِكَ الدائِمِ الباقِي ، سَجَدَ وَجْهِي الفَقِيرُ لِوَجْهِكَ الغَنِيِّ الكَبِيرِ ، سَجَدَ وَجْهِي وَسَمْعِي وَبَصَرِي وَلَحْمِي وَدَمِي وَجِلْدِي وَعَظْمِي وَما أَقَلَّتِ الأَرْضُ مِنّي للهِ رَبِّ العالَمِينَ. اللّهُمَّ عُدْ عَلى جَهْلِي بِحِلْمِكَ ، وَعَلى فَقْرِي بِغِناكَ ، وَعَلى ذُلِّي بِعِزِّكَ وَسُلْطانِكَ ، وَعَلى ضَعْفِي بِقُوَّتِكَ ، وَعَلى خَوْفِي بِأَمْنِكَ وَعَلى ذُنُوبِي وَخَطايايَ بِعَفْوِكَ وَرَحْمَتِكَ يا رَحمنُ يا رَحِيمُ. اللّهُمَّ إِنِّي أَدْرَاءُ بِكَ فِي نَحْرِ فُلان بْنِ فُلان ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهِ فَاكْفِنِيهِ بِما كَفَيْتَ بِهِ أَنْبِيائَكَ وَأَوْلِيائَكَ مِنْ خَلْقِكَ وَصالِحِي عِبادِكَ مِنْ فَراعِنَةِ خَلْقِكَ ، وَطُغاةِ عُداتِكَ ، وَشَرِّ جَمِيعِ خَلْقِكَ ، بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرّاحِمِينَ ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيٍْ قَدِيرٌ ، وَحَسْبُنا الله وَنِعْمَ الوَكِيلُ (٢).

_________________

١ ـ وارحمني برحمتك يا ارحم الراحمين ـ نسخة ـ.

٢ ـ رواه الكفعمي في البلد الامين : ٢٢٦.

١٦٤

دعاء السيفي الصغير

المعروف بـ (دعاء القاموس القدّرة)

ذكره الشيخ الأجل ثقة الاسلام النوري عطر الله مرقده في الصحيفة الثانية العلوية وقال : إنّ لهذا الدعاء في كلمات أرباب الطّلسمات والتسخيرات شرح غريب ، وقد ذكروا له آثاراً عجيبة ، ولم أرو ما ذكروه لعدم اعتمادي عليه ولكن أورد أصل الدعاء تسامحا في أدلة السنن وتأسّيا بالعلماء الاعلام ، وهو هذا الدعاء :

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

رَبِّ أَدْخِلْنِي فِي لُجَّةِ بَحْرِ أَحَدِيَّتِكَ وَطَمْطامِ يَمِّ وَحْدانِيَّتِكَ وَقَوِّنِي بِقُوَّةِ سَطْوَةِ سُلْطانِ فَرْدانِيَّتِكَ حَتَّى أَخْرُجَ إِلى فَضاءِ سَعَةِ رَحْمَتِكَ وَفِي وَجْهي لَمَعاتُ بَرْقِ القُرْبِ مِنْ آثارِ حِمايَتِكَ مَهِيباً بِهَيْبَتِكَ عَزِيزاً بِعِنايَتِكَ مُتَجَلِّلاً مُكَرَّماً بِتَعْلِيمِكَ وَتَزْكِيَتِكَ ، وَأَلْبِسْنِي خِلَعَ العِزَّةِ وَالقَبُولِ وَسَهِّلْ لِي مَناهِجَ الوُصْلَةِ وَالوُصُولِ وَتَوِّجْنِي بِتاجِ الكَرامَةِ وَالوَقارِ وَأَلِّفْ بَيْنِي وَبَيْنَ أحِبَّائِكَ فِي دارِ الدُّنْيا وَدارِ القَرارِ وَارْزُقْنِي مِنْ نُورِ اسْمِكَ هَيْبَةً وَسَطْوَةً تَنْقادُ لِيَ القُلُوبُ وَالأَرْواحُ وَتَخْضَعُ لَدَيَّ النُّفُوسُ وَالأشْباحُ ، يا مَنْ ذَلَّتْ لَهُ رِقابُ الجَبابِرَةِ وَخَضَعَتْ لَدَيْهِ أَعْناقُ الاكاسِرَةِ لامَلْجَأً وَلامَنْجاً مِنْكَ إِلاّ إِلَيْكَ وَلا إعانَةَ إِلاّ بِكَ وَلا اتِّكاءَ إِلاّ عَلَيْكَ ، إدْفَعْ عَنِّي كَيْدَ الحاسِدِينَ وَظُلُماتِ شَرِّ المُعانِدينَ وَارْحَمْنِي تَحْتَ سُرادِقاتِ عَرْشِكَ يا أكْرَمَاء الاكْرَمِينَ. أَيِّدْ ظاهِري فِي تَحْصِيلِ مَراضِيكَ وَنَوِّرْ قَلْبِي وَسِرِّي بِالاطِّلاعِ عَلى مَناهِجِ مَساعِيكَ ، إلهِي كَيْفَ أَصْدُرُ عَنْ بابِكَ بِخَيْبَةٍ مِنْكَ وَقَدْ وَرَدْتُهُ عَلى ثِقَةٍ بِكَ؟ وَكَيْفَ تُؤْيِسُنِي (١) مِنْ عَطائِكَ وَقَدْ أَمَرْتَني بِدُعائِكَ؟ وَها أَنا مُقْبِلٌ عَلَيْكَ مُلْتَجِيٌ إِلَيْكَ باعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ أعْدائِي كَما

_________________

١ ـ توئسني ـ خ ـ.

١٦٥

باعَدْتَ بَيْنَ أعْدائِي ، إخْتَطِفْ أَبْصارَهُمْ عَنِّي بِنُورِ قُدْسِكَ وَجَلالِ مَجْدِكَ إنَّكَ أَنْتَ الله المُعْطِي جَلائِلَ النِّعَمِ المُكَرَّمَةِ لِمَنْ ناجاكَ بِلَطائِفِ رَحْمَتِكَ ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ يا ذا الجَلالِ وَالاكْرامِ ، وَصَلَّى الله عَلى سَيِّدِنا وَنَبِيِّنا مُحَمَّدٍ وآلِهِ أجْمَعينَ الطَّيِّبِينَ الطَّاهِرِينَ (١).

الفصل السابع

في ذكر نبذ من الدعوات النافعة المختصرة

التي اقتطفتها من الكتب المعتبرة

الأول : قال السيد الاجل السيد علي خان الشيرازي رضوان الله عليه في كتاب (الكلم الطيب) : إنّ اسم الله الأعظم هو ما يفتتح بكلمة الله ويختتم بكلمة هو ، وليس في حروفه حرف مَنقوط ولاتتغيّر قراءته أُعربَ أم لم يعربْ ، ونظفر بذلك في القرآن المجيد في خمس آيات من خمس سور هي : البقرة ، وآل عمران ، والنساء ، وطه ، والتغابن. قال الشيخ المغربي : من اتّخذ هذه الآيات ورداً وردّدها في كل يوم إحدى عشرة مرة تيسّر له ماأهمّه من الاُمور الكلية والجزئية عاجلاً إن شاء الله تعالى. والآيات الخمس هي :

١ ـ (الله لا إلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ) (٢) ... إلى آخر آية الكرسي.

٢ ـ (الله لا إلهَ إِلاّ هُوَ الحَيُّ القَيُّومُ نَزَّلَ عَلَيْكَ الكتابَ بِالحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالانْجِيلَ مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنَّاسِ وَأَنْزَلَ الفُرْقانَ) (٣).

