المنطق

الشيخ محمّد رضا المظفّر

المنطق

المؤلف:

الشيخ محمّد رضا المظفّر


المحقق: الشيخ رحمة الله رحمتي الأراكي
الموضوع : الفلسفة والمنطق
الناشر: مؤسسة النشر الإسلامي
المطبعة: مؤسسة النشر الإسلامي
الطبعة: ١
الصفحات: ٥٢٤

٥ ـ (الحينية اللادائمة) وهي الحينية المطلقة المقيدة باللادوام الذاتي لأن الحينية المطلقة معناها ان المحمول فعلي الثبوت للموضوع حين اتصافه بوصفه فيحتمل فيها الدوام ما دام الموضوع وعدمه ولأجل التصريح بعدم الدوام تقيد (باللادوام الذاتي) الذي يشار به الى مطلقة عامة کما تقدم فتترکب الحينية اللادائمة من حينية مطلقة ومطلقة عامة. نحو (کل طائر خافق الجناحين بالفعل حين هو طائر لا دائما) أي لا شيء من الطائر بخافق الجناحين بالفعل.

٦ ـ (الممکنة الخاصة) (١) وهي الممکنة العامة المقيدة باللاضرورة الذاتية ومعناها ان الطرف الموافق المذکور في القضية ليس ضروريا کما کان الطرف المخالف حسب التصريح في القضية ليس ضروريا أيضا فيرفع بقيد اللاضرورة احتمال الوجوب اذا کانت القضية موجبة واحتمال الامتناع اذا کانت سالبة. ومفاد مجموع القضية بعد الترکيب هو الامکان الخاص الذي هو عبارة عن سلب الضرورة عن الطرفين.

فتترکب الممکنة الخاصة من ممکنتين عامتين وتکون فيها الجهة نفس المادة الواقعية اذا کانت صادقة.

ويکفي لا فادة ذلک تقييد القضية بالامکان الخاص اختصارا فنقول : (کل حيوان متحرک بالامکان الخاص) أي کل حيوان متحرک بالامکان العام ولا شيء من الحيوان بمتحرک بالامکان العام.

والتعبير بالامکان الخاص بمنزلة ما لو قيدت الممکنة العامة باللاضرورة کما لو قلت في المثال : (کل حيوان متحرک بالامکان العام ال بالضرورة).

__________________

(١) راجع شرح الشمسية : ص ١٠٩ ، وشرح المنظومة : ص ٥٧.

١٨١

الخلاصة :

تمرينات

١ ـ اذکر ماذا بين الضرورية الذاتية وبين الدائمة المطلقة من النسب الاربع وکذا ما بين الضرورية الذاتية وبين المشروطة العامة والعرفية العامة.

٢ ـ اذکر النسبة بين الدائمة المطلقة وبين کل من المطلقة العامة والعرفية العامة!

__________________

(١) لا يخفى عليك : أنه كان الأولى ذكر البسائط على الترتيب المرعي عند ذكرها تفصيلا في الكتاب ، وإن أراد تقديم ما يكون المحمول ثابتا للموضوع ما دام ذات الموضوع على ما يكون المحمول ثابتا له ما دام الوصف كما يلوح من ترتيب الخمسة الأول ، وجب ذكر الممكنة العامة قبل المشروطة العامة. وأما الترتيب الموجود فلا نظم فيه.

١٨٢

٣ ـ ما النسبة بين المشروطة العامة والعرفية العامة وکذا بين الضرورية الذاتية والمشروطة الخاصة.

٤ ـ لو انا قيدنا المشروطة العامة باللاضرورةالذاتية هل يصح الترکيب؟

٥ ـ هل تري يصح تقييد الحينية المطلقة باللاضرورة الذاتية؟ واذا صح ماذا ينبغي أن نسمي هذه القضية المرکبة؟

٦ ـ هل يصح تقييد الدائمة المطلقة باللاضرورة الذاتية؟

٧ ـ اذکر مثالا واحدا من نفسک لکل من الموجهات البسيطة ثم اجعلها مرکبة بواحدة من الترکيبات الستة المذکورة الممکنة لها.

تقسيمات الشرطية الاخري

تقدم ان الشرطية تنقسم باعتبار نسبتها الى متصلة ومنفصلة وباعتبار الکيف الى موجبة وسالبة وباعتبار الاحوال والازمان الى شخصية ومهملة ومحصورة والمحصورة الى کلية وجزئية. وقد بقي تقسيم کل من المتصلة والمنفصلة الى أقسامها.

اللزومية والاتفاقية (١)

تنقسم المتصلة باعتبار طبيعة الاتصال بين المقدم والتالي الى لزومية واتفاقية :

١ ـ (اللزومية) وهي التي بين طرفيها اتصال حقيقي لعلاقة توجب استلزام احدهما للآخر بأن يکون احدهما علة للآخر او معلولين لعلة واحدة.

