رضي الدين أبي نصر الحسن بن الفضل الطبرسي
المحقق: محمد الحسين الاعلمي
الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات
الطبعة: ٦
الصفحات: ٤٨٠
في التطيب
عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : الرائحة الطيبة تشد القلب.
من أمالي الشيخ أبي جعفر الطوسي (١) قال الصادق عليهالسلام : إن الله تعالى يحب الجمال والتجمل ويكره البؤس والتبأس وإن الله تعالى إذا أنعم على عبد نعمة أحب أن يرى عليه أثرها ، قيل : وكيف ذلك؟ قال : ينظف ثوبه ويطيب ريحه ويجصص داره ويكنس أفنيته (٢) ، حتى أن السراج قبل مغيب الشمس ينفي الفقر ويزيد في الرزق.
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : أربع من سنن المرسلين : السواك والحناء والطيب والنساء.
عنه عليهالسلام قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يتطيب في كل جمعة ، فإذا لم يجد أخذ بعض خمر (٣) نسائه فرشه بالماء ويمسح به.
عنه عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما نلت من دنياكم هذه إلا النساء والطيب.
وعنه عليهالسلام قال : ما أنفقت في الطيب فليس بسرف.
وعنه عليهالسلام قال : إذا أتى أحدكم بريحان فليشمه وليضعه على عينيه فإنه من الجنة.
من الروضة قال مالك الجهني : ناولت أبا عبد الله شيئا من الرياحين فأخذه
__________________
١ ـ هو أبوجعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي المتوفى سنة ٤٦٠ ه. كان من أجل علماء الشيعة في القرن الخامس ، الملقب بشيخ الطائفة ، صاحب التهذيب والاستبصار من الكتب الاربعة وكان من تلامذة المفيد ( ره ) والسيد المرتضى ( ره ) قدم العراق في سنة ٤٠٨ ه. وأقام ببغداد واشتغل بها ، ثم انتقل إلى النجف الاشرف واستوطن بها إلى أن توفي ودفن في داره ، وقبره مزار معروف في المسجد الموسوم بالمسجد الطوسي.
٢ الافنية جمع فناء : فضاء البيت وأمامه ومنه الخبر إكنسوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود.
٣ ـ الخمر جمع خمار مثل كتب وكتاب : وهو ثوب تغطي به المرأة رأسها.
فشمّه ووضعه على عينيه ثم قال : من تناول ريحانة فشمها ووضعها على عينيه ثم قال : اللهم صل على محمد وآل محمد ، لم تقع على الارض حتى يغفر له.
وروي عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : إذا ناول أحدكم أخاه ريحانا فلا يرده ، فإنه خرج من الجنة.
من صحيفة الرضا عليهالسلام عنه عن آبائه عن علي عليهمالسلام قال : التطيب نشرة والغسل نشرة والنظر إلى الخضرة نشرة والركوب نشرة (١).
عن الرضا عليهالسلام : كان يعرف موضع جعفر عليهالسلام في المسجد بطيب ريحه وموضع سجوده.
وقال الرضا عليهالسلام : من أخلاق الانبياء عليهمالسلام التطيب.
وقال الصادق عليهالسلام : ركعتان يصليهما متعطرا أفضل من سبعين ركعة يصليهما غير متعطر.
وعنه عليهالسلام قال : ثلاثة من النبوة : طم الشعر (٢) وطيب الريح وكثرة الطروقة.
عن أبي عبد الله وأبي الحسن عليهماالسلام إنهما سئلا عن الرجل يرد الطيب؟
فقالا : لا ترد الكرامة.
وعنه عليهالسلام لا يأبى الكرامة إلا الحمار ، يعني الذي عقله مثل عقل الحمار.
وعنه عليهالسلام قال : الطيب في الشارب من أخلاق الانبياة وكرامة الكاتبين.
وعنه عليهالسلام قال : كانت للنبي صلىاللهعليهوآله مسكة إذا هو يتوضأ أخذها بيده وهي رطبة فكان إذا خرج عرفوا أنه رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
عن الرضا عليهالسلام قال : كان لعلي بن الحسين عليهالسلام مشكدانة (٣) من رصاص معلقة فيها مسك ، فإذا أراد أن يخرج ولبس ثيابه تناولها وأخرج منها فمسح به.
ومن كتاب عيون الاخبار روى الصولي عن جدته وكانت تسأل عن أمر الرضا
__________________
١ ـ النشرة بالضم : رقية يعالج بها المجنون والمريض. أو من النشر بمعنى الحياة.
٢ ـ طم الشعر : جزه أو عقصه. وفي بعض النسخ ضم الشعر.
٣ ـ مشكدانة فارسي. وفي بعض النسخ وشاندانة.
عليهالسلام كثيرا فتقول : ما أذكر منه شيئا إلا أني كنت أراه يتبخر بالعود الهندي النئ ويستعمل بعده ماء ورد ومسكا تمام الخبر.
من مسموعات السيد ناصح الدين أبي البركات قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : عليكم بهذا العود الهندي فإن فيه سبعة أشفية وأطيب الطيب المسك.
قال الصادق عليهالسلام : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ينفق على الطيب أكثر ما ينفق على الطعام.
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لعلي : يا علي عليك بالطيب في كل جمعة ، فإنه من سنتي وتكتب لك حسناته مادام يوجد منك رائحته.
وعنه عليهالسلام قال : ينبغي للرجل أن لا يدع أن يمس شيئا من طيب في كل يوم فإن لم يقدر فيوم ويوم لا فإن لم يقدر ففي كل جمعة لا يدع ذلك.
عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : أيما إمرأة تطيبت ، ثم خرجت من بيتها فهي تلعن حتى ترجع إلى بيتها متى ما رجعت.
في التجمير
عن مرازم قال : دخلت أبي الحسن عليهالسلام الحمام ، فلما خرج إلى المسلخ دعا بمجمر فتجمر (١) ، ثم قال : جمروا مرازما قال : قلت من أراد أن يأخذ نصيبه يأخذ؟ قال : نعم.
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : ينبغي للرجل أن يدخن ثيابه إذا كان يقدر.
عن عمير بن مأمون ـ وكانت ابنته عمير تحت الحسن عليهالسلام ـ قال : قالت : دعا ابن الزبير الحسن إلى وليمة فنهض الحسن عليهالسلام وكان صائما فقال له ابن الزبير : كما أنت حتى نتحفك بتحفة الصائم : ، فدهن لحيته وجمر ثيابه. وقال الحسن عليهالسلام : وكذلك تحفة المرأة تمشط وتجمر ثوبها.
__________________
١ ـ المسلخ : موضع نزع اللباس للدخول إلى الحمام. والمجمرة والمجمر : ما يوضع فيه الجمر يعني النار. وأجمر الثوب : نجره بالطيب.
عن أبي عبد الله عن أبيه عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : طيب النساء ما ظهر لونه وخفى ريحه وطيب الرجال ما خفي لونه وظهر ريحه.
إلى هنا من هذا الباب مختارة من كتاب اللباس المنسوب إلى العياشي رحمة الله عليه(١).
في الورد وماء الورد
من كتاب طب الائمة (٢) عن الحسن بن منذر يرفعه قال : لما أسرى بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم إلى السماء حزنت الارض لفقده وأنبتت الكبر (٣) فلما رجع إلى الارض فرحت فأنبتت الورد ، فمن أراد أن يشم رائحة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم فليشم الورد.
وفي حديث آخر لما عرج بالنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم عرق فتقطر عرقه إلى الارض فأنبتت من العرق الورد الاحمر ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من أراد أن يشم رائحتي فليشم الورد الاحمر.
عن الفردوس عن أنس قال : قال النبي صلىاللهعليهوآله : الورد الابيض خلق من عرقي ليلة المعراج والورد الاحمر خلق من عرق جبريل والورد الاصفر خلق من البراق.
وروي عنه عليهالسلام قال : إن ماء الورد يزيد في ماء الوجه وينفي الفقر.
وروى الثمالي عنه عليهالسلام أنه قال : من مسح وجهه بماء الورد لم يصبه في ذلك
__________________
١ ـ هو أبونضر محمد بن مسعود بن محمد بن عياش السمرقندي المعروف بالعياشي صاحب التفسير المشهور بالتفسير العياشي ، كان رحمهالله من الفقهاء الشيعة وعلمائهم في القرن الرابع ، المعاصر للشيخ الكليني ( ره ) وقيل في حقه : « إنه أوحد دهره وأكبر أهل المشرق علما وفضلا وأدبا وفهما ونبلا في زمانه ». وأنفق جميع تركة أبيه ـ وكانت ثلاثمائة ألف دينار ـ على العلم والحديث ، كانت داره مملوة من الناس كالمسجد بين ناسخ أو قار أو مقابل أو معلق وكان له مجلس للخاص ومجلس للعام وكان في أول عمره عامي على مذهب أهل السنة ثم تبصر وعاد إلى مذهب الشيعة الامامية وصنف كتبا كثيرة.
٢ ـ من مؤلفات حسين بن بسطام بن سابور الزيات كان من أكابر علماء الامامية ومحدثيهم وأجلاء رواة أخبارهم.
٣ ـ الكبر بفتحتين : شجر الاصف.
اليوم بؤس ولا فقر. ومن أراد التمسح بماء الورد فليمسح به وجهه ويديه وليحمد ربه وليصل على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم.
عن الحسن بن علي عليهالسلام أنه قال : حباني النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بكلتا يديه بالورد وقال : هذا سيد ريحان أهل الدنيا والاخرة.
في النرجس
روى الحسن بن المنذر رفعه قال : للنرجس فضائل كثيرة في شمه ودهنه. ولما أضرمت النار لابراهيم عليهالسلام فجعلها الله عزوجل عليه بردا وسلاما ، أنبت الله تبارك وتعالى في تلك النار النرجس فأصل النرجس مما أنبته الله عزوجل في ذلك الزمان.
في المرز نجوش
عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : عليكم بالمرز نجوش فشموه ، فإنه جيد للخشام (١). وعنه قال : إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان إذا رفع إليه الريحان شمه ورده إلا المرز نجوش ، فإنه كان لا يرده.
عن الكاظم عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : نعم الريحان المرز نجوش ، نبت تحت ساق العرش وماؤه شفاء العين.
الفصل الثاني
في التكحل والتدهن
من كتاب من لا يحضره الفقيه (٢) عن الباقر عليهالسلام قال : الاكتحال بالاثمد ينبت الاشفار ويحد البصر ويعين على طول السهر.
__________________
١ ـ الخشام : الانف.
٢ ـ من الكتب الاربعة للشيعة من مؤلفات الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي المتوفى سنة ٣٨١ في بلدة الري والمدفون فيها.
عن الصادق عليهالسلام قال : أتى النبي صلىاللهعليهوآله أعرابي يقال له : قليب رطب العينين ، فقال له النبي صلىاللهعليهوآله : إني أرى عينيك رطبتين يا قليب عليك بالاثمد فإنه سراج العين.
عن طب الاثمد قال الصادق عليهالسلام : السواك يجلو البصر والاثمد يذهب بالبخر.
