الشجرة المباركة في أنساب الطالبيّة

محمّد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي البكري [ فخر الدين الرازي ]

الشجرة المباركة في أنساب الطالبيّة

المؤلف:

محمّد بن عمر بن الحسن بن الحسين التيمي البكري [ فخر الدين الرازي ]


المحقق: السيد مهدي الرجائي
الموضوع : التراجم
الناشر: منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي
المطبعة: مطبعة سيد الشهداء عليه السلام
الطبعة: ١
الصفحات: ٣٩١

وأمّا الحسن بن محمّد بن أحمد بن هارون ، فله من المعقّبين ابنان : علي أبو الحسن المقتول في حدود دامغان ، وعقبه بنيسابور ، وجعفر أبو عبد الله القاضي بالمدينة ، وبعض عقبه ببلد قائن من مضافات نيسابور.

أمّا جعفر بن محمّد بن أحمد بن هارون ، فجميع عقبه بنيسابور.

منهم : السيّد النسّابة المعروف بـ «عماد الدين» أبي جعفر محمّد بن علي بن هارون بن محمّد بن هارون بن محمّد بن جعفر الدقّاق المذكور ، وله بها أولاد.

وهاهنا آخر الكلام في نسب الموسويّة.

(أعقاب إسماعيل بن الصادق عليه‌السلام)

وأمّا إسماعيل الأعرج بن جعفر الصادق عليه‌السلام ، فأمّه فاطمة بنت الحسين الأثرم بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما‌السلام ، وأمّها أمّ حبيب بنت عمر الأطراف ، وأمّها أمّ عبد الله بنت عقيل بن أبي طالب. وكان إسماعيل من أكبر أولاد الصادق عليه‌السلام وأحبّهم إليه ، توفّي في حياة أبيه بالعريض ، فحمل على رقاب الناس إلى البقيع.

ولإسماعيل من الأولاد المعقّبين اثنان : محمّد ، وعلي.

أمّا محمّد وكنيته أبو الحسن ، فكان مع عمّه موسى بن جعفر يكتب له كتب السّر إلى شيعته في الآفاق.

فلمّا ورد الرشيد الحجاز سعى محمّد بعمّه إلى الرشيد ، فقال : أما علمت أنّ في الأرض خليفتين يجيء إليهما الخراج ، فقال الرشيد : ومن هذا؟ قال : موسى بن جعفر ، وأظهر أسراره ، فقبض عليه وحبسه ، وكان سبب هلاكه ، وحظى محمّد بن إسماعيل عنده ، وخرج معه إلى العراق ومات ببغداد ، ودعا عليه موسى بن جعفر عليهما‌السلام.

ولمحمّد بن إسماعيل هذا من الأولاد المعقّبين اثنان : إسماعيل الثاني ، وجعفر

__________________

(١) في سنة ثلاث وثلاثين ومائة قبل وفاة الصادق عليه‌السلام بعشرين سنة.

١٠١

الأكبر السلامي.

أمّا إسماعيل الثاني ، فله من المعقّبين اثنان : أحمد صاحب الشامة ، ومحمّد أمّهما فاطمة بنت علي الطبيب (١) بن عبيد الله بن محمّد بن عمر الأطرف.

أمّا أحمد صاحب الشامة ، فله أعقاب كثيرة ، والمعقّب من ولده ثلاثة : إسماعيل الأحول بمصر وأكثر عقبه بها ، والحسين النتيف ، وعلي يلقّب بـ «حركات» ولثلاثتهم أعقاب بدمشق.

وأمّا جعفر بن محمّد بن إسماعيل الأعرج ، فعقبه من رجل واحد محمّد يقال له الحبيب ، وله خمسة بنين : الحسن البغيض ، عقبه بمصر يعرفون بـ «بني البغيض» وعبد الله أبو محمّد المهدي ، وأحمد يعرف بـ «أبي الشلغلغ» عقبه بالمغرب ، وإسماعيل ، وجعفر قيل : لهما عقب بالمغرب أيضا ، فكلّهم لأمّ ولد واحدة.

والذي لا خلاف في عقبه الحسن البغيض ، ولا عقب له إلاّ من جعفر بن محمّد بن جعفر بن الحسن البغيض.

وأمّا عبيد الله أبو محمّد المهدي ، فهو أول من ادّعى الخلافة بالمغرب ومصر ، واختلف الناس في نسبه ، فمنهم من صحّح نسبه من الجعفرية.

قال محمّد الشهرستاني (٢) : كان إسماعيل أكبر أولاد الصادق عليه‌السلام ، وكان هو المنصوص عليه بالإمامة بعد وفات أبيه ، فمات إسماعيل قبل وفات أبيه.

فقالت الاثنا عشريّة : انتقلت الإمامة إلى موسى الكاظم عليه‌السلام ونقلوا عن الصادق عليه‌السلام أنّه قال : ما بدا لله في أمر كما بدا له في أمر إسماعيل (٣).

__________________

(١) في الفخري : الطيّب.

(٢) صاحب الملل والنحل ، وهو تلميذ إمام الحرمين ، وسمعنا من بعض الأفاضل أنّه من شهرستان بلخ ـ كذا في هامش الأصل.

(٣) رواه زيد النرسي في كتابه ، رواه عنه العلاّمة المجلسي ١ في البحار ٤ : ١٢٢.

١٠٢

وقالت الإسماعيلية : هذا باطل ، لأنّ الإمام لا بدّ وأن يكون عارفا بحال الموصى إليه ، فإذا نصّ على إمامة شخص لم ترجع الإمامة عنه البتّة ، ولأنّ إسماعيل كانت أمّه علويّة ، وأمّ موسى عليه‌السلام كانت جارية ، فعلى هذا لو ثبت موت إسماعيل كانت الفائدة في النصّ على إمامته بقاء الإمامة في أولاده.

