موسوعة الإمام الخوئي

السيّد محمّد رضا الموسوي الخلخالي

إني أُومن بوعدك وأُوفي بعهدك (١).

وفي رواية صحيحة عن أبي عبد الله (عليه السلام) : إذا دنوت من الحجر الأسود فارفع يديك واحمد الله واثن عليه وصل على النبي ، واسأل الله أن يتقبل منك ، ثم استلم الحجر وقبّله ، فان لم تستطع أن تقبّله فاستلمه بيدك ، فان لم تستطع أن تستلمه بيدك فأشر إليه وقل :

اللهمّ أمانتي أديتها ، وميثاقي تعاهدته لتشهد لي بالموافاة ، اللهمّ تصديقاً بكتابك وعلى سنة نبيك صلواتك عليه وآله أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، وأن محمّداً عبده ورسوله ، آمنت بالله ، وكفرت بالجبت والطاغوت واللّات والعزّى ، وعبادة الشيطان وعبادة كل ند يدعى من دون الله تعالى.

فان لم تستطع أن تقول هذا فبعضه ، وقل : اللهمّ إليك بسطت يدي ، وفيما عندك عظمت رغبتي ، فاقبل سبحتي ، واغفر لي وارحمني ، اللهمّ إني أعوذ بك من الكفر والفقر ومواقف الخزي في الدنيا والآخرة (٢).

آداب الطّواف

روى معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال تقول في الطواف :

اللهمّ إنِّي أسألك باسمك الذي يمشي به على ظل الماء كما يمشى به على جدد الأرض ، أسألك باسمك الذي يهتز له عرشك ، وأسألك باسمك الذي تهتز له أقدام ملائكتك ، وأسألك باسمك الذي دعاك به موسى من جانب الطور الأيمن فاستجبت له ، وألقيت عليه محبّة منك ، وأسألك باسمك الذي غفرت به لمحمد ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وأتممت نعمتك عليه أن تفعل بي كذا وكذا ، ما أحببت من الدعاء.

__________________

(١) الوسائل ١٣ : ٣١٤ / أبواب الطواف ب ١٢ ح ٣ ، ٤.

(٢) الوسائل ١٣ : ٣١٣ / أبواب الطواف ب ١٢ ح ١.

٤٦١

وكل ما انتهيت إلى باب الكعبة فصل على محمّد وآل محمّد وتقول فيما بين الركن اليماني والحجر الأسود :

(رَبَّنا آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنا عَذابَ النّارِ).

وقل في الطواف :

اللهمّ إنِّي إليك فقير وإني خائف مستجير ، فلا تغير جسمي ، ولا تبدِّل اسمي (١) وعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : كان علي بن الحسين (عليه السلام) إذا بلغ الحجر قبل أن يبلغ الميزاب يرفع رأسه ، ثم يقول وهو ينظر إلى الميزاب : اللهمّ أدخلني الجنة برحمتك ، وأجرني برحمتك من النار ، وعافني من السقم ، وأوسع عليَّ من الرزق الحلال ، وادرأ عني شرّ فسقة الجن والإنس ، وشرّ فسقة العرب والعجم (٢).

وفي الصحيح عن أبي عبد الله (عليه السلام) أنه لما انتهى إلى ظهر الكعبة حتى يجوز الحجر قال :

يا ذا المن والطول والجود والكرم ، إن عملي ضعيف فضاعفه لي ، وتقبله مني إنك أنت السميع العليم (٣).

وعن أبي الحسن الرضا (عليه السلام) أنه لما صار بحذاء الركن اليماني قام فرفع يديه ثم قال :

يا الله يا ولي العافية ، وخالق العافية ورازق العافية ، والمنعم بالعافية ، والمنان بالعافية والمتفضل بالعافية عليَّ وعلى جميع خلقك ، يا رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما صلِّ على محمّد وآل محمّد وارزقنا العافية ودوام العافية ، وتمام العافية

__________________

(١) الوسائل ١٣ : ٣٣٣ / أبواب الطواف ب ٢٠ ح ١.

(٢) الوسائل ١٣ : ٣٣٤ / أبواب الطواف ب ٢٠ ح ٥.

(٣) الوسائل ١٣ : ٣٣٥ / أبواب الطواف ب ٢٠ ح ٦.

٤٦٢

وشكر العافية ، في الدنيا والآخرة برحمتك يا أرحم الراحمين (١).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) إذا فرغت من طوافك وبلغت مؤخر الكعبة وهو بحذاء المستجار دون الركن اليماني بقليل ، فابسط يديك على البيت والصق بدنك وخدك بالبيت وقل :

اللهمّ البيت بيتك ، والعبد عبدك ، وهذا مكان العائذ بك من النار.

ثم أقرّ لربِّك بما عملت ، فإنه ليس من عبد مؤمن يقر لربِّه بذنوبه في هذا المكان إلّا غفر الله له إن شاء الله ، وتقول :

اللهمّ من قبلك الروح والفرج والعافية ، اللهمّ إن عملي ضعيف فضاعفه لي واغفر لي ما اطلعت عليه مني وخفي على خلقك.

ثم تستجير بالله من النار وتخير لنفسك من الدعاء ، ثم استلم الركن اليماني (٢).

وفي رواية أُخرى عنه (عليه السلام) ثم استقبل الركن اليماني والركن الذي فيه الحجر الأسود واختم به وتقول : اللهمّ قنعني بما رزقتني وبارك لي فيما آتيتني (٣).

ويستحب للطائف في كل شوط أن يستلم الأركان كلها (٤) وأن يقول عند استلام الحجر الأسود : أمانتي أديتها وميثاقي تعاهدته ، لتشهد لي بالموافاة (٥).

