عيون المعجزات

الشيخ حسين بن عبد الوهاب

عيون المعجزات

المؤلف:

الشيخ حسين بن عبد الوهاب


الموضوع : العقائد والكلام
الناشر: مكتبة الداوري
الطبعة: ٠
الصفحات: ١٥٢

بمنكر فضله ، الا انه يتنفس الصعداء ويطرد البغضاء ، فقال له سلمان ، حدثني بشيء مما رأيت منه؟ فقال عمر : يا ابا عبد اللّه نعم خلوت ذات يوم بابن ابي طالب في شيء من امر الخمس ، فقطع حديثي وقام من عندي وقال مكانك حتى اعود إليك فقد عرضت لي حاجة ، فخرج فما كان باسرع من ان رجع وعلى ثيابه وعمامته غبار كثير ، فقلت : ما شأنك؟ فقال : نفر من الملائكة وفيهم رسول اللّه (ص) يريدون مدينة بالمشرق يقال لها (صيحون) فخرجت لا سلم عليه فهذه الغبرة ركبتني من سرعة المشي ، فضحكت تعجبا حتى استلقيت على قفاي ، فقلت : رجل مات وبلي وأنت تزعم انك لقيته الساعة وسلمت عليه ، هذا من العجائب ومما لا يكون فغضب فغضب ونظر الي وقال أتكذبني يا بن الخطاب؟ فقلت : لا تغضب وعد الى ما كنا فيه فان هذا الأمر مما لا يكون ، قال : فان اريتكه حتى لا تنكر منه شيئا استغفرت اللّه مما قلت واضمرت واحدثت توبة مما أنت عليه ، قلت نعم ، فقال : قم معى فخرجت معه الى طرف المدينة فقال غمض عينيك فغمضتهما فمسحهما بيده ثلاث مرات ثم قال : افتحهما فاذا انا واللّه يا ابا عبد اللّه برسول اللّه في نفر من الملائكة لم انكر منه شيئا فبقيت واللّه متعجبا انظر إليه ، فلما اطلت قال لي نظرته؟ قلت نعم ، قال : غمض عينيك فغمضتهما ثم قال : افتحهما ففتحهما فاذا لا عين ولا اثر ، قال سلمان فقلت له : هل رايت من علي (ع) غير ذلك؟ قال : نعم لا اكتمه عنك ، خصوصا استقبلني يوما واخذ بيدي ومضى

٤١

بي الى الجبانة ، وكنا نتحدث في الطريق وكان بيده قوس ، فلما خلصنا في الجبانة رمى بقوسه من يده فصار ثعبانا عظيما مثل ثعبان موسى ففغر فاه وأقبل نحوي ليبلعني ، فلما رايت ذلك طارت روحي وتنحيت وضحكت في وجه علي وقلت الأمان ، اذكر ما كان بيني وبينك من الجميل ، فلما سمع كلامي استفرغ ضاحكا وقال لطفت في الكلام وانا اهل بيت نشكر القليل ، فضرب بيده الى الثعبان واذا هو قوسه التي كانت في يده ، ثم قال عمر : يا ابا عبد اللّه لكتمت ذلك عن كل واحد واخبرتك به يا ابا عبد اللّه ، انهم اهل بيت يتوارثون هذه الاعجوبة كابرا عن كابر ، ولقد كان عبد اللّه وابو طالب ياتون بامثال ذلك في الجاهلية ، هذا وانا لا انكر فضل علي وسابقته ونجدته وكثرة علمه ، فارجع إليه واعتذر عني إليه وانشر عليه بالجميل.

وروت الشيعة باسرهم : ان امير المؤمنين (ع) لما قعد ابو بكر مقعده ودعا الى نفسه بالامامة ، احتج عليه بما قاله رسول اللّه (ص) فيه في مواطن كثيرة من ان عليا (ع) خليفته ووصيه ووزيره وقاضي دينه ومنجز وعده ، وانه (ص) امرهم باتباعه في حياته وبعد وفاته؛ وكان من جواب ابي بكر انه قال : وليتكم ولست بخيركم اقيلوني فقيل له يا امير المؤمنين من يقيلك؟ الزم بيتك وسلم الامر الى الذي جعله اللّه تعالى ورسوله (ص) له ، ولا يغرنك من قريش اوغادها ، فانهم عبيد الدنيا يزيلون الحق عن مقره طمعا منهم في الولاية بعدك ، ولينالوا

٤٢

في حياتك من دنياك؛ فتلجلج في الجواب وجعل يعده بتسليم الأمر إليه ، فقال له امير المؤمنين (ع) يوما ان اريتك رسول اللّه (ص) وامرك باتباعي وتسليم الامر الي أما تقبل قوله؟ فتبسم ضاحكا متعجبا من قوله ، وقال : نعم ، فاخذه بيده وادخله المسجد وهو مسجد قبا بالمدينة ، فاراه رسول اللّه (ص) يقول له يا ابا بكر أنسيت ما قلته في علي (ع) فسلم إليه الامر واتبعه ولا تخالفه ، فلما سمع ذلك ابو بكر وغاب رسول اللّه (ص) عن بصره بهت وتحير واخذته (الافكل)! وعزم على تسليم الامر إليه ، فدخل في رايه الثاني ، وقال له : ما روته اصحاب الحديث وليس هذا موضعه ، فان هذا تأليف مقصور على ذكر المعجزات والبراهين فقط.