وهذا كنصّ موسى على نبيّنا وعليه الصلام على إمامة هارون ، فإنّ فائدة ذلك النصّ إنّما ظهرت ببقاء الإمامة في أولاد هارون شبير وشبر.

ثمّ قال محمّد الشهرستاني : وكان محمّد بن إسماعيل اختفى ، وتسمّى باسم ميمون القداح تقيّة وتفألا باليمن وتقدح العلم ، فوقع لهذا السبب اسم الميمون القداح على ابن إسماعيل.

فثلاثة من أولاد محمّد بن إسماعيل بقوا مستورين لا وقوف لأحد عليهم ، الرضي ، والوفي ، والتقي (قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ ما يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِيلٌ) (١) ثمّ ظهر المهدي بالمغرب وبنى المهديّة.

ومن الناس من قال : هذا النسب باطل ، وهذا المهدي من أولاد ميمون بن ريصان القداح ، وكان من المجوس ومن أولاد ملوك العجم ، فأدخل هذا التلبيس في هذا النسب ، وأقام ولده مقام العلويّة الجعفريّة. وأمّا عقب المهدي بن العاضد بالله وهو السادس عشر من خلفاء مصر ، فمعلوم (٢).

وأمّا أحمد المعروف بـ «أبي الشلغلغ» فعقبه قليل وهم بالمغرب.

فقد فرغنا من ولد محمّد بن إسماعيل بن جعفر الصادق عليه‌السلام.

وأمّا علي بن إسماعيل بن جعفر الصادق عليه‌السلام ، فعقبه من رجل واحد هو محمّد ، وله أولاد آخرون لم يعقّبوا.

__________________

(١) سورة الكهف : ٢٢.

(٢) راجع الملل والنحل ١ : ١٦٧ و ١٩١.

١٠٣

وعقّب محمّد بن علي هذا من رجل واحد اسمه علي أبو الحسن يلقّب بـ «أبي الجنّ» ويعرف ولده بـ «بني أبي الجنّ» وعقّب أبي الحسن من ابن واحد اسمه الحسين أبو الحسن بقم.

وعقّب الحسين هذا من رجلين : الحسن أبو علي النقيب بالدينور. ومحمّد أبو جعفر عقبه بمصر وهم قليلون.

أمّا الحسن النقيب بالدينور ، فله من الأولاد المعقّبين أربعة :

العبّاس عقبه بالدمشق ، منهم قضاة وخطباء بها. ومحمّد أبو عبد الله الشعراني ، عقبه بقم ومشهد طوس ، وانتسب بعض المراوزة إليه. وعلي أبو الحسن نقيب البصرة وله عقب بحر جرابا. والحسين أبو عبد الله المقتول بالحيرة ، فيه وفي عقبه كلام.

أمّا العبّاس ، فمن ولده أبو الحسن الخطيب بدمشق أحمد بن حمزة بن الحسن بن العبّاس ، ثمّ صار أحمد هذا المذكور نقيب النقباء بمصر ، ويلقّب بـ «فخر الدولة» (١).

ومنهم : القاضي بدمشق أبو الحسين إبراهيم بن العبّاس بن الحسن بن العبّاس المذكور. وأخوه عقيل أبو البركات النقيب القاضي بدمشق.

أمّا محمّد الشعراني فله عقب كثير ، منهم : أبو المؤيّد إسماعيل بن الحسين بن محمّد بن علي بن محمّد الشعراني المذكور ، وله أعقاب بالمشهد ومرو (٢). فقد فرغنا من ولد إسماعيل بن جعفر.

__________________

(١) وهو الذي صنّف ابن الصوفي كتاب المجدي باسمه راجع الكتاب ص ٤ ـ ٥.

(٢) ذكره القاضي المروزي في الفخري ص ٢٦.

١٠٤

(أعقاب محمّد الديباج)

وأمّا محمّد الديباج (١) الملقّب بـ «المأمون» فله من الأبناء المعقّبين ثلاثة : علي المعروف بـ «الحارض» خرج مع ابن عمّه زيد النار بالبصرة. والقاسم الشيخ. والحسين الأكبر.

أمّا علي الحارض ، فهو أكثرهم عقبا ، وعقبه من رجلين : الحسين بقم ، والحسن عقبه قليل.

أمّا الحسين فله من المعقّبين ستة : محمّد أبو جعفر الجور (٢).

قال البخاري : ولهذا اللقب تأويل ، وهو أنّه كان يسكن البراري ويطوف في الصحاري خوفا من السلطان ، فشبّه لأجل مسكنه في المفازة بالوحش وحمار الوحش ، يقال له بالفارسية : كور ، فعرّب جور.

ويقال : إنّه كان مولعا بالصيد ، فلكثرة اصطياده وفي الصحاري قيل له : الجور (٣).

وعلي أبو الحسن بقم ، وجعفر أبو عبد الله الأكبر الشعراني ، والمحسن عقبه بقم يعرفون بـ «المحسنيّة» وأحمد أبو طالب عقبه بشيراز ، وقيل : إنّهم انقرضوا. والحسن أبو القاسم ولده بقزوين.

أمّا محمّد الجور ، فله من الأبناء عشرة ، اسم كلّهم جعفر وتختلف كناهم ، ولأكثرهم عقب.

__________________

(١) لقّب به لحسن وجهه ، وكان قد خرج داعيا إلى محمّد بن إبراهيم طباطبا الحسني ، فلمّا مات محمّد بن إبراهيم دعا محمّد الديباج إلى نفسه ، وبويع له بمكّة ، ثمّ اخذ وجئ به المأمون ، فعفا عنه ، ومات بجرجان وقبره بها. أقول : وفي نواحي شاهرود مزار معروف بمزار محمد بن الصادق عليه‌السلام.

