الجمل

محمّد بن محمّد النعمان العكبري [ الشيخ المفيد ]

الجمل

المؤلف:

محمّد بن محمّد النعمان العكبري [ الشيخ المفيد ]


الموضوع : التاريخ والجغرافيا
الطبعة: ٠
الصفحات: ٢٣٤

١

٢

ترجمة الشيخ المفيد

هو محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام بن جابر بن النعمان ابن سعيد بن جبير (١) ولد سنة ٣٣٨ (٢) في الحادى عشر من ذى القعدة بقرية تعرف (بسويقة ابن البصري) من عكبرى (٣) وتبعد عن بغداد إلى ناحية الدجيل عشرة فراسخ (٤) ، وكان ربعة من الرجال نحيفا أسمر اللون (٥).

عرف بابن المعلم لان أباه كان معلما بواسط (٦) ، كما اشتهر (بالمفيد) أما لان الامام صاحب العصر (عجل الله فرجه) لقبه به ، كما نص عليه ابن شهر اشوب (٧) ، أو أن شيخه على بن عيسى الرماني لقبه به ، كما أثبته الشيخ ورام (٨).

___________________

(١) النجاشي ص ٢٨٣.

(٢) ابن النديم في الفهرست ص ٢٧٩.

(٣) مجموعة ورام ص ٤٥٦.

(٤) معجم البلدان (ج ٦ ـ ص ٢٠٣).

(٥) شذرات الذهب (ج ٣ ـ ص ٢٠٠).

(٦) لسان الميزان (ج ٥ ـ ص ٣٦٧).

(٧) معالم العلماء ص ١٠١ طهران.

(٨) المجموعة ص ٤٥٦.

٣

وكيف كان فهو الحرى بهذا اللقب ، لاجماع أهل الفضل وذوى التحقيق من الفريقين على تقدمه على من عاصره ، وتبرزه في العلوم العقلية والنقلية والحديث والرجال والادب ، وله قوة العارضة في الجدل والظهور على الخصم. قال ابن النديم : شاهدته وجالسته فرأيته شديد الفطنة ماضى الخاطر بارعا في العلوم.

ويزيد ابن حجر العسقلاني بقوله : ان له على كل إمام منة.

وصادق على هذه الظاهرة في شيخنا المفيد كل من الذهبي واليافعي وابن كثير وابن العماد وأبو حيان التوحيدي (١).

ومهما تكثرت الاقوال من علماء الامامية وغيرهم في حق الشيخ المعظم فانى أرى البيان لينحسر عن تحديد نفسيته وما آتاه المهيمن جل شأنه من ملكات فاضلة بعد أن خاطبه (أمام العصر) عجل الله فرجه في كتابه الاول : بالاخ السديد ، والمولى الرشيد أيها المولى المخلص وفي ودنا الناصر لنا ، إلخ.

ويقول في الثاني : من عبد الله المرابط في سبيله إلى ملهم الحق ودليله ، سلام عليك أيها العبد الصالح الناصر للحق الداعي إليه بكلمة الصديق ، إلخ (٢)

فإنك بعد أن أحطت خبرا بأن صاحب الناحية المقدسة لم يخاطب أحدا إلا باسمه الساذج من دون إطراء كما إنه عليه السلام لا يلفظ إلا نفس الحقيقة سواء في ذلك مدح رجل أو بيان حكم أو فصل قضاء

__________________

(١) انظر أقوالهم في ترجمته المطبوعة مع أمالى المفيد ص ٢ في النجف طبعة ثانية.

(٢) الكتابان في احتجاج الطبرسي ص ٢٧٧ ط النجف.

٤

وهكذا سبيل امناء الوحى والحجج على الخلق فانهم لا ينطقون إلا عن الامر الآلهى.