آداب صلاة الطّواف

يستحب في صلاة الطواف أن يقرأ بعد الفاتحة سورة التوحيد في الركعة الاولى ، وسورة الجحد في الركعة الثانية ، فاذا فرغ من صلاته حمد الله وأثنى عليه

__________________

(١) الوسائل ١٣ : ٣٣٥ / أبواب الطواف ب ٢٠ ح ٧.

(٢) الوسائل ١٣ : ٣٤٥ / أبواب الطواف ب ٢٦ ح ٤.

(٣) الوسائل ١٣ : ٣٤٧ / أبواب الطواف ب ٢٦ ح ٩.

(٤) الوسائل ١٣ : ٣٤٤ / أبواب الطواف ب ٢٥ ح ١ ، ٢.

(٥) الوسائل ١٣ : ٣١٣ / أبواب الطواف ب ١٢ ح ١ ، ٢.

٤٦٣

وصلّى على محمّد وآل محمّد ، وطلب من الله تعالى أن يتقبّل منه [١] وعن الصادق (عليه السلام) أنه سجد بعد ركعتي الطواف وقال في سجوده :

سجد وجهي لك تعبّداً ورقّاً لا إله إلّا أنت حقّا حقّا ، الأوّل قبل كل شي‌ء والآخر بعد كل شي‌ء ، وما أنا ذا بين يديك ، ناصيتي بيدك ، واغفر لي إنه لا يغفر الذنب العظيم غيرك ، فاغفر لي فإنِّي مقرّ بذنوبي على نفسي ، ولا يدفع الذنب العظيم غير [٢].

ويستحب أن يشرب من ماء زمزم قبل أن يخرج إلى الصفا ويقول :

اللهمّ اجعله علماً نافعاً ، ورزقاً واسعاً وشفاء من كل داء وسقم.

وإن أمكنه أتى زمزم بعد صلاة الطواف ، وأخذ منه ذنوباً أو ذنوبين ، فيشرب منه ويصب الماء على رأسه وظهره وبطنه ويقول :

اللهمّ اجعله علماً نافعاً ، ورزقاً واسعاً وشفاء من كل داء وسقم.

ثم يأتي الحجر الأسود فيخرج منه إلى الصفا (١).

آداب السّعي

يستحب الخروج إلى الصفا من الباب الذي يقابل الحجر الأسود مع سكينة ووقار ، فاذا صعد على الصفا نظر إلى الكعبة ، ويتوجّه إلى الركن الذي فيه الحجر الأسود ويحمد الله ويثني عليه ويتذكر آلاء الله ونعمه ، ثم يقول : الله أكبر سبع مرّات ، الحمد لله سبع مرات ، لا إله إلّا الله سبع مرات ، ويقول ثلاث مرّات :

______________________________________________________

(١) كما في صحيح معاوية بن عمار وصحيح الحلبي (١).

__________________

[١] الوسائل ١٣ : ٤٢٢ / أبواب الطواف ب ٧١.

[٢] الوسائل ١٣ : ٤٣٩ / أبواب الطواف ب ٧٨ ح ٢.

(١) الوسائل ١٣ : ٤٧٢ / أبواب السعي ب ٢ ح ١ ، ٢.

٤٦٤

لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شي‌ء قدير ، ثم يصلي على محمّد وآل محمّد ، ثم يقول : ثلاث مرّات :

الله أكبر على ما هدانا ، والحمد لله على ما أولانا والحمد لله الحي القيوم والحمد لله الدائم.

ثم يقول ثلاث مرات :

أشهد أن لا إله إلّا الله ، وأشهد أن محمّداً عبده ورسوله ، لا نعبد إلّا إيّاه مخلصين له الدين ولو كره المشركون.

ثم يقول ثلاث مرات :

اللهمّ إني أسألك العفو والعافية واليقين في الدنيا والآخرة.

ثم يقول الله أكبر مائة مرة ، لا إله إلّا الله مائة مرة ، الحمد لله مائة مرّة ، سبحان الله مائة مرة ، ثم يقول :

لا إله إلّا الله وحده وحده ، أنجز وعده ونصر عبده وغلب الأحزاب وحده ، فله الملك وله الحمد وحده وحده ، اللهمّ بارك لي في الموت وفيما بعد الموت ، اللهمّ إني أعوذ بك من ظلمة القبر ووحشته ، اللهمّ أظلني في ظل عرشك يوم لا ظل إلّا ظلك.

ويستودع الله دينه ونفسه وأهله كثيراً ، فيقول :

أستودع الله الرحمن الرحيم الذي لا تضيع ودائعه ديني ونفسي وأهلي ، اللهمّ استعملني على كتابك وسنة نبيك وتوفني على ملته وأعذني من الفتنة.

ثم يقول : الله أكبر ثلاث مرات ، ثم يعيدها مرتين ، ثم يكبر واحدة ثم يعيدها فان لم يستطع هذا فبعضه ، وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنه إذا صعد الصفا استقبل الكعبة ثم يرفع يديه ثم يقول :

٤٦٥

اللهمّ اغفر لي كل ذنب أذنبته قط ، فان عدت فعد عليَّ بالمغفرة ، فإنك أنت الغفور الرحيم ، اللهمّ افعل بي ما أنت أهله ، فإنك إن تفعل بي ما أنت أهله ترحمني وإن تعذبني فأنت غني عن عذابي ، وأنا محتاج إلى رحمتك ، فيا من أنا محتاج إلى رحمته ارحمني ، اللهمّ لا تفعل بي ما أنا أهله فإنك إن تفعل بي ما أنا أهله تعذِّبني ولم تظلمني ، أصبحت أتقي عدلك ولا أخاف جورك ، فيا من هو عدل لا يجوز ارحمني (١).

