الجوهرة في نسب الإمام علي وآله

محمّد بن أبي بكر الأنصاري التلمساني [ البرّي ]

الجوهرة في نسب الإمام علي وآله

المؤلف:

محمّد بن أبي بكر الأنصاري التلمساني [ البرّي ]


المحقق: الدكتور محمّد التونجي
الموضوع : سيرة النبي (ص) وأهل البيت (ع)
الناشر: مكتبة النوري
الطبعة: ١
الصفحات: ١٢٧

ومن موالي آل علي رضي الله عنه عنهم يحيى بن أبي كثير : روى عنه الأوزاعي. قال أيوب السختياني : ما بقي على الأرض مثل يحيى بن أبي كثير. ومات يحيى سنة تسع وعشرين ومئة. وروى عنه ابنه عبد الله بن يحيى وغيره الحديث.

٦١

فضائل علي ومواعظه ووصاياه

رضي الله عنه

مسلم : حدثنا محمد بن المثنى وان بشار قالا : نا محمد ابن جعفر قال : نا شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد عن سعد ابن أبي وقاص قال : «خلف رسول الله صلى الله عنه وسلم علي ابن أبي طالب في غزوة تبوك ، فقال : يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان؟ فقال : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ غير أنه لا نبي بعدي».

الترمذي : حدثنا واصل بن عبد الأعلى ، نا محمد بن فضيل عن عبد الله بن عبد الرحمن أبي النصر عن المساور الحميري عن أمه ، قال : «دخلت على أم سلمة فسمعتها تقول : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : لا يحب عليا منافق ، ولا يبغضه مؤمن».

مسلم : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قال : نا وكيع وأبو معاوية عن الأعمش. وحدثنا يحيى بن يحي واللفظ له ، قال : نا أبو معاوية عن الأعمش ، عن عدي بن ثابت عن زر بن حبيش قال : قال علي رضي الله عنه : «والذي فلق الحبة وبرأ النسمة

٦٢

إنه لعهد النبي الأمي إلي ألا يحبني إلا مؤمن ، ولا يبغضني إلا منافق».

الترمذي : حدثنا سفيان بن وكيع ، نا عبيد الله بن موسى عن عيسى بن عمر عن السدي عن أنس بن مالك قال : كان عند النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم طير فقال : «اللهم إئتني بأحب خلقك إليك ، يأكل معي هذا الطير». فجاء علي ، فأكل معه. قال أبو عيسى : هذا حديث غريب ، لا نعرفه من حديث السدي إلا من هذا الوجه. وقد روي من غير وجه عن أنس.

الترمذي : حدثنا اسماعيل بن موسى الفزاري ابن بنت السدي ، نا شريك عن أبي ربيعة عن ابن بريدة عن أبيه ، قال : قال : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن الله أمرني بحب أربعة». قيل : يا رسول الله سمهم. قال : «علي منهم» ، يقول ذلك ثلاثا : «وأبو ذر والمقداد وسلمان أمرني بحبهم ، وأخبرني أنه يحبهم». قال : هذا حديث حسن غريب.

الترمذي : حدثنا اسماعيل بن موسى ، نا شريك عن أبي اسحاق عن حبشي بن جنادة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «علي مني وأنا من علي ، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي.

النسائي : أخبرنا محمد بن يحي بن عبد الله النيسابوري ، وأحمد ابن عثمان بن حكيم قالا : نا عمرو بن طلحة قال : نا أسباط عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس أن عليا كان يقول : «والله إني لأخو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم وولية». ولم آخى رسول

٦٣

الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بين المهاجرين بمكة ثم آخى بين المهاجرين والأنصار بالمدينة قال : «في كل واحدة منهما لعلي ، أنت أخي في الدنيا والآخرة».

الترمذي : حدثنا يوسف بن موسى القطان البغدادي ، نا علي بن قادم ، نا علي بن صالح بن حي عن حكيم عن بشير عن جميع بن عمير التيمي عن ابن عمر قال : آخى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم بين أصحابه ، فجاء علي تدمع عيناه ، فقال : يا رسول الله أخيت بين أصحابك ، ولم تؤاخ بيني وبين أحد. فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنت أخي في الدنيا والآخرة».