٣ ـ (الله لا إلهَ إِلاّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلى يَوْمِ القِيامَةِ لارَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أصْدَقُ مِنَ الله حَدِيثاً) (٤).

٤ ـ (الله لا إلهَ إِلاّ هُوَ لَهُ الاسَّماء الحُسْنى) (٥).

٥ ـ (الله لا إلهَ إِلاّ هُوَ وَعَلَى الله فَلْيَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ) (٦).

الثاني : التوسل قال العلامة المجلسي (رض) عن بعض الكتب المعتبرة : إنه روى محمد بن

_________________

١ ـ الصحيفة العلويّة المباركة الثانية : ٢٢٤.

٢ ـ البقرة : ٢ / ٢٥٥ ـ ٢٥٧.

٣ ـ آل عمران : ٣ / ٢ ـ ٤.

٤ ـ النساء : ٤ / ٨٧.

٥ ـ طه : ٢٠ / ٨.

٦ ـ التغابن : ٦٤ / ١٣.

١٦٦

بابويه هذا التوسل عن الأئمة عليهم‌السلام ، وقال : ما توسلت لامر من الأمور إِلاّ وجدت أثر الإجابة سريعاً وهو (١) :

اللّهُمَّ إنِّي أسْأَلُكَ وَأتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِنَبِيِّكَ نَبِيِّ الرَّحْمَةِ مُحَمَّدٍ صلى‌الله‌عليه‌وآله ، يا أبا القاسِم يا رَسُولَ الله يا أمامَ الرَّحْمَةِ يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا إنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلى اللهِ ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا ، يا وَجِيهاً عِنْدَ الله إشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ. يا أبا الحَسَنِ يا أميرَ المُؤْمِنِينَ يا عَليّ بْنَ أَبِي طالِبٍ يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ يا سَيِّدَنا وَمَوْلاَنا إنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلى اللهِ ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا ، يا وَجِيهاً عِنْدَ الله إشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ. يا فاطِمَةُ الزَّهْراءُ يا بِنْتَ مُحَمَّدٍ يا قُرَّةَ عَيْنِ الرَّسُولِ يا سَيِّدَتَنا وَمَوْلاتَنا ، إنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكِ إِلى اللهِ ، وَقَدَّمْناكِ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا ، يا وَجِيهةً عِنْدَ الله اشْفَعِي لَنا عِنْدَ اللهِ. يا أبا مُحَمَّدٍ يا حَسَنَ بْن عَلِيٍّ أَيُّها المُجْتَبى يا أبْنَ رَسُولِ الله يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ يا سَيِّدَنا وَمَوْلاَنا ، إنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلى اللهِ ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا ، يا وَجِيهاً عِنْدَ الله إشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ. يا أبا عَبْدِ الله يا حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ أَيُّها الشَّهِيدُ يا أبْنَ رَسُولِ الله يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ يا سَيِّدَنا وَمَوْلاَنا ، إنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلى اللهِ ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا ، يا وَجِيهاً عِنْدَ الله إشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ. يا أبا الحَسَنِ يا عَلِيّ بْنَ الحُسَيْنِ يا زَيْنَ العابِدِينَ يا بْنَ رَسُولِ الله يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ يا سَيِّدَنا وَمَوْلاَنا ، إنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلى اللهِ ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا ، يا وَجِيها عِنْدَ الله إشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ. يا أبا جَعْفَرٍ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ، أَيُّها الباقِرُ يا أبْنَ رَسُولِ الله يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ يا سَيِّدَنا وَمَوْلاَنا ، إنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلى اللهِ ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا ، يا وَجِيهاً عِنْدَ الله إشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ. يا أبا عَبْدِ الله يا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ ، أَيُّها

_________________

١ ـ بحار الانوار ١٠٢ / ٢٤٧.

١٦٧

الصَّادِقُ يا أبْنَ رَسُولِ الله يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ يا سَيِّدَنا وَمَوْلاَنا ، إنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلى اللهِ ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا ، يا وَجِيهاً عِنْدَ الله إشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ. يا أبا الحَسَنِ يا مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ ، أَيُّها الكاظِمُ يا أبْنَ رَسُولِ الله يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ يا سَيِّدَنا وَمَوْلاَنا ، إنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلى اللهِ ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا ، يا وَجِيهاً عِنْدَ الله إشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ. يا أبا الحَسَنِ يا عَلِي بْنَ مُوسَى ، أَيُّها الرِّضا يا أبْنَ رَسُولِ الله يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ يا سَيِّدَنا وَمَوْلاَنا ، إنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلى اللهِ ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا ، يا وَجِيهاً عِنْدَ الله إشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ. يا أبا جَعْفِرٍ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ ، أَيُّها التَّقِيُّ الجَوادُ يا أبْنَ رَسُولِ اللهِ يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ يا سَيِّدَنا وَمَوْلاَنا ، إنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلى اللهِ ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا ، يا وَجِيهاً عِنْدَ الله إشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ. يا أَبا الحَسَنِ يا عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ ، أَيُّها الهادِي النَّقِي يا أبْنَ رَسُولِ الله يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ يا سَيِّدَنا وَمَوْلاَنا ، إنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلى اللهِ ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا ، يا وَجِيهاً عِنْدَ الله إشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ. يا أبا مُحَمَّدٍ يا حَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ ، أَيُّها الزَّكِيُّ العَسْكَرِيُّ يا أبْنَ رَسُولِ الله يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ يا سَيِّدَنا وَمَوْلاَنا ، إنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلى اللهِ ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا ، يا وَجِيهاً عِنْدَ الله إشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ. يا وَصِيَّ الحَسَنِ وَالخَلَفَ الحُجَّةَ ، أَيُّها القائِمُ المُنْتَظَرُ المَهْدِيُّ (١) يا أبْنَ رَسُولِ الله يا حُجَّةَ الله عَلى خَلْقِهِ يا سَيِّدَنا وَمَوْلاَنا ، إنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلى اللهِ ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا ، يا وَجِيهاً عِنْدَ الله إشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللهِ.

ثم سل حوائجك فإنها تقضى إن شاء الله تعالى. وعلى رواية أخرى قل بعد ذلك :

يا سادَتِي وَمَوالِيَّ إِنِّي تَوَجَّهْتُ بِكُمْ أَئِمَّتِي لِيَوْمِ فَقْرِي وَحاجَتي إِلى الله ،

_________________

١ ـ المهديَّ : خ.

١٦٨

وَتَوَسَّلْتُ بِكُمْ إِلى الله وَاسْتَشْفَعْتُ بِكُمْ إِلى الله فَاشْفَعُوا لِي عِنْدَ الله وَاسْتَنْقِذُونِي مِنْ ذُنُوبي عِنْدَ الله فَإنَّكُمْ وَسِيلَتِي إِلى الله وَبِحُبِّكُمْ وَبِقُرْبِكُمْ أَرْجُو نَجاةً مِنَ اللهِ ، فَكُونُوا عِنْدَ الله رَجائِي يا سادَتي يا أوْلِياء الله صَلَّى الله عَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ وَلَعَنَ الله أعْداءَ الله ظالِمِيهِم مِنْ الأوَّلِينَ وَالآخِرِينَ آمِينَ رَبَّ العالَمينَ (١).

أقول : أورد الشيخ الكفعمي في كتاب (البلد الأمين) دعاءاً مبسوطاً موسوماً بدعاء الفرج (٢) ، وهو يحتوي في مطاويه على هذا التوسل ، وأظنّ أنّ التوسل بالأئمة الاثني عشر عليهم‌السلام المنسوب إلى الخواجة نصير الدين هو تركيب من هذا التوسل ، ومن الصلاة على الحجج الطاهرين في خطبة بليغة أوردها الكفعمي في أواخر كتاب (المصباح) (٣).