__________________

(١) راجع الحاشية : ص ٦٥ ، وشرح الشمسية : ص ١١٠ ، وشرح المنظومة : ص ٣٧ ، وتعليقة الأستاذ حسن زادة : ص ٢٤١ ، وشرح المطالع : ص ٢٠٢ ، والقواعد الجلية : ص ٢٧٦.

١٨٣

نحو (اذا سخن الماء فانه يتمدد) والمقدم علة التالي. ونحو (اذا تمدد الماء فانه ساخن) والتالي علة للمقدم بعکس الاول. ونحو (اذا غلا الماء فانه يتمدد) وفيه الطرفان معلولان لعلة واحدة. لان الغليان والتمدد معلولان للسخونة الى درجة معينة.

٢ ـ (الاتفاقية) وهي التي ليس بين طرفيها اتصال حقيقي لعدم العلقة التي توجب الملازمة ولکنه يتفق حصول التالي عند حصول المقدم کما لو اتفق ان محمدا الطالب لا يحضر الدرس الا بعد شروع المدرس فتؤلف هذه القضية الشرطية (کلما جاء محمد فان المدرس قد سبق شروعه في الدرس). وليس هنا اية علاقة بين مجيء محمد وسبق شروع الدرس وانما ذلک بمحض الصدفة المتکررة.

ومن لم يتنور بنور العلم والمعرفة کثيرا ما يقع في الغلط فيظن في کثير من الاتفاقيات انها قضايا لزومية لمجرد تکرر المصادفة.

أقسام المنفصلة

للمنفصلة تقسيمان :

أ ـ العنادية والاتفاقية (١)

وهذا التقسيم باعتبار طبيعة التنافي بين الطرفين کالمتصلة فتنقسم الي :

١ ـ (العنادية) وهي التي بين طرفيها تناف وعناد حقيقي بأن تکون ذات النسبة في کل منهما تنافي وتعاند ذات النسبة في الآخر نحو (العدد الصحيح اما أن يکون زوجا آو فردا).

٢ ـ (الاتفاقية) وهي التي لا يکون التنافي بين طرفيها حقيقيا ذاتيا

__________________

(١) راجع شرح الشمسية : ص ١١٢ ، وشرح المطالع : ص ٢٠٣ ، والقواعد الجلية : ص ٢٨٠.

١٨٤

وانما يتفق أن يتحقق احدهما بدون الآخر لامر خارج عن ذاتهما نحو : (اما أن يکون الجالس في الدار محمدا أو باقرا) اذا اتفق ان علم ان غيرهما لم يکن (١). ونحو : (هذا الکتاب اما أن يکون في علم المنطق واما أن يکون مملوکا لخالد) اذا اتفق ان خالدا لا يملک کتابا في علم المنطق واحتمل أن يکون هذا الکتاب المعين في هذا العلم. (٢)

ب ـ الحقيقية ومانعة الجمع ومانعة الخلو (٣)

وهذا التقسيم باعتبار امکان اجتماع الطرفين ورفعهما وعدم امکان ذلک فتنقسم الي :

١ ـ (حقيقية) وهي ما حکم فيها بتنافي طرفيها صدقا وکذبا في الايجاب (٤) وعدم تنافيهما کذلک في السلب بمعني انه لا يمکن اجتماعهما ولا ارتفاعهما في الايجاب ويجتمعان ويرتفعان (٥) في السلب.

مثال الايجاب العدد الصحيح اما أن يکون زوجا أو فردا فالزوج والفرد لا يجتمعان ولا يرتفعان.

مثال السلب ـ ليس الحيوان اما أن يکون ناطقا واما أن يکون قابلا للتعليم (٦) فالناطق والقابل للتعليم يجتمعان في الانسان ويرتفعان في غيره.

__________________

(١) فالقضية : اتفاقية حقيقية.

(٢) فالقضية اتفاقية مانعة الجمع.

(٣) راجع الحاشية : ص ٦٦ ، وشرح الشمسية : ص ١١١ ـ ٨٤ ، وشرح المنظومة : ص ٣٧ ، وشرح المطالع : ص ٢٠٠ ، وأساس الاقتباس : ص ٧٧ ، والإشارات وشرحه : ص ١٣٤.

(٤) وهو إنما يصدق فيما إذا كان أحد الطرفين نقيضا للآخر أو مساويا لنقيضه.

(٥) لا يخفى عليك : أن سلب الانفصال الحقيقي مفاده : أن الطرفين ليسا بحيث يمتنع اجتماعهما وارتفاعهما. فيصدق فيما كان الطرفان ممكني الاجتماع فقط ، أو ممكني الارتفاع فقط ، أو ممكني الاجتماع والارتفاع معا ، ولا يختص بالثالث.

(٦) أي : للتعليم العالي ، كما مر في ص ...