وحدث أبو بكر بن أبي شيبة قال : نا عبد الله بن نمير عن حجاج ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعلي : «أنت أخي وصاحبي». وقال : حدثنا عبد الله بن نمير عن الحارث بن حصيرة قال حدثني أبو سليمان الجهني يعني : زيد بن وهب قال : سمعت عليا يقول على المنبر : «أنا عبد الله وأخو رسوله ، لم يقلها أحد قبلي ، ولا يقولها بعدي إلا كذاب مفتر».

وروى أبو داود الطيالسي قال : نا أبو عوانة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعلي : «أنت ولي كل مؤمن بعدي». وقال خزيمة بن خازم : حدثني أبو جعفر المنصور قال : حدثني أبي محمد بن علي بن عبد الله بن عباس قال : حدثني أبي علي بن عبد الله

٦٤

قال : حدثني أبي عبد الله بن عباس قال : كنت أنا. أبي العباس بن عبد المطلب جالسين عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم إذ دخل علي بن أبي طالب فسلم ، فرد عليه رسول الله صلى الله عليه. وسلم ، وبش به ، وقام إليه واعتنقه ، وقبل بين عينيه ، وأجلسه عن يمينه فقال العباس : يا رسول الله صلى الله ، أتحب هذا؟ فقال النبي عليه‌السلام : «يا عم رسول الله والله لله أشد حباله مني إن الله جعل ذرية كل نبي في صلبه ، وجعل ذريتي في صلب هذا».

وروى أبو نعيم الاصبهاني في «رياضة المتعلمين» عن ابن عمر قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «يا علي إن الله أمرني أن أدينك ولا أقصيك ، وأعلمك ولا أجفوك». وذكر البخاري في قصة الحديبية أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال لعلي : «أنت مني وأنا منك».

الترمذي : حدثنا قتيبة : نا محمد بن سليمان الاصبهاني عن يحي بن عبيد ، عن عطاء بن أبي رباح ، عن عمر بن أبي سلمة ربيب النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : أنزلت هذه الآية على النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا» (١) في بيت أم سلمة. فدعا النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاطمة وحسنا وحسينا ، فجللهم بكساء ، وعلي خلف ظهره. ثم قال : «اللهم هؤلاء أهل بيتي ، فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا». قالت أم سلمة : وأنا معهم يا نبي الله؟ قال : «أنت على مكانك وأنت إلى خير».

__________________

(١) سورة الأحزاب : ٣٣ / الآية : ٣٣.

٦٥

الطبري : حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء ومحمد بن عمر ابن هياج قالا : نا يحي بن عبد الرحمن الأزدي قال : نا ابراهيم ابن يوسف ، عن أبيه عن أبي اسحاق عن البراء بن عازب قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم خالد بن الوليد إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الإسلام ، فكنت فيمن سار معه ، فأقام عليهم ستة أشهر لا يجيبونه (١) إلى شئ. فبعث النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم علي بن أبي طالب ، وأمره أن يقفل خالدا ومن اتبعه إلا من أراد البقاء مع علي فيتزكه.

قال البراء : فكنت في من عقب مع علي فلما انتهينا إلى وائل اليمن بلغ القوم الخبر فجمعوا له ، فصلى علي الفجر. فلما فرغ صفنا صفا واحدا ، ثم تقدم بين أيدينا فحمد الله وأثني عيله ، ثم قرأ عليهم كتاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فأسلمت همدان كلها في يوم واحد. وكتب بذلك علي إلى رسول الله فلما قرأ كتابه خر ساجدا ، ثم جلس فقال : «السلام على همدان ، السلام على همدان».

وتابع أهل اليمن على الإسلام. وقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم : «يا علي ألا أعلمك كلمات إذا قلتهم غفر الله لك ، مع أنك مغفور لك؟» قلت : بلى. قال : «قل : لا إله إلا الله الحليم العليم ، لا إله إلا الله العلي العظيم ، لا إله إلا الله رب السماوات ورب العرش الكريم». وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من أحب عليا فقد أحبني ، ومن أبغض عليا فقد أبغضني ، ومن آذى عليا فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله».

__________________

(١) في الأصل : لا يحبيبوه.

٦٦

وقال له صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يهلك فيك رجلان : محب مطر وكذاب مفتر». وقال له : «تفترق فيك أمتي كما افترقت بنو اسرائيل في عيسى».