وعن أبي عبد الله (عليه السلام) إن أردت أن يكثر مالك فأكثر من الوقوف على الصفا (٢) ويستحب (٣) أن يسعى ماشياً ، وأن يمشي مع سكينة ووقار حتى يأتي محل المنارة الاولى فيهرول إلى محل المنارة الأُخرى ، ثم يمشي مع سكينة ووقار حتى يصعد على المروة فيصنع عليها كما صنع على الصفا ، ويرجع من المروة إلى الصفا على هذا المنهج (٤) وإذا كان راكباً أسرع فيما بين المنارتين (٥) فينبغي أن يجدّ في البكاء ، ويدعو الله كثيراً (٦) ولا هرولة على النِّساء (٧).

آداب الإحرام

إلى الوقوف بعرفات

ما تقدّم من الآداب في إحرام العمرة يجري في إحرام الحج أيضاً ، فإذا أحرم

__________________

(١) الوسائل ١٣ : ٤٧٥ / أبواب السعي ب ٣ ح ٢ ، وب ٤ ح ١ ، ٣.

(٢) الوسائل ١٣ : ٤٧٩ / أبواب السعي ب ٥ ح ١ ، ٢.

(٣) الوسائل ١٣ : ٤٩٦ / أبواب السعي ب ١٦.

(٤) الوسائل ١٣ : ٤٨١ / أبواب السعي ب ٦.

(٥) الوسائل ١٣ : ٤٩٨ / أبواب السعي ب ١٧ ح ٢.

(٦) الفقيه ٢ : ٣٢٠.

(٧) الوسائل ١٣ : ٥٠٢ / أبواب السعي ب ٢١.

٤٦٦

للحج وخرج من مكة يلبّي في طريقه غير رافع صوته ، حتى إذا أشرف على الأبطح رفع صوته ، فاذا توجه إلى منى قال :

اللهمّ إيّاك أرجو وإياك أدعو ، فبلغني أملي وأصلح لي عملي.

ثم يذهب إلى منى بسكينة ووقار مشتغلاً بذكر الله سبحانه فاذا وصل إليها قال :

الحمد لله الذي أقدمنيها صالحاً في عافية وبلغني هذا المكان.

ثم يقول :

اللهمّ هذه منى وهي ممّا مننت به علينا من المناسك ، فأسألك أن تمن عليَّ بما مننت به على أنبيائك ، فإنما أنا عبدك وفي قبضتك (١) ويستحب له المبيت في منى ليلة عرفة ، يقضيها في طاعة الله تبارك وتعالى (١) والأفضل أن تكون عباداته ولا سيما صلواته في المسجد الخيف (٢) ، فإذا صلّى الفجر عقّب إلى طلوع الشمس (٣) ثم يذهب إلى عرفات. ولا بأس بخروجه من منى بعد

______________________________________________________

(١) ذكر الأصحاب أنه يستحب للمتمتع أن يخرج إلى عرفات يوم التروية ويبيت في منى ليلة عرفة ، والنصوص في ذلك متضافرة جدّاً ، منها : الروايات الحاكية لكيفية حج النبي (صلّى الله عليه وآله وسلم) وحج آدم وإبراهيم (عليهما السلام) وغير ذلك من الروايات (٢).

(٢) ذكره الصدوق في الفقيه (٣).

(٣) ورد ذلك أيضاً في كيفية حج النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلم) وأنه لم يخرج من منى حتى بزغت الشمس.

__________________

(١) الوسائل ١٣ : ٥٢٦ / أبواب إحرام الحج والوقوف بعرفة ب ٦ ، الفقيه ٢ : ٣٢١.

(٢) الوسائل ١١ : ٢١٣ / أبواب أقسام الحج ب ٢ ، ١٣ : ٥٢٢ / أبواب إحرام الحج والوقوف بعرفة ب ٣ ، ٤.

(٣) الفقيه ٢ : ٣٢٢.

٤٦٧

طلوع الفجر (١) والأولى بل الأحوط أن لا يتجاوز وادي محسّر قبل طلوع الشمس (٢) ويكره خروجه منها قبل الفجر ، وذهب بعضهم إلى عدم جوازه إلّا لضرورة كمرض أو خوف من الزحام (٣). فاذا توجه إلى عرفات قال :

اللهمّ إليك صمدت ، وإيّاك اعتمدت ووجهك أردت ، فأسألك أن تبارك لي في رحلتي وأن تقضي لي حاجتي ، وأن تجعلني ممن تباهي به اليوم من هو أفضل مني.

______________________________________________________

(١) كما في صحيحة هشام بن سالم وغيره (١).

(٢) ومن جملة الآداب أيضاً أن لا يجوز وادي محسر إلّا بعد طلوع الشمس كما في صحيح هشام بن الحكم «لا يجوز وادي محسر حتى تطلع الشمس» (٢) ونقل عن الشيخ (٣) وابن البراج (٤) القول بالتحريم أخذاً بظاهر النهي واستقربه الحدائق (٥) ولكنه محمول على الكراهة بقرينة الشهرة على الخلاف ، ولو كان حراماً لظهر في أمثال هذه المسائل التي يكثر الابتلاء بها.