١٨٥

وتستعمل الحقيقية في القسمة (١) الحاصرة (٢) : الثنائية وغيرها. واستعمالها أکثر من ان يحصي.

٢ ـ (مانعة جمع) (٣) وهي ما حکم فيها بتنافي طرفيها أو عدم تنافيهما صدقا لا کذبا بمعني انه لا يمکن اجتماعهما ويجوز أن يرتفعا معا في الايجاب ويمکن اجتماعهما ولا يمکن ارتفاعهما في السلب (٤).

مثال الايجاب اما أن يکون الجسم أبيض أو اسود. فالابيض والاسود لا يمکن اجتماعهما في جسم واحد ولکنه يمکن ارتفاعهما في الجسم الاحمر.

مثال السلب ليس اما أن يکون الجسم غير أبيض او غير اسود فان غير الابيض وغير الاسود يجتمعان في الاحمر ولا يرتفعان في الجسم الواحد بان لا يکون يغر أبيض ولا غير أسود بل يکون أبيض واسود. وهذا محال.

وتستعمل مانعة الجمع في جواب من يتوهم امکان الاجتماع بين شيئين کمن يتوهم ان الامام يجوز أن يکون عاصيا لله فيقال له : (ان الشخص اما أن يکون اماما أو عا ياالله) ومعناه ان الامامة والعصيان لا يجتمعان وان جاز أن يرتفعا بان يکون شخص واحد ليس اماما وعاصبا. هذا في الموجبة.

 وأما في السالبة فتستعمل في جواب من يتوهم استحالة اجتماع شيئين کمن يتوهم امتناع اجتماع النبوة والامامة في بيت واحد فيقال له

__________________

(١) فلما كانت قسمة ـ والأقسام متباينة ـ امتنع اجتماعها ، ولما كانت حاصرة امتنع ارتفاع الأقسام.

(٢) أي : حصرا عقليا ، وإلا فكل قسمة حاصرة.

(٣) وهي إنما تصدق فيما إذا كان أحد الطرفين أخص من نقيض الآخر.

(٤) لا يخفى عليك : أن مفاد سلب امتناع الجمع هو أن الطرفين لا يمتنع اجتماعهما فيصدق فيما أمكن اجتماعهما فقط أو أمكن اجتماعهما وارتفاعهما. ويشهد لما ذكرنا ، المثال الأخير من قوله : ليس إما أن يكون البيت الواحد فيه نبوة أو إمامة.

١٨٦

(ليس اما أن يکون البيت الواحد فيه نبوة أو امامة) ومعناه ان النبوة والامامة لا مانع من اجتماعهما في بيت واحد.

٣ ـ (مانعة خلو) (١) وهي ما حکم فيها بتنافي طرفيها أو عدم تنافيهما کذبا لا صدقا بمعني أنه لا يمکن ارتفاعهما ويمکن اجتماعهما في الايجاب ويمکن ارتفاعهما ولا يمکن اجتماعهما في السلب (٢) :

مثال الايجاب الجسم اما أن يکون غير أبيض او غير أسود اي انه لا يخلو من احدهما وان اجتمعا. ونحو (اما أن يکون الجسم في الماء أو لا يغرق) فانه يمکن اجتماعهما بان يکون في الماء ولا يغرق (٣) ولکن لا يخلو الواقع من احدهما لامتناع أن لا يکون الجسم في الماء ويغرق.

مثال السلب ليس اما أن يکون الجسم أبيض واما أن يکون اسود ومعناه ان الواقع قد يخلو من احدهما وان کانا لا يجتمعان.

وتستعمل مانعة الخلو الموجبة في جواب من يتوهم امکان أن يخلو الواقع من الطرفين کمن يتوهم أنه يمکن ان يخلو الشيء من أن يکون علة ومعلولا فيقال له : (کل شيء لا يخلو اما أن يکون علة أو معلولا) وان جاز ان يکون شيء واحد علة ومعلولا معا : علة لشيء ومعلولا لشيء آخر.

وأما السالبة فتستعمل في جواب من يتوهم ان الواقع لا يخلو من الطرفين کما يتوهم انحصار أقسام الناس في عاقل لا دين له وديّن لا عقل له فيقال له : (ليس الانسان اما أن يکون عاقلا لا دين له أو ديّنا لا عقل له) بل يجوز أن يکون شخص واحد عاقلا ودينا معا.

__________________

(١) وهي : إنما يكون فيما إذا كان أحد الطرفين أعم من نقيض الطرف الآخر.

(٢) مفاد مانعة الخلو السالبة هو سلب امتناع الخلو ، فتصدق فيما إذا كان الخلو والجمع كلاهما جائزين كما تصدق فيما إذا كان الخلو جائزا والاجتماع ممتنعا ، نظير ما مر في مانعة الجمع السالبة.