وروى بريدة بن الحصيب (١) وأبو هريرة والبراء بن عازب وزيد ابن أرقم وجابر بن عبد الله الأنصاري ، كل واحد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال يوم غدير خم (٢) : «من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه». ورواية جابر لهذا الحديث بالسند أذكرها :

حدث أبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشجع قال : نا المطلب بن زياد عن عبد الله بن محمد بن عقيل قال : كنا عند جابر بن عبد الله في بيته ، وعلي بن الحسين ومحمد بن الحنيفة وأبو جعفر ، فدخل رجل من أهل العراق فقال : أنشدك بالله إلا حدثني ما رأيت وما سمعت من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم. فقال : كنا بالجحفة (٣) بغدير خم ، وثم ناس كثير من

__________________

(١) ابن الحصيب ، أبو عبد الله ، ويقال : أبو الحصيب صحابي سكن المدينة ثم البصرة ثم مرو وتوفي بها سنة ٦٢. وهو من توفي من الصحابة بخراسان. روى ١٦٤ حديثا عن رسول الله. أسلم قبل بدر ولم يشهدها. وقيل أسمها بعدها.

تهذيب الأسماء : ١ / ١٣٣

(٢) غدير خم : خم واد بين مكة والمدينة قريب من الجحفة فيه غدير ، عنده خطب رسول الله.

(٣) الجحفة : قرية كبيرة على طريق المدينة من مكة. كان اسمها «مهيعة» وإنما سمت الجحفة لأن السيل الجتحفها ، وحمل أهلها في بعض الأعوام. دعا النبي (ص) ربه أن ينقل وباء المدينة إلى الجحفة ، فرأى في منامه أن الحمى انتقلت إلى الحجفة في صورة امرأة ثاثرة الرأس.

معجم البلدان

٦٧

جهينة ومزينة وغفار ، فخرج علينا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم من خباء أو فسطاط ، فأشار بيده ثلاثا ، فأخذ بيد علي فقال : «من كنت مولاه فعلي مولاه». عبد الله بن محمد بن عقيل راوي هذا الحديث عن جابر. قتل أبوه محمد مع الحسين ، وجده عقيل هو عقيل بن أبي طالب. وكان عبد الله بن محمد بن عقيل فقيها يروى عنه. وكان أحول ، وأمه وأم أخويه : القاسم وعبد الرحمن زينب الصغرى بنت على بن أبي طالب.

وروى أبو العباس سهل بن سعد وبريدة الأسملي وأبو سعيد الخدري وعبد الله بن عمر وعمران بن حصين ، كلهم بمعني واحد عن النب = صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال يوم خيبر : «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، ليس بفرار ، يفتح الله على يديه». ثم دعا بعلي وهو أرمد ، فتفل في عينيه وأعطاه الراية ، ففتح الله عليه.

وروى هذا الحديث أيضا أبو هريرة وسعد بن أبي وقاص وسلمة بن الأكوع. مسلم : حدثنا قتيبة بن سعد قال : نا يعقوب ، يعني ابن عبد الرحمن القاري عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال يوم خيبر : «لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله ، يفتح الله على يديه». قال عمر بن الخطاب : ما أحبيت الإمارة إلا يومئذ. قال : فتساورت (١) لها رجاء أن أدعى لها. قال : فدعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم علي بن أبي طالب ، فأعطاه إياها وقال :

__________________

(١) تساورت : علوت ووثبت.

٦٨

«امش ولا تلتفت حتى يفتح الله عليك». قال : فسار علي شيئا ثم وفق ولم يلفت ، فصخ برسول الله : على ماذا أقاتل الناس؟ قال : «قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله».

الترمذي : حدثنا قتيبة : نا حاتم بن اسماعيل عن بكير بن مسمار عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : أمر معاوية ابن أبي سفيان سعدا قال : ما منعك أن تسب أبا تراب؟ قال أما ما (١) ذكرت ثالثا قالهن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فلن أسبه ، لأن تكون لي واحدة منهم أحب إلي من حمر النعم. سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول لعلي ، وخلفه في بعض مغازيه ، فقال له علي : يا رسول الله تخلفني على النساء والصبيان! فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أما ترضى أما تكون منى بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبوءة بعدي». وسمعته يقول يوم خيبر : «لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله». قال : فتطاولنا لها فقال : ادع لي عليا ، فأتاه وبه رمد ، فبصق في عينيه ، فدفع الراية إليه ، ففتح الله عليه. وأنزلت هذه الآية : «تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ...» الآية (٢) دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : «اللهم هؤلاء أهلي». قال أبو عيسى : هذا

__________________

(١) ما : (هنا) مصدرية ظرفية.