(٣) على المشهور ، للأمر بإتيان صلاة الفجر فيها في عدة من النصوص وفعل النبي (صلّى الله عليه وآله) كما في صحيح معاوية وغيره من الروايات الحاكية لكيفية حج النبيّ (صلّى الله عليه وآله) (٦) وفي دلالتها على الكراهة تأمل كما في الجواهر (٧) بل غايتها الاستحباب ، فمن ذلك يعلم ضعف ما عن بعض الفقهاء من عدم الجواز.

__________________

(١) الوسائل ١٣ : ٥٢٨ / أبواب إحرام الحج والوقوف بعرفة ب ٧ ح ٣.

(٢) الوسائل ١٣ : ٥٢٨ / أبواب إحرام الحج والوقوف بعرفة ب ٧ ح ٤.

(٣) التهذيب ٥ : ١٧٨.

(٤) المهذب ١ : ٢٥١.

(٥) الحدائق ١٦ : ٣٧٣.

(٦) الوسائل ١١ : ٢١٣ / أبواب أقسام الحج ب ٢ ، ١٣ : ٥٢٤ / أبواب إحرام الحج والوقوف بعرفة ب ٤ ح ٤ ، ٥.

(٧) الجواهر ١٩ : ١١.

٤٦٨

ثم يلبّي إلى أن يصل إلى عرفات (١).

آداب الوقوف بعرفات

يستحب في الوقوف بعرفات أُمور وهي كثيرة نذكر بعضها ، منها :

١ ـ الطهارة حال الوقوف (٢).

٢ ـ الغسل عند الزوال (٣).

٣ ـ تفريغ النفس للدعاء والتوجه إلى الله (٤).

٤ ـ الوقوف بسفح الجبل في ميسرته (٥).

٥ ـ الجمع بين صلاتي الظهرين بأذان وإقامتين (٦).

٦ ـ الدعاء بما تيسر من المأثور وغيره ، والأفضل المأثور ، فمن ذلك : دعاء الحسين (عليه السلام) ودعاء ولده الإمام زين العابدين (عليه السلام) (٧).

ومنه ما في صحيحة معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : إنما تجعل الصلاة وتجمع بينهما لتفرغ نفسك للدعاء ، فإنه يوم دعاء ومسألة ، ثم تأتي الموقف وعليك السكينة والوقار ، فاحمد الله وهلّله ومجده واثن عليه وكبّره مائة مرّة ، واحمده مائة مرّة ، وسبّحه مائة مرّة ، واقرأ قل هو الله أحد مائة مرّة ، وتخير

__________________

(١) الوسائل ١٣ : ٥٢٨ / أبواب إحرام الحج والوقوف بعرفة ب ٨.

(٢) الوسائل ١٣ : ٥٥٥ / أبواب إحرام الحج والوقوف بعرفة ب ٢٠.

(٣) الوسائل ١٣ : ٥٢٩ / أبواب إحرام الحج والوقوف بعرفة ب ٩.

(٤) الوسائل ١٣ : ٥٣٨ ، ٥٤٤ / أبواب إحرام الحج والوقوف بعرفة ب ١٤ ، ١٧.

(٥) الوسائل ١٣ : ٥٣٤ / أبواب إحرام الحج والوقوف بعرفة ب ١١.

(٦) تأسِّياً بالنبيّ (صلّى الله عليه وآله) كما عن الصحاح الحاكية لحجّة (صلّى الله عليه وآله وسلم) الوسائل ١١ : ٢١٣ / أبواب أقسام الحج ب ٢ وغير ذلك من النصوص.

(٧) الإقبال : ٣٣٩ ، ٣٥٠.

٤٦٩

لنفسك من الدعاء ما أحببت ، واجتهد فإنه يوم دعاء ومسألة. وتعوّذ بالله من الشيطان فان الشيطان لن يذهلك في موطن قط أحب إليه من أن يذهلك في ذلك الموطن ، وإياك أن تشتغل بالنظر إلى الناس ، وأقبل قبل نفسك ، وليكن فيما تقول : اللهمّ إنِّي عبدك فلا تجعلني من أخيب وفدك ، وارحم مسيري إليك من الفج العميق ، وليكن فيما تقول :

اللهمّ رب المشاعر كلها فك رقبتي من النار ، وأوسع عليَّ من رزقك الحلال وادرأ عنّي شر فسقة الجن والإنس ، وتقول : اللهمّ لا تمكر بي ولا تخدعني ولا تستدرجني ، وتقول : اللهمّ إني أسألك بحولك وجودك وكرمك وفضلك ومنّك يا أسمع السامعين ويا أبصر الناظرين ويا أسرع الحاسبين ويا أرحم الراحمين أن تصلي على محمّد وآل محمّد وأن تفعل بي كذا وكذا ، وتذكر حوائجك.

وليكن فيما تقول وأنت رافع رأسك إلى السماء :

اللهمّ حاجتي إليك التي إن أعطيتنيها لم يضرني ما منعتني والتي إن منعتنيها لم ينفعني ما أعطيتني أسألك خلاص رقبتي من النار.

وليكن فيما تقول :

اللهمّ إني عبدك وملك يدك ناصيتي بيدك وأجلي بعلمك ، أسألك أن توفقني لما يرضيك عنّي وأن تسلم مني مناسكي التي أريتها خليلك إبراهيم ، ودللت عليها نبيك محمّد صلّى الله عليه وآله وسلم.

وليكن فيما تقول :

اللهمّ اجعلني ممّن رضيت عمله وأطلت عمره وأحييته بعد الموت حياة طيبة (١).

ومن الأدعية المأثورة ما علّمه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) علياً

__________________

(١) الوسائل ١٣ : ٥٣٨ / أبواب إحرام الحج والوقوف بعرفة ب ١٤ ح ١.