(٢) قتله المعتضد بالري ، وقد تناوله النسّاب بالطعن ، والله أعلم بصحّة ما قالوا.

(٣) راجع عمدة الطالب لابن عنبة ص ٢٤٨.

١٠٥

وبنيسابور من عقب أبي عبد الله جعفر : السيّد الأديب العالم الفاضل الشاعر أبو البركات علي بن الحسين بن علي بن جعفر بن محمّد الجور ، وأمّه أفطسيّة ، وفيهم كثرة بنيسابور.

وأمّا علي بن الحسين بن علي الحارض ، فعقبه الصحيح من رجل واحد ، هو محمّد أبو جعفر الاطروش. وقيل : له ابنان آخران هما : موسى ، والمحسن أبو طالب الأسمر. والصحيح أنّهما ابنا أبي جعفر الاطروش. ولأبي جعفر الاطروش أولاد بقم وقزوين ومرو.

ومنهم : بمرو أبو علي أحمد الأزوارقاني بن محمّد بن عزيز بن الحسين بن محمّد الاطروش. وأمّ أحمد نقيّة ، وهي فاطمة بنت علي بن الحسن بن جعفر الكذّاب. وأبو علي أحمد الذي ذكرناه أوّل من دخل مرو وفيهم قيل.

وأقول : رأيت من هذه القبيلة السيّد الفاضل النسّابة أبو طالب إسماعيل (١) ابن الحسين بن محمّد بن الحسين بن أحمد الأزوارقاني وهو شابّ (٢) زكيّ ، حسن السيرة ، مرضي الطريقة ، صادق اللهجة.

وأمّا جعفر الشعراني بن الحسين بن علي الحارض ، فله من المعقّبين ثلاثة : علي الأعمى ، عقبه ببغداد والشام. ومحمّد الجمّال ببغداد ، بها عقبه. والحسين الطوّاف بالري ، له عقب في بلدان شتّى.

منهم : نقباء سمرقند أبو القاسم محمود بن محمّد بن ناصر الأمير بسمرقند

__________________

(١) وهو صاحب الكتب الممتّعة في النسب ، منها كتابه القيّم الفخري في أنساب الطالبيّين ، المطبوع في سلسلة نشريّات مكتبة آية الله العظمى المرعشى بتحقيقنا وتصحيحنا وتعليقنا عليه ، وقد كتب العلاّمة النسّابة الفقيه آية الله المرعشي النجفي قدس‌سره رسالة حول المؤلّف وكتابه سمّاه «الضوء البدري في حياة صاحب الفخري» المطبوع أوّل كتاب الفخري.

(٢) وكان عمره حين تأليف هذا الكتاب ثماني عشرة سنة.

١٠٦

ابن الداعي الأمير بسمرقند بن محمّد بن أحمد بن الحسن الدّين بن الحسين الطوّاف الذي ذكرناه.

قيل : إنّ الحسين الطوّاف عاش مائة وخمسين سنة (١). وقيل : إنّ الذي عاش مائة وخمسين سنة ابنه الحسن الدّين بالري.

وأمّا المحسن بن الحسين بن علي الحارض ، فله عقب قليل بقم.

ومنهم : أبو محمّد المعروف بـ «طاوس» الحسن بن علي الطاوس بن جعفر بن المحسن المذكور. ووقع عقبه إلى دمشق وفيهم قلّة.

وأمّا أحمد والمحسن ، فلهما عقب قليل.

قد ذكرنا نسب الحسين بن علي الحارض.

وأمّا الحسن بن علي الحارض ، فله ابنان : محمّد أبو جعفر الأفوه الجامعي. وعلي أبو الحسن يعرف بـ «أخي البصري» ولعلي هذا ابن اسمه محمّد يقال : هو أبو جعفر الجامعي وفيهم قلّة.

فقد فرغنا من نسب ولد علي الحارض.

وأمّا القاسم الشيخ بن محمّد الديباج ، فله من المعقّبين أربعة : عبد الله ، وعلي الخوارزمي ، ويحيى الشبيه برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله. وأحمد الأمير مات بخراسان وعقبه بالري ، والكثرة في عقب عبد الله وعلي.

أمّا عبد الله ، فله ابنان معقّبان : محمّد أبو الحسن طيّان. والقاسم أبو محمّد الأعرج ، ولهما أعقاب بمصر يعرفون بـ «بني الطيّان».

أمّا علي الخوارزمي ، فعقبه من رجل واحد هو محمّد ، وعقب محمّد من رجل واحد اسمه علي.

وعقب علي من رجلين : محمّد ، وعقيل.

ولعقيل عقب قليل. ولمحمّد عقب من رجل واحد هو علي البكرآبادي ، وهي محلّة بجرجان.

__________________

(١) ذكر ذلك القاضي المروزي في الفخري ص ٢٨.

١٠٧

وقيل : لمحمّد هذا ابن آخر اسمه علي أيضا ، وكان أميرا بجرجان ولا عقب له.

أمّا علي البكرآبادي ، فله عقب بكرمان وطبس.

منهم : النقيب بكرمان أبو هاشم تميم بن أبي طالب زيد بن علي البكرآبادي (١). وابنه أبو البشائر هاشم نقيب بكرمان أيضا ، وفيهم كثرة.

فهذا نسب القاسم الشيخ بن محمّد الديباج.

أمّا الحسين الأكبر بن محمّد الديباج ، فعقبه من رجل واحد اسمه علي.

ولعلي هذا ابن واحد اسمه الحسين ،

وللحسين ابن واحد اسمه محمّد.

ولمحمّد رجلان : المطهّر باصفهان ، فمن ولد المطهّر النقيب بيزد أبو المعالي علي بن المطهّر ، وله اخوة أعقبوا ، وفيهم قلّة.