(٢) وتمام الآية : «.. ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ، ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين»

آل عمران : ٦١

٦٩

حديث حسن صحيح غريب.

وقال ابن اسحاق : حدثني بريدة بن سفيان بن فروة الأسلمي عن أبيه سفيان عن سلمة بن عمرو بن الأكوع قال : بعث رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم أبا بكر الصديق برايته إلى بعض حصون عمر بن الخطاب ، فقاتل ثم رجع ، ولم يكن فتح وقد وجهد. فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ، يفتح على يدية ، ليس بفرار». قال : يقول سلمة : فدعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم عليا وهو أرمد فتفل في عينيه ثم قال : خد هذه الراية ، فامض بها حتى يفتح الله عليك». فسمضى والله بها يأيح (١) يهرول هرولة ، وإنا لخلفه نتبع أثره حتى ركز رايته في رضم (٢) من حجارة الحصن ، فاطلع إليه يهودي من رأس الحصن ، فقال : من أنت؟ قال : أنا علي بن أبي طالب. قال : يقول اليهودي : علوتم علينا وما أنزلت على موسى ، أو كما قال. فما رجع حتى فتح الله على يديه.

قال ابن اسحاق : وحدثني عبد الله بن حسن عن بعض أهله عن أبي رافع مولى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم قال : خرجنا مع علي بن أبي طالب حين بعثه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم برايته يوم خيبر. فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله ، فقاتلهم ، فضربه رجل من يهود ، فطرح ترسه من يده. فتناول

__________________

(١) يأنح : يوافق.

(٢) الرضم : الصخور العظيمة ، يرضم بعضها فوق بعض الأبنية ، واحدتها رضمة.

٧٠

علي بابا كان عند الحصن ، فترس به عن نفسه. فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح الله عليه ، ثم ألقاه من يده حين فرغ. فلقد رأيتني في نفر معي سبعة أنا منهم ، نجهد على أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه.

وبعثه رسول الله صلى الله وسلم إلى اليمن وهو شاب ليقضي بينهم فقال : يا رسول الله ، إني لا أدري ما القضاء. فضرب رسول الله صلى عليه وسمل بيده صدره وقال : «اللهم اهد قلبه ، وسدد لسانه». قال علي : فوالله ما شكلت بعدها في قضاء بين الثنين. وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أنا مدينة العلم وعلي بابها. فمن أراد العلم فليأته من بابه». وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «إن تولوا أبا بكر تجدوه ضعيفا في بدنه ، قويا في دينه. وإن تولوا عمر تجدوه قويا في بدنه قويا في دينه. وإن تولوا عليا ـ ولن تفعلوا ـ تجدوه هاديا مهديا ، فيسلك بكم المطي لله وحرامه معه». وقال صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «أقضاكم علي ، وأفرضكم زيد بن ثابت ، وأعلمكم .... (١) جبل وما أظلت الخضراء ، ولا أقلت الغبراء من ذي لهجة أصدق من أبي ذر. ولكل أمة حكيم ، وحكيم هذه الأمة أبو الدرداء».

وروى ابن عباس عن عمر : أقضانا علي ، وأقرؤنا أبي (٢). وعن علقمة عن عبد الله قال : كنا نتحدث أن أقضى

__________________

(١) بياض في الأصل.

(٢) يعني أبي بن كعب بن قيس. كناه النبي أبا المنذر. شهد بدرا والمشاهد كلها مع النبي (ص) ، وروى عنه ١٦٤ حديثا. روي أن رسول الله قال : «أقرا أمتي أبي بن كعب». وهو أحد الأربعة الذين أمر رسول الله أن يؤخذ القرآن عنهم. توفي بالمدينة سنة ٣٠ في خلافة عثمان ، وقيل غير ذلك.