تعرف حينئذ ان من يتخذه (حجة الزمن) عليه السلام أخا له ويعترف له بالصدق في الاقوال والرشد في الامر هو فوق مستوى البشر بعد الحجج الاطهار. نعم وجده صاحب الناحية المقدسة ذلك الرجل الناهض للدعوة الآلهية الناشر للمعارف الاحمدية والذاب عن قدس الشريعة المطهرة فأعطاه ذلك الوسام المشعر بالعظمة والتفوق على غيره ممن عاصره.

كتاب الجمل :

وان من يقرء كتبه في الامامة والفقه والحديث يذعن بأنه ذلك المتبرز في البرهنة الصحيحة ودحض معرة الشبه والالحاد ، وليس من البدع إذا كان شيخ الامة المفيد مستقاها في العلوم ومورد ريها ومحل ثقتها.

أما كتاب (الجمل) فيعطى القارئ صورة واضحة لشيخنا الاعظم من دقة النظر وقوة في الحجاج كما انه يوقف الباحث على الآراء في الامامة وما يرتؤنه في هذا الحادث الذى أقلق الفكر وأخذ بمن لم يستضئ بنور الحقيقة إلى مهوى سحيق.

ولقد دلنا هذا الكتاب المفعم بالشواهد التاريخية الصحيحة عند الفريقين على نفسيات الرجال وضعف الادمغة مع عدم التباعد عن أحاديث الرسول الاقدس في حق وصيه المقدم والخلفاء من ذريته ، وان الخلاف عليه وخيم العاقبة ، وهذا بعد التعريف بمواقفه في الاسلام يوم

٥

كان الشرك ضاربا بحرانه مخيما على أولئك الضعفاء وبمضاء من سيف أمير المؤمنين عليه السلام ونمير من فضله قام عمد التوحيد واحكمت قواعد الايمان وانقشعت سحب الضلال واستنار العالم بالحقايق.

كان كتاب (الجمل) الماثل اليوم أمام القراء الكرام مختبئا في زوايا المكتبات لا يصل إليه إلا النفر النزر من رواد السيرة والتاريخ حتى قيض الله سبحانه المهذب الغيور (محمد كاظم بن الحاج محمد صادق الكتبى) صاحب المطبعة الحيدرية في النجف فأخرجه إلى القراء تلبية لطلبهم ونزولا عند رغبتهم ولكن الاسراع في الاجابة وحراجة الظروف أثرت على العناية في تصحيح الكتاب وتدقيقه غير ان الرغبة الاكيدة في الوقوف على ما فيه من حقايق التى لم يحوها غيره من المؤلفات على كثرتها أوجب تهافت القراء عليه ثقة بشيخنا المعظم لما أوتى من سعة في الحديث وتثبت في النقل ومحص دقيق لقضايا التاريخ.

وبعد نفاد نسخ الطبعة الاولى اجتهد الناشر صاحب (المطبعة الحيدرية) في عرض الكتاب على جماعة من أعلام المؤرخين فدققوا النظر في الكتاب بعد المقابلة على نسخة العلامة المتبحر الشيخ على نجل الحجة الشيخ محمد رضا بن آية الله الشيخ هادى آل الشيخ الاكبر كاشف الغطاء أيده الله وأدامه مساعدا ومروجا لاحياء مؤلفات علمائنا الاعلام.

ثم أن المساعدين للناشر لم يكتفوا بهذه النسخة وغيرها وإنما بذلوا الجهد في تطبيق ما يذكره (المفيد) مع نصوص المؤرخين الاقدمين الذين تعرضوا لقضية (الجمل) وحديث الناكثين وأضافوا إلى ذلك تعاليق في هامش الكتاب كان بها الجدارة في الاثبات.

٦

فالناشر يشكر المساعدين له الآخذين بعضده في المحافظة على تصحيح هذا المؤلف القيم ، كما إنا نشكر همته القعساء ونشخص إلى المهيمن سبحانه مبتهلين بأن يمد في عمره وبوفقه للمثابرة على إحياء هذه المؤلفات الجليلة يفيض عليه من لطفه وجوده.

ان رحمة الله قريب من المحسنين.

ومن يعمل مثقال ذرة خيرا يره.