٤٧٠

(عليه السلام) على ما رواه معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : فتقول :

لا إله إلّا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت ويميت ويحيي وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شي‌ء قدير ، اللهمّ لك الحمد كما تقول وخيراً مما يقول القائلون ، اللهمّ لك صلاتي وديني ومحياي ومماتي ولك تراثي وبك حولي ومنك قوتي ، اللهمّ إني أعوذ بك من الفقر ومن وسواس الصدر ومن شتات الأمر ومن عذاب القبر ، اللهمّ إني أسألك من خير ما تأتي به الرياح وأعوذ بك من شر ما تأتي به الرياح ، وأسألك خير الليل وخير النهار (١).

ومن تلك الأدعية ما رواه عبد الله بن ميمون ، قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : «إن رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) وقف بعرفات فلما همت الشمس أن تغيب قبل أن يندفع قال :

اللهمّ إني أعوذ بك من الفقر ومن تشتّت الأمر ومن شرّ ما يحدث باللّيل والنهار ، أمسى ظلمي مستجيراً بعفوك ، وأمسى خوفي مستجيراً بأمانك ، وأمسى ذلي مستجيراً بعزك ، وأمسى وجهي الفاني البالي مستجيراً بوجهك الباقي ، يا خير من سئل ويا أجود من أعطي ، جللني برحمتك وألبسني عافيتك وأصرف عني شر جميع خلقك (٢).

وروى أبو بصير عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : إذا غربت الشمس يوم عرفة فقل :

اللهمّ لا تجعله آخر العهد من هذا الموقف ، وارزقنيه من قابل أبداً ما أبقيتني واقلبني اليوم مفلحاً منجحاً مستجاباً لي مرحوماً مغفوراً لي بأفضل ما ينقلب به

__________________

(١) الوسائل ١٣ : ٥٣٩ / أبواب إحرام الحج والوقوف بعرفة ب ١٤ ح ٢.

(٢) الوسائل ١٣ : ٥٥٩ / أبواب إحرام الحج والوقوف بعرفة ب ٢٤ ح ١ ، ٢.

٤٧١

اليوم أحد من وفدك وحجاج بيتك الحرام ، واجعلني اليوم من أكرم وفدك عليك ، وأعطني أفضل ما أعطيت أحداً منهم من الخير والبركة والرحمة والرضوان والمغفرة وبارك لي فيما أرجع إليه من أهل أو مال أو قليل أو كثير وبارك لهم فيَّ (١).

آداب الوقوف بالمزدلفة

وهي أيضاً كثيرة نذكر بعضها :

١ ـ الإفاضة من عرفات على سكينة ووقار مستغفراً ، فاذا انتهى إلى الكثيب الأحمر عن يمين الطريق يقول :

اللهمّ ارحم موقفي وزد في عملي وسلم لي ديني وتقبّل مناسكي (٢).

٢ ـ الاقتصاد في السير (٣).

٣ ـ تأخير العشاءين إلى المزدلفة والجمع بينهما بأذان وإقامتين وإن ذهب ثلث اللّيل (٤).

٤ ـ نزول بطن الوادي عن يمين الطريق قريباً من المشعر (٥) ويستحب للصرورة وطء المشعر برجله (٦).

٥ ـ إحياء تلك الليلة بالعبادة والدعاء بالمأثور (٧) وغيره ، ومن المأثور أن يقول :

اللهمّ هذه جمع ، اللهمّ إنِّي أسألك أن تجمع لي فيها جوامع الخير ، اللهمّ لا تؤيسني

__________________

(١) الوسائل ١٣ : ٥٥٩ / أبواب إحرام الحج والوقوف بعرفة ب ٢٤ ح ٢.

(٢) الوسائل ١٤ : ٥ / أبواب الوقوف بالمشعر ب ١ ح ١.

(٣) الوسائل ١٤ : ٥ / أبواب الوقوف بالمشعر ب ١ ح ١.

(٤) الوسائل ١٤ : ١٢ / أبواب الوقوف بالمشعر ب ٥.

(٥) الوسائل ١٤ : ١٦ / أبواب الوقوف بالمشعر ب ٧ ح ١.

(٦) الوسائل ١٤ : ١٦ / أبواب الوقوف بالمشعر ب ٧ ح ١.

(٧) الوسائل ١٤ : ١٩ / أبواب الوقوف بالمشعر ب ١٠.

٤٧٢

من الخير الذي سألتك أن تجمعه لي في قلبي وأطلب إليك أن تعرفني ما عرفت أولياءك في منزلي هذا وأن تقيني جوامع الشر.

٦ ـ أن يصبح على طهر فيصلي الغداة ويحمد الله عز وجل ويثني عليه ، ويذكر من آلائه وبلائه ما قدر عليه ويصلي على النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) ثم يقول (١) :

اللهمّ رب المشعر الحرام فك رقبتي من النار وأوسع عليَّ من رزقك الحلال وادرأ عني شر فسقة الجن والانس ، اللهمّ أنت خير مطلوب إليه وخير مدعو وخير مسؤول ، ولكل وافد جائزة فاجعل جائزتي في موطني هذا أن تقيلني عثرتي وتقبل معذرتي وأن تجاوز عن خطيئتي ثم اجعل التقوى من الدنيا زادي.

٧ ـ التقاط حصى الجمار من المزدلفة (٢) وعددها سبعون.

٨ ـ السّعي السير السريع إذا مرّ بوادي محسّر وقدّر للسعي مائة خطوة ويقول :

اللهمّ سلّم لي عهدي واقبل توبتي وأجب دعوتي واخلفني بخير في من تركت بعدي (٣).