تهذيب الأسماء : ١ / ١١١

٧١

أهل المدينة علي بن أبي طالب. وعن سعيد بن وهب قال : قال عبد الله : أعلم أهل المدينة بالفرائض ابن أبي طالب. وحدث أحمد بن زهير قال : نا عبيد الله بن عمر القواريري : نا مؤمل بن إسماعيل : حدثنا سفيان الثوري عن يحيى بن سعيد بن المسيب قال : كان عمر يتعود بالله من معظلة ليس لها أبو حسن.

وقال في المجنونة التي أمر عمر برجمها ، وفي التي وضعت لستة أشهر ، فأراد عم رجمها فقال له علي : إن الله يقول : «وحمله وفصاله ثلاثون شهرا (١)» ، الحديث. وقال له : إن الله رفع الغلم (٢) عن المجنون ، الحديث. فكان عمر يقول : «لولا علي هلك عمر». وقالت عائشة : من أفتاكم بصوم عاشوراء؟ قالوا : علي. قالت : أما إنه أعلم الناس بالسنة.

وروي سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : كنا إذا أتانا الثبت عن علي له نعدل هب. وروى جويبر عن الضحاك بن مزاحم عن عبد الله بن عباس. قال : والله لقد أعطي علي بن أبي طالب تسعة أعشار العلم ، وأيم الله شاركهم في العشر العاشر. وسأل شريح بن هانئ عائشة أم المؤمنين عن المسح على الخفين فقالت : إثت عليا فسله. وروى عبد الرحمن بن أذينة عن أبيه بن مسلمة العبدي قال : إتيت عمر بن الخطاب فسألته : من أين أعتمر؟ قال : إثت عليا فسله ... وذكر الحديث.

__________________

(١) سورة الأحقاف : ٤٦ / الأية : ١٥.

(٢) الغلم : الانقياد للشهوة.

٧٢

مالك بن ثور بن زيد الديلي أن عمر بن الخطاب استشار في الخمر يشربها الرجل. فقال له علي بن ابي طالب : نرى ان تجلده ثمانين فإنه شرب سكر ، وإذا سكر هذى ، وإذا هذى افترى ، أو كمال قال : فجلد عمر في الخمر ثمانين.

البخاري : حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب : نا خالد بن الحارث : نا سفيان : حدثنا أبو حصين : سمعت عمر بن سعد النخعي يقول : سمعت علي بن أبي طالب يقول : ما كنت لأقيم لو مات ودينه (١) : وذلك أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لم يسنه.

وروى معمر عن ابن طاووس عن أبيه عن المطلب بن عبد الله بن خطل قال : قال رسول الله صلى الله عيله وسلم لوفد يقيف حين جاؤوه : «لتسلمن أو لأبعثن رجلا مني». أو كما قال : «مثل نفسي فليضربن أعناقكم أو ليسبين ذراريكم ، وليأخذن أموالكم». قال عمرو : فوالله ما تمنيت الإمارة إلا يومئذ ، وجعلت أنصب صدري له رجاء أن يقول : هو هذا.

قال : فالتفت إلى علي ، فأخذ بيده ثم قال : «هو هذا ، هو هذا». وروى عمار الدهني عن أبي الزبير عن جابر قال : ما كنا نعرف المنافقين إلا ببغض علي بن أبي طالب. وعن يزيد أبي زياد عن اسحاق بن كعب بن عجرة عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «علي مخشوشن في ذات الله». وعن خذيفة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : إن ولوا عليا

__________________

(١) وديته : أعطيت وليه ديته ، من الدية والودي.

٧٣

فهاديا مهديا». وسأل رجل الحسن بن أبي الحسن البصري عن علي بن أبي طالب فقال : كان علي والله سهما صائبا من مرامي الله على عدوه ، ورباني هذ الأمة ، وذا فضلها وذا سابقتها وذا قرابتها من رسول الله ، لم يكن بالنؤومة عن أمر الله ، ولا بالملومة في دين الله ولا بالسروقة لمال الله ، أعطى القرآن عزائمه ، ففاز منه برياض مونقة ذلك علي بن أبي طالب يا لكع.

وكان معاوية رحمه الله يكتب فيما ينزل به ليسأل له علي بن أبي طالب عن ذلك. فلما بلغه قتله قال : ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبي طالب. فقال له عتبه أخوه : لا يسمع هذا منك أهل الشام. قال : دعني عنك.