(٣) لا يخفى عليك : أنه إنما يصح هذا المثال إن كان الغرق مختصا بالانغمار في الماء ، وأما إذا كان عاما له في كل مائع ، فلابد أن يبدل «الماء» بالمائع.

١٨٧

تنبيه

قد يغفل المبتديء عن بعض القضايا فلا يسهل عليه الحالقها بقسمها من أنواع القضايا لا سيما في التعبيرات الدارجة في ألسنة المؤلفين التي لم توضع بصورة فنية مضبوطة کما تقتضيها قواعد المنطق (١). وهذه الغفلة قد توقعه في الغلط عند الاستدلال أو لا يهتدي الى وجه الاستدلال في کلام غيره. وتکثر هذه الغفلة في الشرطيات.

فلذلک وجب التنبيه على أمور تنفع في هذا الباب نرجو ان يستعين بها المبتديء.

١ ـ تاليف الشرطيات

ان الشرطية تتألف من طرفين هما قضيتان بالاصل والمنفصلة بالخصوص قد تتألف من ثلاثة أطراف فأکثر. فالطرفان أو الاطراف التي هي القضايا بالاصل قد تکون من الحمليات أو من المتصلات أو من المنفصلات أو من المختلفات بأن تتألف المتصلة مثلا حملية ومتصلة. وترتقي أقسام تأليف الشرطيات الى وجوه کثيرة لا فائدة في احصائها. وعلى الطالب أن يلاحظ ذلک بنفسه ولا يغفل عنه فقد ترد عليه شرطية مؤلفة من متصلة ومنفصلة فيظن انها أکثر من قضية. وللتوضيح ندکر بعض الوجوه وأمثلتها :

فمثلا قدتتألف المتصلة من حملية ومتصلة نحو : (ان کان العلم سببا

__________________

(١) لا يخفى عليك : أن عدم وضعها بصورة فنية لأحد أمور ، هي إما عجز المتكلم ، أو غفلته عن إيراد الكلام على مقتضى قواعد المنطق. وإما رعاية مقتضى البلاغة من الإيجاز والحذف وأمثالهما أو إعمال المحسنات البديعية وغيرها. وبعبارة أخرى إن ذلك إما لكون الكلام دون المنطق أو فوقه ، فإن التكلم وفقا له ، إنما هو من المتوسطين ، والقاصدين لتعليم المبتدئين.

١٨٨

للسعادة فان کان الانسان عالما کان سعيدا) فان المقدم في هذه القضية حملية والتالي متصلة وهو ان کان الانسان عالما کان سعيدا.

وقد تتألف المتصلة من حملية ومنفصلة نحو : (اذا کان اللفظ مفردا فإما ان يکون اسما او فعلا او حرفا) فالمقدم حملية والتالي منفصلة ذات ثلاثة أطراف.

وقد تتألف المنفصلة من حملية ومتصلة نحو (اما أن لا تکون حيلولة الارض مسببا (١) لخسوف القمر او اذا حالت الارض بين القمر والشمس کان القمر منخسفا).

وهکذا قد تتألف المتصلة أو المنفصلة من متصلتين او منفصلتين او متصلة ومنفصلة ويطول ذکر امثلتها.

ثم ان الشرطية التي تکون طرفا في شرطية أيضا تأليفها يکون من الحمليات او الشرطيات او المختلفات وهکذا فتنبه لذلک.

٢ ـ المنحرفات (٢)

ومن الموهمات في القضايا انحراف القضية عن استعمالها الطبيعي ووضعها المنطقي فيشتبه حالها بأنها من أي نوع ومثل هذه تسمي (منحرفة).

وهذا الانحراف قد يکون في الحملية کما لو اقترن سورها بالمحمول مع أن الاستعمال الطبيعي أن يقرن بالموضوع کقولهم : الانسان بعض الحيوان أو الانسان ليس کل الحيوان. وحق الاستعمال فيهما أن يقال : بعض الحيوان انسان. وليس کل حيوان انسانا.

__________________

(١) في نسخة : مسببا ، وهو بصيغة المفعول واضح البطلان هنا. وكذا بصيغة الفاعل ، لأنه بمعنى : خالق السبب وعلة العلة والحيلولة ليست كذلك بالنسبة إلى الخسوف. اللهم إلا أن يستعمل بمعنى السبب ، فراجع.

(٢) راجع شرح المطالع : ص ١٢٤ ، والجوهر النضيد : ص ٤٩ ، وأساس الإقتباس : ص ١٢٦.

١٨٩

وقد يکون الانحراف في الشرطية کما لو خلت عن ادوات الاتصال والعناد ، فتکون بصورة حملية وهي في قوة الشرطية نحو (لاتکون الشمس طالعة أو يکون النهار موجودا) فهي اما في فوة المتصلة (١) وهي قولنا : کلما کانت الشمس طالعة کان النهار موجودا واما في قوة المنفصلة وهي قولنا : اما ان لا تکون الشمس طالعة واما أن يکون النهار موجودا.