آداب رمي الجمرات

يستحب في رمي الجمرات أُمور منها :

١ ـ أن يكون على طهارة حال الرمي (٤).

__________________

(١) الوسائل ١٤ : ٢٠ / أبواب الوقوف بالمشعر ب ١١.

(٢) الوسائل ١٤ : ٣١ / أبواب الوقوف بالمشعر ب ١٨.

(٣) الوسائل ١٤ : ٢٢ / أبواب الوقوف بالمشعر ب ١٣ ح ١.

(٤) الوسائل ١٤ : ٥٦ / أبواب رمي جمرة العقبة ب ٢.

٤٧٣

٢ ـ أن يقول إذا أخذ الحصيات بيده :

اللهمّ هذه حصياتي فأحصهن لي وارفعهن في عملي.

٣ ـ أن يقول عند كل رمية :

الله أكبر اللهمّ ادحر عني الشيطان ، اللهمّ تصديقاً بكتابك وعلى سنّة نبيّك اللهمّ اجعله لي حجاً مبروراً وعملاً مقبولاً وسعياً مشكوراً وذنباً مغفوراً (١)

٤ ـ أن يقف الرامي على بعد من جمرة العقبة بعشر خطوات ، أو خمس عشرة خطوة (٢).

٥ ـ أن يرمي جمرة العقبة متوجهاً إليها مستدبر القبلة (٣) ويرمي الجمرتين الاولى والوسطى مستقبل القبلة (٤).

٦ ـ أن يضع الحصاة على إبهامه ويدفعها بظفر السبابة (٥).

٧ ـ أن يقول إذا رجع إلى منى :

اللهمّ بك وثقت وعليك توكلت فنعم الرب ونعم المولى ونعم النصير (٦).

آداب الهَدْي

يستحب في الهدي أُمور منها :

١ ـ أن يكون بدنة ومع العجز فبقرة ، ومع العجز عنها أيضاً فكبشاً (٧).

٢ ـ أن يكون سميناً (٨).

__________________

(١) الوسائل ١٤ : ٥٨ / أبواب رمي جمرة العقبة ب ٣ ح ١.

(٢) الوسائل ١٤ : ٥٨ / أبواب رمي جمرة العقبة ب ٣ ح ١.

(٣) الوسائل ١٤ : ٥٨ / أبواب رمي جمرة العقبة ب ٣ ح ١.

(٤) الوسائل ١٤ : ٦٥ / أبواب رمي جمر العقبة ب ١٠ ح ٢.

(٥) الوسائل ١٤ : ٦١ / أبواب رمي جمرة العقبة ب ٧.

(٦) الوسائل ١٤ : ٥٨ / أبواب رمي جمرة العقبة ب ٣ ح ١.

(٧) الوسائل ١٤ : ٩٥ / أبواب الذبح ب ٨ ح ١ ، ٤ ، وص ١٠٩ / ب ١٣ أبواب الذبح.

(٨) الوسائل ١٤ : ٩٥ / أبواب الذبح ب ٨ ح ١ ، ٤ ، وص ١٠٩ / ب ١٣ أبواب الذبح.

٤٧٤

٣ ـ أن يقول عند الذبح أو النحر (١) (وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفاً وَما أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذلِكَ أُمِرْتُ) وأنا من المسلمين ، اللهمّ منك ولك بسم الله والله أكبر اللهمّ تقبل مني.

٤ ـ أن يباشر الذبح بنفسه ، فان لم يتمكن فليضع السكين بيده ، ويقبض الذابح على يده ولا بأس بأن يضع يده على يد الذابح (٢).

آداب الحَلْق

١ ـ يستحب في الحلق أن يبتدئ فيه من الطرف الأيمن ، وأن يقول حين الحلق : اللهمّ أعطني بكل شعرة نوراً يوم القيامة (٣).

٢ ـ أن يدفن شعره في خيمته في منى (٤).

٣ ـ أن يأخذ من لحيته وشاربه ويقلم أظافيره بعد الحلق (٥).

آداب طواف الحج والسعي

ما ذكرناه من الآداب في طواف العمرة وصلاته والسّعي فيها يجري هنا أيضاً. ويستحب الإتيان بالطواف يوم العيد (٦) فاذا قام على باب المسجد يقول :

اللهمّ أعنّي على نسكك وسلّمني له وسلّمه لي ، أسألك مسألة العليل الذليل

__________________

(١) الوسائل ١٤ : ١٥٢ / أبواب الذبح ب ٣٧ ح ١.

(٢) الوسائل ١٤ : ١٥٠ / أبواب الذبح ب ٣٦.

(٣) الوسائل ١٤ : ٢٢٨ / أبواب الحلق ب ١٠ ح ١.

(٤) الوسائل ١٤ : ٢٢٠ / أبواب الحلق ب ٦ ح ٥.

(٥) الوسائل ١٤ : ٢١٤ / أبواب الحلق ب ١ ح ١٢ وغيره.

(٦) الوسائل ١٤ : ٢٤٥ / أبواب زيارة البيت ب ١ ح ٧ ، ١٠.

٤٧٥

المعترف بذنبه أن تغفر لي ذنوبي وأن ترجعني بحاجتي ، اللهمّ إني عبدك والبلد بلدك والبيت بيتك جئت أطلب رحمتك وأؤم طاعتك متبعاً لأمرك راضياً بقدرك ، أسألك مسألة المضطر إلى المطيع لأمرك المشفق من عذابك الخائف لعقوبتك أن تبلغني عفوك وتجيرني من النار برحمتك.