عن الرضا عليهالسلام قال : من أصابه ضعف في بصره فليكتحل سبعة مراود (١) عند منامه من الاثمد ، أربعة في اليمنى وثلاثة في اليسرى ، فإنه ينبت الشعر ويجلو البصر وينفع الله بالكحلة منه بعد ثلاثين سنة.
وعنه عليهالسلام قال : من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فليكتحل وقال : [ و ] عليك بالاثمد فإنه يجلو البصر وينبت الاشفار ويطيب النكهة ويزيد في الباه (٢).
وعنه عليهالسلام قال : من أصابه ضعف في بصره فليكتحل سبع مراود عند منامه من الاثمد ، أربعة في اليمنى وثلاثة في البسرى.
عن الصادق عليهالسلام قال : الكحل ينبت الشعر ويجفف الدمعة ويعذب الريق ويجلو البصر.
وعنه عليهالسلام قال : الكحل يزيد في المباضعة. وعنه عليهالسلام قال : الكحل يعذب الفم. وعنه عليهالسلام قال : الكحل أربعة في اليمنى وثلاثة في اليسرى.
وعنه عليهالسلام قال : الكحل بالليل يطيب الفم ومنفعته إلى أربعين صباحا.
وعنه عليهالسلام : أنه كان أكثر كحله بالليل ، وكان يكتحل ثلاثة أفراد في كل عين.
وعنه عليهالسلام قال : الكحل عند النوم أمان من الماء الذي ينزل في العين.
ومن كتاب اللباس عن الصادق عليهالسلام قال : كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يكتحل بالاثمد إذا أراد أن يأوى إلى فراشه.
عن ابن فضال ، عن الحسن بن جهم (٣) قال : أراني عليهالسلام ميلا من حديد ، فقال : كان هذا لابي الحسن عليهالسلام فاكتحل به فاكتحلت.
__________________
١ ـ المراود جمع المرود : الميل الذي يكتحل به.
٢ ـ النكهة : ريح الفم. والباه كالجاه : النكاح.
٣ ـ هو الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين ، ثقة ، روي أبي الحسن موسى والرضا عليهماالسلام ، ذكره النجاشي في رجاله.
عن نادر الخادم ، عنه عليهالسلام أنه قال لبعض من معه : اكتحل ، فعرض أنه لا يحب الزينة في منزله ، فقال : اتق الله واكتحل ولا تدع الكحل. قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من اكتحل فليوتر ، من فعل فقد أحسن ومن لم يفعل فليس عليه شيء.
عن الصادق ، عن أبيه ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من اكتحل فليوتر ومن تجمر فليوتر ومن استنجى فليوتر ومن استخار الله فليوتر.
وعنه عليهالسلام قال : عليكم بالكحل ، فإنه يطيب الفم ، وعليكم بالسواك فإنه يجلو البصر. قال : قلت : كيف هذا؟ قال : لانه إذا استاك نزل البلغم فجلا البصر وإذا اكتحل ذهب البلغم فطيب الفم.
الدعاء عند الكحل
اللهم إني أسألك بحق محمد وآل محمد أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تجعل النور في بصري والبصيرة في ديني واليقين في قلبي والاخلاص في عملي والسلامة في نفسي والسعة في رزقي والشكر لك أبدا ما أبقيتني.
في التدهن
عن كتب الشيخ السعيد أبي جعفر بن بابويه (١) عن الصادق عليهالسلام قال : إذا صببت الدهن في يدك فقل : أللهم إني أسألك الزين والزينة في الدنيا والاخرة وأعوذ بك من الشين [ والشنآن ] في الدنيا والاخرة.
وعنه عليهالسلام قال : الدهن يلين البشر [ ة ] ويزيد في الدماغ ويسهل مجاري الماء ويذهب القشف ويسفر اللون.
__________________
١ ـ هو محمد بن علي بن موسى بن بابويه القمي ، الملقب بالصدوق والمعروف بإبن بابويه ، صاحب من لا يحضره الفقيه من الكتب الاربعة ، كان رحمهالله من أجلاء الشيعة بل فقهاء الاسلام ومحدثيهم وأعظم علماء الاسلام في القرن الرابع ، قيل في حقه : ولولاه لاندرست آثار أهل البيت ( : ) ولد هو وأخوه الحسين بن علي بن بابويه القمي بدعاء مولانا صاحب الامر ، إمام المنتظر ، الحجة بن الحسن العسكري عليهالسلام. أصله من قم قدم بغداد سنة ٣٥٥ وكان من تلامذتة الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان بن عبد السلام البغدادي المتوفى سنة ٤١٣ ، ثم رجع ودخل الري وأقام بها إلى أن توفي فيها سنة ٣٨١ وصنف كتبا كثيرة وبقيت أكثر مصنفاته مدى الايام إلى الان فعمت بركته الانام.
وعنه عليهالسلام قال : من دهن مسلما كتب الله بكل شعرة نورا يوم القيامة.
وعنه عليهالسلام قال : الدهن يذهب [ ب ] البؤس. وقال : البنفسج سيد الادهان ، وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في وصيته لعلي : يا علي كل الزيت وادهن بالزيت ، فإنه من أكل الزيت وادهن بالزيت لم يقربه الشيطان أربعين صباحا.
وقال علي عليهالسلام : إدهنوا بالبنفسج فانه بار في الصيف حار في الشتاء.
وعنه عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : فضل البنفسج على الادهان كفضل الاسلام على سائر الاديان.
وفي رواية الصادق عليهالسلام : فضل البنفسج على سائر الادهان كفضلي على سائر الخلق.