(ومن دلائل أمير المؤمنين (ع)

(ومعجزاته وخبره مع غطرفة الجني وهو خبر معروف)

(عند علماء الشيعة)

وقد وجدت هذا الخبر في كتاب الانوار ، حدث احمد بن محمد بن عبد ربه قال : حدثني سليمان بن علي الدمشقي عن ابي هاشم الرماني عن زاذان عن سلمان رضي اللّه عنه ، قال : كان النبي (ص) ذات يوما جالسا بالابطح وعنده جماعة من اصحابه وهو مقبل علينا بالحديث ، اذ نظرنا الى زوبعة قد ارتفعت فاثارت الغبار وما زالت تدنو والغبار يعلو الى ان وقفت بحذاء

٤٣

النبي (ص) ثم برز منها شخص كان فيها ، ثم قال : يا رسول اللّه اني وافد قومي وقد استجرنا بك فاجرنا وابعث معي من قبلك من يشرف على قومنا ، فان بعضهم قد بغى علينا فيحكم بيننا وبينهم بحكم اللّه وكتابه ، وخذ علي العهود والمواثيق المؤكدة ان ارده إليك سالما في غداة غد ، الا ان تحدث علي حادثة من عند اللّه ، فقال له النبي (ص) من أنت ومن قومك؟ قال : انا غطرفة ابن شمراخ احد بني نجاح ، وانا وجماعة من اهلي كنا نسترق السمع ، فلما منعنا من ذلك امنا ولما بعثك اللّه نبيا امنا بك على. ما علمته ، وقد صدقنا وخالفنا بعض القوم واقاموا على ما كانوا عليه فوقع بيننا وبينهم الخلاف ، وهم اكثر منا عددا وقوة ، وقد غلبوا على الماء والمراعي واضروا بنا وبدوا بنا ، فابعث معي من يحكم بيننا بالحق ، فقال له النبي : فاكشف لنا عن وجهك حتى نراك على هيئتك التي أنت عليها قال فكشف لنا عن صورته ، فنظرنا فاذا شخص عليه شعر كثير واذا رأسه طويل ، طويل العينين عيناه في طول رأسه : صغير الحدقتين ولها اسنان كأنها اسنان السباع ، ثم ان النبي (ص) اخذ عليه العهد والميثاق على ان يرد عليه في غد من بعث به معه ، فلما فرغ من ذلك التفت الى ابي بكر فقال له صر مع اخينا غطرفة وانظر الى ما هم عليه واحكم بينهم بالحق ، فقال : يا رسول اللّه واين هم؟ قال هم تحت الارض ، فقال أبو بكر : وكيف اطيق النزول تحت الارض وكيف احكم بينهم ولا احسن كلامهم؟ ثم التفت الى عمر ابن الخطاب فقال له : مثل قوله لابي بكر ، فاجاب مثل جواب

٤٤

أبي بكر ، ثم اقبل على عثمان ، وقال له مثل قوله لهما فاجابه كجوابهما ، ثم استدعي بعلي (ع) وقال : يا علي صر مع اخينا غطرفة وتشرف على قومه وتنظر الى ما هم عليه وتحكم بينهم بالحق ، فقام امير المؤمنين (ع) مع غطرفة وقد تقلد سيفه قال سلمان : فتبعهما الى ان صار الى الوادي فلما توسطاه نظر الي امير المؤمنين (ع) وقال : قد شكر اللّه تعالى سعيك يا ابا عبد اللّه فارجع ، فوقفت انظر إليهما ، فانشقت الارض ودخلا فيها وعادت الى ما كانت ، ورجعت وتداخلني من الحسرة ما اللّه اعلم به؛ كل ذلك اشفاقا على امير المؤمنين (ع) ؛ واصبح النبي (ص) وصلى بالناس الغداة وجاء وجلس على الصفا وحف به اصحابه ، وتأخر امير المؤمنين (ع) وارتفع النهار واكثر الكلام الى ان زالت الشمس ، وقالوا ان الجني احتال على النبي وقد اراحنا اللّه من ابي تراب وذهب عنا افتخاره بابن عمه علينا ، واكثروا الكلام الى ان صلى النبي صلاة الاولى وعاد الى مكانه وجلس على الصفا؛ وما زال اصحابه بالحديث الى ان وجبت صلاة العصر واكثروا القوم الكلام واظهروا اليأس من امير المؤمنين (ع) ، فصلى النبي صلاة العصر وجاء وجلس على الصفا واظهر الفكر في امير المؤمنين ، وظهرت شماتة المنافقين بامير المؤمنين ، وكادت الشمس تغرب فتيقن القوم انه قد هلك اذا وقد انشق الصفا وطلع امير المؤمنين (ع) منه وسيفه يقطر دما ومعه غطرفة ، فقام إليه النبي (ص) وقبل بين عينيه وجبينه وقال : ما الذي حبسك عني الى هذا الوقت؟ فقال (ع) صرت