وهذا آخر الكلام في أولاد محمّد الديباج.

(أعقاب إسحاق المؤتمن)

وأمّا إسحاق (٢) المؤتمن بن جعفر الصادق عليه‌السلام ، فعقبه من ثلاثة بنين : الحسين ، والحسن ، ومحمّد.

أمّا الحسين ، فعقبه من رجل واحد ، هو أبو جعفر الصوفي محمّد.

وعقب الصوفي من رجلين : طاهر أبو القاسم بحلب ولده بالرقّة وبغداد. وأحمد أبو علي.

__________________

(١) ذكره القاضي المروزي في الفخري ص ٢٩.

(٢) يكنّى أبا محمّد وولد بالعريض ، وكان من أشبه الناس برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأمّه أمّ أخيه موسى الكاظم ، وكان محدّثا جليلا ، وادّعت فيه طائفة من الشيعة الإماميّة ، وكان من أهل الفضل والصلاح والورع والاجتهاد ، وروى عنه الناس الحديث والآثار ، وكان يقول بإمامة أخيه موسى عليه‌السلام.

١٠٨

ولأحمد هذا ابن واحد اسمه محمّد ، ويعرف بـ «أبي إبراهيم العريضي» (١) وكان فقيها شاعرا ، وانتقل من حرّان إلى حلب ، وله أعقاب ، منهم نقيبا بحلب موسى أبو الفوارس النقيب بحلب بن جعفر النقيب الشاعر بحلب بن إبراهيم العريضي هذا المذكور.

ولأبي إبراهيم العريضي ابن اسمه أحمد ، كان قاضيا بحلب ، وكان عالما شاعرا ، وفيهم كثرة.

أمّا الحسن بن إسحاق المؤتمن بن جعفر الصادق عليه‌السلام ، فعقبه الصحيح من واحد ، وهو محمّد أمّه خديجة بنت عمر بن محمّد بن عمر الأشرف.

ومحمّد هذا عقبه من واحد ، وهو الحسن بنصيبين ، وله ابنان : محمّد ، وأحمد كلاهما يعرف بـ «ابن المحمّديّة» أمّهما رقيّة بنت محمّد بن علي بن علي بن محمّد بن عون بن علي بن محمّد بن الحنفيّة ، ولهما عقب.

أمّا محمّد بن إسحاق المؤتمن ، فله عقب قليل.

منهم : الوارث أحمد بن حمزة بن محمّد هذا المذكور. وقيل : الوارث هو محمّد بن أحمد بن محمّد بن حمزة بن محمّد بن إسحاق المؤتمن. وعقب الوارث بالري ، وفيهم طعن (٢).

وقد خلط الحسن القطّان صاحب الدوحة جميع ولد إسحاق المؤتمن بولد إسحاق بن موسى الكاظم عليه‌السلام.

فقد فرغنا من ولد إسحاق المؤتمن.

__________________

(١) ذكره القاضي المروزي في الفخري ص ٢٦ ، وقال : وله ستّ أولاد معقّبون.

(٢) قال في الفخري ص ٢٦ : تكلّموا فيه ، ثمّ صحّ عند أبي الغنائم ، وله عقب بالري والكوفة والله أعلم.

١٠٩

(أعقاب علي العريضي)

أمّا علي العريضي (١) بن جعفر الصادق عليه‌السلام ، فأولاده ثلاث فرق :

الفرقة الاولى : الذين اتّفق الناس على أنّهم أعقبوا وهم ابنان : محمّد الأكبر (٢) وأحمد (٣) الشعراني.

والفرقة الثانية : الذين اختلفوا في عقبهم ، وهم ابنان : الحسن ، والحسين ، فالبخاري طعن في هذا النسب ، وقال : قوم ينتمون إلى الحسن بن علي العريضي بالكوفة وخراسان ، لا يصحّ نسبهم أصلا (٤).

وأمّا السيّد أبو الغنائم الزيدي ، وابن أبي جعفر العبيدلي النسّابة ، والسيّد أبو إسماعيل الطباطبائي ، والسيّد أبو عبد الله بن طباطبا أثبتوا عقب الحسن ، وما طعنوا فيه (٥).

__________________

(١) يكنّى أبا الحسن ، وهو أصغر ولد أبيه ، مات أبوه وهو طفل ، وكان عالما كبيرا ، روى عن أخيه موسى الكاظم عليه‌السلام وعاش إلى أن أدرك الهادي علي بن محمد بن علي بن الكاظم عليهم‌السلام ومات في زمانه. روى الكليني ; في أصول الكافي عن ابن عمّار أنّه دخل عليه أبو جعفر محمّد بن علي الرضا عليهما‌السلام مسجد الرسول ، فوثب علي بن جعفر بلا حذاء ولا رداء ، فقبّل يده وعظّمه ، فقال أبو جعفر عليه‌السلام : يا عمّ اجلس رحمك الله. فقال : يا سيّدي كيف أجلس وأنت قائم؟ فلمّا رجع علي بن جعفر إلى مجلسه جعل أصحابه يوبّخونه ويقولون : أنت عمّ أبيه وأنت تفعل به هذا الفعل؟ فقال : اسكتوا إذا كان الله عزّ وجلّ ـ وقبض على لحيته ـ لم يؤهّل وأهّل هذا الفتى ووضعه حيث وضعه أنكر فضله؟! نعوذ بالله ممّا تقولون بل أنا له عبد. أصول الكافي ١ : ٣٢٢ ح ١٢.

(٢) قال أبو يحيى النيسابوري في كتاب اصول الأنساب : إنّ أمّه أمّ ولد.

(٣) قال أبو يحيى : أمّه أمّ ولد أيضا.

(٤) سرّ السلسلة العلويّة ص ٤٩.