وعنه عليهالسلام قال : ادهنوا غبا واكتحلوا وترا (١).
الفصل الثالث
في السواك
من كتاب من لايحضره الفقيه قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : ما زال جبريل يوصيني بالسواك حتى خشيت أن أحفي أو أدرد (٢) ، وما زال يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه ، وما زال يوصيني بالمملوك حتى ظننت أنه سيضرب له أجلا يعتق فيه.
وقال موسى بن جعفر عليهالسلام : أكل الاشنان يذيب البدن والتدلك بالخزف يبلي الجسد والسواك في الخلاء يورث البخر (٣).
عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : السواك يزيد الرجل فصاحة.
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشي ، فإنه ليس
__________________
١ ـ يقال : غب الرجل غبا أي أخذه يوما وتركه يوما.
٢ ـ يقال أحفى الرجل شاربه أي بالغ في قصه ، ودرد : إذا سقطت أسنانه وبقيت أصولها.
٣ ـ الخزف : كل ما عمل من الطين وشوي بالنار. والبخر ـ محركة ـ ريح المنتن.
من صائم تيبس شفتاه بالعشي إلا كان نورا بين عينيه يوم القيامة.
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : نعم السواك الزيتون من شجرة مباركة ويذهب بالحفر (١) وهو سواكي وسواك الانبياء قبلي.
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : أربع من سنن المرسلين : الختان والتعطر والنكاح والسواك.
وقال الصادق عليهالسلام : أربع من سنن المرسلين : العطر والسواك والنساء والختان.
من كتاب روضة الواعظين (٢) قال أبوالحسن موسى عليهالسلام : لا يستغني شيعتنا عن أربع : عن خمرة (٣) يصلي عليها ، وخاتم يتختم به ، وسواك يستاك به ، وسبحة من طين قبر الحسين عليهالسلام فيها ثلاث وثلاثون حبة متى قلبها ذاكرا لله كتب الله له بكل حبة أربعين حسنة وإذا قلبها ساهيا يعبث بها كتب الله له عشرين حسنة.
قال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في وصيته لعلي : يا علي عليك بالسواك عند كل وضوء. وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : السواك شطر الوضوء.
وقال الصادق عليهالسلام : لما دخل الناس في الدين أفواجا أتاهم الازد ـ أرقها قلوبا وأعذبها أفواها ـ قيل : يا رسول الله ، هؤلاء أرق قلوبا فلم صاروا أعذب أفواها؟ قال : إنهم كانوا يستاكون في الجاهلية.
وقال عليهالسلام : لكل شيء طهور ، وطهور الفم السواك.
وقال أبوجعفر عليهالسلام : إن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم كان يكثر السواك وليس بواجب ، فلا يضرك تركه في فرط الايام. ولا بأس أن يستاك الصائم في شهر رمضان أي النهار شاء. ولا بأس بالسواك للمحرم. ويكره السواك في الحمام لانه يورث وباء الاسنان.
__________________
١ ـ الحفر : صفرة تعلو الاسنان.
٢ ـ للفتال النيسابوري من علماء القرن السادس الهجري ، المعروف بابن الفارسي رحمة الله عليه.
٣ ـ خمرة وزان غرفة : سجادة صغيرة تعمل من سعف النخل وتزمل بالخيوط. وقيل حصير صغير قدر ما يسجد عليه ويضع الرجل عليه جبهته في سجوده.
( مكارم الاخلاق ـ ٤ )
وقال الباقر والصادق عليهماالسلام : صلاة ركعتين بسواك أفضل من سبعين ركعة بغير سواك.
وقال الباقر عليهالسلام في السواك : لا تدعه في كل ثلاثة أيام ولو أن تمره مرة واحدة.
وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : اكتحلو وترا واستاكوا عرضا. وترك الصادق عليهالسلام السواك قبل أن يقبض بسنتين ، وذلك أن أسنانه ضعفت.
وسأل علي بن جعفر أخاه موسى بن جعفر عليهالسلام عن الرجل : يستاك بيده إذا قام إلى الصلاة بالليل وهو يقدر على السواك؟ قال : إذا خاف الصبح فلا بأس.
وقال النبي صلىاللهعليهوآله : لولا أن أشق على امتي لامرتهم بالسواك عند وضوء كل صلاة.
وروي : أن الكعبة شكت إلى الله عزوجل مما تلقى من أنفاس المشركين ، فأوحى الله تبارك وتعالى إليها : قري يا كعبة فإني مبدلك بهم قوما يتنظفون بقضبان الشجرة (١) ، فلما بعث الله نبيه محمدا صلىاللهعليهوآلهوسلم نزل عليه الروح الامين جبريل بالسواك والخلال.
وقال الصادق عليهالسلام : في السواك اثنتا عشرة خصلة : هو من السنة ومطهرة للفم ومجلاة للبصر ويرضي الرحمن ويبيض الاسنان ويذهب بالحفر (٢) ويشد اللثة ويشهي الطعام ويذهب بالبلغم ويزيد في الحفظ ويضاعف الحسنات وتفرح به الملائكة.
وكان للرضا عليهالسلام خريطة (٣) فيها خمس مساويك ، مكتوب على كل واحد منها إسم صلاة من الصلوات الخمس ، يستاك به عند تلك الصلاة.
ومن كتاب طب الائمة عنه عليهالسلام قال : السواك يجلو البصر وينبت الشعر ويذهب بالدمعة.
وفي وصية النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لامير المؤمنين عليهالسلام : يا علي عليك بالسواك وإن
__________________
١ ـ القضبان : جمع القضيب وهو الغصن المقطوع.
٢ ـ الحفر : صفرة تعلو الاسنان.