وروى معمر بن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل قال : شهدت عليا يخطب ، وهو يقول : سلوني ، فوالله لا تسألوني عن شئ إلا أخبرتكم. وسلوني عن كتاب الله فوالله ما من أية إلا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار أم في سهل أم في جبل. وخطب يوما بالكوفة فقال : سلوني قبل أن تفقدوني ، فإن بين جنبي علما جما. فقام إليه عبد الله بن الكواء فقال : يا أمير المؤمنين ، ما «الذاريات ذروا ، والحاملات وقرا ، والجاريات يسرا ، فالمسقمات أمرا»؟ (١) فقال : ويحك سل تفقها ولا تسل تعنتا ، الذرايات ذروا : الرياح. والحملات وقرأ : السحاب. والجاريات يسرا : السفن. والمقسمات أمرا : الملائكة.

__________________

١ ـ سورة الذاريات ٥١ / الآية : ٢ ـ ٤.

٧٤

وقام إليه ابن الكواء يوما آخر ، وهو يخطب فقال : ما السواد الذي في القمر؟ فقال له : قاتلك الله ، سل تفقها ولا تسل تعنتا ، ألا سألت عن شئ ينفعك في أمر دنياك وأخرتك؟ ثم قال : محو الليل.

ودخل ضرار بن ضمرة الصدائي ، وكان من أصحاب ألوية علي بصفين على معاوية بعد موت علي. فقال له : يا ضرار صف لي عليا. فقال : إعفني يا أمير المؤمنين. قال : لتصفنه. قال : أما إذا لا بد من وصفه فكان والله بعيد المدى ، شديد القوى ، يقول فضلا ، ويحك عدلا ، يتفجر العلم من جوانبه ، وتنطق الحكمة من نواحيه ، يستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويسنانس بالليل ووحشته. وكان غزير العبرة ، طويل الفكرة ، يقلب كفه ، ويخاطب نفسه ، يعجبه من اللباس ما قصر ، ومن الطعام ما خشن. كان فينا كأحدنا ، يجيبنا إذا سألناه ، وينبئنا إذا استنبأناه. ونحن والله مع تقريبه إيانا ، وقربه منا لا نكاد نكلمه لهيبته ، ولا نبتديه لعظمته. يعظم أهل الدين ، ويقرب المساكين. لا يطمع القوري في بالطله ، ولا يأيس الضعيف من عدله. وأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه ، ولا يأيس الضعيف من عدله. وأشهد لقد رأيته في بعض مواقفه ، وقد أرخى الليل سدوله ، وغارت نجومه ، قابضا على لحيته يتململ تململ السليم ، ويبكي بكاء الحزين ، ويقول : يا دنيا غري غيري إلي تعرضت أم إلي تشوقت. هيهات قد بتنك (١) ثلاثا لا رجعة فيها ، فعمرك قصير ، وخطرك قليل حقير. آه من قلة الزاد وبعد

__________________

(١) بنتك : قطعتك.

٧٥

السفر ، ووحشة الطريق.

فبكى معاوية وقال : رحم الله أبا حسن ، كان والله كذلك ، فكيف حزنك عليه يا ضرار؟ قال : حزن من ديح واحد .. الطريق المستقيم ، مآقي لا ترقى لها دمعة ، ولا تنقضي لها حسرة.

قال المبرد : وحدث ابن عائشة (١) في إسناد ذكره أن عليا رحمه الله انتهى إليه أن خيلا لمعاوية وردت الأنبار ، فقتلوا عاملا له يقال له حسان بن حسان. فخرج مغضبا ، يجر ثوبه حتى أتى النخيلة ، واتبعه الناس ، فرقي رباوة من الأرض. فحمد الله وأثنى عليه ، وصلى على محمد نبيه صلى‌الله‌عليه‌وسلم. ثم قال :

«أما بعد فأن الجهاد باب من أبواب الجنة ، فمن تركه رغبة عنه البسه الله الذل ، وسيما (٢) الخسف ، وديث بالصغار. وقد دعوتكم إلى حرب هؤلاء القوم ليلا ونهارا ، وسرا وإعلانا. وقلت لكم : اغزوهم من قبل أن يغزوكم. فوالذي نفسي بيده ما عزي قوم في عقر دارهم إلا ذلوا. فتخاذلتم وتواكلتم ، وثقل عليكم قولي ، واتخذ تموه وراءكم ظهريا حتى شنت عليكم الغارات.