ثم يأتي الحجر الأسود فيستلمه ويقبّله ، فان لم يستطع استلم بيده وقبّلها وإن لم يستطع من ذلك أيضاً استقبل الحجر وكبّر وقال كما قال حين طاف بالبيت يوم قدم مكة (١) وقد مرّ ذلك في آداب دخول المسجد الحرام.

آداب منى

يستحب المقام بمنى أيام التشريق ، وعدم الخروج منها ولو كان الخروج للطّواف المندوب (٢) ويستحب التكبير فيها بعد خمس عشرة صلاة ، أولها ظهر يوم النحر وبعد عشر صلوات في سائر الأمصار (٣) ، والأولى في كيفية التكبير أن يقول :

الله أكبر الله أكبر لا إله إلّا الله ، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد ، الله أكبر على ما هدانا ، الله أكبر على ما رزقنا من بهيمة الأنعام ، والحمد لله على ما أبلانا (٤).

ويستحب أن يصلي فرائضه ونوافله في مسجد الخيف. روى أبو حمزة الثمالي عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه قال : من صلّى في مسجد الخيف بمنى مائة ركعة قبل أن يخرج منه عدلت عبادة سبعين عاما ، ومن سبّح الله فيه مائة تسبيحة كتب له كأجر عتق رقبة ، ومن هلل الله فيه مائة تهليلة عدلت أجر إحياء نسمة ، ومن حمد الله فيه مائة تحميدة عدلت أجر خراج العراقين يتصدق به في سبيل الله عزّ

__________________

(١) الوسائل ١٤ : ٢٤٩ / أبواب زيارة البيت ب ٤ ح ١.

(٢) الوسائل ١٤ : ٢٦٠ / أبواب العود إلى منى ب ٢ ح ٥.

(٣) الوسائل ١٤ : ٢٧١ / أبواب العود إلى منى ب ٨ ح ٤ ، ٧ : ٤٥٧ / أبواب صلاة العيد ب ٢١.

(٤) الوسائل ٧ : ٤٥٩ / أبواب صلاة العيد ب ٢١ ح ٤.

٤٧٦

وجّل (١).

آداب مكّة المعظّمة

يستحب فيها أُمور فيها :

١ ـ الإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن.

٢ ـ ختم القرآن فيها (٢).

٣ ـ الشرب من ماء زمزم ثم يقول :

اللهمّ اجعله علماً نافعاً ورزقاً واسعاً وشفاء من كل داء وسقم ، ثم يقول : بسم الله وبالله والشكر لله (٣).

٤ ـ الإكثار من النظر إلى الكعبة (٤).

٥ ـ الطواف حول الكعبة عشر مرات : ثلاثاً في أول الليل وثلاثة في آخره وطوافان بعد الفجر ، وطوافان بعد الظهر (٥).

٦ ـ أن يطوف أيام إقامته في مكة ثلاثمائة وستين طوافاً ، فان لم يتمكن فاثنين وخمسين طوافاً ، فان لم يتمكن أتى بما قدر عليه (٦).

__________________

(١) الوسائل ١٤ : ٢٧٠ / أبواب العود إلى منى ب ٨ ، الوسائل ٥ : ٢٦٩ / أبواب أحكام المساجد ب ٥١.

(٢) الوسائل ١٣ : ٢٨٨ / أبواب مقدمات الطواف ب ٤٥.

(٣) الوسائل ١٣ : ٢٤٧ / أبواب مقدمات الطواف ب ٢١.

(٤) الوسائل ١٣ : ٢٦٢ / أبواب مقدمات الطواف ب ٢٩.

(٥) الوسائل ١٣ : ٣٠٧ / أبواب الطواف ب ٦.

(٦) الوسائل ١٣ : ٣٠٨ / أبواب الطواف ب ٧ ففي صحيحة معاوية بن عمار عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : «يستحب أن يطوف ثلاثمائة وستين أُسبوعاً على عدد أيام السنة ، فان لم يستطع فثلاثمائة وستين شوطاً ، فان لم يستطع فما قدرت عليه من الطواف» ، وفي خبر آخر :

٤٧٧

٧ ـ دخول الكعبة للصرورة (١).

ويستحب له أن يغتسل قبل دخوله وأن يقول عند دخوله :

اللهمّ إنك قلت : ومن دخله كان آمناً فآمنّي من عذاب النار.

ثمّ يصلِّي ركعتين بين الأُسطوانتين على الرخامة الحمراء يقرأ بعد الفاتحة في الركعة الأُولى سورة حم السجدة ، وفي الثانية بعد الفاتحة خمساً وخمسين آية.

٨ ـ أن يصلِّي في كل زاوية من زوايا البيت ، وبعد الصلاة يقول :

اللهمّ من تهيأ أو تعبأ أو أعد أو استعد لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده وجائزته ونوافله وفواضله فإليك يا سيدي تهيئتي وتعبئتي وإعدادي واستعدادي رجاء رفدك ونوافلك وجائزتك فلا تخيب اليوم رجائي ، يا من لا يخيب عليه سائل ولا ينقصه نائل ، فإني لم آتك اليوم ثقة بعمل صالح قدّمته ولا شفاعة مخلوق رجوته ، ولكنني أتيتك مقراً بالظلم والإساءة على نفسي ، فإنه لا حجة لي ولا عذر ، فأسألك يا من هو كذلك أن تصلي على محمّد وآله وتعطيني مسألتي وتقلبني برغبتي ولا تردني مجبوهاً ممنوعاً ولا خائباً ، يا عظيم يا عظيم أرجوك للعظيم ، أسألك يا عظيم أن تغفر لي الذنب العظيم لا إله إلّا أنت (٢).