(٥) وكذا ذكر له عقبا أبو الحسن العمري في المجدي ص ١٣٧ ، وكذا القاضي المروزي في الفخري ص ٢٩ ، وابن عنبة الداوودي في العمدة ص ٢٤٢.

١١٠

وأمّا الحسين ، فلم يثبت عقبه إلاّ أبو الغنائم ، ونسبه مختلط به نسب الحسين بن أحمد الشعراني.

والفرقة الثالثة : الذين اتّفقوا على أنّهم ما أعقبوا ، وهم ستة : جعفر كان له عقب ، وانقرض بالاتّفاق. وعلي ، وعبد الله ، والقاسم ، ومحمّد الأصغر ، وأحمد الأصغر ، وقيل : له ابن سابع من هذه الطبقة اسمه عيسى ، ولا عقب له بالاتّفاق (١).

وأمّا محمّد الأكبر بن علي العريضي ، فله من المعقّبين سبعة : عيسى الأكبر النقيب ، والحسن ، ويحيى ، ومحمّد ، وموسى ، وجعفر ، والحسين. وأكثرهم عقبا عيسى ، والباقون أعقابهم قليلة.

أمّا عيسى ، فله من المعقّبين أحد عشر رجلا : محمّد الأزرق ، وجعفر ، وإسحاق الأحنف بالري ، وعبد الله الأحنف بالشام ، والحسين الأكبر ، وعلي ، والحسن ، ويحيى ، وأحمد الأبح (٢) ، وعيسى ، وموسى.

أمّا محمّد الأزرق ، فعقبه من رجل واحد اسمه عيسى ويعرف بـ «الرومي» وله عقب في بلدان شتّى.

وأمّا جعفر فله عقب قليل بمصر ، وقوم منهم ببخارا ، وجميع عقبه من محمّد بن علي بن جعفر.

وأمّا إسحاق الأحنف بالري وهو إسحاق الأكبر ، فله عقب بالري وهمدان وقزوين ، وأكثر عقبه من ابنه عيسى ، وبعضهم بقصران من قرى الري.

وأمّا عبد الله الأحنف ، فله أولاد كثيرة ، إلاّ أنّ الصحيح من عقبه من كان منهم من ولد ابنه إسماعيل البعلبكي ، وله أعقاب كثيرة بالشام وطرابلس.

وأمّا الحسين بن عيسى بن محمّد بن علي العريضي ، فله من المعقّبين ثلاثة :

__________________

(١) قال أبو الحسن العمري في المجدي ص ١٣٦ : وأمّا عيسى بن العريضي فتفرّد بروايته والدي ، فأولد حسنا وأحمد.

(٢) لم يثبته إلاّ ابن أبي جعفر العبيدلي «منه».

١١١

محمّد أبو الحسن النقيب باصفهان ، وعلي أبو الحسن هنيرجة مقيم باصفهان وولده بالري ، والحسن بالري يلقّب حسنويه.

أمّا محمّد بن الحسين ، فله من الأولاد المعقّبين ثلاثة : المحسن أبو طالب ، وجميع عقبه باصفهان. وعيسى الأحول بقزوين ، وجميع عقبه بالري. وجعفر أبو هاشم النقيب باصفهان ، قيل : له عقب.

وأمّا علي بن الحسين هنيرجة ، فله ابنان معقّبان : الحسين أبو عبد الله هنيرجة ، وجميع عقبه بالري ، ومنهم بتفرش من سواد قم. ومحمّد أبو جعفر عزيزي ، له أعقاب.

فهذا تفصيل ولد الحسين بن عيسى بن محمّد بن علي العريضي.

وأمّا علي بن عيسى ، فعقبه من رجل واحد وهو الحسين ، ومن عقبه النقيبان الأخوان بطبريّة : أحمد أبو منصور ، وجعفر أبو الفوارس النسّابة ابنا حمزة بن الحسين بن علي.

أمّا الحسن الأكبر بن عيسى ، فله ابنان معقّبان : علي بقم ، ومحمّد أبو الحسن النقيب باصفهان.

ومن ولد علي بن الحسن : السيّد الأجلّ ظهير الدين علي بن محمّد بن حمزة بن علي بن عيسى بن علي المذكور.

وأمّا يحيى بن عيسى ، فعقبه من رجل واحد وهو أيضا يحيى ، كان ينزل دار جعفر الصادق عليه‌السلام بالمدينة. وقيل : كان له ابن آخر اسمه علي وله عقب ، وفيه خلاف. ثمّ ليحيى بن يحيى هذا ابن واحد ، اسمه الحسين ، وكان نقيب المدينة ، وله عقب بها.

وأمّا أحمد الأبح ، فعقبه من ثلاثة بنين : محمّد أبو جعفر بالري ، وعلي بالرملة ، والحسين عقبه بنيسابور. واختلط نسب ولد الحسين هذا بولد الحسين بن أحمد الشعراني بن علي العريضي.

أمّا محمّد أبو جعفر ، فعقبه من رجل واحد اسمه علي. وعقب علي هذا من

١١٢

رجل واحد اسمه الحسين أبو القاسم ، انتقل من قم إلى بعض قرى الري وبقي هناك ، وعاش مائة سنة ، وولده هناك.

وأمّا عيسى (١) بن عيسى ، فله رجل واحد اسمه الحسن ، وعقبه من رجل واحد أيضا اسمه علي. وكان له ابن آخر اسمه أبو عبد الله يلقّب «كتيلة» (٢) انقرض عقبه.

وقد يشتبه نسب عيسى بن عيسى بنسب عيسى الرومي بن محمّد الأزرق ابن عيسى بن محمّد بن علي العريضي ، ولم يثبت عيسى بن عيسى إلاّ ابن أبي جعفر العبيدلي.