٤٥

الى جن كثير قد بغوا على غطرفة وقومه من المنافقين ، فدعوتهم الى ثلاث خصال فابوا علي ، وذلك اني دعوتهم الى الايمان باللّه تعالى والاقرار بنبوتك ورسالتك فابوا ، فدعوتهم الى اداء الجزية فابوا ، فسألتهم ان يصالحوا غطرفة وقومه فيكون بعض المرعى لغطرفة وقومه وكذلك الماء فابوا ذلك كله ، فوضعت سيفي فيهم وقتلت منهم زها ثمانين الفا فلما نظروا الى ما حل بهم طلبوا الامان والصلح ثم آمنوا وصاروا اخوانا ، وزال الخلاف وما زلت معهم الى الساعة ، فقال غطرفة يا رسول اللّه جزاك اللّه وامير المؤمنين عنا خيرا.

حدث محمد بن همام القطان قال : حدثني الحسن بن الحليم قال : حدثنا عباد بن صهيب قال : حدثنا الاعمش قال : نظرت ذات يوم وانا في المسجد الحرام الى رجل كان يصلي فاطال وجلس يدعو بدعاء حسن الى ان قال : يا رب ان ذنبي عظيم وأنت اعظم منه ولا يغفر الذنب العظيم الا أنت يا عظيم ، ثم انكب على الارض يستغفر ويبكي ويشهق في بكائه وانا اسمع ، واريد ان يتمم سجوده ويرفع رأسه وأقايله واسأله عن ذنبه العظيم ، فما رفع رأسه ادرت إليه وجهي ونظرت في وجهه فاذا وجهه وجه كلب ووبر كلب وبدنه بدن انسان ، فقلت له : يا عبد اللّه ما ذنبك الذي استوجب به ان يشوه اللّه خلقك؟ فقال : يا هذا ان ذنبي عظيم وما احب ان يسمع به احد ، فما زلت به الى ان قال : كنت رجلا ناصبيا ابغض علي بن ابي طالب (ع) واظهر ذلك

٤٦

ولا اكتمنه ، فاجتاز بي ذات يوم رجل وانا اذكر امير المؤمنين (ع) بغير الواجب ، فقال : ما لك ان كنت كاذبا فلا اخرجك اللّه من الدنيا حتى يشوه بخلقك ، لتكون شهرة في الدنيا قبل الآخرة ، فبت معافى وقد حول اللّه وجهي وجه كلب ، فندمت على ما كان مني وتبت الى اللّه مما كنت عليه واسأل اللّه الاقالة والمغفرة ، قال الاعمش : فبقيت متحيرا اتفكر فيه وفي كلامه وكنت احدث الناس بما رايت فكان المصدق اقل من المكذب.

روي عن ابي ذر جندب بن جنادة الغفاري انه قال : كنا مع رسول اللّه (ص) في بعض غزواته فلما امسينا هبط ريح باردة وعلتنا غمامة هطلت غيثا (مثعنجرا) ، فلما انتصف الليل جاء عمر بن الخطاب ووقف بين يدي رسول اللّه (ص) وقال : ان قد اخذهم البرد وقد ابتلت المقادح والزناد فلم تور وقد اشرفوا على الهلكة لشدة البرد ، فالتفت (ص) الى علي (ع) وقال له قم يا علي واجعل لهم نارا ، فقام (ع) وعمد الى شجر اخضر فقطع غصنا من اغصانه وجعل لهم منه نارا ، واوقد منها في كل مكان واصطلوا بها ، وشكروا اللّه تعالى واثنوا على رسول اللّه (ص) وعلى امير المؤمنين (ع).