٣ ـ الخريطة : وعاء من جلد او غيره.
استطعت أن لا تقل منه فافعل ، فإن كل صلاة تصليها بالسواك تفضل على التي تصليها بغير سواك أربعين يوما.
ومن كتاب اللباس لابي النضر العياشي عن أبي جميلة عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : نزل جبريل بالخلال والسواك والحجامة.
وعنه ، عن أبيه ، عن آبائه عليهمالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : نظفوا طريق القرآن. قالوا : يا رسول الله ، وما طريق القرآن؟ قال : أفواهكم. قالوا : بماذا؟ قال : بالسواك.
وقال صلىاللهعليهوآلهوسلم : طهروا أفواهكم فإنها مسالك التسبيح.
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : أكل الاشنان يذيب البدن والتدلك بالخزف يبلي الجسد والسواك في الخلاء يورث البخر.
[ من تهذيب الاحكام ] عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : السواك مرضاة لله عز وجل وسنة النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ومطيبة للفم.
عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : السواك على المقعدة يورث البخر (١).
عن الصادق عن أبيه عن أمير المؤمنين عليهمالسلام قال : ثلاث يذهبن بالبلغم ويزدن في الحفظ : السواك والصوم وقراءة القرآن.
__________________
١ ـ المقعدة : مكان المخصوص للتخلي. والبخر محركة : ريح الفم.
الباب الثالث
في آداب الحمام وما يتعلق به ، وفيه ستة فصول :
الفصل الاول
في كيفية دخول الحمام
من كتاب من لا يحضره الفقيه عن محمد بن حمران قال : قال الصادق عليهالسلام : إذا دخلت الحمام فقل في الوقت الذي تنزع فيه ثيابك : اللهم انزع عني ربقة النفاق وثبتني على الايمان. وإذا دخلت البيت الاول فقل : اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي وأستعيذ بك من آذاه. وإذا دخلت البيت الثاني فقل : اللهم أذهب عني الرجس النجس وطهر جسدي وقلبي ، وخذ من الماء الحار وضعه على هامتك وصب منه على رجليك وإن أمكن أن تبلغ منه جرعة فافعل ، فإنه ينقي المثانة ، والبث في البيت الثاني ساعة ، وإذا دخلت البيت الثالث فقل : نعوذ بالله من النار ونسأله الجنة ترددها إلى وقت خروجك من البيت الحار. وإياك وشرب الماء البارد والفقاع (١) في الحمام ، فإنه يفسد المعدة. ولا تصبن عليك الماء البارد فإنه يضعف البدن. وصب الماء البارد على قدميك إذا خرجت ، فإنه يسل الداء من جسدك ، فإذا [ خرجت من الحمام ] ولبست ثيابك فقل : اللهم ألبسني التقوى وجنبني الردى ، فإذا فعلت ذلك أمنت من كل داء. ولا بأس بقراءة القرآن في الحمام ما لم ترد به الصوت إذا كان عليك مئزر.
وسأل محمد بن مسلم أبا جعفر عليهالسلام فقال : أكان أمير المؤمنين عليهالسلام ينهى عن قراءة القرآن في الحمام؟ فقال : لا ، إنما نهى أن يقرأ الرجل وهو عريان ، فإذا كان عليه ازار فلا بأس.
__________________
١ ـ إن الفقاع ، وإن كان حراما في كل حال ، إلا أنه عليهالسلام أكد حرمة شربه في الحمام.
قال علي بن يقطين للكاظم عليهالسلام : أقرأ في الحمام وأنكح؟ قال : لا بأس.
وقال أمير المؤمنين عليهالسلام : نعم البيت الحمام ، تذكر فيه النار ويذهب بالدرن. وقال عليهالسلام : بئس البيت الحمام يهتك الستر ويذهب بالحياء. وقال الصادق عليهالسلام : بئس البيت بيت الحمام يهتك الستر ويبدي العورة. ونعم البيت بيت الحمام يذكر حر جهنم. ومن الادب أن لا يدخل الرجل ولده معه الحمام فينظر إلى عورته وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يبعث بحليلته إلى الحمام. وقال صلىاللهعليهوآله : أنهى نساء أمتي عن دخول الحمام.
وقال الكاظم عليهالسلام : لا تدخلوا الحمام على الريق ولا تدخلوه حتى تطعموا شيئا.
من كتاب المحاسن عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : لا تدخل الحمام إلا وفي جوفك شيء يطفئ عنك وهج المعدة (١) وهو أقوى للبدن ولا تدخله وأنت ممتلئ من الطعام.
وعنه عليهالسلام قال : لا بأس للرجل أن يقرأ القرآن في الحمام إذا كان يريد به وجه الله ولا يريد أن ينظر كيف صوته.
وعن ابن أبي يعفور قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام فقلت : أيتجرد الرجل عند صب الماء ويرى عورته الناس ، أو يصب عليه الماء ، أو يرى هو عورة الناس؟ فقال : كان أبي يكره ذلك من كل أحد.
وقال الصادق عليهالسلام : لا يستلقين أحد في الحمام فإنه يذيب شحم الكليتين.
وقال بعضهم : خرج الصادق عليهالسلام من الحمام فلبس وتعمم ، فقال : فما تركت العمامة عند خروجي من الحمام في الشتاء والصيف.
وقال موسى بن جعفر : الحمام يوم ويوم لا ، يكثر اللحم وإدمانه كل يوم يذيب شحم الكليتين.