وفاة المفيد :

توفى الشيخ (المفيد) ليلة الثالث من رمضان ببغداد سنة ٤١٣ هج‍ وصلى عليه علم الهدى السيد المرتضى بميدان الاشنان وحمل إلى مشهد الامامين الكاظمين عليهما السلام فدفن عند رجليهما ، وكان يوم وفاته كما يحدث عنه الشيخ الطوسى في (الفهرست (١) يوما مشهودا عظيما اجتمع لتشييعه خلق كثير وبكاه المؤالف والمخالف ووجد على قبره مكتوب :

لا صوت الناعي بفقدك إنه

يوم على آل النبي عظيم

إن كنت قد غيبت في جدث الثرى

فالعدل والتوحيد فيك مقيم

والقائم المهدى يفرح كلما

تليت عليك من الدروس علوم

__________________

(١) المطبوع في المطبعة الحيدرية في النجف الاشرف.

٧

فهرس كتاب الجمل

اختلاف الأمة في فتنة الجمل..................................................... ١٩

رأي عمار بن ياسر فيمن حارب عليا عليه السلام.................................. ١٩

رأي سعد بن وقاص وأسامة بن زيد وعبد الله بن عمر في الجلوس عن الحرب............ ٢٠

رأى المعتزلة.................................................................... ٢٤

رأى الخوارج ، والشيعة........................................................... ٢٩

عصمة أمير المؤمنين عليه السلام.................................................. ٣٠

تصدق أمير المؤمنين بالخاتم وهو في الصلاة......................................... ٣٢

حديث المنزلة.................................................................. ٣٣

أحاديث الرسول صلى الله عليه وآله في فضل أمير المؤمنين (ع)....................... ٣٥

نظرة في الأحاديث.............................................................. ٣٧

إنكار الخوارج والأموية فضل أمير المؤمنين عليه السلام............................... ٣٨

قتال الناكثين.................................................................. ٣٩

علي عليه السلام في خيبر يوم الحصار............................................. ٤٠

البيعة لأمير المؤمنين عليه السلام بعد عثمان........................................ ٤٠

تأخر سعد وأسامة عن حرب البصرة.............................................. ٤٣

نظرية ابن العربي في جواز قتال من خرج على أمير المؤمنين............................ ٤٣

نظرية الجصاص في حلية قتال علي عليه السلام لمن خرج عليه........................ ٤٤

رأى الحنابلة في قتال الباغين على الإمام............................................ ٤٥

الأسباب في تأخر سعد وأسامة عن نصرة علي عليه السلام.......................... ٤٦

٨

بيعة المهاجرين.................................................................. ٥٠

بيعة الأنصار................................................................... ٥١

بيعة الهاشميين................................................................... ٥١

بيعة باقي الشيعة............................................................... ٥٢

دعوى الاجبار في البيعة......................................................... ٥٣

كراهة المسلمين استخلاف ...................................................... ٥٩

الصحابة يوم الشورى........................................................... ٦٠

خطبة علي (ع) يوم البيعة....................................................... ٦١

فرار عثمان وعدم حضوره بيعة الرضوان............................................ ٦١

اعتراض طلحة والزبير على أبى بكر في توليته عمر................................... ٦٢

الخطبة الشقشقية............................................................... ٦٤

امتناع على من البيعة............................................................ ٦٥

بيعة طلحة والزبير............................................................... ٦٧

الناكثان....................................................................... ٦٩

أسباب الخروج على عثمان....................................................... ٧٠

عبد الله بن عمر يبرء عليا من قتل عثمان.......................................... ٧٠

إنكار عمرو بن العاص على عثمان احداثه......................................... ٧٢

طلحة ممن أعان على قتل عثمان.................................................. ٧٤

كان طلحة يوم الدار يرمى بالسهام على دار عثمان................................. ٧٦

إنكار عائشة على عثمان وإخراجها نعل رسول الله صلى الله عليه وآله................. ٧٧