والسيد علي خان قد أورد في كتاب (الكلم الطيّب) نقلاً عن (قبس المصابيح) للشيخ الصهرشتي دعاءاً للتوسل ذا شرح لا يسعه المقام ، والدعاء هو :

اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلى ابْنَتِهِ وَعَلىْ ابْنَيْها ، وَأَسْأَلُكَ بِهِمْ أَنْ تُعِينَنِي عَلى طاعَتِكَ وَرِضْوانِكَ وَأَنْ تُبَلِّغَنِي بِهِمْ مابَلَّغْتَ أَحَداً مِنْ أَوْلِيائِكَ إنَّكَ جَوادٌ كَرِيمٌ ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ أَميرِ المُؤْمِنِينَ عَلِيّ بْنَ أبِي طالِبٍ عليه‌السلام إِلاّ انْتَقَمْتَ بِهِ مِمَّنْ ظَلَمَنِي وَغَشَمَنِي وَآذانِي وَانْطَوى عَلى ذلِكَ وَكَفَيْتَنِي بِهِ مَؤُونَةَ كُلِّ أَحَدٍ يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ ، اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ وَلِيِّكَ عَلِيَّ بْنَ الحُسَيْنِ عليه‌السلام إِلاّ كَفَيْتَنِي بِهِ مَؤُونَةَ كُلِّ شَيْطانٍ مَرِيدٍ وَسُلْطانٍ عَنِيدٍ يَتَقَوَّى عَلَيَّ بِبَطْشِهِ وَيَنْتَصِرُ عَلَيَّ بِجُنْدِهِ إنَّكَ جَوادٌ كَرِيمٌ يا وَهَّابُ ، اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ وَلِيِّكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عليهما‌السلام إِلاّ أَعَنْتَنِي بِهِما عَلى أَمْرِ آخِرَتِي بِطاعَتِكَ وَرِضْوانِكَ وَبَلَّغْتَنِي بِهِما مايُرْضِيكَ إِنَّكَ فَعَّالٌ لِما تُرِيدُ ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ وَلِيِّكَ مُوسى بْنِ جَعْفَرَ عليه‌السلام إِلاّ عافَيْتَنِي بِهِ فِي جَمِيعِ جَوارِحِي ماظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ يا جَوادُ يا كَريمُ ، اللّهُمَّ إنِّي

_________________

١ ـ بحارالانوار ١٠٢ / ٢٤٧.

٢ ـ البلد الامين : ٣٢٣.

٣ ـ مهج الدعوات : ٣٦٢ ، المصباح : ٧١٧ ، فصل ٤٩.

١٦٩

أَسْأَلُكَ بِحَقِّ وَلِيِّكَ الرِّضا عَلِيِّ بْنِ مُوسى عليه‌السلام إِلاّ سَلَّمْتَنِي بِهِ فِي جَميعِ أَسْفارِي فِي البَرارِي وَالبِحارِ وَالجِبالِ وَالقِفارِ وَالاَوْدِيَةِ وَالغِياضِ مِنْ جَمِيعِ ماأَخافُهُ وَأَحْذَرُهُ إنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ، اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ وَلِيِّكَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عليه‌السلام إِلاّ جُدْتَ بِهِ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ وَتَفَضَّلْتَ بِهِ عَلَيَّ مِنْ وُسْعِكَ وَوَسَّعْتَ عَلَيَّ رِزْقَكَ وَأَغْنَيْتَنِي عَمَّنْ سِواكَ وَجَعَلْتَ حاجَتِي إِلَيْكَ وَقَضاها عَلَيْكَ إِنَّكَ لِما تَشاءُ قَدِيرٌ ، اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ وَلِيِّكَ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عليهما‌السلام إِلاّ أَعَنْتَنِي بِهِ عَلى تَأدِيَةِ فُرُوضِكَ وَبَرِّ إخْوانِيَ المُؤْمِنِينَ وَسَهِّلْ ذلِكَ لِي وَاقْرُنْهُ بِالخَيْرِ وَأَعِنِّي عَلى طاعَتِكَ بِفَضْلِكَ يا رَحيمُ ، اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ وَلِيِّكَ الحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ عليهما‌السلام إِلاّ أَعَنْتَنِي بِهِ عَلى أَمْرِ آخِرَتِي بِطاعَتِكَ وَرِضْوانِكَ وَسَرَرْتَنِي فِي مُنْقَلَبِي وَمَثْوايَ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ، اللّهُمَّ إنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ وَلِيِّكَ وَحُجَّتِكَ صاحِبِ الزَّمانِ عليه‌السلام إِلاّ أَعَنْتَنِي بِهِ عَلى جَميعِ أَمُورِي وَكَفَيْتَنِي بِهِ مَؤُونَةَ كُلِّ مُؤْذٍ وَطاغٍ وَباغٍ وَأَعَنْتَنِي بِهِ فَقَدْ بَلَغَ مَجْهُودىٍِّ وَكَفَيْتَنِي بِهِ كُلَّ عَدُوٍّ وَهَمٍّ وَغَمٍّ ودَيْنٍ ، وَعَنِّي وَعَنْ وُلْدِي (١) وَجَمِيعِ أَهْلِي وَإخْوانِي وَمَنْ يَعْنِينِي أَمْرُهُ وَخاصَّتِي آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ (٢).

الثالث : روى الشيخ الكفعمي في (البلد الأمين) دعاءاً عن أمير المؤمنين عليه‌السلام ما دعا به ملهوف أو مكروب أو حزين أو مبتلى أو خائف إِلاّ وفرّج الله تعالى عنه وهو :

يا عِمادَ مَنْ لاعِمادَ لَهُ وَياذُخْرَ مَنْ لاذُخْرَ لَهُ وَياسَنَدَ مَنْ لاسَنَدَ لَهُ وَياحِرْزَ مَنْ لاحِرْزَ لَهُ وَياغِياثَ مَنْ لاغِياثَ لَهُ وياكَنْزَ مَنْ لاكَنْزَ لَهُ وَيا عِزَّ مَنْ لاعِزَّ لَهُ ، يا كَريمَ العَفُو يا حَسَنَ التَّجاوُزِ يا عَوْنَ الضُّعَفاءِ يا كَنْز الفُقَراءِ يا عَظِيمَ الرَّجاءِ يا مُنْقِذَ الغَرْقى يا مُنْجِيَ الهَلْكى ، يا مُحْسِنُ يا مُجْمِلُ يا مُفْضِلُ أَنْتَ الَّذِي سَجَدَ لَكَ سَوادُ اللَيْلِ وَنُورُ النَّهارِ وَضَؤُء القَمَرِ وَشُعاعُ الشَّمْسِ وَحَفِيفُ الشَّجَرِ وَدَوِيُّ الماءِ. يا

_________________

١ ـ ولدي ـ خـ ـ.

٢ ـ البحار ٩٤ / ٣٢ ـ ٣٥ عن قبس المصابيح.

١٧٠

الله يا الله يا الله لا إلهَ إِلاّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاشَرِيكَ لَكَ يا رَبَّاهُ يا الله صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَافْعَلْ بِي ما أَنْتَ أَهْلُهُ. ثم سل حاجتك (١).

أقول : يجدي أيضاً للفرج ورفع الغموم والبلايا المواظبة على هذا الذكر المروي عن الجواد عليه‌السلام : يا مَنْ يَكْفِي مِنْ كُلِّ شَيٍْ وَلايَكْفِي مِنْهُ شَيٌْ اكْفِنِي ماأَهَمَّنِي (٢).