ونحو (ليس يکون النهار موجودا الا والشمس طالعة) وهي أيضا في قوة المتصلة او (٢) المنفصلة المتقدمتين. ونحو (لا يجتمع المال الا من شح أو حرام) فانها في قوة المنفصلة وهي قولنا : إما ان يجتمع المال من شح او من حرام أو في قوة المتصلة وهي قولنا : إن اجتمع المال فاجتماعه اما من شرح أو من حرام. وهذه متصلة مقدمها حملية وتاليها منفصلة بالاصل.

وعلى الطالب أن يلاحظ ويدقق القضايا المستعملة في العلوم فانها کثيرا ما تکون منحرفة عن أصلها فيغفل عنها. وليستعمل فطنته في ارجاعها الى أصلها.

تطبيقات

١ ـ کيف ترد هذه القضية الى أصلها (ليس للانسان الا ما سعي)؟

الجواب : ان هذه قضية فيها حصر فهي تنحل الى حمليتين موجبة

__________________

(١) لا يخفى : أنها في قوة المنفصلة الآتية فقط ، حيث إن طرفها الأول سالبة ، والمتصلة المذكورة طرفها الأول موجبة. نعم ، يمكن تحويلها إلى متصلة كما سيأتي.

(٢) لا يخفى عليك : أنها في قوة متصلة فقط ، لدلالتها على اتصال المقدم والتالي ، والمتصلة إنما هي قولنا : «إذا كان النهار موجودا كانت الشمس طالعة» وهي ليست نفس المتصلة السابقة ، بل تاليها مقدم تلك وبالعكس.

١٩٠

وسالبة فهي منحرفة. والحمليتان هما : کل انسان له نتيجة سعيه. وليس للانسان ما لم يسع اليه.

٢ ـ من أي القضايا قوله : (ازري بنفسه من استشعر الطمع)؟

الجواب : انها قضية منحرفة عن متصلة (١) وهي في قوة قولنا : کلما استشعر المرء الطمع ازري بنفسه.

٣ ـ کيف ترد هذه القضية الى أصلها : (ما خاب من تمسک بک).

الجواب : انها منحرفة عن حملية موجبة کلية (٢) وهي : کل من تمسک بک لا يخيب.

تمرينات

١ ـ لو قال القائل : (کلما کان الحيوان مجترا کان مشقوق الظلف) أو قال : (کلما کان الانسان قصيرا کان ذکيا) فماذا نعد هاتين القضيتين من اللزوميات أو من الاتفاقيات؟

٢ ـ بين نوع هذه القضايا وارجع المنحرفة الى أصلها.

أ ـ اذا ازدحم الجواب خفي الصواب.

ب ـ اذا کثرت المقدرة قلت الشهوة.

ج ـ من نال استطال.

د ـ رضي بالذل من کشف عن ضره.

هـ ـ انما يخشي الله من عباده العلماء. (٣)

٣ ـ قولهم (الدهر يومان يوم لک ويوم عليک) (٤) من أي أنواع

__________________

(١) أو عن حملية هي : كل من استشعر الطمع أزرى بنفسه ، كما ذهب إليه (قدس سره) في المثال الآتي ، بل هو أولى.

(٢) أقول : بل عن حملية سالبة كلية.

(٣) سورة فاطر : ٢٨.

(٤) نهج البلاغة : ٤٦٢ ، الكتاب : ٧٢.

١٩١

القضايا. واذا کانت منحرفة فارجعها الى أصلها وبين نوعها.

٤ ـ من أي القضايا قول على عليه السلام (لا تخلو الارض من قائم لله بحجة اما ظاهرا مشهورا أو خائفا مغمورا). (١) واذا کانت منحرفة فأرجعها الى أصلها وبين نوعها.

الخلاصة :

__________________

(١) نهج البلاغة : ٤٩٧ ، قصار الحكم : ١٤٧ ، وفيه بدل «أو» : وإما.

١٩٢

الفَصْلُ الثاني

في أحکام القضايا أو النسب بينها

تمهيد :

کثيرا ما يعاني فيلتجيء الباحث مشقة في البرهان على مطلوبه مباشرة بل قد يمتنع عليه ذلک احيانا فيلتجيء الى البرهان على قضية أخري لها نسبة مع القضية المطلوبة ليقارنها بها : فقد يحصل له من العلم بصدق القضية المبرهن عليها العلم بکذب القضية المطلوبة أو بالعکس. وذلک اذا کان هناک تلازم بين صدق احداهما وکذب الاخري. وقد يحصل له من العلم بصدق القضية المبرهن عليها العلم بصدق القضية المطلوبة أو من العلم بکذب الاولي العلم بکذب الثانية. وذلک اذا کان صدق الاولي يستلزم صدق الثانية أو کان کذبها يستلزم کذبها.