وحدثني الشيخ ابو محمد الحسن بن محمد بن محمد بن نصر يرفعه الى محمد بن ابان بن لاحق النخعي : انه سمع مولانا الحسن الزكي الاخير يقول الزكي : سمعت ابي يحدث عن جده علي بن موسى (ع)

٤٧

انه قال : اعتل صعصعة بن صوحان العبدي ، فعاده مولانا امير المؤمنين (ع) في جماعة من اصحابه ، فلما استقر بهم المجلس فرح صعصعة فقال امير المؤمنين (ع) لا تفتخرن على اخوانك بعيادتي اياك ، ثم نظر الى فهر في وسط داره ، فقال لاحد اصحابه : ناولنيه فاخذه منه واداره في كفه واذا به سفرجلة رطبة ، فدفعها الى احد اصحابه ، وقال : قطعها قطعا وادفع الى كل واحد منا قطعة والى صعصعة قطعة والي قطعة ، ففعل ذلك فادار مولانا القطعة من السفرجلة في كفه فاذا بها تفاحة ، فدفعها الى ذلك الرجل وقال له : قطعها وادفع الى كل واحد قطعة والى صعصعة قطعة والي قطعة ، ففعل الرجل فاداره مولانا القطعة من التفاحة في كفه فاذا هي حجر فهر ، فرمى به الى صحن الدار ، فأكل صعصعة القطعتين واستوى جالسا وقال : شفيتني وازدت في ايماني وايمان اصحابك صلوات اللّه عليك.

روى اصحاب الحديث عن عبد اللّه بن العباس انه قال : عقمت النساء ان يأتين بمثل علي بن ابي طالب (ع) ، فو اللّه ما سمعت وما رأيت رئيسا يوازن به ، واللّه لقد رايته بصفين وعلى رأسه عمامة بيضاء ، وكان عينيه سراج سليط او عينا ارقم ، وهو يقف على شرذمة من اصحابه يحثهم على القتال ، الى ان انتهى الي وانا في كنف من الناس ، وقد خرج خيل لمعاوية المعروفة بالكتيبة الشهباء عشرون الف دارع على عشرين الف اشهب متسربلين الحديد ، كأنهم صفحة واحدة ما ترى منهم الا

٤٨

الحدق تحت المغافر. فاقشعر اهل العراق لما عاينوا ذلك. فلما رأى امير المؤمنين (ع) هذه الحالة منهم ، قال : هالكم يا اهل العراق ان هي الا جثث مائلة فيها قلوب طائرة ، ورجل جراد دفت بها ريح عاصف ، وشداة الشيطان الجمتهم والضلالة وصرخ بهم ناعق البدعة ففتنهم ، ما هم الا جنود البغاة وقحقحة المكاثرة ، لو مستهم سيوف اهل الحق تهافتوا تهافت الفراش في النار ، ولرأيتموهم كالجراد في اليوم الريح العاصف ، الا فاستشعروا الخشية وتجلببوا السكينة ، وادرعوا اللامة واقلقوا الاسياف في الاغماد ، قبل السل وانظروا الشزر واطعنوا الوخز وتناوحوا بالطبني وصلوا السيوف بالخطى والرماح بالنبل ، وعاودوا انفسكم الكر واستحيوا من الفر ، فانه عار باق في الاعقاب عند ذوي الاحساب ، وفي الفرار النار يوم الحساب ، وطيبوا عن انفسكم نفسا واطووا عن حياتكم كشحا ، وامشوا على الموت قدما وعليكم بهذا السواد الاعظم والرواق المطنب ، واضربوا نجبه فان الشيطان راقد في كسره نافخ خصييه مفترش ذراعيه ، قد قدم للوثبة يدا وأخّر للنكوص عقبا ، فاصدموا له صدما حتى ينجلي الباطل من الحق ، وانتم الاعلون ، فاثبتوا في المواكب وعضوا على النواجذ ، فانه ابنى للسيوف عن الهام فاضربوا بالصوارم وشدوا ، فها انا شاد محمل على الكتيبة وحملهم حتى خالطهم فلما دارهم دور الرحى المسرعة ، وثار العجاج فما كنت ارى الا رءوسا نادرة وابدانا طافحة وايدي طائحة ، وقد اقبل امير المؤمنين (ع)

٤٩

وسيفه يقطر دما وهو يقول (قاتلوا أئمة الكفر أنهم لا إيمان لهم لعلهم ينتهون).

وروي ان من نجا منهم رجعوا الى معاوية ، فلامهم على الفرار بعد ان اظهر التحسر والحزن على ما حل بتلك الكتيبة؛ فقال : كل واحد منهم كيف كنت رايت عليا وقد حمل علي ، وكلما التفت ورائي وجدته يقفو اثري؛ فتعجب معاوية! وقال لهم : ويلكم ان عليا لواحد كيف كان وراء جماعة متفرقين.

روي ان امير المؤمنين (ع) كلما رأى عبد الرحمن بن ملجم المرادي قال لمن حوله : هذا قاتلي ، فقال له قائل : فلا تقتله يا امير المؤمنين؟ فقال (ع) كيف اقتل قاتلي ، كيف ارد قضاء اللّه؟ ولما اختار اللّه تعالى لامير المؤمنين (ع) ما عنده ، كان من حديث الضربة وابن ملجم لعنه اللّه ما روته اصحاب الحديث ، من ان الضربة كانت قبل العشر الاخير من رمضان سنة احدى واربعين من الهجرة ، وروي سنة اربعين ، وروي ان الناس اجتمعوا حوله ، وان أمّ كلثوم صاحت وا ابتاه ، فقال عمرو بن الحمق : ليس على امير المؤمنين باس انما هو خدش ، فقال (ع) اني مفارقكم.