الرابع : الدعاء للخلاص من السجن قال السيد ابن طاووس في (مهج الدعوات) : روي أن رجلاً اعتقل في الشام مدة طويلة ، فرأى الزهراء عليها‌السلام في المنام تقول ادع بهذا الدعاء وعلمته إيّاه ، فلما دعا به أُطلق سراحه وعاد إِلى بيته ، وهو هذا الدعاء :

اللّهُمَّ بِحَقِّ العَرْشِ وَمَنْ عَلاهُ وَبِحَقِّ الوَحْيِ وَمَنْ أَوْحاهُ وَبِحَقِّ النَبِيِّ وَمَنْ نَبَّاهُ وَبِحَقِّ البَيْتِ وَمَنْ بَناهُ ، يا سامِعَ كُلِّ صَوْتٍ يا جامِعَ كُلِّ فَوْتٍ يا بارِيَ النُّفُوسِ بَعْدَ المَوْتِ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَآتِنا وَجَمِيعَ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ فِي مَشارِقِ الأَرْضِ وَمَغارِبِها فَرَجاً مِنْ عِنْدِكَ بِشَهادَةِ أَنْ لا إلهَ إِلاّ الله وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ صلى‌الله‌عليه‌وآله وَعَلى ذُرِّيَّتِهِ الطَيِّبِينَ الطاهِرِينَ وَسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً (٣).

الخامس : حرز الزهراء (سلام الله عليها) روى السيد ابن طاووس في (مهج الدعوات) حديثاً عن سلمان ، وقد ورد في آخر الحديث ما حاصله : أنّ فاطمة عليها‌السلام علّمتني كلاما كانت تعلّمته من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكانت تقوله غدوة وعشية ، وقالت : إنّ سرّك أن لايمسك أذى الحمّى ماعشت في دار الدنيا فواظب عليه وهو :

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

بِسْمِ الله النُّورِ بِسْمِ الله نُورِ النُّورِ بِسْمِ الله نُورٌ عَلى نُورٍ بِسْمِ الله الَّذِي هُوَ مُدَبِّرُ الاَمُورِ بِسْمِ الله الَّذِي خَلَقَ النُّورَ مِنَ النُّورِ ، الحَمْدُ للهِ الَّذِي خَلَقَ النُّورَ مِنَ النُّورِ وَأَنْزَلَ النُّورَ عَلى الطُّورِ فِي كِتابٍ مَسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ بِقَدَرٍ مَقْدُورٍ عَلى نَبِيٍّ

_________________

١ ـ البلد الامين : ٣٣٢.

٢ ـ الدعوات للراوندي : ٥١ ح ١٢٦ ، والبحار ٩٥ / ٢٠٨ ضمن ح ٣٩ عن عدّة الداعي.

٣ ـ مهج الدعوات : ١٤٢.

١٧١

مَحْبُورٍ ، وَالحَمْدُ للهِ الَّذِي هُوَ بِالعِزِّ مَذْكُورٌ وَبِالْفَخْرِ مَشْهُورٌ وَعَلى السَرَّاءِ وَالضَرَّاءِ مَشْكُورٌ وَصَلّى الله عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ.

قال سلمان : فتعلّمتهن وعلّمتهنّ أكثر من ألف نفس من أهل المدينة ومكة ممن بهم الحمّى فبرئوا من مرضهم بإذن الله تعالى (١).

السادس : حرز الإمام زين العابدين عليه‌السلام روى السيد في موضعين من كتاب المهج هذا الحرز عن الإمام زين العابدين عليه‌السلام :

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

يا أسْمَعَ السَّامِعِينَ يا أبْصَرَ النَّاظِرِينَ يا أسْرَعَ الحاسِبِينَ يا أحْكَمَ الحاكِمِينَ يا خالِقَ المَخْلُوقِينَ يا رازِقَ المَرْزُوقِينَ يا ناصِرَ المَنْصُورِينَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ يا دَلِيلَ المُتَحَيِّرِينَ يا غِياثَ المُسْتَغِيِثِينَ ، أَغِثْنِي يا مالِكَ يَوْمِ الدِّينِ إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعِينُ يا صَرِيخَ المَكْرُوبِينَ يا مُجِيبَ دَعْوَةَ المُضْطَرِّينَ ، أَنْتَ الله رَبُّ العالَمينَ أَنْتَ الله لا إلهَ إِلاّ أَنْتَ المَلِكُ الحَقُّ المُبِينُ الكِبْرِياءُ رِداؤُكَ. اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ المُصْطَفى وَعَلى عَلِيٍّ المُرْتَضى وَفاطِمَةَ الزَّهْرَاءِ وَخَدِيجَةَ الكُبْرى وَالحَسَنِ المُجْتَبى وَالحُسَيْنِ الشَّهِيدِ بِكَرْبَلاَء وَعَلِيّ (٢) بْنِ الحُسَيْنِ زَيْنِ العابِدِينَ وَمُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ الباقِرِ وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصادِقَ وَمُوسى بْنِ جَعْفَرٍ الكاظِمِ وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى الرِّضا وَمُحَمَّدِ بْنِ عَليٍّ التَّقِيَّ وَعَليِّ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّقِيَّ وَالحَسَنِ (٣) العَسْكَرِي وَالحُجَّةَ القائِمِ المَهْدِيِّ الإمام ، صَلَواتُ الله عَلَيْهِم أَجْمَعِينَ. اللّهُمَّ والِ مَنْ وَالاهُمْ وَعادِ مَنْ عاداهُمْ وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُمْ وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَالعَنْ مَنْ ظَلَمَهُمْ ، وَعَجِّلْ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ وَانْصُرْ شِيعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ ، (٤) وَارْزُقْنِي رُؤْيَةَ قائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ وَاجْعَلْنِي مِنْ أَتْباعِهِ

_________________

١ ـ مهج الدعوات : ٧.

٢ ـ وعلى علي ـ خ ـ.

٣ ـ بن عليّ : خ.

٤ ـ وأهلك أعداء آل محمّد : خ.

١٧٢

وَأَشْياعِهِ وَالرَّاضِينَ بِفِعْلِهِ بِرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (١).

السابع : دعاءً عن الإمام زين العابدين عليه‌السلام روى الشيخ الكفعمي في كتاب (البلد الأمين) دعاءً عن الإمام زين العابدين عليه‌السلام وقال : روى عنه عليه‌السلام هذا الدعاء مقاتل بن سليمان ، وقال : من دعا به مائة مرة فلم يُجب له فليلعن مقاتلاً. والدعاء هو :

إلهِي كَيْفَ أَدْعُوكَ وَأَنا أَنا وَكَيْفَ أَقْطَعُ رَجائِي مِنْكَ وَأَنْتَ أَنْتَ ، إِلهِي إذا لَمْ أَسْأَلْكَ فَتُعْطِينِي فَمَنْ ذَا الَّذِي أَسْأَلُهُ فَيُعْطِينِي ، إِلهِي إذا لَمْ أَدْعُوكَ (٢) فَتَسْتَجِيبَ لِي فَمَنْ ذَا الَّذِي أَدْعُوهُ فَيَسْتَجِيبُ لِي ، إِلهِي إِذا لَمْ أَتَضَرَّعْ إِلَيْكَ فَتَرْحَمُنِي فَمْنْ ذَا الَّذِي أَتَضَرَّعُ إلَيْهِ فَيَرْحَمُنِي ، إِلهِي فَكَما فَلَقْتَ البَحْرَ لِمُوسى عليه‌السلام وَنَجَّيْتَهُ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَنْ تُنْجِّيَنِي مِمَّا أَنا فِيهِ وَتُفَرِّجَ عَنِّي فَرَجاً عاجِلاً غَيْرَ آجِلٍ بِفَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (٣).