وقال عبد الرحمن بن مسلم : كنت في الحمام في البيت الاوسط ، فدخل أبوالحسن موسى بن جعفر عليهالسلام وعليه إزار فوق النورة فقال : السلام عليكم ، فرددت عليه
__________________
١ ـ الوهج أصله اتقاد النار واشتداد حره. والمراد به هنا تسكين اشتداد حرارة المعدة.
ودخلت البيت الذي فيه الحوض فاغتسلت وخرجت.
عن الرضا عليهالسلام قال : من غسل رجليه بعد خروجه من الحمام فلا بأس ، وإن لم يغسلهما فلا بأس.
وخرج الحسن بن علي عليهالسلام من الحمام فقال له رجل : طاب استحمامك ، فقال : يا لكع (١) وما تصنع بالاست ههنا؟ قال : فطاب حمامك. قال : إذا طاب الحمام فما راحة البدن؟ قال : فطاب حميمك. قال : ويحك أما علمت أن الحميم العرق؟ قال : فكيف أقول؟ قال : قل : طاب ما طهر منك وطهر ما طاب منك.
قال الصادق عليهالسلام : إذا قال لك أخوك وقد خرجت من الحمام : طاب حمامك فقل له : أنعم الله بالك.
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : الداء ثلاثة والدواء ثلاثة ، فأما الداء فالدم والمرة والبلغم ، فدواء الدم الحجامة ودواء البلغم الحمام ودواء المرة المشي (٢).
وقال الصادق عليهالسلام : ثلاثة يسمن وثلاثة يهزلن ، فأما التي يسمن فإدمان الحمام وشم الرائحة الطيبة ولبس الثياب اللينة ، وأما التي يهزلن فإدمان أكل البيض والسمك والضلع (٣) يعني بإدمان الحمام انه يوم ويوم لا ، فإنه إن دخل كل يوم نقص من لحمه.
عن الباقر عليهالسلام قال : ماء الحمام لا بأس به إذا كان له مادة (٤).
عن داود بن سرحان قال : قلت لابي عبد الله عليهالسلام : ما تقول في ماء الحمام؟ قال : هو بمنزلة الماء الجاري.
عن محمد بن مسلم قال : قلت لابي عبد الله عليهالسلام : الحمام يغتسل فيه الجنب وغيره أفأغتسل من مائه؟ قال : نعم لا بأس أن يغتسل منه الجنب ، ولقد اغتسلت
__________________
١ ـ اللكع كالصرد : اللئيم والعبد والاحمق. والاست : الاساس والاصل والسافلة ، والمراد هنا القبل والدبر.
٢ ـ المرة ـ بالكسر فالتشديد ـ : خلط من أخلاط البدن كالصفراء والسوداء.
٣ ـ الضلع : امتلاء البطن شبعا أو ريا حتى يضلع أضلاعه.
٤ ـ المراد إن ماء الحمام طاهر لا ينجسه شيء إذا كان له منبع.
فيه ثم جئت فغسلت رجلي وما غسلتهما إلا مما التزق بهما من التراب.
عن زرارة قال : رأيت الباقر عليهالسلام يخرج من الحمام ، فيمضي كما هو لا يغسل رجله حتى يصلي.
عن الصادق عليهالسلام : اغسلوا أرجلكم بعد خروجكم من الحمام فإنه يذهب بالشقيقة ، فإذا خرجتم فتعمموا.
عن محمد بن موسى عن الباقر والصادق عليهماالسلام قال : إذا خرجنا من الحمام خرجنا متعممين شتاء [ كان أو ] صيفا ، وكانا يقولان : هو أمان من الصداع.
وروي : إذا دخل أحدكم الحمام وهاجت به الحرارة فليصب عليه الماء البارد ليسكن به الحرارة.
ومن كتاب طب الائمة عن أبي الحسن عليهالسلام قال : قلموا أظفاركم يوم الثلاثاء واحتجموا يوم الاربعاء وأصيبوا من الحمام حاجتكم يوم الخميس وتطيبوا بأطيب طيبكم يوم الجمعة.
من كتاب الخصال عن أبي الحسن عليهالسلام قال : قلموا أظفاركم يوم الثلاثاء ، واستحموا يوم الاربعاء ، وأصيبوا من الحجامة حاجتكم يوم الخميس ، وتطيبوا بأطيب طيبكم يوم الجمعة.
ومن كتاب اللباس عن سعدان بن مسلم قال : دخل علينا أبوالحسن الاول عليهالسلام الحمام ونحن فيه ، فسلم ، قال : فقمت أنا فاغتسلت وخرجت.
عن حنان بن سدير عن أبيه قال : دخلت أنا وأبي وجدي وعمي حمام المدينة فإذا رجل في المسلخ فقال : ممن القوم؟ فقلنا : من أهل العراق ، قال : من أي العراق؟ فقلنا : من أهل الكوفة ، قال : مرحبا [ وسهلا ] وأهلا يا أهل الكوفة أنتم الشعار دون الدثار (١) ، ثم قال : ما يمنعكم من الازار؟ فإن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : عورة المسلم على المسلم حرام ، قال : فبعث عمي من أتى له بكرباسة فشقها أربعة ، ثم أخذ كل واحد منا واحدة فاتزر بها ، فلما خرجنا من الحمام سألنا عن الشيخ فإذا هو علي بن الحسين عليهالسلام وابنه محمد الباقر عليهالسلام معه.
__________________
١ ـ الشعار ـ بالكسر ـ : ما يلي شعر الجسد من اللباس. والدثار ـ بالكسر ـ : ما يتدثر به الانسان من كساء.
الفصل الثاني
في ستر العورة
من كتاب من لا يحضره الفقيه قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يدخل الحمام إلا بمئزر. ونهى عن دخول الانهار إلا بمئزر ، وقال : إن للماء أهلا وسكانا.