تسميتها إياه بنعثل.............................................................. ٧٨

ندم طلحة والزبير من البيعة...................................................... ٧٩

٩

المرأة والحجاب.................................................................. ٨١

قول النبي صلى الله عليه وآله لأم سلمة وميمونة : (أفعمياوتان أنتما).................. ٨٢

قصة الإفك والمناقشة فيها....................................................... ٨٤

إشارة ابن عباس على أمير المؤمنين بأن يحبس طلحة والزبير وامتناعه (ع) من أن يعاقب على الظنة   ٩١

براءة أمير المؤمنين من دم عثمان.................................................. ٩٢

أقوال أمير المؤمنين بمظلوميته واستشهاده بفقرات من خطبته الشقشقية.................. ٩٤

بيان ما نقم به الناس على عثمان................................................. ٩٦

الحدود لا تسقط بحال........................................................... ٩٦

صلاة الوليد بالناس وهو سكران.................................................. ٩٧

إقامة الحد على الوليد بن عقبة................................................... ٩٨

أسباب تبعيد النبي صلى الله عليه وآله للحكم بن أبي العاص عن المدينة................ ٩٩

أعطى عثمان آل مروان ألفي ألف دينار......................................... ١٠٠

ما جرى من عثمان على عمار حتى غشي عليه................................... ١٠١

علي عليه السلام ينصح عثمان................................................. ١٠٢

خطبة عثمان................................................................. ١٠٣

مروان بن الحكم يهدد من حضر الخطبة ورد عثمان عليه............................ ١٠٣

خطبة عثمان وفيها اعترافه بالزلة واستغفاره........................................ ١٠٤

ملاحات بين امرأة عثمان وبين مروان............................................ ١٠٥

استنصار عثمان معاوية وتأخر معاوية عن نصرته.................................. ١٠٦

١٠

الآراء في احداث عثمان........................................................ ١٠٧

دفاع المصنف (ره) عن أمير المؤمنين وتوجيه قعوده على قتلة عثمان.................. ١٠٨

رأى الجاحظ في أمير المؤمنين (ع) ورد الشيخ المفيد عليه............................ ١١٠

رأى العثمانية في أمير المؤمنين عليه السلام........................................ ١١٢

شعر الوليد في مطالبة بنى هاشم بدم عثمان...................................... ١١٤

أشعار حسان في مطالبة الزبير وطلحة بدم عثمان................................. ١١٤

النجائب والأدراع التي أخذها أمير المؤمنين من عثمان كانت للمسلمين............... ١١٧

الآية النازلة في فسق الوليد بن عقبة............................................. ١١٧

تسجيل المفيد (ره) على حسان من الاتفاق بأنه قذف عائشة....................... ١١٨

شعر حسان في حق الأمير عليه السلام يوم الغدير................................. ١١٩

مبدء فتنة الجمل وما كان يرومه طلحة والزبير وعائشة.............................. ١٢٠

إخراج عائشة ثوب النبي صلى الله عليه وآله تقول انه لم يبل وقد أبلى عثمان سنته..... ١٢٣

انحياز أمويين إلى عائشة بمكة................................................... ١٢٣

اجتماع الزبير وطلحة بعائشة وطلبهما منها الخروج لحرب علي....................... ١٢٤

كان ابن أبي ربيعة وابن منبه يجهزان الناس لحرب علي (ع).......................... ١٢٥

نهى أم سلمة عائشة عن الخروج مع الرجال....................................... ١٢٦

كان النبي صلى الله عليه وآله يأمر نساءه بالجلوس في بيوتهن........................ ١٢٩

كانت سودة بنت زمعة بعد نزول آية الحجاب لم تحج مخافة العقاب.................. ١٢٩

مكانة أم سلمة بين الناس حتى خاف الناكثان منها................................ ١٣٠

رأى محمد بن أبي بكر في مسير علي (ع) إلى الكوفة.............................. ١٣٠

مجاهدة أمير المؤمنين الناكثين................................................... ١٣٠