الثامن : عن الإمام محمد الباقر عليه‌السلام روى السيد ابن طاووس رض في (المهج) عن الإمام محمد الباقر عليه‌السلام قال : أتى جبرائيل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : يا نبيّ الله أعلم أنّي ما أحببت نبيّا من الأنبياء كحبّي لك فأكثر من قول : اللّهُمَّ إِنَّكَ تَرى وَلاتُرى وَأَنْتَ بِالمَنْظَرِ الاَعْلى ، وَأَنَّ إِلَيْكَ المُنْتَهى وَالرُّجْعَى وَأَنَّ لَكَ الآخِرَةَ وَالأُولى وَأَنَّ لَكَ المَماتَ وَالمَحْيا وَرَبِّ أَعُوذُ بِكَ أَنْ أُذَلَّ أَوْ أُخْزى (٤).

التاسع : دعاءاً عن الإمام موسى الكاظم عليه‌السلام روى الكفعمي في (البلد الأمين) دعاءاً عن الإمام موسى الكاظم عليه‌السلام وقال : إنه دعاء عظيم الشأن سريع الإجابة وهو :

اللّهُمَّ إِنِّي أَطَعْتُكَ فِي أَحَبِّ الاَشْياءِ إِلَيْكَ وَهُوَ التَّوْحِيدُ وَلَمْ أَعْصِكَ فِي أَبْغَضِ الاَشْياءِ إِلَيْكَ وَهُوَ الكُفْرُ فَاغْفِرْ لِي مابَيْنَهُما ، يا مَنْ إِلَيْهِ مَفَرِّي آمِنِّي مِمَّا فَزِعْتُ مِنْهُ إلَيْكَ ، اللّهُمَّ اغْفِرْ لِي الكَثِيرَ مِنْ مَعاصِيكَ وَاقْبَلْ مِنِّي اليَسِيرَ مِنْ طاعَتِكَ يا عُدَّتِي دُونَ العُدَدِ وَيارَجائِي وَالمُعْتَمَدِ وَياكَهْفِي وَالسَّنَدَ وَياواحِدُ يا أحَدُ يا قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ الله الصَّمَدُ لَمْ

_________________

١ ـ مهج الدعوات : ١٦ و ٢٣٢.

٢ ـ أدعك : خ.

٣ ـ الصحيفة السجادية الجامعة : ٣٩٨ برقم ١٧٩ عن الكفعمي.

٤ ـ مهج الدعوات : ١٧٢.

١٧٣

يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوا أَحَدٌ ؛ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مَنِ اصْطَفَيْتَهُمْ مِنْ خَلْقِكَ وَلَمْ تَجْعَلْ فِي خَلْقِكَ مِثْلَهُمْ أَحَداً أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَتَفْعَلَ بِي ماأَنْتَ أَهْلُهُ ، اللّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِالوَحْدانِيَّةِ الكُبْرى وَالمُحَمَّدِيَّةِ البَيْضاءِ وَالعَلَوِيَّةِ العُلْيا (١) وَبِجَمِيعِ مااحْتَجَجْتَ بِهِ عَلى عِبادِكَ وَبِالاسْمِ الَّذِي حَجَبْتَهُ عَنْ خَلْقِكَ فَلَمْ يَخْرُجْ مِنْكَ إِلاّ إِلَيْكَ ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاجْعَلْ لِي مِنْ أَمْرِي فَرَجاً وَمَخْرَجاً وَارْزُقْنِي مِنْ حَيْثُ أَحْتَسِبُ وَمِنْ حَيْثُ لاأَحْتَسِبُ إِنَّكَ تَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ. ثم سل حاجتك (٢).

العاشر : روى الكفعمي في المصباح دعاءاً (٣) ، وقال : قد أورد السيد ابن طاووس هذا الدعاء للأمن من السلطان والبلاء وظهور الأعداء ولخوف الفقر وضيق الصدر ، وهو من أدعية الصحيفة السجادية فادع به إذا خفت أن يضرّك شي مما ذكر ، وهو هذا الدعاء :

يا مَنْ تُحَلُّ به عُقَدُ المَكارِهِ وَيا مَنْ يُفْثَاءُ بِهِ حَدُّ الشَّدائِدِ وَيا مَنْ يُلْتَمَسُ مُنْهُ المَخْرَجُ إِلى رَوْح الفَرَجِ ، ذَلَّتْ لِقُدْرَتِكَ الصِّعابُ وَتَسَبَّبَتْ بِلُطْفِكَ الاَسْبابُ وَجَرى بِقُدْرَتِكَ القَضاءُ وَمَضَتْ عَلى إِرادَتِكَ الاَشْياءُ ، فَهِي بِمَشِيَّتِكَ دُونَ قَوْلِكَ مُؤْتَمِرَةٌ وَبِإرادَتِكَ دُونَ نَهْيِكَ مُنْزَجِرَةٌ. أَنْتَ المَدْعُوُّ لِلْمُهِمَّاتِ وَأَنْتَ المَفْزَعُ فِي المُلِمَّاتِ لايَنْدَفِعُ مِنْها إِلاّ مادَفَعْتَ وَلايَنْكَشِفُ مِنْها إِلاّ ماكَشَفْتَ ، وَقَدْ نَزَلَ بِي يا رَبِّ ماقَدْ تَكَأّدَنِي ثِقْلُهُ وَأَلَمَّ بِي ماقَدْ بَهَظَنِي حَمْلُهُ ، وَبِقُدْرَتِكَ أَوْرَدْتَهُ عَلَيَّ وَبِسُلْطانِكَ وَجَّهْتَهُ إلى فَلا مُصْدِرَ لِما أَوْرَدْتَ وَلاصارِفَ لِما وَجَّهْتَ ولافاتِحَ لِما أَغْلَقْتَ وَلامُغْلِقَ لِما فَتَحْتَ وَلامُيَسِّرَ لِما عَسَّرْتَ وَلاناصِرَ لِمَنْ خَذَلْتَ ؛ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَافْتَحْ لِي يا رَبِّ بابَ الفَرَجِ بِطَوْلِكَ وَاكْسِرْ عَنِّي سُلْطانَ الهَمِّ بِحَوْلِكَ وَأَنِلْنِي حُسْنَ النَّظَرِ فِيما شَكَوْتُ وَأَذِقْنِي حَلاوَةَ الصُّنْعِ فِيما سَأَلْتُ وَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَفَرَجاً هَنِيئاً وَاجْعَلْ لِي مِنْ

_________________

١ ـ العلياء ـ خ ـ.

٢ ـ مصباح الكفعمي : ٢٩١ ، فصل ٢٩.

٣ ـ قال في هامش المصباح : علّم الهادي عليه‌السلام هذا الدعاء اليسع بن حمزة القمّي ، وقال : إنّه دعاء آل محمّد عليهم‌السلام عند إشراف البلاء ، وظهور الاعداء ، وخوف الفقر ، وضيق الصدر. [منه رحمه‌الله].