وروي ان أمّ كلثوم بكت ، فقال لها يا بنية ما يبكيك؟ لو تري ما ارى ما بكيت ، ان ملائكة السموات السبع لمواكب بعضهم خلف بعض ، وكذلك النبيون (ع) اراهم ، وهذا رسول اللّه اخذ بيدي يقول انطلق يا علي فان امامك خير لك

٥٠

مما أنت فيه وصيته (ع) للحسنين (ع) عند الممات ، ثم قال (ع) دعوني واهل بيتي اعهد إليهم ، فقام الناس الا قليل من شيعته فحمد اللّه واثنى عليه وصلى على النبي (ص) وقال : اني اوصي الحسن والحسين فاسمعوا لهما واطيعوا امرهما ، فقد كان النبي (ص) نص عليهما بالامامة من بعدي.

وروي انه (ع) لما اجتمع عليه الناس ، حمد اللّه واثنى عليه ثم قال : كل امرئ ملاق ما يفر منه ، والاجل تساق إليه النفس هيهات هيهات ، علم مكنون وسر خفي اما وصيتي لكم فاللّه تعالى ، لا تشركوا به شيئا ولا تضيعوا سنة نبيه محمد (ص) ، اقيموا هذين العمودين وخلاكم ذم ما لم تشركوا رب رحيم ودين قيم ، عليكم السلام الى يوم اللزام ، كنت بالامس صاحبكم وانا اليوم عظة لكم وغدا مفارقكم؛ ثم اوصى الى الحسن والحسين (ع) وسلم الاسم الاعظم ونور الحكمة ومواريث الأنبياء سلاحهم إليهما ، وقال لهما (ع) اذا قضيت نحبي فخذا من الدهليز حنوطي وكفني والماء الذي تغسلاني به ، فان جبرئيل (ع) يجيء بذلك من الجنة فغسلاني وحنطاني وكفناني واحملاني على جملي في تابوت وجنازة تجدانها في الدهليز.

وروي انه (ع) قال لهما (ع) اذا فرغتما من امري تناولا مقدم الجنازة فان مؤخرها يحمل ، فاذا وقفت الجنازة وبرك الجمل احفروا في ذلك الموضع ، فانكما تجدان خشبة محفورة كان نوح (ع) حفرها لي فادفناني فيها.

وروي انه (ع) قبض ليلة الجمعة لتسع ليال بقين من شهر

٥١

رمضان ، وهي التي كانت ليلة القدر وكان عمره خمس وستون سنة ، منها مع النبي (ص) خمس وثلاثون سنة وبعده ثلاثون سنة ، وان الحسن والحسين دخلا الدهليز فوجدا فيه الماء والحنوط والكفن كما ذكره (ع) ولما فرغا من شأنه ، تناولا مقدم الجنازة وحمل مؤخرها كما قال (ع) وحملاها الى مسجد الكوفة المعروفة بالسهلة ، ووجدت ناقة باركة هناك فحمل عليها وتبعوها الى الغري فوقفت الناقة هناك ثم بركت وحكت بمشفرها الارض فحفرا في ذلك المكان ، فوجدت خشبة محفورة كالتابوت فدفن فيها حيث ما اوصى اذ كان (ع) اوصى بذلك وبانه يدفن بالغري حيث تبرك الناقة ، فانه دفن فيه آدم ونوح (ع) ففعل ، وان آدم ونوح وامير المؤمنين (ع) دفنوا في قبر واحد ، وقال (ع) فيما اوصى اذا ادخلتماني قبري واشرجتما علي اللبن فارفعا اول لبنة فانكما لن ترياني.

وروي عن ابي عبد اللّه الجدلي وكان فيمن حضر الوصية ، انه قال : سالت عن رافع اللبنة فقال : يا سبحان اللّه اتراني كنت اعقل ذلك فقلت : هل وجدته في القبر؟ فقال لا واللّه ثم قال (ع) ما من نبي يموت في المغرب ويموت وصيه في المشرق ، الا الا وجمع اللّه بينهما في ساعة واحدة.

وروي انه لما قبض امير المؤمنين (ع) لم يبق حول بيت المقدس حجر الا دمي.

مكتوب بخط ابي الحسن النسابة في كتاب الانساب لقريش

٥٢

عن الزهري قال : قال عبد الملك بن مروان وكنت آتيا من بيت المقدس يا زهري ، ما كانت علامة اليوم الذي قتل فيه علي ابن ابي طالب (ع)؟ فقلت : اصبح الناس ببيت المقدس وما يقلب احد حجرا الا وتحته دم عبيط ، فقال عبد الملك ، يا زهري لسنا بغريبين عن هذا العلم.