١١

إشارة بعضهم على أمير المؤمنين باخراج أم سلمة معه وامتناعه منه................... ١٣١

كتاب أمير المؤمنين إلى أبى موسى الأشعري...................................... ١٣٢

اعتراف المأمون بأن أمير المؤمنين عند خلافته قدم جميع ولد العباس على بني هاشم.... ١٣٢

كتاب علي (ع) إلى أهل الكوفة يستنفرهم...................................... ١٣٣

خطبة الحسن (ع) وعمار وقيس بالكوفة......................................... ١٣٤

خطبة أبى موسى الأشعري في تثبيط أهل الكوفة عن الخروج........................ ١٣٦

نهضة زيد بن صوحان في وجه الأشعري........................................... ١٣٦

شعر لرجل بجلي في رد أبي موسى الأشعري....................................... ١٣٧

الأشتر إلى قصر الأمارة........................................................ ١٣٨

خطبة الأشتر في جامع الكوفة.................................................. ١٣٩

خطبة حجر بن عدي في التحريض على الجهاد مع علي (ع)....................... ١٤٠

تمسك أبى موسى الأشعري بكتاب عائشة........................................ ١٤١

كتاب أمير المؤمنين إلى أهل الكوفة............................................. ١٤١

أمير المؤمنين في الطريق......................................................... ١٤٢

خطبة عمار بالكوفة........................................................... ١٤٣

خطبة الحسن (ع) بالكوفة..................................................... ١٤٤

مخادعة ابن عباس لأبي موسى الأشعري.......................................... ١٤٤

خطبة أمير المؤمنين بذي قار.................................................... ١٤٥

خطبة أخرى له بذي قار وفيها دعاؤه على طلحة والزبير............................ ١٤٥

كلام الأشتر بعد الفراغ من الخطبة وفيه تسكين لفورة أمير المؤمنين (ع).............. ١٤٧

متابعة أبى التيهان وعدي بن حاتم للأشتر في القول................................ ١٤٧

١٢

إظهار أبى زينب لأمير المؤمنين الطاعة وان الموت معه أحب إليه من كل شئ.......... ١٤٨

الناكثون مع عثمان بن حنيف.................................................. ١٤٩

فرح حفصة بكتاب عائشة إليها................................................ ١٥١

أم كلثوم بنت علي (ع) مع حفصة............................................. ١٥١

خطبة عائشة بالمربد........................................................... ١٥٢

اعتراف المفسرين بما نزل في عائشة وحفصة من المظاهرة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم      ١٥٢

الهدنة مع عثمان بن حنيف على أن يكون له بيت المال حتى يأتي على............... ١٥٣

شهادة أسامة بن زيد بأن طلحة والزبير بايعا مكرهين وما فعله معه تمام بن العباس...... ١٥٣

نقض الناكثين لشروط الهدنة وفعلهم القبيح بابن حنيف........................... ١٥٤

نهضة حكيم بن جبلة غيرة على ابن حنيف....................................... ١٥٤

تغلب الناكثين على بيت المال.................................................. ١٥٥

نزاع طلحة والنزاع على ختم بيت المال........................................... ١٥٥

ذهاب ابن حنيف إلى أمير المؤمنين مع ما صنع به................................. ١٥٦

أمير المؤمنين (ع) في بيت مال البصرة بعد الفتح.................................. ١٥٦

الزبير شاك في القتال........................................................... ١٥٧

أخبار أمير المؤمنين من يأتيه من أهل الكوفة فكان كما قال......................... ١٥٩

استئذان الأحنف بن قيس من أمير المؤمنين في الجلوس وتخذيل قومه.................. ١٦٠

حديث النبي صلى الله عليه وآله لا أفلح قوم ولو أمرهم امرأة........................ ١٦١

١٣

كتاب عائشة إلى المدينة واليمامة................................................ ١٦٢

خطبة طلحة بالبصرة بعد حبس ابن حنيف....................................... ١٦٤

رد عبد الله بن حكيم التميمي عليه.............................................. ١٦٥