فلا بد للمنطقي قبل الشروع في مباحث الاستدلال وبعد إ لمامه بجملة من القضايا أن يعرف النسب بينها حتي يستطيع ان يبرهن على مطلوبه أحيانا من طريق البرهنة على قضية أخري لها نسبتها مع القضية المطلوبة فينتقل ذهنه من القضية المبرهن على صدقها او کذبها الى صدق أو کذب القضية التي يحاول تحصيل العلم بها.

١٩٣

والمباحث التي تعريف بها النسب بين القضايا هي مباحث التناقض والعکس المستوي وعکس النقيض وملحقاتها. وتسمي (احکام القضايا). ونحن نشرع ان شاء الله تعالي في هذه المباحث على هذا الترتيب المتقدم.

التناقض

الحاجة الى هذا البحث والتعريف به

قلنا في التمهيد : ان کثيرا ما تمس الحاجة الى الاستدلال على قضية ليست هي نفس القضية المطلوبة. ولکن العلم بکذبها يلزمه العلم بصدق القضية المطلوبة او بالعکس عندما يکون صدق احداهما يلزم کذب الاخري.

والقضيتان اللتان لهما هذه الصفة هما القضيتان المتناقضتان فاذا أردت مثلا أن تبرهن على صدق القضية (الروح موجودة) مع فرض انک لا تتمکن على ذلک مباشرة فيکفي ان تبرهن على کذب نقيضها وهو (الروح ليست موجودة) فاذا علمت کذب هذا النقيض لا بد أن تعلم صدق الاولي لان النقيضين لا يکذبان معا. واذا برهنت على صدق النقيض لا بد أن تعلم صدق لان النقيضين لا يکذبان معا. واذا برهنت على صدق النقيض لا بد ان تعلم کذب الاولي لان النقيضين لا يصدقان معا.

وربما يظن أن معرفة نقيض القضية أمر ظاهر کمعرفة نقائض المفردات کالانسان واللانسان التي يکفي فيها الاختلاف بالايجاب والسلب. ولکن الامر ليس بهذه السهولة اذ يجوز أن تکون الموجبة والسالبة صادقتين معا مثل : بعض الحيوان انسان وبعض الحيوان ليس بانسان. ويجوز أن تکونا کاذبتين معا مثل : کل حيوان انسان ولا شيء من الحيوان بانسان.

١٩٤

وعليه لا غنى للباحث عن الرجوع الى قواعد التناقض المذکورة في علم المنطق لتشخيص نقيض کل قضية

تعريف التناقض (١)

قد عرفت فيما سبق المقصود من التناقض الذي هو أحد أقسام التقابل ولنضعه هنا بعبارة جامعة فنية في خصوص القضايا فنقول (تناقض القضايا : اختلاف في القضيتين يقتضي لذاته أن تکون احداهما صادقة والاخري کاذبة).

ولا بد من قيد (لذاته) في التعريف لانه ربما يقتضي اختلاف القضيتين تخالفهما في الصدق والکذب ولکن لا لذات الاختلاف بل لامر آخر مثل : کل انسان حويان ولا شيسء من الانسان بحيوان فانه لما کان الموضوع أخص من المحمول صدقت احدي الکليتين وکذبت الاخري. أما لو کان الموضوع أعم من المحمول لکذبا معا نحو کل حيوان انسان ولا شيء من الحيوان بانسان کما تقدم.

ونعني بالاختلاف الذي يقتضي تخالفهما في الصدق هو الاختلاف الذي يقتضي ذلک في أية مادة کانت القضيتان ومهما کانت النسبة بين الموضوع والمحمول کالاختلاف بين الموجبة الکلية والسالبة الجزئية.

شروط التناقض (٢)

لا بد لتحقق التناقض بين القضيتين من اتحاد هما في أمور ثمانية

____________________

(١) راجع الحاشية : ص ٧٠ ، وشرح الشمسية : ص ١١٨ ، وشرح المنظومة : ص ٦٠ ، وشرح المطالع : ص ١٦٦ ، وأساس الإقتباس : ص ٩٨.

(٢) راجع الحاشية : ص ٧١ ، وشرح الشمسية : ص ١١٩ ، وشرح المنظومة : ص ٦٠ ، وشرح المطالع : ص ١٦٧ ، وللمعات (منطق نوين) : ص ١٩.

١٩٥

واختلافهما في أمور ثلاثة :

الوحدات الثمان :

تسمي الامور التي يجب اتحاد القضيتين المتناقضتين فيها (الوحدات الثمان) وهي ما يأتي :

١ ـ (الموضوع) فلو اختلفا فيه لم يتناقضا مثل : العلم نافع الجهل ليس بنافع.

٢ ـ (المحمول) فلو اختلفا فيه لم يتناقضا مثل : العلم نافع العلم ليس بضار.