(ومن دلائل فاطمة عليها السلام)

وفي حديث رسول اللّه (ص) لما دخل العباس في رواية ابي محمد الجلودي البصري ، عن الفرج بن فضالة عن ابيه عن يحيى بن سعيد عن محمد بن ابي بكر عن عمار ، قال : يا محمد بما ذا فضلت علينا اهل بيتك؟ فقال (ص) إليك يا عم لا تقل هذا ، فان اللّه تبارك وتعالى خلقني وعليا نورا ثم فتق من نورنا سبطي ثم فتق من نورنا نور العرش ومن نور سبطي نور الشمس والقمر ، كنا نعلم الملائكة التسبيح والتهليل والتمجيد كانت الزهراء تزهر لأهل السماء ثم قال اللّه تعالى : للملائكة وعزتي وجلالي وجودي وارتفاعي لافعلن ، فخلق سبحانه نور فاطمة (ع) كالقنديل فزهرت به السموات فسميت الزهراء ، لما استنار بنورها الافق ، فخرج العباس من عنده لا يحير جوابا ، فاستقبله علي (ع) فضمه الى صدره وقبل ما بين عينيه وجبينه وقال : ما اكرمكم على اللّه يا اهل بيت المصطفى (ص) ، وكان اسمها في الدار الدنيا فاطم وفاطر والزهراء والبتول والحصان والحوراء والسيدة والصديقة ومريم الكبرى.

٥٣

وروي عن حارثة بن قدامة قال حدثني سلمان الفارسي ، قال : حدثني عمار وقال : اخبرك عجبا؛ قلت : حدثني يا عمار ، قال نعم ، شهدت علي بن ابي طالب (ع) وقد ولج على فاطمة (ع) فلما بصرت به نادت ، ادن لاحدثك بما كان وما هو كائن وبما لم يكن الى يوم القيامة حين تقوم الساعة ، قال : فرأيت امير المؤمنين (ع) يرجع القهقرى فرجعت برجوعه ، اذ دخل على النبي (ص) فقال له : ادن يا ابا الحسن فدنا فلما اطمأن به المجلس قال له : تحدثني أم احدثك؟ فقال : الحديث منك احسن يا رسول اللّه ، فقال : كأني بك وقد دخلت على فاطمة وقالت لك كيت وكيت فرجعت ، فقال علي (ع) نور فاطمة من نورنا فقال (ص) أولا تعلم فسجد علي شكرا للّه تعالى قال عمار : فخرج امير المؤمنين وخرجت بخروجه فولج على فاطمة (ع) وولجت معه ، فقالت : كأنك رجعت الى ابي (ص) فاخبرته بما قلته لك؟ قال : كان كذلك يا فاطمة ، فقالت : اعلم يا ابا الحسن ان اللّه تعالى خلق نوري ، وكان يسبح اللّه جل جلاله ثم اودعه شجرة من شجر الجنة فاضاءت ، فلما دخل ابي (ص) الى الجنة اوحى اللّه تعالى إليه الهاما ان اقتطف الثمرة من تلك الشجرة وادرها في لهواتك ففعل ، فاودعني اللّه تعالى صلب ابي (ص) ثم اودعني خديجة بنت خويلد (ع) فوضعتني وانا من ذلك النور ، اعلم ما كان وما يكون وما لم يكن يا أبا الحسن المؤمن ينظر بنور اللّه تعالى.

٥٤

وروي ان فاطمة (ع) توفيت ولها ثماني عشرة سنة وشهران ، واقامت بعد النبي (ص) خمسة وسبعين يوما ، وروي اربعين يوما ، وتولى غسلها وتكفينها امير المؤمنين (ع) واخرجها ومعه الحسن والحسين (ع) في الليل ، وصلوا عليها ولم يعلم بها احد ، ودفنها في البقيع وجدد اربعين قبرا ، فاشتكل على الناس قبرها غضبه (ع) لما بلغه ما عزم عليه القوم من نبش قبرها فاصبح الناس ولام بعضهم بعضا ، وقالوا : ان نبينا (ص) خلف بنتا ولم نحضر وفاتها والصلاة عليها ودفنها ، ولا نعرف قبرها فنزورها ، فقال : من تولى الامر هاتوا من نساء المسلمين من ينبش هذه القبور ، حتى نجد فاطمة (ع) فنصلي عليها فنزور قبرها ، فبلغ ذلك امير المؤمنين (ع) فخرج مغضبا قد احمرت عيناه وقد تقلد سيفه ذا الفقار ، حتى بلغ البقيع وقد اجتمعوا فيه ، فقال (ع) لو نبشتم قبرا من هذه القبور لوضعت السيف فيكم فتولى القوم عن البقيع.