وأمّا موسى بن عيسى ، فعقبه من رجل واحد هو الحسن أبو محمّد بقزوين ، قيل : هو دارج. وقال السيّد أبو الغنائم ، والسيّد أبو إسماعيل الطباطبائي : له عقب من رجل واحد اسمه محمّد ، وعقبه بطبرستان وجرجان.

فقد فرغنا من ولد عيسى بن محمّد بن علي العريضي.

أمّا الحسن بن محمّد بن علي العريضي ، فله عقب من خمسة من البنين : عبيد الله يعرف بالعريضي. وأحمد عقبه بالشام ، وحمزة له عقب قليل ، وعلي له عقب بمصر ، ومحمّد له عقب بالري.

وأمّا يحيى بن محمّد بن علي العريضي ، فله من المعقّبين أربعة : علي أبو الحسن الملقّب بـ «أبي زيد» وكان رئيسا بالمدينة ، وكان أحد شيوخ الطالبيّة ، له عقب كثير بالشام. ومحمّد أبو جعفر بالمدينة ، وجعفر له عقب قليل بالمدينة ،

__________________

(١) قال أبو الحسن العمري في المجدي ص ١٤٠ : وما أرى أنّ عيسى بن عيسى أعقب لأنّ شيخنا تفرّد بهذا القول ، وقد فتشت عنه النسخ وسألت عنه ، فما وجدت أحدا يوافقه على ذلك ، ثمّ انّي ظفرت بموافقة لا أثق بها ، والله أعلم بالصواب.

(٢) قال أبو يحيى النيسابوري : كتيلة وهو أبو عبد الله محمد بن الحسن بن عيسى الرومي لا عقب له.

١١٣

وأحمد العمشاني له ابن واحد (١) ، قيل : لم يعقّب. وقيل : انّ العمشاني (٢) هو أحمد بن يحيى بن علي بن أبي زيدة. والأصحّ هو الأوّل.

وأمّا محمّد بن محمّد بن علي العريضي ، فله عقب قليل ، وبقيّته من أربعة بنين : إسماعيل ، ويحيى ، ومحمّد الثالث ، وصالح.

وأمّا موسى بن محمّد بن علي العريضي ، فعقبه من رجل واحد اسمه علي ، وفي عقبه قلّة.

أمّا جعفر بن محمّد بن علي العريضي ، فله ابنان : محمّد ، والحسين ، وفي عقبهما خلاف.

وأمّا الحسين بن محمّد بن علي العريضي ، فعقبه رجلان : محمّد ، وعلي ، لهما عقب قليل.

فقد فرغنا من ولد محمّد بن علي العريضي.

وأمّا أحمد الشعراني بن علي العريضي ، فله من الأبناء المعقّبين ثلاثة : عبيد الله أبو محمّد يعرف ولده بـ «بني الجنّية» والحسين أبو عبد الله الرقّي ، ومحمّد ولده بنصيبين.

أمّا عبيد الله بن أحمد الشعراني ، فعقبه من رجل واحد اسمه علي ، كان بمرند ، ثم سكن يزد اصفهان وبها عقبه ، وعقبه من رجلين : محمّد (٣) أبو جعفر ، وعبيد الله ، فيه وفي عقبه كلام.

وأمّا أبو جعفر محمّد الذي ذكرناه الآن ، فله عقب كثير ، ومن أبنائه المعقّبين

__________________

(١) اسمه محمّد.

(٢) قال أبو يحيى النيسابوري : العمشاني وهو محمّد بن أحمد بن يحيى بن محمّد بن علي العريضي لم يعقّب.

(٣) قال القاضي المروزي في الفخري ص ٣١ : عقبه بيزد جماعة كثيرة ، فيهم التقدّم والنقابة والرئاسة ، ولهم جاه وحشمة سنيّة ورتبة ورفعة عليّة ، أبصرت قوما بها منهم.

١١٤

أربعة : علي أبو الحسن ، وعبيد الله أبو محمّد ، والحسن أبو علي ، والحسين أبو عبد الله. ولكلّهم أعقاب كثيرة بيزد.

أمّا الحسين الرقّي بن أحمد الشعراني ، فعقبه من رجلين : أحمد ، ومحمّد الناعس.

أمّا أحمد ، فله من المعقّبين ابنان : جعفر ، والحسين (١) أبو عبد الله الجذوعي الشعراني ، وعقبه بطوس.

ومنهم : الرئيس أبو علي هبة الله بن هبة الله الرئيس بن موسى بن الحسن بن علي بن الحسين الجذوعي.

واعلم أنّ الحسين الرقّي ربّما يجعلونه ابنا لعلي العريضي ، إلاّ أنّ الصحيح ما ذكرناه (٢).

فقد فرغنا من أولاد أحمد الشعراني.

أمّا الحسن بن علي العريضي ، فعقبه من رجل واحد اسمه عبد الله.

ولعبد الله عقب من رجلين : علي وفيه العدد ، وموسى وفيه القلّة.

أمّا علي هذا ، فله من المعقّبين ثلاثة : أحمد أبو القاسم ، والحسن أبو محمّد والحسين أبو عبد الله ، والعدد في ولد أحمد.

ولأحمد هذا ابن واحد اسمه علي أبو الحسن ويعرف بـ «العريضي»

وعلي العريضي هذا فله من المعقّبين سبعة : أبو القاسم جعفر يعرف بـ «ترك علوي» جميع عقبه بمرو. والحسن أبو محمّد عقبه بونرة (٣) وكشانية

__________________

(١) في الفخري : الحسن.

(٢) يعني أنّه ابن أحمد الشعراني «منه».

(٣) منهم : السيّد الأجلّ سعد الدين أبو القاسم بن محمّد الونرتي بن الداعي بن الحسن هذا وكان من المتموّلين المكثرين وكان مكفوفا.