١٧٤

عِنْدِكَ مَخْرَجاً وَحِيّاً (١) ، وَلا تَشْغَلْنِي بالاهْتِمامِ عَنْ تَعاهُدِ فُرُوضِكَ وَاسْتِعْمالِ سُنَّتِكَ (٢) فَقَدْ ضِقْتُ لِما نَزَلَ بِي يا رَبِّ ذَرْعاً وَامْتَلاتُ بِحَمْلِ ماحَدَثَ عَلَيَّ هَمّاً وَأَنْتَ القادِرُ عَلى كَشْفِ ما مُنِيتُ بِهِ وَدَفْعِ ماوَقَعْتُ فِيهِ ، فَافْعَلْ بِي ذلِكَ وَإنْ لَمْ أَسْتَوْجِبْهُ مِنْكَ يا ذا العَرْشِ العَظيمِ وَذا المَنِّ الكَرِيمِ فَأَنْتَ قادِرٌ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ آمِينَ رَبِّ العالَمينَ (٣).

الحادي عشر : دعاء صاحب الامر عليه‌السلام قال الكفعمي في (البلد الأمين) : هذا دعاء صاحب الامر عليه‌السلام ، وقد علّمه سجيناً فأُطلق سراحه :

إِلهِي عَظُمَ البَلاءُ وَبَرِحَ الخَفاءُ وَانْكَشَفَ الغِطاءُ وَانْقَطَعَ الرَّجاءُ وَضاقَتِ الأَرْضُ وَمُنِعَتِ السَّماء وَأَنْتَ المُسْتَعانُ وَإِلَيْكَ المُشْتَكَى وَعَلَيْكَ المُعَوَّلُ فِي الشَّدِّةِ وَالرَّخاءِ ، اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَولِي الأَمْرِ الَّذِينَ فَرَضْتَ عَلَيْنا طاعَتَهُمْ وَعَرَّفْتَنا بِذلِكَ مَنْزِلَتَهُمْ ، فَفَرِّجْ عَنَّا بِحَقِّهِمْ فَرَجاً عاجِلاً قَرِيباً كَلَمْحِ البَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ ؛ يا مُحَمَّدُ يا عَلِيُّ يا عَلِيُّ يا مُحَمَّدُ إكْفِيانِي فَإنَّكُما كافِيانِ وَانْصُرانِي فَإنَّكُما ناصِرانِ يا مَوْلانا يا صاحِبَ الزَّمانِ الغَوْثَ الغَوْثَ الغَوْثَ ، أَدْرِكْنِي أَدْرِكْنِي أَدْرِكْنِي ، السَّاعَةَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ ، العَجَلَ العَجَلَ العَجَلَ ، يا أرْحَمَ الرَّاحِمينَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ (٤) وَآلِهِ الطّاهِرِينَ (٥).

الثاني عشر : دعاء المهدي (صلوات الله عليه) : وقال الكفعمي أيضاً في المصباح : هذا دعاء المهدي (صلوات الله عليه) :

اللّهُمَّ ارْزُقْنا تَوْفِيقَ الطَّاعَةِ وَبُعْدَ المَعْصِيَةِ وَصِدْقَ النِيَّةِ وَعِرْفانَ الحُرْمَةِ ، وَأَكْرِمْنا بالْهُدى وَالاسْتِقامَةِ وَسَدِّدْ أَلْسِنَتَنا بِالصَّوابِ وَالحِكْمَةِ ، وَاملأ قُلُوبَنا بِالْعِلْمِ وَالمَعْرفَةِ ، وَطَهِّرْ بُطُونَنا مِنَ الحَرامِ وَالشُّبْهَةِ ، وَاكْفُفْ أَيْدِيَنا عَنْ الظُّلْمِ وَالسَّرِقَةِ ، وَاغْضُضْ أَبْصارَنا عَنْ الفُجُورِ وَالخيانَةِ ، وَاسْدُدْ أَسْماعَنا عَنْ اللَّغْوِ وَالغِيْبَةِ ، وَتَفَضَّلْ عَلى عُلَمائِنا بِالزُّهْدِ

_________________

١ ـ يعني سريعاً.

٢ ـ سننك ـ خ ـ.

٣ ـ المصباح : ٢٣٣ ، فصل ٢٧.

٤ ـ في المصدر : «محمد».

٥ ـ المصباح للکفعم : ١٧٦ ، فصل ٢٢.

١٧٥

وَالنَّصِيحَةِ وَعَلى المُتَعَلِّمِينَ بالجِهْدِ وَالرَّغْبَةِ وَعَلى المُسْتَمِعِينَ بِالاتِّباعِ وَالمَوْعِظَةِ ، وَعَلى مَرْضى المُسْلِمِينَ بِالشِّفاءِ وَالرَّاحَةِ ، وَعَلى مَوْتاهُمْ بِالرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ ، وَعَلى مَشايِخِنا بِالْوِقارِ وَالسَّكِينَةِ ، وَعَلى الشَّبابِ بِالاِنابَةِ وَالتَّوْبَةِ ، وَعَلى النِّساءِ بالحَياءِ وَالعِفَّةِ ، وَعَلى الاَغْنِياءِ بِالتَّواضِعِ وَالسِّعَةِ ، وَعَلى الُفَقراءِ بِالْصَبْرِ وَالقَناعَةِ وَعَلى الغُزاةِ بِالْنَصْرِ وَالغَلَبَةِ ، وَعَلى الاُسَراءِ بِالْخَلاصِ وَالرَّاحَةِ ، وَعَلى الاُمَراءِ بِالعَدْلِ وَالشَّفَقَةِ ، وَعَلى الرَّعِيَّةِ بِالإنْصافِ وَحُسْنِ السَّيرَةِ ، وَبارِكْ لِلْحُجّاجِ وَالزُّوّارِ فِي الزَّادِ وَالنَّفَقَةِ ، وَاقْضِ ماأَوْجَبْتَ عَلَيْهِمْ مِنَ الحَجِّ وَالعُمْرَةِ بِفَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (١).

الثالث عشر : في المهج أنّ هذا دعاء الحجة عليه‌السلام :

إِلهِي بِحَقِّ مِنْ ناجاكَ وَبِحَقِّ مَنْ دَعاكَ فِي البَرِّ وَالبَحْرِ صلّ على محمّد وآله و (٢) تَفَضَّلْ عَلى فُقَراءِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ بِالغِناءِ وَالثَّرْوَةِ ، وَعَلى مَرْضى المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ بِالشِّفاءِ وَالصَّحَةِ ، وَعَلى أَحْياءِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ بِاللُّطْفِ وَالكَرَمِ (٣) ، وَعَلى أَمْواتِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ ، وَعَلى غُرَباءِ المُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِناتِ بِالرَّدِّ إِلى أَوْطانِهِمْ سالِمِينَ غانِمِينَ بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعِينَ (٤).

الرابع عشر : قال السيد علي خان في الكلم الطيب : هذه استغاثة بالحجّة صاحب العصر (صلوات الله عليه) : صَلِّ أينما كنت ركعتين بالحمد وماشئت من السور ، ثم قف مستقبل القبلة تحت السماء وقل :

سَلامُ الله الكامِلُ التَّامُّ الشَّامِلُ العامُّ وَصَلَواتُهُ الدَّائِمَةُ وَبَرَكاتُهُ القائِمَةُ التَّامَّةُ عَلى حُجَّةِ الله وَوَلِيِّهِ فِي أَرْضِهِ وَبِلادِهِ وَخَلِيفَتِهِ عَلى خَلْقِهِ وَعِبادِهِ وَسُلالَةِ النُّبوَّةِ وَبَقِيَّةِ العِتْرَةِ وَالصَّفْوَةِ ، صاحِبِ الزَّمانِ وَمُظْهِرِ الايْمانِ وَمُلَقِّنِ (٥) أَحْكامِ القُرْآنِ وَمُطَهِّرِ

_________________

١ ـ المصباح : ٢٨١ ، فصل ٢٩ ، البلد الامين للكفعمي : ٢٤٩.