وروي انها (ع) كانت منزهة عما ينال النساء ، وان خديجة وضعتها (ع) طاهرة مطهرة ، وانها سبحت وقدست ومجدت في حال ولادتها ، واقرت بنبوة رسول اللّه (ص) وامامة علي بن ابي طالب (ع) وانها كانت تقرأ القرآن.

وروي ان رسول اللّه (ص) قال اوحى اللّه إليّ اني زوجت عليا فاطمة تحت شجرة طوبى فزوجه اياها فزوجت عليا فاطمة بامر اللّه تعالى.

وحدث الغلابي يرفع الحديث برجاله الى ابي ذر قال : دخلت

٥٥

فاطمة (ع) على النبي (ص) وقالت تعيرني نساء قريش ان اباك زوجك من علي وهو فقير ، فتبسم (ص) وقال واللّه لقد خاطبك مني اشراف قريش فما اجبتهم الى ذلك توقفا لخبر السماء ، فبينما انا في مسجدي في النصف من شهر رمضان اذ هبط علي جبرئيل (ع) وقال ان اللّه تعالى يقرؤك السلام ، وقد جمع الكروبين وحملة العرش تحت شجرة يقال لها طوبى وانا الخاطب ، واللّه الولي وزوج فاطمة من علي (ع) ثم قال : للشجرة انثري فتناثرت لؤلؤا رطبا فبادر الحور يلتقطن ، فهن منها يلتقطن الى يوم القيامة ، ويقلن هذا نثار فاطمة بنت محمد (ص) وجعل مهرها نصف الدنيا ، والحديث طويل اقتصرت على ثلث منه.

وروى ابو عبد اللّه محمد بن زكريا الغلابي في كتاب له عن جعفر بن محمد بن عمارة الكندي قال : حدثني ابي عن جابر بن عبد اللّه الانصاري قال : قيل يا رسول اللّه انك تلثم فاطمة وتشمها ولا تفعل ذلك بغيرها من بناتك؟ فقال (ص) ان جبرئيل اهدى الي تفاحة من تفاح الجنة فاكلتها ، فتحولت ماء في صلبي فاودعتها خديجة فحملت فاطمة ، وانا اشم منها رائحة الجنة.

وروي عن الغلابي عن عمار بن عمران عن عبيد اللّه بن موسى العبسي قال : اخبرني جبلة المكي عن طاوس اليماني عن ابن عباس ، قال : دخلت على عائشة بنت ابي بكر ، فقالت : دخلت على رسول اللّه (ص) وهو يقبل فاطمة ويشمها ، فقلت :

٥٦

أتحبها يا رسول اللّه؟ قال : انه لما عرج بي الى السماء الرابعة اذن جبرئيل واقام ميكائيل (ع) ثم قيل الي ادن يا محمد فصل بهم ، فقلت : اتقدم وأنت بحضرتي قال نعم ان اللّه تعالى فضل انبياءه المرسلين على ملائكته المقربين ، وفضلك أنت خاصة عليهم وعلى جميع الأنبياء ، فدنوت وصليت بأهل السماء الرابعة ، ثم التفت الى يميني فاذا انا بابراهيم (ع) في روضة من رياض الجنة وقد اكتنفه جماعة من الملائكة ، ثم التفت الى شمالي فاذا أنا باخي علي في روضة من رياض الجنة وقد اكتنفته جماعة من الملائكة ، ثم اني صرت الى السماء السادسة فنوديت نعم الاب ابوك ابراهيم ، ونعم الاخ اخوك ووزيرك علي بن ابي طالب (ع) ، فلما صرت الى الحجب اخذ بيدي جبرئيل (ع) فادخلني الجنة ، فاذا انا بشجرة من نور في اصلها ملكان ، يطويان الحلي والحلل ، فقلت : حبيبي جبرئيل لمن هذه الشجرة؟ فقال : هذه الشجرة لاخيك ووصيك علي بن ابي طالب (ع) ، وهذان الملكان يطويان الحلي والحلل الى يوم القيامة ، ثم نظرت امامي فاذا انا برطب الين من الزبد وبتفاحة رايحتها اطيب من المسك ، فاخذت رطبة وتفاحة فاكلتهما فتحولتا ماء في صلبي ، فلما هبطت الارض اودعته خديجة فحملت بفاطمة حورية انسية ، فاذا اشتقت الى الجنة شممت رائحة فاطمة (ع) ، قال ابن عباس : فدخلت على رسول اللّه فسألته عن فاطمة (ع) فحدثني بما حدثتني به عائشة.

٥٧

وعن الغلابي مرفوعا الى اسماء بنت عميس قالت : قال لي رسول اللّه وقد كنت شهدت فاطمة (ع) وقد ولدت بولد ولم ير لها دم فقال : يا اسماء ان فاطمة خلقت حورية في صورة انسية ، هي طاهرة مطهرة.