١١٥

بخارا. ويحيى أبو الحسين ، كان له عقب كثير بمرو إلاّ أنّهم انقرضوا. وعمر أبو القاسم ، والحسين أبو محمّد. ومحمّد أبو علي عقبه كثير بكشانيّة. وناصر.

وأمّا الحسين بن علي العريضي ، فالذي يقال : انّهم منتسبون إليه ، فالصحيح أنّه من ولد الحسين بن أحمد الشعراني. فقد فرغنا من ذكر ولد علي العريضي ، وبه حصل الفراغ من ولد محمّد الباقر عليه‌السلام ، والله أعلم.

(أعقاب عبد الله الباهر)

وأمّا أبو محمّد عبد الله الباهر (١) ، فعقبه من رجل واحد محمّد أبو عبد الله الأرقط ، والسبب في هذه الحالة أنه ناظر جعفر الصادق عليه‌السلام وغضب عليه وبزق في وجهه ، فدعا الله جعفر عليه فصار أرقط.

وعقب الأرقط من رجل واحد ، وهو إسماعيل ، أمّه أمّ سلمة بنت محمّد الباقر عليه‌السلام.

ولإسماعيل عقب من رجلين : محمّد الأكبر ، والحسين الملقّب بـ «البنفسج». أمّا محمّد الأكبر ، فعقبه من رجلين : أحمد الدخ ، وإسماعيل المحض ، وقيل : الدخ.

أمّا أحمد الدخ ، فعقبه من أربعة بنين : حمزة الأكبر أبو القاسم النقيب بقم انتقل إليه من طبرستان. وعبد الله المصري ، خرج في أيّام المستعين بمصر ، فانهزم ومات مختفيا. وطعن البخاري في نسب المنتمين إليه (٢). إلاّ أنّ الأكثرين حكموا

__________________

(١) ولقّب الباهر لجماله ، قالوا : ما جلس مجلسا إلاّ بهر جماله وحسنه من حضر ، وولي صدقات النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وتوفّي وهو ابن سبع وخمسين سنة ، وولي صدقات أمير المؤمنين علي عليه‌السلام أيضا.

(٢) قال في سرّ السلسلة العلويّة ص ٥١ : خرج عبد الله المصري أيّام المستعين سنة ٢٥٢ بمصر ، فحاربه دينار بن عبد الله ، فانهزم وتغيّب ، ومات متغيّبا لا يعرف قبره ، وهو ابن خمس وخمسين يوم غاب ، ثمّ قال : وبمصر قوم من المنتسبين إلى عبد الله بن أحمد بن محمّد

١١٦

بصحّة نسبهم. ومحمّد أبو جعفر الفقيه الملقّب بـ «قيراط» وجعفر أبو عبد الله خداع وكان له ابن آخر اسمه الحسين (١) ، وهو الكوكبي الذي خرج بقزوين ، وقتل في أيّام المستعين بطبرستان ، قتله الحسن بن زيد الداعي ، وأمّ الكوكبي هذا وأخيه حمزة هي رقيّة بنت جعفر بن محمّد بن إسماعيل بن جعفر الصادق عليه‌السلام.

وأمّا حمزة النقيب بن أحمد الدخ ، فعقّبه من رجلين : محمّد أبو جعفر النقيب الرئيس بقم ، وعلي أبو الحسن النقيب بقم.

أمّا أبو جعفر محمّد النقيب ، فعقبه من رجلين : علي أبو القاسم الرئيس بقم بعد عمّه علي بن حمزة ، وكان فاضلا عاقلا موصوفا بالقوّة والبطش. والحسن أبو محمّد بقم.

أمّا علي بن محمّد بن حمزة بن أحمد الدخ ، فعقبه محمّد أبو جعفر النقيب بقم ، كان ديّنا فاضلا ورئيسا كريما واسع النفس ، شريف الهمّة ، ولي النقابة بالري في عهد ابن كاكوية علاء الدولة ، مات بالري وقبره بقم ، وعقبه من رجلين :

السيّد الأجلّ المرتضى ذو الفخرين نقيب النقباء أبو الحسن المطهّر ، كان أوحد الدنيا في الفضل والنبل وكرم النفس ، جمّ المحاسن ، حسن الأخلاق ، له مائدة منصوبة مبذولة ، وكان متكلّما مناظرا مترسّلا شاعرا ، ولي نقابة الطالبيّة بالري ، وأمّه سكينة بنت الحسين بن محمّد بن علي بن القاسم بن عبد الله بن موسى الكاظم عليه‌السلام.

__________________

ابن إسماعيل لا يصحّ لهم نسب عندي.

أقول : وذكر من أعقابه القاضي النسّابة المروزي في الفخري ص ٣٥ ، قال : ومن بني عبد الله المصري أحمد أبو القاسم المعروف بابن اللقا والحسين النسّابة بمصر يلقّب آبشناس ابنا علي بن عبد الله المصري ، لهما عقب.

(١) قال أبو يحيى النيسابوري : لم يعقّب بلا خلاف.

١١٧

والحسين أبو المعالي كمال الشرف ، وهو كريم جواد سخيّ ، له حشمة وجاه ، ولهما أعقاب.

أمّا المرتضى ، فعقبه من ابن واحد ، وهو شرف الدين محمّد أبو الفضل.

ولمحمّد هذا ابن واحد وهو عزّ الدين علي ، وأمّه بنت نظام الملك. ولعزّ الدين أبناء :

منهم : السيّد الأجلّ الكبير شرف الدين أبو الفضل محمّد ، وكانت أمّه بنت عمّة السلطان سنجر بن ملك شاه.