خطبة أخرى لطلحة ورد رجال من أهل البصرة عليه................................ ١٦٥

خطبة عائشة وفيها تطالب بدم عثمان........................................... ١٦٧

عمرو بن حصين يؤنب عائشة على الخروج....................................... ١٦٨

أمير المؤمنين (ع) ينصح أصحاب الجمل......................................... ١٦٩

ما جرى بين ابن عباس وطلحة من الكلام حول حصر عثمان....................... ١٧٠

قول النبي صلى الله عليه وآله لعائشة تنبحك كلاب الحوأب......................... ١٧٢

أمير المؤمنين ينظم الجيش....................................................... ١٧٣

استنهاض عائشة لكعب بن شور............................................... ١٧٥

أبيات أحد بنى وهب يلوم كعبا على النهضة مع عائشة............................ ١٧٥

تنظيم الناكثين لأصحابهم...................................................... ١٧٦

خطبة ابن الزبير............................................................... ١٧٦

ترجمة مالك بن مسمع......................................................... ١٧٦

خطبة الحسن عليه السلام...................................................... ١٧٧

خطبة طلحة ورد رجل حجازي عليه............................................. ١٧٨

خطبة أمير المؤمنين لما بلغه اجتماعهم على حربه................................... ١٧٩

أبيات حكيم بن مناف بعد الفراغ من الخطبة يذكر فيها طاعته له (ع)............... ١٧٩

الحرب....................................................................... ١٨٠

مقدار عمر محمد بن الحنفية يوم الجمل وعذره عن الخروج مع الحسين ع.............. ١٨١

ابن عباس يحمل الكتاب المجيد إلى الناكثين للمحاكمة إليه......................... ١٨٢

مجيء ابن عباس إلى عائشة ومعه القرآن وإبائها عن القبول.......................... ١٨٣

١٤

الغلام من بنى عبد القيس يحمل القرآن إليهم ثانيا وقد أخبره أمير المؤمنين بالشهادة.... ١٨٣

رجز أصحاب الجمل وأصحاب علي (ع)........................................ ١٨٣

أم الغلام تحمله قتيلا إلى أمير المؤمنين ورثائها له................................... ١٨٤

وصية أمير المؤمنين أصحابه أن لا يجهزوا على جريح ولا يتبعوا مدبرا.................. ١٨٤

لواء رسول الله صلى الله عليه وآله يدفعه أمير المؤمنين إلى ابن الحنفية وإخباره بأنه لا يرد منكسرا      ١٨٤

أبيات قيس بن سعد لما رأى اللواء منشورا......................................... ١٨٥

مقدار عمر عمار بن ياسر يوم الجمل............................................ ١٨٧

عائشة ترمى أصحاب علي (ع) بكف من التراب................................. ١٨٨

أبيات أم ذريح العبدية المتشيعة في ذم عائشة...................................... ١٨٨

صفة درع أمير المؤمنين (ع).................................................... ١٩١

قوله (ع) لابن عباس لا تخف أن أؤتى من ورائي.................................. ١٩١

خطبة أخرى لأمير المؤمنين قبل الحرب........................................... ١٩٢

أخذه (ع) الراية من ابنه وجعل يهرول بها......................................... ١٩٣

قاتل على يوم الجمل أشد القتال................................................ ١٩٤

ابن الزبير تداوى جراحته امرأة عثمانية............................................ ١٩٥

محمد ابن أبي بكر يحمل ابن الزبير إلى عائشة..................................... ١٩٥

خاتم عبد الرحمان بن عتاب بن أسيد بيع بخمسمائة دينار.......................... ١٩٦

كان عمار بن ياسر يقول لمن يظهر الطلب بدم عثمان : عائشة والرجلان قتلوه....... ١٩٧

كان عمار يقول : لو ضربونا حتى نبلغ سعفات هجر لعلمنا إنا على حق............. ١٩٧

١٥

أمير المؤمنين يطعن الهودج بالرمح................................................ ١٩٩