ويستحب التكبير ثلاثاً عند خروجه من الكعبة وأن يقول :

اللهمّ لا تجهد بلاءنا ، ربنا ولا تشمت بنا أعداءنا فإنك أنت الضار النافع.

ثم ينزل ويستقبل الكعبة ويجعل الدرجات على جانبه الأيسر ، ويصلي ركعتين عند الدرجات (٣).

__________________

«يستحب أن يطاف بالبيت عدد أيام السنة كل أُسبوع لسبعة أيام فذلك اثنان وخمسون أُسبوعاً».

(١) الوسائل ١٣ : ٢٧٣ / أبواب مقدمة الطواف ب ٣٥.

(٢) الوسائل ١٣ : ٢٧٥ / أبواب مقدمات الطواف ب ٣٦ ح ١ ، ٢ ، ٣.

(٣) الوسائل ١٣ : ٢٨٢ / أبواب مقدمات الطواف ب ٤٠.

٤٧٨

طواف الوداع

يستحب لمن أراد الخروج من مكة أن يطوف طواف الوداع ، وأن يستلم الحجر الأسود والركن اليماني في كل شوط ، وأن يأتي بما تقدّم في آداب الطواف من المستحبات عند الوصول إلى المستجار ، وأن يدعو الله بما شاء ، ثم يستلم الحجر الأسود ويلصق بطنه بالبيت. ويضع إحدى يديه على الحجر والأُخرى نحو الباب ثم يحمد الله ويثني عليه ويصلي على النبي وآله ، ثم يقول :

اللهمّ صلِّ على محمّد عبدك ورسولك ونبيك وأمينك وحبيبك ونجيبك وخيرتك من خلقك ، اللهمّ كما بلّغ رسالاتك وجاهد في سبيلك وصدع بأمرك وأوذي في جنبك وعبدك حتى أتاه اليقين ، اللهمّ اقلبني مفلحاً منجحاً مستجاباً لي بأفضل ما يرجع به أحد من وفدك من المغفرة والبركة والرحمة والرضوان والعافية.

ويستحب له الخروج من باب الحناطين ويقع قبال الركن الشامي ويطلب من الله التوفيق لرجوعه مرة أُخرى ، ويستحب أن يشتري عند الخروج مقدار درهم من التمر ويتصدق به على الفقراء (١).

زيارة الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلم)

يستحب للحاج استحباباً مؤكّداً أن يكون رجوعه من طريق المدينة المنورة ليزور الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله) والصدّيقة الطاهرة (سلام الله عليها) وأئمة البقيع (سلام الله عليهم أجمعين) (٢) وللمدينة حرم حدّه عائر إلى وعير (٣)

__________________

(١) الوسائل ١٤ : ٢٨٧ / أبواب العود إلى منى ب ١٨ ، ٢٠.

(٢) الوسائل ١٤ : ٣٢٠ ، ٣٣٢ ، ٣٤٠ ، ٣٦٧ / أبواب المزار ب ٢ ، ٣ ، ٥ ، ١٨.

(٣) كما في صحيحة معاوية بن عمار [المروية في الوسائل ١٤ : ٣٦٢ / أبواب المزار ب ١٧ ح ١ ، ١٠] وغيرها.

٤٧٩

وهما جبلان يكتنفان المدينة من المشرق والمغرب ، وذهب بعض الفقهاء إلى أن الإحرام وإن كان لا يجب فيه (١) إلّا أنه لا يجوز قطع شجرة ولا سيما الرطب منه إلّا ما استثني ممّا تقدّم في حرم مكة ، كما أنه لا يجوز صيد ما بين الحرتين منه (٢) ، ولكن الأظهر جوازهما وإن كان رعاية الاحتياط أولى ، وكيفية زيارة الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلم) أن يقول :

______________________________________________________

(١) لعدم الدليل ومقتضى الأصل عدم الوجوب.

(٢) يقع الكلام في مقامين : أحدهما : في حرمة قطع شجره ، ثانيهما : في حرمة صيده.

أمّا المقام الأول : فقد نسب إلى الأكثر أو المشهور الحرمة ، بل عن المنتهي أنه لا يجوز عند علمائنا (١) وفي الجواهر بل لم أجد من نص على الكراهة قبل العلامة في القواعد (٢). وقيل بالكراهة وبه صرح المحقق في الشرائع (٣) والعلامة في القواعد (٤) بل ذكر في المسالك أن هذا القول هو المشهور (٥).

هذا بحسب الأقوال ، وأمّا بحسب الروايات فظاهرها الحرمة للنهي عنه في بعض الروايات المعتبرة كصحيحة معاوية بن عمار «وأن المدينة حرمي ، ما بين لابتيها حرمي لا يعضد شجرها» (٦).

وفي صحيح زرارة «حرّم رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلم) المدينة ما بين لابتيها (٧) صيدها ، وحرّم ما حولها بريداً في بريد أن يختلى خلاها أو يعضد شجرها

__________________

(١) المنتهي ٢ : ٧٩٩ السطر ١٢.

(٢) الجواهر ٢٠ : ٧٧.

(٣) الشرائع ١ : ٣٢٠.

(٤) القواعد ١ : ٤٥٠.

(٥) المسالك ٢ : ٣٨٢.

(٦) الوسائل ١٤ : ٣٦٢ ، ٣٦٦ / أبواب المزار ب ١٧ ، ١ ، ١٠.

(٧) اللابة : هي الحرة ذات الحجارة السود. مجمع البحرين ٢ : ١٦٨.

٤٨٠