٣ ـ (الزمان) (١) فلا تناقض بين «الشمس مشرقة» أي في النهار وبين «الشمس ليست بمشرقة» أي في الليل.

٤ ـ (المکان) فلا تناقض بين «الارض مخصبة» أي في الريف وبين «الارض ليست بمخصبة» أي في البادية.

٥ ـ (القوة والفعل) أي لا بد من اتحاد القضيتين في القوة والفعل فلا تناقض بين «محمد ميت» أي بالقوة وبين «محمد ليس بميت» أي بالفعل.

٦ ـ (الکل والجزء) فلا تناقض بين «العراق مخصب» أي بعضه وبين «العراق ليس بمخصب» أي کله.

٧ ـ (الشرط) فلا تناقض بين «الطالب ناجح آخر السنة» أي ان اجتهد وبين «الطالب غير ناجح» أي اذا لم يجتهد.

٨ ـ (الاضافة) فلا تناقض بين «الاربعة نصف» أي بالاضافة الى الثمانية وبين «الاربعة ليست بنصف» أي بالاضافة الى العشرة.

____________________

(١) لا يخفى عليك : أن الاتحاد في غير المحمول والموضوع من الأمور الثمانية إنما يشترط فيما إذا كان لتلك الأمور في القضية موقع ومدخل ، فهي ليست شروطا عامة.

١٩٦

تنبيه

هذه الوحدات الثمان هي المشهورة بين المناطقة. وبعضهم يضيف (١) اليها (وحدة الحمل) من ناحية کونه حملا أوليا أو حملا شايعا. وهذا الشرط لازم فيجب لتناقض القضيتين أن يتحدا في الحمل فلو کان الحمل (٢) في إحداهما أوليا وفي الاخري شايعا فانه يجوز أن يصدقا معا مثل قولهم (الجزئي جزئي) أي بالحمل الاولي (الجزئي ليس بجزئي) أي بالحمل الشايع لان مفهوم الجزئي من مصاديق مفهوم الکلي فانه يصدق على کثيرين.

الاختلاف (٣)

قلنا : لا بد من اختلاف القضيتين المتناقضتين في أمور ثلاثة. وهي (الکم والکيف والجهة).

الاختلاف بالکم والکيف :

أما الاختلاف بالکم والکيف فمعناه ان احداهما اذا کانت موجبة کانت الاخري سالبة واذا کانت کلية کانت الثانية جزئية. وعليه.

الموجبة الکلية ... نقيض .... السالبة الجزئية

الموجبة الجزئية ... نقيض .... السالبة الکلية

____________________

(١) راجع شرح المنظومة : ص ٦١ ، وتعليقة الأستاذ حسن زادة : ص ٢٦٨ ، واللمعات (منطق نوين) : ص ٢٠.

(٢) لا يخفى : أن المراد أنه يشترط أن يسلب في السالبة الحمل الذي في الموجبة. والا فلا حمل في السالبة ـ فإنها سلب الحمل ـ حتى تتحد القضيتان في حملهما.

(٣) راجع الحاشية : ص ٧١ ، وشرح الشمسية : ص ١١٩.

١٩٧

لانهما لو کانتا موجبتين أو سالبتين لجاز أن يصدقا أو يکذبا معا. ولو کانت کليتين لجاز ان يکذبا معا کما لو کان الموضع أعم على ما مثلنا سابقا. ولو کانتا جزئيتين لجاز أن يصدقا معا کما لو کان الموضوع أيضا أعم. نحو : بعض المعدن حديد. وبعض المعدن ليس بحديد.

الاختلاف بالجهة

أما الاختلاف بالجهة فأمر يقتضيه طبع التناقض کالاختلاف بالايجاب والسلب لأن نقيض کل شيء رفعه فکما يرفع الايجاب بالسلب والسلب بالايجاب فلا بد من رفع الجهة بجهة تناقضها.

ولکن الجهة التي ترفع جهة أخري قد تکون من احدي الجهات المعرفة فيکون لها نقيض صريح مثل رفع الممکنة العامة بالضرورية وبالعکس لان الامکان هو سلب الضرورة. (١)

وقد لا تکون من الجهات المعروفة التي لها عندنا اسم معروف فلا بد أن نلتمس لها جهة من الجهات المعروفة تلازمها فنطلق عليها(٢) اسمها (٣) فلا يکون نقيضا صريحا بل لازم النقيض.

مثلا (الدائمة) تناقضها (المطلقة العامة) ولکن لا بالتناقض الصريح بل احداهما لازمة لنقيض الاخري فاذا قلت : «الارض متحرکة دائما» فنقيضها الصريح سلب الدوام ولکن سلب الدوام ليس من الجهات المعروفة فنلتمس له جهة لازمة فنقول : لازم عدم الدوام أن سلب التحرک عن الارض حاصل في زمن من الازمنة أي «ان الارض ليست متحرکة بالفعل». وهذه مطلقة عامة تکون لازمة لنقيض الدائمة.