كانت عائشة بعد الهزيمة تسب عليا............................................. ٢٠٠

محل دفن طلحة ومن رماه بسهم................................................. ٢٠٢

ندم عائشة على فعلتها........................................................ ٢٠٤

مقتل طلحة.................................................................. ٢٠٦

مقتل الزبير................................................................... ٢٠٩

أمير المؤمنين يكلم القتلى....................................................... ٢١١

الشهيد يحتج بدمه............................................................ ٢١٣

كتاب أمير المؤمنين إلى المدينة.................................................. ٢١٣

كتابه (ع) إلى أخته أم هاني بالفتح............................................. ٢١٤

كتابه (ع) إلى أهل الكوفة..................................................... ٢١٥

خطبة له (ع) بالبصرة......................................................... ٢١٦

زهده عليه السلام............................................................. ٢١٦

خطبته بعد قسمة المال......................................................... ٢١٧

سيرته في أهل البصرة.......................................................... ٢١٨

أمير المؤمنين يذم أهل البصرة................................................... ٢١٩

الأسباب التي كانت عائشة من أجلها تبغض عليا................................. ٢٢١

مسير عائشة إلى المدينة........................................................ ٢٢٣

اعتراف مروان بالظلم.......................................................... ٢٢٤

ولاية ابن عباس على البصرة.................................................... ٢٢٥

لما خرج أمير المؤمنين من البصرة توجه إليها وذكر كلاما فيها........................ ٢٢٧

أبيات ابن أم كلاب يذم بها عائشة.............................................. ٢٣٠

كتاب عائشة إلى زيد بن صوحان ورده عليها...................................... ٢٣١

اخبار النبي عائشة بما يكون منها من حرب علي................................... ٢٣٢

١٦

١٧

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذى ضمن النصرة لناصريه ، وأعان على الحق بتوفيقه متبعيه ، وخذل من عند عن دينه والحد فيه ، وصلواته على صفوته من خلقه ومجتبيه ، محمد وآله المخصوصين بالطهارة والتنزيه ، أيدك الله بتوفيقه سألت أن أورد لك ذكر الاختلاف بين أهل القبلة في حديث الفتنة بالبصرة ، وما كان بين أمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه السلام وبين عائشة وطلحة والزبير من الحرب المهولة والقتال ، ومذهب كل فريق من الامة فيه على شرح له وبيان ، وإثبات سبب هذه الفتنة والاخبار التى جاءت فيما جرى بين القوم ، من القتال والفعال. فان كل كتاب صنف في هذا الفن قد تضمن أخبارا تلتبس معانيها على جمهور الناس ولم يأت أحد من المصنفين بذكر الحرب في هذه الفتنة على الترتيب والنظام بل خلطوا الاخبار فيها خلطا لم يحصل معه تصور الخلل فيما كان بين الجميع منه على الظهور والتبيان للذى جاء. فقد جمعت لك أيدك الله كلما صدر عنهم ، وأثبت في هذا الكتاب برهانا يفضى الناظر فيه إلى صحة الاعتقاد في أحكام القوم بأسمائهم بأعمالهم وما فيها من الكفر والايمان والطاعة والعصيان والتبين والضلال. لتعلم وفقك الله

١٨

بالنظر والاعتبار وتخرج بذلك من التقليد الموبق لصاحبه ولتظفر بالحق ويزول عنك الاشتباه الذى التبس عليك أمره فيما كان هناك وأجبتك إلى ما سألت معتصما بالله عزوجل وسائلا لك التوفيق والرشاد وبالله أستعين.