٢ ـ صلّ على محمّد وآله و: خ.

٣ ـ والكرامة ـ خ ـ.

٤ ـ مهج الدعوات : ٢٩٥.

٥ ـ ومعلن ـ خ ـ.

١٧٦

الأَرْضِ وَناشِرِ العَدْلِ فِي الطُّولِ وَالعَرْضِ ، وَالحُجَّةِ القائِم المَهْدِيَّ الإمام المُنْتَظَرِ المَرْضِيِّ (١) وَابْنِ الاَئِمَّةِ الطَّاهِرِينَ الوَصِيِّ بْنِ الأَوْصِياء المَرْضِيِّينَ الهادِي المَعْصُومِ ابْنِ الاَئِمَّةِ الهُداةِ المَعْصُومِينَ. السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُعِزَّ المُؤْمِنِينَ المُسْتَضْعَفِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا مُذِلَّ الكافِرِينَ المُتَكَبِّرِينَ الظَّالِمِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ رَسُولِ الله السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ أَمِيرِ المُؤْمِنِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءَ سَيِّدَةِ نِساءِ العالَمِينَ ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا بْنَ الاَئِمَّةَ الحُجَجِ المَعْصُومِينَ وَالإمام (٢) عَلى الخَلْقِ أَجْمَعِينَ السَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ سَلامَ مُخْلِصٍ لَكَ فِي الوِلايَةَ ، أَشْهَدُ أَنَّكَ الإمام المَهْدِيُّ قَوْلاً وَفِعْلاً وَأَنْتَ الَّذِي تَمْلاءُ الأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً بَعْدَ ما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً ؛ فَعَجَّلَ الله فَرَجَكَ وَسَهَّلَ مَخْرَجَكَ وَقَرَّبَ زَمانَكَ وَكَثَّرَ أَنْصارَكَ وَأَعْوانَكَ وَأَنْجَزَ لَكَ ماوَعَدَكَ ، فَهُوَ أَصْدَقُ القائِلِينَ : (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الوارِثِينَ) (٣) يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ ، يا أبْنَ رَسُولِ الله حاجَتِي كَذا وَكَذا (واذكر حاجتك عوض كذا وكذا) فَاشْفَعْ لِي فِي نَجاحِها فَقَدْ تَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِحاجَتِي لِعِلْمِي أَنَّ لَكَ عِنْدَ الله شَفاعَةً مَقْبُولَةً وَمَقاما مَحْمُوداً ، فَبِحَقِّ مَنْ اخْتَصَّكُمْ بِأَمْرِهِ وَارْتَضاكُمْ لِسِرِّهِ وَبِالشَّأْنِ الَّذِي لَكُمْ عِنْدَ الله بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ سَلِ الله تَعالى فِي نُجْحِ طَلِبَتِي وَإِجابَةِ دَعْوَتِي وَكَشْفِ كُرْبَتِي ، وسل ما تريد فإنه يقضى إن شاء الله. أقول : الأحسن أن يقرأ بعد الحمد في الركعة الأولى من هذه الصلاة سورة (إنا فتحنا) ، وفي الثانية : (إذا جاء نصر الله والفتح) (٤).

_________________

١ ـ المرتضى ـ خ ـ.

٢ ـ المعصومين والامام : خ.

٣ ـ القصص : ٢٨ / ٥.

٤ ـ ورواه الكفعمي في البلد الأمين : ١٥٨ ، والبحار ١٠٢ / ٢٤٦ عن قبس المصباح ، والمزار للمشهدي : ٦٧١ وعنه البحار ١٠١ / ٣٧٣.

١٧٧

الفصل الثامن

من المناجاة الخامس عشرة لمولانا علي بن الحسين عليه‌السلام

قال العلامة المجلسي (رض) في البحار : وجدتها مروية عنه عليه‌السلام في كتب بعض الأصحاب (رضوان الله عليهم).

المناجاة الأولى : مناجاة التائبين

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِلهِي أَلْبَسَتْنِي الخَطايا ثَوْبَ مَذَلَّتِي وَجَلَّلَنِي التَّباعُدُ مِنْكَ لِباسَ مَسْكَنَتِي وَأَماتَ قَلْبِي عَظِيمُ جِنايَتِي فَأَحْيِهِ بِتَوْبَةٍ مِنْكَ يا أمَلِي وَبُغْيَتِي وَياسُؤْلِي وَمُنْيَتِي ، فَوَعِزَّتِكَ ماأَجِدُ لِذُنُوبِي سِواكَ غافِراً وَلا أَرى لِكَسْرِي غَيْرَكَ جابِراً وَقَدْ خَضَعْتُ بِالإنابَةِ إِلَيْكَ وَعَنَوْتَ بِالاسْتِكانَةِ لَدَيْكَ ، فَإِنْ طَرَدْتَنِي مِنْ بابِكَ فَبِمَنْ أَلُوذُ وَإِنْ رَدَدْتَنِي عَنْ جَنابِكَ فَبِمَنْ أعُوذُ ، فَوا أَسَفاهُ مِنْ خَجْلَتِي وَافْتِضاحِي وَوالَهْفاهُ مِنْ سُوءِ عَمَلِي وَاجْتِراحِي ، أَسْأَلُكَ يا غافِرَ الذَّنْبِ الكَبِيرِ وَياجابِرَ العَظْمِ الكَسِيرِ أَنْ تَهَبْ لِي مُوبِقاتِ الجَرائِرِ وَتَسْتُرَ عَلَيَّ فاضِحاتِ السَّرائِرِ وَلاتُخْلِنِي فِي مَشْهَدِ القِيامَةِ مِنْ بَرْدِ عَفْوِكَ وَغَفْرِكَ وَلا تُعْرِنِي مِنْ جَمِيلِ صَفْحِكَ وَسَتْرِكَ ، إِلهِي ظَلِّلْ عَلى ذُنُوبِي غَمامَ رَحْمَتِكَ وَأَرْسِلْ عَلى عُيُوبِي سَحابَ رَأْفَتِكَ ، إِلهِي هَلْ يَرْجِعُ العَبْدُ الابِقُ إِلاّ إِلى مَوْلاهُ؟ أَمْ هَلْ يُجِيرُهُ مِنْ سَخَطِهِ أَحَدٌ سِواهُ؟ إِلهِي إِنْ كانَ النَّدَمُ عَلى الذَّنْبِ تَوْبَةٌ فَإنِّي وَعَزَّتُكَ مِنْ النَّادِمِينَ! وَإِنْ كانَ الاسَتِغْفارُ مِنْ الخَطِيئَةِ حِطَّةً فَإنِّي لَكَ مِنَ المُسْتَغْفِرِينَ! لَكَ العُتْبى حَتَّى تَرْضى ، إِلهِي بِقُدْرَتِكَ عَلَيَّ تُبْ عَلَيَّ وَبِحِلْمِكَ عَنِّي اعْفُ عَنِّي وَبِعلْمِكَ بِي إرْفِقْ بِي ، إِلهِي أَنْتَ الَّذِي فَتَحْتَ لِعِبادِكَ باباً إِلى عَفْوِكَ سَمَّيْتَهُ التَّوْبَةَ فَقُلْتَ : (تُوبُوا إِلى الله تَوْبَةً

١٧٨

نَصُوحاً) (١) فّما عُذْرُ مَنْ أَغْفَلَ دُخُولَ البابِ بَعْدَ فَتْحِهِ؟ إِلهِي إنْ كانَ قَبُحَ الذَّنْبُ مِنْ عَبْدِكَ فَلْيَحْسُنُ العَفْوُ مِنْ عِنْدِكَ ، إِلهِي ما أَنا بِأَوَّلِ مَنْ عَصاكَ فَتُبْتَ عَلَيْهِ وَتَعَرَّضَ لِمَعْرُوفِكَ فَجُدْتَ عَلَيْهِ ، يا مُجِيبَ المُضْطَرِّ يا كاشِفَ الضُّرِّ يا عَظِيمَ البِرِّ يا عَلِيماً بِما فِي السِّرِّ يا جَمِيلَ السِّتْرِ اسْتَشْفَعْتُ بِجُودِكَ وَكَرمِكَ إِلَيْكَ وَتَوَسَّلْتُ بِجَنابِكَ (٢) وَتَرَحُّمِكَ لَدَيْكَ ، فَاسْتَجِبْ دُعائِي وَلاتُخَيِّبْ فِيكَ رَجائِي وَتَقَبَّلْ تَوْبَتِي وَكَفِّرْ خَطِيئَتِي بِمَنِّكَ وَرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (٣).