واذا قلت : «کل انسان کاتب بالفعل» فنقيضها السريع ان الانسان لم

____________________

(١) عن الطرف المخالف وهو النقيض.

(٢) أي على الجهة غير المعروفة.

(٣) أي اسم الجهة المعروفة.

١٩٨

 تثبت له لاکتابة کذلک أي بالفعل. ولازم ذلک دوام السلب أي «ان بعض الانسان ليس بکاتب دائما» وهذه دائمة وهي لازمة لنقيض المطلقة العامة.

ولا حاجة الى ذکر تفصيل نقائض الموجهات فلتطلب من المطولات ان ارادها الطالب على انه في غني عنها وننصحه ألا يتعب نفسه بتحصيلها فانها قليلة الجدوي.

من ملحقات التناقض :

التداخل والتضاد والدخول تحت التضاد

تقدم ان التناقض في المحصورات الاربع يقع بين الموجبه الکلية والسالبة الجزئية وبين الموجبة الجزئية والسالبة الکلية أي بين المختلفتين في الکم والکيف. ويبقي أن تلاحظ النسبة بين البواقي أي بين المختلفتين بالکم فقط أو بالکيف فقط ومعرفة هذه النسب تنفع أيضا في الاستدلال على قضية لمعرفة قضية أخري لها تسيبة معها کما سيأتي.

وعليه نقول : المحصورتان ان اختلفتا کما وکيفا فهما المتناقضتان وقد تقدم التناقض. وان اختلفتا في احدهما فقط فعلي ثلاثة أقسام.

١ ـ (المتداخلتان) (١) وهما المختلفتان في الکم دون الکيف أعني الموجبتين أو السالبتين. وسميتا متداخلتين لدخول احداهما في الاخري لأن الجزئية داخلة في الکلية.

ومعني ذلک : ان الکلية اذا صدقت صدقت الجزئية المتحدة معها في الکيف ولا عکس. ولازم ذلک ان الجزئية اذا کذبت کذبت الکلية المتحدة معها في الکيف ولا عکس.

____________________

(١) راجع الجوهر النضيد : ص ٦٠ ، وأساس الاقتباس : ص ٩٧ ، وشرح الإشارات : ص ١٨٢ ، وتحصيل : ص ٧٩.

١٩٩

مثلا (کل ذهب معدن) فانها صادقة ولابد أن تصدق معها (بعض الذهب معدن) قطعا. ومثل (بعض الذهب اسود) فانها کاذبة ولا بد أن تکذب معها (کل ذهب اسود).

٢ ـ (المتضادتان)(١)وهما المختلفتان في الکيف دون الکم وکانتا کليتين. وسميتا متضادتين لانهما کالضدين يمتنع صدقهما معا ويجوز أن يکذبا معا.

ومعني ذلک أنه اذا صدقت احداهما لا بد أن تکذب الاخري ولا عکس أي لو کذبت احداهما لا يجب أن تصدق الاخري.

فمثلا اذا صدق (کل ذهب معدن) يجب أن يکذب (لا شيء من الذهب بمعدن).

ولکن اذا کذب (کل معدن ذهب) لا يجب أن يصدق (لا شيء من المعدن بذهب) بل هذه کاذبة في المثال.

٣ ـ (الداخلتان تحت التضاد) (٢) وهما المختلفتان في الکيف دون الکم وکانتا جزئيتين. وانما سميتا داخلتين تحت التضاد لا نهما داخلتان تحت الکليتين (٣) کل منهماتحت الکلية المتفقة معها في الکيف من جهة ولا نهما على عکس الضدين في الصدق والکذب أي انهما يمتنع اجتماعهما على الکذب ويجوز أن يصدقا معا.

ومعنى ذلک : انه اذا کذبت احداهما لابد أن تصدق الاخري ولا عکس أي انه لو صدقت احداهما لا يجب أن تکذب الاخري.

فمثلا اذا کذب (بعض الذهب اسود) فانه يجب أن يصدق (بعض

____________________

(١) راجع شرح المنظومة : ص ٦١ ، والجوهر النضيد : ص ٦١ ، وشرح الإشارات : ص ١٨٢ ، والنجاة : ص ٢٧ ، والتحصيل : ص ٧٨.

(٢) راجع شرح المنظومة : ص ٦١ ، والجوهر النضيد : ص ٦٢ ، وشرح الإشارات : ص ١٨٢ ، والنجاة : ص ٢٧ ، والتحصيل : ص ٨٩.

(٣) اللام للعهد ، أي : الكليتين المختلفتين بالإيجاب والسلب ، أعني المتضادتين اللتان مضى البحث عنهما آنفا.

٢٠٠