__________________

(١) ابن عائشة : هو عبد الله بن حفص بن عمر التيمي .. نسب إلى عائشة بنت طلحة. كان عالما بالعربية وأيام الناس. مات سنة ٢٢٨.

رغبة الأمل : ١ / ١٠٤

(٢) سيما : علامة للخير أو للشر.

٧٦

هذا أخو غامد ، قد وردت خيله الأنبار ، وقتلوا حسان بن حسان ، ورجالا كثيرا منهم ونساء. والذي نفسي بيده لقد بلغني أنه كان يدخل على المرأة المهلمة والمعاهدة (١) فتنزع أحجالهما ورعثهما (٢). ثم انصرفوا موفورين ، لم يكلم أحد منهم كلما. فلوا أن امرأ مسلما مات من دون هذا أسفا ما كان فيه عتدي ملوما ، بل كان به جديرا. يا عجبا كل العجب من تضافر هؤلاء القوم على باطلهم ، ، وفشلكم عن حقكم (٣).

إذا قلت لكم : اغزوهم في الشتاء. قلتم : هذا أوان قر وصر. وإن قلت لكم : اغزوهم في الصيف. قلتم : هذه حمارة القيظ ، أنظرنا ينصرم الحر عنا. فإذا كنتم من الحر والبرد تفرون فأنتم والله من السيف أفر. يا أشباه الرجال ولا رجال ، ويا (طغام الأحلام) (٤) ويا عقول ربات الحجال. والله لقد أفسدتم علي رأيي بالقصيان. ولقد ملأتم جوفي غيظا ، حتى قالت قريش : ابن أبي طالب شجاع ، ولكن لا رأي له في الرحب. لله درهم! ومن ذا يكون أعلم بها مني ، وأشد لها مراسا! فوالله لقد نهضت فيها ، وما بلغت العرشين. لقد نيفت اليوم على الستين. ولكن لا رأي لمن لا يطاع». يقولها ثلاثا. فقام إليه رجل. ومعه أخوه (٥)

__________________

(١) المعاهدة : المرأة الذمية ذات العهد.

(٢) الأحجال : الخلاخيل. الرعث : الأقراط. مفردها رعثة ، وجمعها رعاث ، وجمع جمعها رعث.

(٣) اسقط المؤلف سطرين من أصل الخطبة.

(٤) اضافة من رغبة الآمل : ١ / ١٠٦ ، لبياض ف = الأصل.

(٥) الرجل وأخوه يعرفان بابني عفيف من الأنصار. والصحيح أن الأول هو جندب بن عفيف ، والآخر ابن أخيه عبد الرحمن.

٧٧

فقال : يا أمير المؤمنين أنا وأخي هذا كما قال الله : «رب إني لا أملك إلا نفسي وأخي» (١) فمرنا بأمرك. فوالله لننتهين إليه. ولو حال بيننا وبينه جمر الغضا وشوك القتاد (٢). فدعا لهما بخير. ثم قال : وأين تقعان مما أريد؟ ثم نزل.

قوله : ديث بالصغار ، تأويله ذلل. يقال : بعير مديث أي مذلل. وقوله : في عقر دارهم ، العقر : الأصل. وقوله : شنت عليكم الغارات ، معناه صبت. يقال شننت الماء على رأسه أي صببته. وقوله : هذا أخو غامد ، هو رجل مشهور من أصحاب معاوية ، من بني نصر بن غامد بن نصر بن الأزد بن الغوث. وفي هذه القبيلة يقول القائل :

ألا أتاها على نأيها

بما فضحت قومها غامد

تمنيتم مئتي فارس

فردكم فارس واحد

«متقارب»

والاحجال : الخلاخيل ، واحدها ، حجل. ويقال للصيد : حجل ، لأنه يقع في ذلك الموضع. وقوله : ورعثهما : الواحدة رعثة ، وجمعها رعاث ، وجمع الجمع رعث ، وهي الشنوف

قال المؤلف ، غفر الله له : ابن عائشة الراوي لهذا الخبر هو عبد الله بن محمد بن حفص التيمي ، تيم قريش. ويكنى أبا

__________________

(١) سورة المائدة : ٥ / الآية : ٥ ـ ٢٥.