(القول في اختلاف الامة) في فتنة الجمل وأحكام القتال فيها :

أما المتولون للقتال في هذه الفتنة فقد أنبانا عملهم فيها عن اعتقادهم ودلت ظواهرهم في ذلك على بواطنهم فيه إذ العلم يحيط بأن أمير المؤمنين عليا (ع) وولده وأهله من بني هاشم وأتباعه من المهاجرين والانصار وغيرهم من المؤمنين لم يسلكوا فيما باشروه من الحرب وسعوا فيه من القتل واستباحة الدماء طريق المجرمين ، لذلك الطالبين به العاجل ، والتاركين به ثواب الآجل ، بل كان ظاهرهم في ذلك ، والمعلوم من حالهم ، وقصدهم التدين والقربة إلى الله تعالى بعملهم ، والاجتهاد فيه وان تركه والاعراض عنه موبق من الاعمال والتقصير فيه موجب لاستحقاق العقاب.

ألا ترى إلى ما أشتهر من قول أمير المؤمنين (ع) وقد سئل عن قتاله للقوم (لم أجد الا قتالهم أو الكفر بما أنزل الله على محمد صلى الله عليه وآله).

وقول عمار بن ياسر رحمه الله : أيها الناس والله ما أسلموا ولكنهم أستسلموا وأسروا الكفر فلما وجدوا له أعوانا أظهروه (١) في أمثال هذين القولين من جماعة جلة من شيعة أمير المؤمنين (ع) يطول بشرحها الكتاب فهم يلائم معاني كلامهم في ذلك ظواهر فعالهم. والمعلوم من قصودهم وهذا ما لا مزيد فيه بين العلماء ، وانما يشتبه الامر فيه على الجهلاء الذين لم يسمعوا الاخبار ، ولا اعتبروا بتأمل الآثار.

وكذلك الامر محيط بأن ظاهر عائشة وطلحة والزبير وكثير ممن

__________________

(١) نصر بن مزاحم في كتاب صفين ص ٢٤٣ ط مصر.

١٩

كان في حيزهم التدين بقتال أمير المؤمنين (ع) وأنصاره والقربة إلى الله سبحانه وتعالى في استفراغ الجهد فيه ، وانهم كانوا يريدون على ما زعموا وجه الله والطلب بدم الخليفة المظلوم عندهم ، المقتول بغير حق وانهم لا يسعهم فيما أضمروه في اعتقادهم إلا الذى فعلوه ، فوضح من ذلك ان كلا من الفريقين يصوب رأيه فيما فعل ويخطئ صاحبه فيما صنع ويشهد لنفسه بالنجاة ويشهد على صاحبه بالضلال والهلاك.

إلا أن أمير المؤمنين (ع) صريح بالحكم على محاربيه ووسمهم بالغدر والنكث ، وأخيرا أن النبي صلى الله عليه وآله أمره بقتالهم وفرض عليه جهادهم ولم يحفظ عن محاربيه فيه شيئ ولا سمة له بمثل ذلك وان كان المعلوم من رأيهم التخطئة له في القتال ، والحكم عليه في بقائه على الامر والامتناع من رده شورى بينهم وتسليمه قتلة عثمان إليهم بالزلل عن الحق الواجب عندهم والصواب.

وكان مذهب سعد بن مالك بن أبى وقاص وعبد الله بن عمر ومحمد ابن مسلمة الانصاري ، واسامة بن زيد وأمثالهم ممن رأى القعود عن الحرب والتبديع لمن تولاها والحكم على أمير المؤمنين (ع) والحسن والحسين ومحمد بن علي (ع) وجميع ولد أبى طالب وكافة أتباع أمير المؤمنين من بني هاشم والمهاجرين والانصار والمتدينين بنصرته المتبعين له على رأيه في الجهاد ، بالضلال والخطأ ، في المقال والفعال ، والتبديع لهم في ذلك على كل حال.

وكذلك كان مذهبهم في عائشة وطلحة والزبير ومن كان على رأيهم في قتال أمير المؤمنين (ع) وانهم بذلك ضلال عن الحق عادلون عن الصواب ، مبدعون في استحلال دماء أهل الاسلام ، ولم يحفظ عنهم في الطائفتين ولا في احديهما تسمية بالفسوق ولا اخراجهم بما تولوه من الحرب والقتال عن الايمان.

٢٠