عن أبي عبد الله عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهمالسلام قال : إذا تعرى أحدكم نظر إليه الشيطان فطمع فيه ، فاتزروا.
وعنه عليهالسلام : نهى أن يدخل الرجل الحمام إلا بمئزر.
وعن الباقر عن أبيه عن علي عليهمالسلام قال : قيل له : إن سعيد بن عبد الملك يدخل بجواريه الحمام. قال : لا بأس به إذا كان عليه وعليهن الازار ولا يكونون عراة كالحمر ينظر بعضهم إلى سوءة بعض (١).
وروي عن الصادق عليهالسلام أنه قال : إنما أكره النظر إلى عورة المسلم ، فأما النظر إلى عورة من ليس بمسلم مثل النظر إلى عورة الحمار.
وعنه عليهالسلام قال : لا ينظر الرجل إلى عورة أخيه ، فإذا كان مخالفا له فلا شيء عليه في الحمام.
وعنه عليهالسلام قال : الفخذ ليس بعورة.
عن أبي بصير قال : قلت لابي عبد الله عليهالسلام : يغتسل الرجل بارزا؟ فقال : إذا لم يره أحد فلا بأس.
من تهذيب الاحكام عن حذيفة بن منصور قال : قلت لابي عبد الله عليهالسلام شيء يقوله الناس : عورة المؤمن على المؤمن حرام ، فقال : ليس حيث تذهب إنما عنى عورة المؤمن أن يزل زلة ، أو يتكلم بشيء يعاب عليه فيحفظ عليه ليعيره به يوما.
__________________
١ ـ الحمر جمع الحمار. والسوءة بالفتح : العورة.
عن عبد الله بن سنان قال : سألت أبا عبد الله عليهالسلام عن عورة المؤمن أهي حرام؟ قال : نعم ، [ ف ] قلت : أعني سفليه ، فقال : ليس حيث تذهب ، إنما هو إذاعة سره.
عن زيد الشحام ، عن أبي عبد الله عليهالسلام في عورة المؤمن على المؤمن حرام ، قال : ليس أن يكشف فترى منه شيئا إنما هو أن تزري عليه (١) أو تعيبه.
الفصل الثالث
في التدلك بالخزف والزيت والدقيق وغير ذلك
من كتاب من لا يحضره الفقيه عن علي عليهالسلام قال : لا يستلقين أحدكم في الحمام فإنه يذيب شحم الكليتين. ولا يدلكن رجله بالخزف فإنه يورث الجذام.
وقال الصادق عليهالسلام : لا تدلكن بالخزف فإنه يورث البرص ، ولا تمسح وجهك بالازار فإنه يذهب بماء الوجه. وروي أن ذلك طين مصر وخزف الشام.
وقال عليهالسلام : إياكم والخزف فإنه يبلي الجسد [ و ] عليكم بالحزق (٢).
عن الرضا عليهالسلام قال : لا بأس أن يتدلك الرجل في الحمام بالسويق والدقيق والنخالة ، ولا بأس أن يتدلك بالدقيق الملتوت بالزيت. وليس فيما ينفع البدن إسراف ، إنما الاسراف فيما أتلف المال وأضر بالبدن.
وقال الصادق عليهالسلام : لا بأس أن يمس الرجل الخلوق (٣) في الحمام ، يمسح به يده من شقاق يداويه ولا يستحب إدمانه ولا أن يرى أثره عليه.
ومن كتاب اللباس عن أبي الحسن عليهالسلام في الرجل يطلي بالنورة فيتدلك بالزيت والدقيق ، قال : لا بأس.
عن أبي السفاتج ، عن بعض أصحابه أنه سأل أبا عبد الله عليهالسلام فقال : إنا
__________________
١ ـ يقال : أزرى عليه عمله أي عاتبه أو عابه عليه.
٢ ـ يقال : حزق الشيء حزقا أي شده وضغطه وعصره.
٣ ـ الخلوق : ضرب من الطيب يتخلق به ، قيل : هو مائع وفيه صفرة وأعظم أجزائه الزعفران.
نكون في طريق مكة فنريد الاحرام ، فلا يكون معنا نخالة نتدلك بها من النورة ، فنتدلك بالدقيق فيدخلني من ذلك ما الله به أعلم ، قال عليهالسلام : مخافة الاسراف؟ قلت : نعم ، قال : ليس فيما أصلح البدن إسراف ، إني ربما أمرت بالنقي فيلت (١) بالزيت فأتدلك به ، إنما الاسراف فيما أتلف المال وأضر بالبدن ، قلت : فما الاقتار؟ قال : أكل الخبز والملح وأنت تقدر على غيره ، قلت : فالقصد؟ قال : الخبز واللحم واللبن والزيت والسمن مرة ذا ومرة ذا.
وعن أبي الحسن عليهالسلام أنه سئل عن الرجل يطلي بالنورة فيجعل الدقيق يلته به ويتمسخ به بعد النورة ليقطع ريحها؟ قال : لا بأس.
الفصل الرابع
في حلق الرأس والعانة والابط
من كتاب من لا يحضره الفقيه قال رسول الله صلىاللهعليهوآله لرجل : احلق فإنه يزيد في جمالك.
قال الصادق عليهالسلام : حلق الرأس في غير [ ال ] حج و [ الع ] مرة مثله لاعدائكم وجمال لكم ، ثم قال إنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، وعلامتهم التسبيد وهو الحق وترك التدهن.
ومن كتاب نوادر الحكمة عن الصادق عن آبائه عن علي عليهمالسلام قال : لا تحلقوا الصبيان القزع (٢).