(٢) الغضا : شجر من الآثل. خشبه من أصلب الخشب ، وجمرة يبقى زمنا ، مفردها الغضاة. القتاد : شجر صلب له شوك كالإبر.

٧٨

عبد الرحمن. ويقال لأبيه أيضا : ابن عائشة. توفي بالبصرة سنة ثمان وعشرين ومئتين. والرجال الغامدي / الذي لم يسم اسمه «سفيان بن عوف». وكان من أصحاب الطوائف لمعاوية. وقال المبرد في غامد هو غامد بن نصر بن الأزد ابن الغوث.

وقال القاضي أبو القاسم صاعد بن محمد صاعد الطليطلي ، رحمة الله ، في «مختصر النسب» به : غامد بن عبد الله بن كعب بن الحرث بن كعب بن عبد الله بن نصر بن الأزد.

وروي أن عليا ، رضي الله عنه ، خطب الله عنه ، خطب الناس ، فحمد الله ، وأثنى عليه ، وصلى على النبي محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم ، ثم قال : «أما بعد ، فإني أحذركم الدنيا ، فأنها خضرة ، حلوة ، حفت بالشهوات ، وحسنت بالعاجلة ، وعمرت بالأمال ، وزينت بالغرور ، لا يدوم خيرها ، ولا تؤمن فجائها ولا تعدو وإذا تاهت أمنية أهل الرغبة فيها ، والرضى عنها ، أن تكون كما قال الله عز وجل : «كماء أنزلناه من السماء ، فاختلط به نبات الأرض ، فأصبح هشيما نذروه الرياح. وكان الله على كل شئ مقتدرا» (١) ، مع أن أمرا لم يكن منها في حبرة إلا أعقبته بعدها عبرة. ولم يبق من سرائها بطنا إلا منحته من ضرائها ظهرا ، ولم تطبه منها ديمة رخاء إلا هتنت عليه مزنة بلاء حري إذا هي أصبحت لك منتظرة أن تمسي لك متنكرة ، مع أن وراء ذلك سكرات الموت وزفراته ، وهول المطلع ، والوقوف بين يدي الملك العدل (ليجري الذين أساؤوا بما عملوا) ويجزي الذين أحسنوا بالحسني) (٢).

__________________

(١) سورة الكهف : ١٨ / الآية : ٤٥.

(٢) سورة النجم : ٥٣ / الآية : ٣١

٧٩

وخطب رضي الله عنه فقال :

(ألا إن الدنيا قد أدبرتب وآذنت بوداع ، والآخرة قد أقبلت وآذنت باطلاع. ألا وإن المضمار اليوم ، والسباق غدا. ألا وإن السبقة الجنة ، والغاية النار. ألا وإنكم في مهل من ورائه أجل ، تحته عجل. فمن عمل في أيام مهله قبل حضور أجله نفعه عمله ، ولم يضره أمله. ومن لم يعمل في أيام مهله قبل حضور أجله ضره أمله وساءه عمله).

وخطب رضي الله عنه يوما فقال :

(أيها الناس ، اتقوا الله الذي إن قلتم سمع ، وإن أضمرتم علم. وبادروا الموت الذي إن هريتم أدرككم ، وإن أقمتم أخذكم).

وخطب رضي الله عنه ، فقال : (إن التقوى يوم القيامة مطايا ذلل ركبتها أهلها ، وأعطوها أزمتها. فسارت حتى أتت ظلا ظليلا. فنزلوا ، فتحدثوا. ففتحت لهم أبواب الجنة ، ففاح عليهم زهرتها ونعيمها. وقيل : ادخلوها بسلام آمنين. ألا وإن الخطايا خيل شمس ، حمل عليها أهلها ، ونزع لجمها ، فحمحمت بهم ، حتى ألقتهم في النار).

وخطب ، رضي الله عنه ، فقال :

(ألا وإن الامل يسهي العقل ، ويورث الحسرة. ألا فاعزفوا عن الأمل كأشد ما أنتم عن شئ عازفون (١) ... غرر ، وصاحبه معنى مغرور. فافزعوا إلى قوام دينكم بالجد في أموركم ، فإني

__________________

(١) بياض في الأصل

٨٠