المناجاة الثانية : مناجاة الشاكين

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِلهِي إِلَيْكَ أَشْكُو نَفْساً بِالسُّوءِ أَمَّارَةً وَإِلى الخَطِيئَةِ مُبادِرَةً وَبِمَعاصِيكَ مُولَعَةً وَلِسَخَطِكَ مُتَعَرِّضَةً ، تَسْلُكُ بِي مَسالِكِ المَهالِكِ وَتَجْعَلُنِي عِنْدَكَ أَهْوَنَ هالِكٍ كَثِيرَةَ العِلَلِ طَوِيلَةَ الاَملِ إنْ مَسَّها الشَرُّ تَجْزَعُ وَإنْ مَسَّها الخَيْرُ تَمْنَعُ مَيَّالَةً إِلى اللَّعِبِ وَاللَّهْ ومَمْلُوَّة‌ً بِالْغَفْلَةِ وَالسَّهْوِ تُسْرِعُ بِي إِلى الحَوْبَةِ وَتُسَوِّفُنِي بِالتَّوْبَةِ ، إِلهِي أَشْكُو إِلَيْكَ عَدُوَّا يُضِلُّنِي وَشَيْطانا يُغْوِينِي قَدْ مَلأَ بالوِسْواسِ صَدْرِي وَأَحاطَتْ هَواجِسُهُ بِقَلْبِي ، يُعاضِدُ لِيَ الهَوى وَيُزَيِّنُ لِي حُبَّ الدُّنْيا وَيَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ الطَّاعَةِ وَالزُّلْفى ، إِلهِي إِلَيْكَ أَشْكُو قَلْباً قاسِياً مَعَ الوَسْواسِ مُتَقَلَّباً وَبِالرَّيْنِ وَالطَّبْعِ مُتَلَبِّساً ، وَعَيْناً عَنْ البُكاءِ مِنْ خَوْفِكَ جامِدَةً وَإِلى مايَسُرُّها طامِحَةً ، إِلهِي لاحَوْلَ لِي وَلاقُوَّةَ إِلاّ بِقُدْرَتِكَ وَلانَجاةَ لِي مِنْ مَكارِهِ الدُّنْيا إِلاّ بِعِصْمَتِكَ ؛ فأَسْأَلُكَ بِبَلاغَةِ حِكْمَتِكَ وَنَفاذِ

_________________

١ ـ التحريم : ٦٦ / ٨.

٢ ـ بحنانك ـ خ ـ.

٣ ـ البحار ٩٤ / ١٤٢.

١٧٩

مَشِيَّتِكَ أَنْ لا تَجْعَلَنِي لِغَيْرِ جُودِكَ مُتَعَرِّضا ولاتُصَيِّرَنِي لِلْفِتَنِ غَرَضا ، وَكُنْ لِي عَلى الأَعْداءِ ناصِراً وَعَلى المَخازِي وَالعُيُوبِ ساتِراً وَمِنَ البَلاءِ (١) وَاقِياً وَعَنْ المعاصِي عاصِماً بِرأْفَتِكَ وَرَحْمَتِكَ يا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ (٢).

المناجاة الثالثة : مناجاة الخائفين

بِسْمِ الله الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

إِلهِي أَتُراكَ بَعْدَ الاِيمانِ بِكَ تُعَذِّبُنِي أَمْ بَعْدَ حُبِّي إِيَّاكَ تُبْعِّدُنِي أَمْ مَعَ رَجائِي لِرَحْمَتِكَ وَصَفْحِكَ تَحْرِمُنِي أَمْ مَعَ اسْتِجارَتِي بِعَفْوِكَ تُسْلِمُنِي؟ حاشا لِوَجْهِكَ الكَرِيم أَنْ تُخَيِّبَنِي! لَيْتَ شِعْرِي أللْشَقاءِ وَلَدَتْنِي أُمِّي أَمْ لِلْعَناءِ رَبَّتْنِي؟ فَلَيْتَها لَمْ تَلِدْنِي وَلَمْ تُرَبِّنِي وَلَيْتَنِي عَلِمْتُ أَمِنْ أَهْلِ السَّعادَةِ جَعَلْتَنِي وَبِقُرْبِكَ وَجِوارِكَ خَصَصْتَنِي ، فَتَقَرَّ بِذلِكَ عَيْنِي وَتَطْمَئِنَّ لَهُ نَفْسِي. إِلهِي هَلْ تُسَوِّدُ وَجُوها خَرَّتْ ساجِدَةً لِعَظَمَتِكَ ، أَوْ تُخْرِسُ أَلْسِنَةً نَطَقَتْ بِالثَّناءِ عَلى مَجْدِكَ وَجَلالَتِكَ ، أَوْ تَطْبَعُ عَلى قُلُوبٍ انْطَوَتْ عَلى مَحَبَّتِكَ ، أَوْ تُصِمُّ أَسْماعاً تَلَذَّذَتْ بِسَماعِ ذِكْرِكَ فِي إِرادَتِكَ ، أَوْ تَغُلُّ أَكُفّاً رَفَعَتْها الآمالُ إِلَيْكَ رَجاءَ رَأْفَتِكَ ، أَوْ تُعاقِبُ أَبْداناً عَمِلَتْ بِطاعَتِكَ حَتَّى نَحِلَتْ فِي مُجاهَدَتِكَ أَوْ تُعَذِّبُ أَرْجُلاً سَعَتْ فِي عِبادَتِكَ؟ إِلهِي لا تَغْلِقْ عَلى مُوَحِّدِيكَ أَبْوابَ رَحْمَتِكَ ، وَلا تَحْجُبْ مُشْتاقِيكَ عَنِ النَّظَرِ إِلى جَمِيلِ رُؤْيَتِكَ ، إِلهِي نَفْسٌ أَعْزَزْتَها بِتَوْحِيدِكَ كَيْفَ تُذِلُّها بِمَهانَةِ هِجْرانِكَ ، وَضَمِيرٌ انْعَقَدَ عَلى مَوَدَّتِكَ كَيْفَ تُحْرِقُهُ بِحَرارَةِ نِيرانِكَ؟ إِلهِي أَجِرْنِي مِنْ أَلِيمِ غَضَبِكَ وَعَظِيمِ سَخَطِكَ ، يا حَنَّانُ يا مَنَّانُ يا رَحِيمُ يا رَحْمنُ يا جَبَّارُ يا قَهَّارُ

_________________

١ ـ البلايا ـ خ ـ.

٢ ـ البحار ٩٤ / ١٤٣.

١٨٠