ومن تهذيب الاحكام عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : أتى النبي صلىاللهعليهوآله بصبي [ ل ] يدعو له وله قنازع (٣) فأبى أن يدعو له وأمر بحلق رأسه. وأمر رسول اللهصلىاللهعليهوآله بحلق شعر البطن. قال النوفلي : القزع أن تحلق موضعا وتترك موضعا.
وعن الباقر عليهالسلام قال : ختن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم الحسن والحسين عليهماالسلام
__________________
١ ـ يقال لت الشيء أي بله وخلطه بشيء من ماء او السمن ، او غير ذلك.
٢ ـ القزع محركة : أخذ بعض الشعر وترك بعضه غير محلوقة تشبيها بقزع السحاب.
٣ ـ القنازع : جمع قنزعة وهي الشعر حول الرأس. والفضلة من الشعر تترك على رأس الصبي أيضا.
لسبعة أيام ، وحلق رؤسهما وتصدق بزنة الشعر فضة ، وعق عنهما وأعطى القابلة طرائف.
وروي إذا أراد أن يحلق رأسه فليبدأ من الناصية إلى العظمين وليقل : بسم الله وبالله وعلى ملة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أللهم أعطني بكل شعرة نورا يوم القيامة فإذا فرغ فليقل : أللهم زيني بالتقوى وجنبني الردى.
ومن كتاب طب الائمة عن الصادق عليهالسلام : التنظف بالموسى في كل سبع ، وبالنورة في كل خمسة عشر يوما.
ومن كتاب اللباس قال الرضا عليهالسلام : ثلاث من عرفهن لم يدعهن : إحفاء الشعر ونكاح الاماء ، وتشمير الثوب.
وعنه عليهالسلام قال : ثلاث من سنن المرسلين : التعطر ، وإحفاء الشعر ، وكثرة الطروقة يعني الجماع.
وعن عمرو بن عثمان ، عمن حدثه عن الرضا عليهالسلام قال : قلنا له : إن الناس يزعمون أن كل حلق في غير منى مثلة ، فقال : سبحان الله كان أبوالحسن ـ يعني أباه ـ يرجع من الحج فيأتي بعض ضياعه فلا يدخل المدينة حتى يحلق رأسه.
وسئل الصادق عليهالسلام عن إطالة الشعر ، [ ف ] قال : كان أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم مقصرين ـ يعني الطم (١) ـ.
وعنه عليهالسلام قال : أخذ الشعر من الانف يحسن الوجه.
عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يترك عانته فوق أربعين يوما ولا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الاخر أن تدع ذلك منها فوق عشرين يوما.
وفي رواية عن الصادق عليهالسلام قال : من كان يؤمن بالله واليوم الاخر فلا يترك عانته أكثر من اسبوع ولا يترك النورة أكثر من شهر من ترك أكثر منه فلا صلاة له (٢).
وقال النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : احلقوا شعر البطن ـ الذكر والانثى ـ.
عن الصادق عليهالسلام قال : إن الله تبارك وتعالى قال لابراهيم عليهالسلام تطهر ،
__________________
١ ـ طم الشعر : جزه أو عقصه.
٢ ـ المراد به : الصلاة التام.
فحلق عانته. وكان عليهالسلام : يطلي إبطيه في الحمام ويقول : نتف الابط يضعف المنكبين ويوهي ويضعف البصر (١). وقال : حلقه أفضل من نتفه وطليه أفضل من حلقه.
وفي رواية زرارة عن عليهالسلام قال : نتفه أفضل من حلقه وطليه أفضل منهما.
وقال علي عليهالسلام : نتف الابط ينفي الرائحة المكروهة وهو طهور وسنة مما أمر به الطيب أبوالقاسم عليه وعلى آله السلام.
وقال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : لا يطولن أحدكم شعر إبطه ، فإن الشيطان يتخذه مخبأ يستتر به والجنب لا بأس أن يطلي ، لان النورة تزيد نظافة.
عن الصادق عليهالسلام قال : كان بين نوح وإبراهيم عليهماالسلام ألف سنة وكانت شريعة إبراهيم بالتوحيد والاخلاص وخلع الانداد وهي الفطرة التي فطر الناس عليها وهي الحنيفية وأخذ عليه ميثاقه [ و ] أن لا يعبد إلا الله ولا يشرك به شيئا قال : وأمره بالصلاة والامر والنهي ولم يحكم عليه أحكام فرض المواريث وزاده في الحنيفية الختان وقص الشارب ونتف الابط وتقليم الاظفار وحلق العانة. وأمره ببناء البيت والحج والمناسك فهذه كلها شريعته عليهالسلام.
وعنه عليهالسلام قال : قال الله لابراهيم عليهالسلام : تطهر فأخذ شاربه ، ثم قال : تطهر فنتف إبطه ، ثم قال : تطهر فقلم أظفاره ، ثم قال : تطهر فحلق عانته ، ثم قال : تطهر فاختتن.
الفصل الخامس
في غسل الرأس بالخطمي والسدر
من كتاب من لا يحضره الفقيه ، قال الصادق عليهالسلام : غسل الرأس بالخطمي في كل جمعة أمان من البرص والجنون. وقال عليهالسلام : غسل الرأس بالخطمي ينفي الفقر ويزيد في الرزق. وفي خبر آخر قال : غسل الرأس بالخطمي نشرة (٢).
__________________
١ ـ النتف : النزع. والوهي : الشق والكسر والضعف ، يقال : وهي الثوب أي بلي وانشق واسترخى رباطه. وكذلك الحائط والقربة والحبل ويتعدى بالهمزة.
٢ ـ النشرة : رقية تعالج بها المجنون والمريض.