وسمعت أنّ السلطان سنجر دخل على عمّته والتمس منها أن تعرض عليه حاجة ، فقالت : انّي زوّجت ابنتي من عزّ الدين العلوي ، وهؤلاء الصبيان أولاد ابنتي ، فاريد أن تبالغ في تعظيمهم. وكان السلطان سنجر يقدّمه على أكثر أولاد السلجقيّة.

وأمّا شرف الدين هذا ، فلم يبق منه إلاّ ولد واحد ، وهو عزّ الدين يحيى ، وقتله خوارزم شاه تكش.

وسمعت أنّ السيّد الأجلّ شرف الدين كان قد حصل من البنات جماعة ، وما كان له ابن البتّة ، فلمّا حبلت أمّ عزّ الدين يحيى رأى شرف الدين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في المنام ، قال : فقلت : يا رسول الله انّه سيجيء لك نافلة فما اسمه؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : سمّه بيحيى. قال السيّد الأجلّ : فلمّا انتبهت فرحت وعلمت أنّ الولد يكون ذكرا ، وسمّيته بيحيى ، مع أنّه ما كان في نسبهم أحد يسمّى بيحيى.

قلت : ولما قتل خوارزم شاه السيّد عزّ الدين يحيى تنبّهت هاهنا لوقيعة ، وهي أنّ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلّه إنّما سمّاه بيحيى تنبيها على أنّه يصير شهيدا ، كما أنّ يحيى صلوات الله عليه صار شهيدا.

١١٨

ثمّ انّ لعزّ الدين عقبا من ثلاثة : الرئيس شرف الدين محمّد ، وهو الآن نقيب النقباء ببغداد ، ولا أعرف أسماء الباقين.

فقد فرغنا من نسب علي النقيب بن محمّد بن حمزة بن أحمد الدخ.

وأمّا الحسن بن محمّد بن حمزة ، فله عقب كثير بقم.

منهم : الرئيس بها علي بن محمّد بن علي بن الحسن هذا المذكور. ولعلي هذا ابن واحد اسمه عبد الله أبو إبراهيم ، وأمّه اخت المرتضى المطهّر.

وأمّا علي بن حمزة بن أحمد الدخ ، فله ثمانية من المعقّبين : الحسن أبو محمّد يعرف بـ «عزيزي» والمحسن ، وحسكة (١) ، ومحمّد أبو الفضل ، وجعفر ، والحسين ، وحمزة ، وأحمد. ولجميعهم أعقاب.

فمن عقب الحسن عزيزي : حمزة بن أبي محمّد بن أميركا بن الحسن عزيزي ، وزر (٢) للسيّد المرتضى بالري وله عقب.

ومن عقب الحسن عزيزي بقم : السيّد الرئيس أبو القاسم المطهّر بن الحسن خورشيد بن أبي القاسم عبد الله بن الحسن عزيزي ، وله أولاد.

فقد فرغنا من عقب حمزة بن أحمد الدخ.

أمّا عبد الله المصري بن أحمد الدخ ، فله من المعقّبين ثلاثة : الحسن الأحول ، ومحمّد أبو جعفر يلقّب «طالوت» وعلي أبو الحسن بمصر ، ولهم أعقاب بمصر ، فمن ولد علي بن الحسين النسّابة بمصر المعروف بـ «آب شناس» وأحمد أبو اللقاء (٣) ابنا علي بن عبد الله المصري ، ولهما أعقاب.

وأمّا محمّد القيراط بن أحمد الدخ ، فعقبه من رجل واحد اسمه علي يعرف

__________________

(١) بضمّ الحاء وسكون السين ، كذا في الأصل.

(٢) أي : صار وزيرا للسيّد المرتضى.

(٣) ذكرهما المروزي في الفخري كما تقدّم آنفا.

١١٩

بـ «ابن الحسينيّة» أمّه بنت محمّد بن الحسين بن إسماعيل بن محمّد بن عبد الله الباهر ، وله أعقاب.

منهم : أحمد الكوكبي بن علي هذا المذكور. وكان نقيب النقباء ببغداد أيّام معزّ الدولة بن بويه ، ولا عقب له ، وله اخوة لهم أعقاب.

أمّا أبو عبد الله جعفر الخداع ، فعقبه من رجلين : الحسين النقيب بمصر ، وموسى أبو الحسن ، ولهما أعقاب بمصر.

فمن عقب الحسين النقيب السيّد الأجلّ العالم النسّابة النقيب بمصر المعروف بـ «ابن خداع» أبو القاسم (١) الحسين بن جعفر بن الحسين النقيب صاحب الكتاب المنسوب إليه.

فقد فرغنا من أولاد أحمد الدخ.

أمّا إسماعيل المحض بن محمّد بن إسماعيل بن محمّد الأرقط ، فعقبه من رجل واحد ، وهو محمّد أبو علي الغريق ، غرق في نيل مصر ، أمّه فاطمة بنت علي بن العبّاس بن محمّد الأرقط.

وعقبه من رجل واحد اسمه أحمد.

وعقب أحمد هذا من رجل واحد اسمه الحسن ، كان بجرجان وبها عقبه.

فقد فرغنا من نسب محمّد الأكبر بن إسماعيل بن محمّد الأرقط.

أمّا الحسين البنفسج بن إسماعيل بن محمّد الأرقط ، فعقبه الصحيح من رجلين : عبد الله الاطروش بجرجان ، وإسماعيل الدخ بالري.

وعقب عبد الله الاطروش من رجلين : حمزة أبو القاسم الأخرس الاطروش

__________________

(١) قال في المجدي ص ١٤٦ : وكان أبو القاسم النسّابة ذا فضل ، وجمع من الحديث قطعة جيّدة ، وبرع في النسب وكان ثقة. أقول : وله كتاب المبسوط في النسب ، وكتاب المعقّبين ، وأرّخ أخبار آل أبي طالب إلى سنة ثلاث وسبعين وثلاثمائة.

١٢٠