وحدث الغلابي عن العباس بن بكار مرفوعا الى جعفر بن محمد بن ابيه (ع) ، ان رسول اللّه (ص) قال : فاطمة بضعة مني ، فمن اذاها فقد اذاني ومن اذاني فقد اذى اللّه.

وحدث الاعمش عن ابيه عن ابن عمير ، قال : دخلت انا وخالتي على عائشة ، فقالت لها خالتي : يا عائشة باللّه قولي من كان احب الناس الى رسول اللّه (ص)؟ قالت فاطمة ، قالت انما اعني من الرجال ، قالت زوجها.

حدث الغلابي يرفع الحديث برجاله الى حذيفة بن اليمان فقال : اتيت رسول اللّه (ص) فقال ان ملكا استأذن ربه في زيارتي ، فزارني واخبرني ان اللّه تعالى يقول فاطمة سيدة نساء اهل الجنة.

وحدث الغلابي يرفع الحديث برجاله الى عائشة بنت ابي بكر ، قالت لفاطمة (ع) : رأيتك اكببت على النبي في مرضه فبكيت ، ثم اكببت عليه ثانية فضحكت؛ فقالت اكببت عليه فاخبرني انه ميت فبكيت ، ثم اكببت عليه فاخبرني اني اول اهله لحوقا به ، واني سيدة نساء العالمين فضحكت.

٥٨

وروى ان فاطمة عليها السلام ولدت الحسن والحسين من فخذها الايسر.

وروي ان مريم (ع) ولدت المسيح (ع) من فخذها الايمن.

وجدت هذه الحكايات في كتاب الانوار وفي كتب كثيرة.

وروي عن جابر بن عبد اللّه الانصاري قال : قال رسول اللّه دخلت على خديجة وقد حملت بفاطمة (ع) وكانت وحدها تتكلم ، فقالت ان الجنين الذي في بطني يكلمني واكلمه ولي به انس في حال وحدتي.

وروى الغلابي يرفع الحديث برجاله الى جابر بن عبد اللّه الانصاري انه قال : قالت أم ايمن لما زفت فاطمة الى علي (ع) قام رسول اللّه (ص) ومعه جماعة من اهل بيته واصحابه ، فلما اخذ علي (ع) بيد فاطمة ومضى بها ، كبر جبرئيل في السماء ، فسمع النبي التكبير فكبر وكبر اهل البيت واصحابه ، فهو اول تكبير كان في الزفاف ، فصار التكبير في الزفاف سنة.

(ومن دلائل السيدين الخيرين)

(أبي محمد الحسن وأبي عبد اللّه الحسين «ع» براهينهما)

وقام المولى ابو محمد الحسن (ع) بامر اللّه واتبعه المؤمنون ، وكان مولده بعد مبعث رسول اللّه بخمس عشرة سنة واشهر؛

٥٩

وولدت فاطمة (ع) ابا محمد (ع) ولها احدى عشرة سنة كاملة ، وكانت ولادته مثل ولادة جده وابيه (ص) ، وكان طاهرا مطهرا يسبح ويهلل في حال ولادته ، ويقرأ القرآن على ما رواه اصحاب الحديث ، عن رسول اللّه (ص) ان جبرئيل ناغاه في مهده؛ وقبض رسول اللّه (ص) وكان له سبع سنين وشهور.

من طريق الحشوية. عن سليمان بن اسحاق بن سليمان بن علي ابن عبد اللّه بن العباس قال : سمعت ابي يوما يحدث ، انه كان يوما عند هارون الرشيد ، فجرى ذكر علي بن ابي طالب (ع) فقال الرشيد : تتوهم العوام اني ابغض عليا واولاده ، واللّه ما ذلك كما يظنون ، وان اللّه يعلم شدة حبي لعلي والحسن والحسين ومعرفتي بفضلهم؛ ولقد حدثني امير المؤمنين ابي عن المنصور ، انه حدثه عن ابيه عن جده عن عبد اللّه بن العباس ، انه قال : كنا ذات يوم عند رسول اللّه (ص) ، اذ اتت فاطمة (ع) وقالت : ان الحسن والحسين خرجا فما ادري اين باتا ، فقال رسول اللّه (ص) ان الذي خلقهما الطف بهما مني ومنك ، ثم رفع النبي (ص) يده الى السماء وقال : اللهم احفظهما وسلمهما ، فهبط جبرئيل (ع) وقال : يا محمد لا تغتم فانهما سيدان في الدنيا والآخرة ، وابوهما خير منهما ، هما في حظيرة بني النجار نائمان ، وقد وكل اللّه بهما ملكا يحفظهما ، فقام رسول اللّه (ص) واصحابه حتى اتى الحظيرة ، فاذا الحسن معانق الحسين (ع) ، وملك

٦٠